00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة لقمان 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة لقمان

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال: من قرأ سورة لقمان في ليلة وكل الله به في ليلته ملائكة يحفظونه من ابليس وجنوده حتى يصبح، فاذا قرأها بالنهار لم يزالوا يحفظونه من ابليس وجنوده حتى يمسى.

2 - في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: ومن قرأ سورة لقمان كان له لقمان رفيقا يوم القيامة، واعطى من الحسنات عشرا بعدد من عمل بالمعروف وعمل المنكر.

3 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم عن عبدالله بن المغيرة عن يحيى ابن عبادة عن أبى عبدالله عليه السلام قلت: قوله عزوجل: ومن الناس من يشترى لهو الحديث قال: منه الغنا.

4 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد

[194]

عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن كسب المغنيات؟ فقال: التى يدخل عليها الرجال حرام، والتى تدعى إلى الاعراس ليس به بأس، وهو قول الله عزوجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله).

5 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن على بن اسمعيل عن ابن مسكان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: الغنا مما أوعد الله عزوجل عليه النار وتلا هذه الاية: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين).

6 - ابن أبى عمير عن مهران بن محمد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: الغنا مما قال الله: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله).

7 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الوشا قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: سئل أبوعبدالله عليه السلام عن الغنا فقال: هو قول الله عزوجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل به عن سبيل الله).

8 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن مهران بن محمد عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الغنا مجلس لا ينظر الله إلى أهله وهو مما قال الله عزوجل: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله).

9 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم) فهو النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة من بنى عبد الدار بن قصى وكان النضر ذا رواية لاحاديث الناس وأشعارهم يقول الله عزوجل: واذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن في اذنيه وقرا فبشره بعذاب اليم.

10 - في مجمع البيان وروى أبوامامة عن النبى صلى الله عليه واله قال: لا يحل تعليم المغنيات ولا بيعهن وأثمانهن حرام، وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) الاية.

11 - وروى عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: هو الطعن في الحق والاستهزاء به

[195]

وما كان أبوجهل واصحابه يحيون به اذ قال: يا معاشر قريش الا اطعمكم من الزقوم الذى يخوفكم به صاحبكم؟ ثم ارسل إلى زبد وتمر فقال: هذا هو الزقوم الذى يخوفكم به.

قال: ومنه الغنا.

12 - وروى الواحدى بالاسناد عن نافع عن ابن عمر انه سمع النبى صلى الله عليه واله يقول في هذه الاية: (ومن الناس من يشترى لهو الحديث) قال: باللعب والباطل كثيرا لنفقة سمح فيه، ولا تطيب نفسه بدرهم يتصدق به.

13 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسين بن خالد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له: أخبرنى عن قوله تعالى: (والسماء ذات الحبك) فقال: هى محبوكة إلى الارض وشبك بين أصابعه، فقلت: كيف تكون محبوكة إلى الارض والله يقول: رفع السماء بغير عمد ترونها فقال: سبحان الله أليس يقول بغير عمد ترونها؟ فقلت: بلى فقال: فثم عمد ولكن لا ترونها.

14 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: فمن شواهد خلقه خلق السموات موطدات بلا عمد، قائمات بلا سند.

15 - وفيه كلام له عليه السلام يذكر فيه خلق السموات: جعل سفلاهن موجا مكفوفا وعلياهن سقفا محفوظا وسمكا مرفوعا بغير عمد ترونها ولا دسار(1) ينتظمها.

16 - في كتاب الاهليليجة قال الصادق عليه السلام: فنظرت العين إلى خلق مختلف متصل بعضه ببعض ودلها القلب على ان لذلك خالقا، وذلك انه فكرحيث دلته العين على ما عاينت من عظم السماء وارتفاعها في الهواء بغيرعمد ولا دعامة تمسكها، وانها لا تتأخر فتنكشط(2) ولا يتقدم فتزول، ولا تهبط مرة فتدنو ولا ترتفع فلا ترى.

17 - في اصول الكافى بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم قال: قال لى أبوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام: يا هشام ان الله قال: ولقد آتينا لقمان الحكمة قال: الفهم والعقل.

___________________________________

(1) الدسار: المسمار.

(2) كشطت السماء: قلعت وانكشط مطاوع كشط.

[ * ]

[196]

18 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا الحسين بن محمد عن المعلى بن محمد عن على بن محمد عن بكربن صالح عن جعفر بن يحيى عن على بن النضرعن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في قوله: (ولقد آتينا لقمان الحكمة) قال: اوتى معرفة امام زمانه.

19 - في مجمع البيان واختلف فيه فقيل: انه كان حكيما ولم يكن نبيا عن ابن عباس ومجاهد وقتادة واكثر المفسرين وقيل انه كان نبيا عن عكرمة والسدى والشعبى إلى قوله: وروى عن نافع عن ابن عمرقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: حقا أقول لم يكن لقمان نبيا ولكن كان عبدا كثير التفكر حسن اليقين أحب الله فأحبه، ومن عليه بالحكمة كان نائما نصف النهار اذ جاء‌ه نذاء يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس بالحق؟ فأجاب الصوت: إن خيرنى ربى قبلت العافية ولم أقبل البلاء، وان هو عزم على فسمعا وطاعة فانى أعلم انه ان فعل بى ذلك أعاننى وعصمنى فقالت الملائكة بصوت لا يراهم: لم يا لقمان؟ قال لان الحكم أشد المنازل وآكدها يغشاه الظلم من كل مكان، ان وفى فبالحرى أن ينجو وان اخطأ اخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا وفى الاخرة شريفا خيرمن أن يكون في الدنيا شريفا وفى الاخرة ذليلا، ومن تخير الدنيا على الاخرة نفته الدنيا ولا يصيب الاخرة، فعجبت الملائكة من حسن منطقه فنام نومة فاعطى الحكمة فانتبه يتكلم بها ثم كان يوازر دواد بحكمته فقال له داود: طوبى لك يا لقمان اعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوى.

20 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حماد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن لقمان وحكمته التى ذكرها الله عزوجل، فقال: أما والله ما اوتى لقمان الحكمة بحسب ولا مال ولا اهل ولا بسط في جسم ولا جمال، ولكنه كان رجلا قويا في أمرالله، متورعا في الله ساكتا مستكينا عميق النظر طويل الفكر حديد النظر، مستغن بالعبر لم ينم نهارا قط، ولم يره أحد من الناس على بول ولا غائط ولا اغتسال، لشدة تستره وعموق نظره وتحفظه في امره ولم يضحك من شئ قط مخافة الاثم، ولم يغضب قط ولم يمازح انسانا قط، ولم يفرح

[197]

بشئ اتاه من أمر الدنيا ولا حزن منها على شئ قط، وقد نكح من النساء وولد له من الاولاد الكثير وقدم أكثرهم افراطا فما بكى على موت أحد منهم ولم يمر برجلين يختصمان أو يقتتلان الا أصلح بينهما، ولم يمض عنهما حتى تحابا(1) ولم يسمع قولا قط من أحد استحسنه الا سأل عن تفسيره وعمن أخذه، وكان يكثر مجالسة الفقهاء والحكماء، وكان يغشى القضاة والملوك والسلاطين فيرثى للقضاة مما ابتلوا به، ويرحم الملوك والسلاطين لغرتهم بالله وطمانينتهم في ذلك، ويعتبر ويتعلم ما يغلب به نفسه، ويجاهد به هواه ويحترز به من الشيطان، وكان يداوى قلبه بالفكر ويداوى نفسه بالعبر، وكان لا يظعن الا فيما يعنيه فبذلك أوتى الحكمة ومنح العصمة، وان الله تبارك وتعالى امر طوائف من الملائكة حين انتصف النهار وهدأت العيون بالقائلة(2) فنادوا لقمان حيث يسمع ولا يراهم، فقالوا: يا لقمان هل لك أن يجعلك الله خليفة في الارض تحكم بين الناس؟ فقال لقمان: ان امرنى الله بذلك فالسمع والطاعة لانه ان فعل ذلك اعاننى عليه وعلمنى وعصمنى، وان هو خيرنى قبلت العافية، فقالت الملائكة: يا لقمان لم؟ قال: لان الحكم بين الناس بأشد المنازل وأكثر فتنا وبلاء‌ا يخذل و لا يغان(3) ويغشاه الظلم من كل مكان وصاحبه فيه بين أمرين ان أصاب فيه الحق فبالحرى أن يسلم، وان أخطأ أخطأ طريق الجنة، ومن يكن في الدنيا ذليلا ضعيفا كان أهون عليه في المعاد من أن يكون حكما سريا شريفا(4) ومن اختار الدنيا على الاخرة يخسرهما كلتاهما، تزول هذه ولا يدرك تلك، قال فتعجب الملائكة من حكمته واستحسن الرحمن منطقه، فلما أمسى وأخذ مضجعه من الليل أنزل الله عليه الحكمة

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر وكذا المنقول عنه في البحار (تحاجزا) وفسره المجلسى (ره) اى تصالحا وتمانعا.

(2) هدأت العيون اى سكنت، والقائلة: منتصف النهار.

(3) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة (بأشد ما يخذل) وفى المصدر والمنقول عنه في البحار (واكثر فتنا وبلاء ما يخذل...اه) وذكر المجلسى (ره) له احتمالات ثلثه فراجع ان شئت.

(4) السرى: السيد الشريف.

[ * ]

[198]

فغشاه بها من قرنه إلى قدمه وهو نائم، وغطاه بالحكمة غطاء، فاستيقظ وهو أحكم الناس في زمانه، وخرج على الناس ينطق بالحكمة ويبثها فيها(1) قال: فلما اوتى الحكم بالخلافة ولم يقبلها أمر الله عزوجل الملائكة فنادت داود عليه السلام بالخلافة فقبلها ولم يشترط فيها بشرط لقمان، فاعطاه الله عزوجل الخلافة في الارض وابتلى بها غير مرة كل ذلك يهوى في الخطاء، يقيله الله تعالى ويغفر له، وكان لقمان يكثر زيارة داود عليه السلام ويعظه بمواعظه وحكمته وفضل علمه، وكان داود عليه السلام يقول له: طوبى لك يا لقمان أوتيت الحكمة وصرفت عنك البلية، وأعطى داود عليه السلام الخلافة وابتلى بالحكم والفتنة.

ثم قال أبوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: واذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بنى لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم قال: فوعظ لقمان ابنه بآثار حتى تقطر وانشق(2) وكان فيما وعظه به يا حماد أن قال: يا بنى انك منذ سقطت إلى الدنيا استدبرتها واستقبلت الاخرة فدار أنت اليها تسير أقرب اليك من دار انت عنها متباعد.

يا بنى جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك، ولا تجادلهم فيمنعوك، وخذ من الدنيا بلاغا ولا ترفضها فتكون عيالا على الناس، ولا تدخل فيها دخولا يضر بآخرتك، وصم صوما يقطع شهوتك ولا تصم صياما يمنعك من الصلوة.

فان الصلوة أحب إلى الله من الصيام، يا بنى ان الدنيا بحر عميق قد هلك فيها عالم كثير، فاجعل سفينتك فيها الايمان، واجعل شراعها التوكل، واجعل زادك فيها تقوى الله، فان نجوت فبرحمة الله وان هلكت فبذنوبك، يا بنى ان تادبت صغيرا انتفعت كثيرا، ومن عنى بالادب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه، ومن تكلف علمه اشتد له طلبه، ومن اشتد طلبه أدرك منفعته، فاتخذه عادة فانك تخلف في سلفك، وينتفع به من خلفك، ويرتجيك فيه راغب ويخشى صولتك راهب، واياك والكسل عنه بالطلب لغيره، فان غلبت على الدنيا فلا تغلبن على الاخرة، واذا فاتك طلب العلم في مظانه فقد غلبت على الاخرة، واجعل في

___________________________________

(1) وفى البحار (ويبنيها فيها) وفسره المجلسى (ره) بقوله اى في جماعة الناس او في الدنيا.

(2) كناية عن غاية تأثير الحكمة فيه.

[ * ]

[199]

ايامك ولياليك وساعاتك نصيبا في طلب العلم فانك لن تجد له تضييعا أشد من تركه، ولا تمارين فيه لجوجا ولا تجادلن فقيها، ولا تعادين سلطانا، ولا تماشين ظلوما و لا تصادقنه، ولا تصاحبن فاسقا ناطقا، ولا تصاحبن متهما، واخزن علمك كما تخزن ورقك.

يا بنى خف الله عزوجل خوفا لو أتيت القيامة ببر الثقلين خفت ان يعذبك، و ارج الله رجاء لو وافيت القيامة باثم الثقلين رجوت ان يغفر الله لك، فقال له ابنه: يا أبة و كيف اطيق هذا وانما لى قلب واحد؟ فقال له لقمان: يا بنى لو أستخرج قلب المؤمن يوجد فيه نوران، نور للخوف ونور للرجاء، لو وزنا لما رجح أحدهما على الاخر بمثقال ذرة، فمن يؤمن بالله يصدق ما قال الله عزوجل، ومن يصدق ما قال الله يفعل ما أمر الله ومن لم يفعل ما أمر الله لم يصدق ما قال الله، فان هذه الاخلاق يشهد بعضها لبعض، فمن يؤمن بالله ايمانا صادقا يعمل لله خالصا ناصحا، فقد آمن بالله صادقا.

ومن أطاع الله خافه، ومن خافه فقد أحبه، ومن أحبه فقد اتبع أمره، ومن اتبع امره استوجب جنته ومرضاته.

ومن لم يتبع رضوان الله فقد هان عليه سخطه، نعوذ بالله من سخط الله، يا بنى لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها، فما خلق الله خلقا هو أهون عليه منها الا ترى انه لم يجعل نعيمها ثواب المطيعين، ولم يجعل بلاء‌ها عقوبة للعاصين.

21 - في من لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن سيد العابدين عليه السلام حق الله الاكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به شيئا فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والاخرة.

22 - في اصول الكافى يونس عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان من الكبائر عقوق الوالدين واليأس من روح الله والامن من مكر الله وقد روى أكبر الكبائر الشرك بالله.

23 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن هارون بن الجهم عن المفضل بن صالح عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال: الظلم ثلاثة ظلم يغفره

[200]

الله، وظلم لا يغفره وظلم لا يدعه الله، فاما الظلم الذى لا يغفره الله فالشرك واما الظلم الذى يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله، فاما الذى لا يدعه فالمداينة بين العباد.

قال عز من قائل: ووصينا الانسان بوالديه إلى قوله: ان اشكر لى ولوالديك.

24 - في من لا يحضره الفقيه في الحقوق المروية عن زين العابدين عليه السلام وأما حق امك ان تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا واعطتك من ثمرة قلبها مالا يعطى احد احدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال ان تجوع وتطعمك وتعطش وتسقيك وتعرى و تكسوك وتضحى وتظلك وتهجر النوم لاجلك ووقتك الحر والبرد ليكون لها فانك لا تطيق شكرها الا بعون الله وتوفيقه، واما حق ابيك فان تعلم انه أصلك فانك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم ان أباك أصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك، ولا قوة الا بالله.

25 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر بن خلاد قال: قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام: ادعو لوالدى ان كانا لا يعرفان الحق؟ قال: ادع لهما وتصدق عنهما، وان كانا ناحيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله بعثنى بالرحمة لا بالعقوق.

26 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: امك، قال: ثم من؟ قال: امك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك.

27 - وباسناده إلى محمد بن مروان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما يمنع الرجل منكم أن يبر والديه حيين وميتين يصلى عنهما، ويتصدق عنهما ويحج عنهما ويصوم عنهما، فيكون الذى صنع لهما وله مثل ذلك، فيزيده الله عزوجل ببره وصلته خيرا كثيرا.

28 - ابن محبوب عن خالد بن نافع البجلى عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان رجلا أتى النبى صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله أوصنى، فقال: لا تشرك

[201]

بالله شيئا وان حرقت بالنار وعذبت الا وقلبك مطمئن بالايمان، ووالديك فأطعمهما وبرهما حيين كانا أو ميتين، وان أمراك أن تخرج من أهلك ومالك فافعل، فان ذلك من الايمان.

29 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعلى بن محمد عن صالح بن ابى حماد جميعا عن الوشا عن احمد بن عائذ عن ابى خديجة سالم بن مكرم عن معلى بن خنيس عن ابيعبد الله عليه السلام قال: جاء رجل وسأل النبى صلى الله عليه واله عن بر الوالدين فقال: ابرر امك ابرر امك ابرر امك، ابرر اباك ابرر اباك ابرر اباك، وبدء بالام قبل الاب.

30 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن على بن عقبة عن عمر بن يزيد قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: شكر كل نعمة وان عظمت ان يحمد الله عزوجل.

31 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: هل للشكر حد اذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم قلت: ماهو؟ قال يحمد الله على كل نعمة عليه في اهل ومال، وان كان فيما انعم عليه في ماله حق أداه، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

32 - ابوعلى الاشعرى عن عيسى بن ايوب عن على بن مهزيار عن القاسم بن محمد عن اسماعيل بن ابى الحسن عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد ادى شكرها.

33 - على عن ابيه عن ابن ابى عمير عن ابى عبدالله صاحب السابرى فيما اعلم أو غيره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اوحى الله عزوجل إلى موسى عليه السلام: يا موسى اشكرنى حق شكرى فقال: يا رب وكيف اشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك به الا و أنت أنعمت به على؟ قال: يا موسى الان شكرتنى حين علمت ان ذلك منى.

34 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: وامر بالشكر له وللوالدين، فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله تعالى.

35 - وباسناده إلى محمود بن أبى البلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزوجل.

[202]

36 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن بسطام بن مرة عن اسحاق بن حسان عن الهيثم بن واقد عن على بن الحسين العبدى عن سعد الاسكاف عن الاصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى: (ان اشكر لى ولوالديك الي المصير) فقال الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر، هما اللذان ولدا العلم وورثا الحكم، وأمر الناس بطاعتهما ثم قال الله: (الي المصير) فمصير العباد إلى الله، والدليل على ذلك الولدان، ثم عطف القول على ابن حنتمة(1) وصاحبه فقال في الخاص والعام: وان جاهداك على ان تشرك بى تقول في الوصية وتعدل عمن أمرت بطاعته فلا تطعهما ولا تسمع قولهما ثم عطف القول على الوالدين فقال: وصاحبهما في الدنيا معروفا يقول: عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما، وذلك قوله: واتبع سبيل من اناب إلى ثم إلى مرجعكم فقال: إلى الله ثن الينا فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين فان رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله.

37 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبدالله بن بحر عن عبدالله بن مسكان عمن رواه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال - وأنا عنده - لعبد الواحد الانصارى في بر الوالدين في قول الله عزوجل، وبالوالدين احسانا.

فظننا انها الاية التى في بنى اسرائيل: (وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه) فلما كان بغد سألته فقال: هى التى في لقمان (ووصينا الانسان بوالديه حسنا وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما) فقال: ان ذلك أعظم من أن يأمر بصلتهما وحقهما على كل حال (وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم) فقال: لا بل يأمر بصلتهما وان جاهداه على الشرك ما زاد حقهما الا عظما.

38 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: بر الوالدين من حسن معرفة العبد بالله، اذ لا عبادة أسرع بلوغا بصاحبها إلى رضا الله تعالى من حرمة الوالدين المسلمين لوجه الله، لان حق الوالدين مشتق من حق الله تعالى اذا كانا على منهاج الدين والسنة، ولا يكونان يمنعان الولد من طاعة الله تعالى إلى معصيته، ومن اليقين

___________________________________

(1) حنتمة بنت ذى الحرمين ام عمر بن الخطاب.

[ * ]

[203]

إلى الشك، ومن الزهد إلى الدنيا، ولا يدعوانه إلى خلاف ذلك، فاذا كانا كذلك فمعصيتهما طاعة وطاعتهما معصية، قال الله تعالى: (وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما) واما في باب العشرة فدارهما واحتمل أذاهما نحو ما احتملا عليك في حال صغرك، ولا تضيق عليهما مما قد وسع اللع عليك من المال والملبوس، و لا تحول بوجهك عنهما ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما، فان تعظيمهما من الله تعالى و قل لهما باحسن القول، والطفه فان الله لا يضيع أجر المحسنين.

39 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب مر الحسين بن على عليهما السلام على عبدالرحمان بن عمرو بن العاص فقال عبدالله: من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الارض إلى أهل السماء فلينظر إلى هذا المجتاز، وما كلمته منذ ليالى صفين، فأتى به أبوسعيد الخدرى إلى الحسين عليه السلام: فقال له الحسين: أتعلم أنى أحب أهل الارض إلى أهل السماء وتقاتلنى وأبى يوم صفين؟ والله ان أبى لخير منى فاستعذر وقال: ان النبى صلى الله عليه واله قال لى: اطع أباك، فقال له الحسين عليه السلام: أما سمعت قول الله تعالى: (وان جاهداك على ان تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما) وقال رسول الله صلى الله عليه واله: انما الطاعة بالمعروف، وقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

40 - في عيون الاخبار في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرائع الدين: وبر الوالدين واجب وان كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق ولا لغيرهما، فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

41 - في كتاب الخصال عن الاعمش عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: هذه شرائع الدين إلى أن قال عليه السلام: وبر الوالدين واجب، فان كانا مشركين فلا تطعهما ولا غيرهما في المعصية، فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

42 - عن سليم بن قيس الهلالى قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول - وذكر كلاما طويلا - وفى اثنائه: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، ولا ينبغى للمخلوق ان يكون جنة لمعصية الله، فلا طاعة في معصية ولا طاعة لمن عصى الله.

43 - في من لا يحضره الفقيه في ألفاظه صلى الله عليه واله الموجزة: لا طاعة لمخلوق في

[204]

معصية الخالق.

43 في محاسن البرقى باسناده عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول أطيعوا آباء‌كم فيما أمروكم ولا تطيعوهم في معاصى الله.

44 - وفيه حديث آخر عنه صلى الله عليه واله وفيه يقول: انى لا آمرك بعقوق الوالدين ولكن صاحبهما في الدنيا معروفا.

45 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله (واتبع سبيل من أناب الي) يقول: اتبع سبيل محمد صلى الله عليه واله.

46 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشا عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: اتقوا المحقرات من الذنوب.

فان لها طالبا يقول أحدكم: اذنب واستغفر، ان الله عزوجل يقول (سنكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ احصيناه في امام مبين) وقال عزوجل انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأت بها الله ان الله لطيف خبير.

47 - في مجمع البيان وروى العياشى بالاسناد عن ابن مسكان عن أبيعبد الله عليه السلام قال: اتقوا المحقرات من الذنوب فان لها طالبا لا يقولن أحدكم: اذنب واستغفر الله ان الله تعالى يقول: (ان تك مثقال حبة من خردل) الاية.

48 - في تفسيرعلى بن ابراهيم قال على بن ابراهيم رحمه الله: ثم عطف على خبر لقمان وقصته فقال جل ذكره: (يا بنى انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأت بها الله ان الله لطيف خبير) قال من الرزق يأتك به الله يا بنى اقم الصلوة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما اصابك ان ذلك من عزم الامور.

49 - في الكافى باسناده إلى معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عزوجل ماهو؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل من هذه الصلوة، الا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلام قال:

[205]

(واوصانى بالصلوة والزكوة ما دمت حيا).

50 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن هارون بن خارجة عن زيد الشحام عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: أحب الاعمال إلى الله عزوجل الصلوة وهى آخر وصايا الانبياء.

51 - أبوداود عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الرضا عليه السلام انه قال: الصلوة قربان كل تقى.

52 - في من لا يحضره الفقيه في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية يا بنى إقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبر أحكامهم وكن آخذ الناس بما تأمر به، و أكف الناس عما تنهى عنه، وامر بالمعروف تكن من أهله، فان استتمام الامور عند الله تبارك وتعالى الامر بالمعروف والنهى عن المنكر.

53 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن عيسى عن محمد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر او ليستعملن عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم.

54 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن على بن النعمان عن عبدالله بن مسكان عن داود بن فرقد عن أبى سعيد الزهرى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قال: ويل لقوم لا يدينون الله بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر.

55 - وباسناده قال: قال ابوجعفر عليه السلام: قال: بئس القوم يعيبون الامر بالمعروف والنهى عن المنكر.

56 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب: ائمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واصبروا على ما أصابكم.

57 - في اصول الكافى باسناده إلى حفص بن غياث قال: قال ابوعبدالله عليه السلام يا حفص ان من صبر صبر قليلا ومن جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع امورك فان الله عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه واله فأمره بالصبر والرفق، فقال: (و اصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرنى والمكذبين اولى النعمة) وقال تبارك

[206]

وتعالى: (ادفع بالتى هى احسن فاذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم) فصبر صلى الله عليه واله حتى نالوه بالعظائم ورموه بها، والحديث وفيما أخذناه منه كفاية ان شاء الله تعالى.

58 - محمد بن يحيى عن أحمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبدالله بن بكر عن حمزة بن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: الجنة محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة، وجهنم محفوفة باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار.

59 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن أبى الجارود عن الاصبغ قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عزوجل عليك.

60 - ابوعلى الاشعرى عن الحسن بن على الكوفى عن العباس بن عامر العزرمى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: سيأتى على الناس زمان لا ينال الملك فيه الا بالقتل والتجبر، ولا الغنى الا بالغضب والبخل، ولا المحبة الا باستخراج الدين واتباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بى.

61 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن سيف بن عميرة عن ابن حمزة الثمالى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من ابتلى من المؤمنين ببلاء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد.

62 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل أنعم على قوم فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة.

63 - أبوعلى الاشعرى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن العلاء بن الفضيل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد،

[207]

فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد.كذلك اذا ذهب الصبر ذهب الايمان.

64 - في مجمع البيان (واصبر على ما أصابك) من المشقة والاذى في الامر بالمعروف والنهى عن المنكر عن على عليه السلام.

65 - في جوامع الجامع ان ذلك مما عزمه الله من الامور اى قطعه قطع ايجاب والزام، ومنه الحديث ان الله يحب ان يؤخذ برخصه كما يحب ان يؤخذ بعزائمه.

66 - في مجمع البيان ولا تصغر خدك للناس اى ولا تمل وجهك من الناس بكل ولا تعرض عمن يكلمك استخفافا به، وهذا المعنى قول ابن عباس وابى عبدالله عليه السلام.

67 - في تفسيرعلى بن ابراهيم وقوله عزوجل: (ولا تصعر خدك للناس) اى لا تذل للناس طعما فيما عندهم ولا تمش في الارض مرحا اى فرحا وفى رواية أبى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: (ولا تمش في الارض مرحا) يقول: بالعظمة ان الله لا يحب كل مختال فخور.

68 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام ان النبى صلى الله عليه واله اوصى رجلا من بنى تميم فقال له: اياك واسبال الازار والقميص: فان ذلك من المخيلة والله لا يحب المخيلة.(1).

69 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابن فضال عمن حدثه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من مشى على الارض اختيالا لعنه الارض ومن تحتها ومن فوقها.

70 - أبى رحمه الله قال: حدثنى سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد عن أبيه رفعه قال: قال أبوجعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله: ويل لمن يختال في الارض معارض جبار السماوات والارض.

71 - في امالى الصدوق رحمه الله في مناهى النبى صلى الله عليه واله: ونهى أن يختال الرجل في مشيته وقال: من لبس ثوبا فاغتال فيه خسف الله به من شفير جهنم، وكان

___________________________________

(1) المخيلة: الكبر [ * ]

[208]

قرين قارون لانه أول من اختال، فخسف الله به وبداره الارض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته.

وفى من لا يحضره الفقيه مثله سواء.

72 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا ابوعمرو الزبيرى عن ابى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها وفرض على الرجلين ان لا يمشى بها إلى شئ من معاصى الله، و فرض عليهما المشى إلى ما يرضى الله عزوجل فقال: (ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا) وقال: واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان انكر الاصوات لصوت الحمير.

73 - في كتاب الخصال عن ابى الحسن عليه السلام قال: سرعة المشى تذهب ببهاء المؤمن.

74 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: (واقصد في مشيك) اى لا تعجل (واغضض من صوتك) اى لا ترفعه (ان انكر الاصوات لصوت الحمير) وروى فيه غير هذا ايضا.

75 - في اصول الكافى أحمد بن محمد الكوفى عن على بن الحسن عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن ابى بكر الحضرمى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: (ان انكر الاصوات لصوت الحمير) قال: العطسة القبيحة.

76 - في مجمع البيان (ان انكر الاصوات لصوت الحمير) وروى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: هى العطسة المرتفعة القبيحة، والرجل يرفع صوته بالحديث رفعا قبيحا الا ان يكون داعيا أو يقرأ القرآن.

77 - في من لا يحضره الفقيه ومن الفاظ رسول الله صلى الله عليه واله الموجزة التى لم يسبق اليها:

اليد العليا خير من اليد السفلى

 ما قل وكفى خير مما كثر وألهى

خير الزاد التقوى

رأس الحكمة مخافة الله عزوجل

خير ما ألقى في القلب اليقين

الارتياب من الكفر

النياحة من عمل الجاهلية

السحر جمر النار

الشعر من ابليس

الخمر جماع الاثام

النساء حبالة الشيطان

الشباب شعبة من الجنون

[209]

شر المكاسب كسب الربا

شر المآكل أكل مال اليتيم ظلما

السعيد من وعظ بغيره

الشقى من شقى في بطن امه

مصيركم إلى أربعة أذرع

أربى الربا الكذب

سباب المؤمن فسوق

قتال المؤمن كفر

أكل لحمه من معصية الله عزوجل

حرمة ماله كحرمة دمه

من كظم الغيظ ياجره الله عزوجل

من يصبر على الرزية يعوضه الله

الان حمى الوطيس(1)

لا يلسع المؤمن من جحر مرتين(2)

لا يجنى على المرء الا يده

الشديد من غلب نفسه

ليس الخبر كالمعاينة

اللهم بارك لامتى في بكورها يوم سبتها وخميسها

المجالس بالامانة

سيد القوم خادمهم

لو بغى جبل على جبل لجعله الله دكا

ابدأ بمن تعول(3) الحرب خدعة

المسلم مرآة لاخيه

مات حتف أنفه(4)

البلاء موكل بالمنطق

___________________________________

(1) الوطيس: التنور.

المعركة يضرب مثلا للحرب اذا اشتد قال ابن منظور: وهى كلمة لم تسمع الا منه، وهو من فصيح الكلام عبر به عن اشتباك الحرب وقيامها على ساق (انتهى) وهذا من كلامه صلى الله عليه واله في غزوة حنين ما رجع الناس بنداء عباس بن عبدالمطلب بعد الهزيمة وشرعوا في القتال فأشرف النبى صلى الله عليه وآله في ركائبه فنظر إلى المعركة وهم يقتتلون فقال: الان حمى الوطيس.

(2) قال الجزرى: في الحديث: لا يلسع المؤمن من جحر مرتين وفى رواية لا يلدغ اللسع واللدغ سواء والجحر: ثقب الحية وهو استعارة هيهنا اى لا يدهى المؤمن من جهة واحدة مرتين فانه بالاولى يعتبر، قال الخطابى يروى بضم العين وكسرها، فالضم على وجه الخبر ومعناه ان المؤمن هو الكيس الحازم الذى لا يؤتى من جهة الغفلة فيخدع مرة بعد مرة وهو لا يفطن لذلك ولا يشعر به والمراد به الخداع في أمر الدين لا أمر الدنيا واما الكسر فعلى وجه النهى اى لا يخدعن المؤمن ولا يؤتين من ناحية الغفلة فيقع في مكروه او سر وهو لا يشعر به وليكن فطنا حذرا وهذا التأويل يصلح ان يكون لامر الدين والدنيا معا.

(3) اى ابدأ بمن تمؤن وتلزمك نفقته من عيالك، فان فضل شئ فليكن للاجانب.

(4) الحتف: الموت، ومات حتف أنفه اى بلا ضرب ولا قتل.

وقيل اذا مات فجأة، وهذا الكلام ورد في ما روى عنه صلى الله عليه واله من قوله: من مات حتف أنفه في سبيل الله فقد وقع اجره على الله قال أبوعبيد على ما حكى عنه هو أن يموت موتا على فراشه من غير قتل ولا غرق ولا سبع ولا غيره، وقال ابن الاثير: هو أن يموت على فراشه كأنه سقط لاتفه فمات.

والحتف الهلاك، كانوا يتخيلون ان روح لمريض تخرج من انفه فان جرح خرجت من جراحته.

[210]

الناس كأسنان المشط سواء

أى داء أدوى من البخل

الحياء خير كله

اليمين الفاجرة تدع الديار من أهلها بلاقع(1)

أعجل الشر عقوبة البغى

اسرع الخير ثوابا البر

المسلمون عند شروطهم

ان من الشعر لحكمة وان من البيان لسحرا

ارحم من في الارض يرحمك من في السماء

من قتل دون ماله فهو شهيد

العائد في هبته كالعائد في قيئه(2)

لا يحل للمؤمن أن يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث

من لا يرحم ولا يرحم

الندم توبة

الولد للفراش وللعاهر الحجر

الدال على الخير كفاغله

حبك الشئ يعمى ويصم

لا يشكر الله من لا يشكر الناس

لا يؤوى الضالة الا الضال

اتقوا النار ولو بشق تمرة

الارواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف

مطل الغنى ظلم(3)

السفر قطعة من العذاب

الناس معادن كمعادن الذهب والفضة

صاحب المجلس أحق بصدر مجلسه

احثوا في وجوه المداحين التراب

استنزلوا الرزق بالصدقة

ادفعوا البلاء بالدعاء

جبلت القلوب على حب من أحسن اليها وبغض من أساء اليها

ما نقص مال من صدقة

لا صدقة وذو رحم محتاج

الصحة والفراغ نعمتان مكفورتان(4)

عفو الملك عقال الملك

هبة الرجل لزوجته تزيد في عفتها

لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

___________________________________

(1) البلقع: الارض القفر التى لا شئ بها.

قال الطريحى (ره): في الحديث: اليمين الكاذبة تذر الديار بلاقع اى خالية وهو كناية عن خرابها وابادة اهلها يريد ان الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بتيه من الرزق والمال سوى ما ذخر له من الاثم، وقيل: هو أن يفرق الله شمله ويغير عليه ما اولاه من نعمه.

(2) كذا في الاصل ويوافقه المصدر وفى نسخة (في فيه).

(3) المطل: التسويف والمدافعة بالعدة والدين وتطويل المدة التى يضربها الغريم للطالب.

(4) اى غير مشكورتين.

[ * ]

[211]

78 - وفيه وقال أمير المؤمنين عليه السلام في وصية لابنه محمد بن الحنفية: يا بنى اياك والاتكال على الامانى فانها بضائع النوكى وتثبط عن الاخرة(1) يا بنى لا شرف أعلى من الاسلام، ولا كرم أعز من التقوى، ولا معقل أحرز من الورع، ولا شفيع أنجح من التوبة، ولا لباس أجمل من العافية، ولا وقاية أمنع من السلامة، ولا كنز أغنى من القنوع ولا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة، وتبوأ خفض الدعة(2) يا بنى الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك، فان لم تأته أتاك، فلا تحمل هم سنتك على هم يومك كفاك كل يوم ماهو فيه، فان تكن السنة من عمرك فان الله عزوجل سيأتيك في كل غد بجديدها قسم لك، وان لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بغم وهم ما ليس لك، واعلم ان لن يسبقك إلى رزقك طالب، ولن يغلبك عليه غالب، ولن يحتجب عنك ما قدر لك، فكم رأيت من طالب متعب نفسه مقتر عليه رزقه(3) ومقتصد في الطلب قد ساعدته المقادير، وكل مقرون به الفناء اليوم لك وأنت من بلوغ غد على غير يقين، ولرب مستقبل يوما ليس بمستدبره ومغبوط في اول ليلة قام في آخرها بواكيه، فلا يغرنكم من الله طول حلول النعم وابطاء موارد النقم، فانه لو خشى الفوت عاجل بالعقوبة قبل الموت، يا بنى اقبل من الحكماء مواعظهم وتدبر أحكامهم، واعلم ان رأس العقل بعد الايمان بالله عزوجل مداراة الناس، ولا خير فيمن لا يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلا، فانى وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون مل‌ء مكيال، ثلثاه استحسان وثلثه تغافل، اعلم يا بنى انه لابد لك من حسن الارتياد(4) وبلاغك من الزاد مع خفة الظهر، فلا تحمل على ظهرك فوق طاقتك فيكون

___________________________________

(1) الانكال: الاعتماد والامانى جمع الامنية: التمنى، والنوكى بالفتح جمع الانوك وهو الاحمق، والتثبيط: التعويق عن الاخرة قال الفيض (ره) في الوافى اى عن عملها وفى بعض النسخ تقنط عن الاخرة والاول أظهر.

(2) خفض الدعة: سعة العيش.

(3) قتر على عياله: ضيق عليهم في النفقة.

(4) الارتياد بمعنى الطلب.

[ * ]

[212]

عليك ثقلا في حشرك ونشرك في القيامة، فبئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد يا بنى البغى سائق إلى الحين(1) لن يهلك امرء عرف قدره من حصن شهوته صان قدره.

قيمة كل امرء ما يحسن.الاعتبار يفيدك الرشاد.

يا بنى اذا قويت فاقو على طاعة الله عزوجل واذا ضعفت فاضعف عن معصية الله عزوجل.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وهذه الوصية الشريفة طويلة وفيها مناهل خير الدنيا والاخرة لوراد العلم والعمل وأخذنا منها ما اخذنا تيمنا وتبركا.

قال عز من قائل: الم تروا ان الله سخر لكم ما في السموات وما في الارض.

79 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر الباقر عليه السلام حديث طويل وفيه ان النبى صلى الله عليه واله قال لعلى عليه السلام قال ما اول نعمة أبلاك الله عزوجل وانعم عليك بها؟ قال: ان خلقنى إلى ان قال: فما التاسعة؟ قال: ان سخر لى سماء‌ه وارضه وما فيهما وما بينهما من خلقه، قال: صدقت.

80 - في اصول الكافى باسناده إلى ابيجعفر قال: كفى لاولى الالباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر إلى قوله: وما انطق به السن العباد وما ارسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب.

81 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى حماد بن ابى زياد الازدى قال: سألت سيدى موسى بن جعفر عليهما السلام عن قول الله عزوجل: واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة فقال عليه السلام: النعمة الظاهرة الامام الظاهر و الباطنة الامام الغائب.

82 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن الكاظم عليه السلام الظاهرة الامام الظاهر والباطنة الامام الغائب.

83 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن شريك عن جابر قال: قال رجل عند ابى جعفر عليه السلام: (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) قال: اما النعمة الظاهرة فالنبى صلى الله عليه واله وما جاء به من معرفة

___________________________________

(1) الحين بفتح الحاء -: الهلاك.

[ * ]

[213]

الله عزوجل وتوحيده، واما النعمة الباطنة فولايتنا اهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوها باطنة، فأنزل الله: (يا ايها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بافواههم ولم تؤمن قلوبهم) ففرح رسول الله صلى الله عليه واله عند نزولها انه لم يقبل الله تبارك وتعالى ايمانهم الا بعقد ولايتنا ومحبتنا.

84 - في مجمع البيان (وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة) وفى رواية الضحاك عن ابن عباس قال: سألت النبى صلى الله عليه واله فقال: يا ابن عباس أما ما ظهر فالاسلام وما سوى الله من خلقك وما افضل عليك من الرزق، واما ما بطن فستر مساوى عملك ولم يفضحك به، يا ابن عباس ان الله تعالى يقول: ثلاثة جعلتهن للمؤمن ولم يكن له: صلوة المؤمنين عليه بعد انقطاع عمله، وجعلت له ثلث ماله يكفر به عنه خطاياه، و الثالثة سترت مساوى عمله ولم أفضحه بشئ منه ولو أبديتها عليه لنبذه أهله فمن سواهم.

85 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: حدثنى عبدالله بن عباس وجابر بن عبدالله الانصارى قالوا: أتينا رسول الله صلى الله عليه واله في مسجده في رهط من أصحابه فيهم أبوبكر وأبوعبيدة وعمر وعثمان وعبدالرحمان ورجلان من قراء الصحابة إلى قوله حاكيا عن رسول الله صلى الله عليه واله: وقد أوحى الي ربى جل وتعالى ان أذكركم بالنعمة وأنذركم بما اقتص عليكم من كتابه واملب (واسبغ عليكم نعمه) الاية ثم قال: قولوا الان قولكم ما أول نعمة رغبكم الله وبلاكم بها؟ فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التى أنعم عليهم وأحسن اليهم بها من المعاش و الرياش والذرية والازواج إلى ساير ما بلاهم الله عزوجل من أنعمه الظاهرة، فلما امسك القوم أقبل رسول الله صلى الله عليه واله على علي عليه السلام فقال: يا أبا الحسن قل فقد قال أصحابك، فقال: وكيف بالقول فداك ابى وامى وانما هدانا الله بك؟ قال: ومع ذلك فهات قل ما اول نعمة ابلاك الله عزوجل وانعم عليك بها؟ قال: ان خلقنى جل ثناؤه ولم اك شيئا مذكورا، قال: صدقت.

فما الثانية؟ قال: ان أحسن بى اذ خلقنى فجعلنى حيا لا مواتا، قال: صدقت.

فما الثالثة؟ قال: ان انشأنى فله الحمد في

[214]

أحسن صورة وأعدل تركيب، قال: صدقت.

فما الرابعة؟ قال: ان جعلنى متفكرا راعيا لا بلها ساهيا، قال: صدقت فما الخامسة؟ قال ان جعل لى سرا عن ادراك(1) ما ابتغيت بها وجعل لى سراجا منيرا، قال: صدقت.

فما السادسة؟ قال: ان هدانى الله لدينه ولم يضلنى عن سبيله، قال: صدقت.

فما السابعة؟ قال: ان جعل لى مردا في حيوة لا انقطاع لها، قال: صدقت.

فما الثامنة؟ قال: ان جعلنى ملكا مالكا لا مملوكا، قال: صدقت.

فما التاسعة؟ قال ان سخر لى سماء‌ه وارضه وما فيهما وما بينهما من خلقه، قال: صدقت فما العاشرة؟ قال: ان جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا اناثا قال: صدقن.

فما بعدها؟ قال: كثرت نعم الله يا نبى الله فطابت وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها فتبسم رسول الله صلى الله عليه واله وقال ليهنئك الحكمة ليهنئك العلم يا ابا الحسن فأنت وارث علمى والمبين لامتى ما اختلفت فيه من بعدى، من احبك لدينك واخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك وابغضك وتخلاك(2) لقى الله يوم القيامة لا خلاق له والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

86 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى وكتاب منير واذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آباء‌نا أو لو كان الشيطان يدعوهم إلى عذاب السعير فهو النضر بن الحارث(3) قال له رسول الله صلى الله عليه واله: اتبع ما انزل اليك من

___________________________________

(1) كذا في النسخ ولا تخلو عن التصحيف وفى البحار (ج 15 - ج 2 - ص 29) (قال: ان جعل لى شواعر ادرك ما ابتغيت...اه).

(2) تخلاه ومنه وعنه: تركه.

(3) النضر بن حارث بن علقمة بن كندة من شياطين قريش وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وممن كان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وآله وينصب له العداوة وكان قد قدم الحيرة وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس وأحاديث رستم واسفنديار، فكان اذا جلس رسول الله صلى الله عليه وآله مجلسا فذكر فيه بالله و حذر قومه ما أصاب من قبلهم من الامم من نقمة الله خلفه في مجلسه اذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثا منه فهلموا إلى، فانا احدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار، وهو الذى قال (سأنزل مثل ما أنزل الله) كما ذكره المفسرون، وكان عاقبة أمره انه قتل ببدر وقد قتله أمير المؤمنين عليه السلام صبرا عند رسول الله صلى الله عليه وآله كما ذكره ابن هشام في السيرة وغيره.

[ * ]

[215]

ربك قال: بل اتبع ما وجدت عليه آبائى.

87 - وقوله عزوجل: ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى قال: بالولاية.

88 - في كتاب التوحيد حدثنا سعد بن عبدالله عن ابراهيم ومحمد بن الحسين بن ابى الخطاب ويعقوب بن يزيد جميعا عن ابن ابى عمير عن عمر بن اذينة عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وقال رسول الله صلى الله عليه واله: كل مولود يولد على الفطرة يعنى على المعرفة بان الله عزوجل خالقه، فذلك قوله عزوجل: ولئن سئلتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله.

89 - وباسناده إلى ابى هاشم الجعفرى قال: سألت ابا جعفر الثانى عليه السلام ما معنى الواحد؟ قال: الذى اجتماع الالسن عليه بالتوحيد، كما قال عزوجل: (و لئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله).

90 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى جعفر عليه السلام قال: انه لينزل في ليلة القدر إلى ولى الامر تفسير الامور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا، وفى امر الناس بكذا وكذا، وانه ليحدث لولى الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عزوجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر، ثم قرأ: ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

91 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم) وذلك ان اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه واله عن الروح فقال: (الروح من أمر ربى وما اوتيتم

[216]

من العلم الا قليلا) قالوا: نحن خاصة؟ قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذا يا محمد؟ تزعم انك لم تؤت من العلم الا قليلا وقد اوتيت القرآن واوتينا التوراة وقد قرأت: (ومن يؤت الحكمة) وهى التوراة (فقد اوتى خيرا كثيرا) فانزل الله تبارك وتعالى (ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله) يقول: علم الله أكبر من ذلك وما اوتيتم كثير فيكم قليل عند الله.

92 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) سأل يحيى بن اكثم ابا الحسن العالم عليه السلام عن قوله تعالى: (سبعة ابحر ما نفدت كلمات الله) ماهى؟ فقال: هى عين الكبريت وعين اليمن وعين البرهوت وعين الطبرية وجمة ماسيدان وحمة افريقية وعين بلعوران، ونحن الكلمات التى لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى.

93 - في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليه السلام (والبحر مداده).

94 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة بلغنا والله اعلم انهم قالوا: يا محمد خلقنا اطوارا نطفا ثم علقا ثم أنشأنا خلقا كما تزعم ونزعم انا نبعث في ساعة واحدة فقال الله: (ما خلقكم ولا بعثكم الا كنفس واحدة) انما يقول له كن فيكون.

95 - وقوله عزوجل: الم تر ان الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل يقول: ما ينقص من الليل يدخل في النهار، وما ينقص من النهار يدخل في الليل.

96 - وقوله عزوجل: والشمس والقمر كل يجرى إلى اجل مسمى يقول: كل واحد منهما يجرى إلى منتهاه، لا يقصر عنه ولا يجاوزه.

97 - وقوله عزوجل: الم تر ان الفلك تجرى في البحر بنعمة الله قال: السفن تجرى في البحر بقدرة الله.

98 - وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: ان في ذلك لايات لكل صبار شكور قال: الذى يصبر على الفقر والفاقة، ويشكر الله عزوجل على جميع أحواله.

[217]

99 - في مجمع البيان (لكل صبار شكور) وفى الحديث: الايمان نصفان نصف صبر ونصف شكر.

100 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: واذا غشيهم موج كالظلل يعنى في البحر دعوا الله مخلصين له الدين إلى قوله تعالى: فمنهم مقتصد اى صالح وما يجحد بآياتنا الا كل ختار كفور قال الختار الخداع.

101 - وقوله عزوجل: يا ايها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوما لا يجزى والد عن ولده إلى قوله: ان وعد الله حق قال: ذلك القيامة.

102 - في من لا يحضره الفقيه عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: فأى الناس اثبت رأيا؟ قال: من لم يغره الناس من نفسه، ولم تغره الدنيا بتشويقها.

103 - في مجمع البيان وفى الحديث الكيس من حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، والفاجر من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله.

104 - في ارشاد المفيد رحمه الله من كلام أمير المؤمنين عليه السلام لرجل سمعه يذم الدنيا من غير معرفة بما يجب أن يقول في معناها: الدنيا دار صدق لمن صدقها، و دار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها، مسجد أنبياء الله ومهبط وحيه، و مصلى ملائكته، ومتجر أوليائه اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها الجنة، فمن ذا يذمها وقد آذنت ببينها، ونادت بفراقها، ونعت نفسها فشوقت بسرورها إلى السرور، و ببلاء‌ها إلى البلاء(1) تخويفا وتحذيرا وترغيبا وترهيبا، فيا ايها الذام للدنيا والمغتر بتغريرها متى غرتك أبمصارع أبائك في البلى أم بمصارع(2) امهاتك تحت الثرى

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر (وحذرت ببلائها البلاء) وفى النهج (فمثلت لهم ببلائها البلاء وشوقتهم بسرورها إلى السرور) قال الشارح المعتزلى فمثلت لهم ببلائها البلاء اى بلاء الاخرة وعذاب جهنم وشوقتهم بسرورها إلى السرور اى إلى سرور الاخرة ونعيم الجنة (ثم قال): وهذا الفصل كله لمدح الدنيا وهو ينبئ عن اقتداره عليه السلام على ما يريد من المعانى لان كلامه كله في ذم الدنيا وهو الان يمدحها وهو صادق في ذاك وفى هذا.

(2) كذا في النسخ لكن في المصدر والنهج (أم بمضاجع امهاتك) وهو الظاهر المناسب لاسلوب الكلام من جهة الفصاحة، ولا يخلو النسخ عن التصحيف.

[ * ]

[218]

كم عللت بكفيك ومرضت بيديك تبتغى لهم الشفاء وتستوصف لهم الاطباء، وتلتمس لهم الدواء، لم تنفعهم بطلبك ولم تشفعهم بشفاعتك، مثلت لهم الدنيا مصرعك(1) و مضجعك حيث لا ينفعك بكاء‌ك، ولا يغنى عنك أحباؤك.

105 - في اصول الكافى باسناده إلى محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل على بن الحسين عليهما السلام أى الاعمال أفضل عند الله عزوجل؟ فقال: ما من عمل بعد معرفة الله عزوجل ومعرفة رسوله صلى الله عليه واله أفضل من بغض الدنيا، وان لذلك لشعبا كثيرة و للمعاصى شعبا، فأول ما عصى الله به الكبر وهى معصية ابليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، والحرص وهى معصية آدم وحوا حين قال الله عزوجل لهما: (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) فأخذا ما لا حاجة بهما اليه، فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة، وذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم مالا حاجة به اليه، ثم الحسد وهى معصية ابن آدم حين حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرياسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الانبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيائان: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة.

106 - وباسناده إلى طلحة بن زيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا.

107 - في بصائر الدرجات محمد بن عبدالحميد وأبوطالب جميعا عن حنان ابن سدير عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان لله علما عاما وعلما خاصا، فأما الخاص فالذى لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبى مرسل، واما علمه العام فالذى اطللعت عليه الملائكة المقربون والانبياء المرسلون، وقد وقع كله الينا ثم قال: أو ما تقرأ: وعنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت.

108 - في كتاب الخصال عن ابى اسامة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال: الا

___________________________________

(1) وفى المصدر (قد مثلت لك الدنيا بهم مصرعك...) [ * ]

[219]

اخبركم بخمسة لم يطلع عليها أحدا من خلقه؟ قال: قلت: بلى، قال: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت ان الله عليم خبير).

109 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت ان الله عليم خبير) قال الصادق عليه السلام: هذه الخمسة أشياء لم يطلع عليها ملك مقرب و لا نبى مرسل وهى من صفات الله عزوجل.

110 - في نهج البلاغة يومى به إلى وصف الاتراك: كأنى اراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة(1) يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتى يمشى المجروح على المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور، فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب فضحك عليه السلام وقال للرجل - وكان كلبيا -: يا اخا كلب ليس هو بعلم غيب، وانما هو تعلم من ذى علم، وانما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: (ان الله عنده علم الساعة) الاية فيعلم سبحانه ما في الارحام من ذكر او انثى وقبيح او جميل وسخى أو بخيل، وشقى او سعيد، ومن يكون للنار حطبا او في الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذى لا يعلمه أحد الا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه صلى الله عليه فعلمنيه، ودعا لى أن يعيه صدرى ويضطم عليه جوارحى.

111 - فيمن لا يحضره الفقيه وقال عليه السلام في قوله عزوجل: (وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت) فقال: من قدم إلى قدم.

112 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه لما اراد المسير إلى النهروان اتاه منجم فقال له: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذه الساعة وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار، فقال له امير المؤمنين عليه السلام: ولم ذاك؟ قال: لانك ان سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب اصحابك اذى وضر شديد، وان سرت في

___________________________________

(1) مر الحديث مع ما ذيلناه في صفحة 95.

[ * ]

[220]

الساعة التى أمرتك ظفرت وظهرت وأصبت كلما طلبت، فقال له امير المؤمنين عليه السلام: تدرى ما في بطن هذه الدابة اذكر ام انثى؟ قال: ان حسبت علمت، قال له أمير المؤمنين: من صدقك على هذا القول كذب بالقرآن (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى ارض تموت ان الله عليم خبير) ما كان محمد صلى الله عليه واله يدعى ما ادعيت، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

113 - في مجمع البيان جاء في الحديث ان مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله، وقرء هذه الاية.

114 - وروى عن ائمة الهدى عليهم السلام ان هذه الاشياء الخمسة لا يعلمها على التفصيل والتحقيق غيره تعالى.

115 - في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب: وبنا ينزل الغيث.

116 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى ابراهيم بن أبى محمود عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: وبنا ينزل الغيث وينشر الرحمة.

117 - وباسناده إلى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عليهم السلام قال: بنا ينزل الغيث وينشر الرحمة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

118 - في الكافى عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن ابى منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان النطفة اذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التى يدفن فيها، فماثها في النطفة(1) فلا يزال قلبه يحن اليها حتى يدفن فيها.

119 - في اصول الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن الحسن بن الجهم قال: قلت للرضا عليه السلام: أمير المؤمنين قد عرف قاتله في الليلة التى يقتل فيها والموضع الذى يقتل فيه، وقوله لما سمع صياح الاوز في الدار: صوائح

___________________________________

(1) مات الشئ في الماء: اذابه فيه.

[ * ]

[221]

تتبعها نوائح، وقول ام كلثوم: لو صليت الليلة داخل الدار وأمرت غيرك يصلى بالناس فأبى عليها وكثر دخوله وخروجه تلك الليلة بلا سلاح وقد عرف عليه السلام ان ابن ملجم لعنه الله قاتله بالسيف كان هذا مما لا يحسن تعرضه؟ فقال: ذلك كان ولكنه خير في تلك الليلة لتمضى مقادير الله عزوجل.

120 - في كتاب مقتل الحسين (ع) لابى مخنف وان الحسين لما نزل كربلاء وأخبر باسمها بكى بكاء‌ا شديدا وقال: أرض كرب وبلاء، قفوا ولا تبرحوا وحطوا ولا ترحلوا، فهيهنا والله محط رحالنا وهيهنا والله سفك دمائنا، وهيهنا والله تسبى حريمنا، وهيهنا والله محل قبورنا، وهيهنا والله محشرنا ومنشرنا وبهذا وعدنى جدى رسول الله صلى الله عليه واله ولا خلاف لوعده.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336614

  • التاريخ : 28/03/2024 - 23:49

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net