00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المؤمنون 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة المؤمنون

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة المؤمنين ختم الله له بالسعادة، اذا كان يدمن قرائتها في كل جمعة، وكان منزله في الفردوس الاعلى من النبيين والمرسلين.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأ سورة المؤمنين بشرته الملائكة يوم القيامة بالروح والريحان وما تقر به عينه عند نزول ملك الموت.

3 - في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام لما خلق الله عزوجل الجنة قال لها: تكلمى فقالت: قد أفلح المؤمنون.

4 - في عيون الاخبار عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان الله تعالى اعطى المؤمن ثلاث خصال: العزة في الدنيا، والفلاح في الاخرة، والمهابة في قلوب الظالمين ثم قرأ: " فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين " وقرأ " قد أفلح المؤمنون " إلى قوله " هم فيها خالدون ".

5 - عن عبدالمؤمن الانصارى عن أبى جعفر عليه السلام قال ان الله عزوجل اعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا في دينه، والفلاح في الاخرة، والمهابة في صدور العالمين.

6 - في اصول الكافى باسناده إلى كامل التمار قال قال أبوجعفر عليه السلام: " قد أفلح المؤمنون " أتدرى من هم؟ قلت أنت أعلم، قال قد أفلح المؤمنون المسلمون ان المسلمين هم النجباء، فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء.

7 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن على بن النعمان عن عبدالله بن مسكان عن كامل التمار قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا كامل المؤمن غريب، المؤمن غريب، ثم

[528]

قال: أتدرى ما قول الله: " قد أفلح المؤمنون "؟ قلت: قد أفلحوا فازوا وادخلوا الجنة، فقال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، ان المسلمين هم النجباء.

8 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن حماد عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا كنت في صلوتك فعليك بالخشوع والاقبال على صلوتك، فان الله تعالى يقول: الذين هم في صلوتهم خاشعون.

9 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن عن مسمع بن عبدالملك عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق.

10 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " الذين هم في صلوتهم خاشعون " قال: غضك بصرك في صلوتك واقبالك عليها.

11 - في مجمع البيان " هم في صلوتهم خاشعون " روى أن النبى صلى الله عليه واله راى رجلا يعبث بلحيته في صلوته فقال: اما انه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.

12 - وروى ان رسول الله صلى الله عليه واله كان يرفع بصره إلى السماء في صلوته، فلما نزلت الاية طأطأ رأسه ورمى ببصره إلى الارض.

13 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام: ليخشع الرجل في صلوته فانه من خشع قلبه لله عزوجل، خشعت جوارحه فلا يعبث بشئ.

14 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا ابوعمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: فان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض الله على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عزوجل عنه، والاصغاء إلى ما أسخط الله عزوجل، فقال في ذلك: " وقد نزل عليكم في الكتاب ان اذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره " ثم استثنى الله عزوجل موضع النسيان فقال:

[529]

" واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين " وقال: " فبشر عبادى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب " وقال عزوجل: " قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلوتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معوضون والذين هم للزكوة فاعلون " وقال: " واذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه " وقال: " واذا مروا باللغو مروا كراما " فهذا ما فرض الله عزوجل على السمع من الايمان ان لا يصغى إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان.

15 - في ارشاد المفيد كلام طويل لامير المؤمنين عليه السلام وفيه يقول عليه السلام: كل قول ليس فيه لله ذكر فهو لغو.

16 - في مجمع البيان والذين هم عن اللغو معرضون روى عن أبيعبد الله عليه السلام قال ان يتقول الرجل عليك بالباطل او يأتيك بما ليس فيك فتعرض عنه لله.

17 - وفى رواية اخرى: انه الغناء والملاهى.

18 - في اعتقادات الاماميه للصدوق (ره) وسئل عليه السلام عن القصاص أيحل الاستماع لهم؟ فقال: لا.

19 - في عيون الاخبار باسناده إلى محمد بن أبى عباد وكان مشتهرا بالسماع وشرب النبيذ، قال: سئلت الرضا عليه السلام عن السماع؟ فقال: لاهل الحجاز رأى فيه وهو في حيز الباطل واللهو، اما سمعت قول الله عزوجل يقول: " واذا مروا باللغوا مروا كراما ".

20 - في تفسير على بن ابراهيم: " والذين هم عن اللغو معرضون " يعنى عن الغنا والملاهى.

21 - والذين هم للزكوة فاعلون قال الصادق صلوات الله عليه: من منع قيراطا من الزكوة فليس هو بمؤمن ولا مسلم ولا كرامة والذين هم لفروجهم حافظون الا على ازواجهم او ما ملكت ايمانهم يعنى الاماء فانهم غير ملومين والمتعة حدها حد الاماء.

[530]

22 - في مجمع البيان وملك اليمين في الاية المراد به الاماء، لان الذكور من المماليك لا خلاف في وجوب حفظ الفرج منهم.

23 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن بريد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبيعبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: وفرض على البصر ان لا ينظر إلى ما حرم الله وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له وهو عمله وهو من الايمان وذكر قوله تعالى: " قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم " إلى قوله: " ويحفظن فروجهن " وفسرها: وكل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا الا هذه الاية فانها من النظر.

24 - في كتاب الخصال عن مسعدة بن زياد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يحرم من الاماء عشرة: لا يجمع بين الام والبنت، ولا بين الاختين، ولا امتك وهى اختك من الرضاعة، ولا امتك وهى حامل من غيرك حتى تضع، ولا امتك ولها زوج، ولا امتك وهى عمتك من الرضاعة، ولا امتك وهى خالتك من الرضاعة، ولا امتك وهى حائض حتى تطهر ولا امتك وهى رضيعتك، ولا امتك ولك فيها شريك.

25 - عن أمير المؤمنين عليه السلام أبعد ما يكون العبد من الله اذا كان همه فرجه وبطنه.

26 - عن نجم عن أبيجعفر عليه السلام قال: قال لى: يا نجم كلكم في الجنة معنا الا انه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك ستره وبدت عورته، قال: قلت له: جعلت فداك وان ذلك لكائن؟ قال: نعم ان لم يحفظ فرجه وبطنه.

27 - عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه واله قال: ان اول ما يدخل به النار من امتى الاجوفان، قالوا: يا رسول الله وما الاجوفان؟ قال: الفرج والفم، واكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق.

28 - عن الحسن بن المختار باسناده يرفعه قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: ملعون ملعون من نكح بهيمة.

[531]

29 - عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من سلم من امتى من أربع خصال فله الجنة: عن الدخول في الدنيا واتباع الهوى، وشهوة البطن، و شهوة الفرج.

30 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تحل الفروج بثلاثة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بلا ميراث، ونكاح بملك يمين.

31 - في الكافى عن أحمد بن محمد عن العباس بن موسى عن اسحق بن أبى - سارة قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عنها يعنى المتعة فقال لى: حلال فلا تتزوج الا عفيفة، ان الله عزوجل يقول: " والذين هم لفروجهم حافظون " فلا تضع فرجك حيث لا تأمن على درهمك.

32 - في تفسير على بن ابراهيم: فمن ابتغى وراء ذلك فاولئك هم العادون قال: من جاوز ذلك والذين هم على صلواتهم يحافظون قال: على اوقاتها وحدودها.

33 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد ومحمد بن يحيى عن أحمد عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الذين هم على صلواتهم يحافظون " قال: هى الفريضة قلت: " الذين هم على صلوتهم دائمون "؟ قال: هى النافلة.

34 - في عيون الاخبار باسناده عن على عليه السلام قال في قوله تعالى: اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفرودس هم فيها خالدون: في نزلت.

35 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما خلق الله خلقا الا جعل له في الجنة منزلا، وفى النار منزلا، فاذا سكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة اشرفوا فيشرفون على أهل النار، وترفع لهم منازلهم فيها ثم يقال لهم: هذه منازلكم التى في النار لو عصيتم

[532]

الله لدخلتموها، قال: فلو أن مات فرحا لمات أهل الجنة في ذلك اليوم فرحا لما صرف عنهم من العذاب، ثم ينادى مناد: يا أهل النار ارفعوا رؤسكم، فيرفعون رؤسهم فينظرون إلى منازلهم في الجنة وما فيها من النعيم فيقال لهم: هذه منازلكم التى لو أطعتم ربكم لدخلتموها، قال: فلو أن أحدا مات حزنا لمات أهل النار حزنا، فيورث هؤلاء منازل هؤلاء، ويورث هؤلاء منازل هؤلاء، وذلك قول الله: " اولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ".

36 - في مجمع البيان روى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: ما منكم من أحد الا له منزلان: منزل في الجنة ومنزل في النار، فان مات ودخل النار ورث اهل الجنة منزله.

37 - في من لا يحضره الفقيه في خبر بلال عن النبى صلى الله عليه واله الذى يذكر فيه صفة الجنة، قال الراوى: فقلت لبلال: هل فيها غيرها؟ قال: نعم جنة الفردوس، قلت: وكيف سورها؟ قال: سورها نور، قلت: الغرف التى هى فيها؟ قال: هى من نور رب العالمين.

38 - في كتاب علل الشرايع أبى رحمه الله قال: حدثنى محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن أبيعبد الله عن ابيه عن ابن أبى عمير عن غير واحد عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سهام المواريث من ستة أسهم لا يزيد عليها فقيل له: يا ابن رسول الله ولم صارت ستة اسهم؟ قال: لان الانسان خلق من ستة اشياء، وهو قول الله عزوجل: ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما.

39 - وباسناده إلى الحسين بن خالد قال: قلت للرضا عليه السلام: انا روينا عن النبى - صلى الله عليه واله ان من شرب الخمر لم تحسب صلوته أربعين صباحا؟ فقال: صدقوا، فقلت: و كيف لا تحسب صلوته أربعين صباحا لا اقل من ذلك ولا اكثر؟ قال: لان الله تبارك و تعالى قدر خلق الانسان النطفة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها مضغة اربعين يوما، وهذا اذا شرب الخمر بقيت في مثانته على قدر ما خلق منه

[533]

وكذلك يجتمع عذاؤه واكله وشربه تبقى في مثانته اربعين يوما.

40 - في كتاب الخصال عن أبيعبد الله عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان فيما وعظ لقمان ابنه انه قال: يا بنى ليعتبر من قصر يقينه، وضعفت نيته في طلب الرزق - إلى قوله عليه السلام -: اما اول ذلك فانه كان في بطن امه يرزقه هناك في قرار مكين حيث لا يؤذيه حر ولا برد، ثم اخرجه من ذلك " الحديث ".

41 - في كتاب مصباح الزائر لابن طاوس رحمه الله في دعاء الحسين بن على عليهما السلام يوم عرفة: ابتدأتنى بنعمتك قبل ان اكون شيئا مذكورا، وخلقتنى من التراب، واسكنتنى الارحام، آمنا لريب المنون واختلاف الدهور، فلم ازل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم الايام الماضية، والقرون الخالية، لم تخرجنى لرأفتك بى واحسانك إلى في دولة ايام الكفرة، الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك اخرجتنى رأفة منك وتحننا على للذى سبق لى من الهدى الذى يسرتنى، وفيه أنشأتنى ومن قبل ذلك رؤفت لى بجميع صنعك وسوابغ نعمك، وابتدعت خلقى من منى يمنى، ثم اسكنتنى في ظلمات ثلاث بين لحم وجلد ودم، لم تشهرنى بخلقى ولم تجعل إلى شيئا من امرى ثم اخرجتنى إلى الدنيا تاما سويا.

42 - في الصحيفة السجادية في دعائه عليه السلام بعد الفراغ من صلوة الليل: اللهم وانت حدرتنى(1) ماء‌ا مهينا من صلب متضايق العظام حرج المسالك(2) إلى رحم ضيقة سترتها بالحجب، تصرفنى حالا عن حال حتى انتهيت بى إلى تمام الصورة واثبت في الجوارح كما نعت في كتابك نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم كسوت العظام لحما ثم انشاتنى خلقا آخر كما شئت، حتى اذا احتجت إلى رزقك ولم استغن عن غياث فضلك جعلت لى قوتا من فضل طعام وشراب اجريته لامتك التى اسكنتنى جوفها، و أودعتنى قرار رحمها، ولو تكلنى يا رب في تلك الحالات إلى حولى وتضطرنى إلى قوتى

___________________________________

(1) حدر الشئ: أنزله من علو إلى اسفل.

(2) الحرج: المكان الضيق.

[534]

لكان الحول عنى معتزلا، ولكانت القوة منى بعيدة فغذوتنى بفضلك عذاء البر اللطيف تفعل بى ذلك تطولا على إلى غايتى هذه.

43 - في الكافى ابن محبوب عن رفاعة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان النطفة اذا وقعت في الرحم تصير إلى علقة، ثم إلى مضغة، ثم إلى ما شاء الله، وان النطفة اذا وقعت في غير الرحم لم يخلق منه شئ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

44 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبى منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان النطفة اذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التى يدفن فيها، فماثها في النطفة(1) فلا يزال قلبه يحن اليها.

45 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال أبوجعفر عليه السلام: ان النطفة تكون في الرحم أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما ثم تصير مضغة أربعين يوما، فاذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما نخلق، ذكرا أو أنثى؟ فيؤمران فيقولان: يا رب شقى أو سعيد؟ فيؤمران فيقولان: يا رب ما أجله وما رزقه وكل شئ من حاله، وعدد من ذلك أشياء، ويكتبان الميثاق بين عينيه(2) فاذا كمل الاجل بعث الله اليه ملكا فزجره زجرة فيخرج وقد نسى الميثاق، فقال الحسن بن الجهم أفيجوز أن يدعو الله فيحول الانثى ذكرا أو الذكر أنثى؟ فقال: ان الله يفعل ما يشاء.

46 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن

___________________________________

(1) ماث الشئ في الماء: أذابه فيه.

وبالشئ: خلطه به.

(2) قال الفيض (ره): وكتابة الميثاق بين عينيه كناية عن مفطوريته على التوحيد وشهادته بلسان عجزه وافتقاره على عبوديته وبوتيه معبوده كما أشار اليه في الحديث النبوى: كل مولود يولد على الفطرة وانما أبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه وانما ينسى الميثاق بالزجرة والخروج لدخوله بها في عالم الاسباب الحائله بينه وبين مسببها المانعة له عن ادراكه.

[535]

محبوب عن ابن رئاب عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل اذا أراد ان يخلق النطفة(1) التى مما أخذ عليها الميثاق في صلب آدم أو ما يبدو له فيه(2) ويجعلها في الرحم حرك الرجل للجماع وأوحى إلى الرحم ان افتحى بابك حتى يلج فيك خلقى وقضائى النافذ وقدرى، فتفتح الرحم بابها فتصل النطفة إلى الرحم فتردد(3) فيه أربعين صباحا ثم تصير علقة أربيعن يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، ثم تصير لحما تجرى فيه عروق مشتبكة ثم يبعث الله ملكين خلاقين يخلقان في الارحام ما يشاء الله فيقتحمان(4) في بطن المرئة من فم المرئة فيصلان الرحم، وفيها الروح القديمة المنقولة في أصلاب الرجال وأرحام النساء(5) فينفخان فيها روح الحيوة والبقاء، ويشقان له السمع والبصر وجميع الجوارح وجميع ما في البطن باذن الله، ثم يوحى الله إلى الملكين: اكتبا عليه قضائى وقدرى ونافذ أمرى واشترطا له البداء فيما تكتبان، فيقولان: يا رب ما نكتب؟ قال: فيوحى الله عزوجل اليهما: ارفعا رؤسكما إلى رأس امه، فيرفعان رؤسهما فاذا اللوح يقرع جبهة امه، فينظران فيه فيجدان في اللوح صورته ورؤيته وأجله وميثاقه شقيا أو سعيدا وجميع شأنه، قال: فيملى أحدهما على صاحبه فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطان البداء فيما يكتبان(6) ثم يختمان الكتاب

___________________________________

(1) اى يخلقها بشرا تاما.

(2) اى يبدو له في خلقه فلا يتم خلقه بان يجعله سقطا قاله المجلسى (ره).

(3) اى تتحول من حال إلى حال.

(4) اى يدخلان من غير استرضاء واختيار لها.

(5) قال المجلسى (ره): اى الروح المخلوقة في الزمان المتقادم قبل خلق جسده و كثيرا ما يطلق القديم على هذا المعنى في اللغة والعرف كما لا يخفى على من تتبع كتب اللغة و موارد الاستعمالات، والمراد بها النفس النباتية او الحيوانية او الانسانية، وقيل: عطف البقاء على الحياة دال على ان النفس الحيوانية باقية في تلك النشأة وانها مجردة عن المادة وان النفس النباتية بمجردها لا تبقى.

(6) وللفيض (ره) هنا كلام طويل فراجع الوافى ج 3 ابواب الولادات باب(1 =)

[536]

ويجعلانه بين عينيه، ثم يقيمانه قائما في بطن امه قال: وربما عتى(1) فانقلب و لا يكون ذلك الا في كل عات أو مارد، فاذا بلغ أوان خروج الولد تاما او غير تام اوحى الله عزوجل إلى الرحم ان افتحى بابك حتى يخرج خلقى إلى أرضى وينفذ فيه أمرى فقد بلغ اوان خروجه، قال: فتفتح الرحم باب الولد فيبعث الله عزوجل اليه ملكا يقال له: زاجر فيزجره زجرة فيفزع منها الولد، فينقلب فيصير رجلاه فوق رأسه ورأسه في أسفل البطن، ليسهل الله على المرأة وعلى الولد الخروج، قال: فاذا احتبس زجره الملك زجرة اخرى فيفزع منها فيسقط الولد إلى الارض باكيا فزعا من الزجرة.

47 - محمد عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الفضيل عن أبيحمزة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الخلق فقال: ان لله تبارك وتعالى لما خلق الخلق من طين أفاض بها كافاضة القداح(2) فأخرج المسلم فجعله سعيدا، وجعل الكافر شقيا، فاذا وقعت النطفة تلقتها الملائكة فصوروها ثم قالوا: يا رب أذكر أو أنثى فيقول الرب جل جلاله أى ذلك شاء، فيقولان: تبارك الله أحسن الخالقين، ثم توضع في بطنها فتردد تسعة أيام في كل عرق ويفصل منها، وللرحم ثلثة أقفال: قفل في أعلاها مما يلى أعلى السرة من الجانب الايمن، والقفل الاخر وسطها، والقفل الاخر اسفل الرحم، فيوضع بعد تسعة ايام في القفل الاعلى فيمكث فيه ثلاثة أشهر فعند ذلك يصيب المرأة خبث النفس والتهوع، ثم ينزل إلى القفل الاوسط فيمكث فيه ثلاثة أشهر وصرة الصبى(3) فيها مجمع العروق وعروق المرأة كلها منها يدخل

___________________________________

(1) عتا عتوا: استكبر وجاوز الحد.

(2) افاضة القداح: الضرب بها، والقداح جمع القدح - بالكسر - وهو السهم قبل ان يراش أو ينصل كانهم كانوا يخلطونها ويقرعون بها بعد ما يكتبون عليها اسمائهم، قال المحدث الكاشانى (ره): وفى التشبيه اشارة لطيفة إلى اشتباه خير بنى آدم بشرهم إلى ان يميز الخبيث من الطيب.

(3) كذا في النسخ وفى الوافى: " سرة " بالسين في المواضع وهو الصحيح ولعله من تصرفات النساخ.

[537]

طعامه وشرابه من تلك العروق، ثم ينزل إلى القفل الاسفل فيمكث فيه ثلاثة أشهر، فذلك تسعة أشهر، ثم تطلق المرأة فكلما طلقت انقطع عرق من صرة الصبى فأصابها ذلك الوجع، ويده على صرته حتى يقع على الارض ويده مبسوطة، فيكون رزقه حينئذ من فيه.

48 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن اسماعيل أو غيره قال قلت لابى جعفر عليه السلام: جعلت فداك الرجل يدعو للحبلى أن يجعل الله ما في بطنها ذكرا سويا؟ فقال: يدعو ما بينه وبين أربعة أشهر، فانه أربعين ليلة نطفة اربعين ليلة علقة، وأربعين ليلة مضغة، فذلك تمام أربعة أشهر، ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما نخلق ذكرا او انثى شقيا أو سعيدا؟ فيقال ذلك فيقولان: يا رب ما رزقه وما أجله وما مدته؟ فيقال ذلك وميثاقه بين عينيه ينظر اليه، فلا يزال منتصبا في بطن امه حتى اذا دنى خروجه بعث الله اليه ملكا فزجره زجرة فيخرج وينسى الميثاق.

49 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: اذا وقعت النطفة في الرحم استقرت فيها أربعين يوما، ويكون علقة أربعين ويوما، ويكون مضغة أربيعن يوما، ثم يبعث الله ملكين خلاقين فيقال لهما: اخلقا كما أراد الله تعالى ذكرا أو انثى، صوراه واكتبا أجله ورزقه ومنيته(1) وشقيا أو وسعيدا، واكتبا لله الميثاق الذى أخذه عليه في الذر بين عينيه، فاذا دنى خروجه من بطن امه بعث الله اليه ملكا يقال له زاجر فيزجره فيفزع فزعا، فينسى الميثاق ويقع على الارض يبكى من زجرة الملك.

50 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين " قال: السلالة الصفوة من الطعام والشراب الذى يصير نطفة، والنطفة أصلها من السلالة، والسلالة هو من صفو الطعام والشراب، والطعام من أصل الطين،

___________________________________

(1) المنية: الموت.

[538]

فهذا معنى قوله جل ذكره: " من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين " يعنى في الانثيين ثم في الرحم " ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين " وهذه استحالة من أمر إلى أمر، فحد النطفة اذا وقعت في الرحم أربعين يوما ثم تصير علقة، وزعمت المعتزلة انا نخلق أفعالنا واحتجوا بقوله عزوجل: احسن الخالقين و زعموا ان هيهنا خالقين غير الله عزوجل، ومعنى الخلق هيهنا التقدير مثل ذلك قول الله عزوجل لعيسى عليه السلام(1) ليس ذلك كما ذهبت اليه المعتزلة انهم خالقون لافعالهم وقوله عزوجل: " خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين " إلى قوله عزوجل: " ثم انشأناه خلقا آخر " فهى ستة أجزاء وستة استحالات، وفى كل جزء واستحالة دية محدودة: ففى النطفة عشرون دينارا، وفى العلقة أربعون دينارا وفى المضغة ستون دينارا، وفى العظم ثمانون دينارا، واذا كسى لحما فمأة دينار حتى يستهل(2) فاذا استهل فالدية كاملة.

فحدثنى أبى بذلك عن سليمان بن خالد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت: يا ابن رسول الله فان خرج في النطفة قطرة دم؟ قال: في القطرة عشر النطفة، ففيها اثنان وعشرون دينارا، قلت: فقطرتان؟ قال: أربعة وعشرون دينارا، قلت: فثلاث، قال: ستة وعشرون دينارا، قلت: فأربعة؟ قال: ثمانية وعشرون دينارا، قلت: فخمس؟ قال: ثلاثون دينارا، وما زاد على النصف فهو على هذا الحساب حتى تصير علقة، فيكون فيها أربعون دينارا، قلت: فان خرجت متخضخضة بالدم؟(3) قال

___________________________________

(1) اشارة إلى قوله تعالى: " واذ تخلق من الطين كهيئة الطير باذنى فننفخ فيها فتكون طيرا باذنى.." سورة المائدة، الاية(110).

(2) استهل الصبى: رفع صوته بالبكاء عند الولادة، وكذا كل متكلم رفع صوته أو خفضه فقد أهل واستهل.

(3) خضخض الماء ونحو: حركه.

وفى رواية الكلينى (ره) في الكافى " متحصحصة " بالحاء والصاد المهملتين، والحصحصة: تحريك الشئ في الشئ حتى يستمكن ويستقر فيه، وتحصحص: لزق بالارض واستوى.

[539]

قد علقت ان كان ماء‌ا صافيا فيها أربعون دينارا، وان كان دما اسود فذلك من الجوف فلا شئ عليه الا التعزير، لانه ما كان من دم صاف فذلك للولد، وما كان من دم أسود فهو من الجوف، قال: فقال أبوشبل: فان العلقة صارت فيها شبه العروق واللحم؟ قال: اثنان وأربعون دينارا العشر، قلت ان عشر الاربعين دينارا أربعة دنانير؟ قال: لا انما هو عشر المضغة، لانه انما ذهب عشرها، فكلما ازدادت زيد حتى تبلغ الستين، قلت: فان رأيت في المضغة مثل العقدة عظم يابس؟ قال: ان ذلك عظم أول ما يبتدى ففيه أربعة دنانير، فان زاد فزاد أربعة دنانير حتى يبلغ الثمانين، قلت: فان كسى العظم لحما؟ قال: كذلك إلى مأة، قلت: فان وكزها(1) فسقط الصبى لا يدرى حيا كان أو ميتا؟ قال هيهات يا ابا شبل اذا بلغ اربعة اشهر فقد صارت فيه الحيوة وقد استوجب الدية.

51 - في الكافى ايضا بعد أن قال: عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن الاصم عن مسمع عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قضى أمير المؤمنين عليه السلام قال: وبهذا الاسناد عن امير المؤمنين قال: جعل دية الجنين مأة دينار، وجعل منى الرجل إلى أن يكون جنينا خمسة أجزاء، فاذا كان جنينا قبل أن تلجها الروح مأة دينار، وذلك ان الله عزوجل خلق الانسان من سلالة وهى النطفة، فهذا جزء ثم علقة فهو جزئان، ثم مضغة ثلاثة اجزاء، ثم عظما فهو أربعة أجزاء، ثم يكسى لحما فحينئذ تم جنينا فكملت له خمسة أجزاء‌ه مأة دينار، والمأة دينار خمسة أجزاء، فجعل للنطفة خمس المأة عشرين دينارا، وللعلقة خمسى المأة أربعين دينارا، وللمضغة ثلاثة أخماس المأة ستين دينارا، وللعظم اربعة أخماس المأة ثمانين دينارا، فاذا كسى اللحم كانت له مأة كاملة، فاذا نشأ فيه خلق آخر وهو

___________________________________

(1) وكز فلانا: ضربه بجمع الكف.

[540]

الروح فهو حينئذ نفس ألف دينار كامله اذا كان ذكرا وان كان انثى فخمسمأة دينار.

52 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن أبى ايوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: ما صفة النطفة التى تعرف بها؟ فقال: النطفة تكون بيضاء مثل النخامة الغليظة فتمكث في الرحم اذا صارت فيه أربعين يوما ثم تصير إلى علقة قلت: فما صفة خلقة العلقة التى تعرف بها؟ قال: هى علقة كعلقة دم الجمجمة الجامدة، تمكث في الرحم بعد تحويلها عن النطفة أربعين يوما ثم تصير مضغة، قلت: فما صفة المضغة وخلقتها التى تعرف بها؟ قال: هى مضغة لحم حمراء فيها عروق خضر مشتبكة، ثم تصير إلى عظم، قلت: فما صفة خلقته اذا كان عظما قال: اذا كان عظما شق السمع والبصر ورتبت جوارحه، فاذا كان كذلك فان فيه الدية كاملة.

53 - على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن محبوب عن عبدالله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال: سألت على بن الحسين عليهما السلام عن رجل ضرب امرأة حاملا برجله فطرحت ما في بطنها ميتا؟ فقال: ان كان نطفة، فعليه عشرون دينارا، قلت فما حد النطفة؟ قال: هى اذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه اربعين يوما وان طرحته و وهو علقة فان عليه أربعين دينارا، قلت فما حد العلقة؟ قال: هى التى اذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه ثمانين يوما قال: وان طرحته وهو مضغة فان عليه ستين دينارا، قلت: فما حد المضغة؟ فقال: هى التى اذا وقعت في الرحم فاستقرت فيه مأة وعشرين يوما قال وان طرحته وهو نسمة مخلقة له عظم ولحم مزيل الجوارح(1) قد نفخ فيه روح العقل فان عليه دية كاملة، قلت له: أرأيت تحوله في بطنها إلى حال أبروح كان ذلك أو بغير روح؟ قال: بروح عدا الحيوة القديم المنقول في أصلاب الرجال وأرحام النساء ولولا انه كان فيه روح عدا الحيوة ما تحول عن حال بعد حال في الرحم، وما كان

___________________________________

(1) اى امتازت وافترقت جوارحه.

وفى الوافى " مرمل الجوارح " والترميل بالمهملة: التزين، وفى التهذيب " مرتب " بدل " مرمل ".

[541]

اذا على من يقتله دية وهو في تلك الحال.

54 - محمد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد ابن أبى نصر عن اسمعيل بن عمرو عن شعيب العقرقوفى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان للرحم أربعة سبل، في اى سبيل سلك فيه الماء كان منه الولد، واحد واثنين وثلاثة وأربعة لا يكون إلى سبيل أكثر من واحد.

55 - أحمد بن محمد رفعه عن محمد بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل خلق للرحم أربعة أوعية، فما كان في الاول فللاب، وما كان في الثانى فللام، وما كان في الثالث فللعمومة، وما كان في الرابع فللخؤلة.

56 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله تعالى: " ثم انشأناه خلقا آخر " فهو نفخ الروح فيه.

57 - في تهذيب الاحكام محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن العباس بن موسى الوراق عن يونس بن عبدالرحمن عن أبى جرير القمى قال: سألت العبد الصالح عليه السلام عن النطفة ما فيها من الدية وما في العلقة وما في المضغة المخلقة وما يقر في الارحام؟ قال: انه يخلق في بطن امه خلقا بعد خلق يكون نطقة أربعين يوما، ثم يكون علقة أربعين يوما، ثم مضغة اربعين يوما، ففى النطفة أربعون دينارا، وفى العلقة ستون دينارا، وفى المضغة ثمانون دينارا، فاذا كسى العظام لحما ففية مأة دينار، قال الله عزوجل: " ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين " فان كان ذكرا ففيه الدية، وان كان انثى ففيها ديتها.

58 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت: جعلت فداك وغير الخالق الجليل خالق؟ قال: ان الله تبارك وتعالى يقول: " تبارك الله احسن الخالقين " فقد أخبر أن في عباده خالقين و غير خالقين، منهم عيسى بن مريم صلى الله عليه خلق من الطين كهيئة الطير باذن الله فنفخ فيه فصار طائرا باذن الله والسامرى أخرج لهم عجلا جسدا له خوار.

[542]

59 - في كتاب الخصال عن زيد بن وهب قال سئل أمير المؤمنين على بن أبيطالب عليه السلام عن قدرة الله عزوجل فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ان لله تبارك و تعالى ملائكة لو ان ملكا منهم هبط إلى الارض ما وسعته لعظم خلقته وكثرة أجنحته، ومنهم من لو كلفت الجن والانس أن يصفوه ما وصفوه لبعد ما بين مفاصله وحسن تركيب صورته، وكيف يوصف من ملائكته من سبعمأة عام ما بين منكبيه وشحمة اذنيه، ومنهم من يسد الافق بجناح من أجنحته دون عظم بدنه، ومنهم من السموات إلى حجزته، ومنهم من لو القى في نقرة ابهامه جميع المياه لو سعتها، ومنهم من لو القيت السفن في دموع عينيه لجرت دهر الداهرين، فتبارك الله أحسن الخالقين.

وفى كتاب التوحيد مثله.

60 - وفى كتاب الخصال ايضا عن أبيعبد الله عليه السلام قال: خمسة خلقوا ناريين ألطويل الذاهب، والقصير القمى(1) والازرق بخضرة، والزائد والناقص.

61 - في مجمع البيان وروى ان عبدالله بن سعد بن أبى سرح كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه واله فلما بلغ إلى قوله " خلقا آخر " خطر بباله " فتبارك الله أحسن الخالقين " فلما املاها رسول الله صلى الله عليه واله كذلك قال عبدالله: ان كان محمد نبيا يوحى اليه فأنا نبى يوحى إلى، فلحق بمكة مرتدا، ولو صح هذا فان هذا القدر لا يكون معجزا، ولا يمتنع ان يتفق ذلك من الواحد منا لكن هذا الشقى انما اشتبه عليه واشبه على نفسه لما كان في صدره من الكفر والحسد للنبى صلى الله عليه واله " انتهى ".

62 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: وانزلنا من السماء ماء‌ا بقدر فأسكناه في الارض فهى الانهار والعيون والآبار(2).

63 - في الكافى عنه عن أحمد بن محمد عن العباس بن معروف عن النوفلى

___________________________________

(1) القمى - بضم القاف وفتح الميم -: السمن، وفى المصدر " العمى " بالعين واليس له معنى يناسب لمقام.

(2) الابار جمع البئر.

[543]

عن اليعقوبى عن عيسى بن عبدالله عن سليمان بن جعفر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام في قول - الله عزوجل: " وانزلنا من السماء ماء‌ا بقدر فأسكناه في الارض وانا على ذهاب به لقادرون " قال: يعنى ماء العتيق.

64 - في مجمع البيان روى مقاتل عن عكرمة عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه واله قال: ان الله تعالى انزل من الجنة خمسة انهار، سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجلة والفرات وهما نهر العراق، والنيل وهو نهر مصر، أنزلها الله من عين واحدة، وأجراها في الارض، وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم، فذلك قوله: " وانزلنا من السماء ماء‌ا بقدر " الاية.

65 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للاكلين قال: شجرة الزيتون وهو مثل رسول الله صلى الله عليه واله، وأمير المؤمنين صلوات الله عليه، فالطور الجبل وسينا الشجرة.

66 - في مجمع البيان " تنبت بالدهن وصبغ للاكلين " وقد روى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: الزيت شجرة مباركة، فائتدموا منه وادهنوا.

67 - في تهذيب الاحكام باسناده إلى الثمالى عن أبيجعفر عليه السلام انه كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلام ان أخرجونى إلى الظهر، فاذا تصوبت أقدامكم واستقبلتكم ريح فادفنونى، فهو اول طور سينا، ففعلوا ذلك.

68 - وباسناده إلى أبيعبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر أمير المؤمنين عليه السلام والغرى وهو قطعة من الجبل الذى كلم الله عليه موسى تكليما، وقدس عليه عيسى تقديسا، واتخذ عليه ابراهيم خليلا، واتخذ محمدا صلى الله عليه واله حبيبا وجعله للنبيين مسكنا، فوالله ما سكن بعد أبويه الطيبين آدم ونوح اكرم من أمير المؤمنين عليه السلام.

69 - في جوامع الجامع فاذا جاء امرنا وفار التنور الاية روى انه قيل لنوح عليه السلام: اذا رأيت الماء يفور من التنور فاركب أنت ومن معك في السفينة: فلما

[544]

نبع الماء من التنور أخبرته امرأته فركب.

70 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن ابى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: هل للشكر حد اذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وان كان فيما أنعم الله عليه في ماله حق اداه ومنه قوله تعالى انزلنى منزلا مباركا وانت خير المنزلين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

71 - في من لا يحضره الفقيه قال النبى صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام: يا على اذا نزلت منزلا فقل: اللهم انزلنى منزلا مباركا وانت خير المنزلين، ترزق خيره ويدفع عنك شره.

72 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه من الاربعمأة باب فيما يصلح للمسلم في دينه ودنياه: واذا نزلتم منزلا فقولوا: اللهم انزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين.

73 - في نهج البلاغة ايها الناس ان الله قد أعاذكم ممن أن يجور عليكم ولم يعذكم من أن يبتليكم، وقد قال جل من قائل: ان في ذلك لايات وان كنا لمبتلين.

74 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: فجعلناهم غثاء‌ا الغثاء اليابس الهامد من نبات الارض(1).

75 - وقال على بن ابراهيم رحمه الله في قوله عزوجل: وجعلنا ابن مريم و امه آية إلى قوله ومعين قال: الربوة الحيرة، وذات قرار معين الكوفة.

76 - في مجمع البيان " وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين " وقيل: حيرة الكوفة وسوادها.

والقرار مسجد الكوفة والمعين الفرات عن أبى جعفر وابى عبدالله عليهما السلام، وفى جوامع الجامع مثله.

77 - وفى مجمع البيان يا ايها الرسل كلوا ممن الطيبات وروى عن النبى

___________________________________

(1) الهامد: اليابس من النبات والشجر.

[545]

صلى الله عليه واله ان الله طيب لا يقبل الا طيبا، وانه أمر المؤمنين بما امر به المرسلين، فقال: " يا ايها الرسل كلوا من الطيبات " وقال: " يا ايها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ".

77 - في تفسير على بن ابراهيم امة واحدة قال: على مذهب واحد.

78 - وقوله عزوجل: كل حزب بما لديهم فرحون قال: كل من اختار لنفسه دينا فهو فرح به.

79 - في نهج البلاغة فلو رخص الله في الكبر لاحد لرخص لانبياء‌ه ورسله، ولكنه سبحانه كره لهم التكابر ورضى لهم لتواضع، فالصقوا بالارض خدودهم، و عفروا في التراب وجوههم، وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين، فكونوا قوما مستضعفين قد اختبرهم الله بالمخمصة، وابتلاهم بالمجهدة، وامتحنهم بالمخاوف ومحصهم بالمكاره، فلا تعتبروا الرضا والسخط بالمال والولد جهلا بمواقع الفتنة والاختبار في موضع الغنا والاقتار، فقد قال سبحانه: أيحسبون انما نمدهم به من مال و بنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون فان الله سبحانه يختبر عباده المستكبرين في أنفسهم بأوليائه المستضعفين في أعينهم.

80 - في مجمع البيان " أيحسبون انما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون " وروى السكونى عن أبى عبدالله عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى يقول: يحزن عبدى المؤمن اذا قترت عليه شيئا من الدنيا، وذلك أقرب له منى، ويفرح اذا بسطت له الدنيا، وذلك أبعد له منى، ثم تلا هذه الاية إلى قوله: " بل لا يشعرون " ثم قال: ان ذلك فتنة لهم.

81 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه وعلى بن محمد القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان المنقرى عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان قدرت أن لا تعرف فافعل، وما عليك ان لا يثنى عليك الناس، وما عليك ان تكون مذموما عند الناس اذا كنت محمودا عند الله، ثم قال:

[546]

انى(1) على بن أبى طالب لا خير في العيش الا لرجلين، رجل يزداد كل يوم خيرا، ورجل يتدارك منيته بالتوبة، وأنى له بالتوبة، والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك وتعالى منه الا بولايتنا أهل البيت، ألا ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا ورضى بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما اكن رأسه وهم والله في ذلك خائفون وجلون ودوا انه حظهم من الدنيا، وكذلك وصفهم الله عزوجل فقال: والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون ثم قال: ما الذى أتوا، اتوا والله مع الطاعة والمحبة والولاية وهم في ذلك خائفون ليس خوفهم خوف شك ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا.

82 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر عزوجل من يريد بهم الخير فقال: " ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون " إلى قوله: " يؤتون ما آتوا " قال: من العبادة والطاعة.

83 - في روضة الكافى وهيب عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة " قال: هى شفاعتهم و رجاؤهم يخافون أن ترد عليهم أعمالهم ان لم يطيعوا الله عز ذكره ويرجون ان يقبل منهم.

84 - في مجمع البيان " وقلوبهم وجلة " وقال أبوعبدالله عليه السلام: معناه خائفة ان لا يقبل منهم وفى رواية اخرى أتى وهو خائف راج.

85 - في محاسن البرقى عنه عن الحسن بن على بن فضال عن أبى جميلة عن محمد الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: " الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة انهم إلى ربهم راجعون " قال: يعملون ما عملوا وهم يعلمون انهم يثابون عليه.

86 - وروى عثمان بن عيسى عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: يعملون و يعلمون انهم سيثابون عليه.

87 - عنه عن أبيه عن ابن سنان عن ابن بكير عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لو ان العباد وصفوا الحق وعملوا به ولم تعقد قلوبهم على انه الحق

___________________________________

(1) كذا في النسخ ولم أظفر على الحديث في مظانه في كتاب الكافى.

[547]

ما انتفعوا.

88 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن حارث بن المغيرة أو أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الاعاجيب وكان أعجب ما كان فيها ان قال: خف الله عزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء‌ا لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك.

89 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان مما حفظ من خطب النبى صلى الله عليه واله انه قال: الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين، بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقى لا يدرى ما الله عزوجل قاض فيه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

90 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون يقول: هو على بن أبى طالب صلوات الله عليه لم يسبقه أحد.

91 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام وكان اذا دخل شهر رمضان يكتب على غلمانه ذنوبهم حتى اذا كان آخر ليلة دعاهم ثم اظهر الكتاب وقال: يا فلان فعلت كذا وكذا ولم أؤدبك؟ فيقرون اجمع فيقوم وسطهم ويقول لهم: ارفعوا أصواتكم وقولوا: يا على بن الحسين ربك قد أحصى عليك ما عملت كما أحصيت علينا ولديه كتاب ينطق بالحق لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها فاذكر ذل مقامك بين يدى ربك الذى لا يظلم مثقال ذرة وكفى بالله شهيدا، فاعف واصفح يعف عنك المليك لقوله تعالى: " وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون ان يغفر الله لكم " ويبكى وينوح.

92 - في جوامع الجامع حتى اذا خذنا مترفيهم بالعذاب والعذاب قتلهم يوم بدر، أو الجوع حين دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه واله فقال: اللهم اشدد وطأتك على مضر

[548]

واجعلها عليهم سنين كسنى يوسف(1) فابتلاهم الله بالقحط حتى اكلوا الجيف والكلاب والعظام المحترقة والقد(2) والاولاد.

وفى مجمع البيان ذكر نحو الثانى ونقله قولا عن الضحاك.

93 - وفى جوامع الجامع - ام جاء‌هم ما لم يأت آبائهم الاولين حيث خافوا الله فآمنوا به وأطاعوه، وآباء‌هم اسمعيل وأعقابه وعن النبى صلى الله عليه واله: لا تسبوا مضر ولا ربيعة فانهما كانا مسلمين، ولا تسبوا الحارث بن كعب ولا أسد بن خزيمة ولاتميم بن مر فانهم كانوا على الاسلام، وما شككتم فيه من شئ فلا تشكوا في ان تبعا كان مسلما.

94 - في تفسير على بن ابراهيم - ولو اتبع الحق اهوائهم لفسدت السموات والارض ومن فيهن قال: الحق رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام.

95 - وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ام تسألهم خرجا فخراج ربك خير وهو خير الرازقين يقول: ام تسألهم أجرا فأجر ربك خير وقوله: وانك لتدعوهم إلى صراط مستقيم قال: إلى ولاية أمير المؤمنين.

96 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام، من أحبك لدينك واخذ بسبيلك فهو ممن هدى إلى صراط مستقيم، ومن رغب عن هواك وأبغضك وانجلاك لقى الله يوم القيامة لا خلاق له.

97 - في تفسير على بن ابراهيم قال: وان الذين لا يؤمنون بالاخرة عن الصراط لناكبون قال: عن الامام لحادون.

___________________________________

(1) قال الجزرى: الوطأة في الاصل: الدوس بالقدم، فسمى به لغزو والقتل: لان من يطأ الشئ برجله فقد استقصى في اهلاكه واهانته ومنه الحديث اللهم أشدد وطأتك على مضر اى خذهم أخذا شديدا، وقال: السنة: الجدب.

(2) القد: الاناء من جلد، والنعل لم يجرد من الشعر.

وفى بعض النسخ " القدر " لكن المختار هو الموافق للمصدر ايضا.

[549]

98 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن عبدالله بن عبدالرحمن عن الهيثم بن واقد عن صفوان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذى يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فانهم عن الصراط لناكبون، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

99 - في روضة الكافى خطبة مسندة لامير المؤمنين عليه السلام: وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام وقد ذكر الاشقيين: يقول لقرينه اذا التقيا: " يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين " فيجيبه الاشقى على رثوثة: " يا ليتنى لم اتخذ فلانا خليلا لقد اضلنى عن الذكر بعد اذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا " فأنا الذكر الذى عنه ضل، والسبيل الذى عنه مال، والايمان الذى به كفر، والقرآن الذى اياه هجر، والدين الذى به كذب، والصراط الذى عنه نكب.

100 - في جوامع الجامع - ولو رحمناهم وكشفنا ما بهم من ضر للجوا في طغيانهم يعمهون ولما أسلم ثمامة بن اثال الحنفى ولحق باليمامة ومنع الميرة من أهل مكة وأخذهم الله بالسنين حتى أكلوا العلهز وهو دم القراد مع الصوف، جاء ابوسفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه واله فقال له: انشدك الله والرحم، ألست تزعم انك بعثت رحمة للعالمين؟ فقال: بلى، فقال له: قتلت الاباء بالسيف والابناء بالجوع.

101 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابن أبى عمير عن ابى أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل، فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون فقال: الاستكانة هو الخضوع، والتضرع هو رفع اليدين والتضرع بهما.

102 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن ابى أيوب عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " قال: الاستكانة هى الخضوع، والتضرع رفع اليدين والتضرع بهما.

[550]

103 - في مجمع البيان وروى عن مقاتل بن حيان عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال النبى صلى الله عليه واله: رفع الايدى من الاستكانة، قلت: وما الاستكانة؟ قال: الا تقرء هذه الاية: " فما استكانوا لربهم وما يتضرعون " أورده الثعلبى والواحدى في تفسيريهما.

104 - وقال ابوعبدالله عليه السلام: الاستكانة الدعاء والتضرع رفع اليدين في الصلوة.

105 - حتى اذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد وذلك حين دعا النبى صلى الله عليه واله عليهم فقال: اللهم اجعلها عليهم سنين كسنى يوسف فجاعوا حتى أكلوا العلهز وهو الوبر بالدم، وقال أبوجعفر عليه السلام: هو في الرجعة.

قال عز من قائل: وهو الذى انشأكم السمع والابصار الاية.

106 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: اعجبوا لهذا الانسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ويسمع بعظم ويتنفس من خرم(1).

107 - في تفسير على بن ابراهيم ثم رد الله عزوجل على الثنوية الذين قالوا بالهين فقال: ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض قال: لو كانا الهين كما زعمتم لطلب كل وآحد منهما العلو، واذا شاء واحد أن يخلق انسانا شاء الاخرأن يخالفه فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما واختلاف ارادتهما انسانا وبهيمة في حالة واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود، واذا بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان، وكان واحدا، فهذا التدبير واتصاله وقوام بعضه ببعض يدل على صانع واحد، وهو قول الله عزوجل: " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من اله اذا لذهب كل اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض " وقوله: لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا.

108 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن

___________________________________

(1) الخرم: الثقب والشق.

 

[551]

عليه السلام حديث طويل وفى آخره قلت: جعلت فداك بقيت مسألة قال: هات لله أبوك، قلت: يعلم القديم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك ان مسائلك لصعبة، أما سمعت الله يقول: " لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا " وقوله: " ولعلا بعضهم على بعض " وقال يحكى قول اهل النار: " ارجعنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل " وقال: " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " فقد علم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

109 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى ثعلبة بن ميمون عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: عالم الغيب والشهادة فقال: عالم الغيب ما لم يكن، والشهادة ما قد كان.

110 - في مجمع البيان وروى الحاكم أبوالقاسم الحسكانى باسناده عن أبى صالح عن ابن عباس وجابر بن عبدالله انهما سمعا رسول الله صلى الله عليه واله يقول في حجة الوداع وهو بمنى: لا ترجعوا بعدى كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفنى في كتيبة يضاربونكم قال: فغمز من خلفه منكبه الايسر فالتفت فقال: أو على فنزل: قل رب اما ترينى الايات.

111 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن بعض أصحابه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: بعث أمير المؤمنين عليه السلام إلى بشر بن عطارد التيمى في كلام بلغه فمر به رسول أمير المؤمنين عليه السلام في بنى أسد وأخذه، فقام اليه نعيم بن دجاجة الاسدى فأفلته(1) فبعث اليه أمير المؤمنين عليه السلام فأتوه به وامر به أن يضرب فقال نعيم: أما والله ان المقام معك لذل وان فراقك لكفر؟ قال: فلما سمع ذلك منه قال له: قد عفونا عنك ان الله عزوجل يقول: ادفع بالتى هى احسن السيئة اما قولك: ان المقام معك لذل فسيئة اكتسبتها، واما قولك: وان فراقك لكفر فحسنة اكتسبتها فهذه بهذه فأمر ان يخلى عنه.

112 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عمن أخبره

___________________________________

(1) اى خلصه من يده.

[552]

عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: " ادفع بالتى هى أحسن السيئة " قال: التى هو أحسن التقية، " فاذا الذى بينك وبينه عداوة كانه ولى حميم ".

113 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: وقل رب اعوذ بك من همزات الشياطين قال: ما يقع في قلبك من وسوسة الشياطين.

114 - في كتاب ثواب الاعمال وذكر أحمد بن أبيعبد الله ان في رواية أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من منع الزكوة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول الله عزوجل: حتى اذا جاء احدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت.

115 - في الكافى يونس عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: من منع قيراطا من الزكوة فليس بمؤمن ولا مسلم، وهو قوله تعالى : " رب ارجعون لعلى أعمل صالحا فيما تركت ".

116 - أحمد بن محمد عن على بن الحسين عن وهيب بن حفص عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من منع الزكوة سأل الرجعة عند الموت، وهو قول الله تعالى: " رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت ".

117 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبى صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام: يا على تارك الزكوة يسأل الرجعة إلى الدنيا، وذلك قول الله عزوجل: " حتى اذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون " الاية.

118 - في امالى الصدوق رحمه الله عن الصادق عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: اذا مات الكافر شيعه سبعون الفا منم الزبانية إلى قبره، وانه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كل شئ الا الثقلان ويقول: " لو ان لى كرة فأكون من المؤمنين " ويقول: " رب ارجعون اعمل صالحا فيما تركت " فتجيبه الزبانية " كلا انها كلمة انت قائلها " 119 - في مجمع البيان وروى العياشى باسناده عن الفتح بن يزيد الجرجانى قال قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك يعرف القديم سبحانه الشئ الذى لم

[553]

يكن ان لو كان كيف كان يكون؟ قال: ويحك ان مسألتك لصعبة، أما قرأت قوله عزوجل إلى قوله: وقال - يحكى قول الاشقياء -: " رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا انها كلمة هو قائلها " فقد علم الشئ الذى لم يكن ان لو كان كيف كان يكون.

120 - في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون قال: البرزخ هو امر بين امرين وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة وهو قول الصادق عليه السلام: والله ما أخاف عليكم الا البرزخ، واما اذا صار الامر الينا فنحن أولى بكم.

121 - وقال على بن الحسين عليهما السلام: ان القبر اما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

122 - وفيه ايضا وقوله: " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " فقال الصادق عليه السلام: البرزخ القبر وهو الثواب والعقاب بين الدنيا والاخرة، والدليل على ذلك قول العالم عليه السلام: والله ما نخاف عليكم الا البرزخ.

123 - في كتاب الخصال عن الزهرى قال قال على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليه السلام: أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التى يعاين فيها ملك الموت، والساعة التى يقوم فيها من قبره، والساعة التى يقوم فيها بين يدى الله، فاما إلى الجنة واما إلى النار، ثم قال: ان نجوت يا ابن آدم عند الموت فانت أنت و الا هلكت، وان نجوت يا بن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت والا هلكت، وان نجوت حين تحمل الناس على الصراط فأنت أنت والا هلكت، وان نجوت يا ابن آدم حين تقول لرب العالمين فأنت أنت والا هلكت، ثم تلا: " ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون " وقال: هو القبر، وان لهم فيها لمعيشة ضنكا، والله ان القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

124 - في الكافى محمد بن يحيى عن عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن

[554]

محمد عن عبدالرحمان بن حماد عن عمر بن يزيد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انى سمعتك وأنت تقول: كل شيعتنا في الجنة على ما كان فيهم؟ قال: صدقتك كلهم والله في الجنة، قال: قلت: جعلت فداك ان الذنوب كثيرة كبار؟ فقال: اما في القيامة فكلكم في الجنة بشفاعة النبى المطاع أو وصى النبى، ولكنى والله أتخوف عليكم في البرزخ، قلت: وما البرزخ؟ فقال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة.

125 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: سلكوا في بطون البرزخ سبيلا سلطت الارض عليهم فيه، فأكلت لحومهم وشربت من دمائهم فاصبحوا في فجوات قبورهم جمادا لا ينمون وضمارا لا يوجدون، لا يفزعهم ورود الاهوال ولا يحزنهم تنكر الاحوال، و لا يحفلون بالرواجف، ولا يأذنون للقواصف، غيبا لا ينتظرون، وشهودا لا يحضرون وانما كانوا جميعا فتشتتوا، والافا فافترقوا، وما عن طول عهدهم ولا بعد محلهم عميت أخبارهم وصمت ديارهم، ولكنهم سقوا كأسا بدلتهم بالنطق خرسا وبالسمع صمما، وبالحركات سكونا فكأنهم في ارتجال الصفة صرعى سبات، جيران لا يتأنسون وأحباء لا يتزاورون، بليت بينهم عرى التعارف، وانقطعت منهم أسباب الاخاء فكلهم وحيد وهم جميع، وبجانب الهجر وهم أخلاء لا يتعارفون لليل صباحا ولا لنهار مساء‌ا أى الجديدين ظعنوا فيه كان عليهم سرمدا شاهدوا من أخطار دارهم أفظع مما خافوا ورأوا من آياتها أعظم مما قد روا، فكلا الغايتين مدت لهم إلى مباء‌ة، فأتت مبالغ الخوف والرجاء فلو كانوا ينطقون بها لعيوا بصفة ما شاهدوا وما عاينوا(1)

___________________________________

(1) قوله عليه السلام: " في فجوات " هى جمع فجوة: وهى الفرجة المتسعة بين الشيئين.

" وجمادا لا ينمون " قال الشارح المغزلى اى خرجوا عن صورة الحيوانية إلى صورة الجماد الذى لا ينمى ولا يزيد، ويروى لا ينمون بتشديد الميم من النميمة وهى الهمس والحركة ومنه قولهم اسكت الله نامته في قول من شدد ولم يهمز " وضمارا " يقال لكل ما لا يرجى من الدين والوعد، وكل ما لا تكون منه على ثقة ضمار " لا يحلفون بالرواجف " اى لا يكترثون بالزلازل " ولا ياذنون للقواصف " اى لا يسمعون الاصوات الشديدة، اذنت لكذا اى سمعته، وجمع لغائب غيب وغيب وكلاهما مروى هيهنا، والاف جمع آلف، ككفار جمع كافر.

وقوله عليه السلام: " فكانهم في ارتجال الصفة " اى اذا وصفهم الواصف مرتجلا غير مترو في الصفة ولا متهيى " للقول والسبات: النوم والمباء‌ة: المنزل.

[555]

126 - في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن خالد بن عمارة عن أبى بصير: قال أبوعبدالله عليه السلام اذا حيل بينه(1) وبين الكلام أتاه رسول الله صلى الله عليه واله ومن شاء الله(2) فجلس رسول الله عن يمينه والاخر عن يساره، فيقول له رسول الله: اما ما كنت ترجو فهو ذا أمامك، واما ما كنت تخاف منه فقد أمنت منه، ثم يفتح له بابا إلى الجنة فيقول: هذا منزلك من الجنة، فان شئت رددناك إلى الدنيا ولك فيها ذهب وفضة، فيقول: لا حجة لى في الدنيا، فعند ذلك يبيض لونه ويرشح جبينه وتقلص شفتاه(3) وتنشر منخراه وتدمع عينه اليسرى، فأى هذه العلامات رأيت فاكتف بها فاذا خرجت النفس من الجسد فيعرض عليها كما يعرض عليه وهى في الجسد، فتختار الاخرة فيغسله فيمن يغسله، ويقلبه فيمن يقلبه فاذا أدرج في أكفانه ووضع على سريره خرجت روحه تمشى بين أيدى القوم قدما، تلقاه أرواح المؤمنين يسلمون عليه و يبشرونه بما أعد الله له جل ثناؤه من النعيم، فاذا وضع في قبره رد اليه الروح إلى وركيه(4) ثم يسأل عما يعلم، فاذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الذى أراه رسول الله صلى الله عليه واله فيدخل عليه من نورها وبردها وطيب ريحها، قال: قلت: جعلت فداك فاين ضغطة القبر؟ فقال: هيهات ما على المؤمنين شئ والله ان هذه الارض لتفتخر على هذه فتقول وطئ على ظهرى مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن، وتقول له الارض: والله لقد كنت أحبك وأنت تمشى على ظهرى، فاما اذا وليتك فستعلم ماذا أصنع بك فتفسح له مد بصره

___________________________________

(1) إلى المحتضر.

(2) كنى بمن شاء الله عن أمير المؤمنين عليه السلام، وانما لم يصرح به كتمانا على المخالفين المنكرين.

(3) قلص الشفتين: انزوائهما.

(4) الورك - ككتف -: ما فوق الفخذ كالكتف فوق العضد

[556]

127 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبدالعزيز العبدى عن ابن أبى يعفور قال: كان خطاب الجهنى خليطا لنا وكان شديد النصب لال محمد و كان يصحب نجدة الحرورى(1) قال: فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقية، فاذا هو مغمى عليه في حد الموت، فسمعته يقول: مالى ولك يا على عليه السلام؟ ! فأخبرت بذلك أبا عبدالله عليه السلام، فقال أبوعبدالله: رآه ورب الكعبة رآه ورب الكعبة.

128 - على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: أرأيت الميت اذا مات لم يجعل معه الجريدة؟ قال: تجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا قال: والعذاب كله في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم، وانما جعلت السعفتان(2) لذلك فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما ان شاء الله.

129 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبدالرحمان بن أبى هاشم عن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما من موضع قبر الا وهو ينطق كل يوم ثلاث مرات: أنا بيت التراب، انا بيت البلى، انا بيت الدود، قال: فاذا دخله عبد مؤمن قال: مرحبا واهلا، أما والله لقد كنت أحبك وأنت تمشى على ظهرى فكيف اذا دخلت بطنى فسترى ذلك؟ قال فيفسح له مد البصر ويفتح له باب يرى مقعدة من الجنة، قال: ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا احسن منه، فيقول: يا عبدالله ما رأيت شيئا قط أحسن منك؟ فيقول: انا رأيك الحسن الذى كنت عليه وعملك الصالح الذى كنت تعمله، قال: ثم تؤخذ روحه فيوضع في الجنة حيث رأى منزله، ثم يقال له: نم قرير العين فلا يزال نفحة من الجنة تصيب جسده، ويجد لذتها وطيبها حتى يبعث.

قال: واذا دخل الكافر قالت له: لا مرحبا بك ولا أهلا، اما والله لقد كنت ابغضك وأنت تمشى على ظهرى فكيف اذا دخلت بطنى سترى ذلك، قال: فتضم

___________________________________

(1) الحرورية: طائفة من الخوارج منسوبة إلى حروراء وهى قرية بالكوفة رئيسهم نجدة.

(2) السعفة: الجريدة من النخل.

[557]

عليه فتجعله رميما ويعاد كما كان، ويفتح له باب إلى النار فيرى مقعده من النار، ثم قال: ثم انه يخرج منه رجل أقبح من راى قط قال: فيقول له: يا عبدالله من أنت ما رأيت شيئا اقبح منك؟ قال: فيقول: أنا عملك السيئ الذى كنت تعمله ورأيك الخبيث، قال: ثم توخذ روحه فتوضع حيث راى مقعده من النار، ثم لم تزل نفخة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرها في جسده إلى يوم يبعث، ويسلط الله على روحه تسعة وتسعين تنينا تنهشه(1) ليس فيها تنين ينفخ على وجه الارض فتنبت شيئا.

130 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن على عن غالب بن عثمان عن بشير الدهان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان للقبر كلاما كل يوم يقول: انا بيت الغربة أنا بيت الوحشة، انا بيت الدود، انا القبر، أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

131 - على بن محمد عن على بن الحسن عن حسين بن راشد عن المرتجل بن معمر عن ذريح المحاربى عن عبادة الاسدى عن حبة العرنى قال: خرجت مع أمير - المؤمنين عليه السلام إلى الظهر(2) فوقف بواد السلام كأنه مخاطب لاقوام، فعمت لقيامه حتى أعييت ثم جلست حتى مللت، ثم قمت حتى نالنى مثل ما نالنى اولا، ثم جلست حتى مللت ثم قمت وجمعت ردائى، فقلت: يا امير المؤمنين انى قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة؟ ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لى: يا حبة ان هو الا محادثة مؤمن أو مؤانسة، قال: قلت: يا أمير المؤمنين وانهم لكذلك؟ قال: نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين(3) يتحادثون، فقلت: أجسام أم أرواح؟ فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الارض الا قيل لروحه: الحقى بوادى السلام وانها لبقعة من جنة عدن.

___________________________________

(1) التنين: الحية العظيمة.

(2) إلى إلى ظهر الكوفة.

(3) من احتبى بالثواب: اشتمل به.

وقيل: جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها لتستند، اذ لم يكن للعرب في البوادى جدران تستند اليها في مجالسها.

[558]

132 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحسن بن على عن أحمد بن عمر رفعه إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ان أخى ببغداد وأخاف أن يموت بها؟ فقال: ما يبالى حيث ما مات، اما انه لا يبقى مؤمن في شرق الارض وغربها الا حشر الله روحه إلى وادى السلام، قلت له: وأين وادى السلام؟ قال: ظهر الكوفة، أما انى كأنى بهم حلق حلق قعود يتحدثون.

133 - على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد الحناط عن أبى عبدالله عليه السلام قلت له: جعلت فداك يروون ان أرواح المؤمنين في حواصل طيور(1) خضر حول العرش، فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، لكن في أبدان كأبدانهم.

134 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبدالرحمان بن أبى نجران عن مثنى الحناط عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان أرواح المؤمنين لفى شجرة من الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم الساعة لنا و انجز لنا ما وعدتنا وألحق آخرنا بأولنا.

135 - سهل بن زياد عن اسمعيل بن مهران عن درست بن أبى منصور عن ابن مسكان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الارواح في صفة الاجساد في شجرة في الجنة، تتعارف وتتسائل، فاذا قدمت الروح على الارواح تقول: دعوها فانها قد أقبلت من هول عظيم، ثم يسألونها: ما فعل فلان وما فعل فلان؟ فان قالت لهم: تركته حيا ارتجوه، وان قالت لهم: قد هلك قالوا: قد هوى هوى(2).

136 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن محمد بن عثمان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن أرواح المؤمنين؟ فقال: في حجرات في الجنة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها، ويقولون: ربنا أقم لنا الساعة و

___________________________________

(1) الحواصل جمع الحوصلة وهى من الطير بمنزلة المعدة للانسان.

(2) قال المجلسى (ره): اى سقط إلى دركات الجحيم، اذ لو كان من السعداء لكان يلحق بنا.

[559]

انجز لنا ما وعدتنا والحق آخرنا بأولنا.

137 - على عن أبيه عن محسن بن أحمد عن محمد بن حماد عن يونس بن يعقوب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا مات الميت اجتمعوا عنده يسألونه عمن مضى وعمن بقى فان كان مات ولم يرد عليهم قالوا: قد هوى هوى، ويقول بعضهم لبعض: دعوه حتى يسكن مما مر عليه من الموت.

138 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن القاسم بن محمد عن الحسين بن أحمد عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فقال: ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ فقلت: يقولون: تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش، فقال أبو عبدالله عليه السلام: سبحان الله المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير، يا يونس اذا كان ذلك أتاه محمد صلى الله عليه واله وعلى و فاطمة والحسن والحسين والملائكة المقربون عليهم السلام فاذا قبضه الله عزوجل صير تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون، فاذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التى كانت في الدنيا.

139 - محمد عن أحمد عن الحسين بن سعيد عن أخيه الحسن عن زرعة عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انا نتحدث عن أرواح المؤمنين انها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنة وتأوى إلى قناديل تحت العرش؟ فقال: لا، اذن ما هى في حواصل طير.

قلت: فأين هى؟ قال: في روضة كهيئة الاجساد في الجنة.

140 - على عن أبيه عن أبى عمير عن محمد بن عثمان عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن أرواح المشركين فقال: في النار يعذبون يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تحلق آخرنا بأولنا.

141 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبدالرحمان بن أبى نجران عن مثنى عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا باولنا.

[560]

142 - محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد باسناد له قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شر بئر في النار برهوت الذى فيه أرواح الكفار.

143 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن جعفر بن محمد الاشعرى عن القداح عن أبى عبدالله عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: شر ماء على وجه الارض ماء برهوت، وهو الذى بحضرموت ترده هام الكفار(1).

144 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن عبدالرحمن ن ابى نجران عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انما يسأل في قبره من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا، وما سوى ذلك فيلهى عنه(2).

145 - أبوعلى الاشعرى عن محمد بن عبدالجبار عن الحجال عن ثعلبة عن أبى بكر الحضرمى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا يسأل في القبر الا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا، والاخرون يلهون عنهم.

146 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا يسأل في القبر الا من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا.

147 - عن احمد بن محمد عن الحسين عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن

___________________________________

(1) هام جمع هامة وهى الصدى ورئيس القوم، والصدى الرجل اللطيف الجسد، والجسد من الادمى بعد موته، وطائر يخرج من رأس المقتول اذا بلى بزعم الجاهلية، و كانوا يزعمون ان عظام الميت تصير هامة فتطير على قبره والمراد بالهامة هنا ارواح الكفار وأبدانهم المثالية، قاله المحدث الكاشانى (ره).

(2) قوله عليه السلام " محض الايمان.

" محض على صيغة الفعل اى اخلص وقوله عليه السلام: " فيلهى " ليس على معناه الحقيقى بل هو كناية عن عدم التعرض لهم في سؤال ما دون الايمان والكفر، كذا في هامش المصدر.

[561]

هارون بن خارجة عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يسأل وهو مضغوط.

148 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن على بن أبيحمزة عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أيفلت(1) من ضغطة القبر أحد؟ قال: فقال: نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

149 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمان عن عبدالله بن القاسم عن أبى بكر الحضرمى قال: قلت لابى - جعفر عليه السلام: اصلحك الله من المسئولون في قبورهم؟ قال: من محض الايمان ومن محض الكفر، قال: قلت فبقية هذا الخلق؟ قال: يلهو والله عنهم ما يعبأ بهم قال: قلت: وعم يسألون؟ قال: عن الحجة القائمة بين أظهركم فيقال للمؤمن: ما تقول في فلان بن فلان، فيقول: ذاك امامى، فيقال: نم أنام الله عينك، ويفتح له باب من الجنة فلا يزال يتحفه من روحها إلى يوم القيامة، ويقال للكافر: ما تقول في فلان بن فلان؟ قال: فيقول: قد سمعت به وما أدرى ما هو؟ قال: فيقال له: لا دريت، قال: ويفتح له باب من النار فلا يزال ينفحه(2) من حرها إلى يوم القيامة.

150 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ضريس الكناسى قال: سألت أبا جعفر عليه السلام ان الناس يذكرون ان فراتنا يخرج من الجنة فكيف وهو يقبل من المغرب وتصب فيه العيون والاودية؟ قال: فقال أبوجعفر عليه السلام وانا اسمع: ان لله جنة خلقها الله في المغرب، وماء فراتكم يخرج منها واليها تخرج أرواح المؤمنين من حفرهم عند كل مساء، فتسقط على ثمارها وتأكل منها وتتنعم فيها وتتلاقى وتتعارف، فاذا طلع الفجر هاجت من الجنة فكانت في الهواء فيهما بين السماء والارض تطير ذاهبة و

___________________________________

(1) من الافلات اى يخلص.

(2) من نفح الريح: هبت وفى المصدر " يتحفه " وهو الاظهر بقرينة صدر الحديث.

[562]

جائية، وتعهد حفرها اذا طلعت الشمس وتتلاقى في الهواء وتتعارف، قال: وان لله نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم، فاذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له: برهوت أشد حرا من نيران الدنيا، كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون، فاذا كان المساء عادوا إلى النار، فهم كذلك إلى يوم القيامة، قال: قلت: أصلحك الله فما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه واله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم امام ولا يعرفون ولايتكم؟ فقال: أما هؤلاء فانهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان منهم له عمل صالح ولم يظهر له عداوة فانه يخد له خد إلى الجنة التى خلقها الله في المغرب فيدخل عليه منها الروح في حفرته إلى يوم القيامة، فليقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته، فاما إلى النار واما الجنة، فهؤلاء موقوفون لامر الله قال وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والاطفال واولاد المسلمين الذين لم يبلغوا الحلم، فاما النصاب من أهل القبلة فانهم يخد لهم خد إلى النار التى خلقها الله عزوجل في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرور والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة، ثم مصيرهم إلى الحميم " ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم اين ما كنتم تدعون من دون الله " أين امامكم الذى اتخذتموه دون الامام الذى جعله الله للناس اماما.

151 - في عيون الاخبار في باب قول الرضا عليه السلام لاخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه باسناده إلى ابراهيم بن محمد الثقفى قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من أحب عاصيا فهو عاص، ومن أحب مطيعا فهو مطيع، ومن أعان ظالما فهو ظالم، و من خذل ظالما فهو عادل، انه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله الا بالطاعة ولقد قال رسول الله صلى الله عليه واله لبنى عبدالمطلب: ايتونى باعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم قال الله تبارك وتعالى: فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فم ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون.

[563]

152 - في تفسير على بن ابراهيم قال الصادق عليه السلام: لا يتقدم يوم القيامة أحد الا بالاعمال، والدليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه واله: ايها الناس ان العربية ليست بأب والد(1) وانما هو لسان ناطق فمن تكلم به فهو عربى، الا انكم ولد آدم وآدم من تراب وأكرمكم عند الله أتقاكم والدليل على ذلك قول الله: " فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يؤمئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت موازينه " قال: بالاعمال الحسنة " فاولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه " قال: من تلك الاعمال الحسنة " فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ".

153 - وفيه ايضا حدثنى أبى عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام ان صفية بنت عبدالمطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك فان قرابتك من رسول الله لا تنفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لى قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله فأخبرته بذلك وبكت فخرج رسول الله فنادى: الصلوة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون قرابتى لا تنفع، لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

154 - في مجمع البيان وقال صلى الله عليه واله: كل حسب ونسب منقطع الا حسبى ونسبى.

155 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب في مناقب زين العابدين عليه السلام: طاوس الفقيه: رأيته يطوف من العشاء إلى السحر ويتعبد، فلما لم ير أحدا رمق إلى السماء بطرفه(2) وقال: الهى غارت نجوم سماواتك، وهجعت(3) عيون أنامك وأبوابك مفتحات للسائلين، جئتك لتغفر لى وترحمنى وترينى وجه محمد صلى الله عليه واله في عرصات القيامة ثم بكى وقال: وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتى مخالفتك، وما عصيتك اذ عصيتك و

___________________________________

(1) وفى المصدر: ليست باب وجد ".

(2) رمقة: أطال النظر اليه.

(3) هجع: نام

[564]

أنا بك شاك، ولا بنكالك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض ولكن سولت لى نفسى وأعاننى على ذلك سترك المرخى به على، فأنا الان من عذابك من يستنقذنى؟ وبحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عنى، فوا سوأتاه غدا من الوقوف بى يديك اذا قيل للمخفين: جوزوا وللمثقلين حطوا أم مع المخفين أجوز؟ أم مع المثقلين أحط؟ ويلى كلما طال عمرى كثرت خطاياى ولم أتب، أما آن لى أن أستحى من ربى، ثم بكى وأنشأ يقول: أتحرقنى بالنار يا غاية المنى * فأين رجائى ثم أين محبتى أتيت بأعمال قباح ردية * وما في الورى خلق جنى كجنايتى ثم بكى وقال: سبحانك تعصى كأنك لا ترى، وتحلم كأنك لم تعص، تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأن لك الحاجة اليهم، وانت يا سيدى الغنى عنهم، ثم خر إلى الارض ساجدا قال: فدنوت منه وشلت رأسه(1) فوضعته على ركبتى وبكيت حتى جرت دموعى على خده، فاستوى جالسا وقال: من الذى أشغلنى عن ذكر ربى؟ فقلت له: أنا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا أن نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون؟ أبوك الحسين بن على وامك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله ! قال: فالتفت إلى وقال: هيهات هيهات يا طاوس دع عنى حديث أبى وامى وجدى، خلق الله الجنة لمن أطاع وأحسن ولو كان عبدا حبشيا، وخلق النار لمن عصاه ولو كان ولدا قريشا، أما سمعت قول الله تعالى: " فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون " والله لا ينفعك غدا الا تقدمه تقدمها من عمل صالح.

156 - في اصول الكافى حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام جواب لرسالة طلحة والزبير اليه عليه السلام وفيه: زعمتما انكما أخواى في الدين وابنا عمى في النسب، فاما النسب، فلا أنكره وان كان النسب مقطوعا الا ما وصله الله بالاسلام.

157 - في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لابى مخنف رحمه الله من كلامه عليه السلام في موقف كربلاء: أما انا ابن بنت نبيكم صلوات الله عليه وآله؟ فوالله ما بين المشرق

___________________________________

(1) شال الشئ: نام.

[565]

والمغرب لكم ابن بنت نبى غيرى، ومن اشعاره عليه السلام فيه ايضا:

انا ابن الحر من آل هاشم *** كفانى بهذا مفخر حين افخر

وفاطم امى ثم جدى محمد *** وعمى يدعى ذا الجناحين جعفر

ونحن ولاة الحوض نسقى محبنا *** بكأس رسول الله ما ليس ينكر

اذا ما اتى يوم القيامة ظامئا *** إلى الحوض يسقيه بكفيه حيدر

ومن أشعاره عليه السلام ايضا:

خيرة الله من الخلق أبى *** بعد جدى فانا ابن الخيرتين

امى الزهراء حقا وأبى *** وارث العلم ومولى الثقلين

فضة قد صفيت من ذهب *** فانا الفضة وابن الذهبين

والدى شمس وامى قمر *** فانا الكوكب وابن القمرين

عبدالله غلاما يافعا *** وقريش يعبدون الوثنين(1)

من له جد كجدى في الورى؟ *** او كأمى من جميع المشرقين؟

خصه الله بفضل وتقى *** فأنا الازهر وابن الازهرين

جوهر من فضة مكنونة *** فانا الجوهر وابن الدرتين

جدى المرسل مصباح الدجى *** وأبى الموفى له بالبيعتين

والذى خاتمه جاد به *** حين وافى رأسه للركعتين

أيده الله بطهر طاهر *** صاحب الامر ببدر وحنين

ذاك والله على المرتضى *** ساد بالفضل على اهل الحرمين

158 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال القيامة وفيه: ومنهم أئمة الكفر وقادة الضلالة، فاولئك لا يقيم لهم يوم القيامة وزنا ولا يعبؤ بهم، لانهم لم يعبأوا بأمره ونهيه يوم القيمة، فهم في جهنم خالدون، تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون.

___________________________________

(1) يفع الغلام: راهق العشرين، وقيل: ترعرع وناهز البلوغ.

[566]

159 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: تلفح وجوههم النار قال: تلهب عليهم فتحرقهم وهم فيها كالحون اى مفتوحى الفم متربدى الوجوه.

160 - في كتاب التوحيد باسناده إلى على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى - عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: ربنا غلبت علينا شقوتنا قال: بأعمالهم شقوا.

161 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يذكر فيه أحوال المحشر يقول فيه وقد ذكر النبى صلى الله عليه واله: ويشهد على منافقى قومه وامته وكفارهم بالحادهم وعنادهم ونقضهم عهوده، تغييرهم سنته واعتدائهم على أهل بيته، وانقلابهم على أعقابهم وارتدادهم على أدبارهم، وأحتذائهم في ذلك سنة من تقدمهم من الامم الظالمة الخائنة لانبيائها، فيقولون باجمعهم: " ربنا غلبت علينا شقوتنا ".

162 - في تفسير على بن ابراهيم - قالوا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون قال اخسئوا فيها ولا تكلمون فبلغنى والله أعلم انهم تداكوا بعضهم على بعض سبعين عاما حتى انتهوا إلى قعر جهنم.

163 - في ارشاد المفيد رحمه الله باسناده إلى ام سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: ان عليا وشيعته هم الفائزون.

164 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده عن سعد بن طريف عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين إلى أن قال: ومن قرأ مأة آية كتب من الفائزين.

165 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: قال كم لبثتم في الارض عدد سنين قالوا لبثنا يوما او بعض يوم فاسئل العادين قال: سئل الملائكة الذين يعدون علينا الايام ويكتبون ساعاتنا واعمالنا التى اكتسبنا فيها.

166 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام فقلت له: لم خلق الله الخلق؟ فقال:

[567]

ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى، بل خلقهم لاظهار قدرته، و ليكلفهم طاعته، فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم.

167 - وباسناده إلى مسعدة بن زياد قال: قال رجل لجعفر بن محمد عليهما السلام: يابا عبدالله انا خلقنا للعجب؟ قال: وما ذلك لله أنت؟ قال: خلقنا للفناء؟ فقال: مه يا ابن(1) خلقنا للبقاء، وكيف [ تفنى ] جنة لا تبيد(2) ونار لا تخمد، ولكن انما تتحول من دار إلى دار.

___________________________________

(1) كذا في النسخ بياض بعد لفظة " يا بن " لكن في المصدر هكذا " يا بن اخ.اه ".

(2) لا تبيد: اى لا نهلك

[568]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21401495

  • التاريخ : 19/04/2024 - 08:05

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net