00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة النور 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة النور

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: حصنوا أموالكم وفروجكم بتلاوة سورة النور، وحصنوا بها نسائكم، فان من أدمن قرائتها في كل يوم أو في كل ليلة لم يزن أحد(1) من أهل بيته أبدا حتى يموت، فاذا مات شيعه إلى قبره سبعون ألف ملك، كلهم يدعون ويستغفرون له حتى يدخل في قبره.

2 - في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة النور أعطى من الاجر عشر حسنات، بعدد كل مؤمنة ومؤمن فيما مضى وفيما بقى.

3 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تنزلوا النساء الغرف، ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن المغزل وسورة النور.

4 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تعلموا نساء‌كم سورة يوسف، ولا تقرؤهن اياها، فان فيها الفتن وعلموهن سورة النور فان فيها المواعظ.

5 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وسورة النور انزلت بعد سورة النساء، وتصديق ذلك ان الله عزوجل أنزل عليه في سورة النساء: " واللاتى يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن اربعة منكم فان شهدوا فامسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا " والسبيل الذى قال الله عزوجل: سورة انزلناها وفرضناها وانزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون الزانية والزانى فاجلدوا كل واحد منهما ماة جلدة ولا تاخذكم بهما رأفة في دين الله ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر وليشهد

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى بعض النسخ و " لم بزر احدا ".

[569]

عذابهما طائفة من المؤمنين.

6 - في تهذيب الاحكام يونس بن عبدالرحمن عن سماعة عن أبى بصير قال قال أبو عبدالله عليه السلام: لا يرحم الرجل والمرأة حتى يشهد عليهما اربعة شهداء، على الجماع والايلاج والادخال كالميل في المكحلة.

7 - يونس بن عبدالرحمن عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الحر والحرة اذا زنيا جلد كل واحد منهما مأة جلدة، فأما المحصن والمحصنة فعليهما الرجم.

8 - عنه عن عبدالله بن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: الرجم في القرآن قوله تعالى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة فانها قضيا الشهوة.

9 - عنه عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: المحصن يرجم والذى قد أملك ولم يدخل بها يجلد مأة جلدة ونفى سنة.

10 - على بن ابراهيم عن ابن أبى نجران عن عاصم بن حميد عن محمد بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام في الشيخ والشيخة ان يجلدا مأة وقضى للمحصن الرجم، وقضى في البكر والبكرة اذا زنيا جلد مأة، ونفى سنة في غير مصرهما، وهما اللذان قد املكا ولم يدخل بها.

11 - محمد بن يحيى عن ابراهيم عن صالح بن سعيد عن محمد بن حفص عن عبدالله بن طلحة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا زنى الشيخ والعجوز جلدا ثم رجما عقوبة لهما، واذا زنى النصف من الرجال رجم ولم يجلد اذا كان قد احصن، واذا زنى الشاب الحديث السن جلد ونفى سنة من مصره.

12 - على بن ابراهيم عن أبيه عن عمرو بن عثمان عن ابراهيم بن الفضل عن أبان بن تغلب قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: اذا زنى المجنون أو المعتوه(1) جلد الحد وان كان مصحنا رجم قلت: وما الفرق بين المجنون والمجنونة والمعتوه والمعتوهة؟

___________________________________

(1) عته عتها: نقص عقله من غير جنون.

[570]

فقال: المرأة انما تؤتى والرجل يأتى وانما يأتى اذا عقل كيف يأتى اللذة والمرأة انما تستكره ويفعل بها وهى لا تعقل ما يفعل بها.

13 - في تفسير على بن ابراهيم والزنا على وجوه والحد فيه على وجوه، فمن ذلك انه أحضر عمر بن الخطاب ستة نفر أخذوا بالزنا، فأمر ان يقام على كل واحد منهم الحد وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالسا عند عمر، فقال: يا عمر ليس هذا حكمهم، قال: فأقم أنت عليهم الحد، فقدم واحدا منهم فضرب عنقه، وقدم الثانى فرجمه، وقدم الثالث فظربه الحد، وقدم الرابع فظربه نصف الحد، وقدم الخامس فعزره، واطلق السادس، فتعجب عمر وتحير الناس ! فقال عمر: يا ابا الحسن ستة نفر في قضية واحدة أقمت عليهم خمس عقوبات وأطلقت واحدا ليس منها حكم يشبه الاخر؟ فقال: نعم اما الاول فكان ذميا زنى بمسلمة فخرج عن ذمته فالحكم فيه بالسيف، واما الثانى فرجل محصن زنى فرجمناه، واما الثالث فغير محصن حددناه واما الرابع فرق زنى ضربناه نصف الحد، واما الخامس فكان منه ذلك الفعل بالشبهة فعزرناه وادبناه، واما السادس مجنون مغلوب على عقله سقط من التكليف.

14 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أبان عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: يضرب الرجل الحد قائما، والمرئة قاعدة، ويضرب كل عضو وترك الرأس والمذاكير.

15 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن اسحق بن عمار قال: سألت أبا ابراهيم عليه السلام عن الزانى كيف يجلد؟ قال: أشد الجلد قلت: فمن فوق ثيابه؟ قال: بل يخلع ثيابه، قلت: فالمفترى؟ قال: يضرب بين الضربين جسده كله فوق ثيابه.

16 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن اسحاق بن عمار قال: سألت أبا ابراهيم عليه السلام عن الزانى كيف يجلد؟ قال: أشد الجلد، فقلت: فوق الثياب؟ فقال: بل يجرد.

[571]

17 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: وليشهد عذابهما يقول: ضربهما طائفة من المؤمنين يجمع لهما الناس اذا جلدوا.

18 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن حماد بن زياد عن سليمان بن خالد وذكر حديثا طويلا ثم قال: عنه عن محمد بن يحيى عن غياث بن ابراهيم عن جعفر عن أبيه عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول الله عزوجل: " ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله " قال: في اقامة الحدود وفى قوله تعالى: " وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين " قال: الطائفة واحد.

19 - في عوالى اللئالى وعن الباقر عليه السلام أن أقل الطائفة الحاضرة للحد هى الواحد.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد الزنا شروط وتفاصيل واحكام ولذلك مدارك، وهى مذكورة في محالها فلتطلب من هناك.

20 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانزل بالمدينة: الزانى لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين فلم يسم الله الزانى مؤمنا، ولا الزانية مؤمنة، وقال رسول الله صلى الله عليه واله ليس يمترى فيه أهل العلم انه قال: لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، فانه اذا فعل ذلك خلع عنه الايمان كخلع القميص.

21 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى - نصر عن داود بن سرحان عن زرارة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة " قال: هن نساء مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، شهروا به وعرفوا به والناس اليوم بذلك المنزل، فمن أقيم عليه حد الزنا أو

[572]

متهم بالزنا لم ينبغ لاحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة.

22 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسمعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة " فقال: كن نسوة مشهورات بالزنا، ورجال مشهورون بالزنا، قد عرفوا بذلك والناس اليوم بتلك المنزلة، فمن أقيم عليه حد زنى أو شهر به لم ينبغ لاحد أن يناكحه حتى يعرف منه التوبة.

23 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن أبان بن عثمان عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة " قال: هم رجال ونساء كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه واله مشهورين بالزنا، فنهى الله عن أولئك الرجال والنساء والناس اليوم على تلك المنزلة، من شهر شيئا من ذلك أو أقيم عليه الحد فلا تزوجوه حتى تعرف توبته.

24 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن معوية بن وهب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل تزوج امرأة فعل بعد ما تزوجها انها كانت زنت، قال: ان شاء زوجها أن يأخذ الصداق ممن زوجها، ولها الصداق بما استحل من فرجها وان شاء تركها.

25 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمى عن أبان عن حكم بن حكيم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " والزانية لاينكحها الا زان أو مشرك " قال: انما ذلك في الجهر، ثم قال: لو ان انسانا زنى ثم تاب تزوج حيث شاء.

26 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل قال: سأل رجل أبا الحسن الرضا عليه السلام وانا أسمع: عن رجل تزوج المرأة متعة ويشترط عليها الا يطلب ولدها، فتأتى بعد ذلك بولد فشدد في أنكار الولد، وقال: أتجحده اعظاما لذلك؟ فقال الرجل: فان اتهمها؟ فقال: لا ينبغى لك أن تتزوج الا مؤمنة أو مسلمة،

[573]

فان الله عزوجل يقول: " الزانى لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ".

ورواه في الاستبصار كذلك الا ان في: لا ينبغى لك ان تتزوج الا مأمونة ان الله تعالى يقول..الخ.

27 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ونزل بالمدينة: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا باربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون الا الذين تابوا من بعد ذلك واصلحوا فان الله عفور رحيم فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال الله عزوجل: " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستون " وجعله الله منافقا فقال الله عزوجل: " ان المنافقين هم الفاسقون " وجعله الله عزوجل من أولياء ابليس قال: " الا ابليس كان من الجن ففسق عن امر ربه " وجعله ملعونا فقال: " ان الذين يرمون المحصنات الغافلات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم * يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون " وليست تشهد الجوارح على مؤمن أنما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فاما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عزوجل: " فأما من اوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا ".

28 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن حماد عن حريز عن أبيعبد الله عليه السلام قال: القاذف يجلد ثمانين جلدة ولا يقبل له شهادة أبدا الا بعد التوبة او يكذب نفسه.

29 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن أشيم عمن رواه من أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام انه قيل له: لم جعل في الزنا أربعة من الشهود وفى القتل شاهدان؟ فقال: ان الله عزوجل أحل لكم المتعة، وعلم انها ستنكر عليكم، فجعل الاربعة

[574]

الشهود احتياطا لكم لولا ذلك لاتى عليكم، وقل ما يجتمع أربعة شهادة بامر واحد.

30 - حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن العباس بن معروف عن على بن مهزيار عن على بن أحمد بن محمد عن ابيه عن اسماعيل بن حماد عن أبى حنيفة قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أيهما أشد الزنا ام القتل؟ قال: فقال: القتل، قال: فقلت: فما بال القتل جاز فيه شاهدان ولا يجوز في الزنا الا اربعة؟ فقال لى: ما عندكم فيه يابا حنيفة؟ قال قلت: ما عندنا فيه الا حديث عمر ان الله أجرى في الشهادة كلمتين على العباد قال ليس كذلك يابا حنيفة ولكن الزنا فيه حدان ولا يجوز أن يشهد كل اثنين على واحد، لان الرجل والمرئة جميعا عليهما الحد، والقتل انما يقام الحد على القاتل، ويدفع عن المقتول.

31 - في الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن جميل بن دراج عن ابيعبد الله عليه السلام قال: سألت عن رجل افترى على قوم جماعة قال: ان أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان اتوا به متفرقين ضرب لكل واحد منهم حد.

32 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن ابان عن عثمان عن الحسن العطار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام رجل قذف قوما؟ قال: قال: بكلمة واحدة؟ قلت: نعم قال: يضرب حدا واحدا، فان فرق بينهم بالقذف ضرب لكل واحد منهم حدا.

33 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن محمد بن حمران عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجل افترى على قوم جماعة؟ قال: فقال: ان اتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا، وان اتو به متفرقين ضرب لكل رجل حدا - عنه عن سماعة عن ابى عبدالله عليه السلام مثله.

34 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن اسحق بن عمار عن إلى الحسن عليه السلام قال: يجلد المفترى ضربا بين الضربين يضرب جسده كله.

35 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن زرعة عن سماعة قال: سألته

[575]

عن شهود الزور قال: فقال: يجلدون حدا ليس له وقت، وذلك إلى الامام ويطاف بهم حتى يعرفهم الناس، واما قول الله عزوجل: ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا الا الذين تابوا قال: قلت: كيف تعرف توبته؟ قال: يكذب نفسه على رؤس الخلايق حتى يضرب و يستغفر ربه، واذا فعل فقد ظهرت توبته.

36 - أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد وحماد عن القاسم ابن سليمان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الرجل يقذف الرجل فيجلد حدا ثم يتوب ولا يعلم منه الا خيرا أتجوز شهادته؟ قال: نعم، ما يقال عندكم؟ قلت: يقولون: توبته فيما بينه وبين الله، ولا تقبل شهادته ابدا فقال: بئس ما قالوا كان أبى يقول: اذا تاب ولم يعلم منه الا خير جازت شهادته.

37 - في تهذيب الاحكام سهل بن زياد عن ابن محبوب عن نعيم بن ابراهيم عن عباد البصرى عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: اذا قذف الرجل الرجل فقال: انه ليعمل عمل قوم لوط ينكح الرجال؟ قال: يجلد حد القاذف ثمانين جلدة.

38 - الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن أبى مريم الانصارى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الغلام لم يحتلم يقذف الرجل هل يجلد؟ قال: لا وذاك لو ان رجلا قذف الغلام لم يجلد.

39 - سهل بن زياد عن أبى نصر عن عاصم بن حميد عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في الرجل يقذف الصبية يجلد؟ قال: لا حتى تبلغ.

40 - الحسن بن محبوب عن عبدالعزيز العبدى عن عبيد بن زرارة قال سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: او اتيت برجل قذف عبدا مسلما بالزنا لا يعلم منه الا خيرا لضربته الحد حد الحر الا سوطا.

41 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: اذا قذف العبد الحر جلد ثمانين، وقال: هذا من حقوق الناس.

42 - احمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سئلته عن المملوك يفترى

[576]

على الحر؟ قال: عليه ثمانون قلت: فاذا زنى؟ قال: يجلد خمسين.

43 - يونس بن عبدالرحمن عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام انه نهى عن قذف من ليس على الاسلام الا أن يطلع على ذلك منهم، وقال: أيسر ما يكون ان يكون قد كذب.

44 - محمد بن الحسن الصفار عن الحسين بن على عن يونس بن عبدالرحمان عن أبى بكر الحضرمى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في الرجل يقذف بعض جاهلية العرب؟ قال: يضرب الحد ان ذلك يدخل على رسول الله صلى الله عليه واله.

45 - في عيون الاخبار في باب ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وعلة ضرب القاذف وشارب الخمر ثمانى جلدة لان في القذف نفى الولد وقطع النسل، وذهاب النسب، وكذلك شارب الخمر لانه اذا شرب هذى، و اذا هذى افترى فوجب حد المفترى.

46 - في الاستبصار عن اسماعيل بن زياد عن الصادق والباقر عليهما السلام ان عليا عليه السلام قال: ليس بين خمس نساء وأزواجهن ملاعنة، إلى قوله: والمجلود في الفرية، لان الله تعالى يقول: " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا ".

47 - في مجمع البيان " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا واولئك هم الفاسقون * الا الذين تابو " واختلف في هذا الاستثناء إلى ماذا يرجع؟ على قولين: أحدهما انه يرجع إلى الفسق خاصة دون قوله: " ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا " فيزول عنه اسم الفسق بالتوبة، و لا تقبل شهادته إلى قوله: والاخر أن الاستثناء يرجع إلى الامرين، فاذا تاب قبلت شهادته حد أو لم يحد عن ابن عباس إلى قوله: وقول أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لحد القذف وأحكام كثيرة ومدارك تطلب من محالها.

48 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى - نصر عن المثنى عن زرارة قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: والذين

[577]

يرمون ازواجهم ولم يكن لهم شهداء الا انفسهم قال: هو القاذف الذى يقذف امرأته فاذا قذفها ثم أقر أنه كذب عليها جلد الحد، وردت اليه امرأته، وان أبى الا أن يمضى فليشهد عليها أربع شهادات بالله انه لمن الصادقين، والخامسة يعلن فيها نفسه ان كان من الكاذبين، وان أرادت لن تدرء عن نفسها العذاب - والعذاب هو الرجم - شهدت أربع شهادات بالله انه لمن الكاذبين، والخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين، فان لم تفعل رجمت وان فعلت درأت عن نفسها الحد، ثم لا تحل له إلى يوم القيامة، قلت: أرأيت ان فرق بينهما ولهما ولد فمات؟ قال ترثه امه، وان ماتت امه ورثه اخواله، و من قال: انه ولد زنا جلد الحد، قلت: يرد اليه الولد اذا أقر به؟ قال: لا ولا كرامة ولا يرث الابن ويرثه الابن.

49 - على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسين بن سيف عن محمد بن سليمان عن أبى - جعفر الثانى عليه السلام قال: قلت له: كيف صار الزوج اذا قذف امرأته كانت شهادته أربع شهادات بالله؟ وكيف لا يجوز ذلك لغيره وصار اذا قذفها غير الزوج جلد الحد ولو كان ولدا أو أخا؟ فقال: قد سئل جعفر عليه السلام عن هذا فقال: الا ترى انه اذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت انها فاعلة؟ فان قال: رأيت ذلك منها بعينى كانت شهادته أربع شهادات بالله، وذلك انه قد يجوز للرجل أن يدخل المدخل في الخلوة التى لا يصلح لغيره أن يدخلها، ولا يشهدها ولد ولا والد في الليل والنهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات اذا قال: رأيت ذلك بعينى، واذا قال: انى لم أعاين صار قاذفا وضرب الحد الا أن يقيم عليها البينة وان زعم غير الزوج اذا قذف وادعى انه رآه بعينه قيل له: وكيف رأيت ذلك وما ادخلك ذلك المدخل الذى رأيت فيه هذا وحدك؟ انت متهم في دعواك، فان كنت صادقا فانت في حد التهمة، فلابد ممن أدبك بالحد الذى أوجبه الله عليك، قال: وانما صارت شهادة الزوج اربع شهادات لمكان الاربعة شهداء مكان كل شاهد يمين.

50 - في عوالى اللئالى روى في الحديث ان هلال بن امية قذف زوجته بشريك

[578]

ابن السحماء فقال النبى صلى الله عليه واله.

البينة والا حد في ظهرك، فقال: والذى بعثك بالحق اننى لصادق وسينزل الله ما يبرئ ظهرى من الجلد، فنزل قوله تعالى: " والذين يرمون ازواجهم " الاية.

51 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن عبدالرحمن ابن الحجاج قال: ان عباد البصرى سئل أبا عبدالله عليه السلام وانا حاضر: كيف يلاعن الرجل المرئة فقال أبوعبدالله عليه السلام: ان رجلا من المسلمين أتى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله ارايت لو أن رجلا دخل منزله فوجد مع امرأته رجلا يجامعها ما كان يصنع؟ قال: فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله فانصرف الرجل وكان ذلك الرجل هو الذى ابتلى بذلك من امرأته، قال: فنزل الوحى من عند الله عزوجل بالحكم فيهما فارسل رسول الله صلى الله عليه واله إلى ذلك الرجل فدعاه فقال: أنت الذى رأيت مع امراتك رجلا؟ فقال: نعم فقال له: انطلق فأتنى بامرأتك: فان الله قد انزل الحكم فيك وفيها، قال: فأحضرها زوجها فأوقفهما رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال للزوج: اشهد أربع شهادات بالله انك لمن الصادقين فيما رميتها، قال: فشهد ثم قال له: اتق الله فان لعنة الله شديدة، ثم قال له: اشهد الخامسة ان لعنة الله عليك ان كنت من الكاذبين، قال: فشهد قال: فأمر به فنحى ثم قال للمرأة: اشهدى اربع شهادات بالله ان زوجك لم الكاذبين فيما رماك به قال: فشهدت ثم قال لها: أمسكى فوعظها وقال لها: اتقى الله فان غضب الله شديد ثم قال لها: اشهدى الخامسة ان غضب الله عليك ان كان زوجك من الصادقين فيما رماك به، قال: فشهدت ففرق بينهما وقال لهما: لا تجتمعا بنكاح أبدا بعد ما تلاعنتما.

52 - الحسن بن محبوب عن عباد بن صهيب عن أبى عبدالله عليه السلام في رجل اوقفه الامام للعان فشهد شهادتين ثم نكل فاكذب نفسه قبل أن يفرغ من اللعان، قال: يجلد حد القاذف ولا يفرق بينه وبين امرأته.

53 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا قذف الرجل امرأته فانه لا يلاعنها حتى يقول: رأيت بين رجليها رجلا

[579]

يزنى بها، قال: وسئل عن الرجل يقذف امرأته؟ قال: يلاعنها ثم يفرق بينهما فلا تحل له أبدا، فاذا اقر على نفسه قبل الملاعنة جلد حدا وهى امرأته، قال: وسألته عن المرئة الحرة يقذفها زوجها وهو مملوك؟ قال: يلاعنها، قال: وسألته عن الحر تحته امة فيقذفها قال: يلاعنها قال: وسئلته عن الملاعنة التى يرميها زوجها وينتفى من ولدها و يلاعنها ويفارقها ثم يقول بعد ذلك: الولد ولدى ويكذب نفسه؟ فقال: اما المرئة فلا ترجع اليه ابدا، واما الولد فانى ارده اليه اذا ادعاه ولا أدع ولده وليس له ميراث ويرث الابن الاب ولايرث الاب الابن ويكون ميراثه لاخواله، فان لم يدعه أبوه فان اخواله يرثونه ولا يرثهم، وان دعاه احد ابن الزانية جلد الحد.

54 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على عن ابان عن محمد بن مسلم عن ابيجعفر عليه السلام قال: لا يكون الملاعنة ولا ايلاء الا بعد الدخول.

55 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن جميل بن دراج عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الحر بينه وبين المملوكة لعان؟ فقال: نعم وبين المملوك والحرة وبين العبد والامة وبين المسلم واليهودية والنصرانية ولا يتوارثان ولا يتوارث الحر والمملوكة.

56 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى ومحمد بن مسلم عن ابى عبدالله عليه السلام في رجل قذف امرأته وهى خرساء قال: يفرق بينهما.

57 - محمد بن يحيى عن العمركى بن على عن على بن جعفر عن اخيه ابى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل لاعن امرأته فحلف أربع شهادات بالله ثم نكل في الخامسة قال: ان نكل في الخامسة فهى امرأته وجلد، وان نكلت المرئة عن ذلك اذا كانت اليمين عليها فعليها مثل ذلك، قال: وسألته عن الملاعنة قائما يلاعن او قاعدا قال: الملاعنة وما أشبهها من قيام.

58 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بعض أصحابه عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ثلاث من كن فيه كان

[580]

منافقا وان صام وصلى وزعم انه مسلم، من اذا اؤتمن خان، وان حدث كذب، واذا وعد اخلف، ان الله عزوجل قال في كتابه: " ان الله لا يحب الخائنين " وقال: ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين وفى قوله تعالى: " واذكر في الكتاب اسمعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ".

59 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: " والذين يرمون ازواجهم " إلى قوله تعالى: " ان كان من الصادقين " فانها نزلت في اللعان، وكان سبب ذلك انه لما رجع رسول الله صلى الله عليه واله من غزوة تبوك جاء اليه عويمر بن ساعدة العجلانى وكان من الانصار فقال: يا رسول الله ان امرأتى زنى بها شريك بن السمحاء وهى منه حامل، فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه واله فأعاد عليه القول فاعرض عنه حتى فعل ذلك أربع مرات، فدخل رسول الله صلى الله عليه واله منزله فنزل عليه آية اللعان، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله وصلى بالناس العصر وقال لعويمر: ايتنى بأهلك فقد أنزل الله عزوجل فيكما قرآنا، فجاء اليها فقال لها: رسول الله يدعوك وكانت في شرف من قومها فجاء معها جماعة فلما دخلت المسجد قال رسول الله صلى الله عليه واله لعويمر: تقدم إلى المنبر والتعنا، فقال: كيف اصنع؟ فقال: تقدم وقل: اشهد بالله انى لمن الصادقين فيما رميتها به، فتقدم وقالها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أعدها فاعادها حتى فعل ذلك أربع مرات، فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال له في الخامسة، ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين فيما رماها به(1) ثم قال رسول الله صلى الله: ان اللعنة موجبة ان كنت كاذبا.

ثم قال له: تنح فتنحى ثم قال لزوجته: تشهدين كما شهد والا أقمت عليك حد الله فنظرت في وجوه قومها فقالت: لا اسود هذه الوجوه في هذه العشية فتقدمت إلى المنبر وقالت: اشهد بالله ان عويمر بن ساعدة من الكاذبين فيما رمانى، فقال لها رسول الله: اعيديها فاعادتها حتى اعادتها اربع مرات فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله: العنى نفسك في

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر هكذا: " فقال له في الخامسة: عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به، فقال: والخامسة ان لعنة الله...اه ".

[581]

الخامسة ان كان من الصادقين فيما رماك به فقالت في الخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين فيما رمانى به، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ويلك انها موجبة ان كنت كاذبة ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لزوجها: اذهب فلا تحل لك أبدا قال: يا رسول الله فمالى الذى أعطيتها؟ قال: ان كنت كاذبا فهو أبعد لك منه، وان كنت صادقا فهو لها بما استحللت من فرجها ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان جائت بالولد أحمش الساقين أخفش العينين جعد قطط(1) فهو للامر السيئ وان جائت به أشهل اصهب(2) فهو لابيه فيقال انها جاء‌ت به على الامر السيئ فهذه لا تحل لزوجها وان جائت بولد لا يرثه ابوه و ميراثه لامه وان لم يكن له ام فلاخواله، وان قذفه أحد جلد حد القاذف.

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: لتحقق اللعان شروط وله مسائل وأحكام و مدارك، فمن ارادها فليطلبها من محالها.

60 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: ان الذين جاؤا بالافك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم فان لعلة روت انها نزلت في عائشة وما رميت به في غزوة بنى المصطلق من خزاعة، واما الخاصة فانهم رووا انها نزلت في مارية القبطية وما رمتها به عائشة حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال قال: حدثنى عبدالله بن بكير عن زرارة قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لما هلك ابراهيم بن رسول الله صلى الله عليه واله حزن عليه حزنا شديدا فقالت عائشة: ما الذى يحزنك عليه؟ ما هو الا ابن جريح، فبعث رسول الله صلى الله عليه واله عليا صلوات الله عليه وامره بقتله، فذهب على صلوات الله عليه ومعه السيف وكان جريح القبطى في حائط، فضرب على باب البستان فأقبل جريح له ليفتح الباب، فلما رآى عليا صلوات الله عليه عرف في وجهه الغضب فأدبر راجعا ولم يفتح باب البستان، فوثب على عليه السلام على الحائط ونزل إلى

___________________________________

(1) الاحمش: الدقبق الساقين.

والخفش: صغر العين وضعف البصر خلقة.

والجعد من الشعر: ما فيه النواء وتقبض او القصير منه.

والقطط: القصير الجعد من الشعر.

(2) الشهل: ان يشوب سواد العين زرقة، والاصهب: ما يخالط بياض شعره حمرة.

[582]

البستان واتبعه وولى جريح مدبرا، فلما خشى ان يرهقه(1) صعد في نخلة وصعد على في اثره فلما دنى منه رمى بنفسه ممن فوق النخلة فبدت عورته، فاذا ليس له ما للرجال ولا له ما للنساء، فانصرف على عليه السلام إلى النبى صلى الله عليه واله فقال له: يا رسول الله اذا بعثتنى في الامر اكون كالمسمار المحمى في الوبر ام اثبت، قال: لا بل تثبت، قال: والذى بعثك بالحق ما له ما للرجال وما له ما للنساء، فقال: الحمد لله الذى صرف عنا السوء اهل البيت.

61 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: لا تدع اليقين بالشك، والمكشوف بالخفى، ولا تحكم على ما لم تره بما يروى لك عنه، وقد عظم الله عزوجل امر الغيبة و سوء الظن باخوانك من المؤمنين، فكيف بالجرأة على اطلاق قول واعتقاد بزور و بهتان في اصحاب رسول الله صلى الله عليه واله، قال الله تعالى: اذ تلقونه بالسنتكم وتقولون بافواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.

62 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى محمد بن الفضيل عن ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك الرجل من اخوانى بلغنى عنه الشئ الذى اكرهه فسأله عنه فينكر ذلك وقد أخبرنى عنه قوم ثقات؟ فقال لى: يا محمد كذب سمعك وبصرك عن اخيك، وان شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قول فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه به، وتهدم به مروته، فتكون من الذين قال الله عزوجل: ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة.

في روضة الكافى سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبدالله بن جبلة عن محمد ابن الفضيل عن أبى الحسن الاول عليه السلام مثل ما في كتاب ثواب الاعمال.

63 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن بعض اصحابه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من

___________________________________

(1) ارهقه: ادركه.

[583]

الذين قال الله عزوجل: " ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم ".

64 - وباسناده إلى اسحق بن عمار عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من أذاع فاحشة كان كمبتديها.

65 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن هشام عن أبيعبد الله عليه السلام قال: من قال في مؤمن ما لا رأته ولا سمعت اذناه كان من الذين قال الله عزوجل: " ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والاخرة ".

66 - في امالى الصدوق رحمه الله حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أيوب بن نوح قال: حدثنا محمد بن أبى عمير قال: حدثنى محمد بن حمران عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من قال في أخيه المؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو ممن قال جل جلاله: " ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب اليم في الدنيا والاخرة ".

67 - في مجمع البيان - لا تتبعوا خطوات الشيطان وروى عن على عليه السلام خطئات بالهمز.

68 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ولا يأتل اولوا الفضل منكم والسعة او يؤتوا اولى القربى وهم قرابة رسول الله صلى الله عليه واله واليتامى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا يقول: يعفو بعضكم عن بعض، ويصفح بعضكم بعضا، فاذا فعلتم كانت رحمة من الله لكم يقول الله عزوجل: الا تحبون ان يغفر الله لكم والله غفور رحيم.

69 - في مجمع البيان وروى عن النبى صلى الله عليه واله: " ولتعفوا ولتصفحوا " بالتاء كما روى بالياء ايضا.

70 - في نهج البلاغة من كلام له عليه السلام على سبيل الوصية: ان أبق فانا ولى

[584]

دمى، وان أفن فالفناء ميعادى وان أعف فالعفو لى قربة ولكم حسنة فاعفوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم.

71 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام وكان اذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتى اذا كان آخر ليلة دعاهم، ثم أظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا ولم اؤدبك؟ فيقرون أجمع فيقوم وسطهم و يقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا على بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق ولا يغادر صغيرة ولا كبيرة، فاذكر ذل مقامك بين يدى ربك الذى لا يظلم مثال ذرة وكفى بالله شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى: " وليعفوا وليصفحوا الا تحبون ان يغفر الله لكم " ويبكى وينوح.

72 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسن بن ميمون عن محمد بن سالم عن ابى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ونزل بالمدينة: " والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا واولئك هم الفاسقون * الا الذين تابوا منم بعد ذلك واصلحوا فان الله غفور رحيم " فبرأه الله ما كان مقيما على الفرية من أن يسمى بالايمان، قال الله عزوجل: " أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون " وجعله الله عزوجل من اولياء ابليس قال: " الا ابليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه " وجعله ملعونا فقال: ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والاخرة ولهم عذاب عظيم يوم تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم بما كانوا يعملون وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال الله عزوجل: " فاما من اوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلا ".

73 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل: واجعل ذهابك ومجيئك في طاعة الله، والسعى في رضاه، فان حركاتك كلها مكتوبة في صحيفتك،

[585]

قال الله عزوجل: " يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ".

74 - في روضة الكافى أحمد بن محمد عن على بن الحسن الميثمى عن محمد ابن عبدالله عن زرارة عن محمد بن الفضيل عن ابى حمزة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لرجل من الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

75 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن الحسن بن على عليهما السلام حديث طويل يقول فيه - وقد قام من مجلس معاوية واصحابه بعد ان القمهم الحجر -: الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم هم على بن أبيطالب وأصحابه وشيعته.

76 - في مجمع البيان قيل في معناه اقوال إلى قوله الثالث: الخبيثات من النساء للخبيثين من الرجال والخبيثون من الرجال للخبيثات من النساء، والطيبات من النساء للطيبين من الرجال والطيبون من الرجال للطيبات من النساء، عن أبى مسلم والجبائى وهو المروى عن أبى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام قال: هى مثل قوله: " الزانى لا ينكح الا زانية أو مشركة " الا ان اناسا هموا أن يتزوجوا منهن فنهاهم الله عن ذلك وكره ذلك لهم.

77 - في كتاب الخصال عن عبدالله بن عمر وأبى هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اذا طاب قلب المرء طاب جسده، واذا خبث القلب خبث الجسد.

78 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد مرفوعا عن عبدالرحمان بن أبى عبدالله قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على اهلها قال الاستيناس وقع النعل والتسليم.

79 - في مجمع البيان عن ابى ايوب الانصارى قال: قلنا: يا رسول الله ما الاستيناس؟ قال: يتكلم الرجل بالتسبيحة والتحميدة والتكبيرة يتنحنح على اهل البيت

[586]

80 - وعن سهل بن سعيد قال: اطلع رجل في حجرة من حجر رسول الله صلى الله عليه واله فقال رسول الله ومعه مدرى(1) يحك رأسه: لو أعلم انك تنظر لطعنت به في عينيك، انما الاستيذان من النظر.

81 - وروى ان رجلا قال للنبى صلى الله عليه واله: أستأذن على امى؟ فقال: نعم، قال: انها ليس لها خادم غيرى أفأستاذن عليها كما دخلت؟ قال: أتحب أن تراها عريانة؟ قال الرجل: لا، قال: فاستاذن عليها.

82 - وروى ان رجلا استأذن على رسول الله صلى الله عليه واله فتنحنح فقال صلى الله عليه واله لامرأة يقال لها روضة: قومى إلى هذا فعلميه وقولى له: قل: السلام عليكم أادخل؟ فسمعها الرجل فقالها، فقال: ادخل.

83 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى على بن الحسين قال: حدثنى احمد بن ابى عبدالله عن ابيه عن ابان عن عبدالرحمان بن ابى عبدالله عن ابى عبدالله عليه السلام قال: الاستيناس وقع النعل والتسليم.

84 - في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن ابيه عن هارون ابن الجهم عن جعفر بن عمر عن ابى عبدالله عليه السلام قال: نهى رسول الله ان يدخل الرجل على النساء الا باذن اوليائهن.

85 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى ايوب الخزاز عن ابى عبدالله عليه السلام قال: يسأذن الرجل اذا دخل على ابيه ولا يستأذن الاب على الابن، قال: ويستأذن الرجل على ابنته واخته اذا كانتا متزوجتين.

86 - أحمد بن محمد عن ابن فضال عن ابى جميلة عن محمد بن على الحلبى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: الرجل يستأذن على ابيه؟ فقال: نعم، وقد كنت استأذن على ابى وليست امى عنده، وانما هى امراة انى توفيت امى وانا غلام وقد يكون من خلوتهما ما لا احب ان افجأهما عليه، ولا يحبان ذلك منى، والسلام أصوب وأحسن.

___________________________________

(1) المدرى: المشط.

[587]

87 - عدة من أصحابنا عن احمد بن ابى عبدالله عن اسماعيل بن مهران عن عبيد بن معاوية بن شريح عن سيف بن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابيجعفر عليه السلام عن جابر بن عبدالله الانصارى قال: خرج رسول الله صلى الله عليه واله يريد فاطمة عليها السلام وانا معه: فلما انتهيت إلى الباب وضع يده فدفعه ثم قال: السلام عليكم، فقالت فاطمة عليها السلام: عليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: ادخل يا رسول الله، قال: ادخل ومن معى؟ قالت: يا رسول الله ليس على قناع، فقال: يا فاطمة خذى فضل ملحفتك فقنعى به رأسك ففعلت، ثم قال: السلام عليكم، فقالت: وعليك السلام يا رسول الله، قال: أدخل؟ قالت: نعم يا رسول اللهه، قال: أنا ومن معى؟ قالت: ومن معك، قال جابر: فدخل رسول الله صلى الله عليه واله ودخلت فاذا فاطمة عليها السلام أصفر كأنه وجه جرادة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما لى أرى وجهك أصفر؟ قالت: يا رسول الله الجوع فقال صلى الله عليه واله اللهم مشبع الجوعة ودافع الضيعة اشبع فاطمة بنت محمد، قال جابر: فوالله لنظرت إلى الدم ينحدر من قصصها حتى عاد وجهها أحمر، فما جاعت بعد ذلك اليوم.

88 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن جراح المداينى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن دار فيها ثلاثة أبيات وليس لهن حجر؟ قال: انما الاذن على البيوت، ليس على الدار اذن.

89 - في تفسير على بن ابراهيم ثم أدب الله عزوجل خلقه فقال: " يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم " إلى قوله: " فا تدخلوها حتى يؤذن " قال: معناه وان لم تجدوا فيها أحدا يأذن لكم فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم.

90 - وفيه ثم رخص الله تعالى فقال: ليس عليكم جناح ان تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم قال الصادق عليه السلام: هى الحمامات والخانات والارحية تدخلها بغير اذن، وقوله: قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم ويحفظوا فروجهم فانه حدثنى أبى عن محمد ابن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كل آية

[588]

في القرآن في ذكر الفروج فهى من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر.

91 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا ابوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا قال فيه عليه السلام بعد ان قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله عليه، وان يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الايمان، فقال تبارك وتعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم، وان ينظر المرء إلى فرج اخيه، ويحفظ فرجه أن ينظر اليه، وقال: وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن من أن ينظر احداهن إلى فرج اختها، ويحفظ فرجها ممن ان ينظر اليها وقال: كل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر.

92 - في جوامع الجامع وعن ام سلمة رضى الله عنها قالت: كنت عند النبى صلى الله عليه واله وعنده ميمونة فأقبل ابن ام مكتوم وذلك بعد ان امرنا بالحجاب فقال: احتجبا فقلنا: يا رسول الله أليس أعمى لا يبصرنا؟ فقال: أفعمياوان أنتما، ألستما تبصرانه؟.

93 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن سعد الاسكاف عن أبى جعفر عليه السلام قال: استقبل شاب من الانصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن، فنظر اليها وهى مقبلة، فلما جازت نظر اليها ودخل في زقاق(1) قد سماه يعنى فلان، فجعل ينظر خلفها واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه، فلما مضت المرئة نظر فاذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره، فقال: والله لاتين رسول الله صلى الله عليه واله ولاخبرنه، قال: فأتاه فلما رأه رسول الله قال له: ما هذا؟ فأخبره، فهبط جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ان الله خبير بما يصنعون ".

___________________________________

(1) الزقاق: السكة.

[589]

94 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد ابن الحنفية: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله عزوجل عليه، فقال عز من قائل: " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " محرم أن ينظر احد إلى فرج غيره.

95 - في كتاب الخصال عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما للرجل ان يرى من المرأة اذا لم تكن له بمحرم؟ قال: الوجه والكفين و القدمين.

96 - وفى قال النبى صلى الله عليه واله لامير المؤمنين عليه السلام: يا على اول نظرة لك والثانية عليك لا لك.

97 - وفيه ايضا فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه: ليس في البدن شئ أقل شكرا من العين، فلا تعطوها سؤلها فتشغلكم عن ذكر الله اذا تعرى الرجل نظر الشيطان وطمع فيه فاستتروا، ليس للرجل ان يكشف ثيابه عن فخذيه ويجلس بين قوم، لكم أول نظرة إلى المرئة فلا تتبعوها بنظرة اخرى واحذروا الفتنة، اذا راى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله فان عند أهله مثل ما رأى، ولا يجعلن للشيطان على قلبه سبيلا ليصرف بصره عنها، فاذا لم تكن له زوجة فليصل ركعتين ويحمد الله كثيرا، ويصلى على النبى وآله ثم يسأل الله من فضله فانه يبيح له برحمته ما يغنيه.

98 - عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: كل عين باكية يوم القيامة الا ثلاثة أعين: عين بكت من خشية الله، وعين غضت من محارم الله، وعين باتت ساهرة في سبيل الله.

99 - عن ابى عبدالله عليه السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الارض من المطر و العين من النظر، الحديث.

على بن الحسين بن على قال: قال أمير المؤمنين عليهم السلام للشامى الذى سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن من اربعة وذكر كالسابق.

[590]

100 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سلم من نساء امتى من أربع خصال فلها الجنة، اذا حفظت ما بين رجليها، واطاعت زوجها، وصلت خمسها، وصامت شهرها.

101 - في قرب الاسناد للحميرى أحمد بن محمد بن أبى نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل أيحل له أن ينظر إلى شعر أخت امرأته؟ فقال: لا الا ان تكون من القواعد، قلت له: اخت امرأته والعربية سواء؟ قال: نعم، قلت: فما لى النظر اليه منها فقال: شعرها وذراعها، وقال: ان أبا جعفر مر بامرأة محرمة وقد استترت بمروحة على وجهها فأماط المروحة(1) بقضيبه عن وجهها.

102 - وباسناده إلى على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام قال: سألته عن الرجل ما يصلح له ان ينظر اليه من المرئة التى لا تحل له؟ قال: الوجه والكف وموضع السوار.

103 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن على بن سويد قال: قلت لابى الحسن عليه السلام: انى مبتلى بالنظر إلى المرئة الجميلة يعجبنى النظر اليها؟ فقال لى: يا على لا بأس اذا عرف الله من نيتك الصدق، واياك والزنا فانه يمحق البركة ويهلك الدين.

104 - على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا حرمة لنساء أهل الذمة ان ينظر إلى شعورهن وأيديهن.

105 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما يحل للرجل أن يرى من المرأة اذا لم يكن محرما؟ قال: الوجه والكفان والقدمان.

106 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن عباد ابن صهيب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لا بأس بالنظر إلى رؤس أهل تهامة و

___________________________________

(1) اماط عنه الشئ: ابعده.

 

[591]

الاعراب وأهل السواد والعلوج، لانهم اذا نهوا لا ينتهون(1) قال: والمجنونة و المغلوبة على عقلها، لا بأس بالنظر إلى شعرها وجسدها ما لم يتعمد ذلك.

107 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن أبى ايوب الحزاز عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرجل يريد أن يتزوج المرأة اينظر اليها؟ قال: نعم يشتريها بأعلى الثمن.

108 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم وحماد بن عثمان وحفص بن البخترى كلهم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لا بأس بأن ينظر الرجل إلى وجهها ومعاصمها(2) اذا أراد أن يتزوجها.

109 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحسن بن على السرى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: الرجل يريد ان يتزوج المرأة يتأملها وينظر إلى خلفها والى وجهها؟ قال: لا باس بأن ينظر الرجل إلى المرأة اذا أراد أن يتزوجها ينظر إلى خلفها والى وجهها.

110 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبدالله بن الفضل عن أبيه عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: أينظر الرجل إلى المرأة يريد تزويجها فينظر إلى شعرها ومحاسنها؟ قال: لا بأس بذلك اذا لم يكن متلذذا.

111 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعبدالله ابنى محمد عن على بن الحكم عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمن بن أبى عبدالله قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته: قال: لا بأس.

112 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام المملوك يرى شعر مولاته

___________________________________

(1) قال في مرآة العقول: لعل ارجاع ضمير المذكر للتجوز او التغليب او المراد ان رجالهن اذا نهوا عن كشفهن وامروا بسترهن لا ينتهون ولا يأتمرون.

(2) المعاصم جمع المعصم: موضع السوار من الساعد.

[592]

وساقها؟ قال: لا بأس.

113 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن يونس بن عمار و يونس بن يعقوب جميعا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لا يحل للمرأة ان ينظر عبدها إلى شئ من جسدها الا إلى شعرها غير متعمد لذلك.

114 - وفى رواية اخرى: لا بأس ان ينظر إلى شعرها اذا كان مأمونا.

115 - أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن القاسم ابن عروة عن عبدالله بن بكير عن زرارة عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: الا ما ظهر منها قال: الزينة الظاهرة الكحل والخاتم.

116 - الحسين بن محمد عن أحمد بن اسحق عن سعدان بن مسلم عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله تعالى: " ولا يبديهن زينتهن الا ما ظهر منها " قال: الخاتم والمسكة وهى القلب(1).

117 - في جوامع الجامع فالظاهرة لا يجب سترها وهى الثياب إلى قوله: وعنهم عليهم السلام الكفان والاصابع.

118 - في مجمع البيان وفى تفسير على بن ابراهيم الكفان والاصابع.

119 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ولا يبدين زينتهن الا ما ظهر منها فهى الثياب والكحل والخاتم، وخضاب الكف والسوار، والزينة ثلاث: زينة للناس، وزينة للمحرم، وزينة للزوج، فاما زينة الناس فقد ذكرناها، واما زينة المحرم فوضع القلادة فما فوقها، والدملج وما دونه، والخلخال وما أسفل منه، وما زينة الزوج فالجسد كله.

120 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل عن الفضيل قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الذارعين من المرأة هما من

___________________________________

(1) المسك - بالتحريك -: الذبل والاسورة والخلاخيل من القرون والعاج.

و القلب - بالضم - السوار.

[593]

الزينة التى قال الله تعالى: " ولا يبدين زينتهن الا لبعولتهن "؟ قال: نعمم وما دون الخمار من الزينة، وما دون السوارين.

121 - في مجمع البيان الا لبعولتهن اى أزواجهن يبدين مواضع زينتهن لهم، استدعاء لميلهم وتحريكا لشهوتهم، فقد روى ان رسول الله صلى الله عليه واله لعن السلتاء من النساء والمرها، فالسلتاء التى لا تخضب، والمرهاء التى لا تكتحل، ولعن عليه السلام المسوفة والمفسلة، فالمسوفة التى اذا دعاها زوجها إلى المباشرة قالت: سوف أفعل، والمفسلة هى التى اذا دعاها قالت: أنا حائض وهى غير حائض.

122 - في مجمع البيان او نسائهن يعنى النساء المؤمنات، ولا يحل لها أن تتجرد ليهودية أو نصرانية أو مجوسية الا اذا كانت امة، وهو معنى قوله: او ما ملكت ايمانهن اى من الاماء عن ابن جريج والمجاهد والحسن وسعيد المسيب قالوا: ولا يحل للعبد أن ينظر إلى شعر مولاته، وقيل معناه العبيد والاماء، وروى ذلك عن أبى عبدالله عليه السلام.

123 - في من لا يحضره الفقيه وروى حفص بن البخترى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لا ينبغى للمرأة أن تنكشف بين يدى اليهودية والنصرانية، فانهن يصفن ذلك لازواجهن.

124 - في الكافى محمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان وأبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: او التابعين غير اولى الاربة من الرجال إلى آخر الاية قال: الاحمق الذى لا يأتى النساء.

125 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد عن غير واحد عن أبان بن عثمان عن عبدالرحمان بن أبى عبدالله قال: سألته عن أولى الاربة من الرجال؟ قال: الاحمق المولى عليه الذى لا يأتى النساء.

126 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن

[594]

جعفر بن محمد الاشعرى عن عبدالله بن ميمون القداح عن أبيعبد الله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: كان بالمدينة رجلان يسمى أحدهما هيت(1) والاخر مانع، فقالا لرجل - ورسول الله صلى الله عليه واله يسمع -: اذا فتحتم الطائف ان شاء الله فعليكم بابنة غيلان الثقفية فانها شموع بخلاء مبتلة هيفاء شنباء اذا جلست تثنت واذا تكلمت غنت تقبل باربع وتدبر بثمان(2) بين رجليها مثل القدح، فقال النبى صلى الله عليه واله: لا أراكما من أولى الاربة من الرجال، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه واله فغرب بهما إلى مكان يقال له العرايا، فكانا يتسوفان في كل جمعة.

127 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: او التابعين غير اولى - الاربة من الرجال فهو الشيخ الفانى الذى لا حاجة له في النساء.

128 - في مجمع البيان " او التابعين غير اولى الاربة من الرجال " اختلف في معناه فقيل: التابع الذى يتبعك لينال من طعامك شيئا، ولا حاجة له في النساء وهو الابله المولى عليه عن ابن عباس وقتادة وسعيد بن جبير وهو المروى عن ابيعبد الله عليه السلام

___________________________________

(1) هيت - بالمثناة التحتانية اولا والفوقانية ثانيا على ما ضبطه اهل الحديث: مخنث نفاه رسول الله صلى الله عليه وآله من المدينة.

(2) في هامش المصدر: الشموع كصبور: المزاح.

والمبتلة - كمعظمة -: الجميلة التامة الخلق، والتى لم يركب بعض لحمها بعضا، ولا يوصف به الرجل، والهيف - بالتحريك - : ضمر البطن ورقة الخاصرة.

والشب - محركة -: عذوبة في الاسنان.

وفى بعض النسخ " شيناء " بالمثناة التحتانية اولا والنون ثانيا وهو كما في القاموس: الحسناء، والنثى: رد بعض الشئ على بعض، وفى بعض النسخ " تنبت " بالمثناة الفوقانية اولا والياء الموحدة ثانيا والنون أخيرا: وهو تباعد ما بين الفخذين، والمراد بالاربع اليدان والرجلان وبالثمان هى مع الكتفين والاليتين واقبالها بأربع كناية عن سرعتها في الاتيان وقبولها الدعوة، و ادبارها بثمان كناية عن بطؤها ويأسها من حاجتها فيها.

وفى بعض النسخ " فعزب " بالعين المعجمة والزاى اى بعد.

[595]

129 - وتوبوا إلى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون وفى الحديث انه عليه السلام قال: يا ايها الناس توبوا إلى ربكم فانى اتوب إلى الله تعالى في كل يوم مأة مرة اورده مسلم في الصحيح.

130 - في الكافى باسناده إلى عاصم بن حميد قال: كنت عند ابى عبدالله عليه السلام فاتاه رجل فشكا اليه الحاجة، فامره بالتزويج قال: فاشتدت به الحاجة فاتى ابا عبدالله عليه السلام فسأله عن حاله، فقال له: اشتدت بى الحاجة، قال: ففارق ثم اتاه فسأله عن حاله قال: اثريت وحسن حالى(1) فقال ابوعبدالله عليه السلام: انى امرتك بامرين امر الله بهما، قال الله عزوجل: وانكحوا الايامى منكم إلى قوله والله واسع عليم وقال: " ان يتفرقا يغن الله كلا من سعته ".

131 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن ابى عبدالله الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن عبدالمؤمن عن اسحاق بن عمار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: الحديث الذى يرويه الناس ان رجلا أتى النبى صلى الله عليه واله فشكى اليه الحاجة فامره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكى اليه الحاجة فأمره بالتزويج حتى أمره ثلاث مرات؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام: هو حق ثم قال: الرزق من النساء والعيال.

132 - عنه عن الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن محمد بن يوسف التميمى عن محمد بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من ترك التزويج مخافة العيلة(2) فقد أساء ظنه بالله عزوجل، ان الله عزوجل يقول: ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله.

133 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن ابان بن عثمان عن جرير عن وليد بن صبيح عن أبيعبد الله عليه السلام قال: من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بالله.

___________________________________

(1) اثرى فلان: كثر ماله واستغنى.

(2) العيلة: الفقر.

[596]

134 - محمد بن يحيى عن أحمد وعبدالله ابنى محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه واله وشكى اليه الحاجة فقال: تزوج، فتزوج فوسع عليه.

135 - على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اتى رسول الله صلى الله عليه واله شاب من الانصار فشكى اليه الحاجة، فقال له: تزوج فقال الشاب: انى لاستحيى ان أعود إلى رسول الله صلى الله عليه واله فلحقه رجل من الانصار فقال: ان لى بنتا وسيمة(1) فزوجها اياه قال: فوسع الله عليه فاتى الشاب النبى صلى الله عليه واله فأخبره، فقال رسول الله: يا معشر الشباب عليكم بالباه(2).

136 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن ابن القداح قال قال أبوعبدالله عليه السلام: ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليها الاعزب.

عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الاشعرى عن ابن القداح عن أبى عبدالله عليه السلام مثله.

137 - على بن محمد بن بندار عن أحمد بن محمد بن خالد عن الجامورانى عن الحسن بن على بن أبى حمزة عن كليب بن معاوية الاسدى عن أبى عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: من تزوج أحرز نصف دينه، وفى حديث آخر: فليتق الله في النصف الاخر أو الباقى.

138 - وعنه عن محمد بن على عن محمد بن خالد عن محمد الاصم عن أبى - عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رذال موتاكم العزاب.

139 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمار عن عبدالله بن سنان عن أبى - عبدالله عليه السلام قال: لما لقى يوسف عليه السلام أخاه قال: يا اخى كيف استطعت ان تتزوج

___________________________________

(1) الوسيمة: الحسنة الوجه.

(2) الباه: النكاح.

[597]

النساء بعدى؟ قال: ان أبى امرنى قال: ان استطعت ان يكون لك ذرية تثقل الارض بالتسبيح فافعل.

140 - على بن محمد بن بندار وغيره عن أحمد بن أبى عبدالله البرقى عن ابن فضال وجعفر بن محمد عن ابن القداح عن ابيعبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبى - عبدالله عليه السلام فقال: هل لك من زوجة؟ فقال: لا فقال أبى: وما أحب ان لى الدنيا وما فيها وانى بت ليلة وليست لى زوجة، ثم قال: لركعتان يصيلهما رجل متزوج أفضل من رجل أعزب يقول ليله ويصوم نهاره، ثم اعطاه أبى سبعة دنانير ثم قال: تزوج بهذه، ثم قال ابى: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اتخذوا الاهل فانه أرزق لكم.

141 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن محمد بن أبى عمير عن حريز عن الوليد قال: قال أبوعبدالله: من ترك التزويج مخافة الفقر فقد أساء الظن بالله عزوجل ان الله عزوجل يقول: " ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله ".

142 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن على بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن عمر بن ابى بكار عن أبى بكر الحضرمى عن ابيعبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله زوج المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب، وانما زوجه لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه واله، وليعلموا ان اكرمهم عند الله أتقاهم.

143 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله زوج المقداد بن الاسود ضباعة بنت الزبير بن عبدالمطلب ثم قال: انما زوجها المقداد لتتضع المناكح، وليتأسوا برسول الله صلى الله عليه واله، وليعلموا ان اكرمكم عند الله أتقاكم، وكان الزبير أخا عبدالله وابيطالب لابيهما وامهما.

144 - في تهذيب الاحكام على بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبدالله عن محمد بن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان رسول الله زوج

[598]

ضبيعة بنت الزبير بن عبدالمطلب من مقداد بن الاسود، فتكلمت في ذلك بنو هاشم فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انى انما أردت أن تتضع المناكح.

145 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى محمد بن طلحة الصيرفى قال: سمعت أبا عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: سمعت أبى يحدث عن أبيه عن جده عليهم السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: اياكم وخضراء الدمن(1) قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء.

146 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميرى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن ابراهيم الكرخى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ان صاحبتى هلكت وكانت لى موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال: انظر اين تضع نفسك، ومن تشرك في مالك وتطلعه على دينك وسترك وأمانتك، فان كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى الخير، والى حسن الخلق.

واعلم ان النساء خلقن شتى *** فمنهن الغنيمة والغرام(2)

ومنهن الهلال اذا تجلى *** لصاحبه ومنهن الضلام

فمن يظفر بصالحهن يسعد *** ومن يغبن فليس له انتقام

وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته، ولا تعين الدهر عليه، وامرأة عقيم لا ذات جمال ولا خلق، ولا تعين زوجها على خير، وامرأة صخابة ولاجة همازة(3) تستقل الكثير ولا تقبل اليسير.

147 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضاء عليه السلام من أخبار هذه المجموعة

___________________________________

(1) قال الجزرى: فيه اياكم وخضراء الدمن: الدمن جمع دمنة وهى ما تدمنه الابل والغنم بأبوالها وابعارها، اى تلبده في مرابضها، فربما نبت فيها النبات الحسن النضير.

(2) كذا في النسخ، وفى المصدر " الا ان النساء..اه ".

(3) الصخابة، شديدة الصياح، والولاجة: كثيرة الدخول والخروج.

والهمازة: العيابة الطعانة.

[599]

وباسناده قال: قال على بن أبى طالب عليه السلام: للمرأة عشر عورات، فاذا زوجت استترت لها عورة، واذا ماتت تستر عوراتها كلها.

148 - في كتاب الخصال عن على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام عليه السلام قال: ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله: رجل زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا.

149 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أربعة ينظر الله تعالى اليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوج عزبا.

150 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: النساء أربع: جامع مجمع، وربيع مربع، وكرب مقمع، وغل قمل(1).

151 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: أربع من سنن المرسلين: العطر والنساء والسواك والحنا.

152 - وباسناده إلى زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا زيد تزوجت؟ قال: قلت: لا، قال: تزوج تستعف من عفتك ولا تتزوجن خمسا قال زيد: ما هن يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: لا تتزوجن شهبرة ولا لهبرة ولا نهبرة ولا هيدرة ولا لفوتا قال زيد: يا رسول الله ما عرفت مما قلت شيئا وانى بأمرهن لجاهل، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ألستم عربا؟ اما الشهبرة فالزرقاء البذية، واما اللهبرة فالطويلة المهزولة واما النهبرة فالقصيرة الدميمة، واما الهيدرة فالعجوز المدبرة، واما اللفوت فذات الولد من غيرك.

___________________________________

(1) قال الصدوق (ره) بعد ذكر الحديث: جامع مجمع اى كثيرة الخير مخصبة، وربيع مربع التى في حجرها ولد وفى بطنها آخر، وكرب مقمع اى سيئة الخلق من زوجها، وغل قمل اى هى عند زوجها كالغل القمل، وهو غل من جلد يقع فيه القمل فيأكله، فلا تيهيأ له أن يحك منه شئ وهو مثل للعرب.

[600]

153 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالاعلى مولى آل سام عن أبى عبدالله عليه السلام قال قال رسول الله " تزوجوا الابكار فانهن أطيب شئ أفواها، وادر شئ اخلافا وأفتح شئ ارحاما، أما علمتم انى اباهى بكم الامم يوم القيامة حتى بالسقط، يظل محبنطئا على باب الجنة(1) فيقول الله عزوجل له: ادخل فيقول: لا حتى يدخل أبواى قبلى.

فيقول الله عزوجل لملك من الملائكة: ايتنى بابويه فيأمر بهما إلى الجنة فيقول: هذا بفضل رحمتى لك.

154 - في الكافى ابوعلى الاشعرى عن بعض أصحابه عن صفوان بن يحيى عن معاوية بن وهب عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله قال: يتزوجوا حتى يغنيهم الله من فضله.

155 - في من لا يحضره الفقيه روى العلا عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا قال: الخير أن يشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، ويكون بيده عمل يكتسب به أو يكون له حرفة.

156 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا " قال: كاتبوهم ان علمتم لهم مالا.

157 - في الكافى أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ان علمتم فيهم خيرا " قال: ان علمتم دينا ومالا.

158 - وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن

___________________________________

(1) قال الجزرى: في حديث السقط: يظل محبنطئا على باب الجنة، المحبنطئ بالهمز وتركه: المتغضب المستبطئ للشئ، وقيل: هو الممتنع امتناع طلبه، لا امتناع اباء " انتهى " وقال ابن منظور في اللسان: المحبنطئ: الممتلى غضبا، والنون والهمزة والالف والباء زوائد للالحاق إلى ان قال: والمحبنطئ: اللازق بالارض.

[601]

قوله: " فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا " قال: الخير ان علمت ان عنده مالا.

159 - على بن ابراهيم عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى - عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل " فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا " قال: كاتبوهم ان علمتم لهم مالا.

160 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن سماعة قال: سألته عليه السلام عن العبد يكاتبه مولاه وهو يعلم انه ليس له قليل ولا كثير، قال: يكاتبه وان كان يسأل الناس، ولا يمنعه المكاتبة من أجل أن ليس له مال، فان الله يرزق العباد بعضهم من بعض والمؤمن معان ويقال: المحسن معان.

161 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن العلا بن الفضيل عن أبى عبدالله عليه السلام قال في قوله عزوجل: " فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا وآتوهم من مال الله الذى آتاكم " قال: تضع عنه من نجومه التى لم تكن تريد ان تنقصه ولا تزيد فوق ما في نفسك، فقلت: كم؟ فقال: وضع أبوجعفر عليه السلام عن مملوك ألفا من ستة آلاف.

162 - وباسناده عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: وآتوهم من مال الله الذى آتاكم قال: الذى ان تكاتبه عليه لا تقول: اكاتبه بخمسة آلاف وأترك له الفا، ولكن انظر إلى الذى اضمرت عليه فأعطه.

163 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن القاسم بن سليمان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " وآتوهم من مال الله الذى آتاكم " قال: سمعت أبى يقول: لا يكاتبه على الذى أراد أن يكاتبه، ثم يزيد عليه ثم يضع عنه، ولكنه يضع عنه مما نوى ان يكاتبه عليه.

164 - في تفسير على بن ابراهيم ومعنى قوله: " وآتوهم من مال الله الذى آتاكم " قال: اذا كاتبتهم تجعل لهم من ذلك شيئا.

[602]

165 - في مجمع البيان " وآتوهم من مال الله الذى آتاكم " من قال انه خطاب للسادة اختلفوا في قدر ما يجب فقيل يتقدر بربع المال عن الثورى وروى ذلك عن على عليه السلام.

166 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا قال: كانت العرب وقريش يشترون الاماء ويضعون عليهم الضريبة الثقيلة ويقولون: اذهبوا وازنوا واكتسبوا، فنهاهم الله عزوجل عن ذلك فقال: " ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء " إلى قوله تعالى: " غفور رحيم " اى لا يؤاخذهن الله تعالى بذلك اذا اكرهن عليه، وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام قال: هذه الاية منسوخة نسختها " فان أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ".

167 - في مجمع البيان في الشواذ قرائة ابن عباس وسعيد بن جبير " من بعد اكراههن لهن غفور رحيم " وروى ذلك عن أبيعبد الله عليه السلام.

168 - لتبتغوا عرض الحيوة الدنيا قيل: ان عبدالله بن أبى كانت له ست جوارى يكرههن على الكسب بالزنا، فلما نزل تحريم الزنا أتين رسول الله صلى الله عليه واله فشكون اليه فنزلت الاية.

169 - في اصول الكافى على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن عبدالله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمدانى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة فاطمة عليها السلام فيها مصباح الحسن المصباح في زجاجة الحسين الزجاجة كانها كوكب درى فاطمة كوكب درى بين نساء أهل الدنيا توقد من شجرة مباركة ابراهيم(ع) زيتونة لا شرقية ولا غربية لا يهودية ولا نصرانية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور امام منها بعد امام يهدى الله لنوره من يشاء يهدى الله للائمة عليهم السلام من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستسمع تتمته عند قوله تعالى:

[603]

" او كظلمات " الخ ان شاء الله تعالى.

170 - وباسناده إلى يعقوب بن سالم عن رجل عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل و فيه ان الله تعالى بعث إلى أهل البيت عليهم السلام بعد وفاة النبى صلى الله عليه واله من يعزيهم فسمعوا صوته ولم يروا شخصه، فكان في تعزيته: جعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه و اورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه وعصى عزه، وضرب لكم مثلا من نوره.

171 - في كتاب التوحيد حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن العباس بن هلال قال: سألت الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الله نور السموات والارض " فقال: هادى لاهل السموات وهادى لاهل الارض، و في رواية البرقى: هدى من في السموات وهدى من في الارض.

172 - وقد روى عن الصادق عليه السلام انه سئل عن قول الله عزوجل: " الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة فيها مصباح " فقال: هو مثل ضربه الله لنا، فالنبى والائمة صلوات الله عليهم من دلالات الله وآياته التى يهتدى بها إلى التوحيد، ومصالح الدين و شرايع الاسلام والسنن والفرائض، ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

173 - وتصديق ذلك ما حدثنا به ابراهيم بن هارون الهيثى بمدينة السلام قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبى الثلج قال: حدثنا الحسين بن ايوب عن محمد بن غالب عن على بن الحسين بن ايوب عن الحسين بن سليمان عن محمد بن مروان الذهلى عن الفضيل ان يسار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: " الله نور السموات والارض " قال: كذلك الله عزوجل، قال: قلت: " مثل نوره " قال: محمد صلى الله عليه واله قلت: " كمشكوة " قال: صدر محمد صلى الله عليه واله، قلت: " فيها مصباح " قال: فيه نور العلم يعنى النبوة، قلت: " المصباح في زجاجة " قال: علم رسول الله صلى الله عليه واله إلى قلب على عليه السلام، قلت: " كأنها كوكب درى " قال: لاى شئ تقرأ كأنها؟ قلت: فكيف جعلت فداك؟ قال: " كأنه " قلت: " توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية " قال: ذاك أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام لا يهودى ولا نصرانى، قلت: " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار " قال:

[604]

يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد من قبل أن ينطق به، قلت: نور على نور " قال: الامام في اثر الامام.

174 - وباسناده إلى عيسى بن راشد عن محمد بن على بن الحسين عليهم السلام في قوله عزوجل: " كمشكوة فيها مصباح " قال: المشكوة نور العلم في صدر النبى صلى الله عليه وآله " المصباح في زجاجة " الزجاجة صدر على عليه السلام صار علم النبى إلى صدر على، علم النبى عليا عليه السلام " الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة " قال: نور العلم " لا شرقية ولا غربية " قال: لا يهودية ولا نصرانية " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار " قال: يكاد العالم من آل محمد يتكلم بالعلم قبل أن يسأل " نور على نور " يعنى اماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في اثر الامام من آل محمد، وذلك من لدن آدم إلى ان تقوم الساعة، فهؤلاء الاوصياء الذين جعلهم الله عزوجل خلفاء في أرضه وحججه على خلقه لا تخلو الارض في كل عصر من واحد منهم.

175 - وباسناده إلى جابر بن يزيد عن ابيجعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة " فالمشكوة صدر النبى صلى الله عليه واله " فيها مصباح " والمصباح هو العلم " في زجاجة " والزجاجة أمير المؤمنين عليه السلام وعلم نبى الله عنده.

176 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن اسحق بن جرير قال سألتنى امرأة ان ادخلها على أبى عبدالله عليه السلام فاستأذنت لها، فاذن لها فدخلت ومعها مولاة لها، فقالت له: يا ابا عبدالله قول الله: " زيتونة لا شرقية ولا غربية " ما عنى بهذا؟ فقال لها: ايتها المرأة ان الله لم يضرب الامثال للشجر انما ضرب الامثال لبنى آدم.

محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن اسحق بن جرير مثله والحديثان طويلان اخذنا منهما موضع الحاجة.

178 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن على بن حماد عن

[605]

عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال في حديث طويل: ثم ان رسول الله صلى الله عليه واله وضع العلم الذى كان عنده عند الوصى وهو قول الله عزوجل: " الله نور السموات والارض " يقول: انا هادى السموات والارض مثل العلم الذى اعطيته ونورى الذى يهتدى به " مثل المشكوة فيها المصباح " فالمشكوة قلب محمد صلى الله عليه واله والمصباح النور الذى فيه العلم وقوله: " المصباح في زجاجة " يقول: انى اريد ان اقبضك فاجعل الذى عندك عند الوصى كما يجعل المصباح في الزجاجة " كأنها كوكب درى " فأعلمهم فضل الوصى " توقد من شجرة مباركة " فأصل الشجرة المباركة ابراهيم صلى الله عليه وهو قول الله عزوجل: " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد " وهو قول الله عزوجل: " ان الله اصطفى آدم وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " " لا شرقية ولا غربية " يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب، ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق، وانتم على ملة ابراهيم صلى الله عليه وقد قال الله عزوجل: " ما كان ابراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " وقوله: " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى لنوره من يشاء " يقول: مثل اولادكم الذين يولدون مثل الزيت الذى يعصر من الزيتون " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء " يكادون ان يتكلموا بالنبوة وان لم ينزل عليهم ملك.

178 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه: انا فرع من فرع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوة، وأديب السفرة وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكوة التى فيها نور النور، وصفو الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر.

179 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا حميد بن زياد عن محمد بن الحسين عن محمد بن يحيى عن طلحة بن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام في هذه الاية: " الله نور السموات والارض " قال: بدأ بنور نفسه " مثل نوره " مثل هداه في قلب المؤمن

[606]

" كمشكوة فيها مصباح " والمشكوة جوف المؤمن والقنديل قلبه والمصباح النور الذى جعله الله في قلبه " توقد من شجرة مباركة " قال: الشجرة المؤمن " زيتونة لا شرقية ولا غربية " قال: على سواد الجبل لا غربية اى لا شرق لها ولا شرقية اى لا غرب لها، اذا طلعت الشمس طلعت عليها، واذا غربت غربت عليها " يكاد زيتها يضئ " يكاد النور الذى جعله الله في قلبه يضئ وان لم يتكلم " نور على نور " فريضة على فريضة وسنة على سنة " يهدى الله لنوره من يشاء " يهدى الله لفرائضه وسننه من يشاء " ويضرب الله الامثال للناس " فهذا مثل ضربه الله للمؤمن ثم قال: فالمؤمن يتقلب في خمسة من النور، مدخله نور، ومخرجه نور وعلمه نور، وكلامه نور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور، قلت لجعفر عليه السلام: انهم يقولون مثل نور الرب؟ قال: سبحان الله ليس لله مثل، قال الله: " فلا تضربوا لله الامثال ".

180 - قال على بن ابراهيم رحمه الله في قول الله عزوجل: " الله نور السموات و الارض " إلى قوله تعالى: " والله بكل شئ عليم " فانه حدثنى أبى عن عبدالله بن جندب قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا صلوات الله عليه أسأله عن تفسير هذه الاية؟ فكتب إلى الجواب: أما بعد فان محمدا صلى الله عليه واله كان أمين الله في خلقه، فلما قبض النبى كنا أهل البيت ورثته، فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم المنايا والبلايا وأنساب العرب ومولد الاسلام، وما من فئة تضل مأة وتهدى مأة الا ونحن نعرف سائقها وقائدها وناعقها، وانا لنعرف الرجل اذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق، وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم وأسماء آبائهم، أخذ الله عزوجل علينا وعليهم الميثاق، يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام(1) غيرنا وغيرهم إلى يوم القيامة، نحن الآخذون بحجزة نبينا ونبينا الآخذ بحجزة ربنا، والحجزة النور وشيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك ومن تبعنا نجى، والمفارق لنا والجاحد لولايتنا كافر، ومتبعنا وتابع أوليائنا مؤمن

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وفى نسخة " جملة " وفى اخرى " حملة " مكان " ملة " ولا تخلو النسخ عن التصحيف.

[607]

لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن، فمن مات وهو يحبنا كان حقا على الله ان يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا، ومن لم يكن ما فليس من الاسلام في شئ، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه، وبنأ اطعمكم الله عشب الارض(1) وبنا انزل الله قطر السماء، وبنا آمنكم الله عزوجل من الغرق في بحركم، ومن الخسف في بربكم، وبنا نفعكم الله في حيوتكم وفى قبوركم وفى محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان، مثلنا في كتاب الله عزوجل " كمثل مشكوة " المشكوة في القنديل فنحن المشكوة " فيها مصباح " المصباح محمد صلى الله عليه واله " المصباح في زجاجة " من عنصره " الزجاجة كأنها كوكب درى توقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية " لا دعية ولا منكرة " يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار " القرآن " نور على نور " امام بعد امام " يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شئ عليم " فالنور على صلوات الله عليه، يهدى لولايتنا من أحب وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه، منيرا برهانه، ظاهرة عند الله حجته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

181 - حدثنا محمد بن همام قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه قال: هى بيوت الانبياء وبيت على منها.

182 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوحمزة الثمالى في خبر لما كانت السنة التى حج فيها أبوجعفر محمد بن على ولقيه هشام بن عبدالملك أقبل الناس يتسائلون عليه فقال عكرمة: من هذا؟ عليه سيماء زهرة العلم لاخزينه، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في أيدى أبى جعفر عليه السلام، وقال: يا بن رسول الله

___________________________________

(1) العشب - بالضم -: الكلاء الرطب في أول الربيع، ولا يقال له حشيش حتى يهيج ويدخل فيه احرار البقول وذكورها.

[608]

لقد جلست مجالس كثيرة بين يدى ابن عباس وغيره، فمأ ادركنى ما أدركنى آنفا، فقال له أبوجعفر عليه السلام: ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه.

183 - في عيون الاخبار في الزيارة الجامعة لجميع الائمة عليهم السلام المنقولة عن الجواد عليه السلام: خلقكم الله انورا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم الله " في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه ".

184 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في باب اتصال الوصية من لدن آدم عليه السلام باسناده إلى محمد بن الفضيل عن أبيحمزة الثمالى عن أبيجعفر محمد بن على الباقر عليهما السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: انما الحجة في آل ابراهيم لقول الله عزوجل: " ولقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما " والحجة الانبياء وأهل بيوتات الانبياء حتى تقوم الساعة لان كتاب الله ينطق بذلك، ووصية الله جرت بذلك في العقب، من البيوت التى رفعها الله تبارك وتعالى على الناس، فقال: " في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه " وهى بيوتات الانبياء والرسل والحكماء وائمة الهدى.

185 - في روضة الكافى ابان عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " في بيوت اذن الله ان ترفع " قال: هى بيوت النبى صلى الله عليه واله.

186 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبدالرحمان بن أبى ليلى عن أبيه عن أبيعبد الله عليه السلام انه قال: وصل الله طاعة ولى أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الامر لم يطع الله ولا رسوله، وهو الاقرار بما انزل من عند الله عزوجل: " خذوا زينتكم عند كل مسجد " والتمسوا البيوت التى اذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، فانه أخبركم انهم رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

[609]

187 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان اذا حضر الحرب يوصى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها واستكثروا منها، وقد عرف حقها من طرقها(1) واكرم بها من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زين متاع ولا قرة عين من مال ولا ولد، يقول الله تعالى: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

188 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن أسباط سالم قال: دخلت على أبيعبد الله عليه السلام فسألنا عن عمير بن مسلم ما فعل؟ فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة، فقال أبوعبدالله عليه السلام: عمل الشيطان ثلاثا، أما علم ان رسول الله صلى الله عليه واله اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه وقسم في قرابته، يقول الله عزوجل: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " إلى آخر الاية يقول القصاص: ان القوم لم يكونوا يتجرون، كذبوا ولكنهم لم يكونوا يدعون الصلوة في ميقاتها وهو أفضل ممن حضر الصلوة ولم يتجر.

189 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسين بن بشار عن رجل رفعه في قول الله عزوجل: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " قال: هم التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، اذا دخل مواقيت الصلوة أدوا إلى الله حقه فيها.

190 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن أبيحمزة الثمالى قال: قال أبوجعفر عليه السلام لقتادة: من أنت؟ قال: انا قتادة ابن دعامة البصرى فقال له أبوجعفر عليه السلام: انت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له أبوجعفر: ويحك يا قتادة ان الله خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه، فهم أوتاد في

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره) اى اتى بها ليلا، من الطروق بمعنى الاتيان بالليل، اى واظب عليها في الليالى، وقيل: جعلها دأبه وصنعه.

[610]

أرضه قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه، أظله عن يمين عرشه قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدى الفقهاء وقدام(1) فما اضطرب قلبى قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك، فقال له أبوجعفر عليه السلام: أتدرى أين أنت؟ بين بين يدى " بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة " فأنت ثم ونحن اولئك فقال له قتادة: صدقت والله جعلنى الله فداك والله ما هى بيوت حجارة ولا طين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

191 - في نهج البلاغة قال عليه السلام بعد ان ذكر الصلوة وحث عليها: من المؤمنين الذين لا يشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله سبحانه: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلوة وايتاء الزكوة ".

192 - وفيه ايضا من كلام له عليه السلام عند تلاوته: " رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " وان للذكر لاهلا أخذوه من الدنيا بدلا، فلم يشغلهم تجارة ولا بيع عنه يقطعون به ايام الحيوة، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في أسماع الغافلين، ويأمرون بالقسط ويأتمرون به، وينهون عن المنكر ويتناهون عنه، كأنما قطعوا الدنيا إلى الاخرة وهم فيها، فشاهدوا ما وراء ذلك، فكأنما اطلعوا غيوب أهل البرزخ في طول الاقامة فيه، وحققت القيامة عليهم عذابها، فكشفوا غطاء ذلك لاهل الدنيا حتى كأنهم يرون ما لا يرى الناس، ويسمعون ما لا يسمعون.

193 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن روح بن عبدالرحيم عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله " قال: كانوا أصحاب تجارة فاذا حضرت الصلوة تركوا التجارة وانطلقوا إلى الصلوة وهم أعظم أجرا ممن لا يتجر.

194 - في مجمع البيان " في بيوت " الاية وقيل: هى بيوت الانبياء وروى ذلك مرفوعا انه سئل النبى صلى الله عليه واله لما قرأ الاية: أى بيوت هذه؟ فقال: بيوت الانبياء، فقام

___________________________________

(1) كذا في النسخ والظاهر " قدامهم ".

[611]

أبوبكر فقال: يا رسول الله هذا البيت منها؟ - لبيت على وفاطمة - قال: نعم من أفاضلها.

195 - وروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام انهم قوم اذا حضرت الصلوة تركوا التجارة، وانطلقوا إلى الصلوة، وهم أعظم أجرا ممن لم يتجر والله سريع الحساب وسئل أمير المؤمنين عليه السلام: كيف يحاسبهم في حالة واحدة؟ فقال: كما يرزقهم في حالة واحدة.

196 - في اصول الكافى على بن محمد ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن عبدالله بن القاسم عن صالح بن سهل الهمدانى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " الله نور السموات والارض " إلى قوله: قلت: او كظلمات قال: الاول وصاحبه يغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثانى بعضها فوق بعض معاوية لعنه الله وفتن بنى امية اذا اخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا اماما من ولد فاطمة عليها السلام فماله من نور امام يوم القيامة.

197 - محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذى بعث محمدا صلى الله عليه واله بالحق واكرم أهل بيته ما من شى ء يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق او افلات دابة من صاحبها أو ضالة أو آبق الا وهو في القرآن، فمن اراد ذلك فليسألنى عنه قال: فقام اليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن الابق؟ فقال: اقرأ: " او كظلمات في بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج " إلى قوله: " فمن لم يجعل الله له نورا فما له من نور " فقرأ الرجل فرجع اليه الابق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

198 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن أبى جميلة عن عبدالله بن ابى يعفور عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اكتب للابق في ورقة او في قرطاس: بسم الله الرحمان الرحيم يد فلان مغلولة إلى عنقه اذا أخرجها لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من

[612]

نور، ثم لفها واجعلها بين عودين، ثم القها في كوة بيت مظلم في الموضع الذى كان يأوى فيه.

199 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك عن محمد بن الحسين الصائغ عن الحسن بن على عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل: " او كظلمات " فلان وفلان " في بحر لجى يغشاه موج " يعنى نعثل(1) " من فوقه موج " طلحة والزبير " ظلمات بعضها فوق بعض معاوية ويزيد وفتن بنى امية " اذا اخرج يده " في ظلمة فتنتهم " لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا " يعنى اماما من ولد فاطمة عليها السلام " فما له من نور " فما له من امام يوم القيامة يمشى بنوره كما في قوله تعالى: " يسعى نورهم بين أيديهم وبايمانهم " قال: انما المؤمنون يوم القيامة نورهم يسعى بين أيديهم وبايمانهم حتى ينزلوا منازلهم من الجنان.

200 - حدثنى أبى عن بعض أصحابه يرفعه إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان لله ملكا في صورة الديك الاملح الاشهب، براثنه(2) في الارضين السابعة، وعرفه(3) تحت العرش له جناحان: جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، فأما الجناح الذى في المشرق فمن ثلج، واما الجناح الذى في المغرب فمن نار، فكلما حضر وقت الصلوة قام على براثنه ورفع عرفه تحت العرش، ثم أمال احد جناحيه في الاخر يصفق بهما كما يصفق الديك في منازلكم، فلا الذى من الثلج يطفى النار ولا الذى من النار يذيب الثلج، ثم ينادى بأعلى صوته: أشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وان وصيه خير الوصيين سبوح قدوس رب الملائكة و

___________________________________

(1) نعثل: اسم رجل كان طويل اللحية، وكان عثمان اذا نيل منه وعيب شبه بذلك، قاله الجزرى في النهاية والجوهرى وغيرهما.

(2) براثن جمع البرثن وهو من السباع والطير بمنزلة الاصابع من الانسان.

(3) العرف: لحمة مستطيلة في أعلى رأس الديك.

[613]

الروح، فلا يبقى في الارض ديك الا أجابه، وذلك قوله عزوجل: والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه.

201 - وباسناده إلى اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر ولا يصاد شئ من الوحش الا بتضييعه التسبيح.

202 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين والله ان في كتاب الله آية قد افسدت على قلبى وشككتنى في دينه؟ فقال له على عليه السلام.

ثكلتك امك وعدمتك وما تلك الاية؟ قال: قول الله عزوجل: " والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه " فقال له امير المؤمنين عليه السلام: يا ابن الكواء ان الله تبارك وتعالى خلق الملائكة في صور شتئ، الا ان لله تعالى ملكا في صورة ديك أبلج أشهب، براثنه في الارضيين السابعة السفلى وعرفه مثنى تحت العرش، له جناحان: جناح في المشرق وجناح في المغرب، واحد من نار والاخر من ثلج، فاذا حضر وقت الصلوة قام على براثنه ثم رفع عنقه تحت العرش، ثم صفق بجناحيه كما تصفق الديوك في منازلكم فلا الذى من النار يذيب الثلج، ولا الذى من الثلج يطفئ النار فينادى أشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا سيد النبيين، وان وصيه سيد الوصيين، وان الله سبوح قدوس رب الملائكة والروح، قال: فتخفق الديكة باجنحتها في منازلكم فتجيبه عن قوله، وهو قوله عزوجل: " والطير صافات كل قد علم صلوته وتسبيحه " من الديكة في الارض.

203 - في من لا يحضره الفقيه وقال ابوجعفر عليه السلام: ان لله عزوجل ملكا على صورة ديك أبيض رأسه تحت العرش ورجلاه في تخوم الارض السابعة، له جناح في المشرق وجناح في المغرب، لا تصيح الديوك حتى يصيح، فاذا صاح خفق بجناحيه، ثم قال: سبحان الله سبحان الله سبحان الله العظيم الذى ليس كمثله شئ، قال: فيجيبه الله عزوجل فيقول: لا يحلف بى كاذبا من يعرف ما تقول، وروى ان فيه نزلت: " والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه ".

[614]

204 - في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل يذكر فيه الرياح: وبها يتألف المفترق، وبها يفترق الغمام المطبق حتى ينبسط في السماء كيف يشاء مدبره، فيجعله كسفا فترى الودق يخرج من خلاله بقدر معلوم لمعاش مفهوم، و أرزاق مقسمومة وآجال مكتوبة.

205 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبى صلى الله عليه واله يذكر فيه عظمة الله جل - جلاله قال عليه السلام بعد ان ذكر الارضين السبع: والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء والثرى بمن فيه ومن عليه عند السماء كحلقة في فلاة قى(1) وهذا وسماء الدنيا ومن فيها ومن عليها عند التى فوقها كحلقة في فلاة قى، وهذا وهاتان السماء ان عند الثالثة كحلقة في فلاة قى، وهذه الثلاث ومن فيهن ومن عليهن عند الرابعة كحلقة في فلاة حتى انتهى إلى السابعة، وهذه السبع ومن فيهن ومن عليهن عند البحر المكفوف عن أهل الارض كحلقة في فلاة قى، وهذه السبع والبحر المكفوف عند جبال البرد كحلقة فلاة قى، ثم تلا هذه الاية: وينزل من السماء من جبال فيها من برد.

في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبدالرحمان بن ابى - نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمى عن أبيعبد الله عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله مثله.

206 - وفيها ايضا على بن ابراهيم عن هارون بن مسلمة عن مسعدة بن صدقة قال: حدثنى أبوعبدالله عليه السلام قال: قال لى أبى عليه السلام قال أمير المؤمنين: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله عزوجل جعل السحاب غيرابيل للمطر، هى تذيب البرد حتى يصير ماء‌ا لكى لا يضر شيئا يصيبه، والذى ترون فيه من البرد والصواعق نقمة من الله عزوجل يصيب بها من يشاء من عباده، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

207 - في الكافى محممد بن يحيى عن عمران بن موسى عن على بن أسباط عن أبيه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: البرد لا يؤكل لان الله عزوجل يقول: " يصيب به من يشاء ".

___________________________________

(1) القى: القفر من الارض.

 

[615]

208 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: والله خلق كل دابة من ماء اى من منى فمنهم من يمشى على بطنه ومنهم من يمشى عن رجلين ومنهم من يمشى عن اربع يخلق الله ما يشاء ان الله على كل شئ قدير قال: على رجلين الناس وعلى بطنه الحيات، وعلى أربع البهائم، وقال أبوعبدالله عليه السلام: ومنهم من يمشى على اكثر من ذلك.

209 - في مجمع البيان قال البلخى: ان الفلاسفة تقول: كل ما له قوائم كثيرة فان اعتماده اذا سعى على اربعة قوائم فقط، وقال ابوجعفر عليه السلام: ومنهم من يمشى على اكثر من ذلك.

210 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ويقولون آمنا بالله و بالرسول واطعنا إلى قوله: وما اولئك بالمؤمنين فانه حدثنى ابى عن ابن ابى عمير عن ابن سنان عن ابيعبد الله عليه السلام قال: نزلت هذه الاية في امير المؤمنين عليه السلام وعثمان، و ذلك انه كان بينهما منازعة في حديقة فقال امير المؤمنين صلوات الله عليه: نرضى برسول الله صلى الله عليه واله فقال عبدالرحمن بن عوف: لا تحاكمه إلى رسول الله فانه يحكم له عليك، و لكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودى، فقال عثمان لامير المؤمنين عليه السلام: لا نرضى الا بابن شيبة اليهودى، فقال ابن شيبة لعثمان: تأمنوا رسول الله على وحى السماء وتتهموه في الاحكام؟ فأنزل عزوجل على رسوله: واذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إلى قوله: اولئك هم الظالمون ثم ذكر امير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: انما كان قول المؤمنين اذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا إلى قوله تعالى: فاولئك هم الفائزون.

211 - في مجمع البيان وحكى البلخى انه كانت بين على عليه السلام وعثمان منازعة في أرض اشتراها من على عليه السلام، فخرجت فيها احجار فأراد ردها بالعيب فلم يأخذها، فقال: بينى وبينك رسول الله صلى الله عليه واله فقال الحكم بن ابى العاص: ان حاكمته إلى ابن عمه حكم له فلا تحاكمه اليه ونزلت الايات وهو المروى عن ابيجعفر عليه السلام

[616]

أو قريب منه.

212 - وروى عن على عليه السلام انه قرأ " قول المؤمنين " بالرفع " واولئك هم المفلحون " اى الفائزون بالثواب الظافرون بالمراد، وروى عن ابيجعفر عليه السلام ان المعنى بالاية امير المؤمنين عليه السلام.

213 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى عبدالله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند ابيعبد الله فقلت له: وكيف لنا نعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب: طاعة معروفة.

214 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل قال: ما حمل النبى صلى الله عليه وآله من النبوة وعليكم ما حملتم من الطاعة.

215 - في اصول الكافى باسناده إلى ابيعبد الله عليه السلام خطبة طويلة في وصف النبى صلى الله عليه واله وفيها: وادى ما حمل من اثقال النبوة.

216 - ابوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن ابن ابى نجران عن ابى - جملية عن جابر عن ابيجعر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معاشر قراء القرآن اتقوا الله عزوجل فيما حملكم من كتابه فانى مسئول وانكم مسئولون، انى مسئول عن تبيلغ الرسالة، واما انتم فتسألون عما حملتم من كتاب الله وسنتى.

217 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن عبدالله بن سنان قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله جل جلاله: وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم قال: هم الائمة.

218 - وباسناده إلى ابى جعفر عليه السلام قال: ولقد قال الله عزوجل في كتابه لولاة الامر من بعد محمد صلى الله عليه واله خاصة: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم " إلى قوله: " فاولئك هم الفاسقون "

[617]

يقول: استخلفكم لعلمى ودينى وعبادتى بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبى الذى يليه يعبدونى لا يشركون بى شيئا يقول: يعبدوننى بايمان لا نبى بعد محمد صلى الله عليه واله فمن قال غير ذلك فاولئك هم الفاسقون فقد مكن ولاة الامر بعد محمد بالعلم ونحن هم، فاسألونا فان صدقناكم فاقروا وما أنتم بفاعلين، والحديث طويل أخذنا منه موضع ا لحاجة.

219 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفى عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: واما ابطاء نوح عليه السلام: فانه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تبارك وتعالى جبرئيل روح الامين معه سبع نوايات فقال: يا نبى الله ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ان هؤلاء خلايقى وعبادى لست أبيدهم(1) بصاعقة من صواعقى الا بعد تأكيد الوعدة والزام الحجة، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك، فانى مثيبك عليه واغرس هذا النوى فان لك في نباتها وبلوغها وادراكها اذا اثمرت، الفرح والخلاص فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين، فلما نبتت الاشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وزهى الثمر(2) على ما كان بعد زمان طويل استنجز من الله العدة، فأمر الله تبارك وتعالى أن يغرس نوى تلك الاشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة على قومه، فأمر بذلك الطوائف التى آمنت به فأرتد منهم ثلاثمأة رجل، وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف، ثم ان الله تبارك وتعالى لم - يزل يأمره عند كل مرة بان يغرسها مرة بعد اخرى إلى أن غرسها سبع مرات، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا، فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك اليه وقال: يا نوح الان اسفر الصبح عن الليل بعينك ! عن صرح الحق محضه، وصفا الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو انى أهلكت

___________________________________

(1) أباده: أهلكه.

(2) المؤازرة: أن يقوى الزرع بعضه بعضا فيلتف، والتأزير: التغطية والتقوية.

وتسوقت: اى قوى ساقها وتغصنت اى كثرت وقويت أغصانها وزهو الثمرة: احمرارها واصفرارها.

[618]

الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التى كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدى السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبوتك، فانى استخلفهم في الارض وأمكن لهم دينهم وابدل خوفهم بالامن لكى تخلص العبادة لى بذهاب الشرك من قلوبهم، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الامر منى لهم مع ما كنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التى كانت نتائج النفاق وشبوح الضلالة(1) فلوا انهم تنسموا من الملك الذى أرى المؤمنين(2) وقت الاستخلاف واذا أهلكت اعدائهم [ لنشقوا ](3) روائح صفائه ولاستحكمت سرائر نفاقهم وثارت خبال ملالة قلوبهم(4) ولكاشفوا اخوانهم بالعداوة، وحاربوهم على طلب الرياسة، والتفرد بالامر والنهى، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع اثارة الفتن وايقاع الحروب، كلا " فاصنع الفلك باعييننا ووحينا " قال الصادق عليه السلام: وكذلك القائم فانه تمتد ايام غيبته فيصرح الحق عن محضه ويصفو الايمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يختص عليهم النفاق اذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين، والامر المنتشر في عهد القائم، قال الفضل: فقلت: يا ابن رسول الله فان هذه النواصب تزعم ان هذه الاية نزلت في ابى بكر

___________________________________

(1) شبوح جمع شبح - بالتحريك -: الشخص.

وفى بعض النسخ " شيوخ الضلالة " قال المجلسى (ره) او بالسين المهملة والنون بمعنى الظهور، أو بالخاء المعجمة جمع سنخ بالكسر بمعنى الاصل أو بمعنى الرسوخ وعلى التقادير لا يخلو من تكلف.

(2) كذا في النسخ وفى البحار: فلو أنهم تنسموا منى الملك الذى اوتى..اه ".

وتنسم النسيم: تشممه، واحتمل بعض المحشين ان يكون مصحف تسنم اى ركب الملك وعلاه.

(3) نشقة: شمه.

(4) الخبال: الجنون والفساد، قال في البحار: والحاصل ان هذه الفتن لتخليص المؤمنين عن النافقين وظهور ما كتموه من الشرك واالفساد لكى لا يفسدوا في الارض بعد ظهور دولة الحق بأختلاطهم بالمؤمنين.

[619]

وعمر وعثمان وعلى عليه السلام؟ فقال: لا يهدى الله قلوب الناصبة، متى كان الدين الذى ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الامر في الامة وذهاب الخوف من قلوبها، و ارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء، وفى عهد على عليه السلام مع ارتداد المسلمين، والفتن التى كانت تثور في ايامهم، والحروب التى كانت تنسب اليهم بين الكفار وبينهم.

220 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا " نزلت في القائم من آل محمد عليه وعلى آبائه السلام.

221 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول بعد ذكر معائب الثلاثة وامهال الله اياهم: كل ذلك لتتم النظرة التى أوجبها الله تبارك وتعالى لعدوه ابليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله، ويحق القول على الكافرين، ويقترب الوعد الحق الذى بينه الله في كتابه، بقوله: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم " و ذلك اذا لم يبق من السلام الا اسمه، ومن القرآن الا رسمه، وغاب صاحب الامر بايضاح العذر له في ذلك لاشتمال الفتنة على القلوب حتى يكون أقرب الناس اليه أشد عداوة له، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها، ويظهر دين نبيه صلى الله عليه واله على يديه على الدين كله ولو كره المشركون.

222 - في كشف المحجة لابن طاوس رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه فاما الايات اللواتى في قريش فهى قوله إلى قوله: والثانية: " وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات " إلى قوله: " هم الفاسقون ".

223 - في مصباح شيخ اطائفة قدس سره زيارة للحسين عليه السلام مروية عن أبى - عبدالله عليه السلام وفيها: اللهم وضاعف صلواتك ورحمتك وبركاتك على عترة نبيك العترة

[620]

الضائعة الخائفة المستذلة، بقية الشجرة الطيبة الزاكية المباركة، وأعل اللهم كلمتهم وافلج حجتهم واكشف البلاء واللاواء وحنادس الاباطيل(1) والغم عنهم، وثبت قلوب شيعتهم وحزبك على طاعتهم ونصرتهم وموالاتهم، وأعنهم وامنحهم الصبر على الاذى فيك، واجعل لهم اياما مشهودة وأوقاتا محمودة مسعودة توشك منها فرجهم، توجب فيها تمكينهم ونصرتهم، كما ضمنت لاوليائك في كتابك المنزل فانك قلت وقولك الحق -: " وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين " من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم ولنبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لا يشركون بى شيئا ".

224 - في مجمع البيان " وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا " قيل: معناه: وليبدلنهم من بعد خوفهم في الدنيا أمنا في الاخرة، ويعضده ما روى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال حاكيا عن الله سبحانه: انى لا اجمع على عبد واحد بين خوفين ولا بين أمنين، ان خافنى في الدنيا أمنته في الاخرة، وان امننى في الدنيا أخفته في الاخرة.

225 - واختلف في الاية، والمروى عن أهل البيت عليهم السلام انها في المهدى من آل محمد.

226 - وروى العياشى باسناده عن على بن الحسين عليهما السلام انه قرأ الاية و قال: هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل ذلك بهم على يدى رجل منا وهو مهدى هذه الامة، و هو الذى قال رسول الله صلى الله عليه واله: لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلى رجل من عترتى اسمه اسمى يملاء الارض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وروى مثل ذلك عن ابى جعفر وابيعبد الله عليهما السلام.

فعلى هذا يكون المراد بالذين آمنوا وعملوا الصالحات، النبى وأهل بيته.

227 - في جوامع الجامع قال عليه السلام: زويت لى الارض(2) فاريت مشارقها

___________________________________

(1) اللاواء: الشدة والبلاء.

والحنادس جمع الحندس: الليل المظلم.

(2) زوى الشئ: جمعه

[621]

ومغاربها، وسيبلغ ملك امتى ما زوى لى منها، وروى المقداد عنه عليه السلام انه قال: لا يبقى على الارض بيت مدر ولا وبر الا أدخله الله كملة الاسلام بعز عزيز أو ذل ذليل، اما ان يعزهم الله فيجعلهم من أهلها، واما أن يذلهم فيدينون بها.

228 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: يا ايها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم إلى قوله: ثلاث عورات لكم قال: ان الله تبارك وتعالى نهى أن يدخل أحد في هذه الثلاثة الاوقات على أحد، لا أب ولا اخت ولا ام ولا خادم لا بأذن، و الاوقات بعد طلوع الفجر ونصف النهار وبعد العشاء الاخرة، ثم اطلق بعد هذه الثلاثة الاوقات فقال: ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن يعنى بعد هذه الثلاثة الاوقات طوافون عليكم بعضكم من بعض.

229 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبيعبد الله عن أبيه ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد جميعا عن النضر بن سويد عن القاسم بن سليمان عن جراح المداينى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: " يستأذن الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات " كما أمركم الله عزوجل ومن بلغ الحلم فلا يلج على امه ولا على أخته ولا على خالته، ولا على ما سوى ذلك الا باذن، فلا ياذنوا حتى يسلموا، والسلام طاعة لله عزوجل، وقال أبوعبدالله عليه السلام: ليستأذن عليك خادمك اذا بلغ الحلم في ثلاث عورات اذا دخل في شئ منهن ولو كان بيته في بيتك، قال: وليستأذن عليك بعد العشاء التى تسمى العتمة وحين يصبح وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة انما امر الله عزوجل بذلك للخلوة، فانها ساعة عزة وخلوة.

230 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبى جملية عن محمد الحلبى عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: ملكت ايمانكم قال: هى خاصة في الرجال دون النساء، قلت: فالنساء يستاذن في هذه الثلاث ساعات قال: لا ولكن يدخلن ويخرجن والذين لم يبلغوا الحلم منكم قال: من انفسكم قال: عليكم استيذان كاستيذان من قد بلغ في هذه الثلاث ساعات.

[622]

231 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد وعدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى - عبدالله جيمعا عن محمد بن عيسى عن يوسف بن عقيل عن محمد بن قيس عن ابيجعفر عليه السلام قال: " ليستأذن الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحم منكم ثلاث مرات من قبل صلوة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلوة العشاء ثلاث عوارت لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعده طوافون عليكم ومن بلغ الحلم منكم " فلا يلج على امه ولا على اخته ولا على ابنته ولا على من سوى ذلك الا باذن، ولا يأذن لاحد حتى يسلم فان السلام طاعة الرحمن.

232 - عدة من أصحابنا عن احمد بن أبيعبد الله عن أبيه عن خلف بن حماد عن ربعى بن عبدالله عن الفضيل بن يسار عن ابيعبد الله عليه السلام في قول ا لله عزوجل: " يا ايها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت ايمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات " قيل: من هم؟ فقال: المملوكون من الرجال والنساء والصبيان الذين لم يبلغوا يستاذنون عليكم عند هذه الثلاث عورات، من بعد صلوة العشاء وهى العتمة، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة، ومن قبل صلوة الفجر، ويدخل مملوككم وغلمانكم من بعد هذه الثلاث عورات بغير اذن ان شاؤا.

233 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الزهرى انه سمع سهل بن سعد الساعدى يقول: اطلع رجل في حجرة من حجر النبى صلى الله عليه واله ومعه مدرى يحك بها رأسه، فقال: لو انى اعلم ان تنظر لطعنت به في عينك انما جعل الاستيذان من أجل النظر.

234 - في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب له الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم النظر إلى شعور النساء المحجوباب بالازواج إلى غيرهن من النساء، لما فيه من تهييج الرجال وما يدعو التهييج اليه من الفساد والدخول فيما لا يحل، وكذلك ما أشبه الشعور الا الذى قال الله عزوجل: والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير الجلباب فلا بأس بالنظر إلى شعور مثلهن.

[623]

235 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة " قال: نزلت في العجائز اللاتى يئسن من المحيض والتزويج أن يضعن النقاب ثم قال: " وان يستعففن خير لهن " اى لا يظهرن للرجال.

236 - في الكافى عدة من أصحابنا عن احمد بن أبى عبدالله عن الجامورانى عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن عمرو بن جبير العرزمى عن ابيعبد الله عليه السلام قال: جائت امرأة إلى النبى صلى الله عليه واله فسألته عن حق الزوج على المرأة فخبرها ثم قالت: فما حقها عليه؟ قال: يكسوها من العرى ويطعمها من الجوع، واذا اذنبت غفر لها فقالت فليس لها شئ غير هذا؟ قال: لا، قالت: لا والله لا تزوجت أبدا ثم ولت فقال النبى صلى الله عليه واله: ارجعى فرجعت فقال: ان الله عزوجل يقول: " وان يستعففن خير لهن ".

237 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن حماد عن الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام انه قرأ " ان يضعن ثيابهن " قال: الخمار والجلباب، قلت: بين يدى من كان؟ قال: بين يدى من كان، غير متبرجة بزينة، فان لم تفعل فهو خير لها، و الزينة التى يبدين لهن شئ في الاية الاخرى.

238 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن محمد بن ابى حمزة عن ابيعبد الله عليه السلام قال: " القواعد من النساء ليس عليهن جناح ان يضعن ثيابهن " قال: تضع الجلباب وحده.

239 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابيعبد الله عليه السلام قال في قول الله عزوجل: " والقواعد من النساء اللاتى لا يرجون نكاحا " ما الذى يصلح لهن أن يضعن من ثيابهن؟ قال: الجلباب.

240 - على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبدالله عن ابى - عبدالله عليه السلام انه قرأ " ان يضعن من ثيابهن " قال: الجلباب والخمار اذا كانت المرأة مسنة.

[624]

241 - في مجمع البيان " غير متبرجات بزينة " وقد روى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: للزوج ما تحت الدرع، وللابن والاخ ما فوق الدرع، ولغير ذى محرم اربعة أثواب: درع وخمار وجلباب وازار.

242 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية من ابيجعفر عليه السلام في قوله عزوجل: ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج وذلك ان أهل المدينة قبل أن يسلموا كانوا يعزلون الاعمى والاعرج والمريض ان يأكلوا معهم، كانوا لا يأكلون معهم وكان الانصار فيهم تيه(1) وتكرم فقالوا: ان الاعمى لا يبصر الطعام، والاعرج لا يستطيع الزحام على الطعام، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح فعزلوا لهم طعامهم على ناحية: وكانوا يرون عليهم في مؤاكلتهم جناح، وكان الاعمى والاعرج والمريض يقولون: لعلنا نؤذيهم اذا أكلنا معهم، فاعتزلوا من مؤاكلتهم، فلما قدم النبى صلى الله عليه واله سألوه عن ذلك فأنزل الله عزوجل: ليس عليكم جناح ان تاكلوا جميعا او اشتاتا.

243 - وقال على بن ابراهيم في قوله تعالى: ان تاكلوا من بيوتكم او بيوت آبائكم او بيوت امهاتكم او بيوت اخوانكم وابيوت اخواتكم او بيوت اعمامكم وابيوت عماتكم او بيوت اخوالكم او بيوت خالاتكم او ما ملكتم مفاتحه او صديقكم ليس عليكم جناح ان تاكلوا جميعا او اشتاتا فانها نزلت لما هاجر رسول الله صلى الله عليه واله إلى المدينة، وآخى بين المسلمين من المهاجرين والانصار، وآخى بين أبى بكر وعمر وبين عثمان وعبدالرحمن بن عوف، وبين طلحة والزبير، وبين سليمان وأبى ذر، وبين المقداد وعمار، وترك امير المؤمنين صلوات الله عليه فاغتم من ذلك غما شديدا، وقال: يا رسول الله بأبى أنت وامى لا تواخى بينى وبين احد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على ما حبستك الا لنفسى، أما ترضى ان تكون أخى وانا أخوك؟ أنت أخى في الدينا والاخرة، وأنت وصيى ووزيرى وخليفتى في امتى، تقضى دينى وتنجز عداتى

___________________________________

(1) التيه: التكبر.

[625]

وتتولى غسلى ولا يليه غيرك، وأنت منى بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدى.

فاستبشر أمير المؤمنين صلوات الله عليه بذلك، فكان بعد ذلك اذا بعث رسول الله أحدا من أصحابه في غزاة أو سرية يدفع الرجل مفتاح بيته إلى أخيه في الدين، ويقول له: خذ ما شئت وكل ما شئت، فكانوا يمتنعون من ذلك حتى ربما فسد الطعام في البيت، فأنزل الله: " ليس عليكم جناح ان تأكلوا جميعا وا أشتاتا " يعنى ان حضر صاحبه أو لم يحضر اذا ملكتم مفاتحه.

244 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد عن حريز عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الرجل لابنه مال فيحتاج الاب؟ قال: يأكل منه فاما الام فلا تأكل منه الا قرضا على نفسها.

245 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن اسباط عن على بن جعفر عن على بن ابراهيم عليه السلام قال: سألته عن الرجل يأكل من مال ولده قال: لا الا ان يضطر اليه فيأكل بالمعروف، ولا يصلح للولد ان يأخذ من مال والده شيئا الا باذن والده.

246 - سهل بن زياد عن ابن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر صلوات الله عليه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله لرجل: انت ومالك لابيك ثم قال أبوجعفر عليه السلام: وما أحب له أن ياخذ من مال ابنه الا ما احتاج اليه مما لا بد له منه ان الله لا يحب الفساد.

247 - ابوعلى الاشعرى عن الحسن بن على الكوفى عن عبيس بن هشام عن عبدالكريم عن ابن أبى يعفور عن أبى عبدالله عليه السلام في الرجل يكون لولده مال فأحب أن يأخذ منه قال: فليأخذ فان كانت امه حية فما أحب أن تأخذ منه شيئا الا قرضا على نفسها.

248 - سهل بن زياد عن ابن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى - جعفر عليه السلام قال: سألته عن الرجل يحتاج إلى مال ابنه قال: يأكل منه ما شاء من غير سرف، وقال: في كتاب على صلوات الله عليه: ان الولد لا يأخذ من مال والده شيئا الا بأذنه،

[626]

والولد يأخذ من مال ابنه ما شاء، وله أن يقع على جارية ابنه اذا لم يكن الابن وقع عليها، وذكر ان رسول الله صلى الله عليه واله قال لرجل: أنت وما لك لابيك.

249 - محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن على بن الحكم عن الحسين بن أبى العلا قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ما يحل للرجل من مال ولده قال: قوت لغير سرف اذا اضطر اليه، قال: فقلت له: فقول رسول الله صلى الله عليه واله للرجل الذى أتاه فقدم أباه فقال له: أنت ومالك لابيك؟ فقال: انما جاء بأبيه إلى النبى فقال: يا رسول الله هذا أبى وقد ظلمنى ميراثى من امى فأخبره الاب انه قد أنفقه عليه وعلى نفسه، فقال: أنت ومالك لابيك، ولم يكن عند الرجل شئ أو كان رسول الله صلى الله عليه واله يحبس الاب للابن؟.

250 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان بن يحيى عن عبدالله بن مسكان عن محمد بن الحلبى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن هذه الاية: " ليس عليكم جناح أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم " إلى آخر الاية قلت: ما يعنى بقوله: " او صديقكم " قال: هو والله الرجل يدخل بيت صديقه فيأكل بغير اذنه.

251 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن صفوان عن موسى بن بكر عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم " قال: هؤلاء الذين سمى الله عزوجل في هذه الاية يأكل بغير اذنهم من التمر والمأدوم، وكذلك تطعم المرأة من منزل زوجها بغير اذنه، فاما ما خلا ذلك من الطعام فلا.

252 - عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن جميل ابن دراج عن أبى عبدالله عليه السلام قال: للمرئة ان تأكل وان تصدق وللصديق ان يأكل من منزل أخيه ويتصدق.

253 - في جوامع الجامع وعن الصادق عليه السلام من عظم حرمة الصديق ان جعله

[627]

من الانس والثقة، والانبساط وطرح الحشمة، بمنزلة النفس والاب والاخ والابن.

254 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن القاسم بن عروة عن عبدالله بن بكير عن زرارة قال: سألت أحدهما عليهما السلام عن هذه الاية: " ليس عليكم جناح ان تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم " الاية قال: ليس عليكم جناح فيما اطعمت أو أكلت مما ملكت مفاتحه ما لم تفسده.

255 - على بن ابراهيمم عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " او ما ملكتم مفاتحه " قال: الرجل يكون له وكيل يقوم في ما له فيأكل بغير اذنه.

256 - في مجمع البيان " ان تأكلوا من بيوتكم " وقيل: معناه من بيوت أولادكم، ويدل عليه قوله عليه السلام: أنت ومالك لابيك، وقوله عليه السلام: ان أطيب ما يأكل المرء من كسبه وان ولده من كسبه.

257 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حسين بن مختار عن أبى اسامة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: " ليس عليكم جناح " الاية قال: باذن وبغير اذن.

258 - في كتاب معانى الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسين عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: فاذا دخلتم بيوتا فسلموا على انفسكم الاية فقال: هو تسليم الرجل على أهل البيت حين يدخل، ثم يردون عليه فهو سلامكم على أنفسكم.

259 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: يقول: اذا دخل الرجل منكم بيته فان كان فيه أحد يسلم عليهم، وان لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربنا، يقول الله عزوجل: تحية من عند الله مباركة طيبة وقيل: اذا لم ير الداخل بيتا أحدا فيه يقول: السلام عليكم ورحمة الله يقصد به الملكين الذين عليه شهود.

[628]

260 - في جوامع الجامع وصفها بالبركة والطيب لانها دعوة مؤمن لمؤمن يرجو بها من الله زيادة الخير وطيب الرزق ومنه قوله عليه السلام: سلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك.

261 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحاب من الاربعماة باب: اذا دخل أحدكم منزلا فيلسلم على أهله يقول: السلام عليكم فان لم يكن أهل فليقل: السلام علينا من ربنا، وليقرء قل هو الله أحد حين يدخل منزله فانه ينفى الفقر.

262 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: انما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله إلى قوله حتى يستاذنوه فانها نزلت في قوم كانوا اذا جمعهم رسول الله صلى الله عليه واله لامر من الامور في بعث يبعثه أو حرب قد حضرت يتفرقون بغير اذنه فنهاهم الله عزوجل عن ذلك.

263 - قوله عزوجل: فاذا استاذنونك لبعض شانهم فائذن لمن شئت منهم قال: نزلت في حنظلة بن أبى عياش، وذلك انه تزوج في الليلة التى كان في صبيحتها حرب أحد فاستأذن رسول الله صلى الله عليه واله أن يقيم عند أهله فأنزل الله عزوجل هذه الاية " فائذن لمن شئت منهم " فاقام عند أهله ثم أصبح وهو جنب فحضر القتال واستشهد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: رأيت الملئكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحائف فضة بين السماء والارض فكان غسيل الملائكة.

264 - وقوله عزوجل: لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال: لا تدعوا رسول الله صلى الله عليه واله كما يدعوا بعضكم بعضا.

وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله عزوجل: " لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا " يقول: لا تقولوا: يا محمد ولا يا أبا القاسمم، ولكن قولوا: يا نبى الله ويا رسول الله.

265 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب، القاضى أبومحمد الكرخى في كتابه عن الصادق عليه السلام قالت فاطمة عليها السلام: لما نزلت: " لا تجعلوا دعاء الرسول

[629]

بينكم كدعاء بعضكم بعضا " هبت رسول الله ان اقول له: يا أبة، فكنت أقول: يا رسول الله فأعرض عنى مرة او ثنتين أو ثلاثا، ثم أقبل على فقال: يا فاطمة انها لم تنزل فيك ولا في أهلك ولا في نسلك، أنت منى وانا منك، انما نزلت في أهل الجفاء والغلظة من قريش، أصحاب البذخ والكبر قولى: يا أبة فانها احيى للقلب وأرضى للرب.

266 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه قال: اشتريت ابلا وأنا بالمدينة مقيم، فأعجبتنى اعجابا شديدا فدخلت على ابى الحسن الاول عليه السلام فذكرتها له فقال: ما لك وللابل أما علمت انها كثيرة المصائب؟ قال: فمن اعجابى بها اكريتها وبعثت بها مع غلمان لى إلى الكوفة قال: فسقطت كلها فدخلت عليه فأخبرته فقال: فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم.

267 - في تفسير على بن ابراهيم ثم قال جل ذكره: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة " يعنى بلية " او يصيبهم عذاب اليم " قال: القتل، وفيه ايضا قال الله تبارك وتعالى: " فليحذر الذين يخالفون عن أمره " اى يعصون امره " ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم ".

268 - في جوامع الجامع وعن جعفر بن محمد عليهما السلام: يسلط عليهم سلطان جائر أو عذاب اليم في الاخرة.

قد تم الجزء الثالث حسب تجزئتنا والله الموفق والمعين وقد فرغت من تصحيحه والتعليق عليه في السادس من شهر صفر المظفر من شهور سنة 1384 من الهجرة النبوية وانا العبد الفانى السيد هاشم بن السيد حسين الحسينى المحلاتى المشتهر برسولى عفى عنه وعن والديه بحق محمد وآله الطاهرين.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21394235

  • التاريخ : 16/04/2024 - 10:16

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net