00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الأنعام 

القسم : أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية   ||   الكتاب : مراجعات قرآنية ( اسئلة شبهات وردود)   ||   تأليف : السيد رياض الحكيم

سورة الأنعام

 

((الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ))(1). 

س 266 ـ لماذا جاءت لفظة: ((الظُّلُمَاتِ)) بصيغة الجمع، ولفظة: ((النُّورَ)) بصيغة المفرد؟

ج ـ لعلّ الظلمات إشارة لمراتب الظلمة ومصاديقها التي يتيه في كل منها أُمة أو مجموعة من الناس، بينما النور يرمز إلى الطريق المستقيم. والله العالم.

 

 ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ))(2). 

س 267 ـ لماذا كرّر الأجّل، وما هما الأجلان؟

ج ـ لعلّ الأجل الأول نهاية أمد الحياة الدنيا حيث تمهل البشرية لحينه، والأجل الثاني يوم القيامة حيث يكون موعد الحساب.

ويحتمل أن الأجل واحد، والتكرار لبيان أنّ هذا الأجل المجهول لدى الناس محدّد ومعلوم لديه تعالى، فلا مبّرر للامتراء ـ الشك ـ بسبب طول الأجل وجهلهم بنهايته. 

 

 ((وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ))(7). 

س 268 ـ ما الفارق بين نزول القرآن على لسان النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ونزوله في قرطاس مع أنّ اتهامهم له بالسحر متحقق في كلا الفرضين؟

ج ـ حيث أريد للإسلام أن يكون خاتمة الأديان السماوية كانت معجزتُه الرئيسية القرآنَ الكريمَ ـ لا الإعجاز المادي المحسوس الذي يخبو سريعاً ـ ليجتذب بمضمونه العقل والوجدان لدى الأجيال المتعاقبة، ويكون مناراً لها.

وحيث كانت هناك رغبة أو طلب من بعض المعاصرين ـ ضيقي الأفق أو المعاندين ـ للرسول (صلى الله عليه وآله وسلّم) بأن يكون أعجازه مادياً كأن يكون قرآنه في قرطاس مادي محسوس ينزل عليهم، فأوضحت الآية الكريمة أنّ الكافرين الذين لا يحتكمون لعقولـهم ووجدانهم ولا يتأثرون بمضمون القرآن ومواعظه لا تؤثر فيهم المعجزة المادية ايضا، بل سوف يصّرون على غيّهم وعنادهم ويتهمون النبي بالسحر والباطل.

 

 ((وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ* وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ))(8- 9). 

س 269ـ أترى أن الملَك بصورته الطبيعية لا يمكنه أداء الرسالة السماوية للبشرية؟

ج ـ شاء الله تعالى أن يجعل الحياة الدنيا محلاً للاختبار والتكليف ((الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)) وأن يمنح الإنسان بعقله وجهده فسحة ليختار الطريق المستقيم بنفسه ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا)) من دون أن يفرض عليه الإيمان والطاعة ((وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى)) كما شاء سبحانه أن يحمّل الإنسان المسؤولية في الحياة الدنيا ـ بعد استعداده لها ـ ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ)) فكان من الطبيعي ـ على ضوء ذلك ـ أن يكون رسوله إلى البشرية منهم مدعوماً بالحجة والبرهان، لانّه على فرضية إنزال الملَك لأداء الرسالة السماوية حيث كان نزول الملَك بهيئته لا يحقق الهدف من إرسال الرسل إما لعدم انسجام هيئته أو طبيعته مع حياة الإنسان فلا يمكنه معايشة الأمة ومشاركتهم في شعورهم وهمومهم أو لكونه لا يصلح أن يكون قدوة تقتدي به الأمة، لاختلافه معهم في الخلق والطبيعة بينما يفترض أن يكون الرسول مثلاً أعلى وسراجاً لأمته، كما قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا))(1) أو لغير ذلك ـ مما يعلمه الله ـ بحيث انحصرت مهمة الملائكة في نزولهم على هيئتهم بتنفيذ الأمر الإلهي ((وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ)) فلابدّ أن يكون الملَك الرسولُ بهيئة البشر وطبيعته، كما قال تعالى: ((وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً))، وذلك لا يحقق هدف المعاندين الذين يطالبون بأن يكون الرسول ملَكاً على طبيعته وهيئته الملَكية.

 

((قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ...))(12). 

س 270 ـ ما معنى أن يأمر الله تعالى رسوله بالسؤال والجواب معاً؟

ج ـ هذا إرشاد من الله تعالى لنبيّه في كيفية محاججة الكافرين وسؤالهم وإلى الإجابة المناسبة لهذا السؤال. وقد لا يكون الهدف تعليم الرسول، وإنّما دعم موقفه بالنص القرآني، والسؤال المذكور تعبير عمّا يدور في خلد الإنسان الباحث عن الحقيقة، أو المجادلة للرسول.

 

((وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ))(13). 

س 271 ـ لماذا خصّ الساكن بالذكر مع أن المتحرك لله تعالى أيضاً؟

ج ـ ليس السكون هنا في مقابل الحركة، بل بمعنى الاستقرار، قال الفيروزآبادي: سكنَ سكوناً قرّ.. (1).

 

((وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ))(17). 

س 272ـ كما انّ الضرّ لا يكشفه إلاّ الله فكذلك الخير، فلماذا لم يذكر ذلك؟

ج ـ نعم، ولكن حيث انّ الإنسان توّاق إلى كشف الضر نبّهت الآية إلى أنّ الكاشف له هو الله، بعكس الخير الذي يرغب الإنسان فيه وفي استمراره.

 

((قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ..))(19). 

س 273 ـ كيف يجعل الله شهيداً بين الطرفين مع أنّ الكافرين لا يقرّون به؟

ج ـ حيـث كانوا مزوّدين بالعقـل الـذي يرشـدهم إلى الله تعـالى وكمـاله ـ ولو احتكموا إلى عقولـهم ـ صحّ أن يكون الله شهيداً بينه وبينهم.

 

((ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَاللّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ * انظُرْ كَيْفَ كَذَبُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ))(23- 24). 

س 274ـ كيف يكذبون على الله يوم القيامة مع علمهم بأنه تعالى عالم بكفرهم في الحياة الدنيا؟

ج ـ إنّ الكافر عندما يرى أهوال يوم القيامة ومصير الكافرين القاتم يحاول التشبّث بكلّ حجة مهما وهنت للخلاص من العذاب، وبما انّ الفطرة والعقل يرشدان كلّ إنسان ـ في الحياة الدنيا ـ إلى الإيمان بالله تعالى، كما قال تعالى: ((فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا)) وقال ـ حكاية لحال الكافرين في الدنيا ـ ((وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ)) فيحتج الكافرون يوم القيامة بتلك الفطرة التوحيدية التي فُطروا عليها في الدنيا كدليل على إيمانهم بالله، غافلين عن أنّ ذلك ليس هو معيار الإيمان، لأنّ الإيمان هو عقد القلب على ما تمليه الفطرة، لا تجاهله وجحوده.

 

((وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا...))(25). 

س 275 ـ إذا كان الله تعالى قد جعل على قلوبهم أكنّة ـ جمع كنان وهو الستّر ـ وفي آذانهم وقراً ـ الثقل في الأذن ـ فيكونون معذورين في عدم إيمانهم، فكيف يعذّبهم على ذلك؟

ج ـ تقدم الكلام مفصّلاً حول الموضوع في تفسير قولـه تعالى: ((خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ)) ـ آية 7: سورة البقرة ـ فليراجع(1).

 

 ((إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ))(36). 

س 276ـ أليس رجوعهم إلى الله من خلال بعثهم فلماذا فرّق بينهما؟

ج ـ كلا فإن البعث هو إحياؤهم بعد الموت. ورجوعهم إليه وقوفهم يوم القيامة. 

 

((وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ))(37). 

س 277 ـ ألا توحي هذه الآية أنّ الله تعالى لم ينزّل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) آية معجزة وأيّة، ولذلك اكتفى في ردّ طلب خصومه بقولـه: ((إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً)) ولم يقل انه أنزل آيةً بالفعل؟

ج ـ كلاَّ، لأنهم أرادوا آية مادية وشاخصة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) على غرار عصا موسى وناقة صالح، فردّهم بأن تحديد طبيعة الآية راجع لله تعالى، لا لرغبات الأشخاص والجماعات، لأن الهدف من الآية إقامة الحجة من خلالها، وليس تلبية الطلبات التي لا تنضبط، وقد شاء الله تعالى أن تكون الآية الشاخصة لنبي الإسلام خالدة بخلود رسالته، وهي القرآن الكريم، حيث تحدى الأجيال المتعاقبة بالإتيان بسورة بل بآية مثله. بالإضافة للمعاجز الثانوية مثل شق القمر وكلام الذئب وحركة الشجرة وإخباره بالمغيبات وغيرها مما حفلت به المصادر التأريخية، وقد اشار القرآن الكريم الى صدور آيات مادية من الني(صلى الله عليه وآله وسلّم) قد رآها الكافرون بأم اعينهم، قال تعالى:((اقترب الساعة وانشق القمر وأن يرو آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر)) فالاية الكريمة نصت على رؤيتهم لبعض الايات منه(صلى الله عليه وآله وسلّم) التي استكبروا عن قبولها وقالوا ((سحر مستمر)) إلاّ أن تلك المعاجز كانت آنية، ولم تلازم مسيرة رسالته (صلى الله عليه وآله وسلّم) ، لأنها لم تكن معجزته الرئيسية. 

 

((... أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))(54). 

 

س 278 ـ بما أنّ الجاهل معذور فهو لا يحتاج إلى توبة فلماذا اعتبرها هنا؟

ج ـ ليست الجهالة هنا بمعنى الجهل وعدم العلم، بل بمعنى السفاهة المقابلة للحكمة، لأنّ ارتكاب الذنب تبعاً للشهوة أو الهوى من السفه وخلاف الحكمة.

 

((وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ...))(60). 

س 279 ـ النوم ليس وفاةً فكيف يقول: ((يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ))؟

ج ـ ليس المقصود من الوفاة الموت، وإنما هو قبض النفس عن أبرز مظاهر الحياة من الوعي والحيوية، من خلال ظاهرة النوم. وكأن الآية الكريمة تشير إلى إحاطة الله تعالى بالإنسان في الليل والنهار.

 

 ((وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ))(61). 

س 280ـ ما هي مهمة هؤلاء الحفظة؟

ج ـ ذهب بعض المفسرين إلى أنّ مهمة هؤلاء حفظ الإنسان من الهلاك، وقد أشارت مجموعة من النصوص إلى ذلك، منها ما جاء في نهج البلاغة عن الإمام علي (عليه السلام): ((انّ مع كلّ إنسان ملكين يحفظانه، فإذا جاء القدر خلّيا بينه وبينه، وإنّ الأجل جنّة حصينة)) (1)، ولعلّ إلى ذلك يشير قولـه تعالى: ((لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ)) (2).

ويرى فريق آخر من المفسّرين أنّ مهمّة هؤلاء الملائكة حفظ أعمال الإنسان وإحصاؤها ليحاسب عليها يوم القيامة، كما أشار إليه قولـه تعالى: ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ))(3)، ويبدو أن هذا الرأي هو الأرجح في تفسير الآية التي نتحدث عنها، لأنّ تعدية الفعل بـ (على) تناسب تحميل المسؤولية لا الامتنان.وربما يكون الحافظان للإنسان من الحوادث هما اللذان يحفظان أعماله ويسجلان عثراته. والله العالم.

 

س 281 ـ كيف يقول: ((تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا))مع انّ الذي يتوفى الإنسان حين الموت ملك الموت كما قال تعالى: ((قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ))(4)؟

ج ـ لعلّ المقصود أعوان ملك الموت وجنوده، فيصح نسبة التوفي لهم باعتبارهم المباشرين كما يصح نسبته إلى ملك الموت باعتباره المسؤول عن ذلك والموجِّه لأعوانه، وتصح نسبته لله تعالى أيضاً باعتباره المقدّر لذلك، وكل شيء خاضع لإرادته، كما في قولـه تعالى: ((اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا))(5) ولا محذور في تعدّد نسبة الفعل الواحد، ما دامت طولية، لا عَرْضية. 

 

((قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)) (63)

س 282 ـ لماذا خصّ ذلك بالظلمات، مع أنّ الشدائد التي تواجه الإنسان قد تكون في وضح النهار؟

ج ـ الظلمات كناية عن الشدة، قال الزجاج: العرب تقول لليوم الذي تلقى فيه شدة: يوم مظلم، حتّى إنهم يقولون يوم ذو كواكب، أي اشتدّت ظلمته حتى صار كالليل، وأنشد:

بني أسد هل تعلمون بلاءنا             إذا كان يومُ ذو كواكبَ أشهب ُ(6)

 

س 283 ـ لماذا خصّ الدعاء بالخفية، مع انّ الإنسان كثيراً مّا يجهر بدعائه عند الشدة؟

ج ـ ربما تتحدّث الآية عن دعاء الكافرين عند الشدة، فانهم لا يجهرون بدعائهم لله وإنما يتوجّهون إليه خفية.

ويمكن أن يكون المقصود من التضرع الضّراعة فتكون إشارة للجهر بالدعاء، قال ابن منظور: المعنى تدعونه مظهرين الضراعة، وهي شدة الفقر والحاجة إلى الله عزَّ وجلَّ(7).

 

((وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ  الظَّالِمِينَ * وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)) (68- 69)  

س 284ـ كيف يُنسي الشيطانُ النبَّي عن أداء تكليفه؟

ج ـ الآية الكريمة لم تخبر عن إنساء الشيطان النبي بالفعل، وانما هو مجرّد فرضية، ولذلك تقدمتّه أداة الشرط، لأنّ (إمّا) مركبة من ((إن)) الشرطية و((ما)) والخطاب بتجنب مجالسة الظالمين ـ عند استهزائهم بآيات الله ـ لا يختص بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ وإن جاء بصيغة المفرد ـ بل يعمّ كل المسلمين ولذلك نفت الآية اللاحقة تحمّل المتقين مسؤولية عمل الكافرين.

وعلى كل حال فحيث كان المقصود بالخطاب كلّ المسلمين لا خصوص النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيتضح أن الآية لا تدّل على تحقق النسيان من كل المخاطبين مجرّد فرضية قد تتحقق بالنسبة لبعضهم. والله العالِم.

 

((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) (74)

س 285 ـ كيف ينسجم مضمون الآية مع ما عُرف بين شيعة آل البيت (عليهم السلام) من أنّ أبا إبراهيم كان موحّداً لله تعالى؟

ج ـ الملاحظ أنّ النسابين ينسبون إبراهيم (عليه السلام) إلى تارخ، قال الزجاج: (( ليس بين النسابين اختلاف انّ اسم أبي إبراهيم تارخ..)) (8).

وقال الطبري: ((.. وهو إبراهيم بن تارخ بن ناحور..)) (9) ولعلّ إطلاق لفظ الأب عليه لكونه جدّه من أُمه، أو عمّه ـ كما قيل ـ حيث قد يطلق الأب عليه.

وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قولـه: ((ردوّا عليّ أبي)) يعني عمه(10) العباس فاستعمل الأب بمعنى العم.

 وقد قيل ان كثيراً من الجمهور وافقوا الشيعة في ذلك ،قال الآلوسي في تفسيره: وعلى هذا جمّ غفير من أهل السنّة(11).

ومما يشهد بأن ((آزر)) لم يكن والد ابرهيم أن القرآن الكريم نص على أن إبراهيم قد تبرأ من ((آزر)) بعدّما تبيّن له أنه عدوّ لله ومصّر على الكفر ((وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ)) (التوبة:114)، وكان ذلك في فترة شبابه بعد بدايات دعوته لقومه بعبادة الله تعالى ((إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ * قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ * وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ)) (الشعراء:70ـ 71، 86). بينما نجده (عليه السلام) بعد ذلك وفي فترة شيخوخته ـ حيث ولد له إسماعيل واسحاق ـ يدعو لوالديه بالمغفرة كما حكى عنه تعالى في قولـه: ((الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ * رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ)) (ابراهيم:29 ـ 41)، وهذا يؤكّد أن ((آزر)) الذي تبرّأ منه في فترة شبابه وبدايات دعوته لله تعالى، ليس والده، وأن والديه مؤمنان بالله تعالى، ولذلك استحقّا الدعاء بالمغفرة والرحمة.

 

((فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ)) (76)

س 286 ـ هل كان إبراهيم جاهلاً بربّه حتى يقول مثل هذا؟

ج ـ احتمل بعض المفسرين أن يكون الربّ هنا بمعنى المدبّر، وأن هذه الآيات تتحدث عن مرحلة بحث إبراهيم (عليه السلام) عن المدبّر للكون بالرغم من اعتقاده بوجود الله تعالى واختصاصه بالألوهية، وأنه كان يبحث عن إمكانية إسناده تدبير الكون لبعض مخلوقاته كالكواكب والقمر والشمس، خصوصاً مع انتشار هذه الأفكار ضمن المجتمع الذي كان يعيش فيه.

ولكن ملاحظة مجموع الآيات الكريمة توحي بأنه كان في مقام مخاصمة قومه وأفكارهم بال أسلوب المؤثر من خلال افتراض هذه المدّعيات وردّها بالحجة والبرهان، ولذلك نراه بعد أن استعرض هذه الفرضيات وردّها، وجه خطابه لقومه قائلاً ((يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ)) ممّا يؤكد أن عملية الافتراض والردّ لم تكن مختزنة في نفسه ضمن تكوين معتقده الشخصي، بل في ضمن جوّ الحوار مع الخصم.

وممّا يؤيد ذلك أن قضية أُفول هذه الكواكب ليست مما تخفى على الطفل المميّز فضلاً عن مثل إبراهيم الواعي لعملية الاستدلال والاستنتاج المعقّدة، ولذلك اضطر أصحاب الاتجاه الأول ـ وكذلك الذين توهموا جهل إبراهيم لخالقه آنذاك ـ إلى التشبث بروايات واهية و غير معقولة تتضمن أنه كان يعيش في مغارة، وأنه لم يرّ إلى ذاك الوقت كوكباً ولا شمساً ولا قمراً، وأنه فوجئ بحركتها وأفولها(12).

 

س 287 ـ لماذا استند في نفي ربوبية الكوكب إلى عدم حبّه للآفلين، مع أن قضية الربوبية غير مرتبطة بالمشاعر كالحب والبغض؟

ج ـ الموضوع ليس مجرّد مشاعر، وإنما باعتبار أن عدم حب الآفل بسبب نقصه وخضوعه لغيره في حركته وافولـه، فيمتنع أن يكون هو الخالق أو المدبّر لهذا الكون الواسع المعقّد وما فيه. والذي يبدو من ملاحظة مجموع الآيات الكريمة أن إبراهيم(عليه السلام) كان بصدد رفض ومناقشة الفرضيات المختلفة المعارضة للتوحيد، فبدأ بنفي فكرة ألوهية الأصنام، باعتبارها من نتاج الإنسان وأنها جمادات لا تعي ولا تعقل ولا تقدر على شيء، أما الكواكب فحيث إنها لم تكن نتاجاً إنسانياً ولا في متناول يده وسلطانه فاستدلّ على رفض ربوبيتها، من خلال أُفولها الذي هو مظهر الضعف والنقص فيها، بادئاً بأصغرها وأقلّها إشعاعاً وهو الكواكب، وانتهاءً بنفي الأكبر والأشد إشعاعاً وأقوى نوراً، وهو الشمس.

 

((وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إلاّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئاً وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ)) (80)

س 288 ـ ما وجه الاستثناء بقولـه ((إلاّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئا)) فهل يعقل أن يشاء الله تعالى أن توقع الأصنام أو الكواكب ضرراً بابراهيم حتى يذكر هذا الاستثناء؟

ج ـ يبدو أن محاججة قومه اعتمدت تخويفه من آلهتهم وأربابهم، باعتبارها الفكرة السائدة التي ربطتهم بها ـ بتغذية من رجال دينهم ـ خصوصاً بالنسبة للكواكب، حيث كانوا يتصورون أن سقوط الشهب وخسوف القمر وكسوف الشمس دلائل غضب هذه الإلهة، ولذلك كانوا يقدمون لها القرابين خلال هذه الفترة، لإرضائها، فهدّدوا إبراهيم من نتائج غضبها، وبعد أن رفض إبراهيم خوفه منها: ((وَلا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ)) استدرك بان ما قد يصيبه من أمراض وما يواجهه من أخطار ـ باعتباره بشراً معرّضاً لكلّ ذلك ـ إنما هو بمشيئة الله تعالى وقدرته، لا بسبب غضب آلهتهم وفعلها، فقال ((إلاّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئا)).

 

((وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍ مِنْ شَيْءٍ)) (91).

س 289 ـ كيف يكون إنكار ارسال الرسالة على البشر منافياً لتعظيم الله تعالى ومعرفة قدره، مع أن هؤلاء إنما انكروا ارسال البشر من جانب الله تعظيماً له تعالى بزعمهم؟

ج ـ هؤلاء قاسوا عظمة الله تعالى وكبرياءه بالطغاة وكبريائهم حيث يهتمون بمظاهر العظمة في اختيارهم لرسلهم وممثليهم، بينما الباري تعالى يراعي الحكمة ومصلحة العباد وإقامة الحجة عليهم التي تنسجم مع كون الرسول بشراً مثلهم، من دون أن يكون محتاجاً لهم، بعكس الطغاة الذين يحرصون على التكبر وابراز قوتهم وسلطانهم أمام الآخرين، وهذا الحرص إنما يعبّر عن نقص فيهم، فقياس الباري عزَّ وجلَّ عليهم ينمّ عن جهل بحقيقة عظمته وقدره تعالى.

 

س 290ـ من هؤلاء الذين تشير الآية إلى إنكارهم إرسال البشر؟ فاليهود لا ينكرون ذلك، لأنهم يعترفون بأنّ نبيهم بشر، والمشركون لا يعترفون بنبوة موسى فكيف يحاججهم بقولـه: ((قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَـى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلا آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ)) (13).

ج ـ لعلّ المقصودين في الآية بعض اليهود الذين كانوا يظاهرون المشركين على المسلمين و يوادونهم ويصرفونهم عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) ـ عندما يسألهم أولئك المشركون ـ كما أكدتها المصادر التاريخية وأشار إليه قولـه تعالى: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً)) (14).فكان هؤلاء اليهود يوهمونهم أن الله لا يرسل بشراً لعباده، خاصة إذا لاحظنا سطحية الثقافة الدينية لكثير من المشركين، وجهلهم بأُسس الديانة اليهودية وكون نبيّهم موسى(عليه السلام) بشراً، بل قد لا يعرفون عنها إلاّ أنها ديانة سماوية فحسب، وقد ساعد انطواء اليهود على أنفسهم وعدم التبشير بدينهم على جهل المشركين به.

 

((وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)) (92).

س 291 ـ إذا كانت مهمة النبي محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) إنذار أُم القرى ـ مكة ـ ومن حولها، فكيف تكون رسالته عالمية؟

ج: 1 ـ منشأ هذا التوهم تفسير (الحول) بالمحيط القريب، بينما نجد الاستعمال القرآني لهذه اللفّظة في غير ذلك، كما في قولـه تعالى: ((وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى))(15). قال الطبرسي: (( معناه: ولقد أهلكنا ـ يا أهل مكة ـ ما حولكم، وهم قوم هود، وكانوا باليمن، وقوم صالح بالحجر، وقوم لوط على طريقهم إلى الشام)) (16). وكذلك في سورة العنكبوت: ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ))(17).

2 ـ الملاحظ أن الآية لم تعبّر (مكة وما حولها) ،وهذا يوحي أنه ليس المنظور إليها بما هي بقعة خاصة وما يحيط بها جُغرافياً، بل في كلتا الآيتين استخدم لفظ (أُم القرى) وكأنه لتأكيد مركزية مكّة بالنسبة للبقاع الأُخرى، بسبب وجود الكعبة البيت الحرام فيها، والعرب تسمي كلّ أمرٍ جامع (أُمّاً)، وقد حكي عن ابن عباس أنّ سبب تسمية مكة بذلك أن الأرضين دحيت من تحتها ومن حولها، وقال أبو بكر الأصم: ((سميت بذلك، لأنها قبلة أهل الدنيا فصارت هي كالأصل وسائر البلاد والقرى تابعة لها)) (18) واختصاص هذا الأمم بمكة شاهد على عدم النظر إليها بما أنها بقعة معيّنة.

3 ـ لو فرضنا ظهور الآية في البقعة الجغرافية المحدّدة فقد يكون من باب التأكيد أو باعتبار أنّ ذلك كان الأُفق المتيسّر للرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) آنذاك، ولذلك نراه(صلى الله عليه وآله وسلّم) قد وسّع دائرة رسالته فيما بعد لتشمل أهل يثرب ثمّ الجزيرة العربية، ومن بعدها الروم والفرس وغيرهم من الشعوب، من دون ان يعترض عليه أحد من المسلمين وغيرهم بمثل هذه الآية.

 

س 292 ـ كيف يقول ((وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ)) مع أن اليهود والنصارى يؤمنون بالآخرة و لا يؤمنون بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولا بالقرآن؟

ج ـ لعلّ المقصود منهم الذين يحرّكهم ايمانهم ويدعوهم إلى تحري الحقيقة حيث يوصلهم ذلك إلى صدق الرسول(صلى الله عليه وآله وسلّم) والإيمان برسالة الإسلام والعمل بأحكامه، أما غيرهم فبحكم غير المؤمنين بالآخرة، ولذلك عطف على الإيمان بالرسول أو القرآن المحافظةَ على الصلاة، مع أنّ ذلك لا يعمّ كل أهل الكتاب، بل القسم الأول منهم فحسب.

 

((إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ))(95). 

س 293 ـ هل أنّ فلق الحب والنوى مختص بالله تعالى؟

ج ـ نعم، لأن المقصود منه فلق الحبة ليخرج منها النبات وفلق النوى ليخرج منها النخل والشجر، لا مجرّد الشق الذي هو من الأمور العادية.

  

((لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير))(103)

س 294 ـ لماذا خصّ الأبصار بالذكر مع أن كل الحواس لا تدركه وهو يدركها؟

ج ـ لعلّه باعتبار أن البصر هو الحاسة الوحيدة التي هي مثار توهّم إدراك الله تعالى بها، ولذلك اقتصر ادعاء المنحرفين بإدراكه بالبصر دون غيره، وصارت مسألة رؤيته تعالى من مسائل علم الكلام ـ العقائد ـ دون غيرها.

 

((وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ))(105)

س 295 ـ الهدف من تصريف الآيات هو هداية الناس لا ضلالهم، فكيف يقول ((وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ)) أي حفظته وتعلّمته من أهل الكتاب، فهل ضلالهم المذكور هدف لتصريف الآيات؟

ج ـ هذه اللام ليست للتعليل ـ كما ابتنى عليه السؤال ـ وإنما هي لام العاقبة والصيرورة التي تدخل على نتيجة الفعل مثل اللاّم في قولـه تعالى ((فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً))(19) مع أنّ التقاطهم لموسى(عليه السلام) لم يكن بهذا الهدف، وإنما ترتّب ذلك من دون أن يكون مقصوداً لهم.

 

((وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ))(107)

س 296 ـ ما هو الفرق بين الحفيظ والوكيل؟

ج ـ قال الطبرسي: ((.. فانّ الحافظ للشيء هو الذي يصونه عمّا يضرّه، والوكيل على الشيء هو الذي يجلب الخير إليه)) (20) ،وربما يكون المقصود من الحفيظ المسؤول، ومن الوكيل المهيمن، والمعنى أن الله تعالى لا يحاسب رسوله على كفرهم لأنه ليس مسؤولاً عن موقفهم، ولم يجعل له سلطة وقدرة تكوينية تردّعهم عن كفرهم لأنه ليس مهيمناً عليهم.

 

((كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))(108)

س 297 ـ كيف ينسب الله تعالى التزيين لنفسه، وفي آيات اخرى نسبه للشيطان، منها قولـه تعالى: ((وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ))؟

ج ـ نسبة التزيين للشيطان لأنه سببه، ونسبته لله تعالى باعتبار أنّ كلّ شيء بقضائه و قدره، كما قال تعالى: ((فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ))(21)، مع أن للهداية والضلال أسبابهما.

 

((وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآياتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ))(109)

س 298 ـ إذا كانوا يؤمنون عنـد مجئ الآية التي طلبوها ـ كما توحي به الآية لكـريمة ـ فلماذا لم ينزّلها الله تعالى وهو اللطيف بعباده الذي يريد لهم الهداية والسعادة؟

ج ـ أولاً: إن الهدف من إنزال الآيات إقامة الحجة عليهم، وينزّل الله الآيات التي تكفي لإقامة الحجة على الناس، ولو ابتنى إنزال الآيات على الاستجابة لطلب الأشخاص والجماعات لارتبكت مواقف الأنبياء، لأنّ طلبات ورغبات الأشخاص وتوقيتها غير منضبطة.

ثانياً: ذكر بعض المفسّرين أن (لا) ليست نافية، وأن المعنى: وما يشعركم أنهم يؤمنون؟ فيكونون مثل قوم صالح الذين طلبوا الناقة وعقروها فيما بعد، فاستحقوا العذاب والفناء في الدنيا، بينما شاء الله أن لا يفني هؤلاء، بل يفسح لهم الفرصة أو لأبنائهم للإيمان برسالة الإسلام الذي أراد لهم أن يحملوها إلى الأُمم الأخرى لتبقى خالدة وتنتشر.

 

((وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ))(111)

س 299 ـ لماذا لم يشأ الله هدايتهم؟

ج ـ لأن هذه المشيئة تكوينية، فلا يكون ايمانهم اختيارياً، وهو لا فائدة فيه، إذ انّ الله تعالى أراد لهذه الدنيا أن تكون دار اختبار بحيث يتحمل الإنسان مسؤوليته باختياره.

 

((إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ))(117)

س 300 ـ حيث أنّ لفظة (أعلم) مضافة إلى اسم الموصول، فيكون معناه أن الله تعالى من المضلين؟

ج ـ كلاّ، ليست هي مضافة إلى اسم الموصول، بل اسم الموصول (مَن) إما مفعول به لفعل محذوف، والتقدير: إن ربّك هو أعلم يعلم من يُضل..الخ كما ذهب إليه بعض النحاة، أو منصوب بنزع الخافض أي بحذف حرف الجر، والتقدير: أعلم بمن يضل، والذي حسّن الحذف كونُ المجرور طويلاً ـ أي اسم الموصول وصلته ـ ووجود الباء في قولـه: بالمهتدين، فحذفها هناك تجنباً لتكرارها.

 

((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاّ بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ))(123)

س 301 ـ إذا كان علّة جعل الأكابر في كل قرية مكرهم فيها، فيكون مكرهم مراداً لله تعالى؟

ج ـ كلاّ، لأن هذه اللام ليست لام التعليل، وإنما هي لام الصيرورة، ويسميها النحاة لام العاقبة، وهي تدخل على النتيجة من دون أن تكون هي الغاية والهدف، نظير اللام في قولـه تعالى ((فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً)) فإن هدفهم من التقاط موسى(عليه السلام) أن يصير لهم ولداً مؤنساً، لا عدواً وحزنا، لكن النتيجة كانت غير ذلك.

 

((قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ))(128)

س 302 ـ إذا كان الكفار خالدين في النار ـ كما تضمنته بعض النصوص ـ فما هو وجه الاستثناء بقولـه: ((إلاّ أَنْ يَشَاءَ اللَّه))؟

ج ـ هناك عدة وجوه لهذا الاستثناء، فقد يكون الملحوظ فيه بعض المنحرفين من غير الكافرين بالله تعالى، أو لاستثناء خصوص المستضعفين مهن الكفار حيث لا دليل على خلودهم، أو للإشارة إلى أن الأمر لا يخرج عن مشيئة الله تعالى حتّى بعد إدخالهم النار واستحقاقهم الخلود فيها لكفرهم.

 

((وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأنْعَامِ نَصِيباً فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا))(136)

س 303 ـ من هؤلاء الشركاء؟

ج ـ يبدو أن المقصود منهم الأصنام التي كانوا يعبدونها، وإنما اعتبروهم شركاء، لأنهم فرضوا لهم نصيباً في أموالهم، فصاروا شركاء لهم.

 

((وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُم))(137)

س 304 ـ إذا كان الشركاء هم الأصنام فكيف تزيّن لهم ذلك وهي جمادات غير عاقلة؟

ج ـ لعل نسبة التزيّن للأصنام باعتبار أنّهن وسيلة الإضلال الذي أوجب ابتعادهم عن الفطرة وشرع الله تعالى، كما نسب الإضلال إليها في قولـه تعالى: ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأصْنَامَ* رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ)) (22).

ويمكن أن يكون المقصود من الشركاء هم الذين يقومون بشؤون الأصنام، وهم بمنزلة رجال دينهم، أو أن المقصود الشياطين.

 

((وَأَنْعَامٌ لا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ))(138) 

س 305ـ توحي الآية أنهم كانوا يذكرون اسم الله على بعض الأنعام الأخرى مع أنّهم ـ لكفرهم ـ لم يكونوا يذكرون اسم الله على الجميع؟

ج ـ كثيراّ من العرب أو اكثرهم كانوا مشركين، فهم يؤمنون بالله ويشركوو معه غيره. وبالنسبة للآية الكريمة يبدو أنها تشير ـ كما ذكره بعض المفسّرين ـ إلى ما كانوا يعتقدونه من حرمة الركوب للحج ـ وما يتخلله من ذكر الله ـ على صنف من الأنعام.

 

((...إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِير))(145) 

س 306 ـ لماذا خصّ الدم المحرّم بالمسفوح؟

ج ـ لأن غير المسفوح كالذي يكون في الكبد والعروق الدقيقة غير محرّم.

 

((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاق))(151) 

س 307 ـ إذا كان بصدد بيان ما حرّمه الله فكيف يستعرض ما كان مطلوباً لله تعالى مثل عدم الشرك والإحسان للوالدين وعدم قتل الأولاد؟

ج ـ كأن التحريم هنا مضمّن معنى التشريع والجعل لا خصوص التحريم، أو باعتبار أن هذه التشريعات وإن تضمّنت صيغة الطلب، لكن جوهرها التحريم، لأن المجعول هو حرمة (23) الشرك بالله وعقوق الوالدين وقتل الأولاد وممارسة الفاحشة وقتل النفس المحترمة.

 

((مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُون))(160) 

س 308 ـ ما معنى مضاعفة أجر الحسنة مع أن كل زيادة هي ضمن الأجر لتلك الحسنة لا ضعفها؟

ج ـ تصوُّر التضعيف بالنسبة للإحسان إلى الناس واضح، فمن تصدّق على فقير بدينار يعطى ثواب من تصدّق على عشرة فقراء كرماً تفضلاً من الله تعالى، وبالنسبة للعبادات ونحوها يعطى ثواب من ضاعفها عشر مرات، كما أشارت إليه بعض النصوص، ففي الحديث عن الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) عن أبيه الإمام الباقر (عليه السلام) قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم): ((من صام ثلاثة أيام في الشهر، فقيل له: أنت صائم الشهر كلّه، فقال: نعم. فقد صدق، لأنه قال: ((مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا)) (24).

 

((قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ))(162)  

س 309 ـ ما معنى كون حياته ومماته لله تعالى؟

ج ـ باعتبار أن الله تعالى فاعلهما وأنّهما بيده، فهو المحيي والمميت.

 

((وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى))(164) 

س 310 ـ كيف ينسجم ذلك مع مضمون قولـه تعالى: ((لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ))(25)؟

ج ـ تلك الآية تتحدث عن براءة كل إنسان عن تحمّل الأوزار التي لا ترتبط به، ولا ينافي ذلك تحمّل رموز الضلالة لأوزار من خدعوهم وأضلّوهم ومشاركتهم إياهم في المسؤولية ـ كما تضمنته الآية ـ لأن هذه الأوزار تنسب إليهم وتكون من جملة أوزارهم، لكونهم السبب فيها حيث سنّوها، كما جاء في الحديث عن أبي جعفر الباقر(عليه السلام): ((وأيّما عبد من عباد الله سنّ سنة ضلالة كان عليه وزر من فعل ذلك من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)) (26).

  

((إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ))(165) 

س 311 ـ كيف يوصف الله تعالى بأنه سريع العقاب من أن حلمه طويل وعقابه مؤجل في العادة إلى يوم القيامة؟

ج ـ إن ما نراه بعيداً قريب عند الله تعالى، لأنه أزلي سرمدي، فكل فاصل زمني كلا شيء بالنسبة إلى سرمديته ودوامه ولذلك قال تعالى: ((إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً *وَنَرَاهُ قَرِيباً)) (27) أو باعتبار أن الزمن في الحقيقة يجري سريعاً حيث لا يلبث العمر بل الحياة أن تفنى وتنتهي، كما قال الشاعر:

دقّات قلب المرء قائلة له         إن الحياة دقائق وثوانٍ

 

والذي أوجب غفلة الإنسان عن هذه الحقيقة انشغاله بشؤونه وبما يحيط به من أحداث. اللهمّ بصّرنا في أنفسنا ولا تجعلنا من الغافلين.

  

ــــــــــــــــــ

(1) سورة الأحزاب:45 ـ46.

(1) القاموس المحيط: 2/227.

(1) تقدم في صحفة ( ).

(1) تصنيف نهج البلاغة: ص 140.

(2) سورة الرعد: 11.

(3) سورة الانفطار: 10- 12.

(4) سورة السجدة: 11.

(5) سورة الزمر: 42.

(6) تاج العروس: 8 / 384.

(7) لسان العرب: 8/ 222.

(8) مجمع البيان: 4 / 497.

(9) تاريخ الأُمم والملوك: 1 / 162.

(10) يراجع التفسير الكبير: 13 / 40.

(11) التفسير الكاشف ـ نقلاً عن الآلوسي ـ: 3 / 213.

(12) يراجع تاريخ الأمم والملوك: 1 / 164.

(13) سورة العنكبوت: 91.

(14) سورة النساء: 51.

(15) سورة الأحقاف: 27.

(16) مجمع البيان: 9 / 138.

(17) سورة العنكبوت: 67.

(18) التفسير الكبير: 13 / 81.

(19) سورة القصص: 8.

(20) مجمع البيان: 4 / 536.

(21) سورة إبراهيم: 4.

(22) سورة إبراهيم: 35 ـ 36.

(23)أعم من الحرمة الإرشادية، كما في الشرك بالله تعالى، والحرمة التشريعية، كما في الباقيات.

(24) تفسير العياشي: 1 / 415.

(25) سورة النحل: 25.

(26) بحار الأنوار: 71 / 258.

(27) سورة المعارج:6، 7.

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335151

  • التاريخ : 28/03/2024 - 14:13

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net