سورة الحشر
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن النبى صلى الله عليه وآله قال: من قرأ سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسى، ولا الحجب والسموات السبع و الارضون السبع والهواء والريح والطير والشجر والجبال والشمس والقمر والملائكة الا صلوا عليه، واستغفروا له وان مات في يومه أو ليله مات شهيدا.
[272]
2 - في مجمع البيان ابى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء سورة الحشر لم يبق جنة ولا نار ولا عرش ولا كرسى ولا حجاب ولا السماوات السبع والارضون السبع والهوام والطير والشجر والدواب والشمس والقمر والملائكة الا صلوا عليه واستغفروا له، وان مات من يومه أو ليله مات شهيدا.
3 - وعن أبى سعيد المكارى عن ابن عبدالله عليه السلام من قرأ اذا امسى وكل الله بداره ملكا شاهرا سيفه حتى يصبح.
4 - في تفسير على بن ابراهيم: سبح لله ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم هو الذى اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا قال: سبب ذلك انه كان بالمدينة ثلثة أبطن من اليهود بنى النضير وقريضة وقينقاع، وكان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وآله عهد ومدة فنقضوا عهدهم، وكان سبب ذلك بنى النضير في نقض عهدهم انه أتاهم رسول الله يستسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعنى يستقرض، وكان بينهم كعب بن الاشرف، فلما دخل على كعب قال: مرحبا يا أبا القاسم وأهلا وقام كانه يصنع له الطعام.
وحدث نفسه أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وآله ويتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة وقال لمحمد بن مسلمة الانصارى، اذهب إلى بنى النضير فأخبرهم ان الله عزوجل قد أخبرنى بما هممتم به من الغدر، فاما أن تخرجوا من بلدنا واما أن تأذنوا بحرب، فقالوا: نخرج من بلادك، فبعث اليهم عبدالله بن أبى: لا تخرجوا وتقيموا وتنابذوا محمدا الحرب فانى أنصركم أنا وقومى وحلفائى، فان خرجتم خرجت معكم، وان قاتلتم قاتلت معكم، فأقاموا وأصلحوا بينهم حصونهم وتهيئوا للقتال، وبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله انا لا نخرج فاصنع ما أنت صانع، فقام رسول الله وكبر وكبر أصحابه وقال لامير المؤمنين: تقدم على بنى النضير فأخذ أمير المؤمنين الراية وتقدم وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وأحاط بحصنهم، وغدر بهم عبدالله بن ابى وكان رسول الله اذا ظهر بمقدم بيوتهم حصنوا ما يليهم وخربوا ما يليه، وكان الرجل منهم ممن كان له بيت حسن خربه، وقد كان رسول الله أمر بقطع نخلهم فجزعوا من ذلك
[273]
وقالوا: يا محمد ان الله يأمرك بالفساد؟ ان كان لك هذا فخذه، وان كان لنا فلا تقطعه، فلما كان بعد ذلك قالوا: يا محمد نخرج من بلادك فأعطنا ما لنا، فقال: لا ولكن تخرجون ولكم ما حملت الابل فلم يقبلوا ذلك، فبقوا أياما ثم قالوا: فخرج ولنا ما حملت الابل، فقال: لا ولكن تخرجوا ولا يحمل أحد منكم شيئا، فمن وجدنا معه شيئا من ذلك قتلناه، فخرجوا على ذلك ووقع منهم قوم إلى فدك ووادى القرى وخرج قوم منهم إلى الشام، فأنزل الله فيهم هو الذى اخرج الذين كفروا من اهل الكتاب من ديارهم لاول الحشر ما ظننتم ان يخرجوا وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله فآتيهم الله من حيث لم يحتسبوا إلى قوله فان الله شديد العقاب وانزل الله عليه فيما عابوه من قطع النخل: ما قطعتم من لينة او تركتموها قائما على اصولها فباذن الله وليخزى الفاسقين إلى قوله " ربنا انك غفور رحيم " وأنزل الله عليه في عبد الله بن أبى وأصحابه " الم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم الذين كفروا من اهل الكتاب لئن اخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احدا ابدا وان قوتلتم لننصرنكم والله يشهد انهم لكاذبون " إلى قوله " ثم لا ينصرون " ثم قال: " كمثل الذين من قبلهم " يعنى بنى قينقاع " قريبا ذاقوا وبال امرهم ولهم عذاب مقيم " ثم ضرب في عبد الله بن أبى وبنى النضير مثلا فقال: " كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال انى برئ منك انى اخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما انهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين " فيه زيادة أحرف لم تكن في رواية على بن ابراهيم حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت عن احمد بن ميثم عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن أبان بن عثمان عن أبى بصير في غزوة بنى النضير وزاد فيه فقال رسول الله للانصار: ان شئتم دفعتها إلى المهاجرين، وان شئتم قسمتها بينكم وبينهم وتركتهم معهم قالوا: قد شئنا ان تقسمها فيهم فقسمها رسول الله صلى الله عليه و آله بين المهاجرين، ودفعهم عن الانصار ولم يعط من الانصار الا رجلين سهل بن حنيف وابا دجانة فانهما ذكرا حاجة.
5 - وفيه عن الامام الحسن بن على بن أبيطالب عليهم السلام حديث طويل يقول فيه ثم يبعث الله نارا من المشرق ونارا من المغرب، ويتبعهما بريحين شديدين فيحشر
[274]
الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة، ويزلف المتقين وتصير جهنم عن يسار الصخرة في تخوم الارضين وفيها الفلق والسجين فتفرق الخلائق من عند الصخرة، فمن وجبت له الجنة دخلها ومن وجب له النار دخلها، وذلك قوله: " فريق في الجنة وفريق في السعير ".
6 - في مجمع البيان: لاول الحشر اختلف في معناه، فقيل: كان جلائهم ذلك اول حشر اليهود إلى الشام، ثم يحشر الناس يوم القيمة إلى ارض الشام ايضا وذلك الحشر الثانى عن ابن عباس والزهرى والجبائى، قال ابن عباس: قال لهم النبى صلى الله عليه وآله: اخرجوا، قالوا: إلى اين؟ قال: إلى أرض المحشر.
7 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات وقال في آية: " فاتاهم الله من حيث لم يحتسبوا " يعنى أرسل عليهم عذابا.
8 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الاعتبار الا لاهل الصفا و البصيرة قال الله تعالى: فاعتبروا يا اولى الابصار.
9 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان أكثر عبادة أبى ذر رحمه الله التفكر والاعتبار.
10 - في الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبى خديجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: العجوة(1) ام التمر، وهى التى أنزلها الله عزوجل من الجنة لادم عليه السلام، وهو قول الله عزوجل: ما قطعتم من لينة او تركتموها قائمة على اصولها يعنى العجوة.
11 - على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام: ان جميع ما بين السماء والارض لله عزوجل ولرسوله ولاتباعهما من المؤمنين من أهل هذه الصفة
___________________________________
(1) العجوة: نوع من التمر يقال: هو مما غرسه النبى صلى الله عليه وآله بيده وقال الجوهرى: العجرة: ضرب من أجود التمر بالمدينة ونخلتها تسمى لينة.
[275]
فما كان من الدنيا في أيدى المشركين والكفار والظلمة والفجار من أهل الخلاف لرسول الله صلى الله عليه وآله والمولى عن طاعتهما، مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من اهل هذه الصفات وغلبوهم عليه مما افاء الله على رسوله، فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده اليهم واانما معنى الفئ كلما صار إلى المشركين ثم رجع مما كان قد غلب عليه او فيه، فما رجع إلى مكانه من قول او فعل فقد فاء مثل قول الله عزوجل: " فان فاءوا فان الله غفور رحيم " اى رجعوا ثم قال: " وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم " وقال: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما فان بغت احديهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفئ إلى أمر الله " اى ترجع " فان فاءت " اى رجعت " فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين " يعنى بقوله " تفيئ " ترجع فدل الدليل على ان الفئ كل راجع إلى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس اذا زالت قد فاءت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس إلى زوالها، وكذلك ما أفاء الله على المؤمنين من الكفار فانما هى حقوق المؤمنين رجعت اليهم بعد ظلم الكفار اياهم.
12 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال: والاية الخامسة قول الله تعالى: و " آت ذا القربى حقه " خصوصية خصهم الله العزيز الجبار واصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الاية على رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ادعوا لى فاطمة، فدعيت له فقال: يا فاطمة قالت لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هى مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهى خاصة لك دون المسلمين، وقد جعلها لك لما أمرنى الله به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.
13 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حفص بن البخترى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الانفال مالم يوجف عليه بخيل ولا ركاب
[276]
او قوم صالحوا أو قوم اعطوا بايديهم وكل ارض خربة وبطون الاودية فهو لرسول الله وهو للامام من بعده يضعه حيث يشاء.
14 - على بن محمد عن بعض اصحابنا أظنه السيارى عن على بن أسباط قال: لما ورد ابوالحسن الموسى عليه السلام على المهدى رآه يرد المظالم فقال: يا امير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له وما ذاك يا ابا الحسن؟ قال: ان الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه وآله فدك وما والاها لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وآله " وآت ذا القربى حقه " فلم يدر رسول الله صلى الله عليه وآله من هم، فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل عليه السلام ربه فأوحى الله اليه: ان ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام فدعاها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال لها: يا فاطمة ان الله امرنى ان أدفع اليك فدك، فقال: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلائها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه وآله فلما ولى أبوبكر اخرج منها وكلائها، فأتته وسئلته أن يردها عليها فقال لها ائتنى بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجائت أمير المؤمنين عليه السلام وام ايمن، فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها فلقيها عمر، فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لى ابن أبى قحافة، قال أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وخرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب، فضعى الحبال(1) في رقابنا، فقال له المهدى: يا أبا الحسن حدها لى، قال: حد منها جبل احد وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر وحد منها دومة الجندل، فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا امير المؤمنين هذا كله ان هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه وآله بخيل ولا ركاب، فقال: كثيروا نظر فيه.
___________________________________
(1) قال المجلسى (ره) في مرآة العقول: اى ضعى الحبال في رقابنا لترفعنا إلى حاكم قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريعا على المحال بزعمه اى انك اذا اعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا، وجعلتنا عبيدا لك، او انك اذا حكمت على ما لم يوجف عليها ابوك بانها ملكك فاحكمى على رقابنا ايضا بالملكية، وفى بعض النسخ " الجبال " بالمعجمة اى ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعى.
[277]
15 - في الخرائج والجرائح في روايات الخاصة ان أبا عبدالله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله خرج في غزاة، فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينا رسول الله صلى الله عليه وآله يطعم والناس معه اذ أتاه جبرئيل فقال: يا محمد قم فاركب.
فقال النبى صلى الله عليه وآله فركبت وجبرئيل معى فطويت له الارض كطى الثوب: حتى انتهى إلى فدك، فلما سمع اهل فدك وقع الخيل علموا ان عدوهم قد جائهم فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت خارج من المدينة ولحقوا برؤس الجبال، فأتى جبرئيل العجوز وأخذ المفاتيح ثم فتح ابواب المدينة ودار النبى في بيوتها وقراها، فقال جبرئيل: يا محمد انظر إلى ما خصك الله به وأعطاكه دون الناس وهو قوله " وما آفاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسوله " وذلك قوله فما اوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء ولم يعرف المسلمون ولم يطئوها، ولكن الله اتاها على رسوله وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها وغلق الابواب ودفع المفاتيح اليه، فجعلها رسول الله صلى الله عليه وآله في غلاف سيفه، وهو معلق بالرحل، ثم ركب وطويت له الارض كطى السجل فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وآله وهم على مجالسهم ولم يتفرقوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد انتهيت إلى فدك وانى قد أفاءها الله على، فغمز المنافقون بعضهم بعضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هذه مفاتيح فدك، ثم أخرجها من غلاف سيفه، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وآله وركب الناس معه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
16 - في اصول الكافى محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد قال: حدثنا بعض أصحابنا رفع الحديث قال: الخمس من خمسة أشياء، إلى أن قال: و ما كان في القرى من ميراث لا وارث له فهو له خاصة، وهو قوله عزوجل: " ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى ".
17 - في تهذيب الاحكام عن أبيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليمانى عن أبان بن أبى عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نحن والله الذين عنى الله بذى القربى الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه صلى الله عليه وآله، فقال:
[278]
" ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذى القربى واليتامى والمساكين " منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في ايدى الناس.
18 - في مجمع البيان روى المنهال بن عمر عن على بن الحسين عليه السلام قال: قلت: قوله: " ولذى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل " قال: هم قربائنا ومساكيننا وابناء سبيلنا.
19 - وقال جميع الفقهاء: هم يتامى الناس عامة، وكذلك المساكين وابناء السبيل وقد روى ذلك ايضا عنهم عليهم السلام.
20 - وروى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان أبى يقول: لنا سهم الرسول وسهم ذى القربى ونحن شركاء الناس فيما بقى، وقيل: ان مال الفئ للفقراء من قرابة الرسول وهم بنو هاشم وبنوا المطلب.
21 - وروى عن الصادق عليه السلام قال: نحن قوم فرض الله طاعتنا، ولنا الانفال و لنا صفو المال.
22 - في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: والبرائة ممن نفى الاخيار وشردهم، وآوى الطرداء اللعناء و جعل الاموال دولة بين الاغنياء، واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعينى رسول الله صلى الله عليه وآله والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وقتلوا الانصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين 23 - في جوامع الجامع وقيل: الدولة اسم ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف، اى لكيلا يكون الفيئ شيئا يتداوله الاغنياء بينهم ويتعاودونه، و منه الحديث: اتخذوا عباد الله خولا(1) ومال الله دولا اى غلبة، من غلبة منهم سلبه.
24 - في تفسير على بن ابراهيم عن أبى رحمه الله عن النبى صلى الله عليه وآله قال: سمعته يقول: اذا بلغ آل أبى العاص ثلاثين صيروا مال الله دولا وكتاب الله دغلا وعباده خولا والفاسقين
___________________________________
(1) الخول جمع الخولى: العبيد والاماء وقوله صلى الله عليه وآله في الحديث الاتى " دغلا " اى يخدعون الناس.
[279]
حزبا والصالحين حربا.
25 - في عيون الاخبار باسناده إلى ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام ما تقول في التفويض؟ قال: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر دينه فقال: ما آتاكم الرسول الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، فاما الخلق والرزق فلا، ثم قال عليه السلام: ان الله عزوجل خالق كل شئ وهو يقول: " الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شئ سبحانه و تعالى عما يشركون ".
26 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عمر اليمانى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق الخلق فعلم ماهم صائرون اليه، وأمرهم ونهاهم، فما أمر به من شيئ فقد جعل لهم السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عن شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذن الله.
27 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام انه قال: قد والله اوتينا ما أوتى سليمان ومالم يؤت سليمان، ومالم يؤت أحدا من الانبياء، قال الله عزوجل في قصة سليمان: " هذا عطائنا فامنن او امسك بغير حساب " وقال عزوجل في قصة محمد: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " 28 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن أبى ظاهر عن على بن اسماعيل عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن أبى أسحاق النحوى قال: دخلت على أبى عبدالله عليه السلام فسمعته يقول: ان الله عزوجل: أدب نبيه على محبته فقال: " وانك لعلى خلق عظيم " ثم فوض اليه فقال عزوجل " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وقال عزوجل: " من يطع الرسول فقد أطاع الله " و الحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
29 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن ابى اسحق قال: سمعت أبا جعفر يقول: ثم ذكره نحوه.
[280]
30 - على بن ابراهيم عن ابيه عن يحيى بن أبى عمران عن يونس عن بكار بن بكر عن موسى بن اشيم قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فسأله رجل عن آية من كتاب الله عزوجل فأخبره، ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الاية فأخبره بخلاف ما أخبر الاول، فدخلنى من ذلك ما شاء الله، حتى كأن قلبى يشرح بالسكاكين، فقلت في نفسى: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطى في الواو وشبهه وجئت إلى هذا يخطى هذا الخطاء كله؟ فبينا انا كذلك اذ دخل عليه آخر فسئله عن تلك الاية فأخبره بخلاف ما أخبرنى وأخبر صاحبى.
فسكنت نفسى، فعلمت ان ذلك منه تقية قال: ثم التفت إلى فقال لى: يابن أشيم ان الله عزوجل فوض إلى سليمان بن داود فقال: " هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب " وفوض إلى نبيه صلى الله عليه وآله فقال: " ما آتاكم الرسول فخذوه ومانهيكم عنه فانتهوا " فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه السلام فقد فوضه الينا.
31 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن الحجال عن ثعلبة عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول:(1) ان الله عزوجل فوض نبيه امر خلقه لينظر طاعتهم، ثم تلا هذه الاية " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ".
32 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن عمر بن اذينة عن فضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لبعض أصحاب قيس الماصر(2) ان الله عزوجل ادب نبيه فاحسن ادبه فلما أكمل له الادب قال: " انك لعلى خلق عظيم " ثم فوض اليه أمر الدين والامة ليسوس عباده، فقال عزوجل: " ما آتاكم
___________________________________
(1) وفى المصدر " عن أبى جعفر وأبى عبدالله (ع) يقولان...اه ".
(2) قيس الماصر من المتكلمين تعلمه من على بن الحسين (ع) وصحب الصادق (ع) وهو من أصحاب مجلس الشامى الذى ناظره جمع من متكلمى أصحابه (ع) ونقل حديثه الطبرسى (ره) في كتاب الاحتجاج والكلينى (ره) في الكافى ج 1: 171، وفيه كلام للصادق (ع) قاله لقيس بعد مناظرته الشامى والحديث بشرحه مذكور في كتاب بحار الانوار ج 7 صفحة 4 ط كمبانى فراجع ان شئت.
[281]
الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وان رسول الله صلى الله عليه وآله كان مسددا موفقا مؤيدا بروح القدس، لا يزل ولا يخطى في شئ مما يسوس به الخلق، فتادب بآداب الله ثم ان الله عزوجل فرض الصلوة ركعتين ركعتين عشر ركعات، فأضاف رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الركعتين ركعتين، والى المغرب ركعة، فصارت عديل الفريضة لا يجوز تركها الا في السفر، وأفرد الركعة في المغرب فتركها قائمة في السفر والحضر.
فاجاز الله عزوجل له ذلك كله، فصارت الفريضة سبع عشرة ركعة ثم سن رسول الله صلى الله عليه وآله النوافل أربعا وثلثين ركعة مثلى الفريضة، فأجاز الله عزوجل له ذلك والفريضة والنافلة احدى وخمسون ركعة، منها ركعتان بعد العتمة جالسا تعد بركعة مكان الوتر، وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان، وسن رسول الله صوم شعبان وثلثة أيام في كل شهر مثلى الفريضة، فأجاز الله عزوجل له ذلك وحرم الله عزوجل الخمر بعينها، وحرم رسول الله المسكر من كل شراب فأجاز الله له ذلك وعاف رسول الله صلى الله عليه وآله اشياء وكرهها ولم ينه عنها نهى حرام، انما نهى عنها نهى اعافة وكراهة، ثم رخص فيها فصار الاخذ برخصته واجبا على العباد كوجوب ما يأخذون بنهيه وعزائمه ولم يرخص لهم رسول الله صلى الله عليه وآله فيما نهاهم عنه نهى حرام، ولا فيما أمر به أمر فرض لازم، فكثير المسكر من الاشربة نهاهم عنه نهى حرام لم يرخص فيه لاحد، ولم يرخص رسول الله صلى الله عليه وآله لاحد تقصير الركعتين اللتين ضمهما إلى ما فرض الله عزوجل، بل الزمهم ذلك الزاما واجبا لم يرخص لاحد في شيئ من ذلك الا للمسافر، وليس لاحد أن يرخص مالم يرخصه رسول الله صلى الله عليه وآله فوافق أمر رسول الله صلى الله عليه وآله أمر الله عزوجل، ونهيه نهى الله عزوجل، ووجب على العباد التسليم له كالتسليم لله تبارك وتعالى.
33 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة انه سمع أبا جعفر وأبا عبدالله عليهما السلام يقولان: ان الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الاية " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "
[282]
34 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن سنان عن اسحق بن عمار عن أبيعدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى أدب نبيه، فلما انتهى به إلى ما أراد قال له: " انك لعلى خلق عظيم " ففوض اليه دينه، فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " وان الله عزوجل فرض الفرائض ولم يقسم للجد شيئا، وان رسول الله صلى الله عليه وآله أطعمه السدس، فأجاز الله جل ذكره له ذلك، وذلك قول الله عزوجل: " هذا عطآؤنا فامنن او امسك بغير حساب ".
35 - وباسناده إلى الميثمى عن ابى عبدالله قال: سمعته يقول: ان الله عزوجل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد ثم فوض اليه فقال عز ذكره: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فما فوض الله إلى رسوله فقد فوضه الينا.
36 - على بن محمد عن بعض أصحابنا عن الحسين بن عبدالرحمن عن صندل الخياط عن زيد الشحام قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام في قوله: " هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب " قال: اعطى سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه الاية في رسول الله صلى الله عليه وآله فكان له أن يعطى ما شاء ويمنع من شاء واعطاه مما اعطى سليمان بقوله " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " 37 - على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعى عن زرارة عن أبى جعفر قال: سمعته يقول: ان النبى لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله بسبع(1) وجعل طاعته في الارض كطاعته في السماء، فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " ومن أطاع هذا فقد أطاعنى، ومن عصاه فقد عصانى، وفوض اليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
38 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن بعض اصحابنا قال: أولم ابوالحسن موسى عليه السلام وليمة على بعض ولده، فأطعم اهل المدينة ثلاثة ايام الفالوذجات في الجفان في المساجد والازقة(2) فعابه
___________________________________
(1) كذا في النسخ ولم اظفر على الحديث في مظانه في كتاب الاصول.
(2) الجفان جمع الجفنة: القسعة والازقة جمع الزقاق: السكة.
والطريق الضيق.
[283]
بذلك بعض اهل المدينة، فبلغه عليه السلام ذلك فقال: ما اتى الله عزوجل نبى من انبيائه شيئا الا وقد آتى الله محمدا صلى الله عليه وآله مثله، وزاده مالم يؤتهم قال لسليمان عليه السلام: " هذا عطاؤنا فامنن او امسك بغير حساب " وقال لمحمد صلى الله عليه وآله " وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا "(1).
39 - في بصائر الدرجات يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابراهيم بن عبد الحميد عن ابى اسامة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله خلق محمدا فادبه حتى اذا بلغ اربعين سنة اوحى الله وفوض اليه الاشياء فقال " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ".
40 - وباسناده إلى القاسم بن محمد قال: ان الله تعالى ادب نبيه فاحسن تأديبه فقال: " خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين " فلما كان ذلك فأنزل " انك لعلى خلق عظيم " وفوض اليه امر دينه فقال: " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " فحرم الله الخمر بعينها، وحرم رسول الله كل مسكر، فأجاز الله ذلك له ولم يفوض إلى احد من الانبياء غيره.
41 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن يونس بن عبدالرحمن عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام قال: سارعوا إلى طلب العلم، فوالذى نفسى بيده لحديث في حلال وحرام يأخذه عن صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة، وذلك ان الله يقول: " ما اتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا " وان كان على عليه السلام ليأمر بقرائة المصحف.
42 - في مجمع البيان وروى زيد الشحام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما أعطى الله
___________________________________
(1) لعل مراده (ع) ان الاطعام على النحو المذكور ليس مما نهاه النبى صلى الله عليه وآله فيكون، مباحا، أو هو في جملة ما آتاه فيكون سنة فلا عيب فيه، ويحتمل أن يكون المراد يجب عليكم متابعتنا والاخذ بأوامرنا ونواهينا كما يجب عليكم متابعة النبى والاخذ بأوامره ونواهيه وليس عليكم أن تعيبوا علينا أفعالنا لانا أوصياؤه ونوابه وانما أبهم ذلك وأجمله لمكان التقية، قاله الفيض (ره) في الوافى.
[284]
نبيا من الانبياء وقد اعطى محمدا مثله قال لسليمان: " فامنن او امسك بغير حساب " وقال لرسوله " ما آتاكم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا ".
43 - في تفسير العياشى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله اليه ان جعل ما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام قوله: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
44 - في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالى عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان أمر رسول الله صلى الله عليه وآله مثل القرآن ناسخ ومنسوخ، وخاص وعام، ومحكم ومتشابه، وقد يكون من رسول الله صلى الله عليه وآله الكلام له وجهان كلام عام وكلام خاص، مثل القرآن وقد قال الله تعالى في كتابه: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا " فيشتبه على من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله.
45 - في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: لا ترخص فيما لم يرخص فيه رسول الله، ولا تأمر بخلاف ما أمر رسول الله الا لعلة خوف ضرورة، وان تستحل ما حرم رسول الله أو تحرم ما استحله رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يكون ذلك أبدا لانا تابعون لرسول الله صلى الله عليه وآله، ورسول الله صلى الله عليه وآله تابع لامر ربه عزوجل مسلم له، وقال الله عزوجل: " ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ".
46 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين عليه السلام يقول فيها وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا، واتقوا الله في ظلم آل محمد، ان الله شديد العقاب لمن ظلمهم.
قال عز من قائل والذين تبوؤ الدار والايمان 47 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: والايمان بعضه من بعض، وهو دار وكذلك الاسلام دار والكفر دار
[285]
48 - في مجمع البيان وقيل في موضع قوله: " والذين تبووأ الدار " قولان (احدهما) انه رفع على الابتداء وخبره " يحبون من هاجر اليهم " إلى آخره، لان النبى صلى الله عليه وآله لم يقسم لهم شيئا من الفيئ الا لرجلين أو لثلثة على خلاف في الرواية، والاخر انه موضع جر عطفا على الفقراء والمهاجرين.
49 - في محاسن البرقى عنه عن أحمد بن أبى نصر عن صفوان الجمال عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام في حديث له قال: يازياد ويحك وهل الدين الا الحب؟ ألا ترى إلى قول الله: " ان كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " أولا ترون قول الله لمحمد صلى الله عليه وآله " حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم " وقال: يحبون من هاجر اليهم وقال: الدين هو الحب، والحب هو الدين.
50 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه للقوم بعد موت عمر بن الخطاب: نشدتكم بالله هل فيكم أحد انزلت فيه هذه الاية ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون غيرى؟ قالوا: لا.
51 - في مجمع البيان وقيل نزلت في رجل جاء إلى النبى صلى الله عليه وآله وقال: أطعمنى فانى جائع، فبعث إلى اهله فلم يكن عندهم شيئ، فقال: من يضيفه هذه الليلة فأضافه رجل من الانصار وأتى به منزله ولم يكن عنده الا قوت صبية له، فأتوا بذلك اليه واطفأوا السراج وقامت المرئة إلى الصبية فعللتهم حتى ناموا وجعلا يمضغان ألسنتهما لضيف رسول الله صلى الله عليه وآله فظن الضيف انهما يأكلان معه حتى شبع الضيف وباتا طاويين(1) فلما أصبحا غدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر اليهما وتبسم وتلا هذه الاية.
52 - وروى عن أبى الطفيل قال: اشترى على عليه السلام ثوبا فأعجبه فتصدق به، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آثر على نفسه آثره الله يوم القيمة الجنة، الحديث.
53 - في امالى الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابى هريرة قال: جاء رجل إلى
___________________________________
(1) الطاوى بمعنى الجايع.
[286]
النبى صلى الله عليه وآله فشكا اليه الجوع فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله إلى بيوت أزواجه فقلن: ما عندنا الا الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لهذا الرجل الليلة؟ فقال على بن أبى طالب عليه السلام: أنا له يا رسول الله وأتى فاطمة عليها السلام، فقال لها: ما عندك يا ابنة رسول الله؟ فقالت: ما عندنا الا قوت العشية لكنا نؤثر ضيفنا، فقال عليه السلام: يا ابنة محمد نومى الصبية و اطفئ المصباح، فلما أصبح على عليه السلام غدا على رسول الله صلى الله عليه وآله فأخبره الخبر فلم يبرح حتى أنزل الله عزوجل " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ".
54 - في كتاب الخصال عن جميل بن دراج قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: خياركم سمحائكم وشراركم بخلائكم، ومن صالح الاعمال البر بالاخوان، و السعى في حوائجهم، وفى ذلك مرغمة الشيطان، وتزحزح عن النيران ودخول الجنان.
يا جميل أخبر بهذا الحديث غرر أصحابك، قال: قلت جعلت فداك من غرر أصحابى؟ قال: هم البارون بالاخوان في العسر واليسر، ثم قال: يا جميل ان صاحب الكثير يهون عليه، وقد مدح الله عزوجل صاحب القليل، فقال: " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ".
55 - عن ابى جعفر عليه السلام قال لله تعالى جنة لا يدخلها الا ثلثة: رجل حكم إلى قوله ورجل آثر أخاه المؤمن في الله تعالى.
56 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عمر بن عبد العزيز عن جميل عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: ان مما خص الله عزوجل به المؤمن أن يعرف من اخوانه وان قل، وليس البر بالكثر، وذلك ان الله عزوجل يقول في كتابه: " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة " ثم قال: " ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " ومن عرفه الله عزوجل بذلك أحبه الله، ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه اجره يوم القيامة بغير حساب، ثم قال: يا جميل ارو هذا الحديث لاخوانك فانه ترغيب في البر.
57 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبى عمير عن أبى
[287]
على صاحب الكلل(1) عن أبان بن تغلب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته فقلت: اخبرنى عن حق المؤمن على المؤمن؟ فقال: يا ابان دعه لا ترده، قلت: بلى جعلت فداك فلم ازل ارد عليه، فقال: يا ابان تقاسمه شطر مالك.
ثم نظر إلى فراى ما دخلنى، فقال: يا ابان اما تعلم ان الله عزوجل قد ذكر المؤثرين على انفسهم؟ قلت: بلى جعلت فداك، فقال: اما اذا انت قاسمته فلم تؤثره بعد انما انت وهو سواء، انما تؤثره اذا اعطيته من النصف، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.
58 - في الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الرجل ليس عنده الا قوت يومه أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شيئ ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه، والسنة على نحو ذلك، ام ذلك كله الكفاف الذى لا يلام عليه؟ فقال: هو امران افضلكم فيه احرصكم على الرغبة، والاثرة على نفسه، فان الله عزوجل يقول: " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة " والامر الاخر لا يلام على الكفاف واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.
سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول خياركم سمحائكم وذكر نحو ما نقلنا عن كتاب الخصال.
59 - وباسناده إلى سويد السبائى عن ابى الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: أوصنى قال: آمرك بتقوى الله ثم سكت فشكوت اليه قلة ذات يدى، وقلت: والله لقد عريت حتى بلغ من عريى ان أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه، فكسانيهما فقال: صم وتصدق، قلت: اتصدق ما وصلنى به واخوانى وان كان قليلا؟ قال: تصدق مما رزقك الله ولو آثرت على نفسك.
60 - وباسناده إلى أبى بصير عن أحدهما عليهما السلام قال: قلت أى الصدقة أفضل؟
___________________________________
(1) " صاحب الكلل " اى بايعها والكلل جمع كلة: الستر الرقيق يتوقى به من البعوض.
[288]
قال: جهد المقل(1) اما سمعت قول الله عزوجل " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة " ترى هيهنا فضلا.
61 - على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: دخل سفيان الثورى على أبيعبدالله عليه السلام فراى عليه ثياب بيض كانها غرقئ البيض(2) فقال له: ان هذا اللباس ليس من لباسك فقال: اسمع منى وع ما أقول لك، فانه خير لك عاجلا وآجلا، ان أنت ميت على السنة والحق ولم تمت على بدعة(3)، أخبرك ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان في زمان مقفر جدب(4) فاما اذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها ابرارها لافجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها، فما أنكرت يا ثورى فو الله اننى لمع ما ترى ما أتى على مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالى حق أمرنى ان أضعه موضعا الا وضعته.
قال: وأتاه قوم ممن يظهر الزهد ويدعو الناس ان يكونوا معهم على مثل الذى هم عليه من التقشف(5) فقالوا له ان صاحبنا حصر عن كلامك(6) ولم تحضره حججه فقال لهم: فهاتوا حججكم؟ فقالوا له: ان حججنا من كتاب الله فقال لهم: فادلوا بها(7) فانها احق ما اتبع وعمل به، فقالوا: يقول الله تبارك وتعالى مخبر عن قوم من أصحاب النبى صلى الله عليه وآله " ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " فمدح فعلهم وقال في موضع آخر " ويطعمون الطعام على حبه
___________________________________
(1) الجهد - بضم الجيم -: الطاقة.
والمقل: القليل المال، اى قدر ما يحتمله حال القليل المال.
(2) الغرقئ: بياض البيض الذى يؤكل.
(3) اى انتفاعك بما أقول آجلا انما يكون اذا تركت البدع قال له المجلسى (ره).
(4) القفر: خلو الارض من الماء.
والجدب: انقطاع المطر ويبس الارض.
(5) التقشف: قذارة الجلد ورثاثة الهيئة وترك النظافة وسوء الحال.
(6) الحصر: العى في المنطق والعجز عن الكلام.
(7) اى احضروها.
[289]
مسكينا ويتيما واسيرا " فنحن نكتفى بهذا، فقال رجل من الجلساء: انا رأيناكم تزهدون في الاطعمة الطيبة ومع ذلك تأمرون الناس بالخروج من أموالهم حتى تمتعوا أنتم منها، فقال له أبوعبدالله عليه السلام: دعوا عنكم مالا ينتفع به، أخبرونى أيها النفر ألكم علم بناسخ القرآن من منسوخه ومحكمه من متشابهه، الذى في مثله ضل من ضل وهلك من هلك من هذه الامة؟ فقالوا: أو بعضه فاما كله فلا، فقال لهم: فمن هنا أتيتم(1) و كذلك احاديث رسول الله صلى الله عليه وآله فاما ما ذكرتم من اخبار الله عزوجل ايانافي كتابه عن القوم الذين اخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جايزا، ولم يكونوا نهوا عنه وثوابهم منه على الله عزوجل، وذلك ان الله جل وتقدس امر بخلاف ما عملوا به، فصار امره ناسخا لفعلهم، وكان نهى الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكى لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان، وشيخ الفانى والعجوزة الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فان تصدقت برغيفى ولا رغيف لى غيره ضاعوا وهلكوا جوعا فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس تمرات أو خمس قرص او دنانير او دراهم يملكها الانسان وهو يريد ان يمضيها فأفضلها ما انفقه الانسان على والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على قرابته الفقراء، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو احسنها اجرا، وقال للانصارى حين اعتق عند موته خمسة او ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله اولاد صغار لو أعلمتمونى امره ما تركتكم تدفنوه مع المسلمين بترك صبية صغارا يتكففون الناس(2).
ثم قال: حدثنى أبى ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ابدأ بمن تعول الادنى، ثم هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم، ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم، قال: " والذين اذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " أفلا ترون ان الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون الناس اليه، من الاثرة على
___________________________________
(1) اى دخل عليكم البلاء وأصابكم ما أصابكم.
(2) يقال: تكفف: اذا سئل كفا من الطعام.
[290]
أنفسهم، وسمى من فعل ما تدعون اليه سرفا، وفى غير آية من كتاب الله عزوجل يقول: " انه لا يحب المسرفين " فنهاهم عن الاسراف، ونهاهم عن التقتير(1) لكن أمر بين أمرين لا يعطى جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له للحديث الذى جاء عن النبى صلى الله عليه وآله: ان اصنافا من امتى لا يستجاب لهم دعائهم، رجل يدعو على والديه، ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه ولم يشهد عليه ورجل يدعو على امرأته وقد جعل الله عزوجل تخلية سبيلها بيده.
ورجل يقعد في بيته ويقول: رب ارزقنى ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عزوجل له: عبدى ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الارض بجوارح صحيحة، فتكون قد اعذرت فيما بينى وبينك في الطلب لاتباع امرى، ولئلا يكون كلا على أهلك، فان شئت رزقتك وان شئت قترت عليك وأنت معذور عندى، ورجل رزقه الله عزوجل مالا كثيرا فانفقه ثم أقبل يدعو يا رب ارزقنى فيقول الله عزوجل: ألم ارزقك رزقا واسعا فهلا اقتصدت فيه كما أمرتك ولم تسرف كما نهيتك عن الاسراف، ورجل يدعو في قطيعة رحم.
ثم علم الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله كيف ينفق، وذلك انه كان عنده أوقية(2) من الذهب فكره أن يبيت عنده فتصدق بها فأصبح وليس عنده شئ، وجاء من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده شئ وكان رحيما رفيقا صلى الله عليه وآله: فأدب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه وآله بأمره فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " يقول: ان الناس قد سألونك ولا يعذرونك، فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت خسرت من المال، فهذه أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله يصدقها الكتاب، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
62 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى بصير قال: قلت لابى جعفر عليه السلام كان رسول الله صلى الله عليه وآله يتعوذ من البخل؟ فقال: نعم يابامحمد في كل صباح و
___________________________________
(1) قتر فلان على عياله اى ضيق عليهم في النفقة.
(2) الاوقية: سبعة مثاقيل.
[291]
مساء، ونحن نتعوذ بالله من البخل لقول الله: ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون.
63 - في مجمع البيان وفي الحديث لا يجتمع الشح والايمان في قلب رجل مسلم، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في جوف رجل مسلم.
64 - في من لا يحضره الفقيه وروى الفضل بن أبى قرة السمندى انه قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: أتدرى من الشحيح؟ قلت: هو البخيل، فقال الشح أشد من البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح بما في أيدى الناس وعلى ما في يده حتى لا يرى في أيدى الناس شيئا الا تمنى ان يكون له بالحل والحرام، ولا يقنع بما رزقه الله عزوجل.
65 - وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما محق الاسلام محق الشح شئ، ثم قال: ان لهذا الشح دبيبا(1) كدبيب النمل، وشعبا كشعب الشرك.
66 - وقال امير المؤمنين عليه السلام: اذا لم يكن لله عزوجل في العبد حاجة ابتلاه بالبخل.
67 - وسمع امير المؤمنين عليه السلام رجلا يقول: الشحيح أعذر من الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد الظلامة على أهلها، والشحيح اذا شح منع الزكوة والصدقة وصلة الرحم واقراء الضيف والنفقة في سبيل الله وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح.
68 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الفضل بن أبى قرة قال: رأيت ابا عبدالله عليه السلام يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: اللهم قنى شح نفسى فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء؟ قال: واى شئ أشد من النفس، ان الله يقول: " ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون " 69 - في مجمع البيان: والذين جاؤا من بعدهم يعنى من المهاجرين والانصار إلى قوله: ويجوزان يكون المراد " من بعدهم " في الفضل، وقد يعبر بالقبل
___________________________________
(1) الدبيب: المشى على هنيئة.
[292]
والبعد عن الفضل كقول النبى صلى الله عليه وآله: نحن الاخرون السابقون، يعنى الاخرون في الزمان، السابقون في الفضل.
قال عز من قائل: الم تر إلى الذين نافقوا إلى قوله تعالى: لا ينصرون وقد تقدم بيانه في اول السورة عن تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: كمثل الذين من قبلهم قد تقدم له بيان كذلك.
وقوله: كمثل الشيطان اذ قال للانسان اكفر قد سبق بيانه ايضا في التفسير المذكور.
قال عز من قال: ولتنظر نفس ما قدمت لغد 70 - في الكافى غير واحد من أصحابنا عن احمد بن أبى عبدالله عن غير واحد عن أبى جميلة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تصدقوا ولو بصاع من تمر، ولو ببعض صاع، ولو بقبضة، ولو ببعض قبضة، و لو بتمرة ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة فان أحدكم لاقى الله فيقال له: الم أفعل بك؟ الم افعل بك؟ الم أجعلك سميعا بصيرا؟ الم أجعل لك مالا و ولدا؟ فيقول: بلى، فيقول الله تبارك وتعالى: فانظر ما قدمت لنفسك، قال: فينظر قدامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا يقى به وجهه من النار.
71 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حديث طويل عن الرضا عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: وانما يجازى من نسيه ونسى لقاء يومه، بأن ينسيهم أنفسهم كما قال الله تعالى: ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون وقال عزوجل: " فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا " اى نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا.
72 - في عيون الاخبار باسناده عن الرضا عليه السلام قال: حدثنى أبى عن آبائه عن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله تلا هذه الاية: لا يستوى اصحاب النار واصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون فقال صلى الله عليه وآله: أصحاب الجنة من أطاعنى وسلم لعلى بن أبى طالب بعدى واقر بولايته، وأصحاب النار من سخط الولاية
[293]
ونقض العهد وقاتله بعدى.
73 - في امالى الشيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى مجدوح بن زيد الذهلى وكان في وفد قرية ان النبى صلى الله عليه وآله تلا هذه الاية " لا يستوى اصحاب النار واصحاب الجنة اصحاب الجنة هم الفائزون " قال: فقلنا يا رسول الله من أصحاب الجنة؟ قال: من أطاعنى وسلم لهذا من بعدى، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بكف على وهو يومئذ إلى جنبه فرفعها فقال: الا ان علينا منى وانا منه، فمن حاده حادنى ومن حادنى أسخط الله عزوجل.
74 - في مجمع البيان وعن انس عن النبى صلى الله عليه وآله قال: من قرأ لو انزلنا هذا القرآن إلى آخرها فمات من ليلته مات شهيدا.
75 - وعن انس عن النبى صلى الله عليه وآله قال: من قرأ آخر الحشر غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.
76 - وعن معقل بن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من قال حين يصبح ثلاث مرات: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقرأ الثلاث آيات من آخر الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه حتى يمسى، فان مات في ذلك اليوم مات شهيدا، ومن قال حين يمسى كان بتلك المنزلة.
77 - وعن أبى هريرة قال: سألت حبيبى رسول الله صلى الله عليه وآله عن اسم الله الاعظم، فقال: عليك بآخر الحشر وأكثر قرائتها فأعدت عليه فعاد على.
78 - وعن ابى امامة عن النبى صلى الله عليه وآله قال: من قرأ خواتيم الحشر من ليل او نهار فقبض في ذلك اليوم او الليلة فقد اوجبت له الجنة.
79 - في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى ميسر عن ابى عبدالله الصادق عليه السلام قال: ان هذه الاية لكل ورم في الجسد يخاف الرجل ان يؤول إلى شئ فاذا قرأتها فاقرأها وانت طاهر قد اعددت وضوئك لصلوة الفريضة فعوذ بها ورمك قبل الصلوت ودبرها وهى: " لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله " إلى آخر السورة فانك اذا فعلت ذلك على ما حد لك سكن الورم.
[294]
80 - وباسناده إلى عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: يا ابن سنان لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة(1) اذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شئ أبلغ في هذه الاشياء من القرآن؟ أليس الله تعالى يقول جل ذكره: " لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ".
81 - وباسناده إلى جابر عن أبى جعفر عليه السلام ان رجلا شكا اليه صمما(2) فقال: اسمح يدك عليها واقرأ عليها: " لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذى لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى له ما في السموات وما في الارض وهو العزيز الحكيم ".
82 - وباسناده إلى جابر بن يزيد الجعفى عن محمد بن على بن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم السلام قال: قال لى: يا جابر ! قلت: لبيك يابن رسول الله قال: اقرأ على كل ورم آخر سورة الحشر: " لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون * هو الله الذى لا اله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم * هو الله الذى لا اله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون * هو الله الخالق البارئ المصور له الاسماء الحسنى يسبح له ما في السموات والارض وهو العزيز الحكيم " واتفل عليها ثلاثا فانه يسكن باذن الله تعالى.
83 - في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى يعقوب بن جعفر قال: سمعت
___________________________________
(1) النشرة - بضم النون -: رقية يعالج بها المجنون أو المريض سميت بذلك لانه ينشر بها عنه ما خامره من الداء اى يكشف ويزال.
(2) الصمم: الانسداد في الاذن.
[295]
موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى أنزل على عبده محمد صلى الله عليه و آله انه لا اله الا هو الحى القيوم ويسمى بهذه الاسماء: الرحمن، الرحيم، العزيز، الجبار، العلى، العظيم، فتاهت هناك عقولهم واستخف حلومهم(1) فضربوا له الامثال، وجعلوا له اندادا وشبهوه بالامثال، ومثلوه أشباها، وجعلوه يزول وبحول، فتاهوا في بحر عميق لا يدرون ما غوره ولا يدركون كنه بعده.
84 - في اصول الكافى باسناده إلى ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل كان الله عزوجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم، قلت: يراها ويسمعها؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك لانه لم يكن سألها ولا يطلب منها هو نفسه، ونفسه هو، قدرته نافذة فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه اسماء لغيره يدعوه بها، لانه اذا لم يدع باسمه لم يعرف.
85 - وباسناده إلى أبى جعفر عليه السلام حديث يقول فيه عليه السلام: وان كنت تقول هذه الصفات والاسماء لم تزل، فان " لم تزل " محتمل معنيين، فان قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها فنعم، وان كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها و تقطيع حروفها فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه يتضرعون بها اليه، ويعبدونه وهى ذكره(2) وكان الله ولا ذكر.
86 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال: لله تسعة وتسعون اسما.
فلو كان الاسم هو المسمى لكان كل اسم منها الها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الاسماء وكانها غيره.
87 - وباسناده إلى هشام بن الحكم أنه سأل أبا عبدالله عليه السلام عن أسماء الله واشتقاقها: الله مما هو مشتق؟ فقال: يا هشام الله مشتق من أله، وأله يقتضى مألوها، والاسم
___________________________________
(1) تاه: ضل وتحير.
وحلوم جمع الحلم - بالكسر -: العقل.
(2) قال المجلسى (ره): " وهى ذكره " بالضمير اى يذكر بها والمذكور بالذكر قديم والذكر حادث.
[296]
غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى فقد كفر ولم يعبد شيئا، ومن عبد الاسم والمعنى فقد أشرك وعبد اثنين، ومن عبد المعنى دون الاسم فذاك التوحيد.
88 - وباسناده إلى الحسن بن راشد عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: سئل عن معنى الله؟ فقال: استولى على ما دق وجل.
89 - في مجمع البيان: عالم الغيب والشهادة عن أبى جعفر عليه السلام قال: الغيب مالم يكن والشهادة ما كان.
90 - في اصول الكافى باسناده إلى عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم " قال: الباء بهاء الله، والسين سناء الله، والميم مجد الله، وروى بعضهم الميم ملك الله، والله اله كل شئ، الرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.
91 - في تفسير على بن ابراهيم باسناده إلى أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم ملك والله اله كل شئ والرحمن بجميع خلقه والرحيم بالمؤمنين خاصة.
92 - في الصحيفة السجادية: يا فارج الهم وكاشف الغم، يا رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما، صل على محمد وآل محمد.
93 - في تفسير على بن ابراهيم قال: القدوس هو البرئ من شوائب الافات الموجبات للجهل.
السلام المؤمن قال: يؤمن أوليائه من العذاب.
94 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: كان عليه السلام يقول: افشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام، ثم تلا عليهم قول الله عزوجل: " السلام المؤمن المهيمن ".
95 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " المهيمن " اى الشاهد.
96 - في كتاب التوحيد باسناده إلى أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام وذكر حديثا طويلا وفيه لم يزل حيا بلا حيوة، وملكا قادرا قبل أن ينشئ شيئا، وملكا جبارا بعد انشائه للكون.
[297]
97 - وفيه خطبة لرسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيها: وفى أزليته متعظما بالالهية، متكبرا بكبريائه وجبروته.
98 - في اصول الكافى باسناده إلى هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن سبحان الله فقال: انفة الله(1).
99 - وباسناده إلى هشام الجواليقى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: سبحان الله ما يعنى به؟ قال: تنزيه.
100 - في كتاب التوحيد باسناده إلى يزيد بن الاصم قال: سال رجل عمر بن الخطاب فقال: يا امير المؤمنين ما تفسير سبحان الله؟ ان في هذا الحائط رجلا اذا كان سئل أنبأ واذا سكت ابتدء، فدخل الرجل واذا هو على بن أبى طالب عليه السلام فقال: يا أبا الحسن ما تفسير سبحان الله؟ قال: هو تعظيم جلال الله عزوجل و تنزيهه عما قال فيه كل مشرك، فاذا قالها العبد صلى عليه كل ملك.
101 - وفيه كلام للرضا عليه السلام في التوحيد وفيه الخالق لا بمعنى حركة، و خالق اذ لا مخلوق.
102 - في نهج البلاغة والخالق لا بمعنى حركة ونصب.
103 - في اصول الكافى باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وان كان صانع شئ فمن شئ صنع، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شئ.
104 - على بن ابراهيم عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن اسحاق بن عمار عن بعض أصحابه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان لله عزوجل ثلاث ساعات في الليل وثلاث ساعات في النهار، يمجد فيهن نفسه، فأول ساعات النهار حين تكون الشمس هذا الجانب يعنى من المشرق مقدارها من العصر، يعنى من المغرب إلى صلوة الاولى، وأول ساعات الليل في الثلث الباقى من الليل إلى ان ينفجر الصبح، يقول: انى انا الله رب العالمين، انى انا الله العلى العظيم، انى انا الله العزيز الحكيم، انى
___________________________________
(1) اى تنزيه الله.
[298]
انا الله الغفور الرحيم، انى انا الله الرحمن الرحيم، انى انا الله مالك يوم الدين، انى انا الله لم ازل ولا ازال، انى انا الله خالق الخير والشر، انى انا الله خالق الجنة والنار: انى انا الله ابدئ كل شئ والى يعود، انى أنا الله الواحد الصمد، انى انا الله عالم الغيب والشهادة، انى انا الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر، انى انا الله الخالق البارئ المصور لى الاسماء الحسنى، انى انا الله الكبير، قال: ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: من عنده والكبرياء رداؤه.
فمن نازعه شيئا من ذلك اكبه الله في النار ثم قال: ما من عبد مؤمن يدعو بهن، مقبلا قلبه إلى الله عزوجل الا قضى حاجته، ولو كان شقيا رجوت ان يحول سعيدا.
105 - في كتاب التوحيد باسناده إلى سليمان بن مهران عن الصادق عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عن ابيه الحسين بن على عن ابيه على بن ابى طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ان لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما ماة الا واحدا من احصاها(1) دخل الجنة، وهى: الله، الاله، الواحد، الاحد الصمد، الاول، الاخر، السميع، البصير، القدير، القاهر، العلى، الاعلى، الباقى، البديع، البارئ، الاكرم، الظاهر، الباطن، الحى، الحكيم، العليم، الحليم، الحفيظ، الحق، الحسيب، الحميد، الخفى، الرب، الرحمن، الرحيم الذارى، الرازق، الرقيب، الرؤف، الرائى، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، السيد، السبوح، الشهيد، الصادق، الصانع، الظاهر العدل، العفو، الغفور، الغنى، الغياث، الفاطر، الفرد، الفتاح، الفالق القديم، الملك، القدوس، القوى، القريب، القيوم، القابض، الباسط، قاضى الحاجات، المجيد، الولى، المنان، المحيط، المبين، المقيت، المصور، الكريم، الكبير، الكافى، كاشف الضر، الوتر، النور، الوهاب، الناصر، الواسع الودود، الهادى، الوفى، الوكيل، الوارث، البر، الباعث، التواب،
___________________________________
(1) في كتاب التوحيد معنى قول النبى صلى الله عليه وآله لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة احصاءها هو الاحاطة بها والوقوف على معانيها، وليس معنى الاحصاء عدها وبالله التوفيق " انتهى " (منه عفى عنه).
[299]
الجليل، الجواد، الخبير، الخالق، خير الناصرين، الديان، الشكور، العظيم، اللطيف، الشافى.
106 - وباسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لله عزوجل تسعة و تسعون اسما من دعا الله بها استجاب له، ومن أحصاها دخل الجنة.
|