00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الشعراء 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الرابع )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

 سورة الشعراء

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن ابى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سور الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة كان من اولياء الله وفى جواره وكنفه، ولم يصبه في الدنيا بؤس أبدا واعطى في الاخرة من الجنة حتى يرضى وفوق رضاه، وزوجه الله مأة زوجة من الحور العين.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ سورة الشعراء كان له من الاجر عشر حسنات بعدد كل من صدق بنوح وكذب به، وهود وشعيب وصالح وابراهيم، وبعدد كل من كذب بعيسى وصدق بمحمد صلى الله عليه واله.

3 - وروى ابوبصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ الطواسين الثلاث في ليلة الجمعة وذكر مثل ما نقلنا.

4 - عن كتاب ثواب الاعمال وزاد بعد قوله من الحور العين وأسكنه الله في جنة عدن وسط الجنة مع النبيين والمرسلين والوصيين الراشدين وعن ابن عباس قال: قال رسول الله وذكر حديثا طويلا وفيه: واعطيت طه والطواسين من الواح موسى.

5 - وروى عن ابن الحنفية عن على عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله لما نزلت طسم قال: الطاء طور سيناء والسين الاسكندرية والميم مكة وقال: الطاء شجرة طوبى والسين سدرة المنتهى والميم محمد المصطفى صلى الله عليه واله.

6 - في تفسير على بن ابراهيم طسم تلك آيات الكتاب المبين قال: طسم هو حروف من حروف اسم الله الاعظم.

7 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما طسم فمعناه انا الطالب السميع المبدئ المعيد.

[46]

8 - في ارشاد المفيد رحمه الله وهب بن حفص عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالى: ان نشا ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين قال: سيفعل الله ذلك بهم قلت: من هم قال: بنو امية وشيعتهم، قلت: وما الاية؟ قال: ركود الشمس ما بين زوال الشمس إلى وقت العصر، وخروج صدر ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفيانى وعندها يكون بواره وبوار قومه.

9 - في الكافى وروى ان امير المؤمنين (ع) قال في خطبة له: ولو أراد الله جل ثناؤه حيث بعثهم أن يفتح لهم كنوز الذهبان ومعادن البلدان ومغارس الجنان، وأن يحشر طير السماء ووحش الارض معهم لفعل، ولو فعل لسقط البلاء وبطل الجزاء واضمحل الابتلاء، ولما وجب للقائلين اجور المبتلين، ولا لحق المؤمنين ثواب المحسنين ولا لزمت الاسماء اهاليها على معنى مبين، ولذلك لو انزل الله من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين، ولو فعل لسقط البلوى عن الناس اجمعين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

10 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن على ابن الحكم عن ابى ايوب الخزاز عن عمر بن حنظلة قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة والسفيانى والخسفة وقتل النفس الزكية و اليمانى، فقلت: جعلت فداك ان خرج احد من اهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟ قال: لا فلما كان من الغد تلوت هذه الاية: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) فقلت له: أهى الصيحة فقال: أما لو كانت خضعت أعناق اعداء الله عزوجل.

11 - في كتاب الغيبة لشيخ الطائفة رحمه الله باسناده إلى الحسن بن زياد الصيقل قال: سمعت ابا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: ان القائم لا يقوم حتى ينادى مناد من السماء يسمع الفتاة في خدرها ويسمع أهل المشرق والمغرب،

[47]

وفيه نزلت هذه الاية: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين).

12 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين) فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: تخضع رقابهم يعنى بنى امية، وهى الصيحة من السماء باسم صاحب الامر صلوات الله عليه.

13 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمدانى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن ابيه عن على بن معبد عن الحسين ابن خالد قال: قال على بن موسى الرضا عليه السلام لا دين لمن لا ورع له، ولا امان لمن لا تقية له، وان اكرمكم عند الله اعملكم بالتقية.

فقيل له: يابن رسول الله إلى متى؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم خروج قائمنا، فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا فقيل له: يا ابن رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدى ابن سيدة الاماء يطهر والله به الارض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم، و هو الذى يشك الناس في ولادته وهو صاحب الغيبة قبل خروجه فاذا خرج أشرقت الارض بنوره ووضع ميزان العدل بين الناس، فلا يظلم أحد أحدا، وهو الذى تطوى له الارض ولا يكون له ظل، وهو الذى ينادى مناد من السماء يسمعه جميع أهل الارض بالدعاء اليه يقول: الا ان حجة الله قد ظهرت عند بيت الله فاتبعوه، فان الحق معه وفيه، وهو قول الله عزوجل: (ان نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).

14 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: واذ نادى ربك موسى ان ائت القوم الظالمين فانه حدثنى أبى عن الحسن بن على بن فضال عن أبان بن عثمان عن أبى - عبدالله عليه السلام قال: لما بعث الله عزوجل موسى عليه السلام إلى فرعون فأتى بابه فأستأذن عليه فلم يؤذن له، فضرب بعصاه الباب فاصطكت الابواب ففتحت، ثم دخل على فرعون فأخبره انه رسول الله وسأله أن يرسل معه بنى اسرائيل فقال له فرعون كما حكى الله عزوجل: (ألم نربك فينا وليدا) إلى آخره.

15 - في مجمع البيان وروى عن أبى جعفر عليه السلام قال: فلما رجع موسى إلى

[48]

امرأته قالت: من أين جئت؟ قال: من عند رب تلك النار، قال: فغذا إلى فرعون فوالله لكأنى انظر اليه طويل الباع(1) ذو شعر ادم، عليه جبة من صوف عصاه في كفه مربوط حقوه بشريط(2) نعله من جلد حمار شراكها من ليف، فقيل لفرعون: ان على الباب فتى يزعم انه رسول رب العالمين فقال فرعون لصاحب الاسد: خل سلاسلها وكان اذا غضب على رجل خلاها فقطعته، فخلاها فقرع موسى الباب الاول وكانت تسعة أبواب فلما قرع الباب الاول انفتحت له الابواب التسعة، فلما دخل جعلن يبصبصن تحت رجليه كانهن جراء(3) فقال فرعون لجلسائه: رأيتم مثل هذا قط؟ فلما أقبل اليه قال: ألم نربك فينا وليدا إلى قوله: وانا من الضالين فقال فرعون لرجل من أصحابه: قم فخذ بيده وقال للاخر: اضرب عنقه، فضرب جبرئيل السيف حتى قتل ستة من أصحابه فقال: خلوا عنه، قال: فأخرج يده فاذا هى بيضاء قد حال شعاعها بينه وبين وجهه والقى العصا فاذا هى حية فالتقمت الابواب بلحييها، فدعاه ان يا موسى: اقلنى إلى غد ثم كان من أمره ما كان.

16 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المامون في عصمة الانبياء عليهم السلام باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المامون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المامون: يا ابن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون قال: بلى قال: فما معنى قول الله عزوجل إلى ان قال: فما معنى قول موسى لفرعون: فعلتها اذا وانا من الضالين؟ قال الرضا عليه السلام: ان فرعون قال لموسى لما اتاه: وفعلت فعلتك التى فعلت وانت من الكافرين قال موسى فعلتها وانا من الضالين عن الطريق بوقوعى إلى المدينة من مدائنك ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين وقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه واله (الم يجدك يتيما

___________________________________

(1) فلان طويل الباع اى كريم واسع الخلق.

(2) الحقو: موضع الازار وهو الحفر.

والشريط: الخوص المفتول يشرط به.

(3) بصبص الكلب: تحرك ذنبه والجراء جمع الجرو: اولاد السباع [ * ]

[49]

فآوى) يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى اليك الناس (ووجدك ضالا) يعنى عند قومك (فهدى) اى فهداهم إلى معرفتك (ووجدك عائلا فأغنى) يقول: أغناك بان جعل دعاك مستجابا قال المامون: بارك الله فيك يا ابن رسول الله.

17 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى المفضل بن عمر عن ابى عبدالله جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام عن ابيه محمد قال: اذا قام القائم قال: ففررت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين.

18 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى ابن مسعود قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة و معاوية؟ فبلغ ذلك عليا عليه السلام فامر أن ينادى الصلوة الجامعة، فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس انه بلغنى عنكم كذا وكذا؟ قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك، قال: ان لى بسنة الانبياء اسوة فيما فعلت، قال الله تعالى في محكم كتابه: (لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة) قالوا: ومن هم يا أمير - المؤمنين؟ قال: اولهم ابراهيم عليه السلام إلى ان قال: ولى بموسى عليه السلام اسوة اذ قال (ففررت منكم لما خفتكم) فان قلتم ان موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، و ان قلتم: ان موسى خاف منهم فالوصى أعذر.

قال عز من قائل: قال فرعون وما رب العالمين إلى قوله: ان كنتم تعقلون.

19 - في اصول الكافى في باب جوامع التوحيد خطبة لامير المؤمنين وفيها يقول عليه السلام: الذى سئلت الانبياء عنه فلم تصفه بحد ولا ببعض، بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته.

20 - في تفسير على بن ابراهيم قال موسى: اولو جئتك بشئ مبين قال فرعون فأت به ان كنت من الصادقين فالقى عصاه فاذا هى ثعبان مبين فلم يبق احد من جلساء فرعون الا هرب، ودخل فرعون من الرعب ما لم يملك نفسه، فقال فرعون: يا موسى انشدك بالله وبالرضاع الا ما كففتها عنى ثم نزع يده فاذا هى بيضاء للناظرين فلما اخذ موسى عليه السلام العصا رجعت إلى فرعون نفسه وهم بتصديقه فقام اليه هامان فقال

[50]

له: بينما أنت اله تعبد اذ صرت تابعا لعبد.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: قد سبق قريبا فيما نقلنا من مجمع البيان عن أبى جعفر عليه السلام بيان لقوله عزوجل (فالقى عصاه فاذا هى ثعبان مبين ونزع يده فاذا هى بيضاء للناظرين).

21 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلى عليه السلام: فان موسى قد اعطى اليد البيضاء فهل فعل لمحمد شئ من هذا؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ماهو أفضل من هذا، ان نورا كان يضئ عن يمينه حيثما جلس وعن يساره أينما جلس، وكان يراه الناس كلهم، قال له اليهودى: فان هذا موسى بن عمران قد أعطى العصا وكانت تحول ثعبانا؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ماهو أفضل من هذا، ان رجلا كان يطالب أبا جهل بن هشام بدين ثمن جزور(1) قد اشتراه فاشتغل عنه وجلس يشرب، فطلبه الرجل فلم يقدر عليه فقال له بعض المستهزئين: من تطلب؟ قال: عمرو بن هشام يعنى أبا جهل لى عليه دين، قال فأدلك على من يستخرج الحقوق؟ قال: نعم فدله على النبى صلى الله عليه واله و كان أبوجهل يقول: ليت لمحمد الي حاجة فأسخر به وأرده؟ فاتى الرجل النبى صلى الله عليه واله فقال له: يا محمد بلغنى ان بينك وبين عمرو بن هشام حسن(2) وانا استشفع بك اليه، فقام معه رسول الله صلى الله عليه واله فأتى به فقال له: قم يا أبا جهل فاد إلى الرجل حقه وانما كنى ابا جهل ذلك اليوم، فقام مسرعا فأدى اليه حقه، فلما رجع إلى مجلسه قال له بعض أصحابه: فعلت ذلك فرقا من محمد؟ قال: ويحكم أعذرونى انه لما أقبل رأيت عن يمينه رجالا بايديهم حراب تتلاء‌لاء، وعن يساره ثعبانين تصطك بأسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما،

___________________________________

(1) الجزور: الناقة التى تنحر.

(2) كذا في النسخ وكذا في البحار وفى المصدر (حسن صداقة) واستظهر في هامش البحار ان الاصل (خشن) بالشين.

[ * ]

[51]

لو امتنعت لم آمن أن يبعجوا(1) بالحراب بطنى ويقضمنى الثعبانان، هذا أكبر مما اعطى موسى ثعبان بثعبان موسى، وزاد الله محمدا صلى الله عليه واله ثعبانا وثمانية أملاك معهم الحراب.

22 - في مجمع البيان ونزع يده فاذا هى بيضاء للناظرين اليها اى اخرج من كمه أو جيبه عاما على ما روى.

23 - في اصول الكافى احمد بن مهران رحمه الله عن محمد بن على عن الحسن بن منصور عن أخيه قال: دخلت على الرضا عليه السلام في بيت داخل في جوف بيت ليلا، فرفع يده فكانت كأن في البيت عشرة مصابيح، واستأذن عليه رجل فخلا يده ثم اذن له.

24 - في تفسير على بن ابراهيم: ثم قال فرعون للملاء حوله ان هذا الساحر عليم يريد ان يخرجكم من ارضكم بسحره فماذا تامرون إلى قوله تعالى: لميقات يوم معلوم فكان فرعون وهامان قد تعلما السحر، وانما غلبا الناس بالسحر، وادعى فرعون الربوبية بالسحر.

فلما أصبح بعث في المدائن حاشرين، مدائن مصر كلها و جمعوا الف ساحر، واختار من الف، مأة ومن المأة ثمانين، فقال السحرة لفرعون قد علمت انه ليس في الدنيا أسحر منا، فان غلبنا موسى فما يكون لنا عندك؟ قال انكم اذا لمن المقربين عندى اشارككم في ملكى قالوا: فان غلبنا موسى وأبطل سحرنا علمنا ان ما جاء به ليس من قبل السحر ولا من قبل الحيلة آمنا به وصدقناه، قال فرعون: ان غلبكم موسى صدقته انا ايضا معكم، ولكن اجمعوا كيدكم اى حيلتكم قال: و كان موعدهم يوم عيد لهم، فلما ارتفع النهار من ذلك اليوم وجمع فرعون الخلق والسحرة وكانت له قبة طولها في السماء ثمانون ذراعا، وقد كانت لبست الحديد و الفولاذ المصقول.

فكانت اذا وقعت الشمس عليها لم يقدر أحد أن ينظر اليها من لمع الحديد ووهج الشمس(2) وجاء فرعون وهامان وقعدا عليها ينظران، وأقبل موسى عليه السلام ينظر إلى السماء فقالت السحرة لفرعون: انا نرى رجلا ينظر إلى السماء ولن يبلغ سحرنا

___________________________________

(1) بعج بطنه بالسكين: شقه.

(2) وهج الشمس: حرها.

[ * ]

[52]

إلى السماء، وضمنت السحرة من في الارض، فقالوا لموسى: اما ان تلقى واما ان نكون نحن الملقين * قال لهم موسى القوا ما انتم ملقون * فالقوا حبالهم وعصيهم فاقبلت تضرب وسالت مثل الحيات وهاجت فقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون.

25 - في جوامع الجامع (وقالوا بعزة فرعون) اقسموا بعزة فرعون وهى من أقسام الجاهلية، وفى الاسلام لا يصح الحلف الا بالله تعالى أو بعض اسمائه وصفاته، وفى الحديث: لا تحلفوا الا بالله ولا تحلفوا بالله الا وأنتم صادقون.

26 - في اصول الكافى باسناده إلى محمد بن زيد الطبرى قال: كنت قائما على رأس الرضا عليه السلام بخراسان وعنده عدة من بنى هاشم وفيهم اسحاق بن موسى بن عيسى العباسى، فقال: يا اسحق بلغنى ان الناس يقولون انا نزعم ان الناس عبيد لنا، وقرابتى من رسول الله ما قلته قط ولا سمعته من أحد من آبائى قاله، ولا بلغنى أحد من آبائى قاله ولكنى أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة موال لنا في الدين، فليبلغ الشاهد الغائب.

27 - في تفسير على بن ابراهيم، فالقى موسى عصاه فذابت في الارض مثل الرصاص، ثم طلع رأسها وفتحت فاها ووضعت شدقها(1) العليا على رأس قبة فرعون ثم دارت وأرخت شفتها السفلى، والتقمت عصى السحرة وحبالهم وغلب كلهم، وانهزم الناس حين رأوها وعظمها وهولها مما لم تر العين ولا وصف الواصفون مثله، قيل: فقتل في الهزيمة من وطئ الناس بعضهم بعضا عشرة آلاف رجل وامرأة وصبى، ودارت على قبة فرعون قال: فأحدث فرعون وهامان في ثيابهما وشاب رأسهما وغشى عليهما من الفزع ومر موسى عليه السلام في الهزيمة مع الناس فناداه الله عزوجل: خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الاولى فرجع موسى عليه السلام ولف على يده عباء كانت عليه ثم أدخل يده في فمها فاذا هى عصا كما كانت، فكان كما قال الله عزوجل: فالقى السحرة ساجدين لما رأو ذلك قالوا آمنا برب العالمين رب موسى وهرون فغضب فرعون عند ذلك غضبا شديدا و قال آمنتم له قبل ان آذن لكم انه لكبيركم يعنى موسى (ع) الذى علمكم السحر

___________________________________

(1) الشدق: جانب الفم.

[ * ]

[53]

فلسوف تعلمون لاقطعن ايديكم وارجلكم من خلاف ثم لاصلبنكم اجمعين فقالوا له كما حكى الله عزوجل: لا ضيرانا إلى ربنا لمنقلبون انا نطمع ان يغفر لنا ربنا خطايانا ان كنا اول المؤمنين فحبس فرعون من آمن بموسى عليه السلام في السجن حتى انزل الله عزوجل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم فاطلق عنهم، فأوحى الله عزوجل إلى موسى (ان اسر بعبادى انكم متبعون) فخرج موسى ببنى اسرائيل ليقطع بهم البحر وجمع فرعون أصحابه وبعث في المدائن حاشرين، وحشر الناس وقدم مقدمته في ستمأة ألف وركب هو في ألف الف، وخرج كما حكى الله عزوجل.

28 - وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: لشرذمة قليلون يقول: عصبة قليلة.

29 - في اصول الكافى باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول عليه السلام في آخره: ان الله خلق اقواما لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم واشمأز من ذلك، ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به، وقالوا: ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك، ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون وقلوبهم منكرة ليكون ذلك دفعا عن أوليائه واهل طاعته ولولا ذلك ما عبدالله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف عنه واستروا عمن امر الله بالستر والكتمان عنه، قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم ان هؤلاء لشرذمة قليلون، فاجعل محيانا محياهم.

ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم، فانك ان فجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله وسلم.

30 - في الخرائج والجرائح ان عليا عليه السلام قال: لما خرجنا إلى خيبر فاذا نحن بواد ملان ماء فقدرناه فاذا هو اربعة عشر قامة فقال الناس: يا رسول الله العدو من ورائنا والوادى أمامنا فكان كما قال اصحاب موسى انا لمدركون فنزل عليه السلام ثم قال اللهم انك جعلت لكل مرسل علامة فارنا قدرتك، ثم ركب وعبرت الخيل والابل لا تندى حوافرها ولا أخفافها.

[54]

31 - في تفسير على بن ابراهيم فلما قرب موسى عليه السلام من البحر وقرب فرعون من موسى (قال أصحاب موسى انا لمدركون) قال موسى كلا ان معى ربى سيهدين اى سينجين فدنا موسى عليه السلام من البحر فقال له ان افرق فقال البحر له: استكبرت يا موسى ان تقول لى ان انقرق لك ولم أعص الله عزوجل طرفة عين، وقد كان فيكم العاصى، فقال له موسى عليه السلام: فاحذر أن تعصى وقد علمت ان آدم عليه السلام اخرج من الجنة بمعصية وانما لعن ابليس بمعصيته، فقال البحر: ربى عظيم مطاع أمره و لا ينبغى لشئ ان يعصيه، فقام يوشع بن نون فقال لموسى عليهما السلام: يا نبى الله ما امر ربك قال: بعبور البحر فاقحم يوشع فرسه في الماء وأوحى الله عزوجل إلى موسى ان اضرب بعصاك الحجر فضربه فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم اى كالجبل العظيم، فضرب له في البحر اثنى عشر طريقا فاخذ كل سبط منهم في طريق فكان الماء قد ارتفع وبقيت الارض يابسة طلعت فيها الشمس فليبست كما حكى الله عزوجل: فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا لا تخاف دركا ولا تخشى ودخل موسى عليه السلام وأصحابه البحر وكان أصحابه اثنى عشر سبطا فضرب الله عزوجل لهم في البحر اثنى عشر طريقا فأخذ كل سبط في طريق، وكان الماء قد ارتفع على رؤسهم مثل الجبال، فجزعت الفرقة التى كانت مع موسى عليه السلام في طريقه، فقالوا يا موسى اين اخواننا؟ فقال لهم: معكم في البحر فلم يصدقوه، فأمر الله عزوجل البحر فصار طاقات حتى كان ينظر بعضهم إلى بعض ويتحدثون، وأقبل فرعون وجنوده فلما انتهى إلى البحر قال لاصحابه: الا تعلمون انى ربكم الاعلى قد فرج لى البحر فلم يجسر أحد أن يدخل البحر وامتنعت الخيل منه لهول الماء، فتقدم فرعون حتى جاء إلى ساحل البحر فقال له منجمه: لا تدخل البحر وعارضه فلم يقبل منه، وأقبل على فرس حصان(1) فامتنع الحصان أن يدخل فعطف عليه جبرئيل عليه السلام وهو على ماديانة، فتقدمه ودخل فنظر الفرس إلى الرمكة(2) فطلبها ودخل البحر واقتحم

___________________________________

(1) الحصان: الفرس العتيق ثم كثر حتى سمى به كل ذكر من الخيل.

(2) الرمكة: الفرس والبرذونة تتخذ للنسل.

[ * ]

[55]

اصحابه خلفه، فلما دخلوا كلهم حتى كان آخر من دخل من أصحابه وآخر من خرج من أصحاب موسى عليه السلام، أمر الله عزوجل الرياح فضربت البحر بعضه ببعض فأقبل الماء يقع عليهم مثل الجبال.

32 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن محمد بن هشام عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان قوما ممن آمن بموسى قالوا: لو أتينا عسكر فرعون وكنا فيه ونلنا من دنياه فاذا كان الذى نرجوه من ظهور موسى عليه السلام صرنا اليه ففعلوا، فلما توجه موسى ومن معه هاربين من فرعون ركبوا دوابهم وأسرعوا في السير ليلحقوا بموسى وعسكره فيكونوا معهم، فبعث الله عزوجل ملكا فضرب وجوه دوابهم فردهم إلى عسكر فرعون فكانوا فيمن غرق مع فرعون.

33 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب ابراهيم بن ادهم وفتح الموصلى قال كل واحد منهما: كنت أسيح في البادية مع القافله فعرضت لى حاجة فتنحيت عن القافلة واذا انا بصبى يمشى، فدنوت منه وسلمت عليه فرد على السلام فقلت له: إلى أين؟ قال: أريد بيت ربى، فقلت: حبيبى انك صغير ليس عليك فرض ولا سنة، فقال: يا شيخ ما رأيت من هو أصغر منى سنا مات، فقلت: اين الزاد والراحلة؟ فقال: زادى تقواى وراحلتى رجلاى وقصدى مولاى، فقلت: ما أدرى معك شيئا من الطعام؟ فقال يا شيخ هل تستحسن ان يدعوك انسان إلى دعوة فتحمل من بيتك الطعام؟ قلت: لا قال: الذى دعانى إلى بيته هو يطعمنى ويسقين.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: هذا الكلام طويل وقد ذكرفي أواسطه ان الصبى كان على بن الحسين عليهما السلام.

34 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من ظهرت صحته على سقمه فتعالج بشئ فمات فانا إلى الله منه برئ.

35 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالله بن مسعود انه قال: بينا نحن عند

[56]

رسول الله صلى الله عليه واله اذ تبسم فقلت له: مالك يا رسول الله؟ قال: عجبت من المؤمن و جزعه من السقم، ولو يعلم ماله في السقم من الثواب لاحب الا يزال سقيما حتى يلقى ربه عزوجل.

36 - في الكافى باسناده إلى جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: قال الله عزوجل: من مرض ثلاثا فلم يشك إلى أحد من عواده أبدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فان عافيته ولا ذنب له، وان قبضته قبضته إلى رحمتى.

37 - على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: ما من عبد ابتليته ببلاء فلم يشك إلى عواده الا ابدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، فان قبضته قبضته إلى رحمتى، وان عاش عاش وليس له ذنب.

38 - وباسناده عن بشير الدهان عن أبى عبدالله قال: قال الله عزوجل: ايما عبد ابتليته ببلية فكتم ذلك عواده ثلاثا ابدلته لحما خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه وبشرا خيرا من بشره فان ابقيته أبقيته ولا ذنب له، وان مات مات إلى رحمتى.

39 - وباسناده إلى الحسن الميثمى عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من مرض ليلة فقبلها بقبولها كتب الله له عبادة ستين سنة، قلت: ما معنى قبولها؟ قال: لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد.

40 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن ابى عبدالله عن العرزمى عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وادى إلى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة، قال أبى: فقلت له: ما قبولها؟ قال: يصبر عليها ولا يخبر بما كان فيها، فاذا أصبح حمد الله على ما كان.

41 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض أصحابه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من مرض ثلاثة ايام فكتمه ولم يخبر به أحدا أبدل الله عزوجل له لحما

[57]

خيرا من لحمه، ودما خيرا من دمه، وبشرة خيرا من بشرته، وشعرا خيرا من شعره، قال: قلت: جعلت فداك وكيف يبدله؟ قال: يبدله لحما وشعرا ودما وبشرة لم يذنب فيها.

42 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل بن صالح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سئل عن حد الشكاة للمريض، فقال: ان الرجل يقول: حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاة، وانما الشكوى ان يقول: ابتليت بما لم يبتل به أحد، ويقول: لقد أصابنى ما لم يصب احدا وليس الشكوى ان يقول: سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا.

43 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: الا وان اللسان الصالح يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه من لا يحمده.

44 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل واجعل لى لسان صدق في الاخرين قال هو امير المؤمنين صلوات الله عليه.

45 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن يحيى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

46 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل في بيان ما جرى منه عليه السلام ايام تزويج فاطمة من على عليهما السلام وفيه: فسأل عليا كيف وجدت اهلك؟ قال: نعم العون على طاعة الله وسأل فاطمة؟ فقالت: خير بعل، فقال: اللهم اجمع شملهما واجعلهما وذريتهما من ورثة جنة النعيم.

47 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن سفيان بن عيينة قال: سألته عن قول الله عزوجل: الا من اتى الله بقلب سليم قال: السليم الذى يلقى ربه وليس فيه أحد سواه، قال: وكل قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط،

[58]

وانما أراد بالزهد في الدنيا لتفزع قلوبهم إلى الاخرة.

48 - وباسناده إلى الحسن بن الجهم عن أبى الحسن عليه السلام قال: قال: التواضع أن تعطى الناس ما تحب أن تعطاه.

49 - وفى آخرقال: قلت: ما حد التواضع الذى اذا فعله العبد كان متواضعا؟ فقال: التواضع درجات، منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم لا يحب أن يأتى إلى أحد الا مثل ما يؤتى اليه، ان راى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ عاف عن الناس والله يحب المحسنين.

50 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام انه قال: هو القلب الذى سلم من حب الدنيا، ويؤيده قول النبى صلى الله عليه واله: حب الدنيا رأس كل خطيئة.

51 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام صاحب النية الصادقة صاحب القلب السليم، لان سلامة القلب من هو اجس المذكورات.

تخلص النية لله في الامور كلها قال الله تعالى: يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم.

52 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض اصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل في طسم وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم اين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم او ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود ابليس اجمعون جنود ابليس ذريته من الشياطين وما اضلنا الا المجرمون يعنى المشركين الذين اقتدوا بهم هؤلاء فاتبعوهم على شركهم، وهو قوم محمد صلى الله عيله واله ليس فيهم من اليهود والنصارى احد، وتصديق ذلك قول الله عزوجل: (كذبت قبلهم قوم نوح.

كذب أصحاب الايكة.

كذبت قوم لوط) ليس هم اليهود الذين قالوا: عزير ابن الله، و لا النصارى الذين قالوا المسيح ابن الله، سيدخل الله اليهود والنصارى النار، ويدخل كل قوم باعمالهم، وقولهم: (وما اضلنا الا المجرمون) اذ دعونا إلى سبيلهم ذلك قول الله عزوجل فيهم حين جمعهم إلى النار (قالت اوليهم لاخراهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا

[59]

ضعفا من النار) وقوله: (كلما دخلت امة لعنت اختها حتى اذا اداركوا فيها جميعا) برئ بعضهم من بعض، ولعن بعضهم بعضا يريد بعضهم ان يحج بعضا رجاء الفلج فيفلتوا جميعا من عظم ما نزل بهم، وليس بأوان بلوى ولا اختبار، ولا قبول معذرة ولا حين نجاة.

53 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر ابن سويد عن يحيى الحلبى عن أبى سعيد المكارى عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: هم قوم وصفوا عدلا بالسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.

54 - محمد بن يحيى عن الحسين بن اسحق عن على بن مهزيار عن عبدالله بن يحيى عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال في قول الله عزوجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: يا با بصير هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره.

55 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال الصادق عليه السلام: نزلت في قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره، وفى خبر آخر قال: هم بنو امية والغاوون بنو العباس(1).

56 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوذر في خبر النبى صلى الله عليه واله يا ابا ذر يؤتى بجاحد على أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيامة، ينادى: يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله وفى عنقه طوق من النار.

57 - في محاسن البرقى وفى رواية عثمان بن عيسى وغيره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) قال: من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره.

58 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام يقول فيها: ايها السائل اعلم ان من

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ (بنو فلان) [ * ]

[60]

شبه ربنا الجليل بتباين أعضاء خلقه، وبتلاحم أحقاق(1) مفاصله المحتجبة بتدبير حكمته، انه لم يعقد غيب ضميره على معرفته، ولم يشاهد قلبه اليقين بانه لا ند له، وكأنه لم يسمع بتبرى التابعين من المتبوعين وهم يقولون: تالله ان كنا لفى ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين فمن ساوى ربنا بشئ فقد عدل به، والعادل به كافربما تنزلت به محكمات آياته ونطقت به شواهد حجج بيناته، لانه الله الذى لم يتناه في العقول فيكون في مهب فكرها مكيفا، وفى حواصل هويات همم النفوس محدودا مصرفا، المنشئ أصناف الاشياء بلا روية احتاج اليها، ولا قريحة غريزة أضمر عليها، ولا تجربة أفادها من موجودات الدهور، ولا شريك أعانه على ابتداع عجائب الامور.

59 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى اسامة عن ابى عبدالله وأبى جعفرعليهما السلام انهما قالا: والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول أعداؤنا اذا رأوا ذلك: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.

60 - في روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال عن على بن عقبة عن عمر بن أبان عن عبدالحميد الوابشى عن ابى جعفرعليه السلام قال في حديث طويل: وان الشفاعة لمقبولة وماتقبل في ناصب، وان المؤمن ليشفع لجاره و ماله حسنة، فيقول: يا رب جارى كان يكف عنى الاذى فيشفع فيه، فيقول الله تبارك و تعالى: انا ربك واناأحق من كافى عنك فيدخله الله الجنة وماله من حسنة، وان ادنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا، فعند ذلك يقول أهل النار: (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم).

61 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الحسن بن صالح بن حى قال: سمعت جعفر بن محمد يقول: لقد عظمت منزلة الصديق حتى أهل النار ليستغيثون به و يدعون به في النار قبل القريب الحميم قال الله مخبرا عنهم: (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم).

___________________________________

(1) الاحقاق جمع الحق - بالضم -: النقرة في رأس الكتف.

[ * ]

[61]

62 - وباسناده إلى الفضل بن عبدالملك عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا، فان الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر، ثم قال: يا فضل انما سمى المؤمن مؤمنا لانه يؤمن على الله فيجبر ايمانه، ثم قال: أما سمعت الله تعالى يقول في اعدائكم اذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).

63 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء يوم المباهلة المروى عن ابى ابراهيم موسى بن جعفر عليه السلام اللهم انا قد تمسكنا بكتابك وبعترة نبيك محمد صلواتك عليه وعليهم الذين أقمتهم لنا دليلا وعلما امرتنا باتباعهم، اللهم فانا قد تمسكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم.

64 - في محاسن البرقى عنه عن عمر بن عبدالعزيز عن مفضل او غيره عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) قال: الشافعون الائمة والصديق من المؤمنين.

65 - في مجمع البيان وفى الخبر المأثور عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول ان الرجل يقول في الجنة: ما فعل صديقى فلان وصديقه في الجحيم؟ فيقول الله: أخرجوا له صديقه إلى الجنة فيقول من بقى في النار: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم).

66 - وروى بالاسناد عن حمران بن أعين عن أبى عبدالله عليه السلام قال: والله لنشفعن لشيعتنا ثلاث مرات حتى يقول الناس: (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) إلى قوله فنكون من المؤمنين.

67 - وفى رواية اخرى حتى يقول عدونا.

68 - وعن ابان بن تغلب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان المؤمن ليشفع يوم القيامة لاهل بيته فيشفع فيهم حتى يبقى خادمه، فيقول ويرفع سبابتيه: خويدمى كان يقينى الحر والبرد فيشفع فيه.

69 - وفى خبر آخر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان المؤمن ليشفع لجاره وماله

[62]

حسنة فيقول: يا رب جارى كان يكف عنى الاذى فيشفع فيه وان أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا.

70 - في تفسير على بن ابراهيم (فلو ان لنا كرة فنكون من المؤمنين) قال: من المهتدين قال: لان الايمان قد لزمهم بالاقرار.

71 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: فمكث نوح ألف سنة الا خمسين عاما لم يشاركه في نبوته أحد، ولكنه قدم على قوم مكذبين للانبياء الذين كانوا بينه وبين آدم وذلك قوله عزوجل: كذبت قوم نوح المرسلين يعنى من كان بينه وبين آدم عليهما السلام إلى ان انتهى إلى قوله: وان ربك لهو العزيز الرحيم وقال فيه ايضا: فكان بين آدم وبين نوح عليهما السلام عشرة آباء كلهم أنبياء في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام مثله.

72 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وقالوا أنؤمن لك يا نوح و اتبعك الارذلون قال: الفقراء.

وفى رواية ابى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: الفلك المشحون المجهز الذى قد فرغ منه ولم يبق الا دفعة.

73 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وقال نوح: ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا يقال له: هود، وانه يدعو قومه إلى الله عزوجل فيكذبونه وان الله عزوجل يهلكهم بالريح فمن أدركه منكم فليؤمن به وليتبعه فان الله تبارك وتعالى ينجيه من عذاب الريح، وأمر نوح ابنه سام ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة ويكون يوم عيد لهم فيتعاهدون فيه بعث هود، وزمانه الذى يخرج فيه، فلما بعث الله تبارك وتعالى هودا نظروا فيما عندهم من العلم والايمان وميراث العلم والاسم الاكبر وآثار علم النبوة فوجدوا

[63]

هودا نبيا، وقد بشرهم أبوهم نوح به، فآمنوا به وصدقوه واتبعوه، فنجوا من عذاب الريح وهو قول الله عزوجل: والى عاد اخاهم هودا وقوله: كذبت عاد المرسلين اذ قال لهم اخوهم هود الا تتقون في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن محمد بن الفضل عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام مثله.

74 - في مجمع البيان - آية تعبثون اى ما لا تحتاجون اليه لسكناكم وانما تريدون العبث بذلك واللعب واللهو كأنه جعل بناهم ما يستغنون عنه عبثا منهم عن ابن عباس في رواية عطاء ويؤيده الخبر المأثور عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه واله خرج فراى قبة فقال: ما هذه؟ فقالوا له أصحابه: هذا الرجل من الانصار فمكث حتى اذا جاء صاحبها فسلم في الناس أعرض عنه وصنع ذلك مرارا حتى عرف الرجل الغضب به والاعراض عنه، فشكى ذلك إلى أصحابه وقال: والله إلى لانكر رسول الله صلى الله عليه واله ما أدرى ما حدث في وما صنعت؟ قالوا: خرج رسول الله فراى قبتك فقال: لمن هذه؟ فأخبرناه فرجع إلى قبته فسواها بالارض، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله ذات يوم فلم ير القبة فقال: ما فعلت القبة التى كانت هيهنا؟ قالوا: شكى الينا صاحبها اعراضك عنه فاخبرناه فهدمها، فقال: ان كل ما يبنى وبال على صاحبه يوم القيامة الا ما لا بد منه.

75 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله بكل ربع قال الامام أبوجعفر عليه السلام يعنى لكل طريق آية والاية على عليه وقوله عزوجل: واذا بطشتم بطشتم جبارين قال: تقتلون بالغضب من غير استحقاق.

76 - في مجمع البيان - وروى عن أمير المؤمنين على عليه السلام انه قال: انه اول عين نبعت في الارض هى التى فجرها الله عزوجل لصالح فقال: لها شرب ولكم شرب يوم معلوم.

77 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ايها الناس انما يجمع الناس الرضا والسخط،

[64]

وانما عقر ناقة ثمود رجل واحد فعمهم الله بالعذاب لما عموه بالرضا، فقال سبحانه: فعقروها فاصبحوا نادمين فما كان الا أن خارت أرضهم بالخسفة خوار السكة المحماة في الارض الخوارة(1).

78 - في جوامع الجامع - كذب اصحاب الايكة المرسلين اذ قال لهم شعيب وفى الحديث ان شعيبا أخا مدين أرسل اليهم والى اصحاب الايكة.

79 - في تفسير على بن ابراهيم واتقوا الذى خلقكم والجبلة الاولين قال: الخلق الاولين وقوله عزوجل: (فكذبوه) قال قوم شعيب فاخذهم عذاب يوم الظلة قال: يوم حر وسمائم.

80 - وفيه واما قوله عزوجل (عذاب يوم الظلة انه كان عذاب يوم عظيم) فبلغنا والله أعلم انه أصابهم حر وهم في بيوتهم، فخرجوا يلتمسون الروح من قبل السحابة التى بعث الله عزوجل فيها العذاب، فلما غشيهم أخذتهم الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين وهم قوم شعيب.

81 - في بصائر الدرجات محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن الحسن بن محبوب عن حنان بن سدير عن سالم عن أبى محمد قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: أخبرنى عن الولاية نزل بها جبرئيل من عند رب العالمين يوم الغدير؟ فقال: نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين وانه لفى زبر الاولين قال: هى الولاية لامير المؤمنين.

82 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن جابر عن أبى عبدالله عليه السلام

___________________________________

(1) قال الشارح المعتزلى: خارت ارضهم اى صوتت كما يخور الثور وشبه عليه السلام ذلك بصوت السكة المحماة في الارض الخوارة وهى اللينة، وانما جعلها محماة لتكون ابلغ في ذهابها في الارض، ومن كلامه (ع) يوم خيبر بقوله لرسول الله صلى الله عليه وآله وقد بعثه بالراية: اكون في امرك كالسكة المحماة في الارض إلى آخر ما ذكره وقد اعقب كلامه بعلة طبيعية لذلك فراجع ان شئت ج 2 ص 589 ط مصر.

[ * ]

[65]

في قوله عزوجل: (وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين) قال: الولاية التى نزلت لامير المؤمنين صلوات الله عليه يوم الغدير.

83 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن بعض أصحابنا عن حنان بن سدير عن سالم الحناط قال: قلت لابيجعفر عليه السلام: أخبرنى عن قول الله تبارك وتعالى.

(نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربى مبين) قال: هى الولاية لامير المؤمنين عليه السلام.

84 - على بن محمد عن صالح بن أبى حماد عن الحجال عمن ذكره عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: (بلسان عربى مبين) قال: يبين الالسن ولا تبينه الالسن.

85 - في كتاب علل الشرائع باسناده إلى مسلم بن خالد المكى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا الا بالعربية فكان يقع في مسامع الانبياء عليهم السلام بألسنة قومهم، وكان يقع في مسامع نبينا صلى الله عليه واله بالعربية، فاذا كلم به قومه كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم فكان أحد لا يخاطب رسول الله صلى الله عليه واله بأى لسان خاطبه الا وقع في مسامعه بالعربية، كل ذلك يترجم جبرئيل عنه تشريفا من الله عزوجل له صلى الله عليه واله.

86 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ولو نزلناه على بعض الاعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين) قال الصادق عليه السلام: لو نزلنا القرآن على العجم ما آمنت به العرب وقد نزل على العرب فآمنت به العجم فهذه فضيلة العجم.

87 - في الكافى أحمد بن محمد عن على بن الحسين عن محمد بن الوليد و محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن على بن عيسى القماط عن عمه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أرى رسول الله صلى الله عليه واله في منامه بنى امية يصعدون على منبره من بعده و يضلون الناس عن الصراط القهقرى، فأصبح كئيبا حزينا قال: فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا رسول الله مالى أراك كئيبا حزينا قال: يا جبرئيل انى رأيت بنى امية

[66]

في ليلتى هذه يصعدون منبرى من بعدى يضلون الناس عن الصراط القهقرى فقال: و الذى بعثك بالحق نبيا انى ما اطلعت عليه.

فعرج إلى السماء فلم يلبث ان نزل عليه بآى من القرآن يونسه بها قال: (افرأيت ان متعناهم سنين ثم جاء‌هم ما كانوا يوعدون (ما اغنى عنهم ما كانوا يمتعون) وانزل عليه: (انا انزلناه في ليلة القدر وما ادريك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من الف شهر) جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيه صلى الله عليه واله خيرا من الف شهر ملك بنى امية.

88 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: (وانذر عشيرتك الاقربين) قال: نزلت: (ورهطك منهم المخلصين) قال: نزلت بمكة فجمع رسول الله صلى الله عليه واله بنى هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة(1) فاتخذ لهم طعاما يسيرا بحسب ما أمكن، فاكلوا حتى شبعوا فقال رسول الله صلى الله عليه واله: من يكون وصيى ووزيرى وخليفتى؟ فقال أبولهب: جزما(2) سحركم محمد، فتفرقوا فلما كان اليوم الثانى أمر رسول الله صلى الله عليه واله ففعل بهم مثل ذلك، ثم سقاهم اللبن حتى رووا فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أيكم يكون وصيى ووزيرى وخليفتى؟ فقال أبولهب: جزما سحركم محمد فتفرقوا، فلما كان اليوم الثالث أمر رسول الله صلى الله عليه واله ففعل بهم مثل ذلك ثم سقاهم اللبن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله.

أيكم يكون وصيى ووزيرى وينجزعداتى ويقضى دينى؟ فقام على صلوات الله عليه وكان أصغرهم سنا وأحمشهم(3) ساقا وأقلهم مالا فقال: أنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أنت هو.

89 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن الحارث بن نوفل عن على

___________________________________

(1) الجذع محركة: من البهائم: ما قبل الثنى، والقربة: الوطب يستقى به الماء.

وبالفارسية (مشك).

(2) وفى نسخة البحار كما سيأتى عن مجمع البيان (هذا ما سحركم..اه) وكذا فيما يأنى.

(3) حمشت الساق: دقت.

[ * ]

[67]

ابن أبى طالب عليهما السلام قال: لما نزلت (وانذر عشيرتك الاقربين) اى رهطك المخلصين دعا رسول الله صلى الله عليه واله بنى عبدالمطلب وهم اذ ذاك أربعون رجلا يزيدون رجلا وينقصون رجلا، فقال: أيكم يكون أخى ووارثى ووزيرى ووصيى وخليفتى فيكم بعدى؟ فعرض عليهم ذلك رجلا رجلا كلهم يأبى ذلك حتى اتى على فقلت: أنا يا رسول الله فقال: يا بنى عبدالمطلب هذا وارثى ووزيرى وخليفتى فيكم بعدى، فقام القوم يضحك بعضهم إلى بعض ويقولون لابى طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لهذا الغلام.

90 - في مجمع البيان (وانذر عشيرتك الاقربين) وفى الخبر المأثور عن براء بن عازب انه قال: لما نزلت هذه الاية جمع رسول الله صلى الله عليه واله بنى عبدالمطلب و هم يومئذ أربعون رجلا الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس(1) فامر عليا عليه السلام برجل شاة فأدمها(2) ثم قال: ادنوا بسم الله فدنا القوم عشرة عشرة فاكلوا حتى صدروا ثم دعا بقعب(3) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله، فشربوا حتى رووا فبدرهم أبولهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل، فسكت صلى الله عليه واله يومئذ ولم يتكلم ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب ثم أنذرهم رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا بنى عبدالمطلب انى أنا النذير اليكم من الله عزوجل فأسلموا وأطيعونى تهتدوا، ثم قال: من يواخينى ويوازرنى ويكون وليى ووصيى بعدى وخليفتى في أهلى ويقضى دينى؟ فسكت القوم فأعادها ثلاثا كل ذلك يسكت القوم ويقول على: أنا، فقال في المرة الثالثة أنت، فقام القوم وهم يقولون لابى طالب: اطع ابنك فقد امر عليك.

اورده الثعلبى في تفسيره، وروى عن أبى رافع هذه القصة وانه جمعهم في الشعب فصنع لهم رجل شاة فاكلوا حتى تضلعوا وسقاهم(4)

___________________________________

(1) المسنة من أولاد المعز: ما بلغ أربعة اشهر وفصل عن امه وأخذ في الرعى.

و (الس؟): لقدح الكبير.

(2) أدم الخبز: خلطه بالادام.

(3) القعب: القدح الضخم الغليظ.

(4) تضلع الرجل، امتلا شبعا وريا.

[ * ]

[68]

عسا فشربوا كلهم حتى رووا، ثم قال: ان الله أمرنى ان أنذر عشيرتى ورهطى وان الله لم يبعث نبيا الا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووارثا ووصيا وخليفة في أهله، فأيكم يقوم فيبايعنى على انه أخى ووارثى ووزيرى ووصيى ويكون منى بمنزلة هارون من موسى؟ فقال على: أنا فقال: ادن منى ففتح فاه ومج في فيه من ريقه وتفل بين كتفيه وثدييه فقال ابولهب: بئس ما حبوت به(1) ابن عمك أن أجابك فملات فاه ووجهه بزاقا؟ فقال صلى الله عليه واله ملاء‌ته حكمة وعلما.

91 وعن ابن عباس قال: لما نزلت الاية صعد رسول الله صلى الله عليه واله على الصفا فقال يا صباحاه(2) فاجتمعت اليه قريش فقالوا له: مالك؟ فقال: ارأيتكم أن أخبرتكم ان العدو مصبحكم، أو ممسيكم ما كنتم تصدقونى؟ قالوا: بلى، قال: فانى نذير لكم بين يدى عذاب شديد، قال ابولهب: تبا لك ألهذا دعوتنا جميعا؟ فأنزل الله عزوجل: (تبت يدا أبى يهب وتب) إلى آخر السورة.

92 - وفى قرائة عبدالله كعب (وأنذر عشيرتك الاقربين ورهطك منهم المخلصين) وروى ذلك عن أبى عبدالله عليه السلام.

93 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فاخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا، فأول ذلك قوله عزوجل: (وانذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين) هكذا في قرائة أبى بن كعب، وهى ثابتة في مصحف عبدالله بن مسعود و

___________________________________

(1) اى اعطيت به.

(2) قال ابن منظور في اللسان: والعرب تقول اذ نذرت الغارة من الخيل تفجؤهم صباحا: يا صباحاه ! ينذرون الحى أجمع بالنداء العالى وفى الحديث: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) صعد على الصفا وقال: يا صباحاه ! هذه كلمة تقولها العرب اذا صاحوا للغارة لانهم أكثر ما يغيرون عند الصباح ويسمون يوم الغارة يوم الصباح.

[ * ]

[69]

هذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عزوجل بذلك الال، فذكره صلى الله عليه واله فهذه واحدة وفى الامالى مثله سواء.

94 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: (ورهطك منهم المخلصون) قال على ابن ابى طالب صلوات الله عليه وحمزة وجعفر والحسن والحسين والائمة من آل محمد صلوات الله عليه.

95 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: وقد أمر الله أعز خلقه وسيد بريته محمدا صلى الله عليه واله بالتواضع فقال عزوجل: واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين والتواضع مزرعة الخشوع والخشيه والحياء، وانهن لا تتبين الا منها و فيها، ولا يسلم الشرف التام الحقيقى الا للمتواضع في ذات الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

96 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال: ومن اتبعك من المؤمنين فان عصوك يعنى من بعدك في ولاية على والائمة صلوات الله عليهم فقل انى برئ مما تعملون ومعصية رسول الله صلى الله عليه واله وهو ميت كمعصيته وهو حى.

97 - قوله عزوجل: الذى يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين قال: حدثنى محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبى جعفر عليه السلام قال: (الذى يراك حين تقوم) في النبوة (وتقلبك في الساجدين) قال: في اصلاب النبيين صلوات الله عليهم.

97 - في مجمع البيان وقيل: معناه: وتقلبك في الساجدين الموحدين من نبى إلى نبى حتى أخرجك نبيا عن ابن عباس في رواية عطا وعكرمة، وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قالا: في أصلاب النبيين نبى بعد نبى حتى أخرجه من صلب أبيه عن نكاح غير سفاح من لدن آدم.

99 - وروى جابر عن أبيجعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا ترفعوا قبلى ولا تضعوا قبلى، فانى أراكم من خلفى كما أراكم من امامى ثم تلا هذه الاية.

[70]

100 - في كتاب الخصال عن رجل عن أبيعبد الله عليه السلام في قوله تعالى: هل انبئكم على من تنزل الشياطين، تنزل على كل افاك اثيم قال: هم سبعة: المغيرة وبنان وصايد وحمزة بن عمارة البربرى والحارث الشامى وعبدالله بن الحارث وأبوالخطاب.

101 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: والشعراء يتبعهم الغاوون قال نزلت في الذين غير وادين الله وخالفوا أمر الله عزوجل هل شاعرا قط يتبعه أحد؟ انما عنى بذلك الذين وضعوا دينهم بآرائهم فيتبعهم الناس على ذلك.

102 - في اصول الكافى عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: انه ليس من يوم وليلة الا وجميع الجن والشياطين تزور أئمة الضلال، ويزور امام الهدى عددهم من الملئكة، حتى اذا أتت ليلة القدر فهبط فيها من الملائكة إلى ولى الامر خلق الله، أو قال قبض الله، عزوجل من الشياطين بعددهم ثم زاروا ولى الضلالة فأتوه بالافك والكذب حتى لعله يصبح، فيقول: رأيت كذا وكذا فلو سأل ولى الامر عن ذلك لقال: رأيت شيطانا أخبرك بكذا وكذا حتى يفسر له تفسيرا، ويعلمه الضلالة التى هو عليها.

103 - في كتاب معانى الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين بن أبى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن حماد بن عيسى عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال: هل رأيت شاعرا يتبعه أحد؟ انما هم قوم تفقهوا لغير الدين فضلوا وأضلوا.

104 - في مجمع البيان (والشعراء يتبعهم الغاوون) وروى العياشى بالاسناد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: هم قوم تعلموا أو تفقهوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

105 وفى الحديث عن الزهرى قال: حدثنى عبدالرحمن بن كعب بن مالك ان كعب بن مالك قال: يا رسول الله ماذا تقول في الشعراء؟ قال: ان المؤمن مجاهد بسيفه و لسانه، والذى نفسى بيده لكأنما ينضحونهم بالنبل(1)

___________________________________

(1) نضح فلانا بالنبل: رماه به.

[ * ]

[71]

106 وقال النبى صلى الله عليه واله لحسان بن ثابت: اهجهم أو هاجهم وروح القدس معك رواه البخارى ومسلم في الصحيحين.

107 - في اعتقادات الامامية للصدوق رحمه الله وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: (والشعراء يتبعهم الغاوون) قال: هم القصاص.

108 - في جوامع الجامع قال عليه السلام لكعب بن مالك: اهجهم فوالذى نفسى بيده لهو أشد عليهم من النبل.

109 - وقال لحسان بن ثابت: قل وروح القدس معك.

110 - في كتاب تلخيص الاقوال في احوال الرجال روى الكشى من طريق ضعيف عن الصادق عليه السلام انه قال: علموا أولادكم شعر العبدى يشير إلى الشيعة.

111 - وفي كتاب الكشى في حديث آخر باسناده إلى سماعة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا معشر الشيعة علموا أولادكم شعر العبدى فانه على دين الله.

112 - وباسناده إلى محمد بن مروان قال: كنت قاعدا عند أبيعبدالله عليه السلام و معروف بن خربوذ، فكان ينشدنى الشعر وأنشده ويسألنى وأسئله وأبوعبدالله يسمع فقال أبوعبدالله عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لان يمتلى جوف الرجل قيحا خير له من أن يمتلى شعرا، فقال معروف: انما يعنى ذلك الذى يقول الشعر؟ فقال: ويحك أو ويلك، قد قال ذلك رسول الله صلى الله عليه واله.

113 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ابراهيم الكرخى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ان صاحبتى هلكت فكانت لى موافقة وقد هممت ان أتزوج، فقال: انظر اين تضع نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك وأمانتك، فان كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير والى حسن الخلق.

واعلم ان النساء خلقن شتى *** فمنهن الغنيمة والغرام

ومنهن الهلال اذا تجلى *** لصاحبه ومنهن الظلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد *** ومن يغبن فليس له انتقام

[72]

114 - في الكافى بعض أصحابنا عن على بن الحسين عن على بن حسان عن عبد - الرحمن بن كثير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما اراد رسول الله صلى الله عليه واله ان يتزوج خديجة بنت خويلد أقبل أبوطالب في أهل بيته ومعه نفر من قريش إلى أن قال عليه السلام: ودخل رسول الله صلى الله عليه واله بأهله، وقال رجل من قريش يقال له عبدالله بن غنم:

هنيئا مريئا يا خديجة قد جرت *** لك الطير فيما كان منك بأسعد

تزوجت من خير البرية كلها *** ومن ذا الذى في الناس مثل محمد

وبشر به البران عيسى بن مريم *** وموسى بن عمران فيا قرب موعد

أقرت به الكتاب قدما بأنه *** رسول من البطحاء هاد ومهتد

115 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن أبى الاصبغ عن بندار بن عاصم رفعه عن أبى عبدالله عليه السلام قال قال: ما توسل إلى احد، بوسيلة ولا تذرع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منى، من رجل سلف اليه منى يدا تبعتها أختها، وأحسنت ربها، فانى رأيت منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل، ولا سخت نفسى برد بكر الحوائج(1) و قد قال الشاعر:

واذا بليت ببذل وجهك سائلا *** فابذله للمتكرم المفضال

ان الجواد اذا حباك بموعد *** أعطاكه سلسا بغير مطال

واذا السؤال مع النوال وزنته *** رجح السؤال وخف كل نوال

116 - في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: فيتبعهم الناس على ذلك آخر ما نقلناه عنه سابقا: ويؤكد قوله جل ذكره: الم تر انهم في كل واد يهيمون يعنى يناظرون بالاباطيل ويجادلون بالحجج المضلين وفى كل مذهب يذهبون وانهم يقولون ما لا يفعلون قال: يعظون الناس ولا يتعظون وينهون عن المنكر ولا ينتهون، ويأمرون

___________________________________

(1) اليد: النعمة.

والبكر: الابتداء قال الفيض (ره) في الوافى: واضافة المنع والشكر إلى الاواخر والاوائل اضافة إلى المفعول، والمعنى ان أحسن الوسائل إلى السؤال تقدم العهد بالسؤال فان المسئول ثانيا لا يرد السائل الاول لئلا يقطع شكره على الاول.

[ * ]

[73]

بالمعروف ولا يعملون، وهم الذين قال الله عزوجل فيهم: (الم تر انهم في كل واد يهيمون) اى في كل مذهب يذهبون (وانهم يقولون ما لا يفعلون) وهم الذين غصبوا آل محمد صلوات الله عليهم حقهم ثم ذكرآل محمد صلوات الله عليهم وشيعتهم المهتدين، فقال جل ذكره: الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا 117 - في كتاب معانى الاخبار وقد روى في خبر آخر عن الصادق عليه السلام انه يقول قول الله عزوجل: (وذكروا الله كثيرا) ما هذا الذكر الكثير؟ قال: من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فقد ذكر الله الذكر الكثير.

118 - في اصول الكافى على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبيدة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا، ثم قال: لا أعنى سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر وان كان منه، ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرم، فان كان طاعة عمل بها وان كان معصية تركها.

119 - ابن محبوب عن ابى اسامة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل وما هن؟ قال: المواساة في ذات يده، والانصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما انى لا أقول سبحان الله والحمد لله ولكن ذكر الله عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه.

120 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسماعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن سليمان بن عمرو عن أبى المغرا الخصاف رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من ذكر الله عزوجل في السر فقد ذكر الله كثيرا، ان المنافقين كانوا يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عزوجل: (يراؤن الناس ولا يذكرون الله الا قليلا).

121 - في جوامع الجامع وقرء الصادق عليه السلام وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم.

122 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر أعداء‌هم ومن ظلمهم فقال جل ذكره:

[74]

(وسيعلم الذين ظلموا آل محمد حقهم اى منقلب منقلبون) هكذا والله نزلت.

123 - في كتاب المناقب لابن شهرآشوب وفى أثر: انهم لما صلبوا رأس الحسين عليه السلام على الشجرة سمع منه: (وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون).




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22216630

  • التاريخ : 3/02/2025 - 22:54

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net