00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النبأ 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة النبأ

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرء " عم يتسائلون " لم تخرج سنته اذا كان يد منها في كل يوم حتى يزور بيت الله الحرام.

[491]

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء عم يتسائلون سقاه الله برد الشراب يوم القيامة.

3 - في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبوبكر: يا رسول الله اسرع اليك الشب؟ قال: شيبتنى هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.

4 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن اورمة ومحمد بن عبدالله عن على بن حسان عن عبدالله بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: عم يتسائلون عن النبأ العظيم قال: النبأ العظيم الولاية.

5 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن أبى عمير وغيره عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ان الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الاية " عم يتسائلون عن النبأ العظيم "؟ قال: ذلك إلى ان شئت اخبرتهم وان شئت لم اخبرهم، ثم قال: لكنى اخبرك بتفسيرها، قلت: عم يتسائلون؟ قال: فقال: هى في أمير المؤمنين عليه السلام.

كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما لله عزوجل آية هى أكبر منى، ولا لله من نبأ اعظم منى.

6 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين هى خطبة الوسيلة قال عليه السلام فيها: وانى النبأ العظيم.

7 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام في قوله: " عم يتسائلون عن النبأ العظيم " قال: أمير المؤمنين عليه السلام: ما لله نبأ اعظم منى، وما لله آية أكبر منى، ولقد عرض فضلى على الامم الماضية على اختلاف السنتها فلم تقر بفضلى.

8 - في عيون الاخبار باسناده إلى ياسر الخادم عن ابى الحسن على بن موسى الرضا عليه السلام عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى عليه السلام: يا على انت حجة الله وانت باب الله، وانت الطريق إلى الله، وانت النبأ العظيم، وانت الصراط المستقيم وانت المثل الاعلى، الحديث.

[492]

9 - في تهذيب الاحكام في الدعاء بعد صلوة الغدير المسند إلى الصادق عليه السلام شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا اله الا انت ربنا، ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلى امير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبر والنبأ العظيم الذى هم فيه يختلفون.

10 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبى صلى الله عليه وآله اذ هبط عليه الامين جبرئيل ومعه جام من البلور الاحمر مملوء مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وآله على بن أبى طالب عليه السلام و ولداه الحسن والحسين، إلى قوله: فلما صارت في كف الحسن عليه السلام قالت: بسم الله الرحمن الرحيم " عم يتسائلون عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

11 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: الم نجعل الارض مهادا قال: يمهد فيها الانسان والجبال اوتادا اى أوتاد الارض.

12 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ووتد بالصخور ميدان أرضه.

13 - في تفسير على بن ابراهيم وجعلنا الليل لباسا قال: يلبس على النهار.

14 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سئل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: اخبرنى لم سمى الليل ليلا؟ قال: لانه يلايل الرجال من النساء(1) جعله الله عزوجل ألفة ولباسا وذلك قول الله عزوجل: " وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا " قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

15 - في تفسير على بن ابراهيم وجعلنا سراجا وهاجا قال: الشمس المضيئة وانزلنا من المعصرات قال: من السحاب ماء ثجاجا قال: صبا على صب

16 - وفيه وقال أبوعبدالله عليه السلام: قرء رجل على امير المؤمنين عليه السلام " ثم يأتى

___________________________________

(1) لايله ملايلة: استأجره لليلة.

[493]

من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " فقال: ويحك اى شئ يعصرون؟ يعصرون الخمر؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها؟ فقال: انما نزلت " عام يغاث الناس وفيه يعصرون "(1) اى يمطرون بعد سنى المجاعة، والدليل على ذلك قوله: " وانزلنا من المعصرات ماء‌ا ثجاجا ".

17 - في تفسير العياشى عن محمد بن على الصيرفى عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " بالياء(2) يمطرون ثم قال: اما سمعت قوله: " وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".

18 - عن على بن معمر عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " مضمومة ثم قال: " وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا ".

19 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: جنات الفافا قال: بساتين ملتفة الشجر.

20 - في مجمع البيان وفى الحديث عن البراء بن عازب قال: كان معاذ بن جبل جالسا قريبا من رسول الله في منزل أبى ايوب الانصارى فقال معاذ: يا رسول الله أرأيت قول الله تعالى: يوم ينفخ في الصور فتأتون افواجا الايات فقال: يا معاذ سألت عن عظيم من الامر ثم ارسل عينيه ثم قال: يحشر عشرة أصناف من امتى اشتاتا قد ميزهم الله تعالى من المسلمين وبدل صورهم بعضهم على صورة القردة، وبعضهم على صورة الخنازير، وبعضهم منكسون أرجلهم من فوق، ووجوههم من تحت، ثم يسحبون عليها، وبعضهم عمى يترددون، وبعضهم صم وبكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون السنتهم تسيل القيح من افواههم لعابا يتقذرهم اهل الجمع، وبعضهم مقطعة ايديهم وارجلهم، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار، وبعضهم اشد نتنا من الجيف، وبعضهم يلبسون جبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم، فأما الذين

___________________________________

(1) اى " يعصرون بضم الياء.

(2) وفى البحار " بضم الياء ".

[494]

بصورة القردة فالفتات من الناس(1) واما الذين على صورة الخنازير فأهل السحت واما المنكسون على رؤسهم فآكلة الربا والعمى الجائرون في الحكم، والصم البكم المعجبون بأعمالهم والذى يمضغون بالسنتهم العلماء والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران، والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس إلى السلطان، والذين اشد نتنا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات واللذات.

ويمنعون حق الله تعالى في أموالهم، والذينهم يلبسون الجباب فأهل الفخر والخيلاء.

21 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وفتحت السماء فكانت ابوابا قال: تفتح ابواب الجنان قوله وسيرت الجبال فكانت سرابا قال: تسير الجبال مثل السراب الذى يلمع في المفازة.

22 - في نهج البلاغة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ فيصير صلدها سرابا رقراقا ومعهدها قاعا سملقا(2).

23 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: ان جهنم كانت مرصادا قال: قائمة قوله: لابثين فيها احقابا قال: الاحقاب السنين والحقب سنة، والسنة عددها ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون، اخبرنا احمد بن ادريس عن احمد ابن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن درست بن ابى منصور عن الاحول عن حمران بن اعين قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله " لابثين فيها احقابا * لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * الا حميما وغساقا " قال: هذه في الذين لا يخرجون من النار.

___________________________________

(1) اى النمامون.

(2) الشم الشوامخ: الجبال العالية وذلها: تدكدكها، وهى ايضا: الصم الرواسخ، فيصير صلدها وهو الصلب الشديد الصلابة سرابا وهو ما يتراء‌ى في النهار فيظن ماء والرقراق: الخفيف ومعهدها ما جعل منها منزلا للناس.

والقاع: الارض الخالية، والسملق: الصفصف المستوى ليس بعضه أرفع وبعضه أخفض.

[495]

24 - في كتاب معانى الاخبار ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عمن رواه عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " لابثين فيها احقابا " قال: الاحقاب ثمانية احقاب والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون.

25 - في مجمع البيان روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يخرج من النار من دخلها حتى يمكث فيها أحقابا، والحقب بضع وستون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، كل يوم ألف سنة مما تعدون فلا يتكلمن أحد على أن يخرج من النار.

26 - وروى العياشى باسناده عن حمران قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الاية فقال: هذه في الذين يخرجون من النار، وروى عن الاحوال مثله.

27 - ورووا عن على عليه السلام وكذبوا بآياتنا كذابا خفيفة والقرائة المشهورة " وكذبوا بآياتنا كذابا " بالتثقيل.

28 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ان للمتقين مفازا قال: يفوزون قوله: وكواعب اترابا قال: جوار وأتراب لاهل الجنة، وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال في قوله: " ان للمتقين مفازا " قال: هى الكرامات " وكواعب اترابا " اى الفتيات النواهد(1).

29 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: حتى اذا كان يوم القيامة حسب لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشرة أمثالها إلى سبعمأة ضعف، قال الله عزوجل جزاء من ربك عطاء حسابا وقال: " اولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ".

30 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الماضى عليه السلام قال: قلت: يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الاية قال: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون

___________________________________

(1) النواهد: النسوة اللاتى كعب ثديهن وأشرف.

[496]

صوابا، قلت: ما تقولون اذا تكلمتم؟ قال: نمجد ربنا ونصلى على نبينا، ونشفع لشيعتنا، ولا يردنا ربنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

31 - في مجمع البيان " يوم يقوم الروح والملائكة صفا " الاية اختلف في معنى الروح هنا على أقوال إلى قوله: وروى على بن ابراهيم باسناده إلى الصادق عليه السلام قال: هو ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل.

32 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " يوم يقوم الروح والملائكة صفا " قال: الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الائمة عليهم السلام.

33 - في مجمع البيان " يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا " وروى معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سئل عن هذه الاية فقال: نحن والله المأذونون لهم يوم القيامة والقائلون صوابا، قال: جعلت فداك ما تقولون؟ قال: نمجد ربنا ونصلى على نبينا ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا رواه العياشى مرفوعا.

34 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام حاكيا أحوال موقف اهل المحشر ثم يجتمعون في مواطن أخر فليستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عزوجل: " يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه " فليستنطقون " فلا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا " فيقول الرسل عليهم السلام فيشهدون في هذا الموطن فذلك قوله عزوجل: فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " 35 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله انا انذرناكم عذابا قريبا قال في النار وقال.

يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا اى علويا وقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المكنى امير المؤمنين ابوتراب.

36 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عباية بن ربعى قال: قلت لعبدالله ابن عباس: لم كنى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا ابا تراب؟ قال: لانه صاحب الارض وحجه الله على اهلها بعده، وبه بقاؤها واليه سكونها، ولقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:

[497]

اذا كان يوم القيامة ورأى الكافر ما اعد الله تبارك وتعالى لشيعة على من الثواب و الزلفى والكرامة قال: " يا ليتنى كنت ترابا " اى من شيعة على عليه السلام، وذلك قول الله عزوجل " ويقول الكافر ياليتنى كنت ترابا ".

النازعات

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من قرء والنازعات لم يمت الا ريانا ولم يبعثه الله الا ريانا.

2 - في مجمع البيان وقال ابوعبدالله عليه السلام من قرء‌ها لم يمت الا ريان، ولم يبعثه الله الا ريان، ولم يدخل الجنة الا ريان.

3 - ابى بن كعب عن النبى صلى الله عليه وآله قال: ومن قرء سورة والنازعات لم يكن حبسه وحسابه يوم القيامة الا كقدر صلوة مكتوبة حتى يدخل الجنة.

4 - والنازعات غرقا اختلف في معناه على وجوه: أحدها انه يعنى الملائكة الذين ينزعون ارواح الكفار عن ابدانهم بالشدة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المد وروى ذلك عن على عليه السلام.

5 - وقيل هو الموت ينزع النفوس وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.

6 - في تفسير على بن ابراهيم " والنازعات غرقا " قال نزع الروح والناشطات نشطا قال: الكفار ينشطون في الدنيا.

7 - في مجمع البيان " والناشطات نشطا " في معناه اقوال وثانيها انها الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والاظفار حتى تخرجها من اجوافهم بالكرب والغم عن على عليه السلام يقال: نشط الجلد نشطا: نزعها.

8 - والسابحات سبحا فيه اقوال: احدها الملائكة يقبضون ارواح المؤمنين يسلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح كالسابح بالشئ في الماء يرمى به عن على عليه السلام.

[498]

9 - في تفسير على بن ابراهيم في قوله فالسابقات سبقا يعنى ارواح المؤمنين تسبق ارواحهم إلى الجنة بمثل الدنيا، وارواح الكافرين بمثل ذلك إلى النار.

10 - في مجمع البيان " فالسابقات سبقا " فيه اقوال ايضا احدها انها الملائكة لانها سبقت ابن آدم بالخير والايمان والعمل الصالح عن مجاهد، وقيل انها تسبق الشياطين بالوحى إلى الانبياء، وقيل: انها تسبق ارواح المؤمنين إلى الجنة عن على عليه السلام ومقاتل.

(وثانيها) انها انفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها و قد عاينت السرور شوقا إلى رحمة الله ولقاء ثوابه وكرامته عن ابن مسعود.

11 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عن ابيه موسى بن جعفر عليهم السلام قال: كان قوم من خواص الصادق عليه السلام جلوسا بحضرته في ليلة مقمرة مصبحة(1) فقالوا: يابن رسول الله ما احسن اديم(2) هذه السماء ونور هذه النجوم والكواكب؟ فقال الصادق عليه السلام: انكم لتقولون هذا وان المدبرات الاربعة جبرئيل وميكائيل واسرافيل وملك الموت عليهم السلام ينظرون إلى الارض فيرونكم واخوانكم في أقطار الارض، و نوركم إلى السماوات واليهم احسن من نور هذه الكواكب، وانهم ليقولون كما تقولون: ما احسن انوار هؤلاء المؤمنين؟.

12 - في مجمع البيان فالمدبرات امرا فيه اقوال ايضا احدها انها الملائكة تدبر امر العباد من السنة إلى السنة عن على عليه السلام.

13 - وثالثها انها الافلاك يقع فيها امر الله تعالى فيجرى به القضاء في الدنيا رواه على بن ابراهيم، أقسم الله بهذه الاشياء التى عددها، وقيل تقديره ورب النازعات، وما ذكره بعدها، وهذا ترك الظاهر بغير دليل، وقد قال الباقر والصادق عليهما السلام: ان لله تعالى ان يقسم بما شاء من خلقه، وليس لخلقه ان يقسموا الا به.

14 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن محمد بن مسلم قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل: " والليل اذا يغشى "

___________________________________

(1) كذا في الاصل وفى المصدر " مضحية " مكان " مصبحة ".

(2) أديم السماء: وجهها.

[499]

" والنجم اذا هوى " وما أشبه ذلك قال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخقله أن يقسموا الا به.

15 - فيمن لا يحضره الفقيه وروى عن على بن مهزيار قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: قوله عزوجل: " والليل اذا يغشى * والنهار اذا تجلى " وقوله عزوجل: " والنجم اذا هوى " وما أشبه هذا.

فقال: ان لله عزوجل أن يقسم من خلقه بما شاء وليس لخلقه أن يقسموا الا به.

16 - وفى تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قال: تنشق الارض بأهلها، والرادفة الصيحة يقولون أئنا لمردودون في الحافرة قال: قالت قريش أنرجع بعد الموت أئذا كنا عظاما نخرة اى بالية تلك اذا كرة خاسرة قال: قالوا هذه على حد الاستهزاء، فقال الله: انما هى زجرة واحدة فاذا هم بالساهرة قال: الزجرة النفخة الثانية في الصور، والساهرة موضع بالشام عند بيت المقدس.

17 - في نهج البلاغة وصارت الاجساد شحبة بعد بضتها، والعظام نخرة بعد قوتها(1).

18 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قوله: " ائنا لمردودون في الحافرة " يقول: في الخلق الجديد واما قوله " فاذا هم بالساهرة " والساهرة الارض كانوا في القبور فلما سمعوا الزجرة خرجوا من قبورهم فاستووا على الارض.

19 - في مجمع البيان روى أبوهريرة عن النبى صلى الله عليه وآله " تبدل الارض غير الارض والسماوات " فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظى(2) " لا ترى فيها عوجا ولا امتا " ثم يزجر الله الخلق زجرة فاذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم من الاولى،

___________________________________

(1) الشحب: الهلاك.

والبض: الرخص الجسد الرقيق الجلد الممتلئ.

(2) منسوب إلى عكاظ وهى سوق من أسواق العرب كانت تقوم هلال ذى القعدة و تستمر عشرين يوما وقيل شهرا.

[500]

ما كان في بطنها كان في بطنها، وما كان في ظهرها كان على ظهرها.

20 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: فحشر فنادى يعنى فرعون فنادى فقال انا ربكم الاعلى فأخذه الله نكال الاخرة والاولى والنكال العقوبة، والاخرة هو قوله: " انا ربكم الاعلى " والاولى قوله: " ما علمت لكم من اله غيرى " فأهلكه الله بهذين القولين.

21 - في كتاب الخصال عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال املى الله لفرعون ما بين الكلمتين أربعين سنة ثم أخذه الله نكال الاخرة والاولى، فكان بين أن قال الله تعالى لموسى وهارون: " قد اجيبت دعوتكما " وبين أن عرفه الاجابة أربعين سنة، ثم قال: قال جبرئيل عليه السلام: نازلت ربى في فرعون منازلة شديدة، فقلت: يا رب تدعه وقد قال أنا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول هذا عبد مثلك.

22 - عن رجل من أصحاب أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان أشد الناس عذابا يوم القيامة سبعة نفر أولهم ابن آدم الذى قتل أخاه إلى قوله: وفرعون الذى قال: " انا ربكم الاعلى " الحديث.

23 - في مجمع البيان " فأخذه الله نكال الاخرة والاولى " بأن أغرقه في الدنيا ويعذبه في الاخرة، وقيل معناه فعاقبه الله بكلمة الاخرى وكلمة الاولى، فالاخرى قوله: " انا ربكم الاعلى " والاولى قوله: " ما علمت لكم من اله غيرى " فنكل به نكال هاتين الكلمتين، وجاء في التفسير عن أبى جعفر عليه السلام أنه كان بين الكلمتين اربعون سنة.

24 - وروى أبوبصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال جبرئيل قلت: يا رب تدع فرعون وقد قال: انا ربكم الاعلى؟ فقال: انما يقول هذا مثلك من يخاف الفوت.

25 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس (ره) نقلا عن تفسير الكلبى محمد عن الكلبى عن ابى صالح عن ابن عباس أن جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله: يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الاخلاص " آمنت انه لا اله الا الذى آمنت به بنوا اسرائيل وانا من المسلمين " وانا ارسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخافة ان

[501]

يتوب فيتوب الله عزوجل عليه؟ قال رسول الله: ما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل؟ قال: لقوله انا ربكم الاعلى وهى كلمته الاخرى منهما قالها حين انتهى إلى البحر وكلمته الاولى " ما علمت لكم من اله غيرى " فكان بين الاولى والاخرة اربعون سنة وانما قال ذلك لقومه " انا ربكم الاعلى " حين انتهى إلى البحر فرآه قد يبست فيه الطريق فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا وذلك قوله عزوجل: " واضل فرعون قومه وما هدى ".

26 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن داود عن محمد بن عطية عن ابى جعفر عليه السلام انه قال لرجل من اهل الشام: وكان الخالق قبل المخلوق، ولو كان اول ما خلق من خلقه الشئ من الشئ اذا لم يكن له انقطاع ابدا، ولم يزل الله اذا ومعه شئ وليس هو يتقدمه، ولكنه كان اذ لا شئ غيره، وخلق الشئ الذى جميع الاشياء منه فجعل نسب كل شئ إلى الماء ولم يجعل الماء نسبا يضاف اليه، وخلق الريح من الماء، ثم سلط الريح على الماء فشققت الريح متن الماء حتى ثار من الماء زبد على قدر ما شاء ان يثور، فخلق من ذلك الزبد أرضا بيضاء نقية ليس فيها صدع ولا ثقب ولا صعود ولا هبوط ولا شجرة ثم طواها فوضعها فوق الماء، ثم خلق الله النار من الماء فشققت النار متن الماء حتى ثار من الماء دخان على قدر ما شاء الله أن يثور، فخلق من ذلك الدخان سماء صافية نقية ليس فيها صدع ولا ثقب، وذلك قوله: والسماء بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها قال: ولا شمس ولا قمر ولا نجوم ولا سحاب، ثم طواها فوضعها فوق الارض، ثم نسب الخلقتين فرفع السماء قبل دحوا الارض فذلك قوله عز ذكره: والارض بعد ذلك دحاها يقول بسطها والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

27 - في نهج البلاغة كلام طويل يذكر فيه عليه السلام ابتداء خلق السماوات السبع وفيه قال عليه السلام: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا.

28 - في الكافى محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من أصحابنا عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام انه قال كذلك

[502]

ذكر البيت العتيق ان الله خلقه قبل الارض، ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته.

29 - على بن محمد عن سهل بن زياد عن منصور بن العباس عن صالح اللفائفى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله تعالى دحا الارض من تحت الكعبة إلى منى، ثم دحاها من منى إلى عرفات، ثم دحاها من عرفات إلى منى، فالارض من عرفات، و عرفات من منى، ومنى من الكعبة.

30 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبى زرارة التميمى عن أبى حسان عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الارض أمر الرياح فضربن وجه الماء حتى صار موجا ثم أزبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا عن زبد ثم دحا الارض من تحته وهو قول الله تعالى: " ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا ".

ورواه ايضا عن سيف بن عمير عن أبى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله عليه السلام مثله.

31 - محمد بن احمد عن الحسين بن على بن مروان عن عدة من اصحابنا عن ابى حمزة الثمالى قال: قلت لابى جعفر عليه السلام في المسجد الحرام: لاى شئ سماه الله العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على وجه الارض الا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت، فانه لارب له الا الله تعالى، وهو الحرم.

ثم قال: ان الله تعالى خلقه قبل الارض، ثم خلق الارض من بعده فدحاها من تحته.

32 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابى بكر الحضرمى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبدالملك حاجا ومعه الابرش الكلبى فلقيا ابا عبدالله عليه السلام في المسجد الحرام فقال هشام للابرش: تعرف هذا؟ قال: لا.

قال هذا الذى تزعم الشيعة انه نبى من كثرة علمه، فقال الابرش: لاسئلنه عن مسألة لا يجيبنى فيها الا نبى او وصى نبى، فقال وددت انك فعلت ذلك فلقى الابرش ابا عبدالله عليه السلام فقال يا ابا عبدالله أخبرنى عن قول الله " اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما " بما كان رتقهما وبما كان فتقهما؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام با ابرش هو كما وصف نفسه كان عرشه على الماء والماء على الهواء والهواء لا تحد

[503]

ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء يومئذ عذب فرات، فلما اراد أن يخلق الارض أمر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الارض من تحته فقال الله تعالى: " ان اول بيت وضع للناس للذى ببكة مباركا " ثم مكث الرب تبارك وتعالى ماشاء فلما اراد أن يخلق السماء امر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان من غير نار فخلق منه السماء وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، و اجراها في الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

33 - حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبى فاخته عن على بن الحسين عليهما السلام ونقل حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: وتبدل الارض غير الارض، يعنى بأرض لم تكسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها اول مرة.

34 - في نهج البلاغة كبس الارض على مور أمواج مستفحلة، ولجج بحار زاخرة، يلتطم اواذى أمواجها، وتصطفق متقاذفات اثباجها، وترغو زبدا كالفحول عند هياجها، فخضع جماح الماء المتلاطم لثقل حملها، وسكن هيج ارتمائه اذ وطأته بكلكلها، وذل مستخذيا اذ تمعكت عليه بكواهلها، فأصبح بعد اصطخاب امواجه ساجيا مقهورا.

وفى حكمة الذل منقادا أسيرا، وسكنت الارض مدحوة في لجة تياره، وردت من نخوة بأوه واعتلائه، وشموخ أنفه وسموا غلوائه، وكعمته على كظة جريئة فهمد بعد نزقاته ولبد بعد زيفان وثباته(1).

___________________________________

(1) كبس الارض: اى أدخلها في الماء بقوة واعتماد شديد.

والمور: مصدر مار: اى ذهب وجاء.

قوله عليه السلام " مستفحلة " اى هائجة هيجان الفحول.

واستفحل الامر.

تفاقم واشتد.

زخر الماء: امتد جدا وارتفع.

والاواذى جمع آذى وهو الموج.

وتصطفق: يضرب بعضها بعضا، والاثباج هيهنا أعالى الامواج وأصل الثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر فنقل إلى هذا الموضع استعارة والرغاء: صوت البعير وغيره من ذوات الخف.

وجماح الماء: صعوده وغليانه واصله من جمح الفرس: ركب رأسه لا يثنيه شئ، يقال رجل جموح لمن يركب هو له فلا يمكن رده، وهيج الماء: اضطرابه.

وارتمائه: تلاطمه.

وكلكلها: صدرها.

والمستخذى، الخاضع وتمعكت: تمرغت، والكواهل جمع كاهل وهو ما بين الكتفين والاصطخاب: افتعال من الصخب وهو الصياح والجلبة.

والساجى: الساكن.

و حكمة - محركة -: ما احاط من اللجام بحنك الدابة.

قوله عليه السلام " مدحوة " اى مبسوطة.

والتيار: أعظم الموج.

ولجته: أعمقه.

والبأو: الكبر والفخر.

والشموخ: العلو.

قوله عليه السلام " غلوائه " اى غلوه وتجاوزه الحد وكعمته اى شدت فمه لما هاج، من الكعام وهو شيئ يجعل في فم البعير.

والكظة: الجهد والثقل الذى يعترى الانسان عند الامتلاء من الطعام.

وهمد بمعنى سكن.

والنزقة: الخفة والطيش.

ولبد الشئ بالارض: لصق بها.

والزيفان: شدة هبوب الريح.

[504]

35 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فخلق النهار قبل الليل؟ قال: نعم خلق النهار قبل الليل، و الشمس والقمر والارض قبل السماء.

قال عز من قائل: اخرج منها ماء‌ها ومرعاها.

36 - في روضة الكافى باسناده إلى أبى الربيع عن أبيجعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى اهبط آدم إلى الارض وكانت السماء رتقا لا تمطر، وكانت الارض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عزوجل على آدم عليه السلام أمر السماء فتفطرت بالغمام ثم امرها فأرخت عزاليها(1) ثم امر الارض فأنبتت الاشجار وأثمرت الثمار، وتفيهت بالانهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.

37 - وباسناده إلى محمد بن عطية عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام فان قول الله عزوجل " كانتا رتقا " يقول: كانت السماء رتقا لا تنزل المطر و كانت الارض رتقا لا تنبت الحب، فلما خلق الله تبارك وتعالى الخلق وبث فيهما

___________________________________

(1) كناية عن شدة وقع المطر.

وقد مر الحديث بمعناه في صفحة 106 من هذا المجلد ايضا فراجع

[505]

من كل دابة فتق السماء بالمطر، والارض بنبات الحب.

38 - في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى ابى بكر الحضرمى عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقد ذكر السماء والارض وكانتا رتقا مرتوقتين ليس لهما أبواب، ولم يكن للارض أبواب وهو النبت، ولم تمطر السماء عليها، فتنبت ففتق السماء بالمطر وفتق الارض بالنبات.

39 - في نهج البلاغة وجبل جلاميدها ونشوز متونها واطوادها، فأرساها في مراسيها فالزمها قرارتها، فمضت رؤسها في الهواء، ورست اصولها في الماء فأنهد جبالها عن سهولها، وأساخ قواعدها في متون اقطارها ومواضع أنصابها فأشهق قلالها، واطال أنشازها، وجعلها للارض عمادا وأرزها فيها أوتادا، فسكنت على حركتها من أن يميد بأهلها أو تسيخ بحملها أو تزول عن مواضعها(1).

40 - وفيه فلما ألقت السحاب برك بوانيها، وبعاع ما استقلت به من العب‌ء المحمول عليها، اخرج به من هوامد الارض النبات، ومن زعر الجبال الاعشاب، فهى تبهج بزينة رياضها، وتزدهى بما ألبسته من ريط ازاهيرها، وحيلة ما سمطت به من ناضر أنوارها، وجعل ذلك بلاغا للانام ورزقا للانعام(2)

___________________________________

(1) قوله عليه السلام " وجبل جلاميدها " اى خلق صخورها.

والنشوز جمع نشز وهو المرتفع من الارض.

ومتونها: جوانبها واطوادها: جبالها.

قوله عليه السلام فارساها في مراسيها اى أثبتها في مواضعها قوله عليه السلام - " فألزمها قرارتها " اى امسكها حيث استقرت قوله عليه السلام " فأنهد جبالها " اى أعلاها من نهد ثدى الجارية اذا أشرف وكعب.

قوله عليه السلام " وأساخ...اه " اى غيب قواعد الجبال في جوانب اقطار الارض، " والانصاب " الاجسام المنصوبة.

قوله عليه السلام " فأشهق قلالها " جمع قلة وهى ماعلا من رأس الجبل.

واشهقها اى جعلها شاهقة اى عالية.

والنشز: المرتفع من الارض - وقد مر ايضا - " وأرزها " اى أثبتها فيها.

(2) البرك: الصدر.

وبوانيها تثنية بوان - على زنة فعال بكسر الفاء - وهو عمود الخيمة.

وبعاع السحاب: ثقله بالمطر.

والعب‌ء: الثقل.

واستقلت اى ارتفعت ونهضت وهو امد الارض: التى لا نبات بها.

وزعر الجبال جمع ازعر والمراد به قلة العشب والكلاء وأصله من الزعر وهو قلة الشعر في الرأس.

والبهج والسرور.

وتزدهى اى تتكبر.

والريط جمع ريطة: كل ملاء‌ة ليست ذات لفقين اى قطعتين متضامتين كلها نسج واحد وقطعة واحدة والازاهير: النور ذو الالوان.

" وسمطت به " علق عليها السموط جمع سمط وهو العقد وفى نسخة الاصل " شمطت " أراد ما خالط سواد الرياض من النور الابيض كالاقحوان ونحوه.

والناضر ذو النضارة وهى الحسن والطراوة.

[506]

41 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى النزال بن سيارة عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر الدجال ومن يقتله وأين يقتل: ألا ان بعد ذلك الطامة الكبرى قلنا: وما ذلك يا أمير المؤمنين قال: خروج دابة الارض من عند الصفا، معها خاتم سليمان وعصى موسى عليهما السلام، تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فينطبع فيه هذا مؤمن حقا، وتضعه على وجه كل كافر فيكتب هذا كافر، حتى أن المؤمن لينادى: الويل لك حقا يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى كنت مثلك فأفوز فوزا عظيما، ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين باذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا تقبل توبة ولا عمل يرفع، ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا، ثم قال عليه السلام: لا تسألونى عما يكون بعد هذا، فانه عهد إلى حبيبى رسول الله صلى الله عليه وآله ان لا أخبر به غير عترتى.

42 - في تفسير على بن ابراهيم حديث طويل عن النبى صلى الله عليه وآله وفيه يقول: كفى بالموت طامة(1) يا جبرئيل فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت قوله: يوم يتذكر الانسان ما سعى قال: يذكر ما عمله كله وبرزت الحجيم لمن يرى قال: احضرت.

43 - في اصول الكافى باسناده إلى أمير المؤمنين عليه الاسلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ومن طغى ضل على عمل بلا حجة(2)

___________________________________

(1) الطامة: الداهية تغلب ما سواها قيل لها ذلك لانها تطم كل شئ اى تعلوه وتغطيه،(2) كذا.

[507]

44 - وباسناده إلى داود الرقى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ولمن خاف مقام ربه جنتان " قال من علم ان الله يراه ويسمع ما يقول، ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح من الاعمال، فذلك الذى خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى.

45 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمان الاصم عن عبدالرحمان بن الحجاج قال: قال لى أبوالحسن عليه السلام: اتق المرتقى السهل اذا كان منحدره وعرا(1) قال: وكان ابوعبدالله عليه السلام يقول.

لا تدع النفس وهواها فان هواها في رداها، وترك النفس وما تهوى داء‌ها، وكف النفس عما تهوى دواء‌ها.

46 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبدالله بن بكير عن حمزة بن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات، فمن اعطى نفسها لذتها وشهوتها دخل النار.

47 - وباسناده إلى يحيى بن عقيل قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: انما أخاف عليكم الاثنين اتباع الهوى وطول الامل، اما اتباع الهوى فانه يصد عن الحق، و اما طول الامل فينسى الاخرة.

48 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله عزوجل: وعزتى وجلالى وكبريائى ونورى وعلوى وارتفاع مكانى لا يؤثر عبد هواه على هواى الا شتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم اوته منها الا ما قدرت له، وعزتى وجلالى وعظمتى ونورى وعلوى وارتفاع مكانى لا يؤثر

___________________________________

(1) الوعر: المكان الصلب ضد السهل.

قال الفيض (ره): ولعل المراد بصدر الحديث النهى عن طلب الجاه والرياسة وساير شهوات الدنيا ومرتفعاتها فانها وان كانت مواتيه على اليسر والخفض الا ان عاقبتها عاقبة سوء والتخلص من غوائلها وتبعاتها في غاية الصعوبة.

أعاذنا الله وساير المؤمنين من شرور الدنيا وغرورها.

[508]

عبد هواى على هواه الا واستحفظته ملائكتى، وكفلت السماوات والارضيين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهى راغمة.

49 - وباسناده إلى أبى محمد الوابشى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: احذروا اهوائكم كما تحذرون أعدائكم، فليس شئ أعدى للرجال من اتباع اهوائهم وحصائد السنتهم.

50 - في تفسير على بن ابراهيم " واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى * فان الجنة هى المأوى " قال: هو العبد اذا وقف على معصية الله وقدر عليها ثم تركها مخافة الله ونهى الله ونهى النفس عنها فمكافاته الجنة قوله: يسألونك ايان مرساها قال: متى تقوم فقال الله: إلى ربك منتهاها.

اى علمها عند الله قوله: كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها قال: بعض يوم




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21334728

  • التاريخ : 28/03/2024 - 13:32

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net