سورة الاحقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام قال من قرء كل ليلة او كل جمعة سورة الاحقاف لم يصبه الله عزوجل بروعة في الحيوة الدنيا، وآمنه من فزع يوم القيامة ان شاءالله.
2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرء سورة الاحقاف أعطى من الاجربعدد كل رمل في الدنيا عشر حسنات، ومحى عنه عشرسيآت، ورفع له عشردرجات.
3 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وأماحم فمعناه الحميد المجيد.
4 - في كتاب الغيبة لشيخ الطايفة طاب ثراه باسناده إلى ابى الحسن محمدبن جعفر الاسدى رضى الله عنه عن سعدبن عبدالله الاشعرى قال: حدثنى الشيخ الصدوق احمدبن اسحق بن سعد الاشعرى رحمة الله عليه انه جاء بعض أصحابنا يعلمه أن جعفربن على كتب اليه كتابا يعرفه فيه نفسه ويعلمه انه القيم بعد أبيه وان عنده من علم الحلال والحرام مايحتاج اليه وغير ذلك من العلوم كلها، قال أحمد بن اسحاق: فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر
[8]
في درجه فخرج الجواب إلى في ذلك: بسم الله الرحمن الرحيم أتانى كتابك أبقاك الله والكتاب الذى أنفذته درجه ; وأحاطت معرفتى بجميع ماتضمنه على اختلاف الفاظه وتكرر الخطاء فيه، ولو تدبرته لو قفت على بعض ما وقفت عليه منه، إلى قوله عليه السلام: وقد ادعى هذا المبطل المفترى على الله الكذب بما ادعاه ; فلا أدرى بأية حالة هى له رجاء ان يتم له دعواه، أبفقه في دين الله؟ فوالله مايعرف حلالا من حرام، ولايفرق بين خطأ وصواب، أم بعلم؟ فما يعلم حقا من باطل، ولامحكما من متشابه، ولايعرف حد الصلوة ووقتها، أم بورع؟ فالله شهيد على تركه الصلوة الفرايض أربعين يوما، يزعم ذلك لطلب السعودة(1) ولعل خبره قد تادى اليكم وهاتيك ظروف مسكره منصوبة وآثار عصيانه لله عزوجل مشهورة قائمة، أم بآية فليات بها، أم بحجة فليقمها، ام بدلالة فليذكرها، قال الله عزوجل في كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ما خلقنا السماوات والارض وما بينهما الابالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما انذروا معرضون قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الارض ام لهم شرك في السماوات ائتونى بكتاب من قبل هذا او اثارة من علم ان كنتم صادقين ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون واذا حشر الناس كانوا لهم اعداء وكانوا بعبادتهم كافرين فالتمس بولى الله توفيقك من هذا الظالم ماذكرت، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها، أوصلوة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها، لتعلم حاله ومقداره، ويظهر لك عواره(2) ونقصانه ; والله حسيبه، حفظ الله الحق على اهله واقره في مستقره.
___________________________________
(1) كذا في النسخ لكن في المصدر " الشعوذة " بالشين والذال المعجمتين، قال الفيروز آبادى: الشعوذة: خفة في اليد وأخذ كالسحر يرى الشئ بغير ما عليه أصله في رأى العين.
(2) العوار - بالفتح وقد يضم - ; العيب.
[9]
في مجمع البيان قرأ على عليه السلام " أوأثرة " بسكون الثاء من غيرالف.
6 - في اصول الكافى محمدبن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبى عبيدة قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله تعالى: " ائتونى بكتاب من قبل هذاأو أثارة من علم ان كنتم صادقين " قال: عنى بالكتاب التوراة والانجيل وأثاره من علم فانما عنى بذالك علم اوصياء الانبياء.
7 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عمن ذكره عن سليمان بن خالد قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: ان في الجفر الذى يذكرونه(1) لما يسوءهم لانهم لايقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا على وفرائضه ان كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات(2) وليخرجوا مصحف فاطمة عليها السلام، فان فيه وصية فاطمة و معه(3) سلاح رسول الله صلى الله عليه واله ان الله عزوجل يقول: " فأتوا بكتاب من قبل هذا اوأثارة من علم ان كنتم صادقين ".
8 - في بصائر الدرجات احمد بن محمد عن النضر بن سويد عن هشام بن سالم عن سليمان بن خالد قال: سمعته(4) يقول: ان في ا لجفر الذى يذكرونه ما يسؤهم انهم لا يقولون الحق والحق فيه فليخرجوا قضايا امير المؤمنين وفرايضه ان كانوا صادقين، وسلوهم عن الخالات والعمات وليخرجوا مصحفا فيه وصية فاطمة وسلاح رسول الله صلى الله عليه واله، ثم قال: " ائتونى بكتاب من قبل هذا او اثارة من علم ان كنتم صادقين ".
9 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة كلام طويل للرضا عليه السلام وفيه حدثنى ابى عن جدى عن
___________________________________
(1) مرجع الضمير - على ماقاله المجلسى (ره) في مرآة العقول -: الائمة الزيدية من بنى الحسن وهم الذين يفتخرون به ويدعون انه عندهم.
(2) اى عن خصوص مواريثهن.
(3) اى مع الجفر أومصحف فاطمة (ع).
(4) اى سمعت اباعبدالله (ع)، بقرينة الخبر الماضى.
[10]
آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والانصار إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: ان لك يارسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود، و هذه اموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا، اعط ماشئت وامسك ماشئت من غير حرج، قال: فانزل الله تعالى اليه الروح الامين فقال يامحمد " قل لااسئلكم عليه اجرا الاالمودة في القربى " يعنى ان تودوا قرابتى من بعدى، فخرجوا فقال المنافقون: ماحمل رسول الله صلى الله عليه واله على ترك ماعرضنا عليه الا ليحثنا على قرابته من بعده، وان هو الاشيئ افتراه في مجلسه، وكان ذلك من قولهم عظيما، فانزل الله عزوجل هذه الآية: ام يقولون افتريه قل ان افتريته فلا تملكون لى من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم فبعث اليهم النبى صلى الله عليه واله فقال: هل من حدث؟ فقالوا: اى والله يارسول الله، لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه واله الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فانزل الله تعالى " وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما يفعلون " 10 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة - وقدقال: ثم خاطبه في اضعاف ما أثنى عليه في الكتاب من الازراء وانخفاض محله وغير ذلك من تهجينه وتأنيبه مالم يخاطب به احدا من الانبياء مثل قوله: " وما ادرى ما يفعل بى ولابكم " وهو يقول: " ما فرطنا في الكتاب من شيئ وكل شيئ احصيناه في امام مبين " فاذا كانت الاشياء تحصى في الامام وهو وصى فالنبى اولى ان يكون بعيدا من الصفة التى قال فيها " وما أدرى ما يفعل بى ولابكم " -: واماما ذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبى صلى الله عليه واله والازراء به والتأنيب له مع ما اظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله اياه على ساير أنبيائه، فان الله عزوجل جعل لكل نبى عدوا من المجرمين إلى قوله عليه السلام: ثم رفعهم الاضطرار بورود المسائل عليهم عما لايعلمون تأويله، إلى جمعه وتأليفه وتضمينه من تلقائهم مايقيمون به دعائم كفرهم، فصرخ
[11]
مناديهم: من كان عنده شيئ من القرآن فليأتنا به ووكلوا تأليفه ونظمه إلى بعض من وافقهم على معاداة أولياء الله، فالفه على اختيارهم، فلا يدل المتأمل له على اختلال تمييزهم وافترائهم وتركوا منهم ما قدروا انه لهم وهو عليهم، وزادوافيه ماظهر تناكره وتنافره، وعلم الله ان ذلك يظهر ويبين، فقال: " ذلك مبلغهم من العلم " والكشف لاهل الاستبصار عوارهم وافتراؤهم، والذى بدا في الكتاب من الازراء على النبى صلى الله عليه وآله من فرية الملحدين، وهنا كلام طويل مفصل ذكرناه في " حم سجدة " عند قوله تعالى " ان الذين يلحدون في آياتنا لايخفون علينا " فليطلب.
11 - في قرب الاسناد للحميرى احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن أبى نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يزعم ابن ابى حمزة ان جعفرا زعم ان القائم أبى وما علم جعفر بما يحدث من أمر الله؟ فو الله لقد قال الله تبارك وتعالى يحكى لرسول الله صلى الله عليه واله: " ما أدرى ما يفعل بى ولابكم ان اتبع الا ما يوحى إلى ".
12 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال: استقاموا على ولاية على امير المؤمنين، وقوله: ووصينا الانسان بوالديه احسانا(1) قال الاحسان رسول الله صلى الله عليه واله، وقوله: " بوالديه " انما عنى الحسن والحسين صلوات الله عليهما، ثم عطف على الحسين صلوات الله عليه فقال حملته امه كرها ووضعته كرها وذلك ان الله اخبر رسول الله صلى الله عليه واله وبشره بالحسين قبل حمله، وان الامامة يكون في ولده إلى يوم القيامة ثم اخبره بما يصيبه من القتل والمصيبة في نفسه وولده، ثم عوضه بان جعل الامامة في عقبه، وأعلمه أنه يقتل ثم يرده إلى الدنيا وينصره حتى يقتل اعداءه، ويملكه الارض وهو قوله: " ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض " الآية وقوله: " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادى الصالحون " فبشرالله نبيه صلى الله عليه واله ان اهل بيته
___________________________________
(1) وفى المصدر " حسنا "، في الموضعين وسيأتى انها قرائة على (ع).
[12]
يملكون الارض ويرجعون اليها ويقتلون اعدائهم، فأخبر رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة عليها السلام بخبر الحسين عليه السلام وقتله، فحملته كرها ثم قال ابو عبدالله عليه السلام فهل رأيتم أحدا يبشر بولد ذكر فتحمله كرها؟ اى أنها اغتمت وكرهت لما اخبرها يقتله " ووضعته كرها " لما علمت من ذلك،، وكان بين الحسن والحسين عليهما السلام طهر واحد، وكان الحسين عليه السلام في بطن امه ستة أشهر، وفصاله اربعة وعشرون شهرا وهو قوله وحمله وفصاله ثلاثون شهرا.
13 - في مجمع البيان وروى عن على عليه السلام " حسنا " بفتح الحاءو السين.
14 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالرحمن بن المثنى الهاشمى، قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك من اين جاء لولد الحسين عليه السلام الفضل على ولد الحسن عليه السلام وهما يجريان في شرع واحد؟ فقال: لااراكم تأخذون به، ان جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه واله وما ولد الحسين بعد، فقال له: يا محمد يولد لك غلاما تقتله أمتك من بعدك، فقال: ياجبرئيل لاحاجة لى فيه فخاطبه ثلاثا ثم دعا عليا عليه السلام فقال له: ان جبرئيل يخبرنى عن الله عزوجل أنه يولد لك غلاما تقتله امتك من بعدك، فقال: لاحاجة لى فيه يارسول الله، فخاطب عليا عليه السلام ثلاثا، ثم قال: انه يكون فيه وفى ولده الامامة والوراثة والخزانة، فأرسل إلى فاطمة عليها السلام فقال ان الله يبشرك بغلام تقتله أمتى من بعدى: فقالت فاطمة عليها السلام: ليس لى حاجة فيه يا أبة، فخاطبها ثلاثا، ثم أرسل اليها لابد ان تكون فيه الامامة والوراثة والخزانة، فقالت له: رضيت عن الله عزوجل فعلقت وحملت بالحسين عليه السلام فحملت ستة أشهر، ثم وضعت ولم يعش مولدقط لستة أشهر غيرالحسين بن على عليهما السلام وعيسى بن مريم عليه السلام فكفلته أم سلمة وكان رسول الله صلى الله عليه واله يأتيه في كل يوم فيضع لسانه الشريف في فم الحسين عليه السلام فيمصه حتى يروى، فأنبت الله عزوجل لحمه من لحم رسول الله صلى الله عليه واله ولم يوضع من فاطمة عليها السلام ولامن غيرها لبنا قط، فلما أنزل الله تبارك وتعالى فيه: وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذابلغ أشده وبلغ اربعين
[13]
سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى انعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضاه واصلح لى في ذريتى فلو قال: أصلح لى ذريتى كانوا كلهم ائمة لكن خص هكذا.
15 - في تهذيب الاحكام على بن الحسين عن أحمد ومحمد ابنى الحسن عن ابيهما، عن أحمد بن عمر الحلبى عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سأله أبى وأنا حاضر عن قول الله عزوجل " حتى اذابلغ أشده " قال: الاحتلام.
16 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن على بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام وقد خرج على فأحدت(1) أنظر اليه، وجعلت أنظرالى رأسه ورجليه لاصف قامته لاصحابنا بمصر، فبينا انا كذلك حتى قعد.
فقال: ياعلى ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة، فقال: " وآتيناه الحكم صبيا " " ولما بلغ اشده وبلغ اربعين سنة " فقد يجوز ان يؤتى الحكمة وهو صبى، ويجوز أن يؤتى الحكمة وهوابن أربعين سنة.
17 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الوشاء والحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبى خديجة عن ابى عبدالله عليه السلام قال لما حملت فاطمة عليها السلام بالحسين عليه السلام جاء جبرئيل إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: ان فاطمة ستلد غلاما تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال ابوعبدالله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد غلاما تكرهه، ولكنها تكرهه لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الاية " ووصينا الانسان بوالديه حسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا ".
18 - محمدبن يحيى عن على بن اسماعيل عن محمد بن عمرو الزيات عن رجل من أصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان جبرئيل عليه السلام نزل على محمد صلى الله عليه واله فقال له: يا محمد ان الله يبشرك بمولود يولد لك من فاطمة تقتله أمتك من بعدك
___________________________________
(1) أحد اليه النظر: بالغ في النظر اليه.
[14]
فقال: يا جبرئيل وعلى ربى السلام لاحاجة لى في مولود تقتله أمتى من بعدى، فعرج جبرئيل عليه السلام إلى السماء ثم هبط فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويبشرك بأنه جاعل في ذريته الامامة والولاية والوصية ; فقال: انى قد رضيت، ثم ارسل إلى فاطمة ان الله يبشرنى بمولود يولد لك تقتله أمتى من بعدى، فارسلت اليه: لاحاجة لى في مولود تقتله امتك من بعدك، فارسل اليها: ان الله قد جعل في ذريته الامامة والولاية والوصية فارسلت اليه: انى قد رضيت " فحملته كرها و وضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا حتى اذا بلغ اربعين سنة قال رب أوزعنى ان أشكر نعمتك التى انعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحا ترضيه وأصلح لى في ذريتى " فلولا أنه قال: " أصلح لى في ذريتى " لكانت ذريته كلهم أئمة، ولم يرضع الحسين عليه السلام ثم من فاطمة ولامن أنثى، كان يؤتى به النبى صلى الله عليه واله فيضع ابهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث فنبت لحم الحسين عليه السلام من لحم رسول الله صلى الله عليه وآله ودمه، ولم يولد بستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن على عليهم السلام.
19 - في ارشاد المفيد رحمه الله ورووا عن يونس عن الحسن: ان عمر أتى بامرأة قد ولدت لسته أشهر، فهم برجمها فقال له امير المؤمنين عليه السلام: ان خاصمتك بكتاب الله خصمتك، ان الله تعالى يقول: " وحمله وفصاله ثلاثون شهرا " و يقول: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أرادان يتم الرضاعة " فاذا أتممت المرأة الرضاعة لسنتين وكان حمله وفصاله ثلاثين شهرا كان الحمل منها ستة أشهر ; فخلى عمر سبيل المرأة وثبت الحكم بذلك يعمل به الصحابة و التابعون ومن أخذ إلى يومنا هذا.
20 - في كتاب الخصال عن أبى بصير قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: اذابلغ العبد ثلاثا وثلاثين سنة فقد بلغ أشده، واذا بلغ أربعين سنة فقد بلغ [ وانتهى ] منتهاه، فاذا طعن في أحد وأربعين فهو في النقصان، وينبغى لصاحب الخمسين أن يكون كمن كان في النزع.
21 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: الذى قال لوالديه اف لكما
[15]
إلى قوله تعالى: الااساطير الاولين قال: نزلت في عبدالرحمن بن ابى بكر حدثنا العباس بن محمد قال: حدثنى الحسن بن سهل باسناده رفعه إلى جابر بن يزيد عن جابر بن عبدالله، قال: ثم اتبع الله جل ذكره مدح الحسين بن على صلوات الله عليهما بذم عبدالرحمن بن ابيبكر، قال جابربن يزيد: فذكرت هذا الحديث لابى جعفر عليه السلام فقال أبوجعفر عليه السلام: ياجابر والله لوسبقت الدعوة من الحسين وأصلح لى ذريتى لكانت ذريته كلهم أئمة طاهرين، ولكن سبقت الدعوة و أصلح لى ذريتى فمنهم الائمة واحد فواحد، فثبت الله بهم حجته.
قال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ويوم يعرض الذى كفروا على النار أذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا واستمتعتم بها قال: اكلتم وشربتم وركبتم، وهى في بنى فلان فاليوم تجزون عذاب الهون قال: العطش بما كنتم تستكبرون في الارض بغير الحق وبما كنتم تفسقون.
22 - في محاسن البرقى عنه عن جعفربن محمد عن ابن القداح عن أبى عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: دخل النبى صلى الله عليه واله مسجد قبا، فاتى باناءفيه لبن حليب (إلى قوله): جعفر بهذا الاسناد قال: أتى بخبيص(1) فأبى ان يأكله، فقيل: أتحرمه؟ فقال: لاولكنى أكره ان تتوق اليه نفسى(2) ثم تلا الاية " اذهبتم طيباتكم في حيوة الدنيا ".
23 - في مجمع البيان " اذهبتم طيباتكم في حيوتكم الدنيا واستمتعتم بها " وقد روى في الحديث ان عمر بن الخطاب قال: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه واله فدخلت عليه في مشربة أم ابراهيم وأنه لمضطجع على حفصة وان بعضه على التراب وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا فسلمت عليه ثم جلست فقلت: يارسول الله صلى الله عليه واله أنت نبى الله وصفوته وخيرته من خلقه، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير؟
___________________________________
(1) الخبيص: قسم من الحلواء.
(2) تاق اليه: اشتاق.
[16]
فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أولئك قوم عجلت طيباتهم وهى وشيكة الانقطاع(1) وانما اخرت لنا طيباتنا.
24 - وقال على بن أبى طالب عليه السلام في بعض خطبه: والله لقد رقعت مدرعتى هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لى قائل: الا تنبذها(2) فقلت: أعزب عنى فعند الصباح يحمد القوم السرى(3).
25 - وروى محمد بن قيس عن أبى جعفر الباقر عليه السلام انه قال: والله ان كان على يأكل أكلة العبد ويجلس جلسة العبد ; وان كان يشترى القميصين فيخير غلامه خيرهما ثم يلبس الآخر، فاذا أجاز اصابعه قطعه، واذا جاز كعبه حذفه، ولقد ولى خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة ولالبنة على لبنة، ولاأورث بيضاء ولاحمراء، وان كان ليطعم الناس خبز البر واللحم، وينصرف إلى منزله فيأكل خبز الشعير والزيت و الخل، وما ورد عليه امران كلاهما لله عزوجل فيه رضا الا اخذ بأشد هما على بدنه، ولقد اعتق الف مملوك من كد يمينه، تربت منه يداه(4) وعرق فيه وجهه، وما أطاق عمله احد من الناس، وان كان ليصلى في اليوم والليلة ألف ركعة، وان كان أقرب الناس به شبها على بن الحسين عليهما السلام، ما أطاق عمله أحد من الناس بعده.
26 - ثم انه قد اشتهرفى الرواية أنه عليه السلام لما دخل على العلا بن يزيد بالبصره يعوده، فقال له العلا: ياأمير المؤمنين أشكو اليك أخى عاصم بن زياد، لبس العباء وتخلى من
___________________________________
(1) اى سريعة الانقطاع.
(2) نبذه: ! طرحه ورمى به.
(3) السرى: السير عامة الليل ; وهذا مثل يضرب لمن يحتمل المشقة رجاء الراحة، ويضرب ايضا في الحث على مزاولة الامرو الصبر وتوطين النفس حتى يحمد عاقبته.
(4) ترب الشيى: أصابه التراب.
لزق بالتراب.
وقد يقال لمن قل ماله وافتقر: تربت يداه.
وهل هو في مورد الدعاء على المخاطب او في مورد المدح، فيه خلاف ذكره ابن منظور في اللسان فراجع مادة " ترب " ان شئت.
[17]
الدنيا، فقال عليه السلام على به، فلما جاء قال: ياعدى نفسه لقد استهام بك الخبيث(1) أما رحمت أهلك وولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهويكره ان تاخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك، قال: ياأمير المؤمنين هذاأنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك؟(2) قال: ويحك انى لست كأنت، ان الله تعالى فرض على أئمة الحق أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس كيلا تبيغ(3) بالفقير فقره.
27 - في جوامع الجامع وروى عن النبى صلى الله عليه واله دخل على أهل الصفة وهم يرقعون ثيابهم بالادم(4) ما يجدون لهارقاعا، فقال: أنتم اليوم خير أم يوم يغدو أحدكم في حلة ويروح في أخرى؟ ويغدى عليه بجفنة ويراح عليه بأخرى ويستر بيته كما تستر الكعبة؟ قالوا: نحن يومئذ خير، قال: بل أنتم اليوم خير.
28 - في تفسير على بن ابراهيم قو له عزوجل: واذكر أخا عاد اذأنذر قومه بالاحقاف والاحقاف من بلاد عاد من الشقوق إلى الاجفرو هى أربع منازل(5) قال حدثنى أبى قال: امر المعتصم ان يحفر بالبطاينة بئرا فحفروا ثلاثمأة قامة فلم يظهر الماء فتر كه ولم يحفره، فلما ولى المتوكل أمرأن يحفر ذلك البئر أبدا حتى يبلغ الماء، فحفروا حتى وضعوا في كل مأة قامة بكرة حتى انتهوا إلى صخرة، فضربوها بالمعول فانكسرت فخرج منها ريح باردة فمات من كان يقربها،
___________________________________
(1) " ياعدى " تصغير عدو، " واستهام بك الخبيث " الباء زائدة اى جعلك هائما، و الهائم بمعنى الضال.
والمراد من الخبيث هوالشيطان.
(2) طعام جشب: اى غليظ و كذلك مجشوب، وقيل: انه الذى لاادم معه.
(3) تبيغ الدم بصاحبه، وتبوغ به اى هاج به، وفى الحديث: عليكم بالحجامة لايتبيغ باحدكم الدم فيقتله، وقيل: اصل يتبيغ يبتغى فقلب مثل جذب وجبذ.
(4) الادم - بضمتين جمع الاديم: الجلد المدبوغ.
(5) قال الطبرسى (ره) في مجمع البيان الاحقاف: هو واد بين عمان ومهرة عن ابن عباس، وقيل: رمال فيما بين عمان إلى حضرموت " انتهى " والشقوق والاجفر المذكوران في تفسير القمى (ره)، هوضمان بطريق مكة كما قاله الحموى.
[18]
فأخبر المتوكل بذلك فلم يدر ماذاك، فقالوا: سل ابن الرضا وهو ابوالحسن على بن محمد العسكرى صلوات الله عليهم، فكتب اليه يسأله عن ذلك فقال ابوالحسن (عليه السلام): تلك بلاد الاحقاف وهم قوم عاد الذين أهلكهم الله عزوجل بالريح الصرصر.
29 - في الخرايج والجرايح ان المهدى الخليفة أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادى(1) لعطش الحاج هناك، فحفروا أكثر من مأة قامة، فبينما هم يحفرون اذخرقوا خرقا واذا تحته هواء لايدرى قعره وهو مظلم، وللريح فيه دوى فأدلوا رجلين فلما خرجا تغيرت ألوانهما فقالا: رأينا هواء [ واسعا ] ورأينا بيوتا قائمة و رجالا ونساء وابلا وبقرا وغنما، وكلما مسسنا شيئا رأيناه هباءا فسألنا الفقهاء عن ذلك فلم يدرأحد ماهو، فقدم ابوالحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) على المهدى فسأله عن ذلك، فقال: هؤلائك اصحاب الاحقاف، وهم بقية من قوم عاد، ساخت بهم منازلهم وذكر على مثل قول الرجلين.
30 - في تفسير على بن ابراهيم ثم حكى الله عزوجل قول قوم عاد قالوا أجئتنا لتأفكنا اى تزيلنا عما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا من العذاب ان كنت من الصادقين وكان نبيهم هود وكانت بلادهم كثيرة الخير خصبة(2) فحبس الله عنهم المطر سبع سنين حتى أجدبوا(3) وذهب خيرهم من بلادهم، وكان هو يقول لهم ما حكى الله: " استغفروا ربكم ثم توبوا اليه " إلى قوله " ولاتتولوا مجرمين " فلم يؤمنوا وعتوا فأوحى الله إلى هود: انه يأتيهم العذاب في وقت كذا وكذا ريح فيها عذاب اليم، فلما كان ذلك الوقت نظروا إلى سحاب قد أقبلت، ففرحوا فقالوا: هذا عارض ممطرنا الساعة نمطر فقال لهم هود: بل هو ما استعجلتم به ريح في قوله: " ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين ريح فيها عذاب
___________________________________
(1) قال الحموى: قبر العبادى منزل في طريق مكة من القادسية إلى العذيب ثم ذكر القصة في ذلك فراجع مادة " قبر".
(2) خصب المكان: كثر فيه العشب والكلاء.
(3) اجدب القوم: اصابهم الجدب وهو المحل وانقطاع المطر ويبس الارض.
[19]
أليم تدمر كل شئ بأمرربها " فلفظه عام ومعناه خاص لانها تركت أشياء كثيرة لم تدمرها، وانما دمرت مالهم كله فكان كما قال الله عزوجل: فأصبحوا لايرى الا مساكنهم وكل هذه الاخبار من هلاك الامم تخويف وتحذير لامة محمد صلى الله عليه واله ولقد مكناهم فيما ان مكناكم فيه وجعلنا لهم سمعا وابصارا وأفئدة اى قد أعطينا هم فكفروا فنزل بهم العذاب فاحذروا ان لاينزل بكم ما نزل بهم، وقوله: واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القول إلى قوله: فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا إلى قوله: اولئك في ضلال مبين فهذا كله حكاية عن الجن وكان سبب نزول هذه الاية ان رسول الله صلى الله عليه واله خرج من مكة إلى سوق عكاظ ومعه زيد بن حارثة يدعو الناس إلى الاسلام، فلم يجبه أحدولم يجد أحدايقبله، ثم رجع إلى مكة فلما بلغ موضعا يقال له وادى مجنة(1) تهجد بالقرآن في جوف الليل، فمر به نفر من الجن فلما سمعوا قراءة رسول الله صلى الله عليه واله استمعوا له، فلما سمعوا قرآنه قال بعضهم لبعض: انصتوا يعنى أسكتوا، " فلما قضى " اى فرغ رسول الله صلى الله عليه واله من القرآن " ولواالى قومهم منذرين * قالوا ياقومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدى إلى الحق و إلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به " إلى قوله " اولئك في ضلال مبين " فجاؤاالى رسول الله صلى الله عليه واله واسلمو او آمنوا وعلمهم رسول الله صلى الله عليه واله شرايع الاسلام، فأنزل الله عزو جل على نبيه صلى الله عليه واله " قل أوحى إلى انه استمع نفر من الجن " السورة كلها فحكى الله عزوجل قولهم وولى عليهم رسول الله صلى الله عليه واله منهم، وكانوا يعودون إلى رسول الله صلى الله عليه واله في كل وقت، فأمررسول الله صلى الله عليه واله أميرالمؤمنين صلوات الله عليهم أن يعلمهم وينفعهم، فمنهم مؤمنون وكافرون وناصبون ويهود ونصارى ومجوس وهم ولدالجان.
31 - وسئل العالم صلوات الله عليه عن مؤمن الجن أيدخلون الجنة؟ فقال: لاولكن لله حظاير(2) بين الجنة والنار يكون فيها مؤمنى الجن وفساق الشيعة.
___________________________________
(1) المجنة: الارض الكثيرة الجن.
(2) حظائر جمع الحظيرة: الموضع الذى يحاط عليه لتأوى اليه الغنم والابل وسائر الماشية يقيها البرد والريح.
[20]
32 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه مناقب النبى صلى الله عليه واله وفيه أن الشياطين سخرت لسليمان وهى مقيمة على كفرها، وقد سخرت لنبوة محمد صلى الله عليه واله الشياطين بالايمان فأقبل اليه من الجن التسعة من أشرافهم، واحد من جن نصيبين والثمان من بنى عمروبن عامر من الاحجة منهم سفاة ومضاة والهملكان والمرزبان والمازمان ووهاضب وهضب وعمرو وهم الذين يقول الله تبارك اسمه فيهم: " واذ صرفنا اليك نفرا من الجن " وهم التسعة يستمعون القرآن فأقبل اليه الجن والنبى صلى الله عليه واله ببطن النخل فاعتذروا بانهم ظنوا كما ظننتم ان لن يبعث الله احدا، ولقد اقبل اليه احدوسبعون الفا منهم، فبايعوه على الصوم والصلوة والزكوة والحج والجهاد ونصح المسلمين، فاعتذروا بانهم قالوا على الله شططا، وهذا افضل مما اعطى سليمان فسبحان من سخرها لنبوة محمد صلى الله عليه واله بعد ان كانت تتمرد وتزعم ان لله ولدا، فلقد شمل مبعثه من الجن والانس مالايحصى.
33 - في محاسن البرقى عنه عن ابيه [ عن ] البرقى عن محمدبن ابى القاسم ماجيلويه عن [ على بن ] سليمان بن رشيد عن على بن الحسين القلانسى عن محمد بن سنان عن عمر بن يزيد قال: ضللنا سنة من السنين ونحن في طريق مكة فاقمنا ثلاثة ايام نطلب الطريق فلم نجده، فلما ان كان في اليوم الثالث وقد نفد ماكان معنا من الماء عدنا إلى ماكان معنا من ثياب الاحرام ومن الحنوط، فتحنطنا وتكفنا بازار احرامنا، فقام رجل من اصحابنا فنادى: ياصالح يا اباالحسن، فاجابه مجيب من بعد فقلنا له: من انت يرحمك الله؟ فقال: انا من النفر الذى قال الله عزوجل في كتابه: " واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " إلى آخرالآية ولم يبق منهم غيرى، فانا مرشد الضال إلى الطريق، قال: فلم نزل نتبع الصوت حتى خرجنا إلى الطريق.
34 - في روضة الواعظين للمفيد رحمه الله بعد ان ذكرالصادق عليه السلام و نقل عنه حديثا طويلا وقال عليه السلام: ان امراة من الجن كان يقال لها عفرا فأتى النبى صلى الله عليه واله فتسمع من كلامه فتأتى صالحى الجن فيسلمون على يديها وأنها
[21]
فقدها النبى صلى الله عليه واله فسأل عنها جبرئيل عليه السلام فقال زارت اختا لها لحبها في الله.
35 - في امالى الصدوق رحمه الله عن الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه خروج الحسنين عليهما السلام من عند جدهما صلوات الله عليهم ونومهما في حديقة بنى النجار وطلب النبى لهما حتى لقيهما، وفيه: وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كاجام القصب، وجناحان جناح قد غطت به الحسن، وجناح قد غطت به الحسين، فلما ان بصر بها النبى صلى الله عليه واله تنحنح فانسابت الحية(1) وهى تقول: اللهم انى اشهدك و اشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما اليه سالمين، صحيحين فقال لها النبى صلى الله عليه واله: ايتها الحية ممن انت؟ قالت: انا رسول الجن اليك، قال: واى الجن؟ قالت: جن نصيبين نفر من بنى مليح، نسينا آية من كتاب الله عزوجل فبعثونى اليك لتعلمنا ما نسينا من كتاب الله، فلما بلغت هذا الموضع سمعت مناديا ينادى: ايتها الحية هذان شبلا رسول الله صلى الله عليه واله فاحفظهما من العاهات والآفات ومن طوارق الليل والنهار فقد حفظتهما وسلمتهما اليك سالمين صحيحين وأخذت الحية الآية وانصرفت.
36 - في مجمع البيان بعد ان نقل كلاما في سبب ورود الجن إلى النبى صلى الله عليه واله وقال آخرون امر رسول الله صلى الله عليه واله ان ينذر الجن ويدعوهم إلى الله ويقرأ عليهم القرآن، فصرف الله اليه نفرا من الجن من نينوى، فقال صلى الله عليه واله: انى امرت ان اقرأ على الجن الليلة فايكم يتبعنى؟ فاتبعه عبدالله بن مسعود قال عبدالله: ولم يحضر معه احد غيرى، فانطلقنا حتى اذاكنا بأعلى مكة ودخل نبى الله شعبا يقال له شعب الحجون، وخط لى خطا ثم امرنى ان اجلس فيه، وقال: لاتخرج منه حتى اعود اليك، ثم انطلق حتى قام فافتتح القرآن فغشيته اسودة كثيرة حتى حالت بينى وبينه حتى لم اسمع صوته، ثم انطلقوا وطفقوا يتقطعون مثل قطع السحاب ذاهبين حتى بقى منهم رهط، وفرغ رسول الله صلى الله عليه واله مع الفجر فانطلق فبرز ثم قال: هل رأيت شيئا؟ فقلت: نعم رايت رجالا سودا مستثفرى(2) ثياب بيض، قال: اولئك
___________________________________
(1) انسابت الحية: جرت وتدافعت في مشيها.
(2) الاستشفار هوان يدخل الرجل ثوبه بين رجليه كما يفعل الكلب بذنبه.
[22]
جن نصيبين وروى علقمة عن عبدالله قال: لم أكن مع النبى صلى الله عليه واله ليلة الجن وودت انى كنت معه.
وروى عن ابن عباس انهم كانوا سبعة نفر من جن نصيبين فجعلهم رسول الله (صلى الله عليه واله) رسلا إلى قومهم.
قال زرين بن حبيش كانوا تسعة منهم زوبعة.
37 - وروى محمد بن المنكدر عن جابربن عبدالله قال: فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه واله الرحمن على الناس سكتوا فلم يقولوا شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الجن كانوا احسن جوابا منكم، فلما قرأت عليهم: " فبأى آلاء ربكما تكذبان " قالوا: لاولا بشيئ من آلائك ربنا نكذب.
38 - في اصول الكافى عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة بن مهران قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل فقال: نوح وابراهيم وموسى و عيسى ومحمد صلى الله عليه واله، قلت: كيف صاروا اولوا العزم؟ قال: لان نوحا بعث بكتاب وشريعة، وكل من جاء بعد نوح اخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجة، حتى جاء ابراهيم عليه السلام بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لاكفرا به فكل نبى جاء بعد ابراهيم اخذ بشريعته ومنهاجة وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف فكل نبى جاء بعد موسى اخذ بالتوراة وشريعته و منهاجه حتى جاء المسيح عليه السلام بالانجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه، فكل نبى جاء بعد المسيح اخذ بشريعته ومنهاجة حتى جاء محمد صلى الله عليه واله فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجة، فحلاله حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء اولوا العزم من الرسل عليهم السلام.
39 - محمدبن يحيى عن احمدبن محمد عن ابى يحيى الواسطى عن هشام بن سالم ودرست بن ابى منصور عنه عن ابى عبدالله عليه ا لسلام قال في حديث طويل يذكرفيه طبقات الانبياء والمرسلين: والذى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهوامام مثل اولى العزم.
[23]
40 - عدة من اصحابنا عن احمدبن محمدعن محمدبن يحيى الخثعمى عن هشام عن ابن ابى يعفورقال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم اولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى، نوح وابراهيم وموسى وعيسى و محمدصلى الله عليه وعلى آله وعلى جميع اللانبياء.
41 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالرحمان بن كثير عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان اول وصى.
كان على وجه الارض هبة الله بن آدم ومامن نبى مضى الاوله وصى، و كان جميع الانبياء ماة الف نبى وعشرين الف نبى، منهم خمسة اولوا العزم نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله، والحديث طويل اخذ نامنه موضع الحاجة.
42 - في روضة الكافى حدثنى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن فضال عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال في رسالة طويلة إلى اصحابه: انه لايتم الامر حتى دخل عليكم مثل ما دخل على الصالحين قبلكم، وحتى تبتلوافى انفسكم واموالكم، وحتى تسمعوامن اعداءالله اذى كثيرا وتصبروا وتعركوا بجنوبكم(1) وحتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى تحملوا الضيم(2) فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله و الدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الاذى في الله جل وعز يجترمونه(3) اليكم وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذى انزله جبرئيل على نبيكم سمعتم قول الله عزوجل لنبيكم صلى الله عليه واله: " فاصبر كما اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ".
43 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث
___________________________________
(1) عرك الاذى بجنبه اى احتمله.
(2) الضيم: الظلم.
(3) اجترم عليهم واليهم جريمة: جنى جناية.
[24]
طويل يقول فيه عليه السلام: ولان الصبر على ولاة الامر مفروض لقول الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: " فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل " وايجابه مثل ذلك على اوليائه وأهل طاعته بقوله: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ".
44 - في الخرائج والجرائح باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله فضل أولى العزم من الرسل على الانبياء بالعلم، وأورثنا علمهم وفضلنا عليهم: في فضلهم، و علم رسول الله صلى الله عليه واله مالايعلمون، وعلمناعلم رسول الله صلى الله عليه واله، فروينا لشيعتنا فمن قبله منهم فهوأفضلهم، وأينما تكون فشيعتنا معنا.
45 - في عيون الاخبار في باب ماجاء عن الرضا عليه السلام من العلل باسناده إلى على بن الحسين بن على بن فضال عن أبيه عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: انماسمى اولوا العزم لانهم كانوا اصحاب العزايم والشرايع وذلك ان كل نبى كان بعد نوح عليه السلام كان على شريعته ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن ابراهيم الخليل عليه السلام، وكل نبى كان في ايام ابراهيم عليه السلام وبعده كان على شريعة ابراهيم ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى زمن موسى عليه السلام وكل نبى كان في زمن موسى عليه السلام وبعده كان على شريعة موسى ومنهاجه وتابعا لكتابه إلى أيام عيسى عليه السلام، وكل نبى كان في أيام عيسى عليه السلام وبعده كان على منهاج عيسى عليه السلام وشريعته وتابعا لكتابه إلى زمن محمد صلى الله عليه واله، فهؤلاء الخمسة اولوا العزم وهم أفضل الانبياء والرسل وشريعة محمد صلى الله عليه واله لاتنسخ إلى يوم القيامة ولانبى بعده إلى يوم القيامة، فمن ادعى بعده نبيا، أوأتى بعدالقرآن بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه.
46 - في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام قال: أولوا العزم من الرسل خمسة نوح عليه السلام وابراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام وعيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه واله.
47 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جابربن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل " ولقد عهدناالى آدم من قبل ولم نجدله عزما " قال: عهد اليه في محمد والائمة من بعده فترك ولم يكن له عزم فيهم انهم هكذا، وانما سمى اولوا العزم لانهم عهداليهم في محمد والاوصياء من بعده والمهدى وسيرته، فأجمع
[25]
عزمهم ان ذلك كذلك والاقراربه.وفى اصول الكافى كذلك سواء.
48 - في مجمع البيان " أولوا العزم من الرسل " وقيل: ان من هنا للتبعيض وهو قول اكثر المفسرين، والظاهرفى رواية اصحابنا، ثم اختلفوا فقيل اولوا العزم من الرسل من أتى بشريعة مستأنفة نسخت شريعة من تقدمه وهم خمسة اولهم نوح عليه السلام ثم ابراهيم عليه السلام ثم موسى عليه السلام ثم عيسى عليه السلام ثم محمد صلى الله عليه واله، وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام، وقال: وهم ساده النبيين و عليهم دارت رحى المرسلين.
49 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) وقيل للنبى صلى الله عليه واله: كم مابين الدنيا والاخرة: قال: غمضة عين، قال الله عزوجل: كانهم يوم يرون مايوعدون لم يلبثوا الاساعة من نهار بلاغ الاية.
|