00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة طه 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

سورة طه

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال عن أبيعبد الله عليه السلام قال: لا تدعوا قرائة سورة طه فان الله يحبها ويحب من قرأها، ومن أدمن من قرائتها أعطاه الله يوم القيمة كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما عمل في الاسلام، واعطى في الاخرة من الاجر حتى يرضى.

2 - في مجمع البيان ابى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله قال: من قرأها اعطى يوم القيمة ثواب المهاجرين والانصار.

3 - أبوهريرة عن النبى صلى الله عليه واله قال: ان الله تعالى قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألفى عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالوا: طوبى لامة ينزل هذا عليها، وطوبى لاجواف تحمل هذا، وطوبى لالسن تكلم بهذا.

4 - وعن الحسن قال: قال النبى صلى الله عليه واله: لا يقرء أهل الجنة من القرآن الا يس وطه.

5 - وقد روى ان النبى صلى الله عليه واله كان برفع احدى رجليه في الصلوة ليزيد تعبه، فأنزل الله تعالى: طه ما انزلنا عليك القرآن لتشقى فوضعها وروى ذلك عن أبيعبد الله عليه السلام.

6 - في كتاب مقتل الحسين عليه السلام لابى مخنف رحمه الله ان على بن الحسين عليهما السلام قال لمجمع بن يزيد لعنه الله: أنا ابن من أشرقت عليه شجرة طوبى وأنا ابن من هو: " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ".

7 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن القاسم بن محمد عن على عن ابى بصير عن ابيعبد الله وابيجعفر عليهما السلام قالا: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا صلى قام على اصابع رجليه حتى تورم فأنزل الله تبارك وتعالى: " طه " بلغة طى يا محمد " ما انزلنا عليك

[367]

القرآن لتشقى * الا تذكرة لمن يخشى ".

8 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى سفيان بن سعيد الثورى عن الصادق عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: واما " طه " فاسم من اسماء النبى صلى الله عليه واله، ومعناه: يا طالب الحق الهادى اليه " ما انزلنا عليك القرآن لتشقى " بل لتسعد.

9 - في اصول الكافى حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب ابن حفص عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله عند عايشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عايشة ألا أكون عبدا شكورا؟ قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه: " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ".

10 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ولقد قام رسول الله صلى الله عليه واله عشر سنين على أطراف أصابعه حتى تورمت قدماه واصفر وجهه، يقوم الليل اجمع حتى عوتب في ذلك، فقال الله عزوجل: " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " بل لتسعد به والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

11 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبى صلى الله عليه واله اذ هبط الامين جبرئيل عليه السلام، ومعه جام من البلور الاحمر مملو مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله صلى الله عليه واله على بن أبى طالب وولده الحسن و الحسين عليهم السلام، فقال له: السلام عليك، الله يقرء عليك السلام ويحييك بعده التحية، ويأمرك ان تحيى عليا وولديه، قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله صلى الله عليه واله هلل ثلاثا وكبر ثلاثا، ثم قال بلسان ذرب(1) طلق يعنى الجام: " بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى " والحديث طويل آخذنا منه هذه الكرامة.

12 - في كتاب التوحيد عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل:

___________________________________

(1) لسان ذرب: فصيح

[368]

فقوله: الرحمن على العرش استوى قال أبوعبدالله عليه السلام: بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش، با ين من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له، ولا أن يكون العرش حاويا له، ولا أن يكون العرش ممتازا له، ولكنا نقول: هو حامل العرش وممسك العرش، ونقول من ذلك ما قال: " وسع كرسيه السموات والارض " فثبتنا من العرش والكرسى ما ثبته، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسى حاويا وأن يكون عزوجل محتاجا إلى مكان او إلى شئ مما خلق، بل خلقه محتاجون اليه.

13 - وفيه خطبة عجيبة لامير المؤمنين عليه السلام وفيها: والمستوى على العرش بلا زوال.

14 - وفيه عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيه صلى الله عليه واله بعد ان ذكر الارضين السبع، ثم السماوات السبع، والبحر المكفوف، وجبال البرد، وحجب النور والهواء الذى تحار فيه القلوب: هذه السبع والبحر المكفوف، وجبال البر والهواء والحجب والكرسى عند العرش كحلقة في فلاة قى(1) ثم تلا هذه الاية: " الرحمن على العرش استوى " ما تحمله الاملاك الا بقول لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله، وفى روضة الكافى محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عبدالرحمن بن ابى نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشم عن ابى عبدالله عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله مثله إلى قوله: استوى.

15 - في كتاب التوحيد باسناده إلى محمد بن مازن ان أبا عبدالله عليه السلام سئل عن قول الله عزوجل: " الرحمن على العرش استوى " فقال استوى من كل شئ فليس شئ أقرب اليه من شئ، وفى تفسير على بن ابراهيم مثله.

16 - ابى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن محمد بن الحسن عن صفوان ابن يحيى عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الرحمن على العرش استوى " فقال: استوى من كل شئ.فليس شئ أقرب اليه

___________________________________

(1) القى - بكسر القاف -: قفر الارض والخلاء.

[369]

من شئ، لم يبعد منه بعيد ولم يقرب منه قريب، استوى من كل شئ وفى الكافى مثله سواء.

17 - وباسناده إلى زادان عن سلمان الفارسى حديث طويل يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مأة من النصارى بعد قبض رسول الله صلى الله عليه واله، وسؤاله أبا بكر عن مسائل لم يجبه عنها، ثم أرشد إلى أمير المؤمنين عليه السالم فسأله عنها فاجابه، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرنى عن ربك أيحمل أو يتحمل؟ فقال على عليه السلام: ان ربنا جل جلاله يحمل ولا يحمل قال النصرانى: وكيف ذلك ونحن نجد في الانجيل: " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " فقال على عليه السلام: ان الملائكة تحمل العرش وليس العرش كما تظن كهيئة السرير، ولكنه شئ محدود مخلوق مدبر وربك عزوجل مالكه، لا أنه عليه ككون الشئ على الشئ، وأمر الملائكة بحمله، فهم يحملون العرش بما أقدرهم عليه، قال النصرانى: صدقت يرحمك الله.

18 - وباسناده إلى الحسن بن موسى الحشاب عن بعض رجاله رفعه عن ابى عبدالله عليه السلام انه سئل عن قول الله عزوجل: " الرحمن على العرش استوى " فقال: استوى من كل شئ، فليس شئ اقرب اليه من شئ.

19 - وباسناده إلى أبى بصير عن ابيعبد الله عليه السلام قال: من زعم ان الله عزوجل من شئ أوفى شئ او على شئ فقد كفر، قلت: فسر لى: قال: أعنى بالحواية من الشئ له أو بامساكه له او من شئ سبقه.

20 - وفى رواية اخرى قال: من زعم ان الله من شئ فقد جعله محدثا، ومن زعم ان الله في شئ فقد جعله محصورا، ومن زعم انه على شئ فقد جعله محمولا.

21 - وباسناده إلى مقاتل بن سليمان قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الرحمن على العرش استوى " فقال استوى من كل شئ فليس شئ أقرب اليه من شئ.

22 - وباسناده إلى الحسن بن محبوب عن حماد قال: قال أبوعبدالله عليه السلام:

[370]

كذب من زعم ان الله عزوجل من شئ أو في شئ أو على شئ.

23 - وباسناده إلى محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن أبيعبد الله عليه السلام قال: من زعم ان الله من شئ ان في شئ أو على شئ فقد أشرك، ثم قال: من زعم ان الله من شئ فقد جعله محدثا، ومن زعم انه في شئ فقد زعم انه محصورا، ومن زعم انه على شئ فقد جعله محمولا.

24 - وباسناده إلى حنان بن سدير قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن العرش والكرسى فقال: ان للعرش صفات كثيرة مختلفة، له في كل سبب وضع في القرآن صفة على حدة، فقوله: " رب العرش العظيم " يقول: الملك العظيم، وقوله: " الرحمن على العرش استوى " يقول: على الملك احتوى، وهذا ملك الكيفوفية في الاشياء، ثم العرش في الوصل منفرد من الكرسى لانهما بابان من أكبر أبواب الغيوب، وهما جميعا غيبان، وهما في الغيب مقرونان، لان الكرسى هو الباب الظاهر من الغيب الذى منه يطلع البدع، ومنه الاشياء كلها، والعرش هو الباب الباطن الذى يوجد فيه علم الكيف والكون والقدر والحد والاين والمشية، وصفة الارادة و علم الالفاظ والحركات، والترك وعلم العود والبدا، فهما في العلم بابان مقرونان، لان ملك العرش سوى ملك الكرسى، وعلمه أغيب من علم الكرسى، فمن ذلك قال: " رب العرش العظيم " اى صفته أعظم من صفة الكرسى، وهما في ذلك مقرونان.

25 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه عن أشياء فكان فيما سألوه عنه ان قال له أحدهم: لم صار البيت المعمور مربعا؟ قال: لانه بحذاء العرش، فقيل له: ولم صار العرش مربعا؟ قال لان الكلمات التى بنى عليها أربع: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

26 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه قوله: " الرحمن على العرش استوى " يعنى استوى تدبيره وعلا أمره.

[371]

27 - وعن الحسن بن راشد قال: سئل أبوالحسن موسى عليه السلام عن قول الله: " الرحمن على العرش استوى " فقال: استولى على ما دق وجل.

28 - في اصول الكافى خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: والمستوى على العرش بغير زوال.

29 - في كتاب الخصال في سؤال بعض اليهود عليا عليه السلام عن الواحد إلى المأة قال له اليهودى: فربك يحمل أويحمل؟ قال: ان ربى يحمل كل شئ بقدرته، ولا يحمله شئ، قال: فيكف قوله عزوجل: " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "؟ قال: يا يهودى ألم تعلم ان لله ما في السموات وما في الارض ومابينهما وما تحت الثرى فكل شئ على الثرى والثرى على القدرة، والقدرة تحمل كل شئ.

30 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن النبى صلى الله عليه واله يذكر فيه عظمة الله جل جلاله وفيه يقول عليه السلام بعد ان ذكر الارضين السبع وما فيهن وما عليهن: والسبع ومن فيهن و من عليهن، على ظهر الديك كحلقة في فلاة قى، والديك له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ورجلاه بالتخوم والسبع، والديك فمن فيه ومن عليه على الصخرة كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة بمن فيها ومن عليها على ظهر الحوت كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة والحوت عند البحر المظلم كحلقة في فلاة، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم عند الهواء كحلقة في فلاة قى، والسبع والديك والصخرة والحوت والبحر المظلم والهواء عند الثرى كحلقة في فلاة قى، ثم تلا هذه الاية: له ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما تحت الثرى ثم انقطع الخبر.

في روضة الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عبدالرحمن بن أبى - نجران عن صفوان عن خلق بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشمى عن أبى عبدالله (ع) عن النبى صلى الله عليه واله مثله.

31 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى محمد بن يعقوب عن على بن محمد باسناده رفعه قال: قال على عليه السلام ليهودى وقد سأله عن مسائل: اما قرار هذه الارض

[372]

لا يكون الا على عاتق ملك، وقدما ذلك الملك على صخرة، والصخرة على قرن ثور والثور قوائمه على ظهر الحوت، والحوت في اليم الاسفل، واليم على الظلمة، والظلمة على العقيم، والعقيم على الثرى، وما يعلم ما تحت الثرى الا الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

32 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن على بن مهزيار عن العلاء المكفوف عن بعض أصحابه عن أبى عبدالله (ع) قال: سئل عن الارض على اى شئ هى؟ قال: على الحوت، قيل له: فالحوت على أى شئ هو؟ قال: على الماء، فقيل له: الماء على اى شئ هو؟ قال: على الثرى قيل له: فالثرى على اى شئ هو؟ قال: عند ذلك انقضى علم العلماء.

33 - محمد بن ابيعبد الله عن سهل عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن الارض على أى شئ هى؟ قال: على الحوت: قلت: فالحوت على اى شئ هو؟ قال: على الماء، قلت: فالماء على اى شئ هو؟ قال: على الصخرة، قلت: فعلى اى شئ الصخرة؟ قال: على قرن ثور املس، قلت فعلى اى شئ الثور؟ قال: على الثرى؟ قلت: فعلى اى شئ الثرى؟ قال: هيهات هيهات عند ذلك ضل علم العلماء.

في روضة الكافى محمد بن أحمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن أبان بن تغلب عن ابيعبد الله عليه السلام مثله.

34 - في بصائر الدرجات أحمد بن محمد وعبدالله بن عامر عن محمد بن سنان عن محمد الجعفى قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول وقد ذكر ائمة الهدى عليهم السلام -: جعلهم الله أركان الارض أن تميد بأهلها، والحجة البالغة على من في الارض ومن تحت الثرى.

35 - في اصول الكافى باسناده إلى المفضل بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه الائمة عليهم السلام وفيه: جعهلم الله أركان الارض أن تميد بأهلها، وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى.

36 - وباسناده إلى سعيد الاعرج عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يذكر فيه حال الائمة عليهم السلام وفيه: جعلهم الله أركان الارض أن تميد بهم، والحجة البالغة

[373]

على من فوق الارض ومن تحت الثرى.

37 - في كتاب معانى الاخبار حدثنا محمد بن على ما جيلويه رضى الله عنه قال: حدثنى عمى محمد بن أبى القاسم عن محمد بن على الكوفى قال: حدثنى موسى بن سعدان الحناط عن عبدالله بن القاسم عن عبدالله بن مسكان عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: يعلم السر وأخفى قال: السر ماأكننته(1) في نفسك وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

38 - في مجمع البيان وروى عن السيدين الباقر والصادق عليهما السلام: السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثم أنسيته.

39 - له الاسماء الحسنى روى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال ان لله سبحانه تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة.

40 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: آتيكم منها بقبس يقول: آتيكم بقبس من النار تصطلون من البرد أو اجد على النار هدى كان قد اخطأ الطريق يقول: أو أجد على النار طريقا.

41 - وفيه وقوله عزوجل: فاخلع نعليك قال: كانتا من جلد حمار ميت.

42 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سعد بن عبدالله القمى عن الحجة القائم عليه السلام حديث طويل وفيه: قلت فأخبرنى يا بن رسول الله عن أمر الله لنبيه موسى: " فاخلع نعليك انك بالواد المقدس " فان فقهاء الفريقين يزعمون انها كانت من إهاب الميتة؟ قال صلوات الله عليه: من قال ذلك فقد افترى على موسى عليه السلام، واستجهله في نبوته، لانه ما خلا الامر فيها من خطيئتين: اما ان تكون صلوة موسى فيها جائزة أو غير جائزة، فان كانت صلوته جائزة جاز له لبسها في تلك البقعة اذا لم تكن مقدسة، وان كانت مقدسة مطهرة فليست بأقدس وأطهر من الصلوة، وان كانت صلوته غير جائزة فيها فقد أوجب على موسى عليه السلام انه لم يعرف

___________________________________

(1) وفى نسخة " ما أسكنته " مكان " أكننته ".

[374]

الحلال من الحرام، وعلم ما جاز فيه الصلوة وما لم يجز وهذا كفر، قلت: فأخبرنى يا مولاى عن التأويل فيها، قال صلوات الله عليه: ان موسى ناجى ربه بالواد المقدس فقال: يا رب انى قد أخلصت لك المحبة منى، وغسلت قلبى عمن سواك، وكان شديد - الحب لاهله، فقال الله تعالى: " اخلع نعليك " اى انزع حب أهلك من قلبك ان كانت محبتك لى خالصة، وقلبك من الميل إلى من سواى مغسول.

43 - وروى انه أمر بخلعهما لانهما كانا من جلد حمار ميت.

44 - وروى في قوله عزوجل: " فاخلع نعليك " اى خوفيك: خوفك من ضياع أهلك، وخوفك من فرعون،(1).

45 - وروى عن الصادق عليه السلام انه قال لبعض أصحابه: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج ليقبس لاهله نارا، فرجع اليهم وهو رسول نبى.

46 - في مجمع البيان وقال الصادق عليه السلام حدثنى أبى عن جدى عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فان موسى بن عمران خرج يقتبس لاهله نارا، فكلمه الله عزوجل فرجع نبيا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

47 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه واله فقال: أخبرنى عن الوادى المقدس؟ فقال: لانه قدست فيه الارواح واصطفيت فيه الملائكة، وكلم الله عزوجل موسى تكليما، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

48 - في من لا يحضره الفقيه وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل: " فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى " قال: كانتا من جلد حمار ميت.

49 - في الخرائج والجرائح قال على بن أبيحمزة: كنت مع موسى عليه السلام بمنى ثم مضى إلى دار بمكة فأتيته وقد صلى المغرب، فدخلت عليه فقال: " اخلع نعليك

___________________________________

(1) " روى في كتاب العلل هذين الحديثين اعنى: كونهما من جلد حمار ميت، وقوله: اى خوفيك إلى آخره مسندين عن الصادق عليه السلام الا انه في كتاب العلل: يعنى ارفع خوفيك يعنى خوفه من ضياع أهله فقد خلفها بمخض، وخوفه من فرعون - منه (ره) " (عن هامش بعض النسخ)

[375]

انك بالواد المقدس " فخلعت نعلى وجلست معه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

50 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ومحمد ابن خالد جميعا عن القاسم بن عروة عن عبيد بن زرارة عن أبيه عن أبيجعفر عليه السلام قال: اذا فاتتك صلوة فذكرتها في وقت أخرى فان كنت تعلم انك اذا صليت التى فاتتك كنت من الاخرى في وقت فابدأ بالتى فاتتك، فان الله عزوجل: يقول: أقم الصلوة لذكرى وان كنت تعلم انك اذا صليت التى فاتتك التى بعدها فابدأ بالتى أنت في وقتها، فصلها ثم اقم الاخرى.

51 - في مجمع البيان وقيل: معناه أقم الصلوة متى ذكرت ان عليك صلوة كنت في وقتها أم لم تكن عن أكثر المفسرين وهو المروى عن أبيجعفر عليه السلام ويعضده ما رواه انس عن النبى صلى الله عليه واله قال: من نسى صلوة فليصلها اذا ذكرها لا كفارة لها غير ذلك، وقرأ: اقم الصلوة لذكرى رواه مسلم في الصحيح.

52 - في تفسير على بن ابراهيم " وأقم الصلوة لذكرى " قال: اذا نسيتها ثم ذكرتها فصلها.

53 - وفيه وقال على بن ابراهيم في قوله: ان الساعة آتية كاد اخفيها قال: من نفسى، هكذا نزلت، قلت: كيف يخفيها من نفسه؟ قال: جعلها من غير وقت.

54 - في مجمع البيان وروى عن ابن عباس " أكاد اخفيها من نفسى " وهى كذلك في قرائة أبى وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.

55 - في جوامع الجامع وفى مصحف أبى " اكاد اخفيها من نفسى " وروى ذلك عن الصادق عليه السلام.

56 - في كتاب طب الائمة عليهم السلام باسناده إلى جابر الجعفى عن الباقر عليه السلام قال: وقال الله عزوجل: في قصة موسى عليه السلام " ادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء " يعنى من غير مرض والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وذكرناه هنا وان كانت آية القصص لتفسير من غير سوء وسنذكرها فيها انشاء الله تعالى.

[376]

57 - في جوامع الجامع روى انه كان عليه السلام ادم، فأخرج يده من مدرعته بيضاء لها شعاع كشعاع الشمس يغشى البصر.

58 - في مجمع البيان عن ابن عباس عن أبى ذر الغفارى قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه واله يوما من الايام صلوة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم انى سألت في مسجد رسول الله فلم يعطنى أحد شيئا، و كان على عليه السلام راكعا فأومى بخنصره اليمنى اليه، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين النبى صلى الله عليه واله، فلما فرغ النبى من صلوته رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم ان أخى موسى سألك فقال: رب اشرح لى صدرى و يسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى وجعل لى وزيرا من اهلى هرون اخى اشدد به ازرى واشركه في أمرى فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: سنشد عضدك باخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح صدرى، ويسر لى أمرى، واجعل لى وزيرا من أهلى، عليا اشدد به ظهرى، قال أبوذر: فوالله ما استتم رسول الله صلى الله عليه واله الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله، فقال: يا محمد اقرأ، قال: وما اقرأ؟ قال: اقرأ: " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " الاية.

59 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى جعفر بن محمد عن أبيه عليهما - السلام قال: وقف النبى صلى الله عليه واله بمعرج ثم قال: اللهم ان عبدك دعاك فاستجبت له، وألقيت عليه محبة منك، وطلب منك أن تشرح له صدره وتيسر له أمره وتجعل له وزيرا من أهله وتحل العقدة من لسانه، وأنا اسألك بما سألك به عبدك موسى ان تشرح به صدرى وتيسر لى أمرى، وتجعل لى وزيرا من أهلى عليا أخى.

60 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم قال: قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام: الحسن أفضل ام الحسين؟ فقال: الحسن أفضل من الحسين.

قلت: فكيف صارت الامامة من بعد الحسين في عقبه

[377]

دون ولد الحسن؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم يرد بذلك الا أن يجعل سنة موسى و هارون جارية في الحسن والحسين عليهما السلام، ألا ترى انهما كانا شريكين في النبوة كما كان الحسن والحسين شريكين في الامامة وان الله عزوجل جعل النبوة في ولد هارون ولم تجعلها في ولد موسى، وان كان موسى أفضل من هارون عليهما السلام.

في جوامع الجامع وعن ابن عباس كان في لسان موسى عليه السلام رتة(1) لما روى من حديث الجمرة.

61 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبيجعفر عليه السلام قال: وكان فرعون يقتل أولاد بنى اسرائيل كلما يلدون ويربى موسى ويكرمه، ولا يعلم أن هلاكه على يده، فلما درج موسى كان يوما عند فرعون فعطس موسى فقال: الحمد لله رب العالمين فأنكر فرعون ذلك عليه وقال: ما هذا الذى تقول؟ فوثب موسى على لحيته وكان طويل اللحية، فهلبها اى قلعها فألمه الما شديدا، فهم فرعون بقتله فقالت له امرأته: هذا غلام حدث لا يدرى ما يقول وقد لطمته بلطمتك اياه، فقال فرعون: بل يدرى، فقالت له: ضع بين يديه تمرا وجمرا فان ميز بينهما فهو الذى تقول، فوضع بين يديه تمرا وجمرا وقال له: كل، فمد يده إلى التمر فجاء جبرئيل عليه السلام فصرفها إلى الجمر فأخذ الجمر في فيه فاحترق لسانه وصاح وبكى، فقالت آسية لفرعون: ألم أقل لك انه لم يعقل فعفى عنه.

قال الراوى: فقلت لابى جعفر عليه السلام: وكان هارون أخا موسى للام وأبيه؟ قال: نعم، أما تسمع قول الله تعالى: " يا بن ام لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى "؟ فقلت: فأيهما كان أكبر سنا؟ قال: هارون، قلت: وكان الوحى ينزل عليهما جميعا؟ قال: كان الوحى ينزل على موسى وموسى يوحيه إلى هارون.

فقلت له: أخبرنى عن الاحكام

___________________________________

(1) الرتة بالضم -: العقدة في اللسان والعجمة في الكلام، وقيل: الرتة كالريح تمنع منه اول الكلام فاذا جاء منه انصل.

[378]

والقضايا والامر والنهى كان ذلك اليهما؟ قال: كان الذى يناجى ربه ويكتب العلم ويقضى بين بنى اسرائيل موسى، وهارون يخلفه اذا غاب من قومه للمناجاة، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامة في القصص انشاء الله تعالى.

62 - في ارشاد المفيد رحمه الله أن النبى صلى الله عليه واله لما أراد الخروج إلى غزوة تبوك استخلف أمير المؤمنين عليه السلام في أهله وولده وأزواجه ومهاجره فقال له: يا على ان المدينة لا تصلح الا بى أو بك، فحسده أهل النفاق وعظم عليهم مقامه فيها بعد خروج النبى صلى الله عليه وآله، وعليموا أنها تتحرس به ولا يكون للعدوفيها مطمع، فساء‌هم ذلك لما يرجونه من وقوع الفساد الاختلاف عند خروج النبى صلى الله عليه وآله عنها فأرجفوا به(ع) وقالوا: لم يستخلفه رسول الله اكراما له ولا اجلالا ومودة وانما استخلفه استثقالا له، فلما بلغ أمير المؤمنين (ع) ارجاف المنافقين به أراد تكذيبهم وفضيحتهم، فلحق بالنبى صلى الله عليه وآله فقال: يارسول الله ان المنافقين يزعمون انك انما خلفتنى استثقالا ومقتا فقال رسول الله: ارجع ياأخى إلى مكانك فان المدينة لا تصلح الا بى أو بك فأنت خليفتى في أهلى ودار هجرتى وقومى، أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبى بعدى؟.

63 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما حملت به امه لم يظهر حملها الا عند وضعها له، وكان فرعون قد وكل بنساء بنى اسرائيل نساء من القبط يحفظوهن وذلك لما كان بلغه عن بنى اسرائيل انهم يقولون: انه يولد فينا رجل يقال له: موسى بن عمران، يكون هلاك فرعون وأصحابه على يده، فقال فرعون عند ذلك: لاقتلن ذكور أولادهم حتى لا يكون ما يريدون، وفرق بين الرجال والنساء وحبس الرجال في المحابس، فلما وضعت ام موسى بموسى عليه السلام نظرت اليه وحزنت عليه واغتمت و بكت، وقالت: تذبح الساعة، فعطف الله الموكلة بها عليه، فقالت لام موسى: ما لك قد اصفر لونك؟ فقالت: أخاف أن يذبح ولدى، فقالت: لا تخافى وكان موسى لا يراه

[379]

أحد الا أحبه، وهو قول الله: والقيت عليك محبة منى فأحبته القبطية الموكلة بها.

64 - في تفسير العياشى عن المفضل قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله " فالق الحب والنوى " قال: الحب المؤمن، وذلك قوله: وألقيت عليك محبة منى والنوى: الكافر الذى نأى عن الحق فلم يقبله.

65 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسن بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فلقد ألقى الله على موسى عليه السلام محبة منه؟ قال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ولقد أعطى الله محمدا ما هو أفضل منه، لقد ألقى الله عزوجل عليه محبة منه فمن هذا الذى يشركه في هذا الاسم اذ تم من الله عزوجل به الشهادة، فلا تتم الشهادة الا أن يقال: أشهد ان لا اله الا الله وأشهد ان محمدا رسول الله، ينادى به على المنابر فلا يرفع صوت بذكر الله عزوجل الا رفع بذكر محمد عليه السلام معه.

66 - في تفسير على بن ابراهيم متصل بقوله: الموكلة بها: وأنزل الله على ام موسى التابوت ونوديت امه: ضعيه في التابوت فاقذفيه في اليم وهو البحر، ولا تخافى ولا تحزنى انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين فوضعته في التابوت وأطبقته عليه و ألقته في النيل، وكان لفرعون قصور على شط النيل منزهات، فنظر من قصره ومعه آسية امرأته إلى سواد في النيل ترفعه الامواج والرياح تضربه حتى جاء‌ت به إلى باب قصر فرعون فأمر فرعون بأخذه، فأخذ التابوت ورفع اليه، فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال: هذا اسرائيلى فألقى الله عزوجل في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية، وأراد فرعون أن يقتله، فقالت آسية: لا تقتله عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون أنه موسى ولم يكن لفرعون ولد فقال: أعطوه امرأة تربيه، فجاؤا بعدة من نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء إلى قوله عليه السلام: فلما لم يفعل موسى يأخذ ثدى أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا، فقالت اخته: " هل أدلكم على اهل بيت يكفلونه لكم و هم له ناصحون "؟ فقال: نعم، فجائت بامه فلما اخذته في حجرها والقمته ثديها التقمته

[380]

وشرب، ففرح فرعون وأهله وأكرموا امه، فقالوا لها: ربيه لنا ولك من الكرامة ما تختارين، والى قوله: قال الراوى: فقلت لابيجعفر عليه السلام: فكم مكث موسى غايبا من امه حتى رده الله عليها؟ قال: ثلثة ايام.

67 - في مجمع البيان وقتلت نفسا فنجيناك من الغم قال: كان قتل قبطيا كافرا، عن ابن عباس وروى عن النبى صلى الله عليه واله أنه قال: رحم الله أخى موسى قتل رجلا خطئا وكان ابن اثنتى عشرة سنة.

قال من عز من قائل: فلبثت سنين في اهل مدين.

68 - في تفسير على بن ابراهيم عند قوله: " أيما الاجلين قضيت فلا عدوان على " قال: قلت للصادق عليه السلام: أى الاجلين قضى؟ قال: أتمها عشر حجج.

69 - في كتاب علل الشرايع حدثنا الحاكم أبومحمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابورى رضى الله عنه عن عمه أبيعبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان عن محمد بن أبيعمير قال: قلت: لموسى بن جعفر عليه السلام: أخبرنى عن قول الله عزوجل لموسى: اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى فقال: اما قوله: " فقولا له قولا لينا " اى كنياه وقولا له يا با مصعب، وكان كنية فرعون أبا مصعب الوليد بن مصعب، اما قوله: " لعله يتذكر او يخشى " فانما قال ليكون أحرص لموسى على الذهاب وقد علم الله عزوجل ان فرعون لا يتذكر ولا يخشى الا عند رؤية البأس، ألا تسمع الله عزوجل يقول: " حتى اذا ادركه الغرق قال آمنت انه لا اله الا الذى آمنت به بنو اسرائيل وأنا من المسلمين " فلم يقبل الله ايمانه وقال: " آلان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ".

70 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة قال: حدثنى رجل من ولد عدى بن حاتم عن أبيه عن جده عدى بن حاتم وكان مع أمير المؤمنين عليه السلام في بعض حروبه ان عليا عليه السلام قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه: لاقتلن معاوية وأصحابه، ثم قال في آخر قوله: ان

[381]

شاء الله يخفض به صوته وكنت منه قريبا فقلت: يا أمير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال: ان الحرب خدعة وانا عند أصحابى صدوق، فأردت ان أطمع أصحابى في قولى كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم، فانك تنفع بهذا بعد اليوم ان شاء الله تعالى.

71 - في الكافى مثل ما نقلنا عن تفسير على بن ابراهيم من حديث هارون بن مسلم وفى آخره بعد قوله: ان شاء الله تعالى: واعلم ان الله جل ثناؤه قال لموسى عليه السلام حين أرسله إلى فرعون " فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى " وقد علم انه لا يتذكر ولا يخشى، ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى عليه السلام على الذهاب.

72 - في اصول الكافى باسناده إلى عبدالله بن ابراهيم الجعفرى قال: كتب أبوالحسن موسى بن جعفر عليه السلام إلى يحيى بن عبدالله بن الحسن: اما بعد فانى احذرك ونفسى وأعدك أليم عذابه وشديد عقابه، وتكامل نقماته وأوصيك ونفسى بتقوى الله فانها زين الكلام، وتثبيت النعم إلى قوله: احذرك معصية الخليفة واحثك على بره وطاعته، وان تطلب لنفسك امانا قبل أن تاخذك الاظفار ويلزمك الخناق من كل مكان، فتروح إلى النفس من كل مكان، ولا تجده حتى يمن الله عليك بمنه وفضله ورقة الخليفة أبقاه الله فيؤمنك ويرحمك، ويحفظ فيك أرحام رسول الله صلى الله عليه واله والسلام على من اتبع الهدى انا قد اوحى الينا أن العذاب على من كذب وتولى.

73 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابراهيم بن ميمون عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: أعطى كل شئ خلقه ثم هدى قال: ليس شئ من خلق الله الا وهو يعرف من شكله الذكر من الانثى قلت: ما يعنى ثم هدى؟ قال: هداه للنكاح والسفاح من شكله.

74 - في اصول الكافى عنه(1) عن اسمعيل بن مهران عن سيف بن عميرة عن

___________________________________

(1) " قبله عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى.مناره " (عن هامش بعض النسخ).

[382]

سليمان بن عمرو النخعى قال: وحدثنى الحسين بن سيف عن أخيه على عن سليمان عمن ذكره عن أبى جعفر عليه السلام ثم قال: وباسناده عن أبى جعفر عليه السلام قال قال النبى صلى الله عليه واله: أن خياركم أولوا النهى قيل: يا رسول الله ومن أولوا النهى؟ قال: هم أولوا الاخلاق الحسنة والاحلام الرزينة(1) وصلة الارحام، والبررة بالامهات والاباء، والمعاهدين للفقراء والجيران، ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلون والناس نيام غافلون.

75 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن مروان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: ان في ذلك لايات لاولى النهى قال: نحن والله أولوا النهى قلت: ما معنى اولى النهى؟ قال: ما أخبر الله به رسول الله مما يكون بعده من ادعاء أبى فلان الخلافة والقيام بها، والاخر من بعده، والثالث من بعدهما، وبنى امية، فأخبر رسول الله صلى الله عليه واله وكان كما أخبر الله به نبيه وكما أخبر رسول الله صلى الله عليه واله عليا وكما انتهى الينا من على فيما يكون من بعده من الملك في بنى امية وغيرهم، فهذه الاية التى ذكرها الله في الكتاب: " ان في ذلك لايات لاولى النهى " الذى انتهى الينا علم ذلك كله، فصبرنا لامر الله عزوجل، فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه، نخزنه ونستره ونكتم به من عدونا كما كتم رسول الله صلى الله عليه واله حتى أذن الله له في الهجرة، وجاهد المشركين فنحن على منهاج رسول الله صلى الله عليه واله حتى يأذن لنا في اظهار دينه بالسيف، وندعوا الناس اليه فنصيرهم عليه عودا كما صيرهم رسول الله صلى الله عليه واله بدوا.

76 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالرحمن بن حماد قال: سألت أبا ابراهيم عليه السلام عن الميت لم يغسل غسل الجنابة؟ قال: ان الله تبارك وتعالى أعلى و أخلص من أن يبعث الاشياء بيده، ان الله تبارك وتعالى ملكين خلاقين فاذا أراد أن يخلق خلقا أمر أولئك الخلاقين، فأخذوا من التربة التى قال الله عزوجل في كتابه:

___________________________________

(1) الرزينة: الاصيلة.

[383]

منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم، فاذا عجنت النطفة بالتربة قالا: يا رب ما نخلق؟ قال: فيوحى الله تبارك وتعالى ما يريد من ذلك: ذكرا أو أنثى مؤمنا أو كافرا، اسود أو ابيض.

شقيا أو سعيدا، فان مات سالت منه تلك النطفة بعينها لا غيرها، فمن ثم صار الميت يغسل غسل الجنابة.

77 - وباسناده إلى أبى عبدالله القزوينى قال: سألت أبا جعفر محمد بن على عليهما السلام لاى علة يولد الانسان هيهنا ويموت في موضع آخر؟ قال: لان الله تبارك وتعالى لما خلق خلقه خلقهم من أديم الارض فمرجع كل انسان إلى تربته.

78 - وباسناده إلى أحمد بن على الراهب قال: قال رجل لامير المؤمنين عليه السلام: يا ابن عم خير خلق الله ما يعنى السجدة الاولى؟ فقال: تأويله: اللهم أنك منها خلقتنى يعنى من الارض، ورفع رأسك ومنها أخرجتنا، والسجدة الثانية واليها تعيدنا ورفع رأسك من الثانية ومنها تخرجنا تارة اخرى.

79 - في الكافى على بن محمد بن عبدالله عن ابراهيم بن اسحق عن محمد بن سليمان الديلمى عن أبيه عن ابى عبدالله عن ابى جعفر عليهما السلام قال: ان الله عزوجل خلق خلاقين، فاذا أراد أن يخلق خلقا أمرهم فأخذوا من التربة التى قال في كتابه: " منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة اخرى " فعجن النطفة بتلك التربة التى يخلق منها بعد ان أسكنها الرحم أربعين ليلة، فاذا تمت له أربعة أشهر قالوا: يا رب نخلق ماذا؟ فيأمرهم بما يريد من ذكر أو انثى أبيض أو أسود، فاذا خرجت الروح من البدن خرجت هذه النطفة بعينها منه كائنا ما كان، صغيرا أو كبيرا ذكرا أو أنثى، فلذلك يغسل الميت غسل الجنابة والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

80 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن مسكان عن محمد ابن مسلم عن أحمدهما عليهما السلام قال: من خلق من تربة دفن فيها.

[384]

81 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن الحجال عن ابن بكير عن أبى - منهال عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان النطفة اذا وقعت في الرحم بعث الله عزوجل ملكا فأخذ من التربة التى يدفن فيها، فماثها في النطفة فلا يزال قبله يحن اليها(1) حتى يدفن فيها.

82 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: لم يوجس موسى خيفة على نفسه اشفق من غلبة الجهال ودول الضلال.

83 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وعن معمر بن راشد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان موسى عليه السلام لما القى عصاه وأوجس في نفسه خيفة قال: اللهم انى اسألك بحق محمد وآل محمد لما امنتنى قال الله عزوجل: لا تخف انك أنت الاعلى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

قال عز من قائل: فاولئك لهم الدرجات العلى.

84 - في اصول الكافى عن عمار الساباطى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قوله تعالى: " أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواهم جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله " فقال: الذين اتبعوا رضوان الله هم الائمه، وهم والله يا عمار درجات المؤمنين، وبولايتهم ومعرفتهم ايانا يضاعف لهم أعمالهم، ويرفع الله لهم الدرجات العلى.

في تفسير العياشى عن عمار بن مروان عن أبى عبدالله عليه السلام نحوه.

85 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام في اثناء كلام طويل: فان موسى عليه السلام قد ضرب له في البحر طريق فهل فعل لمحمد شئ من هذا؟ فقال له على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله أعطى ما هو أفضل من هذا، خرجنا معه إلى حنين فاذا نحن بواد يشخب(2) فقدرناه فاذا هو

___________________________________

(1) ماث الشئ بالشئ: خلطه - وحن اليه: اشتاق.

(2) اى يسيل.

[385]

اربع عشرة قائمة فقالوا يا رسول الله العدو من ورائنا والوادى امامنا كما قال اصحاب موسى " انا لمدركون " فنزل رسول الله صلى الله عليه واله ثم قال: اللهم انك جعلت لكل مرسل دلالة فأرنى قدرتك وركب صلوات الله عليه فرسه، فعبرت الخيل لا تندى(1) حوافرها والابل لا تندى أخفافها، فرجعنا فكان فتحنا(2).

86 - في كتاب طب الائمة عليهم السلام على بن عروة الاهوازى قال: حدثنا الديلمى عن داود الرقى عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: من كان في سفر فخاف اللصوص والسبع فليكتب على عرف دابته(3) لا تخاف دركا ولا تخشى فانه يأمن باذن الله عزوجل، قال داود الرقى: فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من الاعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم، فكتبت على عرف حملى: " لا تخاف دركا ولا تخشى " فوالذى بعث محمدا صلى الله عليه واله بالنبوة وخصه بالرسالة، وشرف أمير المؤمنين بالامامة، ما نازعنى أحد منهم، اعماهم الله عنى.

87 - في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمه الله نقلا عن تفسير الكلبى محمد عن الكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس ان جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه واله ونقل حديثا طويلا في حال فرعون وقومه وفيه وانما قال لقومه: " أنا ربكم الاعلى " حين انتهى فرآه قد يبست فيه الطريق، فقال لقومه: ترون البحر قد يبس من فرقى فصدقوه لما رأوا ذلك، فذلك قوله: وأضل فرعون قومه وما هدى.

88 - في بصائر الدرجات عبدالله بن محمد عن موسى بن القاسم عن جعفر بن محمد عن سماعة عن بن عبدالله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خذوا بحجزة هذا الانزع يعنى عليا فانه الصديق الاكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله، ومن أبغضه أضله الله، ومن

___________________________________

(1) إلى لا تبتل.

(2) وفى البحار " فكان فتحنا فتحا ".

(3) العرف - بالضم - الشعر النابت في محدب رقبة الفرس.

[386]

تخلف عنه محقه الله، منه سبطاى السحن والحسين وهما ابناى، ومن الحسين الائمة الهداة، أعطاهم الله فهمى، وعلمى، فأحبوهم وتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم، فيحل عليكم غضب من ربكم، ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى، وما الحيوة الدنيا الا متاع الغرور.

89 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حمزة بن الربيع عمن ذكره قال: كنت في مجلس أبيجعفر عليه السلام اذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له: جعلت فداك قول الله تبارك وتعالى: ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى ما ذلك الغضب؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: هو العقاب يا عمرو انه من زعم ان الله عزوجل زال من شئ إلى شئ فقد وصفه صفة مخلوق، ان الله عزوجل لا يستفزه شئ ولا يغيره.

90 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله روى ان عمرو بن عبيد وفد على محمد بن على الباقر عليهما السلام لامتحانه بالسؤال عنه، فقال له: جعلت فداك اخبرنى عن قوله تعالى: " ومن يحلل عليه غضبى فقد هوى " ما غضب الله؟ فقال: أبوجعفر عليه السلام: غضب الله تعالى عقابه، يا عمرو من ظن ان الله يغيره شئ فقد كفر.

91 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبدالرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبيعبد الله عليه السلام انه قال: ان الله تبارك وتعالى لا يقبل الا العمل الصالح، ولا يقبل الله الا الوفاء بالشروط والعهود، فمن وفى لله عزوجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده، و استكمل وعده، ان الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار، وأخبرهم كيف يسلكون، فقال: وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى وقال: " انما يتقبل الله من المتقين " فمن اتقى الله فيما أمره لقى الله مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه واله.

92 - على بن ابراهيم عن صالح بن السندى عن جعفر بن بشير ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال جميعا عن أبى جميلة عن خالد بن عمار عن

[387]

سدير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام وهو داخل وأنا خارج وأخذ بيدى، ثم استقبل البيت فقال: يا سدير انما أمر الناس ان يأتوا هذه الاحجار فيطوفوا بها، ثم يأتونا فيعلمونا ولايتهم لنا، وهو قول الله: " وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " ثم أومى بيده إلى صدره: إلى ولايتنا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

93 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " وانى لغفار لمن تاب وآمن و عمل صالحا ثم اهتدى " قال: إلى الولاية.

حدثنا أحمد بن على قال: حدثنا الحسين بن عبدالله عن السندى بن محمد عن أبان عن الحارث بن عمر عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: " وانى لغفار لمن تاب و آمن وعمل صالحا ثم اهتدى " قال: ألا ترى كيف اشترط ولم ينفعه التوبة والايمان والعمل الصالح حتى اهتدى، والله لو جهد أن يعمل ما قبل منه حتى يهتدى، قال: قلت: إلى من؟ جعلنى الله فداك قال: الينا.

94 - في امالى الصدوق رحمه الله باسناده إلى النبى صلى الله عليه واله حديث طويل وفيه يقول لعلى عليه السلام: ولقد ضل من ضل عنك، ولن يهتدى إلى الله من لم يهتد اليك والى ولايتك، وهو قول ربى عزوجل: " وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " يعنى لى ولايته.

95 - في مجمع البيان وقال أبوجعفر عليه السلام ثم " اهتدى " إلى ولايتنا أهل البيت، فوالله لو ان رجلا عبدالله عمره ما بين الركن والمقام ثم مات ولم يجئ بولايتنا لاكبه الله في النار على وجهه، رواه الحاكم ابوالقاسم الحسكانى باسناده، وأورده العياشى في تفسيره بعدة طرق.

96 - في تفسير العياشى عن أبى عمرو الزبيرى عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله: " وانى لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " قال لهذه الاية تفسير يدل ذلك التفسير على ان الله لا يقبل من أحد عملا الا ممن لقيه بالوفاء منه بذلك التفسير،

[388]

وما اشترط فيه على المؤمنين، قال: انما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة " يعنى كل ذنب عمله العبد، وان كان به عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه.

97 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوالجارود وأبوالصباح الكنانى عن الصادق عليه السلام وأبوحمزة عن السجاد عليه السلام في قوله: " ثم اهتدى " الينا اهل البيت.

98 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن حماد بن عيسى فيما اعلم عن يعقوب ابن شعيب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " الا من تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " قال: إلى ولايتنا والله، أما ترى كيف اشترط عزوجل؟.

99 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المشتاق لا يشتهى طعاما ولا يلتذ شرابا، ولا يستطيب رقادا، ولا يأنس حميما، ولا يأوى دارا، و لا يسكن عمرانا، ولا يلبس لباسا، ولا يقر قرارا، ويعبد الله ليلا ونهارا، راجيا بأن يصل إلى ما يشتاق اليه ويناجيه بلسان شوقه معبرا عما في سريرته، كما أخبر الله عن موسى بن عمران عليه السلام في ميعاد ربه بقوله: وعجلت اليك رب لترضى وفسر النبى صلى الله عليه واله عن حاله انه ما أكل ولا شرب ولا نام ولا اشتهى شيئا من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوما شوقا إلى ربه.

100 - في محاسن البرقى عنه عن محمد بن سنان عن عبدالله بن مسكان واسحق ابن عمار عن عبيدالله بن الوليد الوصافى عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان فيما ناجى الله به موسى أن قال: يا رب هذا السامرى صنع العجل، الخوار من صنعه؟ فأوحى الله تبارك وتعالى اليه: ان تلك فتنتى فلا تفحص عنها.

101 - في مجمع البيان عند قوله تعالى: ويذرك وآلهتك وروى انه كان يأمرهم ايضا بعبادة البقر، ولذلك اخرج السامرى لهم عجلا جسدا له خوار وقال: هذا الهكم واله موسى.

102 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن السحق بن الهيثم عن سعد بن

[389]

طريف عن الاصبغ بن نباتة ان عليا عليه السلام سئل عن قول الله تبارك وتعالى: " وسع كرسيه السماوات والارض " قال: السماوات والارض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسى وله أربعة املاك يحملونه باذن الله، فأما ملك منهم ففى صورة الادميين، إلى أن قال عليه السلام: والملك الرابع في صورة الاسد وهو سيد السباع، وهو يرغب إلى الله ويتضرع اليه ويطلب الشفاعة والرزق لجميع السباع، ولم يكن من هذه الصور أحسن من الثور، ولا أشد انتصابا منه حتى اتخذ الملاء من بنى اسرائيل العجل، فلما عكفوا عليه وعبدوه من دون الله خفض الملك الذى في صورة الثور رأسه استحياء‌ا من الله أن عبد من دون الله شئ يشبهه، وتخوف أن ينزل به العذاب، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

103 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن سالم عن أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال قلت: فلم أخذ برأسه يجره اليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب؟ فقال: انما فعل ذلك به لانه لم يفارقهم لما فعلوا ذلك، ولم يلحق لموسى وكان اذا فارقهم ينزل بهم العذاب، ألا ترى انه قال لهارون: ما منعك اذ رأيتهم ضلوا الا تتبعن افعصيت امرى قال هارون: لو فعلت ذلك لتفرقوا وانى خشيت ان تقول فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب قولى.

104 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: انا قد فتنا قومك من بعدك قال: اختبرناهم من بعدك واضلهم السامرى قال: بالعجل الذى عبدوه، وكان سبب ذلك ان موسى لما وعده الله أن ينزل عليه التوراة والالواح إلى ثلاثين يوما أخبر بنى اسرائيل بذلك وذهب إلى الميقات، وخلف أخاه على قومه، فلما جاء الثلاثون يوما ولم يرجع موسى اليهم عصوا وأرادوا أن يقتلوا هارون قالوا: ان موسى كذب وهرب منا، فجاء‌هم ابليس في صورة رجل فقال لهم: ان موسى قد هرب منكم ولا يرجع أليكم أبدا فأجمعوا لى حليكم حتى أتخذكم الها تعبدونه، وكان السامرى على مقدمة قوم موسى يوم أغرق الله فرعون وأصحابه، فنظر إلى جبرئيل وكان على

[390]

حيوان في صورة رمكة(1) وكانت كلما وضعت حافرها(2) على موضع من الارض تحرك ذلك الموضع، فنظر اليه السامرى وكان من خيار أصحاب موسى، فأخذ التراب من حافر رمكة جبرئيل، وكان يتحرك فصره في صرة وكان عنده يفتخر به على بن اسرائيل، فلما جاء‌هم ابليس واتخذوا العجل قال للسامرى: هات التراب الذى معك، فجاء به السامرى فألقاه في جوف العجل، فلما وقع التراب في جوفه تحرك وخار ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو اسرائيل، وكان عدد الذين سجدوا له سبعين ألفا من بنى اسرائيل، فقال لهم هارون كما حكى الله: يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعونى واطيعوا امرى قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى فهموا بهارون فهرب منهم وبقوا في ذلك حتى تم ميقات موسى أربعين ليلة، فلما كان يوم عشرة من ذى الحجة أنزل الله علم الالواح فيها التوراة وما يحتاج اليه من أحكام السير والقصص.

فأوحى الله إلى موسى: انا قد فتنا قومك من بعدك واضلهم السامرى وعبدوا العجل له خوار فقال (ع): يا رب العجل من السامرى فالخوار ممن؟ فقال: منى يا موسى، انى لما رأيتهم قد ولوا عنى إلى العجل احببت أن أزيدهم فتنة، فرجع موسى - كما حكى الله - إلى قومه غضبان اسفا قال: يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدا حسنا افطال عليكم العهد ام اردتم ان يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدى ثم رمى بالالواح وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجره اليه، فقال: " ما منعك اذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعنى افعصيت امرى " فقال هارون كما حكى الله: " يا بن ام لا تأخذ بلحيتى ولا برأسى انى خشيت ان تقول فرقت بين بنى اسرائيل ولم ترقب قولى " فقال له بنو اسرائيل: ما اخلفنا موعدك بملكنا قال: ما خالفناك ولكنا حملنا اوزارا من زينة القوم يعنى من حليهم فقذفناها قال: التراب الذى جاء به السامرى طرحناه في جوفه ثم اخرج السامرى العجل وله

___________________________________

(1) الرمكة: الفرس تتخذ للنسل.

(2) الحافر للدابة بمنزلة القدم للانسان.

 

[391]

خوار، فقال له موسى: ما خطبك يا سامرى؟ قال السامرى: بصرت بما لم تبصروا به فقبضت قبضة من اثر الرسول يعنى من تحت حافر رمكة جبرئيل في البحر فنبذتها اى امسكتها وكذلك سولت لى نفسى اى زينت فأخرج موسى العجل فأحرقه بالنار وألقاه في البحر، ثم قال موسى للسامرى: اذهب فان لك في الحيوة ان تقول لا مساس يعنى ما دمت حيا وعقبك هذه العلامة فيكم قائمة.

ان تقول: لا مساس حتى يعرفوا انكم سامرية فلا يغتروا بكم الناس، فهم إلى الساعة بمصر والشام معروفين لا مساس، ثم هم موسى بقتل السامرى فأوحى الله اليه: لا تقتله يا موسى فانه سخى، فقال له موسى: انظر إلى الهك الذى ظلت عليه عاكفا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفا انما الهكم الله الذى لا اله الا هو وسع كل شئ علما.

105 - حدثنى أبى عن الحسين بن سعيد عن على بن ابيحمزة عن ابيعبد الله عليه السلام قال: ما بعث الله رسولا الا وفى وقته شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده فأما الخمسة اولو العزم من الرسل نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله، فأما صاحبا نوح فقنطيفوس وخوام، واما صاحبا ابراهيم عليه السلام فكميل وردام، واما صاحبا موسى عليه السلام فالسامرى ومرعقيبا، واما صاحبا عيسى عليه السلام فبولس ومربسون، واما صاحبا محمد صلى الله عليه واله فحبتر وزريق(1).

106 - في كتاب الخصال قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان في التابوت الاسفل من النار اثنى عشر ستة من الاولين وستة من الاخرين، فأما الستة من الاولين فابن آدم قاتل اخيه، وفرعون الفراعنة والسامرى، الحديث.

107 - عن أبى ذر عن النبى صلى الله عليه واله قال: شر الاولين والاخرين اثنا عشر: ستة من الاولين وستة من الاخرين، ثم سمى الستة من الاولين ابن آدم الذى قتل أخاه، و فرعون وهامان وقارون والسامرى والدجال اسمه في الاولين ويخرج في الاخرين، و

___________________________________

(1) قد مر ان حبتر وزريق كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا وجه تسميتهما بهذين الاسمين في سورة الحجر عند قوله تعالى " لها سبعة ابواب " في المجلد الثانى.

[392]

اما الستة من الاخرين، فالعجل وهونعثل، وفرعون وهو معاوية، وهامان هذه الامة زياد وقارونها وهو سعيد، والسامرى وهو أبوموسى عبدالله بن قيس، لانه قال كما قال سامرى قوم موسى: " لا مساس " اى لا قتال، والابتر وهو عمرو بن العاص.

108 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى اسحق بن عمار الصيرفى عن ابى الحسن الماضى عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك حدثنى فيهما بحديث، فقد سمعت عن أبيك فيهما أحاديث عدة.

قال: فقال لى: يا اسحق ! الاول بمنزلة العجل، والثانى بمنزلة السامرى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

109 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وعن ابى يحيى الواسطى قال: لما افتتح أمير المؤمنين عليه السلام البصرة اجتمع الناس عليه وفيهم الحسن البصرى و معه الالواح فكان كلما لفظ أمير المؤمنين عليه السلام بكلمة كتبها فقال له أمير المؤمنين عليه السلام بأعلى صوته: ما تصنع؟ قال: أكتب آثاركم لنحدث بها بعدكم، فقال أمير - المؤمنين عليه السلام: أما ان لكل قوم سامريا وهذا سامرى هذه الامة، الا انه لا يقول: " لا مساس " ولكنه يقول: لا قتال.

110 - في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا تكون اعينهم مزرقة لا يقدرون أن يطرفوها، وقوله عزوجل: يتخافتون بينهم قال: يوم القيامة يشير بعضهم إلى بعض انهم لم يلبثوا الا عشرا قال الله عزوجل: نحن اعلم يما يقولون اذ يقول امثلهم طريقة قال: اعلمهم وأصلحهم يقولون: ان لبثتم الا يوما.

111 - في عيون الاخبار باسناده إلى على بن النعمان عن ابى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السلام قال: قلت له: جعلت فداك أن بى ثآليل كثيرة(1) وقد اغتممت بأمرها فأسئلك أن تعلمنى شيئا أنتفع به، فقال عليه السلام: خذ لكل ثؤلول سبع شعيرات، واقرأ على كل شعيرة سبع مرات: " اذا وقعت الواقعة " إلى قوله: " فكانت

___________________________________

(1) ثآليل جمع الثؤلول: خراج ناتئ صلب مستدير.

[393]

هباء‌ا منبثا " وقوله عزوجل: ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نفسا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا امتا ثم تأخذ الشعير شعيرة شعيرة فامسح بها على كل ثالول، ثم صيرها في خرقة جديدة واربط على الخرقة حجرا وألقها في كنيف قال: ففعلت فنظرت اليها يوم السابع فاذا هى مثل راحتى وينبغى أن يفعل ذلك في محاق الشهر.

112 - في مجمع البيان وقيل: ان رجلا من ثقيف سأل النبى صلى الله عليه واله كيف يكون الجبال مع عظمها يوم القيمة؟ فقال: ان الله يسوفها بأن يجعلها كالرمال ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها.

113 - وفيه روى أبوهريرة عن النبى صلى الله عليه واله قال: تبدل الارض غير الارض و السموات فيبسطها ويمدها مد الاديم العكاظى(1) لا ترى فيها عوجا ولا أمتا.

114 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في دعاء مروى عن ابيعبد الله عليه السلام : وأسألك باسمك الذى وضعته على الجبال فنسفت.

115 - في تفسير على بن ابراهيم ثم خاطب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله فقال: " ويسئلونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لاترى فيها عوجا ولا امتا " قال: الامت الارتفاع والعوج الحزون والذكوات.

116 - وفيه وقوله عز وجل: قاعا صفصفا القاع الذى لا تراب فيه، والصفصف الذى لا نبات له، وقوله: يومئذ يتبعون الداعى لا عوج له قال: مناد من عند الله عزوجل وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى محمد الوابشى عن ابى الورد عن أبى جعفر عليه السلام قال: اذا كان يوم القيمة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد حفاة عراة، فيوقفون في المحشر حتى يعرقوا عرقا

___________________________________

(1) الاديم: الجلد المدبوغ وعكاظ: سوق من اسواق العرب، وكانت قبائل العرب تجتمع بها كل سنة ويتفاخرون بها ويحضرها الشعراء فيتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم يتفرقون: واديم عكاظى: منسوب الهيا وهو مما حمل إلى عكاظ فبيع بها

[394]

شديدا وتشتد أنفاسهم فيمكثون في ذلك مقدار خمسين عاما، وهو قول الله: " وخشعت الاصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا " قال: ثم ينادى مناد من تلقاء العرش: أين النبى الامى؟ فيقول الناس: قد اسمعت فسم باسمه، فينادى: اين نبى الرحمة اين محمد ابن عبدالله الامى؟ فيتقدم رسول الله صلى الله عليه واله امام الناس كلهم حتى ينتهى إلى حوض طوله ما بين ايلة وصنعاء(1) فيقف عليه، فينادى بصاحبكم فيتقدم على امام الناس، فيقف معه ثم يؤذن للناس فيمرون فبين وارد الحوض يومئذ وبين مصروف عنه، فاذا رأى رسول الله صلى الله عليه واله من يصرف عنه من محبينا بكى، فيقول: يا رب شيعة على أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار، ومنعوا ورود حوضى؟ قال: قال: فيبعث الله اليه ملكا فيقول: ما يبكيك يا محمد؟ فيقول: لاناس من شيعة على، فيقول له الملك: ان الله يقول لك: يا محمد ان شيعة على قد وهبتهم لك يا محمد، وصفحت لهم عن ذنوبهم بحبهم لك ولعترتك، والحقتهم بك وبمن كانوا يقولون به، وجعلناهم في زمرتك، فأوردهم حوضك، قال أبوجعفر عليه السلام: فكم من باك يومئذ وباكية ينادون: يا محمد اذا رأوا ذلك: ولا يبقى احد يومئذ يتوالانا ويحبنا ويتبرء من عدونا ويبغضهم الا كانوا في حزبنا ومعنا، ويردوا حوضنا.

117 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الايات: وأما قوله: يومئذ لا تنفع الشفاعة الا من اذن له الرحمن ورضى له قولا يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما لا يحيط الخلائق بالله عزوجل علما، اذ هو تبارك وتعالى جعل على أبصار القلوب الغطاء، فلا فهم يناله بالكيف، ولا قلت يثبته بالحدود، فلا تصفه الا كما وصف نفسه: " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير " الاول والاخر والظاهر والباطن الخالق البارئ المصور خلق الاشياء فليس من الاشياء شئ مثله تبارك وتعالى.

118 - في اصول الكافى احمد بن ادريس عن محمد بن عبدالجبار عن صفوان

___________________________________

(1) ايلة: بلد بين ينبع ومصر.

وصنعاء: بلد باليمن.

[395]

ابن يحيى قال: سألنى أبوقرة المحدث أن ادخله إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام فاستاذنته في ذلك فاذن لى، فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والاحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبوقرة: انا روينا ان الله قسم الرؤية والكلام بين نبين، فقسم الكلام لموسى ولمحمد الرؤية؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والانس " لا تدركه الابصار " " ولا يحيطون به علما " " وليس كمثله شئ " أليس محمد؟ قال: بلى، قال: كيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم انه جاء من عند الله وانه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول: " لا تدركه الابصار ولا يحيطون به علما و ليس كمثله شئ "؟ ثم يقول: انا رأيته بعينى وأحطت به علما؟ وهو على صورة البشر أما تستحيون؟ ما قدرت الزنادقة ان ترميه بهذا، ان يكون يأتى من عند الله بشئ ثم يأتى بخلافه من وجه آخر، إلى قوله عليه السلام: وقد قال الله: " ولا يحيطون به علما " فاذا رأته الابصار فقد أحاطت به العلم، ووقعت المعرفة، فقال أبوقرة: فتكذب بالروايات فقال أبوالحسن عليه السلام، اذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه انه لا يحاط به علما، ولا تدركه الابصار وليس كمثله شئ.

119 - في كتاب التوحيد خطبة عن على عليه السلام وفيها: قد يئست عن استنباط الاحاطة به طوامح العقول(1) وتحيرت الاوهام عن احاطة ذكر أزليته.

120 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علما " قال: " ما بين ايديهم " ما مضى من أخبار الانبياء، و " ما خلفهم "، من أخبار القائم صلوات الله عليه، وقوله عزوجل: وعنت الوجوه للحى القيوم اى ذلت.

121 - في كتاب التوحيد خطبة لعلى عليه السلام وفيها: وعنت الوجوه من مخافته.

122 - في نهج البلاغة وتعنو الوجوه لعظمته.

123 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في

___________________________________

(1) طوامح جمع الطامح: المرتفع من كل شئ.

[396]

قوله: لا يخاف ظلما ولا هضما يقول: لا ينقص من علمه شئ، وأما " ظلما " يقول يذهب به قوله: او يحدث لهم ذكرا يعنى ما يحدث من أمر القائم والسفيانى.

124 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وروى عن صفوان بن يحيى قال: قال ابوالحسن الرضا عليه السلام لابى قرة صاحب شبرمة: التوراة و الانجيل والزبور والفرقان وكل كتاب انزل كان كلام الله، أنزله للعالمين نورا وهدى، كلها محدثة وهى غير الله، حيث يقول: " أو يحدث لهم ذكرا ".

قال مؤلف هذا الكتاب عفى عنه: وستسمع ان شاء الله لهذا الكلام تتمة في اول الانبياء.

قال عز من قائل: فتعالى الله الملك الحق.

125 - في اصول الكافى خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيها: والمتعالى على الخلق بلا تباعد منهم ولا ملامسة منه لهم.

126 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولا تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيه وقل رب زدنى علما قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا نزل عليه القرآن بادر بقرائته قبل تمام نزول الاية والمعنى، فأنزل الله " ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى اليك وحيه " اى يفرغ من قرائته " وقل رب زدنى علما ".

127 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن مهزم وبعض أصحابنا عن محمد بن على عن محمد بن اسحق الكاهلى وأبوعلى الاشعرى عن الحسن بن على الكوفى عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد جميعا عن مهزم الاسدى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: انا مدينة العلم وعلى الباب، وكذب من زعم انه يدخل المدينة لا من قبل الباب، وكذب من زعم انه يحبنى ويبغض عليا عليه السلام، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

128 - وباسناده إلى أبى يحيى الصنعانى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال لى: يا با يحيى ان لنا في ليالى الجمعة لشأنا من الشأن، قال: قلت: جعلت فداك و

[397]

ما ذاك؟ قال: يؤذن لارواح الانبياء الموتى، وأرواح الاوصياء الموتى، وروح الوصى الذى بين أظهركم، يعرج بها إلى السماء حتى توافى عرش ربها، فتطوف به اسبوعا، وتصلى عند كل قائمة من قوائم العرش ركعتين، ثم ترد إلى الابدان التى كانت فيها، فتصبح الانبياء والاصياء قد ملئوا سرورا،، ويصبح الوصى الذى بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جم الغفير.

129 - وباسناده إلى الفضل قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام ذات يوم وكان لا يكنينى قبل ذلك: يا با عبدالله، قلت: لبيك، قال: ان لنا في كل جمعة سرورا، قال: قلت: زادك الله وما ذاك؟ قال: اذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله صلى الله عليه واله العرش، ووافى الائمة عليهم السلام ووافينا معهم، فلا ترد أرواحنا بأبداننا الا بعلم مستفاد، و لولا ذلك لانفدنا.

وباسناده إلى يونس أو الفضل عن أبيعبد الله عليه السلام نحوه بتغيير يسير.

130 - وباسناده إلى صفوان بن يحيى قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كان جعفر بن محمد عليهم السلام يقول: لولا انا نزداد لانفدنا.

131 - وباسناده إلى ذريح المحاربى قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: يا ذريح لولا انا نزداد لانفدنا.

132 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن أبى نصر عن ثعلبة عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لولا انا نزداد لانفدنا، قال: قلت: تزدادون شيئا لا يعلمه رسول الله صلى الله عليه واله قال: اما انه اذا كان عرض على رسول الله صلى الله عليه واله ثم على الائمة ثم انتهى الامر الينا.

133 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن بعض أصحابه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ليس يخرج شئ من عند الله عزوجل حتى يبدأ برسول الله صلى الله عليه واله، ثم بأمير المؤمنين عليه السلام ثم بواحد بعد واحد، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أولنا.

[398]

134 - في من لا يحضره الفقيه وروى المعلى بن محمد البصرى عن أحمد ابن محمد بن عبدالله عن عمرو بن زياد عن مدرك بن عبدالرحمن عن أبيعبد الله الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: اذا كان يوم القيمة جمع الله عزوجل الناس في صعيد واحد، ووضعت الموازين دماء الشهداء مع مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء الشهداء.

135 - في مجمع البيان روت عائشه عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: اذا اتى على يوم لا أزداد فيه علما يقربنى إلى الله، فلا بارك الله لى في طلوع شمسه.

136 - في بصائر الدرجات عمران بن موسى عن موسى بن جعفر عن عمرو بن سعيد المداينى عن عيسى بن حمزة الثقفى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: انا نسألك أحيانا فتسرع بالجواب، وأحيانا فتطرق(1) ثم تجيبنا؟ قال: نعم انه ينكت في آذاننا وقلوبنا، فاذا نكت نطقنا، واذا امسك عنا امسكنا.

137 - في عوالى اللئالى وقال عليه السلام: علمت علوم الاولين والاخرين.

138 - في كتاب الخصال عن سليم بن قيس الهلالى قال: سمعت عليا عليه السلام يقول لابى الطفيل عامر بن واثلة الكنانى: يا أبا الطفيل العلم علمان: علم لا يسع الناس الا النظر فيه وهو صبغة الاسلام، وعلم يسع الناس ترك النظر فيه، وهو قدرة الله تعالى.

139 - عن محمد بن خالد البرقى عن عدة من أصحابنا يرفعونه إلى ابى عبد الله عليه السلام أنه قال: منهومان لا يشبعان: منهوم علم ومنهوم مال.

140 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سئل امير المؤمنين من أعلم الناس؟ قال: من جمع علم الناس إلى علمه.

141 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضل العلم أحب إلى الله من فضل العبادة، وأفضل دينكم الورع.

___________________________________

(1) اطرق الرجل: سكت ولم يتكلم.

[399]

142 - عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أربعة لا يشبعن من أربعة: الارض من المطر، والعين من النظر، والانثى من الذكر، والعالم من العلم.

عن الحسين بن على عليهما السلام قال: قال أمير المؤمنين للسائل الشامى الذى سأله عن المسائل في جامع الكوفة: أربعة لا يشبعن وذكر مثله سواء.

143 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه واله فقال له: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الانصات له، قال: ثم ما؟ قال: الاستماع له، قال: ثم ما؟ قال: الحفظ له، قال: ثم ما، قال: العمل، قال: ثم ما؟ قال: نشره.

144 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عباس قال: جاء اعرابى إلى النبى صلى الله عليه واله فقال: يارسول الله علمنى من غرائب العلم، قال: ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه؟ قال الرجل: ما رأس العلم يا رسول الله؟ قال: معرفة الله حق معرفته، قال الاعرابى: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال: تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند وانه واحد أحد ظاهر باطن، أول آخر، لا كفو له ولا نظير له، فذلك حق معرفته.

145 - وباسناده إلى أبى أحمد العامرى قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السلام انه قال: الدنيا كلها جهل الا مواضع العلم، والعلم كله حجة الا ما عمل به، والعمل كله رياء الا ما كان مخلصا، والاخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له.

146 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى أبى الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله: يقول: ان الله عزوجل يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم: لم أضع نورى وحكمتى في صدوركم الا وانا أريد بكم خير الدنيا والاخرة، اذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان منكم.

147 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق رضى الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمدانى قال: حدثنا على بن الحسن بن

[400]

على بن فضال عن أبيه عن محمد بن الفضل عن ابى حمزة الثمالى عن أبى جعفر محمد ابن على الباقر عليهما السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام ان لا يقرب الشجرة، فلما بلغ الوقت الذى كان في علم الله تبارك وتعالى ان يأكل منها نسى فأكل منها، وهو قول الله تبارك وتعالى: ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

148 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن أبى عمير عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمى الانسان انسانا لانه ينسى، وقال الله عزوجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ".

149 - أبى رحمه الله عن سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " قال: عهد اليه في محمد والائمة من بعده فترك، ولم يكن له عزم فيهم انه هكذا، وانما سموا اولى العزم لانهم عهد اليهم في محمد والاوصياء من بعده والمهدى وسيرته، فأجمع عزمهم ان ذلك كذلك والاقرار به، في اصوال الكافى سواء.

في بصائر الدرجات أبوجعفر أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن مفضل ابن صالح عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام مثله ايضا.

150 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد عن عبيد الله عن محمد بن عيسى القمى عن محمد بن سليمان عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام من ذريتهم فنسى " هكذا والله انزلت على محمد صلى الله عليه واله.

151 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن داود العجلى عن زرارة عن حمران عن أبيجعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق

[401]

ماء‌ا عذبا وماء‌ا مالحا اجاجا(1) فامتزج الماء‌ان فأخذ طينا من أديم الارض فعركه عركا شديدا(2) فقال لاصحاب اليمين وهم كالذر يدبون: إلى الجنة بسلام وقال لاصحاب الشمال: إلى النار ولا ابالى، ثم قال: " ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيمة انا كنا عن هذا غافلين " ثم اخذ الميثاق على النبين فقال: ألست بربكم وان هذا محمد رسولى وان هذا على امير المؤمنين؟ فقالوا: بلى، فثبتت لهم النبوة، واخذ الميثاق على اولى العزم اننى ربكم ومحمد رسولى وعلى أمير المؤمنين، واوصيائه من بعده ولاة امرى وخزان علمى عليهم السلام، وان المهدى انتصر به لدينى وأظهر به دولتى.

وأنتقم به من أعدائى وأعبد به طوعا وكرها؟ قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا ولم يجحد آدم ولم يقر، فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدى ولم يكن لادم عزم على الاقرار به، وهو قوله عزوجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " قال: انما هو فترك، ثم أمر نارا فأججت فقال لاصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لاصحاب اليمين: ادخلوها فدخلوها فكانت عليهم بردا وسلاما فقال اصحاب الشمال: يا رب أقلنا فقال: قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها، فهابوها فثم ثبتت الطاعة والولاية والمعصية.

152 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " قال: فيما نهاه عنه من أكل الشجرة.

153 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبيجعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " قال فقال: ان الله عزوجل لما قال لادم: " اسكن انت وزوجك الجنة " قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال: وأراه اياها فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتنى عنها أنا وزوجتى؟ قال: فقال لهما: لا تقرباها، يعنى لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا

___________________________________

(1) الاجاج: الشديد الملوحة من الماء.

(2) اديم الارض: وجهها، وعرك الاديم: دلكه.

[402]

لا تقربها ولا نأكل منها، ولم يستثنيا في قولهما: نعم، فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما والى ذكرهما.

154 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن الفضل عن أبيحمزة عن أبيجعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم عليه السلام أن لا يقرب هذه الشجرة، فلما بلغ الوقت الذى كان في علم الله أن يأكل منها نسى فأكل منها، وهو قول الله تعالى: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

155 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: والصادق حقا هو الذى يصدق كل كاذب بحقيقة صدق ما لديه، وهو المعنى الذى لا يسع معه سواه أو ضده، مثل آدم عليه السلام صدق ابليس في كذبه حين أقسم له كاذبا لعدم ما به الكذب، في آدم عليه السلام قال الله عزوجل: " ولم نجد له عزما " ولان ابليس كان أول من ابتدء بالكذب، وهو غير معهود وأظهره وهو غير مشروع، ولا يعرف عند أهل السماوات والارض ظاهرا وباطنا فحشر هو بكذبه على معنى لم ينتفع به من صدق آدم عليه السلام على بقاء الابد، وأفاد ادم بتصديق كذبه شهادة الله عزوجل بنفى عزمه عما يضاد عهده في الحقيقة، على معنى لم ينتفض من اصطفائه بكذبه شيئا.

156 - في تفسير العياشى عن موسى بن محمد بن على عن أخيه أبى الحسن الثالث عليه السلام قال: الشجرة التى نهى آدم وزوجته أن يأكلا منها شجرة الحسد.

عهد اليهما، ان لا ينظر إلى من فضله الله عليه وعلى خلائقه بعين الحسد ولم يجد له عزما.

157 - عن جميل بن دراج عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السلام قال: سألته كيف أخذ الله آدم بالنسيان؟ فقال: انه لم ينس وكيف ينسى وهو يذكره ويقول له ابليس: " ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة الا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين ".

158 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب: الباقر عليه السلام في قوله " ولقد عهدنا

[403]

إلى آدم من قبل كلمات في محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين والائمة من ذريتهم " كذا نزلت على محمد صلى الله عليه واله.

159 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسين بن أبى العلا عن أبيعبد الله عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله: لما ان وسوس الشيطان إلى آدم دنا من الشجرة ونظر اليها ذهب ماء وجهه، ثم قام ومشى اليها وهى أول قدم مشت إلى الخطيئة، ثم تناول بيده مما عليها فأكل فطار الحلى والحلل عن جسده.

160 - في عيون الاخبار باسناده إلى على بن محمد بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه السلام فقال له المأمون: يا بن رسول الله أليس من قولك ان الانبياء معصومون؟ قال: بلى قال فما معنى قول لله عزوجل: " وعصى آدم ربه فغوى "؟ قال: عليه السلام: ان الله تعالى قال لادم: " اسكن انت وزجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة " وأشار لهما إلى الشجرة الحنطة " فتكونا من الظالمين " ولم يقل: ولا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من جنسها، فلم يقربا من تلك الشجرة وانما أكلا من غيرها لما أن وسوس الشيطان اليهما، وقال: " ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة " وانما نهاكما ان تقربا غيرها ولم ينهكما عن الاكل منها " الا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين * وقاسمهما انى لكما لمن الناصحين " ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا " فدليهما بغرور فأكلا منها " ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن بذنب كبير استحق به دخول النار، وانما كان من الصغاير الموهوبة التى تجوز على الانبياء قبل نزول الوحى عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما لا يذنب صغيرة ولا كبيرة، قال الله تعالى: " وعصى آدم ربه فغوى * ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى " وقال عزوجل: " ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ".

161 - وفيه في باب ما كتبه الرضا عليه السلام للمأمون من محض الاسلام وشرايع الدين: ان ذنوب الانبياء عليهم السلام صغاير موهوبة.

[404]

162 - وباسناده إلى أبى الصلت الهروى قال: لما جمع المأمون لعلى بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وساير المقالات، فلم يقم أحد الا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا قام اليه على بن جهنم فقال له: يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الانبياء؟ فقال: نعم قال: فما تعمل في قول الله عزوجل: " وعصى آدم ربه فغوى "؟ فقال عليه السلام: ان الله عزوجل خلق آدم حجته في أرضه وخليفته في بلاده، لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الارض لتتم مقادير الله عزوجل، فلما اهبط إلى الارض وجعل حجة و خليفة عصم بقوله عزوجل: " ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين ".

163 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام مجيبا بعض الزنادقة وقد قال ذلك الزنديق: وأجده قد شهر هفوات أنبيائه بقوله: " وعصى آدم ربه فغوى ": واما هفوات الانبياء عليهم السلام وما بينه الله في كتابه فان ذلك من أدل الدلائل على حكمة الله عزوجل الباهرة وقدرته القاهرة وعزته الظاهرة، لانه علم ان براهين الانبياء عليهم السلام تكبر في صدور أممهم، وان منهم يتخذ بعضهم الها، كالذى كان من النصارى في ابن مريم، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذى انفرد به عزوجل.

164 - عن داود بن قبيصة عن الرضا عن أبيه عليهما السلام انه قال: واما ما سئلت هل نهى عما أراد فلا يجوز ذلك ولو جاز ذلك لكان حيث نهى آدم عن أكل الشجرة، أراد منه اكلها ولو أراد منه أكلها ما نادى عليه صبيان الكتائب " وعصى آدم ربه فغوى " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

165 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن ابن أبى عمير عن ابن اذينة عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام انه قال وقد ذكر النوافل اليومية: وانما هذا كله تطوع وليس بمفروض ان تارك الفريضة كافر وان تارك هذا ليس بكافر ولكنها معصية، لانه يستحب

[405]

اذا عمل الرجل عملا من الخير ان يدوم عليه.

166 - في اصول الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن السيارى عن على بن عبدالله قال: سأله رجل عن قوله تعالى: فمن اتبع هداى فلا يضل ولا يشقى قال: من قال بالائمة واتبع أمرهم ولم يجز طاعتهم.

قال عز من قائل: ومن اعرض عن ذكرى.

167 - في روضة الكافى خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهى خطبة الوسيلة يقول فيها عليه السلام: ولئن تقمصها دونى الاشقيان، ونازعانى فيما ليس لهما بحق، وركباها ضلالة واعتقداها جهالة، فلبئس ما عليه وردا، ولبئس ما لانفسهما مهدا، يتلاعنان في دورهما، ويتبرأ كل منهما من صاحبه، يقول لقرينه اذا التقيا: " يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين فبئس القرين " فيجيبه الاشقى على رثونة: " يا ليتنى لم أتخذك خليلا لقد اضللتنى عن الذكر بعد اذ جائنى وكان الشيطان للانسان خذولا " فأنا الذى عنه ضل.

168 - في تفسير على بن ابراهيم أخبرنا أحمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن عمر بن عبدالعزيز عن ابراهيم بن المستنير عن معاوية بن عمار قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: قول الله: ان له معيشة ضنكا قال: هى والله للنصاب، قال: قلت: جعلت فداك قد تراهم دهرهم الاطول في كفاية حتى ماتوا؟ قال: ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة.

169 - في مجمع البيان " فان له معيشة ضنكا " اى عيشا ضيقا إلى قوله: و قيل هو عذاب القبر عن ابن مسعود وأبى سعيد الخدرى والسدى، ورواه أبوهريرة مرفوعا.

170 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن عبدالرحمن عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا " قال: يعنى ولاية أمير المؤمنين عليه السلام قلت: ونحشره يوم القيامة اعمى؟ قال: يعنى أعمى البصر في الاخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية امير المؤمنين عليه السلام، قال: وهو متحير في القيمة يقول: لم حشرتنى

[406]

اعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها قال الايات الائمة وكذلك اليوم تنسى يعنى تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الائمة عليهم السلام، فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم.

171 - في من لا يحضره الفقيه وروى عن معاوية بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجل لم يحج قط وله مال؟ فقال: هو ممن قال الله عزوجل: " و نحشره يوم القيمة أعمى " فقلت: سبحان الله أعمى ! فقال: أعماه الله عن طريق الخير.

172 - في الكافى حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أحمد بن الحسن الميثمى عن أبان بن عثمان عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من مات وهو صحيح موسر لم يحج فهو ممن قال الله عزوجل: " ونحشره يوم القيمة أعمى " قال: قلت: سبحان الله أعمى ! قال: نعم أعماه الله عن طريق الحق.

173 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن فضالة عن معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن رجل لم يحج قط وله مال؟ قال: هو ممن قال الله: " ونحشره يوم القيمة أعمى " قلت: سبحان الله أعمى ! قال: أعماه الله عن طريق الجنة.

174 - في اصول الكافى متصل بقوله عليه السلام سابقا ولم تسمع قولهم قلت: وكذلك نجزى من اسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الاخرة أشد وابقى قال: يعنى من أشرك بولاية أمير المؤمنين غيره، ولم يؤمن بآيات ربه ترك الائمة معاندة، فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

175 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: أو لم يهد لهم يقول: يبين لهم قوله: ان في ذلك لايات لاولى النهى قال: نحن أولوا النهى، وقوله: ولولا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما واجل مسمى قال: كان ينزل بهم العذاب، ولكن قد أخرهم إلى أجل مسمى.

176 - وفيه ايضا وقوله: لكان لزاما قال: اللزام الهلاك.

[407]

177 - في كتاب الخصال عن اسماعيل بن الفضل قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فقال: فريضة على كل مسلم أن يقول قبل طلوع الشمس عشر مرات وقبل غروبها عشر مرات: لا اله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحكم يحيى ويميت وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شى ء قدير قال: فقلت: لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى و يميت ويميت ويحيى، فقال: يا هذا لا شك في ان الله يحيى ويميت ويميت ويحيى، ولكن قل كما قلت.

178 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه واله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل: وأما صلوة الفجر فان الشمس اذا طلعت تطلع على قرنى شيطان، فأمرنى الله عزوجل ان أصلى صلوة الفجر الغداة قبل طلوع الشمس وقبل أن يسجد لها الكافر فتسجد امتى لله عزوجل.

179 - وباسناده إلى سليمان بن جعفر الجعفرى عن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: لا ينبغى لاحد أن يصلى اذا طلعت الشمس لانها تطلع بقرنى شيطان.

180 - في تفسير على بن ابراهيم قوله ومن آناء الليل فسبح واطراف النهار قال: بالغداة والعشى.

181 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت له: واطراف النهار لعلك ترضى قال: يعنى تطوع بالنهار.

182 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن صفوان عن ابن بكير عن زرارة عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه بعد ان ذكر عليه السلام ما جرت به السنة في الصلوة فقال أبوالخطاب: افرأيت ان قوى فزاده؟ قال: فجلس وكان متكيا فقال: ان قويت فصلها كما كانت تصلى وكما ليست في ساعة من النهار فليست في ساعة

[408]

من الليل ان الله عزوجل يقول: " ومن آناء الليل فسبح ".(1).

183 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى قال ابوعبدالله عليه السلام: لما نزلت هذه الاية استوى رسول الله صلى الله عليه واله جالسا ثم قال: من لم يتعز بعزاء الله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات، ومن أتبع بصره ما في أيدى الناس طال همه ولم يشف غيظه، ومن لم يعرف ان لله عليه نعمة لا في مطعم ولا في مشرب قصر أجله ودنا عذابه.

184 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن أبى المغرا عن زيد الشحام عن غمرو بن سعيد بن هلال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: اياك وان تطمح نفسك إلى من فوقك وكفى بما قال الله عزوجل لرسول الله صلى الله عليه واله: " فلا تعجبك اموالهم ولا أولادهم " وقال الله عزوجل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحيوة الدنيا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

185 - في عوالى اللئالى وروى عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها قال: امر الله نبيه ان يخص أهل بيته وأهله من دون الناس، ليعلم الناس ان لاهله عند الله منزلة ليست لغيرهم، فأمرهم من الناس عامة ثم أمرهم خاصة.

186 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه: قالت العلماء: فسرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر

___________________________________

(1) قال المحدث الكاشانى (ره): يعنى ان كانت لك زيادة قوة فاصرفها في كيفية الصلوة من الاقبال عليها والخشوع فيها ثم المداومة عليها ثم تفريق صلوة الليل على آناته كتفريق صلوة النهار على ساعاته، كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يفعله، ومراده عليه السلام تنبيهه على انه ان يقدر على الاتيان بهذا العدد ايضا كما ينبغى، ثم نبه عليه السلام على تفريق صلوة الليل بما معناه انه كما ان الصلوة ليست مختصة بساعة من النهار بل مفرقة على اجزاء النهار فكذلك ليست مختصة بساعة من الليل بل مفرقة على اجزائها، وآناء الليل ساعاته، وأبوالخطاب هذا هو محمد بن مقلاص الغالى الملعون.

[409]

موطنا وموضعا، فأول ذلك إلى أن قال: وأما الثانى عشر فقوله عزوجل: " وأمر اهللك بالصلوة واصطبر عليها " فخصنا الله تعالى بهذه الخصوصية اذ أمرنا مع الامة باقامة الصلوة، ثم خصنا من دون الامة فكان رسول الله صلى الله عليه واله يجئ إلى باب على وفاطمة عليهما السلام بعد نزول هذه الاية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلوة خمس مرات فيقول: الصلوة رحمكم الله، وما أكرم الله أحدا من ذرارى الانبياء عليهم السلام بمثل هذه الكرامة التى أكرمنا بها، وخصنا من دون جميع أهل بيتهم، فقال المأمون والعلماء: جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الامة خيرا، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا الا عندكم.

187 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عن أبى حمزة عن عقيل الخزاعى ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان اذا حضر الحرب وصى المسلمين بكلمات: يقول: تعاهدوا الصلوة وحافظوا عليها وتقربوا بها إلى أن قال عليه السلام: وكان رسول الله صلى الله عليه واله منصبا لنفسه بعد البشرى له بالجنة من ربه فقال عزوجل: " وأمر اهلك بالصلوة واصطبر عليها " الاية فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

188 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " وأمر اهلك بالصلوة واصطبر عليها " فان الله أمره أن يخص اهله دون الناس ليعلم الناس ان لاهل محمد عند الله منزلة خاصة ليست للناس اذ أمرهم من الناس، ثم أمرهم خاصة، فلما أنزل الله هذه الاية كان رسول الله صلى الله عليه واله يجئ كل يوم عند صلوة الفجر حتى يأتى باب على و فاطمة، فيقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فيقول على وفاطمة والحسن و الحسين عليهم السلام: وعليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم يأخذ بعضادتى الباب فيقول: الصلوة الصلوة يرحمكم الله، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا، فلم يزل يفعل ذلك كل يوم اذا شهد المدينة حتى فارق الدنيا، وقال أبوحمراء خادم النبى صلى الله عليه واله: أنا شهدته يفعل ذلك

[410]

189 - وفيه ايضا " وأمر اهلك بالصلوة " اى امتك " واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى " قال: للمتقين.

190 - في نهج البلاغة كان رسول الله صلى الله عليه واله نصبا(1) بالصلوة بعد التبشير له بالجنة، لقول الله سبحانه وأمر هلك بالصلوة واصطبر عليها فكان يأمر بها ويصبر عليها بنفسه.

191 - في مجمع البيان روى أبوسعيد الخدرى قال: لما نزلت هذه الاية كان رسول الله صلى الله عليه واله يأتى باب فاطمة وعلى عليهما السلام تسعة أشهر عند كل صلوة فيقول: الصلوة رحمكم الله، " انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " رواه ابن عقدة باسناده من طرق كثيرة عن أهل البيت وعن غيرهم مثل أبى بردة وأبى رافع.

192 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أبى الحميرا قال: شهدت النبى صلى الله عليه واله أربعين صباحا يجئ إلى باب على وفاطمة فيأخذ بعضادتى الباب ثم يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلوة يرحمكم الله، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.

قال من عز من قائل: لا نسالك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى.

193 - في كتاب الخصال عن أبى هريرة عن النبى صلى الله عليه واله قال: ان اول ما يدخل به النار امتى الاجوفان، قالوا: يا رسول الله وما الاجوفان؟ قال: الفرج و الفم، واكثر ما يدخل به الجنة تقوى الله وحسن الخلق.

194 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال الله تبارك وتعالى لموسى عليه السلام: يا موسى احفظ وصيتى لك بأربعة إلى أن قال: والثانية ما دمت لا ترى كنوزى قد نفدت فلا تغتم بسبب رزقك.

195 - وباسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أما بعد فان الاهتمام بالدنيا غير زائد في الموظوف، وفيه تضييع الزاد.والاقبال على

___________________________________

(1) اى تعبأ.

[411]

الاخرة غير ناقص في المقدور، وفيه احراز المعاد وانشد يقول:

لو كان في صخرة في البحر راسية *** صماء ملموسة ملس نواحيها(1)

رزق لنفس يراها الله لانفلقت *** عنه فأدت كل ما فيها

او كان بين طباق السبع مجمعة *** يسهل الله في المرقى مراقيها

حتى يوفى الذى في اللوح خط له *** ان هى اتته والا فهو آتيها.

196 - في كشف المحجة لابن طاوس رحمه الله حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام وفيه قيل: فمن الولى يا رسول الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان أنا، ومن بعدى وصيى، ومن وصيى لكل زمان حجج الله، لكيلا يقولون كما قال الضلال من قبلكم فارقهم نبيهم ربنا لولا ارسلت الينا رسولا فنتبع آياتك من قبل ان نذل ونخزى وانما كان تمام ضلالتهم جهالتهم بالايات، وهم الاوصياء، فأجابهم الله: قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من اصحاب الصراط السوى ومن اهتدى وانما كان تربصهم ان قالوا: نحن في سعة في معرفة الاوصياء حتى يعلن امام علمه.

197 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله: " قل كل متربص فتربصوا " اى انتظروا امرا " فستعلمون من اصحاب الصراط السوى ومن اهتدى " فانه حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال: والله نحن السبيل الذى أمركم الله باتباعه، ونحن والله الصراط المستقيم، ونحن والله الذين أمر الله بطاعتهم، فمن شاء فليأخذ هنا، ومن شاء فليأخذ هنا لا تجدون والله عنا محيصا.

___________________________________

(1) الصخرة الصماء: الغليظة الشديدة.

[412]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21331936

  • التاريخ : 28/03/2024 - 10:25

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net