00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الاسراء 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير نور الثقلين ( الجزء الثالث )   ||   تأليف : الشيخ عبد على بن جمعة العروسي الحويزي

 

سورة الاسراء

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - في كتاب ثواب الاعمال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة بنى اسرائيل في كل ليلة جمعة لم يمت حتى يدرك القائم ويكون من أصحابه.

في مجمع البيان وتفسير العياشى عن الحسين بن أبى العلا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة بنى اسرائيل وذكر إلى آخر ما في كتاب ثواب الاعمال.

2 - في مجمع البيان أبى بن كعب عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: من قرء سورة بنى اسرائيل فرق قلبه عند ذكر الوالدين أعطى في الجنة قنطارين من الاجر، و القنطار ألف أوقية ومأتا اوقية، والاوقية منها خير من الدنيا وما فيها.

3 - في تفسير العياشى عن هشام بن الحكم قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله سبحانه: فقال أنفة الله(1) وفى رواية اخرى عن هشام عنه مثله.

4 - عن سالم الحناط عن رجل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن المساجد التى لها الفضل؟ فقال: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه واله، قلت: والمسجد الاقصى جعلت فداك؟ فقال: ذلك في السماء اليه اسرى رسول الله صلى الله عليه واله، فقلت: ان الناس يقولون انه بيت المقدس؟ فقال: مسجد الكوفة أفضل منه.

5 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى خالد عن الحسن بن محبوب عن محمد ابن سيار عن أبى مالك الازدى عن اسمعيل الجعفى قال: كنت في المسجد قاعدا و ابوجعفر عليه السلام في ناحية، فرفع رأسه فنظر إلى السماء مرة والى الكعبة مرة، ثم قال

___________________________________

(1) قال الطريحى (ره): وفى الحديث: سئلته عن سبحان الله؟ فقال: أنفة هو كقصبة اى تنزيه الله تعالى، كما ان سبحان تنزيه، قال بعض الشارحين: الانفة في الاصل الضرب على الانف ليرجع ثم استعمل لتبعيد الاشياء، فيكون هنا بمعنى رفع الله عن مرتبة المخلوقين بالكلية لانه تنزيه عن صفات الرذائل والاجسام.

[98]

سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى وكرر ذلك ثلث مرات، ثم التفت إلى فقال: أى شئ يقولون أهل العراق في هذه الآية يا عراقى؟ قلت: يقولون: اسرى به من المسجد الحرام إلى بيت المقدس، فقال: ليس كما يقولون، ولكنه اسرى به من هذه وأشار بيده إلى السماء، وقال: ما بينهما حرم، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

6 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وعن ابن عباس قال: قالت اليهود للنبى صلى الله عليه واله: موسى خير منك قال النبى صلى الله عليه واله: ولم؟ قالوا: لان الله عزوجل كلمه أربعة آلاف كلمة ولم يكلمك بشئ، فقال النبى صلى الله عليه واله: لقد أعطيت أنا أفضل من ذلك، قالوا: وما ذاك؟ قال: قوله عزوجل: " سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله " وحملت على جناح جبرئيل عليه السلام حتى انتهيت إلى السماء السابعة، فجاوزت سدرة المنتهى عندها جنة المأوى، حتى تعلقت بساق العرش فنوديت من ساق العرش: انى انا الله لا اله الا انا السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الرؤف الرحيم، ورأيته بقلبى وما رأيته بعينى، فهذا أفضل من ذلك، فقالت اليهود: صدقت يا محمد وهو مكتوب في التورية، و الحديث طويل فأخذنا منه موضع الحاجة.

7 - في كتاب الخصال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: عرج بالنبى صلى الله عليه واله مأة و عشرين مرة، ما من مرة الا وقد أوصى الله تعالى فيها النبى صلى الله عليه واله بالولاية لعلى و الائمة من ولده عليهم السلام أكثر مما أوصاه بالفرايض.

8 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد الجوهرى عن على بن أبى حمزة قال: سأل أبوبصير أبا عبدالله عليه السلام وانا حاضر فقال: جعلت فداك وكم عرج برسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال: مرتين، فأوقفه جبرئيل عليه السلام موقفا فقال له: مكانك يا محمد، فلقد وقفت موقفا ما وقفه ملك قط ولا نبى ان ربك يصلى، فقال: يا جبرئيل فكيف يصلى؟ قال: يقول

[99]

سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتى غضبى، فقال: اللهم عفوك عفوك قال : وكان كما قال الله: " قاب قوسين أو أدنى " فقال له أبوبصير: جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين ستيها(1) إلى رأسها، فقال: كان بينهما حجاب يتلالا يخفق(2) و لا أعلمه الا وقد قال زبرجد، فنظر في مثل سم الابرة(3) إلى ما شاء الله من نور العظمة، فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد، قال: لبيك ربى قال: من لامتك من بعدك؟ قال الله أعلم قال: على بن أبى طالب أمير المؤمنين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين، قال: ثم قال أبوعبدالله عليه السلام لابى بصير: يابا محمد والله ما جاء‌ت ولاية على من الارض، ولكن جاء‌ت من السماء مشافهة.

9 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: سألت زين العابدين على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليهم السلام عن الله جل جلاله هل يوصف بمكان؟ فقال: تعالى عن ذلك، قلت: فلم اسرى نبيه صلى الله عليه واله إلى السماء؟ قال: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجايب صنعه وبدايع خلقه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

10 - وباسناده إلى ابان بن عثمان عن أبيعبد الله عليه السلام عن جده عليهما السلام حديث طويل يقول فيه: ان النبى صلى الله عليه واله دفع إلى على عليه السلام لما حضرته الوفاة القميص الذى اسرى به فيه.

11 - في كتاب التوحيد باسناده إلى يونس بن عبدالرحمن قال: قلت لابى الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: لاى علة عرج الله عزوجل نبيه إلى السماء ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب النور وخاطبه وناجاه هناك والله لا يوصف بمكان؟ فقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يجرى عليه زمان، ولكنه عزوجل أراد أن يشرف ملائكته وسكان سمواته ويكرمهم بمشاهدته ويريد من عجايب عظمته ما يخبر به

___________________________________

(1) بكسر المهملة قبل المثناة التحتانية المخففة: ما عطف من طرفيها.

(2) اى يتحرك ويضطرب.

(3) سم الابرة: ثقبها.

[100]

بعد هبوطه، وليس ذلك على ما يقوله المشبهون سبحان الله وتعالى عما يشركون.

12 - في روضة الكافى أبان عن عبدالله بن عطاء عن أبى جعفر عليه السلام قال أتى جبرئيل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه واله بالبراق أصغر من البغل وأكبر من الحمار، مضطرب الاذنين، عينيه في حافره وخطاه مد بصره، فاذا انتهى إلى جبل قصرت يداه وطالت رجلاه فاذا هبط طالت يداه وقصرت رجلاه، أهدب العرف الايمن(1) له جناحان من خلفه.

13 - في عيون الاخبار باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى سخر لى البراق وهى دابة من دواب الجنة، ليست بالقصير ولا بالطويل، فلو ان الله تعالى اذن لها لجالت الدنيا والآخرة في جرية واحدة، وهى أحسن الدواب لونا.

14 - في تفسير العياشى عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما اسرى بالنبى صلى الله عليه واله أتى بالبراق ومعه جبرئيل وميكائيل واسرافيل، قال: فأمسك له واحد بالركاب، وامسك الآخر باللجام، وسوى عليه الآخر ثيابه، فلما ركبها تضعضعت فلطمها جبرئيل عليه السلام فقال لها: قرى يا براق فما ركبك أحد قبله مثله، ولا يركبك أحد مثله بعده، الا انه تضعضعت عليه.

15 - في تفسير على بن ابراهيم وروى الصادق عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: بينا أنا راقد بالابطح وعلى عليه السلام عن يمينى وجعفر عن يسارى، وحمزة بين يدى، واذا أنا بحفيف(2) أجنحة الملائكة وقائل يقول: إلى أيهم بعثت يا جبرئيل؟ فقال: إلى هذا وأشار إلى، وهو سيد ولد آدم وهذا وصيه ووزيره وخليفته في امته، وهذا عمه سيد الشهداء حمزة، وهذا ابن عمه جعفر له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة مع الملائكة، دعه فلتنم عيناه ولتسمع اذناه وليعى قلبه، واضربوا له مثلا: ملك بنى دارا، وااتخذ مائدة(3) وبعث داعيا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الملك الله والدار الدنيا، والمائدة الجنة

___________________________________

(1) اى طويلة وكان مر سلافى جانب الايمن.

(2) الحفيف: الصوت.

(3) وفى المصدر والمنقول عنه في البحار " مأدبة " مكان " مائدة في الموضعين والمأدبة: طعام صنع لدعوة أو عرس.

[101]

والداعى أنا.

قال: ثم أركبه جبرئيل البراق واسرى به إلى بيت المقدس، وعرض عليه محاريب(1) الانبياء وآيات الانبياء فصلى [ بها ] ورده من ليلته إلى مكة فمر في رجوعه فرآى عيرا لقريش(2) واذا لهم ماء في آنية فشرب منه وصب باقى ذلك، وقد كانوا أضلوا بعيرا لهم، وكانوا يطلبونه، فلما أصبح قال لقريش: ان الله قد اسرى بى في هذه الليلة إلى بيت - المقدس فعرض على محاريب الانبياء، وانى مررت بعير لكم في موضع كذا وكذا، واذا لهم ماء في آنية فشربت منه وأهرقت باقى ذلك، وقد كانوا اضلوا بعيرا لهم، فقال أبوجهل: قد امكنتكم الفرصة من محمد سلوه: كم الاساطين فيها والقناديل؟ فقالوا: يا محمد ان ههنا من دخل بيت المقدس فصف لنا أساطينه وقناديله ومحاريبه، فجاء جبرئيل فعلق صورة بيت المقدس تجاه وجهه وجعل يخبرهم بما يسألونه، فلما أخبرهم قالوا: حتى تجئ العير ونسئلهم عما قلت، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه واله: وتصديق ذلك ان العير تطلع عليكم من طلوع الشمس، يقدمها جمل أحمر، فلما أصبحوا اقبلوا ينظرون إلى العقبة و ويقولون: هذه الشمس تطلع الساعة، فبينا هم كذلك اذ طلعت العير مع طلوع الشمس يقدمها جمل احمر فسألوهم عما قال رسول الله صلى الله عليه واله فقالوا: لقد كان هذا، ضل لنا جمل في موضع كذا وكذا، ووضعنا ماء‌ا وأصبحنا وقد اهريق الماء، فلم يزيدهم ذلك الا عتوا.

16 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن احمد عن أحمد بن محمد أبى نصر عن أبان بن عثمان عن حديد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله أصبح فقعد فحدثهم بذلك، فقالوا له: صف لنا بيت المقدس قال: فوصف لهم وانما دخله ليلا فاشتبه عليه النعت، فأتاه جبرئيل عليه السلام فقال: انظر ههنا فنظر إلى البيت فوصفه وهو ينظر اليه، ثم نعت لهم ما كان من عير لهم فيما بينهم وبين الشام، ثم قال: هذه عير بنى فلان يقدم من طلوع الشمس، يتقدمها

___________________________________

(1) جمع المحراب.

(2) العير - بالكسر -: الابل تحمل الميرة ثم غلب على كل قافلة.

[102]

جمل أورق(1) أو أحمر، قال: وبعثت قريش رجلا على فرس ليردها، قال وبلغ مع طلوع الشمس، قال قرطة بن عبد عمرو: يالهفا ان لا أكون لك جذعا(2) حين تزعم أنك أتيت بيت المقدس ورجعت من ليلتك؟.

17 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى ابى عن ابراهيم بن محمد الثقفى عن أبان بن عثمان عن أبى داود عن أبى بردة الاسلمى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلى عليه السلام: يا على ان الله أشهدك معى في سبع مواطن، اما أول ذلك فليلة اسرى بى إلى السماء، قال جبرئيل: أين أخوك فقلت: خلفته ورائى، قال: ادع الله فليأتك به، فدعوت الله واذا بمثالك معى، واذا الملائكة وقوف صفوف فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هم الذين يباهيهم الله بك يوم القيمة، فدنوت فنطقت بما كان وما يكون إلى يوم القيمة، والثانى حين اسرى بى في المرة الثانية، فقال لى جبرئيل: اين اخوك فقلت: خلفته ورائى فقال: ادع الله فليأتك به فدعوت الله فاذا مثالك معى، فكشط لى(3) عن سبع سموات حتى رأيت سكانها وعمارها، وموضع كل ملك منها، إلى قوله: واما السادس لما اسرى بى إلى السماء جمع الله لى النبين، فصليت لهم ومثالك خلفى.

18 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عيسى بن عبيد الله الاشعرى عن الصادق جعفر بن محمد قال: حدثنى أبى عن جدى عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء حملنى جبرئيل على كتفه الايمن، فنظرت إلى بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران، وأطيب ريحا من المسك، واذا فيها شيخ على رأسه برنس(4)، فقلت لجبرئيل: ما هذه البقعة الحمراء التى هى أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك؟ قال: بقعة

___________________________________

(1) الاورق من الابل: ما في لونه بياض إلى سواد، والترديد من الراوى.

(2) الجذع: الشابة القوية من الابل والمعز.

والظاهر ان كلامه لعنه الله هذا جاريا مجرى الاستهزاء.

(3) كشط كشيطا: رفع شيئا عن شئ قد غطاه.

(4) البرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الاسلام.

[103]

شعيتك وشيعة وصيك على عليه السلام، فقلت: من الشيخ صاحب البرنس؟ قال: ابليس، قلت: فما يريد منهم؟ قال: يريد أن يصدهم عن ولاية أمير المؤمنين ويدعوهم إلى الفسق والفجور، قلت: يا جبرئيل اهو بنا اليهم فأهوى بنا اليهم اسرع من البرق الخاطف والبصر اللامح، فقلت: قم يا ملعون فشارك اعداء‌هم في اموالهم واولادهم ونسائهم، فان شيعتى وشيعة على ليس لك عليهم سلطان.

19 - في تفسير على بن ابراهيم حكى أبى عن محمد بن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء جبرئيل وميكائيل واسرافيل بالبراق إلى رسول الله صلى الله عليه واله فأخذ واحد باللجام وواحد بالركاب وسوى الآخر عليه ثيابه، فتضعضعت البراق فلطمها جبرئيل عليه السلام ثم قال: اسكنى يا براق فما ركبك نبى قبله، ولا يركبك بعد مثله، قال فرقت به(1) ورفعته ارتفاعا ليس بالكثير ومعه جبرئيل يريه الآيات من السماء والارض، قال: فبينا أنا في مسيرى اذ نادى مناد عن يمينى: يا محمد فلم أجبه ولم التفت اليه، ثم نادى عن يسارى: يا محمد فلم أجبه ولم التفت اليه، ثم استقبلتنى امرأه كاشفة ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرنى حتى أكلمك فلم التفت اليها، ثم سرت فسمعت صوتا أفزعنى فنزل بى جبرئيل عليه السلام فقال: صل فصليت، فقال: تدرى أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطيبة واليها مهاجرك ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لى: أنزل فصل، فنزلت وصليت فقال لى: أتدرى أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت بطورسيناء حيث كلم الله موسى تكليما، ثم ركبت فمضينا ما شاء الله ثم قال لى: أنزل فصل، فنزلت وصليت فقال لى أتدرى أين صليت؟ فقلت: لا، فقال: صليت ببيت لحم، وبيت لحم بناحية بيت المقدس حيث ولد عيسى بن مريم صلوات الله عليه.

ثم ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس فربطت البراق بالحلقة التى الانبياء تربط بها، فدخلت المسجد ومعى جبرئيل إلى جنبى، فوجدنا ابراهيم وموسى و عيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله قد جمعوا وأقيمت الصلوة، ولا أشك الا وجبرئيل

___________________________________

(1) اى صعدت البراق بالنبى صلى الله عليه وآله.

[104]

سيتقدمنا(1) فلما استووا أخذ جبرئيل بعضدى فقدمنى فأممتهم ولا فخر، ثم أتانى الخازن بثلثة اوانى، اناء فيه لبن، واناء فيه ماء، وانا فيه خمر، وسمعت قائلا يقول: ان اخذ الماء غرق وغرقت امته، وان اخذ الخمر غوى وغوت امته، وان اخذ اللبن هدى وهديت امته، قال: فأخذت اللبن وشربت منه فقال لى جبرئيل هديت وهديت امتك، ثم قال لى: ماذارأيت في مسيرك؟ فقلت: نادانى مناد عن يمينى، فقال لى: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم التفت اليه، فقال: ذلك داعى اليهود ولو أجبته لتهودت امتك من بعدك، ثم قال لى ماذا رأيت؟ فقلت: نادانى مناد عن يسارى فقال لى: أو أجبته؟ فقلت: لا ولم التفت اليه، فقال: ذاك داعى النصارى ولو أجبته لنصرت امتك من بعدك، ثم قال لى ماذا استقبلك؟ فقلت: لقيت امرأة كاشفة ذراعيها عليها من كل زينة الدنيا، فقالت: يا محمد انظرنى حتى اكلمك، فقالى لى: أو كلمتها؟ فقلت: لم اكلمها ولم التفت اليها، فقال: تلك الدنيا ولو كلمتها لاختارت امتك الدنيا على الآخرة، ثم سمعت صوتا افزعنى فقال لى جبرئيل: تسمع يا محمد؟ قلت: نعم، قال: هذه صخرة قذفتها عن شفير جهنم منذ سبعين عاما، فهذا حين استقرت قالوا: فما ضحك رسول الله صلى الله عليه واله حتى قبض.

قال فصعد جبرئيل وصعدت معه إلى سماء الدنيا وعليها ملك يقال له اسمعيل وهو صاحب الخطفة التى قال الله عزوجل: " الا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب " وتحته سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون الف ملك فقال: يا جبرئيل من هذا معك؟ قال: محمد قال: وقد بعث؟ قال: نعم، ففتح الباب وسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفر لى، وقال: مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح، وتلقتنى الملائكة حتى دخلت سماء الدنيا، فما لقينى ملك الا ضاحكا مستبشرا حتى لقينى ملك من الملائكة لم أر أعظم خلقا منه، كريه المنظر ظاهر الغضب، فقال لى مثل ما قالوا من الدعاء الا انه لم يضحك ولم أر فيه من الاستبشار ما رأيت ممن ضحك من الملائكة، فقلت: من هذا يا جبرئيل فانى قد فزعت [ منه ]؟ فقال: يجوز أن تفزع منه فكلنا نفزع منه، ان هذا مالك خازن النار لم يضحك

___________________________________

(1) وفى المصدر " يستقدمنا ".

[105]

قط ولم يزل منذ ولاه الله جهنم يزداد كل يوم غضبا وغيظا على أعداء الله وأهل معصيته، فينتقم الله به منهم، ولو ضحك إلى أحد كان قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك اليك و لكنه لا يضحك، فسلمت عليه فرد على السلام وبشرنى بالجنة، فقلت لجبرئيل - وجبرئيل بالمكان الذى وصفه الله " مطاع ثم امين ": - الا تأمره [ ان ] يرينى النار؟ فقال له جبرئيل: يا مالك أر محمدا النار، فكشف عنها غطاء‌ا وفتح منها لهب ساطع في السماء و فارت وارتفعت حتى ظننت لتناولنى مما رأيت، فقلت: يا جبرئيل قل فليرد عليها غطائها فامرها فقال: ارجعى فرجعت إلى مكانها الذى خرجت منه.

ثم مضيت فرأيت رجلا آدما(1) جسيما، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أبوك آدم، فاذا هو تعرض عليه ذريته فيقول: روح طيب وريح طيبة من جسد طيب ثم تلا رسول الله صلى الله عليه واله سورة المطففين على رأس سبع عشرة آية " كلا ان كتاب الابرار لفى عليين * وما أدراك ما عليون * كتاب مرقوم * يشهده المقربون " إلى آخرها(2) قال، فسلمت على أبى آدم وسلم على واستغفرت له واستغفر لى، فقال: مرحبا بالابن الصالح والنبى الصالح والمبعوث في الزمن الصالح.

ثم مررت بملك من الملائكة جالس على مجلس واذا جميع الدنيا بين ركبتيه واذا بيده لوح من نور ينظر فيه، مكتوب فيه كتاب ينظر فيه لا يلتفت يمينا ولا شمالا كهيئة الحزين فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك الموت دائبا(3) في قبض الارواح، فقلت: يا جبرئيل ادننى منه حتى اكلمه، فأدنانى منه فسلمت عليه وقال له جبرئيل: هذا نبى الرحمة الذى أرسله الله إلى العباد، فرحب بى وحيانى بالسلام، فقال: ابشر يا محمد

___________________________________

(1) الآدم: الاسمر، وهو الذى لونه بين السواد والبياض ويقال له بالفارسية " گندم گون ".

(2) قال المجلسى (ره): لعل الاستشهاد بالاية مبنى على ان المراد بعتاب الابرار في الآية أرواحهم، لانها محل العلوم والمعارف، ويحتمل أن يكون ذكر الآية للمناسبة اى كما ان أعمالهم نثبت في عليين فكذا أرواحهم تصعد اليها.

(3) دأب في عمل: استمر عليه وجد.

[106]

فانى ارى الخير كله في امتك، فقلت: الحمد لله المنان ذى النعم على عباده، ذلك من فضل ربى ورحمته على، فقال جبرئيل: هو أشد الملائكة عملا، فقلت: أكل من مات أو هو ميت فيما بعد تقبض روحه؟ فقال: نعم، قلت: وتراهم حيث كانوا وتشهدهم بنفسك؟ فقال: نعم، فقال ملك الموت: ما الدنيا كلها عندى فيما سخرها الله لى و مكننى عليها الا كالدرهم في كف الرجل يقلبه كيف يشاء، وما من دار الا وأنا أتصفحه(1) كل يوم خمس مرات وأقول: اذا بكى أهل الميت على ميتهم لا تبكوا عليه فان لى فيكم عودة وعودة حتى لا يبقى أحد منكم، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كفى بالموت طامة(2) ياجبرئيل، فقال جبرئيل: ان ما بعد الموت أطم وأطم من الموت(3).

قال: ثم مضيت فاذا أنا باقوام بين أيديهم موائد من لحم طيب ولحم خبيث فيأكلون الخبيث ويدعون الطيب، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الحرام ويدعون الحلال وهم من امتك يا محمد، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ثم رأيت ملكا من الملائكة جعل الله أمره عجبا، نصف جسده النار والنصف الآخر الثلج فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادى بصوت رفيع ويقول: سبحان الذى كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد هذا الثلج فلا تطفئ حر هذه النار، اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار الف بين قلوب عبادك المؤمنين، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ملك وكله الله بأكناف السماء وأطراف الارض وهو أنصح ملائكة الله لاهل الارض من عباده المؤمنين، يدعو لهم بما تسمع منذ خلق، وملكان يناديان في السماء أحدهما يقول: اللهم أعط كل منفق خلفا والآخر يقول: اللهم اعط كل ممسك تلفا.

ثم مضيت فاذا أنا بأقوام لهم مشافر كمشافر الابل(4) يقرض اللحم من جنوبهم و يلقى في أفواههم ويخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الهمازون

___________________________________

(1) تصفح في الامر: نظر فيه.

(2) الطامة: الداهية تفوق ما سواها.

(3) طم الشئ: كثر حتى علا وغلب.

(4) المشافر جمع المشفر - بالكسر - وهو: شفة البعير.

[107]

اللمازون، ثم مضيت فاذا أنا بأقوام ترضخ رؤسهم(1) بالصخر.

فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل فقال: هؤلاء الذين ناموا عن صلوة العشاء، ثم مضيت فاذا أنا بأقوام تقذف النار في أفواههم وتخرج من أدبارهم، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلمأ انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا، ثم مضيت فاذا أنا بأقوام يريد أحدهم أن يقوم فلا يقدر من عظم بطنه، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذى يتخبطه الشيطان من المس واذا هم بسبيل آل فرعون، يعرضون على النار غدوا وعشيا، يقولون: ربنا متى تقوم الساعة؟ ثم مضيت فاذا أنا بنسوان معلقات بثديهن، فقلت: من هؤلاء يا جبرئيل؟ فقال: هؤلاء اللواتى تورثن أموال أزواجهن اولاد غيرهم(2) ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: اشتد غضب الله على امرأة ادخلت على قوم في نسبهم من ليس منهم، فاطلع على عوراتهم واكل خزائنهم.

قال: ثم مررنا بملائكة من ملائكة الله عزوجل خلقهم الله كيف شاء، ووضع وجوههم كيف شاء ليس شئ من اطباق اجسادهم الا وهو يسبح لله ويحمده من كل ناحية بأصوات مختلفة، أصواتهم مرتفعة بالتحميد والبكاء من خشية الله، فسألت جبرئيل عنهم فقال: كما ترى خلقوا، ان الملك منهم إلى جنب صاحبه ما كلمة قط، ولا رفعوا رؤسهم إلى ما فوقها ولا خفضوها إلى ما تحتها خوفا لله وخشوعا، فسلمت عليهم فردوا على ايماء برؤسهم ولا ينظرون إلى من الخشوع، فقال لهم جبرئيل: هذا محمد نبى الرحمة أرسله الله، إلى العباد رسولا ونبيا، وهو خاتم النبين وسيدهم، أفلا يكلمونه قال: فلما سمعوا ذلك من جبرئيل اقبلوا على بالسلام واكرمونى وبشرونى بالخير لى ولامتى.

قال: ثم صعدنا إلى السماء الثانية فاذا فيها رجلان متشابهان، فقلت: من هذان يا جبرئيل؟ فقال: ابنا الخالة عيسى ويحيى، فسلمت عليهما وسلما على و استغفرت لهما واستغفرا لى، وقالا: مرحبا بالاخ الصالح والنبى الصالح، واذا

___________________________________

(1) الرضخ: الدق والكسر.

(2) اى يزنين ويلحقن أولاد الزنا بالازواج فيرثون من أزواجهن كما قال في البحار.

[108]

فيها من الملائكة وعليهم الخشوع وقد وضع الله وجوههم كيف شاء ليس منهم ملك الا ويسبح الله ويحمده بأصوات مختلفة.

ثم صعدنا إلى السماء الثالثة فاذا فيها رجل فضل حسنه على ساير الخلق كفضل القمر ليلة البدر على ساير النجوم، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أخوك يوسف، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لى، وقال: مرحبا بالنبى الصالح والاخ الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، فاذا فيها ملائكة عليهم من الخشوع مثل ما وصفت في السماء الاولى والثانية، وقال لهم جبرئيل في أمرى مثل ما قال للآخرين، وصنعوا بى مثل ما صنع الآخرون.

ثم صعدنا إلى السماء الرابعة واذا فيها رجل فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا ادريس رفعه الله مكانا عليا، فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لى، فاذا فيها من الملائكة عليهم من الخشوع مثل ما في السموات، فبشرونى بالخير و لامتى، ثم رأيت ملكا جالسا على سرير وتحت يديه سبعون ألف ملك، تحت كل ملك سبعون ألف ملك، فوقع في نفس رسول الله صلى الله عليه واله انه هو، فصاح به جبرئيل فقال: قم فهو قائم إلى يوم القيامة.

ثم صعدنا إلى السماء الخامسة فاذا فيها رجل كهل عظيم العين لم أر كهلا اعظم منه، حوله ثلثة من امته(1) فأعجبتنى كثرتهم، فقلت: من هذا؟ فقال: هذا المجيب في قومه هارون بن عمران فسلمت عليه وسلم على واستغفرت له واستغفرا لى فاذا فيها من الملائكة الخشوع(2) مثل ما في السموات.

ثم صعدنا إلى السماء السادسة فاذا فيها رجل آدم طويل كانه من شبوة(3)

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر " حوله ثلاثة صفوف من امته " وفى البحار " ثلة من أمته ".

(2) قال في البحار: لعله جمع خاشع كركوع وراكع.

وفى بعض النسخ من الملائكة والخشوع وهو أصوب.

(3) شبوة: أبوقبيلة وموضع بالبادية وحصن باليمن، وعن شرح القاموس: ان شبوة بطن من القحطانية، وهو شبوة بن ثوبان بن عبس بن شحارة بن غالب بن عبدالله بن عك، وعن الثعلبى انه ذكر في وصفه (ع): كأنه من رجال أردشنوء‌ة، وقال الفيروز آبادى: أزدشنوء‌ة - وقد تشدد الواو -: قيلة سميت لشنان بينهم، قال المجلسى (ره) بعد نقل الاقوال: وعلى المقادير شبهه صلى الله عليه وآله باحدى تلك الطوائف في لادمة وطول القامة.

[109]

ولو ان عليه قميصين لنفد شعره منها، فسمعته يقول: يزعم بنو اسرائيل انى اكرم ولد آدم على الله، وهذا رجل أكرم على الله منى، فقلت: من هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذا أخوك موسى بن عمران، فسلمت عليه وسلم على، واستغفرت له واستغفرا لى، واذا فيها ملائكة من الملائكة الخشوع مثل ما في السموات.

قال ثم صعدنا إلى السماء السابعة، فما مررت بملك من الملائكة الا قالوا: يا محمد احتجم وأمر امتك بالحجامة، واذا فيها رجل أشمط(1) الرأس واللحية جالس على كرسى فقلت: يا جبرئيل من هذا الذى في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى؟ فقال: هذا يا محمد أبوك ابراهيم، وهذا محلك ومحل من اتقى من امتك، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه واله: " ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه وهذ النبى والذين آمنوا والله ولى المؤمنين " فسملت عليه وسلم على، وقال: مرحبا بالنبى الصالح والابن الصالح والمبعوث في الزمن الصالح، واذا فيها من الملائكة الخشوع مثل ما في السموات، فبشرونى بالخير ولامتى، قال رسول الله صلى الله عليه واله ورأيت في السماء بحارا من نور يتلاء‌لاء يكاد تلاء‌لؤها يخطف بالابصار.

وفيها بحار من ظلمة وبحار من ثلج ترعد فكلما فزعت ورايت هؤلاء سألت جبرئيل فقال: ابشر يا محمد واشكر كرامة ربك واشكر الله بما صنع اليك، قال فثبتنى الله بقوته وعونه حتى كثر قولى لجبرئيل وتعجبى، فقال جبرئيل: يا محمد أتعظم ما ترى؟ انما هذا خلق من خلق ربك فكيف بالخالق الذى خلق ما ترى؟ وما لاترى اعظم من هذا !، ان بين الله وبين خلقه تسعين ألف حجاب، وأقرب الخلق إلى الله أنا واسرافيل، وبيننا وبينه أربعة حجب، حجاب من نور، وحجاب من ظلمة، وحجاب من الغمام، و حجاب من الماء.

___________________________________

(1) الشمط: بياض في الرأس يخالطه سواد.

[110]

قال ورأيت من العجائب التى خلق الله وسخر على ما أراده ديكا رجلاه في تخوم الارضين السابعة، ورأسه عند العرش، وملكا من ملائكة الله خلقه الله كما أراد، رجلاه في تخوم الارضين السابعة، ثم أقبل مصعدا حتى خرج في الهواء إلى السماء السابعة وانتهى فيها مصعدا حتى انتهى قرنه إلى قرب العرش وهو يقول: " سبحان ربى حيث ما كنت لا تدرى أين ربك من عظم شأنه " وله جناحان في منكبيه، اذا نشرهما جاوزا المشرق والمغرب، فاذا كان في السحر نشر ذلك الديك جناحيه وخفق بهما(1) وصرخ بالتسبيح يقول: " سبحان الملك القدوس سبحان الله الكبير المتعال لا اله الا الله الحى القيوم " فاذا قال ذلك سبحت ديكة الارض كلها، وخفقت بأجنحتها، وأخذت بالصراخ، فاذا سكت ذلك الديك في السماء سكت ديكة الارض كلها، ولذلك الديك زغب أخضر(2) وريش أبيض، كأشد بياض [ ما ] رأيته قط، وله زغب أخضر ايضا تحت ريشه الابيض كاشد خضرة رأيتها قط.

قال: ثم مضيت مع جبرئيل فدخلت البيت المعمور فصليت فيه ركعتين ومعى اناس من أصحابى، عليهم ثياب جدد، وآخرين عليهم ثياب خلقان، فدخل اصحاب الجدد وحبس أصحاب الخلقان، ثم خرجت فانقاد لى نهران، نهر يسمى الكوثر، و نهر يسمى الرحمة، فشربت من الكوثر، واغتسلت من الرحمة، ثم انقاد إلى جميعا حتى دخلت الجنة فاذا انا على حافتيها(3) بيوتى وبيوت أزواجى(4) واذا ترابها كالمسك، واذا جارية تنغمس في أنهار الجنة، فقلت: لمن أنت يا جارية؟ فقالت: لزيد بن حارثة فبشرته بها حين أصبحت، واذا بطير كالبخت(5) واذا رمانها مثل الدلاء(6) العظام واذا شجرة لو أرسل طاير في أصلها ما دارها سبعمأة سنة، وليست

___________________________________

(1) خفق الطائر: طار(2) الزغب - محركة -: صغار الريش.

(3) اى على طرفيها.

(4) وفى البحار " وبيوت أهلى ".

(5) البخت: الابل الخراسانية.

(6) جمع الدلو.

[111]

في الجنة منزل الا وفيها فتر(1) منها فقلت: ما هذا يا جبرئيل؟ فقال: هذه شجرة طوبى قال الله تعالى: " طوبى لهم وحسن مآب " قال رسول الله صلى الله عليه واله: فلما دخلت الجنة رجعت إلى نفسى فسألت جبرئيل: من تلك البحار وهو لها وأعاجيبها؟ فقال: هى سرادقات الحجب التى احتجب الله تبارك وتعالى بها ولولا تلك الحجب لتهتك نور العرش وكل شئ فيه، وانتهيت إلى سدرة المنتهى فاذا الورقة منها تظل امة من الامم، فكنت منها كما قال الله تعالى " قاب قوسين أو أدنى " فنادانى: " آمن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل آمن " وقد كتبنا ذلك في سورة البقرة.

فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يارب اعطيت أنبيائك فضائل فأعطنى، فقال الله عزوجل: قد أعطيتك فيما أعطيتك كلمتين من تحت عرشى: لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ولا منجا منك الا اليك، قال: وعلمتنى الملائكة قولا أقوله اذا أصبحت وأمسيت " اللهم ان ظلمى أصبح مستجيرا بعفوك وذنبى أصبح مستجيرا بمغفرتك، ذلى اصبح مستجيرا بعزتك وفقرى اصبح مستجيرا بفناك ووجهى الفانى البالى أصبح مستجيرا بوجهك الدائم الباقى، الذى لا يفنى " وأقول ذلك اذا امسيت ثم سمعت الاذان، فاذا ملك يؤذن لم ير في السماء قبل تلك الليلة، فقال: الله اكبر، الله اكبر، فقال الله عزوجل: صدق عبدى انا اكبر فقال: أشهد ان لا اله الا الله، اشهد ان لا اله الا الله، فقال صدق عبدى انا الله لا اله غيرى، قال: اشهد ان محمدا رسول الله، أشهد ان محمدا رسول الله، فقال الله عزوجل: صدق عبدى ان محمدا عبدى ورسولى انا بعثته وانتجبته، فقال: حى على الصلوة، حى على الصلوة، فقال الله عزوجل: صدق عبدى دعى إلى فريضتى، فمن مشى اليها راغبا فيها محتسبا كانت له كفارة لما مضى من ذنوبه، فقال: حى على الفلاح، حى على الفلاح، فقال الله: هى الصلاح والفلاح والنجاح، ثم أممت الملائكة في السماء كما أممت الانبياء عليهم السلام في البيت المقدس، ثم غشيتنى صبابة(2) فخررت ساجدا، فنادانى ربى: انى قد فرضت

___________________________________

(1) الفتر بمعنى القطع " قد مر بهذا اللفظ في سورة الرعد ايضا وفى بعض النسخ " القتر " بالقاف.

(2) الصبابة: رقة الشوق وحرارته.

[112]

على كل نبى كان قبلك خمسين صلوة وفرضتها عليك وعلى امتك فقم بها انت في امتك، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: فانحدرت حتى مررت على ابراهيم عليه السلام فلم يسألنى عن شئ حتى انتهيت إلى موسى، فقال: ما صنعت يا محمد؟ فقلت: قال ربى فرضت على كل نبى قبلك خمسين صلوة وفرضتها عليك وعلى امتك، فقال موسى: يا محمد ان امتك آخر الامم وأضعفها، وان ربك لا يرد عليك شئ(1) وان امتك لا تستطيع أن تقوم بها.

فارجع إلى ربك فاسئله التخفيف لامتك، فرجعت إلى ربى حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى، فخررت ساجدا ثم قلت: فرضت على وعلى امتى خمسين صلوة، ولا اطيق ذلك ولا امتى فخفف عنى، فوضع عنى عشرا، فرجعت إلى موسى عليه السلام فاخبرته فقال: ارجع لا تطيق، فرجعت إلى ربى فوضع عنى عشرا، فرجعت إلى موسى فاخبرته فقال: ارجع وفى كل رجعة أرجع اليه أخر ساجدا حتى رجع إلى عشر صلوات، فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: لاتطيق فرجعت إلى ربى فوضع على خمسا، فرجعت إلى موسى عليه السلام فأخبرته، فقال: لا تطيق، فقلت: قد استحييت من ربى ولكن أصبر عليها، فنادانى مناد: كما صبرت عليها فهذه الخمس بخمسين، كل صلوة بعشر، ومن هم من امتك بحسنة يعملها فعملها كتبت لها عشرا، و ان لم يعمل كتبت له واحدة، ومن هم من امتك بسيئة فعملها كتبت عليه واحدة، وان لم يعلمها لم تكتب عليه.

فقال الصادق عليه السلام: جزى الله موسى عن هذه الامة خيرا فهذا تفسير قول الله عزوجل سبحان الذى اسرى بعبده ليلا الاية.

20 - في من لا يحضره الفقيه بعد ان نقل عن الصادق عليه السلام حديثا وقال عليه السلام: ان رسول الله صلى الله عليه واله أمره ربه بخمسين صلوة، فمر على النبيين نبى نبى لا يسئلونه عن شئ حتى انتهى إلى موسى بن عمران عليه السلام فقال: بأى شيى أمرك ربك فقال: بخمسين صلاة، فقال: اسئل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك فسأل ربك فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسئلونه عن شئ حتى مر بموسى بن عمران

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ " لايزيده شئ " وفى بعضها " لا يؤده شئ " والظاهر ان الاخير مصحف.

[113]

فقال بأى شئ أمرك ربك؟ فقال: بأربعين صلوة، فقال: سل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك، فسئل ربه عزوجل فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسئلونه عن شئ حتى مر بموسى عليه السلام فقال: بأى شئ أمرك ربك؟ فقال: بثلثين صلوة فقال: سل ربك التخفيف فأن امتك لا تطيق ذلك فسأل ربه عزوجل فحط عنه عشرا ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسألونه عن شئ حتى مر بموسى فقال: بأى شئ أمرك ربك؟ فقال: بعشرين صلوة، فقال: سل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك فسأل ربه فحط عنه عشرا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسألونه عن شيئ حتى مر بموسى عليه السلام فقال له: بأى شئ أمرك ربك؟ فقال: بعشر صلوة، فقال: سل ربك التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك فانى جئت إلى بنى اسرائيل فما افترض الله عزوجل عليهم فلم يأخذوا به ولم يقروا عليه، فسأل النبى صلى الله عليه واله ربه عزوجل التخفيف فخفف عنه فجعلها خمسا، ثم مر بالنبيين نبى نبى لا يسألونه عن شئ حتى مر بموسى عليه السلام، فقال: بأى شئ أمرك ربك؟ فقال: بخمس صلوات فقال: سل ربك التخفيف عن امتك فان امتك لا تطيق ذلك، فقال: انى لاستحيى ان أدعو إلى ربى وجاء رسول الله صلى الله عليه واله بخمس صلوات، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: جزى الله موسى بن عمران عن امتى خيرا وقال الصادق عليه السلام: جزى الله موسى بن عمران عنا خيرا.

21 - وروى عن زيد بن على بن الحسين عليه السلام انه قال: سألت أبى سيد العابدين عليه السلام فقلت له: انه أخبرنى عن جدنا رسول الله صلى الله عليه واله لما عرج به إلى السماء وأمره ربه عزوجل بخمسين صلوة كيف لم يسأله التخفيف عن امته حتى قال له موسى بن عمران: ارجع إلى ربك فاسئله التخفيف فان امتك لا تطيق ذلك؟ فقال يا بنى ان رسول الله صلى الله عليه واله لا يقترح على ربه عزوجل(1) ولا يراجعه في شئ يأمره به، فلما سأله موسى ذلك وصار شفيعا لامته اليه لم يجز له رد شفاعة أخيه موسى، فرجع إلى ربه عزوجل يسأله التخفيف إلى ان ردها إلى خمس صلوات قال: فقلت له: يا ابة فلم لم يرجع إلى ربه عزوجل ولم يسأله التخفيف من خمس صلوات وقد سأله موسى أن يرجع إلى ربه ويسأله التخفيف؟

___________________________________

(1) اقترح عليه كذا اى اختاره.

[114]

فقال: يا بنى أراد عليه السلام أن يحصل لامته التخفيف من أجر خمسين صلوة، لقول الله عزوجل: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ألا ترى ان عليه السلام لما هبط إلى الارض نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: انها خمس بخمسين " ما يبدل القول لدى وما انا بظلام للعبيد " قال فقلت له: يا أبة أليس الله جل ذكره لا يوصف بمكان؟ فقال: بلى تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

قلت: فما معنى قول موسى لرسول الله صلى الله عليه واله: ارجع إلى ربك؟ قال: معناه معنى قول ابراهيم: " انى ذاهب إلى ربى " ومعنى قول موسى عليه السلام " وعجلت اليك ربى لترضى " ومعنى قوله عزوجل: " ففروا إلى الله " يعنى حجوا إلى بيت الله يابنى ان الكعبه بيت الله فمن حج بيت فقد قصد إلى الله والمساجد بيوت الله فمن سعى اليها فقد سعى إلى الله عزوجل، وقصد اليه، والمصلى ما دام في صلوته فهو واقف بين يدى الله تعالى، فان لله عزوجل بقاعا في سماواته فمن عرج به إلى بقعة منها فقد عرج به اليه، الا تسمع الله عزوجل يقول: " يعرج الملائكة والروح اليه " ويقول الله عزوجل في قصة عيسى بن مريم عليهما السلام: " بل رفعه الله اليه " ويقول الله عزوجل: " اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه " وقد اخرجت هذا الحديث مسندا في كتاب المعارج انتهى.

22 - في الكافى على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبدالله بن سليمان العامرى عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه واله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

23 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابن أذينة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: ما تروى هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: انهم يقولون ان ابى بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فان دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم، قال: فقال له سدير الصيرفى: جعلت فداك فأحدث لنا من ذلك ذكرا، فقال أبوعبدالله عليه السلام: ان الله عزوجل لما عرج

[115]

بنبيه صلى الله عليه واله إلى سماواته السبع اما أوليهن فبارك عليه والثانية علمه فرضه، فأنزل الله محملا من نور فيه أربعون نوعا من أنواع النور، كانت محدقة بعرش الله، تغشى أبصار الناظرين، أما واحدا منها فأصفر، فمن اجل ذلك اصفرت الصفرة، وواحد منها أحمر فمن أجل ذلك احمرت الحمرة، وواحد منها ابيض فمن أجل ذلك ابيض البياض، والباقى على ساير عدد الخلق من النور والالوان في ذلك المحمل حلق و سلاسل من فضة ثم عرج به إلى السماء فنفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت: سبوح قدوس ما أشبه هذا النور بنور ربنا ! فقال جبرئيل عليه السلام: الله اكبر ألله اكبر ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبى صلى الله عليه واله أفواجا وقالت: يا محمد كيف أخوك؟ اذا نزلت فاقرأه السلام قال النبى صلى الله عليه واله: أفتعرفونه؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته إلى يوم القيمة علينا وانا لنتصفح وجوه شيعته كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة وانا لنصلى عليك وعليه ثم زادنى ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه نور الاول و زادنى حلقا وسلاسل.

وعرج بى السماء الثانية، فلما قربت من باب السماء الثانية نفرت الملائكة إلى أطراف السماء وخرت سجدا وقالت: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ما أشبه هذا النور بنور ربنا؟ فقال جبرئيل: أشهد ان لا اله الا الله فاجتمعت الملائكة وقالت: يا جيرئيل من هذا معك؟ قال: هذا محمد صلى الله عليه واله قالوا: وقد بعث؟ قال: نعم، قال النبى صلى الله عليه واله: فخرجوا إلى شبه المعانيق(1) فسلموا على وقالوا: اقرأ أخاك السلام فقلت: أتعرفونه؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه و ميثاق شيعته إلى يوم القيمة علينا، وانا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمسا يعنون في كل وقت صلوة، قال: ثم زادنى ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه الانوار الاولى.

ثم عرج بى إلى السماء الثالثة فنفرت الملائكة وخرت سجدا وقالت سبوح

___________________________________

(1) المعانيق جمع المعناق: الفرس الجيد العنق - بفتحتين - وهو ضرب من السير للدابة والابل، وقولهم: انطلقنا إلى الناس معانيق اى مسرعين.

[116]

قدوس ربنا ورب الملائكة والروح، ما هذا النور الذى يشبه نور ربنا؟ فقال جبرئيل: اشهد ان محمدا رسول الله، فاجتمعت الملائكة وقالت: مرحبا بالاول ومرحبا بالآخر، ومرحبا بالحاشر ومرحبا بالناشر، محمد خير النبيين وعلى خير الوصيين، قال النبى صلى الله عليه واله: ثم سلموا على وسألونى عن أخى؟ قلت: هو في الارض فتعرفونه؟ قالوا: وكيف لا نعرفه وقد يحج البيت المعمور كل سنة وعليه رق(1) ابيض فيه اسم محمد واسم على والحسن والحسين عليهم السلام، وشيعتهم إلى يوم القيمة، وانا لنبارك عليهم في كل يوم وليلة خمسا يعنون في وقت كل صلوة، ويمسحون رؤسهم بأيديهم، قال: ثم زادنى ربى أربعين نوعا من أنواع النور لا تشبه تلك الانوار الاول.

ثم عرج بى حتى انتهيت إلى السماء الرابعة، فلم تقل الملائكة شيئا، وسمعت دويا(2) كأنه في الصدور، فاجتمعت الملائكة ففتحت أبواب السماء، وخرجت إلى شبه المعانيق فقال جبرئيل: حى على الصلوة، حى على الصلوة، حى على الفلاح حى على الفلاح فقالت الملائكة: صوتان مقرونان معروفان فقال جبرئيل عليه السلام: قد قامت الصلوة قد قامت الصلوة فقالت الملائكة: هى لشيعته إلى يوم القيمة ثم اجتمعت الملائكة وقالت: وكيف تركت أخاك؟ فقلت لهم: وتعرفونه؟ قالوا: نعرفه وشيعته وهم نور حول عرش الله، وان في البيت المعمور لرقا من نور، فيه كتاب من نور، فيه اسم محمد وعلى والحسن والحسين والائمة وشيعتهم إلى يوم القيمة، لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل، وانه لميثاقنا وانه ليقرء علينا كل جمعة، ثم قيل لى: ارفع رأسك يا محمد، فرفعت رأسى، فاذا اطباق السماء قد خرقت والحجب قد رفعت ثم قال لى: طأطئ رأسك انظر ماذا ترى فطأطأت رأسى فنظرت إلى بيت مثل بيتكم هذا وحرم مثل حرم هذا البيت لو القيت شيئا من يدى لم يقع الا عليه فقيل لى: يا محمد ان هذا الحرم وأنت الحرام ولكل مثل مثال ثم أوحى الله إلى يامحمد ادن من صاد(3)

___________________________________

(1) الرق: جلد رقيق يكتب فيه.

(2) الدوى: الصوت.

(3) سيأتى معناه في الحديث.

[117]

فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك فدنى رسول الله صلى الله عليه واله من صاد وهو ماء يسيل من ساق العرش الايمن، فتلقى رسول الله صلى الله عليه واله الماء بيده اليمنى، فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين، ثم أوحى الله عزوجل اليه: ان اغسل وجهك فانك تنظر إلى عظمتى، ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى فانك تلقى بيدك كلامى، ثم امسح رأسك بفضل ما بقى في يدك من الماء ورجليك إلى كعبيك، فانى أبارك عليك، وأوطيك موطئا لم يطأه أحد غيرك، فهذا علة الاذان والوضوء، ثم أوحى الله عزوجل اليه: يا محمد استقبل الحجر الاسود وكبرنى على عدد حجبى، فمن أجل ذلك صار التكبير سبعا، لان الحجب سبع، فافتتح عند انقطاع الحجب، فنت أجل ذلك صار الافتتاح سنة، والحجب متطابقة بينهن بحارالنور، وذلك النور الذى أنزله الله على محمد صلى الله عليه واله، فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلث مرات لافتتاح الحجب ثلث مرات، فصار التكبير سبعا، والافتتاح ثلاثا، فما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله اليه سم بأسمى، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة، ثم أوحى الله اليه: ان احمدنى فما قال: الحمد لله رب العالمين، قال النبى صلى الله عليه واله في نفسه: شكرا فأوحى الله عزوجل اليه: قطعت حمدى فسم باسمى، فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين، فلما بلغ ولا الضالين قال النبى صلى الله عليه واله: الحمد لله رب العالمين شكرا فأحى الله اليه: قطعت ذكرى فسم باسمى، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في اول السورة، ثم أوحى الله عزوجل اليه: اقرأ يا محمد نسبة ربك تبارك وتعالى " قال هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " ثم امسك عنه الوحى، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: الله الواحد الاحد الصمد، فأوحى الله اليه لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ثم امسك عنه الوحى فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كذلك الله ربى، كذلك الله ربنا، فلما قال ذلك، أوحى الله اليه: اركع لربك يا محمد فركع، فأوحى الله اليه وهو راكع قل: سبحان ربى العظيم وبحمده، ففعل ذلك ثلثا، ثم أوحى الله اليه: ان ارفع رأسك يا محمد، ففعل رسول الله صلى الله عليه واله فقام منتصبا، فأوحى الله

[118]

عزوجل اليه: ان اسجد لربك يا محمد فخر رسول الله صلى الله عليه واله ساجدا، فأوحى الله عزوجل اليه، قل سبحان ربى الاعلى ففعل صلى الله عليه واله ذلك ثلثا ثم أوحى الله اليه: استو جالسا ففعل، فلما رفع رأسه من سجوده واستوى جالسا نظر إلى عظمة تجلت له، فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر ربه، فسبح الله ثلثا فأوحى الله اليه: انتصب قائما ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة، فمن أجل ذلك صارت ركعة وسجدتين ثم أوحى الله عزوجل اليه: اقرأ الحمد لله، فقرأها مثل ما قرأ اولا، ثم أوحى الله اليه: اقرأ انا أنزلناه فانها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيمة، وفعل في الركوع ما فعل في المرة الاولى، ثم سجد سجدة واحدة، فلما رفع رأسه تجلت له العظمة فخر ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر ربه فسبح ايضا، ثم أوحى الله اليه: ارفع رأسك يا محمد ثبتك ربك، فلما ذهب ليقوم قيل: يا محمد اجلس فجلس، فأوحى الله اليه: يا محمد اذا ما أنعمت عليك فسم باسمى فألهم ان قال: بسم الله وبا لله ولا اله الا الله والاسماء الحسنى كلها لله، ثم أوحى الله اليه: يا محمد صلى على نفسك وعلى اهل بيتك، فقال: صلى الله على وعلى اهل بيتى وقد فعل، ثم التفت فاذا بصفوف الملائكة والمرسلين والنبيين فقيل يا محمد سلم عليهم فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فأوحى الله عزوجل اليه ان السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذريتك، ثم أوحى الله عزوجل اليه: ان لا يلتفت يسارا، وأول آية سمعها بعد قل هو الله أحد وانا انزلناه آية أصحاب اليمين وأصحاب الشمال، فمن أجل ذلك كان السلام واحدة تجاه القبلة، ومن أجل ذلك كان التكبير في السجود شكرا.

وقوله: سمع الله لمن حمده، لان النبى صلى الله عليه واله سمع ضجة الملائكة بالتسبيح والتحميد والتهليل فمن أجل ذلك قال: سمع الله لمن حمده، ومن أجل ذلك صارت الركعتان الاوليان كلما أحدث فيهما حدثا كان على صاحبهما إعادتهما، فهذا الفرض الاول في صلوة الزوال يعنى صلوة الظهر.

24 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابن عباس قال: دخلت عايشة

[119]

على رسول الله صلى الله عليه واله وهو يقبل فاطمة، فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ قال: أما والله لو علمت حبى لها لازددت لها حبا، انه لما عرج بى إلى السماء الرابعة أذن جبرئيل واقام ميكائيل، ثم قيل لى: ادن يا محمد، فقلت: أتقدم وانت بحضرتى يا جبرئيل؟ قال: نعم ان الله عزوجل فضل أنبياء‌ه المرسلين على الملائكته المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم التفت عن يمينى فاذا أنا بابراهيم عليه السلام في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة، ثم انى صرت إلى السماء الخامسة ومنها إلى السادسة فنوديت: يا محمد نعم الاب أبوك ابراهيم، ونعم الاخ أخوك على، فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرئيل عليه السلام بيدى فأدخلنى الجنة، فاذا بشجرة من نور في أصلها ملكان يطويان الحلل والحلى، فقلت حبيبى جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال: هذه لاخيك على بن أبى طالب عليه السلام وهذان الملكان يطويان له الحلى والحلل إلى يوم القيمة، ثم تقدمت امامى فاذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك، وأحلى من العسل، فأخذت رطبة فأكلتها فتحولت الرطبة نطفة في صلبى، فلما أن هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوارء انسية، فاذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة عليها السلام.

25 - في عيون الاخبار حدثنى محمد بن ابراهيم بن اسحق الطالقانى رضى الله عنه قال: حدثنا محمد بن هاشم قال: حدثنا أحمد بن بندار قال: حدثنا احمد بن هلال عن محمد بن أبى عمير عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء أوحى إلى ربى جل جلاله: يا محمد انى اطلعت إلى الارض اطلاعة فاخترتك منها فجعلتك نبيا، وشققت لك من اسمى اسما فانا المحمود وانت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك وشققت له اسما من اسمائى فانا العلى الاعلى وهو على وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ثم عرضت ولايتهم على الملائكة فمن قبلها كان عندى من المقربين

[120]

يا محمد لو ان عبدا عبدنى حتى ينقطع ويصير كالشن البالى(1) ثم أتانى جاحدا بولايتهم ما اسكنته جنتى ولا أظللته تحت عرشى، يا محمد أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا رب، فقال عزوجل: ارفع رأسك، فرفعت رأسى فاذا انا بأنوار على وفاطمة والحسن والحسين وعلى بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد ابن على وعلى بن محمد والحسن بن على، والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كانه كوكب درى، قلت: يا رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الائمة وهذا القائم الذى يحل حلالى ويحرم حرامى، وبه أنتقم من أعدائى، وهو راحة لاوليائى، وهو الذى يشفى قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل والسامرى.

26 - وباسناده إلى عبد السلام بن صالح الهروى قال: قلت لعلى بن موسى الرضا عليه السلام: يا بن رسول الله أخبرنى عن الجنة والنار أهما اليوم مخلوقتان؟ فقال: نعم وان رسول الله صلى الله عليه واله قد دخل الجنة وراى النار لما عرج به إلى السماء، قال: فقلت له: ان قوما يقولون انهم اليوم مقدرتان غير مخلوقتين؟ فقال عليه السلام: لا هم منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبى صلى الله عليه واله وكذبنا وليس من ولايتهم على شئ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى: " هذه جهنم التى يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن " و قال النبى صلى الله عليه واله: لما عرج به إلى السماء أخذ بيدى جبرئيل عليه السلام فأدخلنى الجنة فناولنى من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبى، فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليهما السلام، ففاطمة حورية انسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتى فاطمة عليها السلام.

27 - وباسناده إلى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن محمد بن على الرضا عن ابيه الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه أمير المؤمنين على بن أبى طالب

___________________________________

(1) الشن البالى: القربة الخلقة.

[121]

عليهم السلام قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه واله فوجدته يبكى بكاء‌ا شديدا، فقلت: فداك أبى وأمى يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: يا على ليلة اسرى بى إلى السماء رأيت نساء‌ا من امتى في عذاب شديد، فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت شدة عذابهن ورأيت امرأة معلقة بشعرة يغلى دماغ رأسها ورأيت امرأة معلقة بلسانها، والحميم يصير في حلقها، ورأيت امرأة معلقة بثدييها، ورأيت امرأة تأكل جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها(1) و بدنها متقطع من الجذام والبرص، ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار، ورأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهى تأكل امعائها، ورأيت امرأة رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار و عليه ألف ألف لون من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار(2) قالت فاطمة عليها السلام: حبيبى وقرة عينى ! أخبرنى ما كان عملهن وسيرتهن حتى وضع الله عليهن هذا العذاب؟ فقال: يا بنتى اما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطى شعرها من الرجال، واما المعلقة بلسانها فانها كانت تؤذى زوجها، واما المعلقة بثدييها فانها كانت تمنع زوجها من فراشها، واما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها، واما التى كانت تأكل لحم جسدها فانها كانت تزين بدنها للناس، واما التى شد يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فانها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض، ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلوة، واما الصماء العمياء الخرساء فانها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها، واما التى يقرض لحمها بالمقاريض فانها كانت تعرض نفسها على الرجال، واما التى كانت يحرق وجهها وبدنها وهى تأكل أمعائها فانها كانت قوادة، واما التى

___________________________________

(1) المنخر: الانف - وقيل: ثقبة.

(2) المقامع جمع المقمعة: العمود من حديد.

[122]

كانت رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار فانها كانت نمامة كذابة، واما التى كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فانها كانت قينة(1) بوجه حاسدة(2) ثم قال: ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضى عنها زوجها.

28 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء أخذ جبرئيل بيدى وأقعدنى على درنوك(3) من درانيك الجنة، ثم ناولنى سفرجلة، فاذا اقلبها اذا انفلقت فخرجت منها جارية حوراء لم أر أحسن منها، فقالت: السلام عليك يا محمد قلت: من أنت؟ قالت: انا الراضية المرضية خلقنى الجبار من ثلثة أصناف: أسفلى من المسك، ووسطى من كافور، واعلاى من عنبر، و عجننى من ماء الحيوان، قال الجبار: كونى فكنت خلقنى لاخيك وابن عمك.

29 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا، رجلا له في المشرق ورجلا له في المغرب وبيده لوح ينظر فيه ويحرك رأسه، فقلت: يا جبرئيل من هذا؟ قال: ملك الموت عليه السلام.

30 - في كتاب الخصال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء رأيت رحما معلقة بالعرش تشكوا رحما إلى ربها، قلت: كم بينها وبينها من أب؟ قال: يلتقى في أربعين أبا.

31 - في كتاب ثواب الاعمال عن على عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله انه قال في وصية له: يا على انى رأيت اسمك مقرونا إلى اسمى في أربعة مواطن فأنست بالنظر اليه، انى لما بلغت بيت المقدس في معراجى إلى السماء وجدت على الصخرة مكتوبا: لا اله الا الله محمد رسول الله أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيرى؟ قال: على بن أبى طالب عليه السلام، فما انتهيت إلى سدرة المنتهى وجدت

___________________________________

(1) القينة: المغنية.

(2) كذا في النسخ وفى المصدر " نواحة حاسدة ".

(3) الدرنوك: مال خمل من بساط أو ثوب، والجمع درانيك.

[123]

مكتوبا عليها: انى انا الله لا اله الا أنا وحدى، محمد صفوتى من خلقى، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فقلت لجبرئيل: من وزيرى؟ قال: على بن أبى طالب عليه السلام، فلما جاوزت السدرة انتهيت إلى عرش رب العالمين جل جلاله فوجدت مكتوبا على قوائمه: انا الله لا اله الا انا وحدى، محمد حبيبى، أيدته بوزيره ونصرته بوزيره، فلما رفعت رأسى نظرت على بطنان العرش مكتوبا: انا الله لا اله الا انا محمد عبدى و رسولى، ايدته بوزيره ونصرته بوزيره.

32 - عن أبى صالح عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول: أعطانى الله تبارك وتعالى خمسا وأعطى عليا خمسا: اسرى بى اليه وفتح له ابواب السماء حتى نظر إلى ما نظرت اليه والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

33 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى وهب بن منبه رفعه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما عرج بى ربى جل جلاله أتانى النداء: يا محمد قلت: لبيك رب العظمة لبيك فأوحى الله إلى يا محمد فيما اختصصت بالملاء الاعلى؟ فقلت: لا علم لى الهى فقال: يا محمد هل اتخذت من الادميين وزيرا واخا ووصيا من بعدك؟ قلت: الهى و من أتخذ؟ تخير أنت لى يا الهى، فأوحى الله لى: يا محمد قد اخترت لك من الآدميين على بن أبى طالب فقلت: الهى ابن عمى؟ فأوحى الله إلى: يا محمد ان عليا وارثك ووارث العلم من بعدك وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيمة، وصاحب حوضك يسقى من ورد عليه من مؤمنى امتك، ثم أوحى الله إلى يا محمد انى قد اقسمت على نفسى قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض مبغض لك ولاهل بيتك وذريتك الطيبين الطاهرين حقا حقا أقول يا محمد، لادخلن جميع امتك الجنة الا من أبى من خلقى، فقلت: الهى هل واحد يأبى من دخول الجنة؟ فأوحى الله إلى: بلى، فقلت: وكيف يأبى؟ فأوحى الله إلى: يا محمد اخترتك من خلقى واخترت لك وصيا من بعدك، وجعلته منك بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبى بعدك، والقيت محبته في قلبك، وجعلته أبا لولدك فحقه بعدك على امتك كحقك عليهم في حيوتك، فمن جحد حقه جحد حقك ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة فخررت لله عزوجل ساجدا شكرا لما انعم على فاذا مناد ينادى: ارفع رأسك واسئلنى اعطك،

[124]

فقلت: الهى اجمع امتى من بعدى على ولاية على بن أبى طالب ليردوا جميعا على حوضى يوم القيمة، فاوحى الله إلى: يا محمد ان قد قضيت في عبادى قبل أن أخلقهم، و قضائى ماض فيهم لاهلك [ به ] من أشاء وأهدى به من اشاء وقد آتيته علمك من بعدك و جعلته وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وامتك عزيمة منى، لا أدخل الجنة من ابغضه وعاداه وأنكر ولايته بعدك، فمن أبغضه أبغضك، ومن أبغضك أبغضنى، ومن عاداه فقد عاداك، ومن عاداك فقد عادانى، ومن أحبه فقد أحبك، ومن أحبك فقد أحبنى قد جعلت له هذه الفضيلة، واعطيتك ان اخرج من صلبه أحد عشر مهديا كلهم من ذريتك من البكر البتول، وآخر رجل منهم يصلى خلفه عيسى بن مريم، ويملاء الارض عدلا كما ملئت منهم ظلما وجورا(1) أنجى به من الهلكة وأهدى به من الضلالة وأبرئ به من العمى واشفى به المريض، فقلت: الهى ومتى يكون ذلك؟ فاوحى الله إلى عزوجل: يكون ذلك اذا رفع العلم وظهر الجهل، وكثر الغوا(2) وقل العمل، وكثر القتل وقل فقهاء الهادين، وكثر فقهاء الضلالة والخؤنة وكثر الشعراء واتخذ قبل قبورهم(3) مساجد وحليت الصاحف وزخرفت المساجد، وكثر الجور والفساد، وظهر المنكر وأمر امتك به، ونهوا عن المعروف، وكتفى الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت امتك الامراء كفرة واولياؤهم فجرة، وأعوانهم ظلمة، وذووا الرأى منهم فسقة، وعند ذلك ثلاث خسوف، خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب، وخراب البصرة بيد رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج رجل من ولد الحسين بن على، وخروج الدجال يخرج بالمشرق من سجستان، وظهور السفيانى، فقلت: الهى ومتى يكون بعدى من الفتن؟ فأوحى الله إلى واخبرنى ببلاء بنى امية وفتنة ولد عمى العباس وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيمة، فأوصيت

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر " كما ملئت ظلما وجورا " بدون لفظة " منهم " والظاهر انها زيادة من النساخ.

(2) كذا في النسخ وفى المصدر " وكثر القراء..اه " وهو الظاهر المناسب للسياق.

(3) وفى المصدر " واتخذ امتك قبورهم مساجد ".

[125]

بذلك ابن عمى حين هبطت الارض وأديت الرسالة والحمد لله على ذلك، كما حمده النبيون وكما حمده كل نبى قبلى، وما هو خالقه إلى يوم القيمة.

34 - وباسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن آبائه عن على عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول في آخره: وانه لما عرج بى إلى السماء اذن جبرئيل مثنى مثنى، ثم قال: نقدم يا محمد، فقلت: يا جبرئيل أتقدم عليك؟ قال: نعم، لان الله تبارك وتعالى فضل أنبيائه على ملائكته أجمعين، وفضلك خاصة، فتقدمت وصليت بهم ولا فخر فلما انتهيت إلى حجب النور قال لى جبرئيل: تقدم يا محمد ان هذا انتهاء حدى الذى وضعه الله لى في هذا المكان، فان تجاوزته احترقت أجنحتى لتعدى حدود ربى جل جلاله، فزج بى زجة(1) في النور حتى انتهيت إلى حيث ما شاء الله عزوجل في ملكوته، فنوديت: يا محمد انت عبدى وأنا ربك فاياى فاعبدو على فتوكل فانك نورى في عبادى، ورسولى إلى خلقى، وحجتى في بريتى، لمن تبعك خلقت جنتى، ولمن عصاك وخالفك خلقت نارى، ولاوصيائك أوجبت كرامتى، ولشيعتك أوجبت ثوابى، فقلت: يارب ومن أوصيائى؟ فنوديت يا محمد أوصيائك المكتوبون على ساق العرش فنظرت وانا بين يدى ربى إلى ساق العرش فرأيت اثنى عشر نورا في كل نور سطر أخضر، مكتوب عليه اسم كل وصى من أوصيائى، أولهم على بن أبى طالب واخرهم مهدى امتى، فقلت يارب أهؤلاء أوصيائى من بعدى، فنوديت يا محمد هؤلاء أوليائى واحبائى و أصفيائى وحججى بعدك على بريتى، وهم أوصيائك وخلفائك وخير خلقى بعدك، و عزتى وجلالى لاظهرن بهم دينى ولاعلين بهم كلمتى ولاطهرن الارض بآخرهم من أعدائى ولاملكنه مشارق الارض ومغاربها ولاسخرن له الرياح ولاذللن له الرقاب الصعاب، ولارقينه في الاسباب، ولانصرنه بجندى، ولامدنه بملائكتى، حتى

___________________________________

(1) زج بالشى ء: رمى به.

وفى المصدر " زخ بى زحة " بالخاء وهو ايضا بمعناه.

قال الجزرى في النهاية: في الحديث: مثل اهل بيتى مثل سفينة نوح من تخلف عنها زخ به في النار اى دفع ورمى.

[126]

تعلو دعوتى(1) ويجمع الخلق على توحيدى، ثم لاديمن ملكه ولاداولن الايام بين اوليائى إلى يوم القيمة.

35 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى هشام بن سالم عن أبيعبد الله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله وحضرت الصلوة اذن جبرئيل، وأقام الصلوة، فقال: يا محمد تقدم، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: تقدم يا جبرئيل، فقال له: انا لا نتقدم على الآدميين منذ أمرنا بالسجود لآدم.

36 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: قلت: لاى علة صار التكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل؟ ولاى علة يقال في الركوع سبحان ربى العظيم وبحمده ويقال في السجود سبحان ربى الاعلى وبحمده؟ قال: يا هشام ان الله تبارك وتعالى خلق السموات سبعا، والارض سبعا والحجب سبعا، فلما اسرى بالنبى صلى الله عليه واله وكان من ربه كقاب قوسين أو أدنى، رفع له حجاب من حجبه فكبر رسول الله صلى الله عليه واله وجعل يقول الكلمات التى يقال في الافتتاح فلما رفع له الثانى كبر، فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب، وكبر سبع تكبيرات، فلذلك العلة يكبر للافتتاح في الصلوة سبع تكبيرات، فلما ذكر ما راى من عظمة الله ارتعدت فرائصه(2) فابترك على ركبتيه وأخذ يقول: سبحان ربى العظيم وبحمده، فلما اعتدل من ركوعه قائما نظر اليه في موضع أعلى من ذلك الموضع خر على وجهه وهو يقول: سبحان ربى الاعلى وبحمده، فلما قال سبع تكبيرات سكن ذلك الرعب، فلذلك جرت به السنة.

37 - وباسناده إلى اسحق بن عمار قال: سألت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: كيف صارت الصلوة ركعة وسجدتين؟ وكيف اذا صارت سجدتين لم تكن ركعتين؟ فقال: اذا سألت عن شئ ففرغ قلبك لتفهم، ان اول صلوة صلاها رسول الله

___________________________________

(1) وفى المصدر " حتى يعلن دعوتى ".

(2) الفريصة: لحمة بين الثدى والكتف ترعد عند الفزع.

[127]

صلى الله عليه واله انما صلاها في السماء بين يدى الله تبارك وتعالى قدام عرشه جل جلاله، وذلك انه لما اسرى به وصار عند عرشه تبارك وتعالى، قال: يا محمد ادن من صاد(1) فاغسل مساجدك وطهرها وصل لربك، فدنا رسول الله صلى الله عليه واله إلى حيث أمره الله تبارك وتعالى فتوضأ وأسبغ وضوئه(2) ثم استقبل الجبار تبارك وتعالى قائما فأمره بافتتاح الصلوة، ففعل فقال: يا محمد اقرأ: " بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين إلى آخرها " ففعل ذلك ثم أمره ان يقرأ نسبة ربه تبارك وتعالى: " بسم الله الرحمن الرحيم قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد " ثم امسك فيه القول فقال رسول الله صلى الله عليه واله: " قل هو الله أحد الله الصمد " فقال: قل " لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد " فامسك عنه القول، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: كذلك الله ربى كذلك الله ربى، كذلك الله ربى، فلما قال ذلك قال: اركع يا محمد لربك، فركع رسول الله صلى الله عليه واله فقال وهو راكع: سبحان ربى العظيم وبحمده، ففعل ذلك ثلثا، ثم قال: ارفع رأسك يا محمد ففعل رسول الله، فقام منتصبا بين يدى الله عزوجل، فقال: اسجد يا محمد لربك، فخر رسول الله صلى الله عليه واله ساجدا فقال: قل: سبحان ربى الاعلى وبحمده، ففعل ذلك رسول الله ثلثا، فقال له: استو جالسا يامحمد ففعل، فلما استوى جالسا ذكر جلال ربه جل جلاله فخر رسول الله ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر امره ربه عزوجل فسبح ايضا ثلثا، فقال: انتصب قائما ففعل فلم ير ماكان رأى من عظمة ربه جل جلاله فقال له: اقرأ يا محمد وافعل كما فعلت في الركعة الاولى، ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه واله ثم سجد سجدة واحدة فلما رفع رأسه ذكر جلالة ربه تبارك وتعالى الثانية، فخر رسول الله صلى الله عليه واله ساجدا من تلقاء نفسه لا لامر ربه عزوجل، فسبح ايضا ثم قال له: ارفع رأسك ثبتك الله، واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، وان الساعة آتية لا ريب فيها، وان الله يبعث من في القبور، اللهم صلى على محمد وآل محمد، وترحم على محمد و آل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد،

___________________________________

(1) مر في حديث الكافى معناه وانه ماء يسيل من ساق العرش، وسيأتى في آخر الحديث ايضا.

(2) اسبغ فلان الوضوء: أبلغه مواضعه ووفى كل عضو حقه.

[128]

اللهم تقبل شفاعته وارفع درجته ففعل،، فقال: سلم يا محمد واستقبل(1) رسول الله صلى الله عليه واله ربه تبارك وتعالى مطرقا فقال: السلام، فأجابه الجبار جل جلاله فقال: و عليك السلام يا محمد، بنعمتى قويتك على طاعتى وبعصمتى اياك اتخذتك نبيا وحبيبا، ثم قال أبوالحسن عليه السلام: وانما كانت الصلوة التى أمر بها ركعتين وسجدتين، وهو صلى الله عليه واله انما سجد سجدتين في كل ركعة عما أخبرتك من تذكره [ عظمة ] ربه تبارك و تعالى، فجعله الله عزوجل فرضا، قلت: جعلت فداك وما صاد الذى امر ان يغتسل منه؟ فقال: عين تنفجر من ركن من أركان العرش يقال له ماء الحيوة، وهو ما قال الله عزوجل: " ص والقرآن ذى الذكر " انما امره أن يتوضأ ويقرء ويصلى.

38 - ابى (ره) قال: حدثنا الحسين بن محمد العطار عن محمد بن الحسن الصفار ولم يحفظ اسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء سقط من عرقى فنبت منه الورد فوقع في البحر، فذهب السمك ليأخذها وذهب الدعموص(2) ليأخذها، فقالت السمكة: هى لى وقال الدعموص: هى لى، فبعث الله عزوجل اليهما ملكا ليحكم بينهما فجعل نصفها للسمكة، ونصفها للدعموص.

39 - في من لا يحضره الفقيه وسأل محمد بن عمران أبا عبدالله عليه السلام فقال: لاى علة يجهر في صلوة الجمعة وصلوة المغرب وصلوة العشاء الآخرة وصلوة الغداة، وساير الصلوات الظهر والعصر لا يجهر فيهما؟ ولاى علة صار التسبيح في الركعتين الاخيرتين أفضل من القراء‌ة؟ قال: لان النبى صلى الله عليه واله لما اسرى به إلى السماء كان أول صلوة فرضها الله عليه الظهر يوم الجمعة، فأضاف الله عزوجل اليه الملائكة تصلى خلفه، وأمر نبيه ان يجهر بالقراء‌ة ليبين لهم فضله، ثم فرض عليه العصر ولم يضف اليه أحدا من الملائكة، وأمره أن يخفى القراء‌ة، لانه لم يكن وراه أحد، ثم فرض عليه المغرب وأضاف اليه الملائكة فأمره بالاجهار وكذلك العشاء الآخرة، فلما كان قرب

___________________________________

(1) وفى المصدر " فقال: سلم يا محمد واستقبل فاستقبل رسول الله...اه ".

(2) الدعموص: دويبة او دودة سوداء تكون في الغدران اذا نشت.

[129]

الفجر نزل ففرض الله عزوجل عليه الفجر فأمره بالاجهار ليبين للناس فضله كما بين للملائكة فلهذه العلة يجهر فيها، وصار التسبيح أفضل من القرائة في الاخيرتين لان النبى صلى الله عليه واله لما كان في الاخيرتين ذكر ما رأى من عظمة الله عزوجل فدهش، فقال: سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، فلذلك صار التسبيح أفضل من القرائة.

40 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما عرج بى إلى السماء اذا انا باسطوانة أصلها من فضة بيضاء ووسطها من ياقوتة و زبرجد، وأعلاها ذهبة حمراء، فقلت: يا جبرئيل ما هذه؟ فقال: هذا دينك أبيض واضح مضى، قلت: وما هذه وسطها؟ قال: الجهاد، قلت: فما هذه الذهبة الحمراء؟ قال: الهجرة، وكذلك علا ايمان على عليه السلام على ايمان كل مؤمن.

41 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن حماد بن عثمان عن ابى بصير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: لما عرج برسول الله صلى الله عليه واله انتهى به جبرئيل إلى مكان فخلى عنه، فقال له: يا جبرئيل أتخلينى على هذه الحال؟ فقال: امضه فوالله لقد وطيت مكانا ما وطاه بشر وما مشى فيه بشر قبلك.

42 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى عن أبى جعفر الثانى عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه واله ان الله خلق الاسلام فجعل له عرصة، وجعل له نورا، وجعل له حصنا وجعل له ناصرا فاما عرصته فالقرآن واما نوره فالحكمة واما حصنه فالمعروف واما أنصاره فأنا وأهل بيتى وشيعتنا فاحبوا أهل بيتى وشيعتهم وأنصارهم فانه لما اسرى بى إلى السماء الدنيا فنسبنى جبرئيل عليه السلام لاهل السماء استودع الله حبى وحب أهل بيتى وشيعتهم وأنصارهم في قلوب الملائكة، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيمة ثم هبط بى إلى الارض فنسبنى إلى أهل الارض، فاستودع عزوجل حبى وحب أهل بيتى وشيعتهم في قلوب مؤمنى امتى.

فمؤمنى امتى يحفظون وديعتى إلى يوم القيمة، الا فلو ان رجلا من امتى عبدالله عزوجل عمره ايام الدنيا، ثم لقى الله عزوجل مبغضا لاهل بيتى وشيعتى ما فرج الله صدره الا عن نفاق.

[130]

43 - في تفسير على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن عمربن اذينة عن زرارة أو الفضيل عن أبى جعفر عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلوة فأذن جبرئيل عليه السلام واقام فتقدم رسول الله صلى الله عليه واله فصف الملائكة والنبيون خلف محمد صلى الله عليه واله.

44 - محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عبدالله الخزاز عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال: يا هارون بن خارجة كم بينك وبين المسجد الكوفة يكون ميلا؟ قلت: لا قال: أفتصلى فيه الصلوة كلها؟ قلت: لا، قال: أما لو كنت بحضرته لرجوت الا تفوتنى فيه صلوة، وتدرى ما فضل ذلك الموضع؟ ما من عبد صالح ولا نبى الا وقد صلى في مسجد كوفان حتى ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اسرى الله به قال له جبرئيل عليه السلام: تدرى أين أنت يا رسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان، قال: فاستأذن لى ربى حتى آتيه فاصلى فيه ركعتين فاستأذن الله عزوجل فأذن له والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

45 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن على بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال لى: يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذى روى ان رسول الله صلى الله عليه واله رآى ربه في صورة شاب، وقال هشام بن الحكم بالنفى للجسم فقال: يا احمد ان رسول الله صلى الله عليه واله لما اسرى به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الابرة فرأى من نور العظمة ما شاء الله ان يرى، وأردتم أنتم التشبيه؟ دع هذا يا أحمد، لا ينفتح عليك منه أمر عظيم.

46 - وحدثنى أبى عن حماد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء دخلت الجنة فرأيت قصرا من ياقوتة حمراء يرى داخلها من خارجها، وخارجها من داخلها، من ضيائها، وفيها بيتان من در وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل لمن هذا القصر؟ فقال: هذا لمن أدام الصيام وأطعم الطعام وتهجد

[131]

بالليل والناس نيام، وهذا الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

47 - حدثنى أبى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبى عن ابن سنان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اول من سبق إلى بلى رسول الله، وذلك انه كان أقرب الخلق إلى الله تعالى وكان بالمكان الذى قال له جبرئيل عليه السلام لما اسرى به إلى السماء: تقدم يا محمد لقد وطأت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبى مرسل، ولولا ان روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، وكان من الله عزوجل كما قال الله " قاب قوسين أو أدنى " اى بل أدنى.

48 - حدثنى أبى عن عمرو بن سعيد الراشدى عن ابن مسكان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله فأوحى اليه في على ما أوحى من شرفه ومن عظمته عند الله، ورد إلى البيت المعمور، وجمع له النبيين فصلوا خلفه عرض في نفس رسول الله صلى الله عليه واله من عظم ما أوحى اليه في على، فأنزل الله: " فان كنت في شك مما انزلنا اليك فاسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك " يعنى الانبياء، فقد انزلنا اليهم في كتبهم من فضله ما انزلنا في كتابك " لقد جائك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين و لا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين " فقال الصادق عليه السلام: فوالله ما شك وما سأل.

49 - وحدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن على بن رئاب عن أبى عبيدة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام، فأنكرت ذلك عايشة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا عايشة انى لما اسرى بى إلى السماء دخلت الجنة فأدنانى جبرئيل عليه السلام من شجرة طوبى وناولنى من ثمارها، فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهرى، فلما هبطت إلى الارض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فما قبلتها قط الا وجدت رايحة شجرة طوبى منها.

50 - حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى الربيع قال: حججت من أبى جعفر عليه السلام في السنة التى حج فيها هشام بن عبدالملك، وكان

[132]

معه نافع مولى عمر بن الخطاب، فنظر نافع إلى أبى جعفر عليه السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس، فقال: يا أمير المؤمنين من هذا الذى تكافئ عليه الناس؟ قال: نبى أهل الكوفة محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب، فقال: لآتينه فلاسألنه عن مسايل لا يجيبنى فيها الا نبى أو وصى نبى، قال: فاذهب اليه فاسئله لعلك تخجله فجاء نافع حتى اتكى على الناس فأشرف على أبيجعفر عليه السلام فقال: يا محمد بن على انى قد قرأت التوراة والانجيل والزبور والفرقان، وقد عرفت حلالها وحرامها، وقد جئتك اسئلك عن مسائل لا يجيب فيها الا نبى أو وصى نبى او ابن نبى، فرفع أبوجعفر عليه السلام رأسه فقال: سل عما بدا لك فقال: كم كان بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله من سنة؟ قال: اخبرك بقولك أم بقولى؟ قال أخبرنى بالقولين جميعا، فقال: اما في قولى فخمسمأة سنة واما في قولك فستمأة سنة، قال: اخبرنى عن قول الله عزوجل: " واسئل من أرسلنا قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون " من الذى سئل محمد وكان بينه وبين عيسى خمسمأة سنة؟ قال أبوجعفر عليه السلام: هذه الآية " سبحان الذى اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا " كان من الآيات التى أراها الله محمدا صلى الله عليه واله حيث اسرى به إلى البيت المقدس، انه حشر الاولين والآخرين من النبيين والمرسلين، ثم أمر جبرئيل فاذن شفعا وأقام شفعا وقال في اقامته حى على خير العمل ثم تقدم محمد صلى الله عليه واله فصلى بالقوم، فلما انصرف قال: سل يا محمد من أرسلنا قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: على ما تشهدون وما كنتم تعبدون؟ قالوا: نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله، اخذت على ذلك عهودنا ومواثقينا، فقال نافع: صدقت يابا جعفر، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

51 - وباسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء دخلت الجنة فرأيت قيعان يقق(1) ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من

___________________________________

(1) القيعان جمع القاع: أرض سهلة مطمئنة قد انفرجت عنها الآكام والجبال.

واليقق المتناهى في البياض وقد تكسر القاف.

[133]

فضة ولبنة من ذهب، وربما امسكوا فقلت لهم: مالكم ربما بنيتم وربما أمسكتم؟ فقالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت: فما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن في الدنيا سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر، فاذا قال نبينا، واذا امسك أمسكنا.

52 - وقال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لما اسرى بى إلى السماء أخذ جبرئيل بيدى فأدخلنى الجنة وأجلسنى على درنوك من درانيك الجنة(1) فناولنى سفرجلة فانفلقت نصفين، فخرجت من بينهما حوراء، فقامت بين يدى فقالت: السلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أحمد، السلام عليك يا رسول الله، فقلت: وعليك السلام من أنت؟ قالت: انا الراضية المرضية، خلقنى الجبار من ثلثة أنواع، أسفلى من المسك، ووسطى من العنبر، وأعلاى من الكافور، وعجنت بماء الحيوان، ثم قال جل ذكره لى: كونى، فكنت لاخيك ووصيك على بن أبى طالب صلوات الله عليه.

53 - في تفسير العياشى عن هشام بن الحكم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله صلى العشاء الاخرة وصلى الفجر في الليلة التى اسرى به فيها بمكة.

54 - عن زرارة وحمران بن أعين ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: حدث أبوسعد الخدرى ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان جبرئيل قال لى(2) ليلة اسرى بى وحين رجعت فقلت: يا جبرئيل هل لك من حاجة؟ فقال: حاجتى ان تقرأ على خديجة من الله ومنى السلام، وحدثنا عند ذلك انها قالت حين لقيها نبى الله صلى الله عليه واله فقال لها الذى قال جبرئيل، قالت: ان الله هو السلام ومنه السلام واليه السلام وعلى جبرئيل السلام.

قال عز من قائل انه هو السميع البصير.

55 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن خالد الطيالسى عن صفوان بن يحيى عن ابن مسكان عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لم يزل الله عز - وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة

___________________________________

(1) الدرنوك: ماله خمل من البساط، وقد مر.

(2) وفى البحار " أتانى " مكان " قال لى " وهو الظاهر.

[134]

ذاته ولا مقدور، فلما أحدث الاشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور، قال: قلت: فلم يزل الله متحركا؟ قال فقال: تعالى الله ان الحركة صفة محدثة بالفعل، قال: قلت: فلم يزل الله متكلما؟ قال: فقال: ان الكلام صفة محدثة ليست بأزلية، كان الله عزوجل ولا متكلم.

56 - في كتاب التوحيد حديث طويل عن أبى عبدالله عليه السلام وقد سأله بعض الزنادقة عن الله تعالى، وفيه: قال السائل فيقول: انه سميع بصير؟ قال: وهو سميع بصير سميع بغير جارحة، وبصير بغير آلة، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه، ليس قولى: انه يسمع بنفسه ويبصر بنفسه انه شئ والنفس شئ آخر، ولكن أردت عبارة عن نفسى اذ كنت مسئولا، وافهاما لك اذ كنت سائلا، وأقول يسمع بكله لا ان الكل له بعض، ولكن أردت افهامك والتعبير عن نفسى، وليس مرجعى في ذلك الا إلى انه السميع البصير، العالم الخبير، بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى(1).

57 - وفيه عن على عليه السلام حديث طويل وفيه كان ربا ولا مربوب: والها اذ لا مألوه، و عالما اذ لا معلوم وسميعا اذ لا مسموع، سميع لا بآلة، وبصير لا بأداة.

58 - وعن الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وسمى ربنا سميعا لا بجزء فيه يسمع به الصوت لا يبصر به، كما ان جزئنا الذى به نسمع لا يقوى على النظر به، ولكن أخبر أنه لا تخفى عليه الاصوات ليس على حد ما سمينا نحن، فقد جمعنا الاسم بالسميع واختلف المعنى، وهكذا البصر لا بجزء به أبصر كما انا نبصر بجزء منا لا ننتفع به في غيره، ولكن الله بصير لا يجهل شخصا منظورا اليه فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.

59 - وباسناده إلى أبى هاشم الجعفرى عن أبى جعفر الثانى عليه السلام، انه قال له رجل وكيف سمى ربنا سميعا؟ قال: لانه لا يخفى عليه ما يدرك بالاسماع، ولا نصفه(2) بالسمع المعقول في الرأس، وكذلك سميناه بصيرا لانه لا يخفى عليه ما يدرك بالابصار من لون و

___________________________________

(1) " وفى اصول الكافى مثله سواء.منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

(2) وفى المصدر " ولم نصفه " وهو الاوفق بحسب السياق.

[135]

شخص وغير ذلك، ولم نصفه بلحظ العين(1) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

60 - وباسناده إلى محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك يزعم قوم من أهل العراق انه يسمع بغير الذى يبصر، ويبصر بغير الذى يسمع؟ قال: فقال: كذبوا وألحدوا وشبهوا، تعالى الله عن ذلك، انه سميع بصير يسمع بما يبصر، و يبصر بما يسمع، قال: قلت: يزعمون انه بصير على ما يعقلونه؟ قال: فقال: تعالى الله انما يعقل ما كان بصفة المخلوق وليس الله كذلك.

61 - وباسناده إلى حماد بن عيسى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام فقلت: لم يزل الله يعلم؟ قال: انى يكون يعلم ولا معلوم، قال: قلت: فلم يزل الله يسمع؟ قال: انى يكون ذلك ولا مسموع، قال: قلت: فلم يزل يبصر؟ قال: اين يكون ذلك ولا مبصر ثم قال: لم يزل الله عليما سميعا بصيرا ذات علامة سميعة بصيرة.

62 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وقلنا انه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى اكبر منها في برها وبحرها، ولا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك سميع لا بأذن، وقلنا انه بصير لا ببصر لانه يرى أثر الذرة السمحاء(2) في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجية(3) ويرى مضارها ومنافعها واثر سفادها وفراخها ونسلها، فقلنا عند ذلك انه بصير لا كبصر خلقه.

63 - وباسناده إلى الحسين بن خالد قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: لم يزل الله عزوجل عليما قادرا جبارا قديما سميعا بصيرا، فقلت له: يا بن رسول الله ان أقواما يقولون لم يزل الله عالما بعلم، وقادرا بقدرة وحيا بحيوة، وسميعا بسمع، وبصيرا ببصر

___________________________________

(1) وفى المصدر " ولم نصفه بنظر لحظ العين ".

(2) السمحاء: السوداء.

(3) الدجية: المظلمة.

[136]

فقال عليه السلام: من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة اخرى، وليس من ولايتنا على شئ، ثم قال عليه السلام لم يزل الله عليما قادرا حيا قديما سميعا بصيرا لذاته، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علوا كبيرا.

64 - في نهج البلاغة قال عليه السلام بصيرا اذ لا منظور اليه من خلقه.

65 - وفيه قال عليه السلام: وكل سميع غيره بصير عن لطيف الاصوات، ويصمه كبيرها ويذهب عنه ما بعد منها، وكل بصير غيره يعمى عن خفى الالوان ولطيف الاجسام.

66 - وفيه والسميع لا بأداة والبصير لا بتفريق آلة(1).

67 - وفيه بصير لا يوصف بالحاسة.

68 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " وجعلنا ذريته هم الباقين " يقول: الحق والنبوة والكتاب والايمان في عقبه وليس كل من في الارض من بنى آدم من ولد نوح، قال الله في كتابه: " احمل فيها من كل زوجين اثنين واهلك الا من سبق عليه القول منهم ومن آمن وما آمن معه الا قليل " وقال ايضا: ذرية من حملنا مع نوح.

69 - حدثنى أبى [ عن ابن أبى عمير ] عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان نوح اذا أمسى وأصبح يقول: أمسيت أشهد انه ما أمسى بى من نعمة في دين أو دنيا فانها من الله وحده لا شريك له، له الحمد على [ بها ] والشكر كثيرا فأنزل الله عزوجل: انه كان عبدا شكورا.

70 - في من لا يحضره الفقيه وروى عنه حفص بن البخترى انه قال: كان نوح عليه السلام يقول: اذا أصبح وأمسى: اللهم انى أشهدك انه ما أصبح وأمسى من نعمة و عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها على حتى ترضى وبعد الرضى، يقولها اذا أصبح عشرا، واذا أمسى عشرا فسمى بذلك عبدا شكورا.

71 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سنان عن

___________________________________

(1) وفى بعض نسخ النهج " والبصير بلا تفريق آلة ".

[137]

أبى سعيد المكارى عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: فما عنى بقوله في نوح " انه كان عبداشكورا "؟ قال: كلمات بالغ فيهن، قلت: وما هن؟ قال: كان اذا أصبح قال: أصبحت أشهدك ما أصبحت بى من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فانها منك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد على ذلك، ولك الشكر كثيرا، كان يقولها اذا أصبح ثلثا واذا أمسى ثلثا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

72 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن وهب بن حفص عن أبى بصير عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله عند عايشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عايشة ألا اكون عبدا شكورا قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله يقوم على أطراف أصابع رجليه فانزل الله سبحانه: " طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ".

73 - عن ابن أبى عمير عن ابن رئاب عن اسمعيل بن الفضل قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات: اللهم ما أصبحت بى من نعمة أوعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر على يارب حتى ترضى وبعد الرضا فانك اذا قلت ذلك كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفى تلك الليلة.

74 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أبى رضى الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبان بن عثمان عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان نوحا انما سمى عبدا شكورا لانه كان يقول اذا أصبح وأمسى: اللهم انى اشهدك انه ما اصبح وامسى بى من نعمة لى وعافية في دين او دنيا فمنك وحدك لا شريك لك.

لك الحمد والك الشكر بها حتى ترضى الهنا.

75 - ابى (ره) قال: حدثنا سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبى عمير عن حفص بن البخترى عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وابراهيم الذى وفى " قال: انه كان يقول اذا أصبح وامسى: أصبحت وربى محمود، أصبحت

[138]

لا اشرك به شيئا ولا ادعو مع الله الها آخر، ولا اتخذ من دونه وليا، فسمى بذلك عبدا شكورا.

76 - في تفسير العياشى عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " كان عبدا شكورا " قال: كان اذا أمسى وأصبح يقول: أمسيت أشهد انه ما أمست بى من نعمة في دين او دنيا فانها من الله وحده لا شريك له، له الحمد بها والشكر كثيرا.

77 - في روضة الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عبدالرحمن عن عبدالله بن القاسم البطل عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: وقضينا إلى بنى اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الارض مرتين قال: قتل على بن أبى طالب وطعن الحسن عليه السلام ولتعلن علوا كبيرا قال: قتل الحسين عليه السلام فاذا جاء وعد اوليهما فاذا جاء نصر دم الحسين بعثنا عبادا لنا اولى باس شديد فجاسوا خلال الديار قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم فلا يدعون وترا لآل محمد صلى الله عليه واله الا قتلوه وكان وعد الله مفعولا خروج القائم عليه السلام ثم رددنا لكم الكرة عليهم خروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤدون إلى الناس ان هذا الحسين قد خرج لا يشك المؤمنون فيه وانه ليس بدجال ولا شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم، فاذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين انه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت فيكون الذى يغسله ويكفنه ويحنطه ويلحده في حفرته الحسين بن على عليه السلام، ولا يلى الوصى الا الوصى.

78 - وفى تفسير العياشى بعد أن نقل هذا الحديث إلى آخره قال: وزاد ابراهيم في حديثه: ثم يملكهم الحسين عليه السلام حتى يقع حاجباه على عينيه.

79 - في مجمع البيان وقرائة على عليه السلام " عبيدا لنا ".

80 - في تفسير العياشى عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان يقرء: " بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد " ثم قال: وهو القائم وأصحابه أولى بأس شديد.

81 - في تفسير على بن ابراهيم وخاطب الله امة محمد فقال: " لتفسدن في الارض مرتين " يعنى فلانا وفلانا وأصحابهما ونقضهم العهد " ولتعلن علوا كبيرا " يعنى

[139]

ما ادعوه من الخلافة " فاذا جاء وعد اولهما " يعنى يوم الجمل " بعثنا عليكم عبادا لنا أولى باس شديد " يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وأصحابه " فجاسوا خلال الديار " اى طلبوكم وقتلوكم " وكان وعدا مفعولا " يتم ويكون " ثم رددنا لكم الكرة عليهم " يعنى لبنى امية على آل محمد " وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم اكثر نقيرا " من الحسن والحسين ابنى على عليهم السلام وأصحابهما وسبوا نساء آل محمد.

82 - في تفسير العياشى عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: قال امير المؤمنين عليه السلام في خطبته: ايها الناس سلونى قبل أن تفقدونى فان بين جوانحى علما جما فسلونى قبل أن تشغر برجلها(1) فتنة شرقية تطأ في خطامها -(2) ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز فيها(3) فكم عندها من رافعة ذيلها يدعو بويلها دجلة أو حولها، لا مأوى يكنها(4) ولا احد يرحمها، فاذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وبأى واد سلك، فعندها توقعوا الفرج، وهو تأويل هذه الاية ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم باموال وبنين وجعلناكم اكثر نفيرا والذى فلق الحبة وبرئ النسمة ليعيش اذ ذاك ملوك ناعمين، ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتى يولد لصلبه ألف ذكر، آمنين من كل بدعة وآفة والتنزيل، عاملين بكتاب الله وسنة رسوله قد اضمحلت عليهم(5) الآفات والشبهات.

83 - عن رفاعة بن موسى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان اول من يكر

___________________________________

(1) اى ترفع برجلها، قيل: كنى بشغر رجلها عن خلو تلك الفتنة من مدبر، أو هو كناية عن كثرة مداخل الفساد فيها.

(2) الخطام - ككتاب -: كلما يجعل في أنف البعير ليقتاد به.

(3) قال المجلسى (ره): ولعل المعنى من يتحرز من انكارها ورفعها لئلا يخل بدنياه " انتهى " وفى بعض النسخ " المتحرض " بالضاد ولعله الانسب بحسب السياق، ثم قال المجلسى (ره): وساير الخبر كان مصحفا فتركته على ما وجدته والمقصود واضح.

(4) اى يسترها.

(5) وفى المصدر " عنهم الآفات..اه ".

[140]

إلى الدنيا الحسين بن على عليهما السلام ويزيد بن معاوية واصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة(1) ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: " ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا ".

84 - في عيون الاخبار باسناده إلى على بن الحسين بن على بن فضال عن ابيه قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله تعالى: ان احسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها قال، ان أحسنتم احسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها رب يغفر لها، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

85 - في تفسير على بن ابراهيم متصلا بآخر تفسيره المتقدم اعنى قوله: وسبوا نساء آل محمد " ان احسنتم أحسنتم لانفسكم وان اسأتم فلها فاذا جاء وعد الآخرة " يعنى القائم صلوات الله عليه وأصحابه ليسوؤا وجوهكم " يعنى يسود وجوههم وليدخلوا المسجد كما دخلوه اول مرة يعنى رسول الله صلى الله عليه واله وأصحابه وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وليتبروا ما علوا تتبيرا اى يعلو عليكم فيقتلوكم، ثم عطف على آل محمد عليه وعليهم السلام فقال: عسى ربكم ان يرحمكم اى ينصركم على عدوكم ثم خاطب بنى امية فقال وان عدتم عدنا يعنى ان عدتم بالسفيانى عدنا بالقائم من آل محمد صلوات الله عليهم وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا اى حبسا يحصرون فيها، ثم قال عزوجل: ان هذا القرآن يهدى اى يبين للتى هى اقوم ويبشر المؤمنين يعنى آل محمد صلوات الله عليهم الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا.

86 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابراهيم بن عبدالحميد عن موسى بن اكيل النميرى عن العلا بن سيابة عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " ان هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم " قال: يهدى إلى الامام.

87 - في الكافى على بن ابراهيم عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد عن

___________________________________

(1) القذة: ريش السهم، وهذا القول يضرب مثلا للشيئين يستويان ولا يتفاوتان، وقد تكرر ذكره في الحديث.

[141]

أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام: حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم ثلث بالدعاء اليه بكتابه ايضا فقال تبارك وتعالى " ان هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم " اى يدعو " ويبشر المؤمنين ".

88 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ايها الناس انه من استنصح الله(1) وفق، ومن اتخذ قوله دليلا هدى للتى هى أقوم.

89 - في كتاب معانى الاخبار باسناده إلى موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام قال: الامام منا لا يكون الا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، وكذلك لا يكون الا منصوصا، فقيل، يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن، والقرآن يهدى إلى الامام، وذلك قول الله عزوجل: " ان هذا القرآن يهدى للتى هى اقوم ".

90 - في تفسير العياشى عن أبى اسحق: " ان هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم " قال: يهدى إلى الولاية.

91 - في تفسير على بن ابراهيم ثم عطف على آل محمد بنى امية فقال: والذين لا يؤمنون بالآخرة اعتدنا لهم عذابا اليما قوله: ويدع الانسان بالشر دعاء‌ه بالخير وكان الانسان عجولا قال: يدعو على أعداء‌ه بالشر كما يدعو لنفسه بالخير ويستعجل الله بالعذاب وهو قوله: وكان الانسان عجولا.

92 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: واعرف طريق نجاتك وهلاكك، كى لا تدعو الله بشئ عسى فيه هلاكك وأنت تظن ان فيه نجاتك، قال الله تعالى: " و يدع الانسان بالشر دعاء‌ه بالخير وكان الانسان عجولا ".

93 - في تفسير العياشى عن سلمان الفارسى قال: ان الله لما خلق آدم فكان

___________________________________

(1) اى من أطاع اوامره وعلم انه يهديه إلى مصالحه ويرده عن مفاسده ويرشده إلى ما فيه نجاته ويصرفه عما فيه عطبه، قاله ابن ابى الحديد في شرحه.

[142]

أول ما خلق عيناه فجعل ينظر جسده كيف يخلق، فلما حانت(1) ولم يتبالغ الخلق في رجليه فأراد القيام فلم يقدر، وهو قول الله: " خلق الانسان عجولا " وان الله لما خلق آدم ونفخ فيه لم يستجمع(2) أن يتناول عنقودا فأكله.

94 - عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما خلق الله آدم نفخ فيه من روحه وثب ليقوم قبل أن يتم خلقه فسقط، فقال الله عزوجل: " خلق الانسان عجولا ".

95 - عن ابى بصير فمحونا آية الليل قال: هو السواد الذى في جوف القمر.

96 - عن نصر بن قابوس عن أبى عبدالله عليه السلام: قال السواد الذى في القمر: محمد رسول الله.

97 - عن أبى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا عليه السلام وهو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن هذا السواد في القمر؟ قال: هو قول الله " فمحونا آية الليل ".

98 - عن ابى الطفيل قال: قال على بن أبى طالب عليه السلام: سلونى عن كتاب الله فانه ليس من آية الا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، أو في سهل أو في جبل، قال: فقال له ابن الكوا فما هذا السواد في القمر؟ فقال: أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله يقول: " فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " فذلك محوها.

99 - في كتاب الخصال حدثنا على بن أحمد بن موسى رضى الله عنه قال: حدثنا على بن الحسن قال: حدثنا سعد بن كثير بن عفير، قال: حدثنى ابن لهيعة وراشد بن سعد عن حريز بن عبدالله عن أبى الرحمن البجلى عن عبدالله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في مرضه الذى توفى فيه: ادعوا لى أخى، فارسلوا إلى على عليه السلام فدخل فوليا وجوههما إلى الحايط وردا عليهما ثوبا فاسدى والناس محتوشوه(2) وراء الباب فخرج على عليه السلام فقال رجل من الناس: اسر اليك نبى الله شيئا؟ فقال: نعم اسر إلى ألف

___________________________________

(1) اى قربت.

(2) كذا في النسخ وفى المصدر ونسخة البحار " لم يلبث " مكان " لم يستجمع ".

(3) اسدى بيده نحو الشئ: مدها.

واحتوش القوم فلانا: اجتمعوا عليه وجعلوه في وسطهم.

 

[143]

باب، في كل باب الف باب، قال: ووعيته؟ قال: نعم وعقلته، قال: فما السواد الذى في القمر؟ قال: ان الله عزوجل قال: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة " قال له الرجل: عقلت يا على ووعيت.

100 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن يزيد بن سلام انه سأل رسول الله صلى الله عليه واله فقال: ما بال الشمس والقمر لا يستويان في الضوء والنور؟ قال: لما خلقهما الله عزوجل أطاعا ولم يعصيا شيئا، فأمر الله عزوجل جبرئيل عليه السلام أن يمحو ضوء القمر فمحاه، فأثر المحو في القمر خطوطا سوداء ولو ان القمر ترك على حاله بمنزلة الشمس لم يمح لما عرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، ولا علم الصائم كم يصوم، ولا عرف الناس عدد السنين، وذلك قول الله عزوجل: " وجعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا من فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب " قال: صدقت يا محمد، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

101 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) وروى القاسم بن معوية عن ابى عبدالله عليه السلام انه قال لما خلق الله عزوجل القمر كتب عليه لا اله الا الله محمد رسول الله على أمير المؤمنين وهو السوداء الذى ترونه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

102 - وعن الاصبغ بن نباتة قال: قال ابن الكوا لامير المؤمنين عليه السلام، أخبرنى عن المحو الذى يكون في القمر؟ فقال: الله اكبر، الله اكبر، رجل أعمى يسأل عن مسألة عمياء أما سمعت الله يقول: " وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة ".

103 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها.

وقمرها آية ممحوة من ليها، وأجراهما في مناقل مجراهما، وقدر مسيرهما في مدارج درجهما، ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما.

[144]

104 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير الصيرفى عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: فنظرت في كتاب لجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا، وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيمة الذى خص الله به محمدا والائمة من بعده عليهم السلام وتأملت مولد غائبنا وابطاء‌ه وطول عمره، وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان، وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته.

وارتداد اكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الاسلام(1) من أعناقهم، التى قال الله تعالى جل ذكره وكل انسان الزمناه طائره في عنقه يعنى الولاية، فاخذتنى الرقة واستولت على الاحزان.

105 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في في قوله: " وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه " يقول: خيره وشره معه حيث كان لا يستطيع فراقه، حتى يعطى كتابه يوم القيمة بما عمل.

106 - في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله: " وكل انسان الزمناه طائره في عنقه " قال: قدرة الذى قدر عليه.

107 - عن خالد بن نجيج عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله: اقرء كتابك كفى بنفسك اليوم قال: يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه، حتى كانه فعله تلك الساعة فلذلك " قالوا يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا أحصاها ".

108 - في مجمع البيان: ولا تزر وازرة وزر اخرى وروى عن النبى صلى الله عليه واله انه قال: لا تجن يمينك عن شمالك، وهذا مثل ضربه عليه السلام وفى هذا دلالة واضحة على بطلان قول من يقول: ان اطفال الكفار يعذبون من آبائهم في النار، انتهى.

109 - في تفسير العياشى عن حمران عن أبى جعفر في قول الله.

واذا أردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها قال: تفسيرها أمرنا أكابرها.

___________________________________

(1) الربقة: العروة.

[145]

110 - عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " واذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها " مشددة منصوبة(1) تفسيرها كثرنا، وقال: لا قرأتها مخففة.

111 - في مجمع البيان وقرأ يعقوب " آمرنا " بالمد على وزن عامرنا وهو قراء‌ة على بن أبى طالب عليه السلام، وقرأ " أمرنا " بتشديد الميم محمد بن على عليهما السلام بخلاف.

112 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى بعد كلام طويل قال الرضا عليه السلام: ألا تخبرنى عن قول الله عزوجل: " واذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها " يعنى بذلك انه يحدث ارادة؟ قال: نعم، قال: فاذا احدث ارادة كان قولك ان الارادة هى هو أو شئ منه باطلا، لانه لا يكون أن يحدث نفسه، ولا يتغير عن حاله تعالى الله عن ذلك؟ قال سليمان: انه لم يكن عنى بذلك انه يحدث ارادة، قال: فما عنى به؟ قال: عنى فعل الشئ، قال الرضا عليه السلام: ويلك كم تردد في هذه المسألة وقد أخبرتك ان الارادة محدثة لان فعل الشئ محدث، قال: فليس لها معنى؟ قال الرضا عليه السلام: قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالارادة بما لا معنى له فاذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم ان الله عزوجل لم يزل مريدا قال سليمان: انما عنيت انها فعل من الله تعالى لم يزل، قال: ألا تعلم ان ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة فلم يحر جوابا(2).

113 - في مجمع البيان: وكم اهلكنا من القرون من بعد نوح قيل: القرن مأة سنة، وروى ذلك مرفوعا، وقيل: أربعون سنة، رواه ابن سيرين مرفوعا.

114 من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصليها مذموما مدحورا وروى ابن عباس ان النبى صلى الله عليه واله قال: معنى الآية من كان يريد ثواب الدنيا بعمله الذى افترضه الله عليه لا يريد وجه الله والدار الآخرة عجل له فيها ما يشاء الله من عرض الدنيا، وليس له ثواب في الآخرة، وذلك ان الله سبحانه يؤتيه

___________________________________

(1) وفى تفسير الصافى " مشددة ميمه " وهو الظاهر.

(2) اى لم يرد جوابا.

[146]

ذلك ليستعين به على الطاعة فيستعمله في معصية الله فيعاقبه الله عليه.

قال عز من قائل: ومن أراد الآخرة وسعى الها سعيها وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا.

115 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن أراد الآخرة فليترك زينة الحيوة الدنيا.

116 - في من لا يحضره الفقيه وروى معاوية بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: تقول احرم لك شعرى وبشرى ولحمى ودمى وعظامى ومخى وعصبى من النساء والطيب ابتغى بذلك وجهك والدار الآخرة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

117 - في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى بن عبيد عن أبى الحسن على بن يحيى عن أيوب بن أعين عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يؤتى يوم القيمة برجل فيقال له: احتج، فيقول: رب خلقتنى وهديتنى فاوسعت على فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكى تنشر على هذا اليوم رحمتك وتيسره، فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدى ادخلوه الجنة.

118 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن جميل عن هارون بن خارجة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: العباد ثلثة(1) قوم عبدوا الله عزوجل خوفا فتلك عبادة العبيد، و قوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عزوجل حبا له فتلك عبادة الاحرار وهى أفضل العبادة.

119 - في نهج البلاغة هذا ما أمر به عبدالله على بن أبى طالب أمير المؤمنين في ماله ابتغاء وجه الله ليولجنى به الجنة ويعطينى به الامنة.

120 - وفيه وليس رجل فاعلم احرص على جماعة امة محمد والفتها(2) منى أبتغى بذلك حسن الثواب وكريم المآب.

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ " العبادة ثلاث ".

(2) الالفة من التأليف.

ومرجع الضمير في " الفتها: الامة.

[147]

121 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى النبى صلى الله عليه واله قال: من صام يوما تطوعا ابتغاء ثواب وجبت له المغفرة.

122 - وباسناده إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في قوله عزوجل: " يوفون بالنذر " الآيات حديث طويل ستقف بتمامة انشاء الله في " هل أتى " وفيه: " انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء‌ا ولا شكورا " قال " والله ما قالوا هذا لهم ولكنهم أضمروه في أنفسهم فاخبر الله باضمارهم، يقولون لا نريد جزاء‌ا تكافوننا به، ولا شكورا تثنون علينا به، ولكنا انما اطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.

قال عز من قائل: وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا.

123 - في مجمع البيان وروى أن ما بين أعلى درجات الجنة وأسفلها ما بين السماء والارض.

124 - وروى العياشى بالاسناد عن أبى بصير قال قال أبوعبدالله عليه السلام: لا تقولن: الجنة واحدة، ان الله يقول: " ومن دونهما جنتان " ولا تقولن درجة واحدة، ان الله يقول: " درجات بعضها فوق بعض " انما تفاضل القوم بالاعمال، قال: وقلت له: ان المؤمنين يدخلان الجنة فيكون أحدهما أرفع مكانا من الآخر فيشتهى أن يلقى صاحبه، قال: من كان فوقه فله أن يهبط، ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد، لانه لم يبلغ ذلك المكان ولكنهم اذا أحبوا ذلك واشتهوا التقوا على الاسرة.

125 - عن أنس عن النبى صلى الله عليه واله قال: وانما يرتفع العباد غدا في الدرجات و ينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم.

126 - في كتاب جعفر بن محمد الدوريستى باسناده إلى عمرو بن ميمون ان ابن مسعود حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: يكون في النار قوم ما شاء الله أن يكونوا، ثم يرحمهم الله فيكونون في أدنى الجنة فيغتسلون في نهر الحيوة يسميهم أهل الجنة الجهنميون، لو أضاف أحدهم أهل الدنيا لاطعمهم وسقاهم وفرشهم ولحفهم وروحهم لا ينقص ذلك.

[148]

127 - في اصول الكافى على بن محمد بن عبدالله عن ابراهيم بن اسحق الاحمر عن محمد بن سليمان الديلمى عن أبيه قال: قلت لابى عبد الله عليه السلام: فلان من عبادته و دينه وفضله كذا، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدرى، فقال: ان الثواب على قدر العقل، ان رجلا من بنى اسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزاير البحر خضراء نضرة كثيرة الشجرة، ظاهرة الماء، وان ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب ارنى ثواب عبدك هذا، فأراه الله ذلك فاستقله الملك.

فأوحى الله اليه: أن اصحبه فأتاه الملك في صورة انسى فقال له: من أنت؟ فقال: أنا رجل عابد بلغنى مكانك و عبادتك في هذا المكان فأتيتك لاعبدالله معك فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له الملك: ان مكانك لنزه وما يصلح الا للعبادة، فقال له العابد: ان لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فان هذا الحشيش يضيع، فقال له الملك: ما لربك حمار؟ فقال.

لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش فاوحى الله إلى الملك انما اثيبه على قدر عقله.

128 - في كتاب التوحيد باسناده إلى ابن عباس عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين فما القضاء والقدر اللذان ساقانا وما هبطنا واديا ولا علونا تلعة(1) الا بهما فقال أمير المؤمنين عليه السلام: الامر من الله والحكم، ثم تلا هذه الآية: وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا.

129 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلى بن ابراهيم عن أبيه جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبى ولاد الحناط قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وبالوالدين احسانا " ما هذا الاحسان؟ فقال: الاحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك [ مما يحتاجان اليه ] وان كانا مستغنيين، أليس يقول الله عزوجل: " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " قال: ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: واما قول الله عزوجل: اما يبلغن عندك الكبر احدهما او

___________________________________

(1) التلعة: القطعة المرتفعة من الارض.

[149]

كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما قال: ان أضجراك فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما ان ضرباك، قال: وقل لهما قولا كريما قال: ان ضرباك فقل لهما غفر الله لكما فذلك قول كريم قال: واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قال: لا تمل عينيك(1) من النظر اليهما برحمة ورقة، ولا ترفع صوتك فوق اصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما ولا تقم قدامهما.

130 - محمد بن يحيى عن احمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن حديد بن حكيم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أدنى العقوق اف، ولو علم الله شيئا أهون منه لنهى عنه.

131 - عنه عن يحيى بن ابراهيم بن أبى البلاد عن أبيه عن جده عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لو علم الله شيئا أدنى من أف لنهى عنه، وهو من أدنى العقوق، ومن العقوق ان ينظر الرجل إلى والديه فيحد النظر اليهما.

132 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن منصور بن يونس عن أبى المأمون الحارثى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ما حق المؤمن على المؤمن؟ قال: ان من حق المؤمن على المؤمن المودة له في صدره، إلى أن قال: واذا قال له اف فليس بينهما ولاية.

133 - عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبدالرحمن عن درست بن أبى منصور عن أبى الحسن موسى عليه السلام قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه واله ما حق الوالد على الولد؟ قال: لا يسميه باسمه، ولا يمشى بين يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له(2)

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): الظاهر: " لاتملاء " بالهمزة كما في مجمع البيان وتفسير العياشى واما على ما في نسخ الكتاب فلعله أبدلت الهمزة حرف علة: ثم حذفت بالجازم فهو بفتح اللام المخففة، ولعل الاستثناء في قوله: الا برحمة " منقطع، والمراد بملاء العينين حدة النظر.

(2) اى لا يفعل ما يصير سببا لسب الناس له كأن يسبهم أو آبائهم، وقد يسب الناس والد من يفعل فعلا شنيعا قبيحا.

[150]

134 - في تفسير على بن ابراهيم " فلا تقل لهما اف " قال: لو علم ان شيئا أقل من أف لقاله " ولا تنهرهما " اى ولا تخاصمهما، وفى حديث آخر: اى بالالف فلا تقل لهما افا " وقل لهما قولا كريما " اى حسنا " واخفض لهما جناح الذل من الرحمة " قال: تذلل لهما ولا تتبختر عليهما(1).

135 - في روضة الواعضين للمفيد (ره) قال الصادق عليه السلام: قوله تعالى: " و بالوالدين احسانا " قال: الوالدين محمد وعلى.

136 - في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الله تعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير لطاعة الله تعالى، والتوقير للوالدين، وتجنب كفر النعمة وابطال الشكر، وما يدعو في ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه، لما في العقوق قلة توقير الوالدين و العرفان بحقهما، وقطع الارحام والزهد من الوالدين في الولد، وترك التربية لعلة ترك الولد برهما.

137 - في كتاب الخصال فيما علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه اذا قال المؤمن لاخيه: اف، انقطع ما بينهما، فان قال: أنت كافر كفر أحدهما، واذا اتهمه انماث(2) الاسلام في قلبه كما ينماث الملح في الماء.

138 - عن موسى بن بكر الواسطى قال: قلت لابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: الرجل يقول لابنه او لابنته: بأبى أنت وامى أو بأبوى بذلك بأسا؟ فقال: ان كان أبواه حيين فأرى ذلك عقوقا، وان كانا قد ماتا فلا بأس.

139 - عن عبدالله بن الفضل الهاشمى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ثلثة من عاندهم ذل: الوالد، والسلطان، والغريم.

140 - عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يلزم الوالدين من العقوق لولدهما اذا كان الولد صالحا، ما يلزم الولد لهما.

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى المصدر " ولا تتجبر عليهما ".

(2) انماث الشئ: ذاب.

[151]

141 - عن عنسبة بن مصعب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام ثلثة لم يجعل الله تعالى لاحد من الناس فيهن رخصة: بر الوالدين برين كانا أو فاجرين، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وأداء الامانة للبر والفاجر.

142 - في من لا يحضره الفقيه في باب الحقوق المروية باسناده عن سيد العابدين عليه السلام: واما حق امك أن تعلم انها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، و اعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطى أحدا أحدا، ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتظلك، وتهجر النوم لاجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها فانك لا تطيق شكرا الا بعون الله وتوفيقه واما حق ابيك، فان تعلم انه أصلك فانك لولاه لم تكن، فمهما رأيت من نفسك ما يحبك فاعلم ان اباك اصل النعمة عليك فيه، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة الا بالله.

143 - في مجمع البيان روى عن على بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن جده أبى عبدالله عليه السلام قال: لو علم الله لفظة أوجز في ترك عقوق الوالدين من أف لاتى به.

144 - وفى رواية اخرى عنه عليه السلام قال: أدنى العقوق اف ولو علم الله شيئا أيسر منه أو أهون منه لنهى عنه.

145 - وفى خبر آخر فليعمل العاق ما شاء ان يعمل، فلن يدخل الجنة.

146 - وروى ابوأسيد الانصارى قال: بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه واله اذ جاء‌ه رجل من بنى سلمة فقال: يا رسول الله هل بقى من بر أبوى شئ ابرهما به بعد موتهما؟ قال: نعم الصلوة عليهما، والاستغفار لهما، وانفاذ عهدهما من بعدهما، واكرام صديقهما، وصلة الرحم التى لا توصل الا بهما.

147 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن معمر ابن خلاد قال: قلت لابى الحسن الرضا عليه السلام: أدعو لوالدى ان كانا لا يعرفان الحق؟ قال: أدع لهما وتصدق عنهما، وان كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فان رسول الله صلى الله عليه واله قال: ان الله بعثنى بالرحمة لا بالعقوق.

[152]

148 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال: امك، قال: ثم من؟ قال: امك، قال: ثم من؟ قال: امك قال: ثم من؟ قال: اباك.

149 - على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحاق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم بعث الله محمدا صلى الله عليه واله وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الا أدخله الله الجنة باقراره، وهو ايما التصديق، ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمد صلى الله عليه واله على ذلك الا من أشرك بالرحمن، وتصديق ذلك ان الله عزوجل انزل عليه في سورة بنى اسرائيل بمكة: " وقضى ربك ان لا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا " إلى قوله تعالى: " انه كان بعباده خبيرا بصيرا " ادب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شئ مما نهى عنه.

150 - في تفسير العياشى عن عبدالله بن عطاء قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا بن عطاء ترى زاغت الشمس(1) فقلت: جعلت فداك وما علمى بذلك وانا معك؟ فقال: لا لم تفعل وأوشك، قال: فسرنا فقال: قد فعلت، قلت: هذا المكان الاحمر؟ قال: ليس يصلى هنا، هذه أودية النمال وليس يصلى، قال: فمضينا إلى أرض بيضاء قال: هذه سبخة(2) وليس يصلى بالسباخ، قال: فمضينا إلى أرض حصباء(3)، فقال: هيهنا فنزل ونزلت فقال: يا بن عطاء أتيت العراق فرأيت القوم يصلون بين تلك السوارى في مسجد الكوفة؟ قال: قلت نعم، فقال: اولئك شيعة أبى على، هذه صلوة الاوابين، إن الله يقول انه كان للاوابين غفورا.

___________________________________

(1) زاغت الشمس: اى مالت وزالت عن أعلى درجات ارتفاعها.

(2) السبخة واحدة السباخ: هى أرض مالحة يعلوها الملوحة ولا تكاد تنبت الا بعض الاشجار.

(3) الحصباء.

صغار الحصى.

[153]

151 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله (ع) يقول في قوله: " انه كان للاوابين غفورا " قال: هم التوابون المتعبدون.

152 - عن ابى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: يابا محمد عليكم بالورع والاجتهاد وأداء الامانة وصدق الحديث وحسن الصحبة من صحبكم، وطول السجود، وكان ذلك من سنن الاوابين، قال: أبو بصير: الاوابون التوابون.

153 - عن هشام بن سالم عن ابى عبدالله (ع) قال: من صلى أربع ركعات في كل ركعة خمسين مرة قول هو الله أحد كانت صلوة فاطمة صلوات الله عليها، وهى صلوة الاوابين.

154 - عن محمد بن حفص عن أبى عبدالله (ع) قال: كانت صلوة الاوابين خمسين صلوة كلها بقل هو الله أحد.

155 - في مجمع البيان " فانه كان للاوابين غفورا " الاواب التواب.

إلى قوله: وقيل انهم الذين يصلون بين المغرب والعشاء روى ذلك مرفوعا.

156 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام من المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء: فاخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موطنا وموضعا، فاول ذلك قوله عزوجل إلى ان قال عليه السلام: والآية الخامسة وقول الله تعالى: وآت ذا القربى حقه خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها، و اصطفاهم على الامة، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه واله قال: ادعوا لى فاطمة، فدعيت له فقال صلى الله عليه واله: يا فاطمة، قالت: لبيك يا رسول الله، فقال: هذه فدك هى مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب، وهى لى خاصة دون المسلمين، فقد جعلتها لك لما أمرنى الله به، فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة.

157 - في اصول الكافى محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن اسمعيل بن جابر وعبد - الكريم بن عمرو عن عبدالحميد بن أبى الديلم عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول

[154]

فيه عليه السلام: ثم قال جل ذكره " وآت ذا القربى حقه " وكان على عليه السلام وكان حقه الوصية التى جعلت له، والاسم الاكبر وميراث العلم، وآثار علم النبوة.

158 - على بن محمد بن عبدالله عن بعض أصحابنا اظنه السيارى عن على بن اسباط قال: لما ورد أبوالحسن موسى على المهدى رآه يرد المظالم، فقال: يا أمير - المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: ان الله تبارك و تعالى لما فتح على نبيه صلى الله عليه واله فدك وما والاها، لم يوجف عليه بخيل ولاركاب(1) فانزل الله على نبيه صلى الله عليه واله " وآت ذا القربى حقه " ولم يدر رسول الله صلى الله عليه واله من هم، فراجع في ذلك جبرئيل عليه السلام وراجع جبرئيل ربه: فأوحى الله اليه: ان ادفع فدك إلى فاطمة عليها السلام، فدعاها رسول الله صلى الله عليه واله فقال لها: يا فاطمة ان الله أمرنى أن أدفع اليك فدك، فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك، فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله صلى الله عليه واله فلما ولى أبوبكر أخرج عنها وكلاء‌ها، فأتته فسألته ان يردها فقال لها: ايتنى باسود أو أحمر يشهد لك بذلك، فجاء‌ت بأمير المؤمنين عليه السلام وام ايمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض، فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه إلى بن ابى قحافة، قال: أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه، ثم تفل فيه ومحاه وحرقه، وقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب فضعى الجبال(2) في رقابنا، فقال له المهدى: يا ابا الحسن حدها

___________________________________

(1) الايجاف: السير الشديد، وفي قوله تعالى: " فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب " قالوا: المعنى ما أوجفتم على تحصيله وتغنيمه خيلا ولا ركابا، وانما مشيتهم على أرجلكم، فلم تحصلوا أموالهم بالغلبة والقتال ولكن الله سلط رسله عليه وحواه أموالهم.

(2) قال المجلسى (ره) في مرآة العقول: في بعض النسخ بالحاء المهملة اى ضعى الحبال لترفعنا إلى حاكم، قاله تحقيرا وتعجيزا، وقاله تفريع على المحال بزعمه، اى انك اذا أعطيت ذلك وضعت الحبل على رقابنا وجعلتنا عبيدا لك، أو انك اذا حكمت على ما لم يوجف عليها أبوك بانها ملكت فاحكمى على رقابنا ايضا بالملكية.

وفى بعض النسخ بالمعجمة اى ان قدرت على وضع الجبال على رقابنا فضعى.

[155]

لى، فقال حد منها جبل أحد، وحد منها عريش مصر، وحد منها سيف البحر، و حد منها دومة الجندل(1) فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين هذا كله، ان هذا [ كله ] مما لم يوجف على أهله رسول الله صلى الله عليه واله بخيل ولا ركاب، فقال: كثير وأنظر فيه.

159 - في تفسير على بن ابراهيم قول: " وآت ذا القربى حقه والمسكين و ابن السبيل " يعنى قرابة رسول الله صلى الله عليه واله نزلت في فاطمة، فجعل لها فدك والمسكين من ولد فاطمة وابن السبيل من آل محمد، وولد فاطمة.

160 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن على بن الحسين عليه السلام حديث طويل يقول فيه لبعض الشاميين: اما قرأت هذه الآية: " وآت ذا القربى حقه "؟ قال: نعم، قال عليه السلام: فنحن اولئك الذين أمر الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله أن يؤتيهم حقهم.

161 - في مجمع البيان وأخبرنا السيد أبوالحمد إلى قوله: عن أبى سعيد الخدرى قال: لما نزلت: قوله: " وآت ذا القرى حقه " أعطى رسول الله صلى الله عليه واله فاطمة فدك، قال عبدالرحمن بن صالح: كتب المأمون إلى عبيد الله بن موسى(2) يسأله عن قصة فدك، فكتب اليه عبيد الله بهذا الحديث، رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية، فرد المأمون فدك على ولد فاطمة.

162 - في تفسير العياشى عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما أنزل الله: " فآت ذا القربى حقه والمسكين " قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا جبرئيل قد عرفت

___________________________________

(1) قال ياقوت: عريش مدينة كانت أول عمل مصر من ناحية الشام على ساحل بحر الروم في وسط الرمل.

ثم ذكر بعد كلام له وجه تسميته بالعريش فراجع.

وسيف البحر: ساحله.

و دومه الجندل: حصن بين المدينة والشام يقرب من تبوك وهى إلى الشام أقرب: سميت بدوم بن اسماعيل بن براهيم (ع)، وسميت دومة الجندل لان حصنها مبنى بالجندل.

(2) هو عبيد الله بن موسى العبسى من علماء الشيعة ومحدثيهم في القرن الثالث من الهجرة النبوية.

[156]

المسكين فمن ذو القربى؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة، فقال: ان ربى أمرنى ان أعطيكم مما افاء الله على، قال: اعطيتكم فدك.

163 - عن ابان بن تغلب قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أكان رسول الله صلى الله عليه واله اعطى فاطمة فدكا؟ قال: كان وقفها، فأنزل الله " وآت ذا القربى حقه " فاعطاها رسول الله صلى الله عليه واله حقها، قلت: رسول الله صلى الله عليه واله أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها.

164 - عن جميل بن دراج عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أتت فاطمة أبا بكر تريد فدك، قال: هاتى أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت ام ايمن فقال لها: بم تشهدين؟ قالت: أشهد ان جبرئيل أتى محمدا فقال: ان الله يقول: " فآت ذا القربى حقه " فلم يدر محمد صلى الله عليه واله من هم، فقال: يا جبرئيل سل ربك من هم؟ فقال: فاطمة ذو القربى فأعطاها فدكا، فزعموا ان عمر محى الصحيفة وقد كان كتبها أبوبكر.

165 - عن أبى الطفيل عن على عليه السلام قال: قال يوم الشورى: أفيكم أحد تم نوره من السماء حين قال: " وآت ذا القربى حقه والمسكين " قالوا: لا.

166 - في محاسن البرقى عنه عن أبيه عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: ولا تبذر تبذيرا قال: لا تبذر ولاية على.

167 - في الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن عامر بن جذاعة قال: جاء رجل إلى أبى عبدالله عليه السلام: فقال له عليه السلام: اتق الله ولا تسرف ولا تقتر، ولكن بين ذلك قواما، ان التبذير من الاسراف، قال الله عزوجل: " ولا تبذر تبذيرا ".

168 - في تفسير العياشى عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قوله: " ولا تبذر تبذيرا " قال: من أنفق شيئا في غير طاعة الله فهو مبذر.

و من أنفق في سبيل الله فهو مقتصد.

169 - عن ابى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام في قوله: " ولا تبذر تبذيرا " قال بذر الرجل قال: ليس له مال قال: فيكون تبذيرا في حلال؟ قال: نعم

[157]

170 - عن جميل عن اسحق بن عمار في قوله: ولا تبذر تبذيرا " قال: لا تبذر في ولاية على عليه السلام.

171 - عن بشر بن مروان قال: دخلنا على ابى عبدالله فدعى برطب فأقبل بعضهم يرمى النوى قال: فأمسك أبوعبدالله عليه السلام يده فقال: لا تفعل ان هذا من التبذير وان الله لا يحب الفساد.

172 - في مجمع البيان " ولا تبذير تبذيرا " وروى عن أبى عبدالله عليه السلام ان أمير - المؤمنين عليه السلام: قال لعنايه كن زاملة للمؤمنين فان خير المطايا أمثلها وأسلمها ظهرا ولا تكن من المبذرين.

173 - واما تعرضن عنهم الآية وروى عن النبى صلى الله عليه واله كان لما نزلت هذه الآية اذا سئل ولم يكن عنده ما يعطى قال: يرزقنا الله واياكم من فضله.

174 - في كتاب الناقب لابن شهر آشوب بعد ذكر فاطمة عليها السلام وما تلقى من الطحن.

كتاب الشيرازى: انها لما ذكرت حالها وسألت جارية بكى رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يا فاطمة والذى بعثنى بالحق ان في المسجد أربعماة رجل مالهم طعام ولا ثياب ولولا خشيتى خصلة لاعطيتك ما سالت يا فاطمة انى لا اريد أن ينفك عنك أجرك إلى الجارية، وانى أخاف ان يخصمك على بن أبى طالب يوم القيمة بين يدى الله عزوجل اذا طلب حقه منك، ثم علمها صلوة التسبيح فقال أمير المؤمنين عليه السلام: مضيت تريدين من رسول الله الدنيا فأعطانا الله ثواب الاخرة قال أبوهريرة: فلما خرج رسول الله صلى الله عليه واله من عند فاطمة أنزل الله على رسوله: واما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها يعنى عن قرابتك وابنتك فاطمة " ابتغاء " يعنى طلب " رحمة من ربك " يعنى طلب رزق من ربك " ترجوها فقل لهم قولا ميسورا " يعنى قولا حسنا فلما نزلت هذه الآية انفذ رسول الله صلى الله عليه واله اليها جارية للخدمة وسماها فضة.

175 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن ابى عمير عن عمر بن يزيد عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله عزوجل: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها

[158]

كل البسط فتقعد ملوما محسورا قال: الاحسار الفاقة.

176 - على بن محمد عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه عن النضر بن سويد عن موسى بن بكر عن عجلان قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فجاء سائل فقام إلى مكتل(1) فيه تمر فملاء يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله.

ثم جاء آخر فقال: الله رازقنا واياك.

ثم قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان لا يسأله احد من الدنيا شيئا الا أعطاه، فارسلت اليه امرأة ابنا لها فقال: انطلق اليه فاسئله فان قال: ليس عندنا شئ، فقل اعطنى قميصك قال.

فاخذ قميصه فرمى به اليه، وفى نسخة اخرى فاعطاه، فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا.

177 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن سنان في قوله تبارك وتعالى: " والذين انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " فبسط كفه وفرق أصابعه وحناها شيئا(2) وعن قوله تعالى، " ولا تبسطها كل البسط " فبسط راحته وقال: هكذا وقال: القوام ما يخرج من بين الاصابع ويبقى في الراحة منه شئ.

178 - على بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ثم علم الله جل اسمه نبيه صلى الله عليه واله كيف ينفق، وذلك انه كانت عنده أوقية من الذهب فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان صلى الله عليه واله رحيما رقيقا، فأدب الله عزوجل نبيه صلى الله عليه واله بأمره فقال: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " يقول: ان الناس قد يسألونك ولا يعذرونك فاذا أعطيت جميع ما عندك من المال كنت قد حسرت من المال(3).

___________________________________

(1) المكتل: زنبيل من خوص.

(2) اى اعوجها يسيرا.

(3) حسر الرجل: أعياو كل وانقطع.

[159]

179 - في تفسير العياشى عن الحلبى عن بعض أصحابه عنه قال: قال أبوجعفر لابى عبدالله عليه السلام: يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبه؟ قال: مثل قوله: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط " و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

180 - عن ابن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك " قال: فضم يده وقال: هكذا.

181 - عن محمد بن يزيد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " قال: الاحسار الاقتار.

182 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا " فانه كان سبب نزولها ان رسول الله صلى الله عليه واله كان لا يرد أحدا يسأله شيئا عنده، فجاء رجل فسأله فلم يحضره شئ، فقال: يكون انشاء الله، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه واله اعط قميصك وكان رسول الله صلى الله عليه واله لا يرد أحدا عما عنده، فأعطاه قميصه، فأنزل الله عزوجل: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط " فنهاه الله عزوجل أن يبخل ويسرف ويقعد محسورا من الثياب، فقال الصادق عليه السلام: المحسور العريان.

183 - في تهذيب الاحكام الحسن بن محمد بن سماعة عن محمد بن زياد عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: " ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك " قال: ضم يده فقال: هكذا " ولا تبسطها كل البسط " قال: بسط راحته و قال: هكذا.

قال عز من قائل: ان ربك يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر الآية.

184 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: وقدر الارزاق فكثرها وقللها وقسمها على الضيق والسعة، فعدل فيها ليبتلى من أراد بميسورها ومعسورها، وليختبر بذلك

[160]

الشكر والصبر من غنيها وفقيرها.

185 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن صالح عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ثم بعث الله محمدا وهو بمكة عشر سنين، فلم يمت بمكة في تلك العشر سنين أحد يشهد أن لا اله الا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه واله الا أدخله الجنة باقراره، وهو ايمان التصديق ولم يعذب الله أحدا ممن مات وهو متبع لمحمد صلى الله عليه واله على ذلك الا من أشرك بالرحمن وتصديق ذلك ان الله عزوجل أنزل في سورة بنى اسرائيل بمكة " وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا " إلى قوله: " انه كان بعباده خبيرا بصيرا " ادب وعظة وتعليم ونهى خفيف، ولم يعد عليه ولم يتواعد على اجتراح شئ(1) مما نهى عنه، وأنزل نهيا عن أشياء حذر عليها ولم يغلظ فيها ولم يتواعد عليها، وقال: " ولا تقتلوا اولادكم خشية املاق نحن نرزقهم واياكم ان قتلهم كان خطئا كبيرا ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ولا تقربوا مال اليتيم الا بالتى هى أحسن حتى يبلغ اشده وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا وأوفوا الكيل اذا كلتم وزنوا بالقسطاس المستقيم ذالك خير وأحسن تأويلا ولا تقف ماليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ذلك مما أوحى اليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله الها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا ".

186 - في تفسير العياشى عن اسحق بن عمار عن ابى ابراهيم قال: لا يملق حاج أبدا، قلت: وما الاملاق؟ قال: قول الله: " ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق ".

187 - عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الحاج لا يملق أبدا قال:

___________________________________

(1) اجترح: اكتسب.

[161]

قلت: وما الاملاق؟ قال: الافلاس ثم قال: " ولا تقتلوا اولادكم من املاق نحن نرزقهم واياكم ".

188 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة يقول: معصية ومقتا فان الله يمقته ويبغضه قال: وساء سبيلا وهو أشد الناس عذابا، والزنا من أكبر الكبائر.

189 - في عيون الاخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الانفس وذهاب الا نساب وترك التربية للاطفال، وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.

190 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن على بن أبى طالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه واله انه قال في وصية له: يا على في الزنا ست خصال، ثلاث منها في الدنيا، وثلاث في الآخرة: فاما في الدنيا فيذهب بالبهاء، ويعجل الفناء، ويقطع الرزق، واما التى في الآخرة فسوء الحساب، وسخط الرحمن و الخلود في النار.

وعن أبيعبد الله عليه السلام قال: للزانى ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة و ذكر نحوه.

عن حذيفة اليمانى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا معشر المسلمين اياكم والزنا، فان فيه ست خصال وذكر نحوه.

191 - ايضا عن ابيعبد الله عليه السلام قال: اذا فشت أربعة ظهرت أربعة: اذا فشت الزنا ظهرت الزلازل الحديث.

192 - عن على عليه السلام قال: أربعة لا يدخل منهن واحدة بيتا الا خرب ولم يعمر: الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا.

193 - عن الحلبى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: المؤمن لا تكون سجيته الكذب والا البخل والا الفجور، ولكن ربما الم من هذا بشئ فلا يدوم عليه، قيل له:

[162]

أفيزنى؟ قال: نعم هو مفتر تواب، ولكن لا يولد له من تلك النطفة.

194 - عن جعفر بن محمد قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما عجت الارض إلى ربها كعجيجها من ثلثة: من دم حرام يسفك عليها، واغتسال من زنا، والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

195 - في من لا يحضره الفقيه روى على بن حسان الواسطى عن عمه عن عبدالرحمن بن كثير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: الكباير سبع، فينا انزلت ومنا استحلت، إلى قوله: واما قتل النفس التى حرم الله فقد قتلوا الحسين بن على وأصحابه.

196 - في تفسير العياشى عن معلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: [ من ] قتل النفس التى حرم الله فقد قتلوا الحسين عليه السلام في اهل بيته.

197 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عن القاسم بن عروة عن أبى العباس وغيره عن أبى عبدالله عليه السلام قال اذا اجتمع العدة على قتل رجل واحد حكم الوالى ان يقتل أيهم شاوا، وليس لهم أن يقتلوا اكثر من واحد، ان الله عزوجل يقول: ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل.

198 - على بن محمد عن بعض أصحابه عن محمد بن سليمان عن سيف بن عميرة عن اسحق بن عمار قال: قلت لابى الحسن عليه السلام: ان الله عزوجل يقول في كتابه: " و من قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا " فما هذا الاسراف الذى نهى الله عنه؟ قال: نهى أن يقتل غير قاتله، أو يمثل بالقاتل قلت: فما معنى قوله: انه كان منصورا؟ قال: واى نصرة أعظم من أن يدفع القاتل إلى أولياء المقتول فيقتله ولا تبعة تلزمه من قتله في دين ولا دنيا.

199 - في روضة الكافى على بن محمد عن صالح عن الحجال عن بعض أصحابه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل: قال: نزلت في الحسين عليه السلام لو قتل اهل الارض به ما كان سرفا.

[163]

200 - في تفسير العياشى جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزلت هذه الآية في الحسين عليه السلام: " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل " قاتل الحسين عليه السلام(1) " انه كان منصورا " قال: الحسين عليه السلام.

201 - عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا " قال: هو الحسين بن على عليه السلام قتل مظلوما ونحن أولياؤه، والقائم منا اذا قام طلب بثار الحسين فيقتل حتى يقال: قد أسرف في القتل، وقال النبى(2): المقتول، الحسين عليه السلام ووليه القائم، والاسراف في القتل ان يقتل غير قاتله انه كان منصورا فانه لا يذهب من الدنيا حتى ينتصر برجل من آل رسول الله صلى الله عليه واله يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.

202 - عن ابى العباس قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن رجلين قتلا رجلا؟ قال: يخير وليه ان يقتل أيهما شاء ويغرم الباقى نصف الدية أعنى دية المقتول، فيرد على ذريته وكذلك ان قتل رجل أمرأة ان قلبوا دية المرأة فذلك، وان أبى اولياؤها الا قتل قاتلها غرموا نصف دية الرجل وقتلوه، وهو قول الله: " فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل ".

عن حمران عن أبى جعفر عليه السلام قال: وقد قال الله: " ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا " نحن أولياء الحسين بن على عليه السلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

203 - في من لا يحضره الفقيه روى منصور بن حازم عن هشام عن أبيعبد الله عليه السلام قال: انقطاع اليتم الاحتلام وهو أشده.

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللمنقول عنه في البحار وغيره، وفى الاصل " قال الحسين (ع) " وفى نسخة " قال الحسن (ع) ".

(2) كذا في الاصل وفى نسخة " المسى " وهكذا في المصدر، وفى تفسير البرهان " الشئ " وقد خلت نسخة البحار عن هذه اللفظة رأسا.

ولما لم أهتد إلى صحيح اللفظة فتركتها على ما في الاصل مع ذكر ما في غيره من النسخ.

[164]

204 - وروى الحسن بن على الوشا عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اذا بلغ الغلام أشده ثلاث عشرة سنة ودخل في الاربع عشرة سنة وجب عليه ما وجب في المحتلمين احتلم أو لم يحتلم، وكتبت له الحسنات، وجاز له كل شئ الا أن يكون ضعيفا أو سفيها.

قال عز من قائل: وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسئولا.

205 - في كتاب الخصال عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ثلثة لم يجعل الله تعالى لاحد من الناس فيهن رخصة، إلى قوله عليه السلام: والوفاء بالعهد للبر والفاجر.

206 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: القسطاس المستقيم هو الميزان، له لسان وفيه قوله: ولا تقف ما ليس لك به علم قال: لا ترم أحدا بما ليس لك به علم، وقال رسول الله صلى الله عليه واله: من بهت مؤمنة اقيم في طينة خبال(1) أو يخرج مما قال.

207 - في من لا يحضره الفقيه وقال رجل للصادق عليه السلام: ان لى جيرانا ولهم جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت المخرج فاطيل الجلوس استماعا منى لهن؟ فقال له الصادق عليه السلام: تالله أنت ! أما سمعت الله يقول: ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا فقال الرجل: كأنى لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله عزوجل من عربى ولا عجمى، ولا جرم انى قد تركتها وانا أستغفر الله تعالى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

208 - في عيون الاخبار باسناده إلى عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: حدثنى سيدى على بن محمد بن على الرضا عن أبيه محمد بن على عن أبيه الرضا عن آبائه عن الحسين ابن على عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله ان أبا بكر منى بمنزلة السمع وان عمر منى بمنزلة البصر وان عثمان منى بمنزلة الفؤاد، فلما كان من الغد دخلت عليه وعنده أمير المؤمنين عليه السلام

___________________________________

(1) طينة خبال: ماسال من جلود أهل النار يوم القيامة كما في الحديث.

[165]

وأبوبكر وعمر وعثمان فقلت: يا ابه سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولا فما هو؟ فقال: نعم، ثم أشار اليهم فقال: هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسئلون عن وصيى هذا و أشار إلى على بن أبى طالب ثم قال: ان الله عزوجل يقول: " ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " ثم قال: وعزة ربى ان جميع امتى لموقوفون يوم القيمة و مسئولون عن ولايته، وذلك قول الله عزوجل: " وقفوهم انهم مسئولون ".

209 - عى كتاب علل الشرايع محمد بن موسى بن المتوكل رضى الله عنه قال: حدثنا على بن الحسين السعد آبادى عن احمد بن أبى عبدالله البرقى عن عبدالله البرقى عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسنى قال: حدثنى على بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: قال على بن الحسين عليه السلام: ليس لك أن تتكلم بما شئت، لان الله عزوجل يقول: " ولا تقف ما ليس لك به علم " ولان رسول الله صلى الله عليه واله قال: رحم الله عبدا قال خيرا فغنم، أو صمت فسلم، وليس لك أن تسمع ماشئت لان الله عزوجل يقول: " ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

210 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن يزيد قال: حدثنا أبوعمرو الزبيرى عن أبيعبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد ان قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقة فيها، ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والبصر في آية اخرى فقال: " و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم " يعنى بالجلود الفروج والافخاذ، وقال: " ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " فهذا ما فرض على العينين من غض البصر عما حرم الله وهو عملها وهو من الايمان.

211 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه، ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى جميعا عن البرقى عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبى

 

[166]

عن عبدالله عن الحسن بن هارون قال: قال لى أبوعبدالله عليه السلام: " ان السمع والبصر و الفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " قال: يسأل السمع عما سمع، والبصر عما نظر اليه، والفؤاد عما عقد عليه.

212 - في الكافى على بن ابراهيم عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن زياد قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام فقال له رجل: بابى انت وامى انى أدخل كنيفا ولى جيران وعندهم جوار يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عن من لا يحضره الفقيه.

في تفسير العياشى عن أبى جعفر عليه السلام قال: كنت عند أبيعبد الله عليه السلام فقال له رجل: بأبى وامى انى ادخل كنيفا ولى جيران يتغنين وذكر إلى آخر ما نقلنا عنه ايضا.

213 - عن الحسن قال: كنت أطيل الجلوس في المخرج لاسمع غناء بعض الجيران، قال: فدخلت على أبيعبد الله عليه السلام فقال لى: يا حسن " ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " السمع وما وعى، والبصر وما رآى، والفؤاد و ما عقد عليه.

214 - عن الحسن بن هارون عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله: " ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا " قال: السمع عما يسمع، والبصر عما يطرف(1) والفؤاد عما عقد عليه.

215 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ومن نام بعد فراغه من أدار الفرايض والسنن والواجبات من الحقوق فذلك قوم محمود، وانى لاعلم لاهل زماننا هذا شيئا اذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم، لان الخلق تركوا مراعاة دينهم و مراقبة أحوالهم، وأخذوا شمال الطريق، والعبد ان اجتهد أن لا يتكلم كيف يمكنه ان لا يسمع الا ما هو مانع له من ذلك، وان النوم من احدى الآلات قال الله عزوجل: " ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ".

___________________________________

(1) طرفت عينه: تحركت بالنظر.

[167]

216 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لاتزول قدم عبد يوم القيمة من بين يدى الله عزوجل حتى يسأله عن أربع خصال: عمرك فيما أفنيته، و جسدك فيما أبليته، ومالك من أين كسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت.

217 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم ابن يزيد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها، وفرقه فيها، وفرض على الرجلين ان لا يمشى بهما إلى شئ من معاصى الله، وفرض عليهما المشى إلى ما يرضى الله عزوجل فقال: ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا.

218 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام لابنه محمد بن الحنفية: وفرض على الرجلين أن تنقلهما في طاعته، وان لا تمشى بها مشية عاص، فقال عزوجل: " ولا تمش في الارض مرحا انك لن تخرق الارض ولن تبلغ الجبال طولا كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ".

219 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس للرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: ان رسول الله صلى الله عليه واله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبى في أمر أراده، فرأى امرأته تغتسل فقال لها: سبحان الذى خلقك، وانما أراد بذلك تنزيه الله تعالى عن قول من زعم ان الملائكة بنات الله، فقال الله عزوجل: أفاصفيكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة اناثا انكم لتقولون قولا عظيما فقال النبى صلى الله عليه واله لما رآها تغتسل: سبحان الذى خلقك أن يتخذ ولدا يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال.

220 - في تفسير العياشى عن على بن أبى حمزة عن أبيجعفر عليه السلام: ولقد صرفنا في هذا القرآن يعنى ولقد ذكرنا عليا في القرآن وهو الذكر فما زادهم

[168]

الا نفورا.

221 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: وما يزيدهم الا نفورا قال.

اذا سمعوا القرآن ينفروا عنه ويكذبوه، ثم احتج عزوجل على الكفار الذين يعبدون الاوثان فقال: قل لهم يا محمد لو كان معه آلهة كما يقولون اذا لابتغوا إلى ذى العرش سبيلا قالوا: لو كانت الاصنام آلهة كما تزعمون لصعدوا إلى العرش، ثم قال أنفة(1) لذلك سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.

222 - في الكافى عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن على بن أسباط عن داود الرقى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم قال: تنقض الجدر تسبيحها.

223 - في تفسير العياشى عن أبى الصباح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت: قول الله: " وان من شئ الا يسبح بحمده " قال: كل شئ يسبح بحمده، وانا لنرى أن ينقض الجدار هو تسبيحها.

224 - وفى رواية الحسين بن أبى سعيد عن " الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " قال: كل شئ يسبح بحمده، وقال: انا لنرى أن ينقض الجدار وهو تسبيحها.

225 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " وان من شئ الا يسبح بحمده " فقال: ما ترى أن تنقض الحيطان تسبيحها.

226 - عن الحسن النوفلى عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه واله عن أن توسم البهائم في وجوهها: وأن تضرب وجوهها لانها تسبح بحمد ربها.

227 - عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما من طير يصاد في بر ولا بحر، ولا شئ يصاد من الوحش الا بتضييعه التسبيح.

228 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام انه دخل عليه

___________________________________

(1) اى تنزيها.

[169]

رجل فقال: فداك أبى وامى انى أجد الله يقول في كتابه: " وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم " فقال له، هو كما قال، فقال: أتسبح الشجر اليابسة؟ فقال: نعم، أما سمعت خشب البيت كيف ينقض؟ وذلك تسبيحه فسبحان الله على كل حال.

229 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى - (ره) عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: ان ابراهيم عليه السلام حجب عن نمرود بحجب ثلث فقال على عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله حجب عمن أراد قتله بحجب خمس إلى قوله: ثم قال: واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا فهذا الحجاب الرابع وستقف على تمام الكلام انشاء الله عند قوله تعالى: " وجعلنا من بين أيديهم سدا " الآية.

230 - في مجمع البيان عند قوله تعالى: " في جيدها حبل من مسد " عن شعيب ابن المسيب ويروى عن اسماء بنت أبى بكر قالت: لما نزلت هذه السورة أقبلت العوراء ام جميل بنت حرب ولها ولولة وفى يدها فهر(1) وهى تقول: " مذمم أبينا ودينه قلينا(2) وامره عصينا " والنبى صلى الله عليه واله جالس في المسجد ومعه أبوبكر، فلما رآها أبوبكر قال: يا رسول الله قد أقبلت وأنا أخاف ان تراك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: انها لا ترانى، وقرء قرآنا فاعتصم به كما قال، وقرء: " واذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالاخرة حجابا مستورا " فوقفت على أبى بكر ولم تر رسول الله صلى الله عليه واله، الحديث.

231 - في اصول الكافى على بن محمد عن ابراهيم الاحمر عن عبدالله بن حماد عن عبدالله بن سنان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اقرؤا القرآن بألحان العرب وأصواتها، واياكم ولحون أهل الفسوق وأهل الكبائر، فانه سيجئ من بعدى أقوام برجعون القرآن ترجيع الغنا والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم، قلوبهم مقلوبة

___________________________________

(1) الفهر - بكسر الفاء -: الحجر قدر ما يدق به الجوز، أو يملا الكف.

(2) من القلى بمعنى البغض.

[170]

وقلوب من بعجبه شأنهم.

232 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان القرآن نزل بالحزن فاقرأوه بالحزن.

233 - على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: اذا قرأت القرآن فرفعت به صوتى جاء‌نى الشيطان فقال: انما ترائى بهذا أهلك والناس ! قال: يابا محمد اقرأ قراء‌ة ما بين القراء‌تين، تسمع اهلك ورجع بلقران صوتك، فان الله عزوجل يحب الصوت الحسن يرجع به ترجيعا.

234 - على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال النبى صلى الله عليه واله: ان الرجل الاعجمى من امتى ليقرء القرآن بعجميته فترفعه الملائكة على عربيته.

235 - عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن بعض أصحابه عن أبى الحسن عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك انا نسمع الآيات في القرآن ليس هى عندنا كما نسمعها، ولا نحسن ان نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرأوا كما تعلمتم، فسيجيئكم من يعلمكم.

236 - محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبدالرحمن بن أبى هاشم عن سالم ابن سلمة قال: قرأ رجل على ابى عبدالله عليه السلام وانا أسمع، حروفا من القرآن ليس على ما يقرؤها الناس، فقال ابوعبدالله عليه السلام: كف عن هذه القراء‌ة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم عليه السلام، فاذا قام القائم قرء كتاب الله عز وجل على حده، واخرج المصحف الذى كتبه على عليه السلام، وقال: اخرجه على عليه السلام إلى الناس حين فرغ منه وكتبه فقال لهم: هذا كتاب الله عزوجل كما انزله الله على محمد صلى الله عليه واله قد جمعته من اللوحين، فقالوا: هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه، فقال: اما والله ما ترونه بعد يومكم هذا ابدا، انما كان على أن اخبركم حين جمعته لتقرأوه.

[171]

237 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسن بن الجهم عن ابراهيم ابن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه السلام يقول: اذا خفت أمرا فاقرأ مأة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل: اللهم اكشف عنى البلاء.

238 - على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراء‌ة قل هو الله احد، فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم من قبره ليرفع الله به من درجته، فان درجات الجنة على عدد آيات القرآن، يقال له: اقرء وارق فيقرء ثم يرقى، قال حفص: فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر، ولا أرجا للناس منه، وكان قرائته حزنا، فاذا قرأ فكأنه يخاطب انسانا.

239 - على بن ابراهيم عن أبيه وعدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا عن ابن محبوب عن مالك بن عطية عن يونس بن عمار قال: قال أبوعبدالله: ان الدواوين يوم القيمة ثلثة: ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه السيئات، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فتستغرق عامة الحسنات، ويبقى ديوان السيئات فيدعى بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن امامه في احسن الصورة فيقول: يارب انا القرآن وهذا عبدك المؤمن، قد كان يتعب نفسه بتلاوتى، ويطيل ليله بترتيلى، و تفيض عيناه اذا تهجد فارضه كما أرضانى، قال: فيقول العزيز الجبار: عبدى ابسط يمينك، فيملاء‌ها من رضوان الله العزيز الجبار، ويملاء شماله من رحمة الله، ثم يقال: هذه الجنة مباحة لك اقرأ واصعد، فاذا قرأ آية صعد درجة.

240 - في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن امير المؤمنين عليه السلام قال: سبعة لا يقرؤن القرآن: الراكع والساجد وفى الكنيف وفى الحمام والجنب والنفساء والحائض.

241 - وفى عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامى وما

[172]

سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: سأله كم حج آدم عليه السلام من حجة؟ فقال له: سبعين حجة ماشيا على قدمه، وأول حجة حجها كان معه الصرد(1) يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة وقد نهى عن اكل الصرد والخطاف(5) وسأله ما باله لا يمشى؟ قال: لانه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل يبكى مع آدم عليه السلام، فمن هناك سكن البيوت معه آيات من كتاب الله تعالى مما كان آدم يقرأها في الجنة، وهى معه إلى يوم القيمة، ثلاث آيات من اول الكهف وثلاث آيات من " سبحان الذى اسرى " وهى: " فاذا قرات القرآن " وثلاث آيات من يس وهى: " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا ".

242 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله وعن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التى بينت لك تأويلها لا سقطوها مع ما اسقطوا منه، ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بايجاب الحجه على خلقه، كما قال: " فلله الحجة البالغة " أغشى ابصارهم وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك، فتركوه وحجبوا عن تاكيد الملتبس بابطاله فالسعداء يتنبهون عليه والاشقياء يعمهون عنه.

243 - في روضة الكافى أحمد بن محمد الكوفى عن على بن الحسين بن على عن عبدالرحمن بن ابى نجران عن هارون عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال لى: كتموا " بسم الله الرحمن الرحيم " فنعم والله الاسماء كتموها كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا دخل إلى منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته، فتولى قريش فرارا، فأنزل الله عزوجل في ذلك واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا 244 - في مجمع البيان وقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله تعالى من على بفاتحة -

___________________________________

(1) الصرد: طائر ضخم الرأس يصطاد العصافير.

(2) الخطاف: طائر اذا رآى ظله في الماء أقبل اليه ليتخطفه.

[173]

الكتاب فيها من كنز الجنة بسم الله الرحمن الرحيم، الآية التى يقول الله تعالى: " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ".

245 - في تفسير على بن ابراهيم وعن ابن اذينة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله: بسم الله الرحمن الرحيم أحق ما أجهر، وهى الآية التى قال الله عز وجل: " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ".

246 - وفيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا صلى تهجد بالقرآن ويستمع له قريش لحسن صوته(1) فكان اذا قرأ بسم الله الرحمن الرحيم فروا عنه.

247 - في تفسير العياشى عن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها، فاذا سمعها المشركون ولوا مدبرين، فأنزل الله: " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ".

248 - عن زيد بن على قال: دخلت على على بن جعفر فذكر بسم الله الرحمن الرحيم فقال: تدرى ما نزل في بسم الله الرحمن الرحيم؟ فقلت: لا، فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان أحسن الناس صوتا، وكان يصلى بفناء القبلة فرفع صوته وكان عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة و أبوجهل بن هشام وجماعة منهم يستمعون قرائته، قال: وكان يكثر ترداد(2) بسم الله - الرحمن الرحيم فيرفع صوته، قال: فيقولون ان محمدا ليردد اسم ربه تردادا انه ليحبه، فيأمرون من يقوم فيتسمع عليه، ويقولون: اذا جاء‌ت بسم الله الرحمن الرحيم فأعلمنا حتى نقوم فنستمع قرائته، فأنزل الله: " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده بسم الله الرحمن - الرحيم ولوا على أدبارهم نفورا ".

249 - عن زرارة عن أحدهما عليهما السلام قال في بسم الله الرحمن الرحيم قال: هو أحق ما جهر به، وهى الآية التى قال الله " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده بسم الله الرحمن

___________________________________

(1) وفى المصدر " لحسن قرائته " مكان " لحسن صوته ".

(2) وفى المصدر " قرائة " مكان " ترداد ".

[174]

الرحيم ولوا على أدبارهم نفورا " كان المشركون يتسمعون إلى قراء‌ة النبى صلى الله عليه واله فاذا قرء بسم الله الرحمن الرحيم نفروا وذهبوا، واذا فرغ منه عادوا وتسمعوا.

250 - عن منصور بن حازم عن أبيعبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا صلى بالناس جهر ببسم الله الرحمن الرحيم فتخلف من خلفه من المنافقين عن الصفوف، فاذا جازها في السورة عادوا إلى مواضعهم، وقال بعضهم لبعض: انه ليردد اسم ربه تردادا انه ليحب ربه، فأنز ل الله " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ".

251 - عن ابى حمزة الثمالى قال: قال لى أبوجعفر عليه السلام: يا ثمالى ان الشيطان ليأتى قرين الامام فيسأله هل ذكر ربه؟ فان قال: نعم، اكتسع(1) فذهب، وان قال: لا، ركب كتفه وكان امام القوم حتى ينصرفون، قال: قلت: جعلت فداك وما معنى قوله: ذكر ربه؟ قال: الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

252 - عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: جاء أبى بن خلف(2) فأخذ

___________________________________

(1) اكتسع الخيل بأذنابها.

أدخلها بين رجليه، واللفظ كناية.

(2) أبى بن خلف من مشركى مكة وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله، وهو الذى قال له صلى الله عليه وآله يوما بمكة: ان عندى فرسا أعلفه كل يوم فرقا - وهو مكيال - من ذرة أقتلك عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: بل أنا اقتلك انشاء الله، فكان من قصته انه خرج إلى المدينة مع من خرج بحرب المسلمين في وقعة أحد فلما هزم المسلمون وبقى رسول الله صلى الله عليه وآله من بقى، أدركه أبى بن خلف وهو يقول: أين محمد لا نجوت ان نجوت؟ فقال القوم: يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا؟ قال: دعوه، فلما دنا تناول صلى الله عليه وآله حربة رجل من أصحابه - وهو الحارث بن الصمة - ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تحرك منها عن فرسه مرارا، فرجع إلى قريش وهو يخور كما يخور الثور وقد خدش في عنقه خدشا غير كبير، فاحتقن الدم وقال: قتلنى والله محمد، فقالوا: ذهب والله فؤادك، والله ما بك بأس ! قال: لو كانت الطعنة بربيعة ومضر لقتلهم، أليس انه قد كان بمكة قال لى: انا اقتلك، فوالله لو بصق بعد تلك المقالة لقتلنى، فلم يلبث الا يوما أو بعض يوم حتى مات، فقيل مات بسرف وهو موضع على ستة أميال من مكة وفى ذلك يقول حسان بن ثابت الانصارى شاعر النبى صلى الله عليه وآله: لقد ورث الضلالة من أبيه * أبى حين بارزه الرسول أتيت اليه تحمل منه عضوا * وتوعده وأنت به جهول وفى نسخة [ أجئت محمدا عظما رميما * لتكذبه وأنت به جهول ] وقد نالت بنو النجار منكم * امية اذ يغوث يا عقيل إلى آخر الابيات.

راجع ديوانه ص: 340 ط مصر.

[175]

عظما باليا من حائط ففته(1) ثم قال: يا محمد أاذا كنا عظاما ورفاتا أنا لمبعوثون خلقا فأنزل الله: " من يحيى العظام وهى رميم قل يحييها الذى أنشأها اول مرة وهو بكل خلق عليم ".

253 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبى جعفر عليه السلام قال: الخلق الذى يكبر في صدورهم الموت.

قال عز من قائل: ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض.

254 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبدالله بن صالح عن أبيه عن آبائه عن على بن أبى طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما خلق الله حلقا أفضل منى ولا أكرم منى، قال على عليه السلام: فقلت: يا رسول الله افأنت أفضل أم جبرئيل؟ فقال عليه السلام: ان الله تبارك وتعالى فضل أنبياء‌ه المرسلين على ملائكته المقربين، و فضلنى على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدى لك يا على، وللائمة من ولدك فان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

255 - وباسناده إلى صالح بن سهل عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان بعض قريش قال لرسول الله صلى الله عليه واله: بأى شئ سبقت الانبياء وفضلت عليهم وأنت بعثت آخرهم و خاتمهم؟ قال: انى كنت اول من أقر بربى جل جلاله واول من أجاب حيث أخذ الله ميثاق النبيين " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " فكنت أول نبى قال: بلى، فسبقتهم إلى الاقرار بالله عزوجل.

256 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عن محمد بن يحيى

___________________________________

(1) فت الشئ: دقه وكسره بالاصابع.

[176]

الخثعمى عن هشام عن ابن ابى يعفور قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم أولو العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحا: نوح و ابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء.

257 - في الخرايج والجرايح باسناده إلى أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله فضل أولى العزم من الرسل على الانبياء بالعلم، وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول الله صلى الله عليه واله ما لا يعلمون، وعلمنا علم رسول الله صلى الله عليه واله فروينا لشيعتنا، فمن قبله منهم فهو أفضلهم، وأينما نكون فشيعتنا معنا.

258 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد ذكر نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فهؤلاء الخمسة أولوا العزم، وهم أفضل الانبياء والرسل عليهم السلام.

259 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبدالرحمن بن أبى نجران وابن فضال عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان يقول عند العلة: اللهم انك عيرت اقواما فقلت: قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا فيا من لا يملك كشف ضرى ولا تحويله عنى أحد غيره، صل على محمد وآل محمد واكشف ضرى وحوله إلى من يدعو معك الها آخر لا اله غيرك.

قال عز من قائل ويرجون رحمته ويخافون عذابه.

260 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن على بن حديد عن منصور بن يونس عن الحارث بن المغيرة أو أبيه عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الاعاجيب، وكان أعجب ما فيها ان قال لابنه: خف الله عزوجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك، وارج الله رجاء‌ا لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: كان أبى يقول: انه ما من عبد مؤمن الا وفى قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا.

[177]

261 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من خاف الله أخاف الله منه كل شئ، ومن لم يخف الله اخافه الله من كل شئ.

262 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبى عبدالله عن أبيه عن حمزة بن عبدالله الجعفرى عن جميل بن دراج عن أبى حمزة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام من عرف الله خاف الله، ومن خاف الله سخت نفسه(1) عن الدنيا.

263 - عنه عن ابن أبى نجران عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصى ويقولون نرجو، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم الموت؟ فقال هؤلاء قوم يترجحون في الامانى(2) كذبوا، ليسوا براجين من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيئ هرب منه.

264 - ورواه على بن محمد رفعه قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ان قوما من مواليك يلمون بالمعاصى(3) ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموالى، اولئك قوم ترجحت بهم الامانى.

من رجا شيئا عمل له، ومن خاف من شئ هرب منه.

265 - عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان حب الشرف والذكر(4) لا يكونان في قلب الخائف الراهب.

266 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان مما حفظ من خطب النبى صلى الله عليه واله انه قال: ايها الناس ان لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وان لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، الا ان المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا يدرى ما الله صانع فيه، وبين اجل قد بقى

___________________________________

(1) اى تركها.

(2) قال المحدث الكاشانى (ره) في الوافى: الترجح: الميل: يعنى مالت بهم عن الاستقامة أمانيهم الكاذبة.

(3) لم به والم: نزل.

والم بالذنب: قارب أو باشر اللمم، واللمم: صغار الذنوب.

(4) اى حب الجاه والرياسة والمدح والشهرة.

[178]

لا يدرى ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، وفى الشيبة قبل الكبر، وفى الحيوة قبل الممات، فوالله الذى نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب(1) وما بعدها من دار الا الجنة أو النار.

267 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن سنان عن ابن مسكان عن الحسين بن أبى سارة: قال: سمعت أبى عبدالله (ع) يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو.

268 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن فضيل بن عثمان عن أبى - عبيدة الحذاء عن أبيعبد الله (ع) قال: المؤمن بين مخافتين: ذنب قد مضى لا يدرى ما صنع الله فيه، وعمر قد بقى لا يدرى ما يكتب فيه من المهالك، فهو لا يصبح الا خائفا ولا يصلحه الا الخوف.

269 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا أحمد بن محمد عن المعلى بن محمد عن على بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن على بن النضر عن أبيعبد الله (ع) وذكر حديثا طويلا يذكر فيه لقمان ووعظه لابنه وفيه: يابنى لو استخرج قلب المؤمن فشق لوجد فيه نوران: نور للخوف ونور للرجا، لووزنا لما رجح أحدهما على الآخر بمثقال ذرة.

270 - في من لا يحضره الفقيه وسئل عن قول الله عزوجل: وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة أو معذبوها عذابا شديدا قال: هو الفناء بالموت.

271 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم قال: سئلت أبا جعفر (ع): " وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا " قال: انما امة محمد من الامم، فمن مات فقد هلك.

272 - عن ابن سنان عن أبيعبد الله (ع) في قول الله: " وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة " قال: بالقتل والموت وغيره(2).

___________________________________

(1) المستعتب: موضع الاستعتاب اى طلب الرضا.

(2) وفى المصدر " قال: هو الفناء بالموت أو غيره ".

[179]

273 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: وما منعنا ان نرسل بالآيات وذلك ان محمدا صلى الله عليه واله سئل قومه أن يأتيهم بآية فنزل جبرئيل فقال: ان الله يقول: " وما منعنا ان نرسل بالآيات " إلى قوله الا ان كذب بها الاولون وكنا اذا ارسلنا إلى قرية آية فلم يؤمنوا بها أهلكناهم، فلذلك أخرنا عن قومك الآيات.

274 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن الحسن بن على (ع) حديث طويل يقول فيه (ع) لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فلست انا سبيتك ولا سبيت أباك، ولكن الله عزوجل لعنك ولعن أباك ولعن أهل بيتك وذريتك، وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيمة على لسان نبيه محمد صلى الله عليه واله، والله يا مروان ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله صلى الله عليه واله ولا بيك من قبلك، وما زادك الله يامروان بما خوفك الا طغيانا كبيرا، وصدق الله وصدق رسوله، يقول الله تبارك وتعالى: والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزدهم الا طغيانا كبيرا وأنت يا يا مروان وذريتك الشجرة الملعونة في القرآن.

275 - عن رسول الله صلى الله عليه واله وعن امير المؤمنين (ع) حديث طويل وفيه: و جعل أهل الكتاب القائمين به والعاملين بظاهره وباطنه من شجرة أصلها ثابت و فرعها في السماء توتى اكلها كل حين باذن ربها، اى يظهر مثل هذا العلم المحتملة في الوقت بعد الوقت، وجعل اعدائها اهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا اطفاء نور الله بأفواهم، ويأبى الله الا ان يتم نوره، ولو علم المنافقون لعنهم الله ما عليهم من ترك هذه الآيات التى بينت لك تأويلها لاسقطوها مع ما اسقطوا منه.

276 - في تفسير العياشى عن حريز عمن سمع عن ابى جعفر (ع): وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها " والشجرة الملعونة في القرآن " يعنى بنى امية.

277 - عن على بن سعيد قال: كنت بمكة فقدم علينا معروف بن خربوذ فقال: قال لى ابوعبدالله (ع): ان عليا (ع) قال لعمر: يابا حفص الا اخبرك بما نزل في بنى امية؟

[180]

قال: بلى، قال: فانه نزل فيهم: " والشجرة الملعونة في القرآن " قال: فغضب عمر، و قال: كذبت، بنو امية خير منك واوصل للرحم.

278 - عن الحلبى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم قالوا: سألناه عن قوله: " وما جعلنا الرؤيا التى اريناك الا فتنة للناس " قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله ارى ان رجالا على المنابر يردون الناس ضلالا زريق وزفر(1) وقوله: " والشجرة الملعونة في - القرآن " قال: هم بنو امية.

279 - وفى رواية اخرى عنه ان رسول الله صلى الله عليه واله قد راى رجالا من نار على منابر من نار، يردون الناس على أعقابهم القهقرى ولسنا نسمى أحدا.

280 - وفى رواية سلام الجعفى عنه انه قال: انا لا نسمى الرجال بأسمائهم، و لكن رسول الله صلى الله عليه واله راى قوما على منبره يضلون الناس بعده عن الصراط القهقرى.

281 - عن عمر بن سليمان عن أبيعبد الله عليه السلام قال: أصبح رسول الله صلى لله عليه واله يوما حاسرا حزينا(2) فقيل له: ما لك يا رسول الله؟ فقال: انى رأيت الليلة صبيان بنى امية يرقون على منبرى هذا، فقلت: يا رب معى؟ فقال: لا ولكن بعدك.

282 - عن ابى الطفيل قال: كنت في مسجد الكوفة فسمعت عليا عليه السلام يقول و هو على المنبر وناداه ابن الكوا وهو في مؤخر المسجد فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنى عن قول الله: " والشجرة الملعونة في القرآن " فقال: الا فجران من قريش و من بنى امية.

283 - عن عبدالرحيم القصير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " وما جعلنا الرؤيا التى أريناك " قال: ارى رجالا من بنى تيم وعدى على المنابر يردون الناس عن الصراط القهقرى، قلت: " والشجرة الملعونة في القرآن " قال: هم بنو امية، يقول الله: " ونخوفهم

___________________________________

(1) كناية عن الاول والثانى وقد مر ايضا في المجلد الثانى في بعض الروايات.

(2) حسر الرجل - من باب نصر -: أعيا، وحسر - من باب علم - الرجل على الشئ: تلهف.

وقال في البحار: قوله: حاسرا اى كاشفا عن ذراعيه أو من الحسرة والحاسر ايضا من لا مغفر له ولا درع ولا جنة.

[181]

فما يزدهم الا طغيانا كبيرا ".

284 - عن يونس بن عبدالرحمن الاشل قال: سألته عن قول الله: " وما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس " الآية فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله نام فرأى بنى أمية يصدون الناس(1) كلما صعد منهم رجل رأى رسول الله صلى الله عليه واله الذلة والمسكنة فاستيقظ جزوعا من ذلك وكان الذين رآهم اثنى عشر رجلا من بنى امية فأتاه جبرئيل عليه السلام بهذه الآية، ثم قال جبرئيل: ان بنى اميه لا يمكلون شئيا الا ملك أهل البيت ضعفه.

285 - في مجمع البيان " وما جعلنا الرؤيا التى أريناك " الآية فيه أقوال إلى قوله: و ثالثها ان ذلك رؤيا رآها النبى صلى الله عليه واله في منامه وان قرودا تصعد منبره وتنزل، فساء‌ه ذلك واغتم به، رواه سهل بن سعيد عن أبيه ان النبى راى ذلك وقال: انه صلى الله عليه واله لم يستجمع بعد ذلك ضاحكا حتى مات، ورواه سعيد بن يسار ايضا وهو المروى عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام.

286 - في تفسير على بن ابراهيم وقال على بن ابراهيم في قوله: " وجعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن " قال: نزلت لما راى النبى صلى الله عليه واله في نومه كأن قرودا تصعد منبره فساء‌ه ذلك غمه غما شديدا، فأنزل الله: " و ما جعلنا الرؤيا التى أريناك الا فتنة لهم ليعمهوا فيها والشجرة الملعونة " كذا نزلت وهم بنو امية.

287 - في كتاب الخصال عن أبى جعفر عليه السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه وقد ذكر معاوية بن حرب: ويشترط على شروطا لايرضاها الله تعالى و رسوله ولا المسلمون، ويشترط في بعضها أن أدفع اليه قوما من أصحاب محمد صلى الله عليه واله أبرارا فيهم عمار بن ياسر، واين مثل عمار؟ والله لقد رأيتنا مع النبى وما بعد منا خمسة الا كان سادسهم، ولا أربعة الا كان خامسهم، اشترط دفعهم اليه ليقتلهم ويصلبهم وانتحل دم عثمان

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن الصحيح كما في المصدر والمنقول عنه في البحار والبرهان و غيره " يصعدون المنابر " مكان " يصدون الناس " ويحتمل التصحيف ايضا.

[182]

ولعمر الله ما ألب على عثمان(1) ولا جمع الناس عليه قتله، وأشباهه من أهل بيته أغصان الشجرة الملعونة في القرآن.

288 - في نهج البلاغة فاحذروا عدو الله أن يعديكم(2) بدائه وأن يستفزكم بخيله ورجله " وفيه ايضا " فلعمر الله فخر على أصلكم ووقع في حسبكم، ودفع في نسبكم وأجلب بخيله عليكم وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم(3) بكل مكان، ويضربون منكم كل بنان، لا يمتنعون بحيلة، ولا يدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة ضيق وعرصة موت وجولة بلاء(4).

289 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب، الشيرازى روى سفيان الثورى عن واصل عن الحسن عن ابن عباس في قوله: وشاركهم في الاموال والاولاد انه جلس الحسن بن على عليهما السلام ويزيد بن معوية بن أبى سفيان ياكلان الرطب فقال يزيد: يا حسن انى منذ كنت أبغضك، قال الحسن عليه السلام: يا يزيد اعلم ان ابليس شارك أباك في جماعة فاختلط المائان فأورثك ذلك عداوتى لان الله تعالى يقول: " وشاركهم في الاموال والاولاد " وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدى رسول الله صلى الله عليه واله.

290 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن عمر بن اذنية عن ابان بن ابيعياش عن سليم بن قيس عن امير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان الله حرم الجنة على كل فحاش بذى(5) قليل الحياء لا يبالى ما قال، ولا ما قيل له، فان فتشته لم تجده الا لغية أو شرك شيطان، قيل:

___________________________________

(1) من ألبهم - بتشديد اللام -: جمعهم.

(2) من أعدى فلان فلانا من خلقه أو من علته وهو مجاوزته من صاحبه إلى غيره.

وهذا من خطبته المعروفة بالقاصعة المتضمنة ذم ابليس لعنه الله على استكباره وتركه السجود لآدم عليه السلام.

وانه اول مر أظهر العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقته.

(3) اقتنصه: اصطاده.

(4) الحومة: معظم الماء والحرب وغيرهما، وقوله " في حومة ذل..اه " موضع الجار و المجرور نصب على الحال اى يقتنصونكم في حومة ذل، والجولة: الموضع الذى تجول فيه.

(5) البذى بمعى الفحاش ايضا.

[183]

يا رسول الله وفى الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: اما تقرء قول الله عزوجل: " وشاركهم في الاموال والاولاد ".

291 - في الكافى الحسين بن محمد عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا عن احمد بن محمد جميعا عن الوشاء عن موسى بن بكر عن ابى بصير قال: قال ابوعبدالله (ع): يابا محمد اى شئ يقول الرجل منكم اذا دخلت عليه امرأته؟ قلت " جعلت فداك أيستطيع الرجل ان يقول شيئا؟ فقال: الا اعلمك ما تقول؟ قلت: بلى، قال: تقول: " بكلمات الله استحللت فرجها وفى امانة الله أخذتها، اللهم ان قضيت لى في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا، ولا تجعل فيه شركا للشيطان " قلت: وبأى شئ يعرف ذلك؟(1) قال: اما تقرأ كتاب الله عزوجل ثم ابتدأ هو: " وشاركهم في الاموال والاولاد " ثم قال: ان الشيطان ليجئ حتى يقعد من المرأة كما يقعد الرجل منها، ويحدث كما يحدث، وينكح كما ينكح، قلت: بأى شئ يعرف ذلك؟(2) قال: بحبنا وبغضنا فمن احبنا كان نطفة العبد، ومن أبغضنا كان نطفة الشيطان.

وعنه عن أبيه عن حمزة بن عبدالله عن جميل بن دراج عن أبى الوليد عن أبى بصير قال: قال أبوعبدالله (ع) وذكره نحوه.

292 - في من لا يحضره الفقيه وقال الصادق عليه السلام: من لم يبال ما قال ولا ما قيل فيه فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان ومن اغتاب اخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام و شهوة الزنا فهو شرك شيطان.

293 - في تفسير العياشى عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر (ع) قال: سألته عن شرك الشيطان، قال: قوله: " وشاركهم في الاموال والاولاد " فان كان من مال

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): لعله سئل عن الدليل على انه يكون الولد شرك الشيطان ثم سئل عن العلامة التى بها يعرف ذلك، والاظهر ان فيه تصحيفا لما سيأتى من خبر أبى بصير بسند آخر.

وفيه مكانه " ويكون فيه شرك الشيطان ".

(2) اى عدم شراكته.

[184]

حرام فهو شريك الشيطان، قال: ويكون من الرجل حين يجامع فيكون من نطفته ونطفة الرجل اذا كان حراما.

294 - عن زرارة قال: كان يوسف أبوالحجاج صديقا لعلى بن الحسين صلوات الله عليه، وانه دخل على امرأته فأراد أن يضمها اعنى ابوالحجاج، قال: فقالت له: اليس انما عهدك بذاك لساعة؟ قال: فاتى على بن الحسين فأخبره فأمره ان يمسك عنها، فولدت بالحجاج وهو ابن الشيطان ذى الردهة.

295 - عن عبدالملك بن اعين قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: اذا زنى الرجل ادخل الشيطان ذكره ثم عملا جميعا، ثم تختلط النطفتان، فيخلق الله منهما فيكون شركة الشيطان.

296 - عن سليمان بن خالد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ما قول الله: " شاركهم في الاموال والاولاد "؟ قال: فقال في ذلك قوله: اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

297 - عن العلا بن رزين عن محمد عن احدهما قال: شرك الشيطان ما كان من مال حرام، فهو من شركه، ويكون من الرجل حين يجامع فتكون نطفته مع نطفته اذا كان حراما، قال: كلتيهما جميعا تختلطان، وقال: ربما خلق من واحدة وربما خلق منهما جميعا.

298 - قال:(1) كنت عند ابى عبدالله عليه السلام فاستأذن عيسى بن منصور عليه، فقال: مالك ولفلان يا عيسى اما انه ما يحبك ! فقال: بأبى وامى يقول قولنا ويتولى من نتولى، فقال: ان فيه نحوة ابليس، فقال: بابى وامى اليس يقول ابليس: " خلقتنى من نار وخلقته من طين "؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام: ويقول الله: " وشاركهم في الاموال والاولاد " فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا، وقرن بين اصبعيه.

299 - عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال سمعته يقول: كان الحجاج ابن

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: " صفوان الجمال قال: كنت..اه ".

[185]

شيطان يباضع ذى الردهة، ثم قال ان يوسف دخل على ام الحجاج فأراد ان يضمها، فقالت: اليس انما عهدك بذلك الساعة فامسك عنها فولدت الحجاج.

300 - عن يونس بن ابى الربيع الشامى(1) قال: كنت عنده ليلة فذكر شرك الشيطان، فعظمه حتى افزعنى فقلت جعلت فداك فما المخرج منها وما نصنع؟ قال: اذا أردت المجامعة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم الذى لا اله الا هو بديع السموات والارض اللهم ان قضيت منى في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه نصيبا ولا شركا ولا حظا و اجعله عبدا صالحا خالصا مخلصا مصغيا وذريته جل ثناوك.

301 - في تفسير على بن ابراهيم " وشاركهم في الاموال والاولاد " ما كان من مال حرام فهو شرك الشيطان، فاذا اشترى به الاماء ونكحهن وولد له فهو شرك الشيطان كما تلد منه ويكون مع الرجل اذا جامع، فيكون الولد من نطفته ونطفة الرجل اذا كان حراما، وفى حديث آخر اذا جامع الرجل اهله ولم يسم شاركه الشيطان.

302 - في تفسير العياشى عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال: سمعت أبا عبدالله (ع) يذكر في حديث غدير خم، انه لما قال النبى صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام ما قال واقامه للناس، صرخ ابليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: سيدنا ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لاضلن فيه الخلق، قال: فنزل القرآن: " ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين " فقال: فصرخ ابليس صرخة فرجعت اليه العفاريت، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الاخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامى قرآنا وانزل عليه: " ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين " ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك لالحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبى صلى الله عليه واله: بسم الله الرحمن الرحيم " ان عبادى ليس لك عليهم سلطان " قال: فصرخ ابليس صرخة فرجعت اليه العفاريت فقالوا:

___________________________________

(1) هو خالد أو خليد - مصغرا - بن أوفى العنزى الشامى، عده الشيخ (ره) في رجاله من اصحاب الباقر عليه السلام، وعليه فا الضمير في قوله " عنده " يرجع اليه يعنى الباقر صلوات الله عليه.

[186]

يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك لازينن لهم المعاصى حتى أبغضهم اليك، قال: فقال ابوعبدالله (ع): والذى بعث بالحق محمدا للعفاريت والابالسة على المؤمن اكثر من الزنابير على اللحم، والمؤمن أشد من الجبل، والجبل تدنو اليه بالفاس فتنحت منه(1) والمؤمن لا يستقل عن دينه.

303 - عن عبدالرحمن بن سالم في قول الله: ان عبادى ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا قال: نزلت في على بن أبى طالب (ع)، ونحن نرجو أن تجرى لمن أحب الله من عباده.

قال عز من قائل: واذامسكم الضر في البحر ضل من تدعون الا اياه.

304 - في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجانى المفسر رحمه الله قال: حدثنا ابويعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبوالحسن على بن محمد بن سيار و كانا من الشيعة الاماميه عن ابويهما عن الحسن بن على بن محمد عليهم السلام في قول الله عزوجل: بسم الله الرحمن الرحيم، فقال: الله هو الذى يتأله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجا من كل من دونه، وتقطع الاسباب عن جميع من سواه، تقول بسم الله اى استعين على امورى كلها بالله الذى لاتحق العبادة الا له المغيث اذا استغيث، المجيب اذا دعى، وهو ما قال رجل للصادق (ع): يا بن رسول الله دلنى على الله ما هو؟ فقد كثر على المجادلون وحيرونى؟ فقال له: يا عبدالله هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولاسباحة تعينك؟ قال: نعم، قال: فهل تعلق قلبك هنالك ان شيئا من الاشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال: نعم، قال الصادق عليه السلام: فذلك الشئ هو الله القادر على الانجاء حيث لا منجى، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

305 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية ابى الجارود عن ابى جعفر (ع) في قوله: قاصفا من الريح قال: هى العاصف.

___________________________________

(1) وفى بعض النسخ " تواليه بالفأس " وفأس - كفلس - " آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره وبالفارسية " تبر " ونحت الجبل: حفره.

[187]

306 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى زيد بن على (ع) عن ابى عبدالله (ع) في قوله تعالى: ولقد كرمنا بنى آدم يقول: فضلنا بنى آدم على ساير الخلق وحملناهم في البر والبحر يقول: على الرطب واليابس ورزقناهم من الطيبات يقول: من طيبات الثمار كلها وفضلناهم يقول: ليس من دابة ولا طاير الاتأكل وتشرب بفيها، ولا ترفع بيدها إلى فيها طعاما وشرابا غير ابن آدم، فانه يرفع إلى فيه بيده طعامه، فهذا من التفضيل.

307 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبدالكريم ابن عبدالرحيم قال: حدثنا محمد بن على عن محمد بن الفضيل عن ابيحمزة الثمالى عن ابيجفر، قال: ان الله لا يكرم روح الكافر، ولكن كرم ارواح عليه السلام المؤمنين، وانما كرامة النفس والدم بالروح والرزق الطيب هو العلم.

308 - حدثنى ابى عن اسحق بن الهيثم عن سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة ان عليا (ع) سئل عن قول الله تبارك وتعالى: " وسع كرسيه السموات والارض " قال: السموات والارض وما بينهما من مخلوق في جوف الكرسى، وله اربعة املاك يحملونه باذن الله، فاما ملك منهم ففى صورة الآدميين وهى اكرم الصور على الله.

والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

309 - في محاسن البرقى عنه عن بعض اصحابنا عن على بن اسباط عن عمه يعقوب او غيره رفعه قال: كان امير المؤمنين عليه السلام يقول: اللهم ان هذا من عطائك فبارك لنا فيه وسوغناه، واخلف لنا خلفا لما اكلناه او شربناه، لا من حول منا ولا قوة، ورزقت فأحسنت، فلك الحمد، رب اجعلنا من الشاكرين، واذا فرغ قال: الحمد لله الذى كفانا واكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا، الحمد الله الذى كفانا المؤنة واسبغ علينا.

310 - عنه عن محمد بن عبدالله عن عمر المتطبب عن ابن يحيى الصنعانى عن ابيعبد الله عليه السلام قال: كان على بن الحسين عليه السلام اذا وضع الطعام بين يديه قال:

[188]

اللهم هذا [ من ] منك وفضلك وعطائك فبارك لنا فيه وسوغناه وارزقنا خلفا لما اكلناه ورب محتاج اليه رزقت واحسنت، اللهم اجعلنا من الشاكرين، واذا رفع الخوان قال: الحمد لله الذى حملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير من خلقه او ممن خلق تفضيلا.

311 - في كتاب الخصال فيما علم امير المؤمنين عليه السلام اصحابه: اذا نظر احدكم في المرآة فليقل: الحمد لله الذى خلقنى فأحسن خلقى، وصورنى فأحسن صورتى، وزان منى ما شان من غيرى واكرمنى بالاسلام.

312 - عن ابيعبد الله (ع) قال: المؤمن اعظم حرمة من الكعبة.

313 - في عيون الاخبار باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان المؤمن يعرف بالسماء كما يعرف الرجل ولده(1)، وانه لا اكرم على الله تعالى من ملك مقرب.

314 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا على كرامة المؤمن على الله انه لم يجعل لاجله وقتا حتى يهم ببائقة(2) فاذا هم ببائقة قبضه الله اليه.

315 - في تفسير العياشى عن جابر عن ابيجعفر عليه السلام " وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا " قال: خلق كل شئ منكبا غير الانسان خلق منتصبا.

316 - في كتاب علل الشرايع أبى (ره) قال حدثنا سعد بن عبدالله عن أحمد ابن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن عبدالله بن سنان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام فقلت: الملائكة افضل أم بنو آدم؟ فقال: قال أمير المؤمنين على بن ابيطالب عليه السلام: ان الله عزوجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل، و ركب في بنى آدم كلتيهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم.

317 - وباسناده إلى عبدالسلام بن صالح الهروى عن على بن موسى الرضا عن

___________________________________

(1) وفى المصدر هكذا " ان المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده ".

(2) البائقة: الداهية.

الظلم والتعدى عن الحق.

 

[189]

أبيه عن آبائه عن على بن أبيطالب عليهم السلام عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه واله: فان الملائكه لخدامنا وخدام محبينا، يا على الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا، يا على لولا نحن ما خلق الله آدم ولا حوا ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الارض، وكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه [ وتهليله ] وتقديسه، ان الله تبارك تعالى خلق آدم فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود تعظيما لنا واكراما، وكان سجودهم لله عزوجل عبودية ولآدم اكراما وطاعة لكوننا في صلبه، فكيف لا نكون أفضل من الملائكة، وقد سجدوا لادم كلهم أجمعون.

318 - وقد روينا عن ابيعبد الله عليه السلام انه قال: ان في الملائكة من باقة(1) بقل خير [ منه ] والانبياء والحجج يعلمون ذلك لهم وفيهم ما جهلناه.

319 - وباسناده إلى ابن عباس عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه: لما عرج بى إلى السماء الرابعة اذن جبرئيل وأقام ميكائيل، ثم قيل لى: ادن يا محمد فقلت: أتقدم وانت بحضرتى يا جبرئيل؟ قال: نعم، ان الله عزوجل فضل أنبياء‌ه المرسلين على الملائكة المقربين، وفضلك أنت خاصة، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة.

320 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن اسماعيل عن محمد بن الفضيل عن أبى الصباح الكنانى عن أبيجعفر عليه السلام قال: ما خلق الله عزوجل خلقا أكرم على الله عزوجل من مؤمن، لان الملائكة خدام المؤمنين، وان جوار الله للمؤمنين، وان الجنة للمؤمنين، وان الحور العين للمؤمنين، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

321 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى رحمه الله عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل و فيه: يا رسول الله أخبرنا عن على هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله.

___________________________________

(1) الباقة: الحزمة من الزهر او البقل.

[190]

وهل شرفت الملائكة الا بحبها لمحمد وعلى وقبول ولايتهما، انه لا أحد من محبى على عليه السلام نظف قلبه من الغش والدغل والعلل ونجاسة الذنوب الا كان أطهر وأفضل من الملائكة.

322 - وفيه عن أبيعبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه السائل: قلت: الرسول أفضل أم الملك المرسل اليه؟ قال: بل الرسول أفضل.

323 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى أبى هريرة وعبدالله بن عباس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه واله في اثناء كلام طويل: أنتم أفضل من الملائكة.

324 - في اعتقادات الاماميه للصدوق عليه الرحمة وقال النبى صلى الله عليه واله: انا افضل من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وجميع الملائكة المقربين، وانا خير البرية وسيد ولد آدم.

325 - في محاسن البرقى عنه عن ابيه عن النضر بن سويد عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام " يوم ندعو كل اناس بامامهم " فقال: يدعو كل قرن من هذه الامة بامامهم، قلت: فيجئ رسول الله صلى الله عليه واله في قرنه وعلى " ع " في قرنه والحسن " ع " في قرنه والحسين " ع " في قرنه الذى هلك بين اظهرهم؟ قال: نعم.

326 - في عيون الاخبار عن الرضا " ع " وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله في قوله تعالى: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال: يدعى كل قوم بامام زمانهم، و كتاب الله وسنة نبيهم.

327 - في كتاب الخصال باسناده إلى الاصبغ بن نباتة قال: امرنا امير المؤمنين (ع) بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الاحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمى الخورنق، فقالوا نتنزه " 1" فاذا كان

___________________________________

(1) نزه الرجل: تباعد من كل مكروه، يقال: خرجنا نتنزه اذا خرجوا إلى البساتين والخضر والرياض.

[191]

الاربعاء خرجنا فلحقنا عليا قبل ان يجمع، فينا هم يتغدون اذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا هذا امير المؤمنين، فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، وارتحلوا ليلة الاربعاء فقدموا المدائن يوم الجمعة وامير المؤمنين " ع " يخطب ولم يفارق بعضهم بعضا وكانوا جميعا حتى نزلوا على باب المسجد، فلما دخلوا نظر اليهم امير المؤمنين " ع " فقال: يا ايها الناس ان رسول الله صلى الله عليه واله اسر إلى الف حديث في كل حديث الف باب، لكل باب الف مفتاح، وانى سمعت الله جل جلاله يقول: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " وانى اقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيمة ثمانية نفر يدعون بامامهم وهو ضب، ولو شئت ان اسميهم لفعلت، قال: فلقد رايت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة حياء‌ا ولوما.

328 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن حماد عن عبدالاعلى قال: سمعت ابا عبدالله (ع) يقول: السمع و الطاعة ابواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه، والسامع العاصى لا حجة له، و امام المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عزوجل، ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى: " يوم ندعو كل اناس بامامهم ".

329 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبدالله غالب عن ابيجعفر (ع) قال: لما نزلت هذه الآية " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال المسلمون: يا رسول الله الست امام الناس كلهم اجمعين؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه واله: انا رسول الله إلى الناس اجمعين، ولكن سيكون من بعدى ائمة على الناس من الله من اهل بيتى يقومون في الناس فيكذبون وتظلمهم ائمة الكفر والضلال و اشياعهم، فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو منى، ومعى وسيلقانى الا ومن ظلمهم و كذبهم فليس منى ولا معى وانا منه برئ.

330 - على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله ابن عبدالرحمن عن عبدالله بن القاسم بن البطل عن عبدالله بن سنان قال: قلت

[192]

لا بيعبد الله عليه السلام: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال: امامهم الذى اظهرهم وهو قائم اهل زمانه.

331 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن محمد بن الحسن بن شمون عن عبدالله بن عمرو بن الاشعث عن عبدالله بن حماد الانصارى عن يحيى بن عبدالله بن الحسن عن ابيعبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: يجى ء كل غادر بامام يوم القيمة مايلا شدقه حتى يدخل النار.

332 - في تفسير على بن ابراهيم اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد بن حماد بن عيسى عن ربعى بن عبدالله عن الفضيل بن يسار عن ابيجعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال: يجئ رسول الله صلى الله عليه واله في قومه وعلى في قومه والحسن في قومه، والحسين في قومه، وكل من مات بين ظهرانى قوم جاؤا معه.

333 - وقال على بن ابراهيم في قوله: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال: ذلك يوم القيمة ينادى مناد: ليقم ابوبكر وشيعته وعمر وشيعته، وعثمان وشيعته، وعلى وشيعته.

334 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه (ع) وقد ذكر المنافقين وكذلك قوله: " سلام على آل ياسين " لان الله سمى النبى صلى الله عليه واله بهذا الاسم حيث قال: " يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين " لعلمه انهم يسقطون لاقول " سلام على آل محمد " كما اسقطوا غيره، وكذلك قال: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " ولم يسم بأسمائهم واسماء آبائهم وامهاتهم.

335 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى ابيعبد الله عليه السلام قال: سأل رجل يقال له بشر بن غالب ابا عبدالله الحسين عليه السلام فقال: يا بن رسول الله اخبرنى عن قول الله عزوجل: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال: امام دعى إلى هدى فاجابوه اليه، وامام دعى إلى ضلالة فأجابوه اليها، هؤلاء في الجنة، وهؤلاء في النار، وهو قوله عزوجل " فريق في الجنة وفريق في السعير " والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة.

[193]

336 - في الصحيفة السجادية اللهم انك أيدت دينك في كل أوان بامام أقمته علما لعبادك، ومنارا في بلادك، بعد أن وصلت حبله بحبلك، وجعلته الذريعة إلى رضوانك، وافترضت طاعته وحذرت معصيته، وأمرت بامتثال أمره والانتهاء عند نهيه، ولا يتقدمه متقدم، ولا يتأخر عنه متأخر.

337 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام قال الله تعالى: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " اى من كان اقتدى بمحق قبل وزكى.

338 - في الخرايج والجرايح في أعلام أبى محمد العسكرى قال أبوهاشم بعد أن روى كرامة له عليه السلام فجعلت أفكر في نفسى عظم ما أعطى الله آل محمد، و بكيت فنظر إلى وقال: الامر أعظم مما حدثت به في نفسك من عظم شأن آل محمد، فاحمد الله أن يجعلك متمسكا بحبلهم، تدعى القيمة بهم اذا دعى كل اناس بامامهم انك على خير.

339 - في كتاب الرجال للكشى (ره) فضالة بن جعفر عن أبان عن حمزة بن الطيار ان أبا عبدالله عليه السلام اخذ بيدى ثم عد الائمة اماما اماما يحسبهم حتى انتهى إلى أبى جعفر عليه السلام فكف، فقلت: جعلنى الله فداك لو فلقت رمانة فأحللت بعضها وحرمت بعضها لشهدت ان ما حرمت حرام وما احللت حلال، فقال: فحسبك ان تقول بقوله وما أنا الا مثلهم، لى ما لهم وعلى ما عليهم، فان أردت أن تجئ مع الذين قال الله تعالى: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " فقل بقوله.

340 - في تفسير العياشى عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام انه اذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذى مات في عصره، فان انتبه اعطى كتابه بيمينه لقوله: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " فان اوتى كتابه بيمينه " فيقول: هاؤم اقرأوا كتابيه انى ظننت أنى ملاق حسابيه " الاية والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال نبذوه وراء ظهورهم، ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: " ما اصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم " إلى آخر الاية

[194]

341 - عنه عن محمد بن مسلم عن احدهما قال: سألته عن قوله " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال: من كان يأتمون به في الدنيا ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في حميم ومن يعبدهما.

342 - عن جعفر بن احمد عن الفضل بن شاذان انه وجد مكتوبا بخط أبيه عن أبى بصير قال: أخذت بفخذ أبى عبدالله عليه السلام فقلت: أشهد انك امامى، فقال: اما انه سيدعى كل اناس بامامهم اصحاب الشمس بالشمس وأصحاب القمر بالقمر وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجارة.

343 - عن عمار الساباطى عن أبى عبدالله عليه السلام لا تترك الارض بغير امام يحل حلال الله ويحرم حرام الله، وهو قول الله: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: من مات ميتة جاهلية فمدوا أعناقهم وفتحوا أعينهم، فقال أبوعبدالله عليه السلام: أليست الجاهلية الجهلاء فلما خرجنا من عنده قال لنا سليمان: هو والله الجاهلية الجهلاء، ولكن لما رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم قال لكم كذلك.

344 - عن بشير الدهان عن ابى عبدالله عليه السلام قال: انتم والله على دين الله، ثم تلا " يوم ندعو كل اناس بامامهم " ثم قال: على امامنا ورسول الله صلى الله عليه واله امامنا، كم من امام يجئ يوم القيمة يلعن أصحابه ويلعنونه، ونحن ذرية محمد، وامنا فاطمة.

345 - عن اسمعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله: " يوم ندعو كل اناس بامامهم " قال: اذا كان يوم القيمة قال الله: أليس عدل من ربكم أن تولوا كل قوم من تولوا؟ قالوا: بلى، قال: فيقول تميزوا فيتميزون.

346 - عن محمد بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان كنتم تريدون ان تكونوا معنا يوم القيمة لا يلعن بعضنا بعضا فاتقوا الله واطيعوا.

فان الله يقول: " يوم ندعو كل اناس بامامهم ".

347 - في مجمع البيان وروى عن الصادق عليه السلام انه قال: ألا تمجدون الله،

[195]

اذا كان يوم القيمة فيدعى كل قوم إلى من يتولون وفرغنا إلى رسول الله صلى الله عليه واله وفرغتم الينا(1) قال: اين ترون يذهب بكم؟ إلى الجنة ورب الكعبة.

قالها ثلثا.

348 - في اصول الكافى على بن محمد عن بعض أصحابه عن آدم بن اسحق عن عبدالرزاق بن مهران عن الحسين بن ميمون عن محمد بن سالم عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وليست تشهد الجوارح على مؤمن انما تشهد على من حقت عليه كلمة العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه، قال الله عزوجل: " فأما من أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا ".

349 - في تفسير على بن ابراهيم " ولا يظلمون فتيلا " قال: الجلدة التى في ظهر النواة.

350 - في عيون الاخبار في باب مجلس للرضا عليه السلام من أهل الاديان والمقالات في التوحيد كلام الرضا عليه السلام مع عمران وفيه: اياك وقول الجهال أهل العمى و الضلال، الذين يزعمون الله جل وتقدس موجود في الاخرة للحساب والثواب و العقاب، وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجا ولو كان في الوجود لله عزوجل نقص واهتضام(2) لم يوجد في الاخرة أبدا، ولكن القوم تاهوا وعموا عن الحق من حيث لا يعلمون، وذلك قوله عزوجل: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " يعنى أعمى عن الحقايق الموجودة.

351 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: أشد العمى من عمى عن فضلنا أو ناصبنا العداوة بلا ذنب سبق اليه منا، الا أنا دعوناه إلى الحق، ودعاه من سوانا إلى الفتنة والدنيا، فأتاهما ونصب البراء‌ة منا و العداوة.

352 - في كتاب التوحيد أبى رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا

___________________________________

(1) فرغ اليه: قصد.

(2) الاهتضام: الكسر والنقص.

[196]

أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن العلا بن رزين عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " ومن كان في هذه أعمى " قال: من لم يدله خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار ودوران الفلك والشمس والقمر والايات العجيبات على ان وراء ذلك أمر أعظم منه " فهو في الآخرة اعمى وأضل سبيلا ".

353 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا " قال: ذلك الذى يسوف نفسه الحج يعنى حجة الاسلام حتى يأتيه الموت.

354 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن حماد بن عيسى عن ابراهيم عن عمر اليمانى عن أبى الطفيل عن أبى جعفر عليه السلام قال: جاء رجل إلى على بن الحسين فقال له: ان ابن عباس يزعم انه يعلم كل آية نزلت في القرآن في اى يوم نزلت وفيمن نزلت، فقال أبى عليه السلام: سله فيمن نزلت: " ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة أعمى وأضل سبيلا " وفيمن نزلت: " ولا ينفعكم نصحى ان أردت أن أنصح لكم ان كان الله يريد أن يغويكم " وفيمن نزلت: " يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطور " فاتاه الرجل فسأله فقال: وددت ان الذى امرك بهذا واجهنى به فاسأله عن العرش ممن خلقه الله ومتى خلقه وكم هو وكيف هو؟ فانصرف الرجل إلى أبى عليه السلام فقال أبى: فهل أجابك بالآيات؟ قال: لا قال أبى: لكن أجيبك فيها بعلم ونور غير المدعى ولا المنتحل، واما قوله: " ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " ففيه نزل وفى أبيه، واما قوله: " و لا ينفعكم نصحى ان أردت ان أنصح لكم " ففى أبيه نزلت، واما قوله: " يا ايها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا " الآية ففى أبيه نزلت وفينا ولم يكن الرباط الذى أمرنا به وسيكون ذلك من نسلنا المرابط ومن نسله المرابط(1)، والحديث طويل

___________________________________

(1) قيل يحتمل ان يكون المراد من قوله عليه السلام: " نزلت الاية..اه " يعنى انهم مامورون برباطنا وصلتنا وقد تركوا ولم يأتمروا وسيكون ذلك في زمان ظهور القائم عليه السلام فيرابطنا من بقى من نسلهم فينصرون قائمنا فيكون من نسلنا المرابط بالفتح اعنى القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف ومن نسله المرابط بالكسر ويحتمل على هذا الوجه ايضا الكسر فيهما والفتح فتأمل.

[197]

أخذنا منه موضع الحاجة.

355 - وقال أبوعبدالله عليه السلام ايضا: " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " قال: نزلت فيمن يسوف الحج حتى مات ولم يحج فيعمى عن فريضة من فرائض الله.

356 - وفيه خطبة له صلى الله عليه واله وفيها: وأعمى العمى عمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب.

357 - في كتاب ثواب الاعمال رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: تحشر المرجئة عميانا فأقول لهم: ليسوا من أمه محمد صلى الله عليه واله، انهم بدلوا فبدل بهم و غيروا فغير ما بهم.

358 - وفيه باسناده إلى النبى صلى الله عليه واله انه قال: ومن قرأ القرآن ولم يعلم به حشره الله عزوجل يوم القيمة أعمى، فيقول: " رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك اتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى " فيؤمر به إلى النار، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

359 - في تفسير على بن ابراهيم وان كادوا ليفتنونك عن الذى اوحينا اليك لتفترى علينا غيره قال: يعنى أمير المؤمنين واذا لاتخذوك خليلا اى صديقا او أقمت غيره.

360 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام عند المأمون في عصمة الانبياء عليهم السلام حديث طويل يقول فيه المأمون للرضا عليه السلام: فأخبرنى عن قول الله تعالى: " عفى الله عنك لم أذنت لهم " قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل باياك اعنى واسمعى يا جاره(1)

___________________________________

(1) هذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره، وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى، وقصته مذكورة في كتاب مجمع الامثال (ج 1: 50 ط مصر).

[198]

خاطب الله تعالى بذلك نبيه صلى الله عليه واله وأراد به امته، وكذلك قوله عزوجل: " لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " وقوله تعالى: ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا قال: صدقت يا بن رسول الله.

361 - في اصول الكافى محمد بن يحيى عن عبدالله بن محمد عن على بن الحكم عن عبدالله بن بكير عن أبيعبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن باياك أعنى واسمعى ياجاره.

362 - وفى رواية اخرى عن ابيعبد الله عليه السلام: قال معناه ما عتب الله عزوجل به على نبيه فهو يعنى به ما قد قضى في القرآن مثل قوله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا " عنى بذلك غيره.

363 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أمير المؤمنين عليه السلام مجيبا لبعض الزنادقة وقد قال: ثم خاطبه في أضعاف ما اثنى عليه في الكتاب من الازراء(1) وانخفاض محله وغير ذلك تهجينه وتأنيبه ما لم يخاطب به أحدا من الانبياء، مثل قوله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا " والذى بدأ في من الازراء على النبى صلى الله عليه واله من قربه الملحدين.

364 - في تفسير العياشى عن أبى يعقوب عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا " قال: لما كان يوم الفتح اخرج رسول الله صلى الله عليه واله اصناما من المسجد وكان منها صنم على المروة، وطلبت اليه قريش ان يتركه، وكان مستحيا فهم بتركه، ثم امر بكسره فنزلت هذه الآية.

365 - عن ابن ابيعمير عمن حدثه عن ابيعبد الله عليه السلام قال: ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله: " ولولا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا " عنى بذلك غيره.

366 - عن عبدالله بن عثمان البجلى عن رجل ان النبى صلى الله عليه واله اجتمعا عنده وابنتيهما فتكلموا في على وكان من النبى صلى الله عليه واله أن يلين لهما في بعض القول، فأنزل الله:

___________________________________

(1) ازرأه: عابه ووضع من حقه.

[199]

" لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا اذا لاذقناك ضعف الحيوة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا " ثم لا تجد لك مثل على وليا.

367 - في مجمع البيان " ثم لا تجد لك علينا نصيرا " قيل: لما نزلت هذه الآية قال النبى صلى الله عليه واله: اللهم لا تكلنى إلى نفسى طرفة عين أبدا عن قتادة.

368 - في تفسير العياشى عن بعض أصحابنا عن أحدهما (ع) قال: ان الله قضى الاختلاف على خلقه وكان امرا قد قضاه في حكمه كما قضى على الامم من قبلكم، و هى السنن والامثال تجرى على الناس فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه واله: سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا " فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا انى معكم من المنتظرين " وقال: لا تبديل لقول الله وقد قضى الله على موسى وهو مع قومه يريهم الآيات والعبر(1) ثم مروا على قوم يعبدون اصناما " قالوا يا موسى اجعل لنا الها كما لهم آلهة قال انكم قوم تجهلون " فاستخلف موسى هارون فنصبوا عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا الهكم واله موسى وتركوا هارون، فقال: " يا قوم انما فتنتم به وان ربكم الرحمن فاتبعونى واطيعوا امرى، قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع الينا موسى " فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم.

وقال: ان نبى الله صلى الله عليه واله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر على عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه وقال: انه منى بمنزلة هارون من موسى غير انه لا نبى بعدى، وكان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه واله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخل على كال حال، وكان أول الناس ايمانا به، فلما قبض نبى الله صلى الله عليه واله كان الذى كان لما قضى من الاختلاف، وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله صلى الله عليه واله بعد، فلما راى ذلك على عليه السلام وراى الناس قد بايعوا أبا بكر، خشى ان يفتتن الناس، ففرغ إلى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف، فأرسل أبوبكر اليه ان تعال فبايع، فقال على: لا أخرج حتى أجمع القرآن، فأرسل اليه مرة

___________________________________

(1) وفى المصدر " والنذر " مكان " والعبر ".

[200]

اخرى فقال: لا أخرج حتى افرغ، فأرسل اليه الثالثة ابن عم له يقال له قنفذ فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله تحول بينه وبين على عليه السلام فضربها فانطلق قبله وليس معه على عليه السلام فخشى ان يجمع على الناس، فأمر بحطب فجعل حوالى بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على على بيته وعلى فاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما راى ذلك خرج فبايع كارها غير طائع.

369 - عن ابى العباس عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: " سنة من قد ارسلنا قبلك من رسلنا " قال: هى سنة محمد، ومن كان قبله من الرسل وهى الاسلام.

370 - في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد بن عيسى عن حماد عن حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عما فرض الله من الصلوة، فقال: خمس صلوات في الليل والنهار، فقلت: هل سماهن الله وبينهن في كتابه؟ فقال: نعم، قال الله عزوجل لنبيه صلى الله عليه واله: اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ودلوكها زوالها، ففى ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل أربع صلوات سماهن وبينهن ووقتهن، وغسق الليل انتصافه، ثم قال: وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا فهذه الخامسة.

371 - في من لا يحضره الفقيه وروى بكر بن محمد عن ابيعبد الله عليه السلام انه قال: وأول وقت للعشاء الآخرة ذهاب الحمرة، وآخر وقتها غسق الليل يعنى نصف الليل.

372 - في الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن يزيد ان خليفة قال: قلت لابيعبد الله عليه السلام: ان عمر بن حنظلة أتانا عنك بوقت، فقال أبوعبدالله: اذا لا يكذب علينا، قلت: ذكر انك قلت: اول صلوة افترضها الله على نبيه صلى الله عليه واله الظهر، وهو قول الله عزوجل: " اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل و قرآن الفجر " فاذا زالت الشمس لم يمنعك الا سبحتك ثم لا تزال في وقت إلى أن يصير الظل قامة وهو آخر الوقت، فاذا صار الظل قامة دخل وقت العصر فلم تزل في وقت حتى يصير الظل قامتين، وذلك المساء، فقال: صدق.

[201]

373 - على بن محمد عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن عبد - الرحمان بن سالم عن اسحق بن عمار قال: قلت لابيعبد الله عليه السلام: أخبرنى بأفضل المواقيت في صلوة الفجر، فقال: مع طلوع الفجر ان الله يقول: " وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا " يعنى صلوة الفجر تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار، فاذا صلى العبد الصبح مع طلوع الفجر اثبتت له مرتين، أثبتها ملائكة الليل و ملائكة النهار.

374 - على بن محمد عن بعض أصحابنا عن على بن الحكم عن ربيع بن محمد المسلى عن عبدالله بن سليمان العامرى عن أبيجعفر عليه السلام قال: لما عرج رسول الله صلى الله عليه واله نزل بالصلوة عشر ركعات ركعتين ركعتين فلما ولد الحسن والحسين زاد رسول الله صلى الله عليه واله سبع ركعات شكرا لله، فأجاز الله له ذلك، وترك الفجر لم يزد فيها، لانه يحضرها ملائكة الليل وملائكة النهار.

375 - في من لا يحضره الفقيه سئل الصادق عليه السلام: لم صارت المغرب ثلث ركعات وأربعا بعدها ليس فيها تقصير في حضر ولا سفر؟ فقال: ان الله تبارك و تعالى أنزل على نبيه صلى الله عليه واله كل صلوة ركعتين، فأضاف اليها رسول الله صلى الله عليه واله: لكل صلوة ركعتين في الحضر، وقصر فيه في السفر، الا المغرب والغداة، فلما صلى عليه السلام المغرب بلغه ولد فاطمة عليه السلام فأضاف اليها ركعة شكرا لله عزوجل، فلما ان ولد الحسن عليه السلام أضاف اليها ركعتين شكرا لله عزوجل، فلما أن ولد الحسين عليه السلام أضاف اليها ركعتين شكرا لله عزوجل، فقال: " للذكر مثل حظ الانثيين " فتركها على حالها في السفر والحضر.

376 - في العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبيجعفر و أبيعبد الله عليهما السلام عن قوله: " اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " قال: جمعت الصلوات كلهن ودلوك الشمس زوالها، وغسق الليل انتصافه، وقال: انه ينادى مناد من السماء كل ليلة اذا انتصف الليل: من رقد عن صلوة العشاء إلى هذه الساعة فلا نامت

[202]

عيناه، " وقرآن الفجر " قال: صلوة الصبح، واما قوله: " كان مشهودا " قال، تحضره ملائكة الليل والنهار.

377 - وعن عبيد بن زرارة عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله: " اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر " قال: ان الله افترض أربع صلوات أول وقتها من زوال الشمس إلى انتصاف الليل، منها صلوتان اول وقتها من عند زوال الشمس إلى غروبها، الا ان هذه قبل هذه، ومنها صلوتان اول وقتها من غروب الشمس إلى انتصاف الليل الا ان هذه قبل هذه.

378 - عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام في قول الله: " اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " قال: دلوكها زوالها، غسق الليل إلى نصف الليل، ذلك أربع صلوات وضعهن رسول الله ووقتهن للناس، وقرآن الفجر صلوة الغداة.

379 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى سعيد بن المسيب قال: سألت على ابن الحسين صلوات الله عليه فقلت له: متى فرضت الصلوة على المسلمين على ما هم اليوم عليه؟ قال: فقال: بالمدينة حين ظهرت الدعوة وقوى الاسلام، وكتب الله عزوجل الجهاد، زاد رسول الله صلى الله عليه واله في الصلوة سبع ركعات، في الظهر ركعتين، وفى العصر ركعتين، وفى المغرب ركعة وفى العشاء الآخرة ركعتين، وأقر الفجر على ما فرضت بمكة، لتعجيل عروج ملائكة الليل إلى السماء، ولتعجيل ملائكة النهار إلى الارض، فكانت ملائكة النهار وملائكة الليل يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه واله صلوة الفجر، فلذلك قال عزوجل: " وقرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا " يشهده المسلمون، ويشهده ملائكة النهار، وملائكة الليل.

380 - وباسناده إلى أبى هاشم الخادم عن أبى الحسن الماضى عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وما بين غروب الشمس إلى سقوط الشفق غسق.

381 - وباسناده إلى الحسن بن عبدالله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبيطالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه واله فسأله أعلمهم عن مسائل

[203]

فكان فيما سأله ان قال: أخبرنى عن الله عزوجل لاى شئ فرض هذه الخمس صلوات في خمس مواقيت على امتك في ساعات الليل والنهار؟ فقال النبى صلى الله عليه واله: ان الشمس عند الزوال لها حلقة تدخل فيها، فاذا دخلت فيها زالت الشمس فيسبح كل شئ دون العرش بحمد ربى جل جلاله، وهى الساعة التى يصلى على فيها ربى، ففرض الله عزوجل على وعلى امتى فيها الصلوة، وقال: " اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل " وهى الساعة التى يؤتى فيها بجهنم يوم القيمة، فما من مؤمن يوافق تلك الساعة أن يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله عزوجل جسده على النار، واما صلوة العصر فهى الساعة التى أكل آدم عليه السلام فيها من الشجرة، فأخرجه الله عزوجل من الجنة فأمر الله عزوجل ذريته بهذه الصلوة إلى يوم القيمة، واختارها لامتى، فهى من أحب الصلوات إلى الله عزوجل، وأوصانى أن أحفظها من بين الصلوات، واما صلوة المغرب فهى الساعة التى تاب الله على آدم عليه السلام، وكان ما بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه عزوجل ثلثمأة سنة من أيام، وفى ايام الآخرة يوم كألف سنة، ما بين العصر إلى العشاء و صلى آدم ثلاث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حوا وركعة لتوبته ففرض الله عزوجل هذه الركعات الثلاث على امتى، وهى الساعة التى يستجاب فيها الدعاء فوعدنى ربى عزوجل أن يستجيب لمن دعاه فيها، وهى الصلوة التى أمرنى ربى بها في قوله عزوجل " فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون " واما صلوة العشاء الآخرة فان للقبر ظلمة وليوم القيامة ظلمة، أمرنى ربى عزوجل وامتى بهذه الصلوة لتنور القبر، وليعطينى وامتى النور على الصراط، وما من قدم مشت إلى صلوة العتمة الا حرم الله عزوجل جسده على النار، وهى الصلوة التى اختارها الله عزوجل قبلى للمرسلين، واما صلوة الفجر فان الشمس اذا طلعت تطلع على قرن شيطان، فأمرنى ربى عزوجل أن أصلى قبل طلوع الشمس صلوة الغداة، وقبل ان يسجد لها الكافر لتسجد امتى لله عزوجل وسرعتها أحب إلى الله عزوجل، وهى الصلوة التى يشهدها ملائكة الليل و ملائكة النهار.

[204]

وفى من لا يحضره الفقيه مثل هذه العلل سواء.

382 - في تهذيب الاحكام محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن بن على بن عبدالله عن ابن فضال عن مروان عن عمار الساباطى قال: كنا جلوسا عند أبيعبد الله عليه السلام بمنى، فقال له رجل: ما تقول في النوافل؟ فقال: فريضة، قال: ففزعنا وفزع الرجل فقال أبوعبدالله عليه السلام: انما أعنى صلوة الليل على رسول الله صلى الله عليه واله، ان الله عزوجل يقول: ومن الليل فتهجد به نافلة لك.

383 - في كتاب الخصال فيما أوصى به النبى صلى الله عليه واله عليا عليه السلام: يا على ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الاخوان والافطار من الصيام، والتهجد في آخر الليل.

384 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن النعمان عن بعض رجاله قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين انى قد حرمت الصلوة بالليل قال: فقال أمير المؤمنين: انت رجل قد قيدتك ذنوبك.

385 - وباسناده إلى الحسين بن الحسن الكندى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلوة الليل، فاذا حرم صلوة الليل حرم بها الرزق.

386 - وباسناده إلى آدم بن اسحق عن بعض أصحابه عن أبيعبد الله عليه السلام قال: عليكم بصلوة الليل فانها سنة نبيكم، ودأب الصالحين قبلكم، ومطردة الداء عن اجسادكم.

387 - وقال أبوعبدالله عليه السلام: صلوة الليل تبيض الوجوه، وصلوة الليل تطيب الليل وصلوة الليل تجلب الرزق.

388 - وباسناده إلى اسمعيل بن موسى عن جعفر عن أخيه على بن موسى الرضا عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: سئل على بن الحسين عليهما السلام: ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجها؟ قال: لانهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره.

[205]

389 - في من لا يحضره الفقيه وروى جابر بن اسمعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام ان رجلا سأل على بن ابى طالب من قيام الليل بالقرآن، فقال له: ابشر من صلى من الليل عشر ليلة لله مخلصا ابتغاء ثواب الله قال الله عزوجل لملائكته: اكتبوا لعبدى هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبة وورقة وشجرة، وعدد كل قصبة وخوص ومرعى، ومن صلى تسع ليلة أعطاه الله عشر دعوات مستجابات، وأعطاه كتابه بيمينه ومن صلى ثمن ليلة اعطاه الله أجر شهيد صابر صادق النية، وشفع في أهل بيته ومن صلى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث ووجهه كالقمر ليلة البدر، حتى يمر على الصراط مع الامنين ومن صلى سدس ليلة كتب في الاوابين، وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليلة زاحم ابراهيم خليل الرحمن في قبته، ومن صلى ربع ليلة كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح العاصف، ويدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى ثلث ليلة لم يبق ملك الا غبطه بمنزلته من الله عزوجل، وقيل له: ادخل من أى ابواب الجنان الثمانية شئت، و من صلى نصف ليلة فلو أعطى ملاء الارض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاؤه وكان له بذلك عند الله عزوجل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد اسمعيل، ومن صلى ثلثى ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج(1) أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات ومن صلى ليلة تامة تاليا لكتاب الله عزوجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطى من الثواب ما أدناه يخرج من الذنوب كما ولدته امه، ويكتب له عدد ما خلق الله عزوجل من الحسنات، ومثلها درجات، ويثبت النور في قبره، وينزع الاثم والحسد من قلبه، و يجار من عذاب النار ويعطى برائة من النار، ويبعث من الامنين، ويقول الرب تبارك و تعالى لملائكته: يا ملائكتى انظروا إلى عبدى أحيى ليلة ابتغاء مرضاتى، اسكنوه الفردوس، وله فيها ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشهتى الانفس وتلذ الاعين، و لم يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة.

390 - في كتاب التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام وقد

___________________________________

(1) اى المتلاطم.

[206]

ذكر أهل المحشر: ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد صلى الله عليه واله وهو المقام المحمود، فيثنى على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله، ثم يثنى على كل مؤمن ومؤمنة يبدأ بالصديقين والشهداء، ثم بالصالحين فتحمده أهل السموات و أهل الارض، فلذلك قوله عزوجل: عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا فطوبى لمن كان في ذلك اليوم له حظ ونصيب، وويل لمن لم يكن له في ذلك اليوم حظ ولا نصيب.

391 - في الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبى عمير ومحمد بن اسمعيل عن الفضل بن شاذان عن صفوان وابن أبى عمير عن معوية بن عمار عن ابى - عبدالله عليه السلام قال: اذا دخلت المدينة إلى أن قال: ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الاولون والاخرون.

392 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الحسن بن محبوب عن زرعة عن سماعة عن أبيعبد الله عليه السلام قال: سألته عن شفاعة النبى صلى الله عليه واله يوم القيمة؟ فقال: يلجم الناس يوم القيمة العرق، فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا فيأتون آدم فيقولون: اشفع لنا عند ربك، فيقول: ان لى ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه، ويردهم كل نبى إلى من يليه حتى ينتهوا إلى عيسى، فيقول: عليكم بمحمد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء، فيعرضون أنفسهم عليه، ويسألونه فيقول: انطلقوا، فينطلق بهم إلى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمن ويخر ساجدا، فيمكث ما شاء الله فيقول: ارفع رأسك واشفع تشفع، وسل تعط، وذلك قوله تعالى: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".

393 - وحدثنى أبى عن محمد بن أبى عمير عن معاوية وهشام عن أبيعبد الله عليه السلام قال " قال رسول الله صلى الله عليه واله: لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في ابى وامى وعمى وأخ كان لى في الجاهلية.

394 - حدثنى ابى عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبيجعفر عليه السلام ان صفية بنت عبدالمطلب مات ابن لها فأقبلت فقال لها عمر: غطى قرطك(1) فان قرابتك من

___________________________________

(1) القرط - بالضم -: ما يعلق في شحمه الاذن من درة ونحوها.

[207]

رسول الله لا ينفعك شيئا، فقالت له: هل رأيت لى قرطا يا بن اللخناء، ثم دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله فأخبرته وبكت، فخرج رسول الله صلى الله عليه واله فنادى: الصلوة جامعة فاجتمع الناس فقال: ما بال أقوام يزعمون ان قرابتى لا تنفع؟ ! لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في خارجكم لا يسألنى اليوم أحد من أبوه الا اخبرته، فقال اليه رجل فقال: من أبى يا رسول الله؟ فقال: أبوك غير الذى تدعى له، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ما بال الذى يزعم ان قرابتى لا تنفع لا يسألنى عن ابيه؟ فقام اليه عمر فقال: أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسوله، اعف عنى عفا الله عنك، فأنزل الله: " يا ايها الذين آمنوا لا تسألوا عن اشياء ان تبد لكم " الاية.

395 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) روى عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على قال: قال على عليه السلام: قد ذكر مناقب الرسول صلى الله عليه واله و وعده المقام المحمود، فاذا كان يوم القيمة أقعده الله تعالى على العرش الحديث.

396 - في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: سمعت النبى صلى الله عليه واله يقول: اذا حشر الناس يوم القيمة نادى مناد: يارسول الله ان الله جل اسمه قدامنك من مجاراة(1) محبيك ومحبى أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك، فكافهم بما شئت، فأقول: يا رب الجنة فانادى بوئهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الذى وعدت به.

397 - وباسناده إلى أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه واله مقبلا على على بن ابيطالب صلوات الله عليه وهو يتلو هذه الاية: " فتهجد به نافلة لك عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا " فقال: يا على ان ربى عزوجل ملكنى بالشفاعة في أهل التوحيد من امتى، وحظر ذلك عمن ناصبك أو ناصب ولدك من بعدك.

398 - في روضة الواعظين للمفيد (ره) قال رسول الله صلى الله عليه واله: اذا قمت

___________________________________

(1) جاراه في الحديث مجاراة: اى جرى وخاض معه في الكلام، وفى البحار " مجازاة " بالزاء المعجمة.

[208]

المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من امتى فيشفعنى الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن اذى ذريتى.

399 - وفيها ايضا قال الله تعالى: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " قال رسول الله صلى الله عليه واله: المقام الذى اشفع فيه لامتى.

400 - في تفسير العياشى عن خثيمة الجعفى قال: كنت عند جعفر بن محمد عليهما السلام أنا ومفضل بن عمر ليلة ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضل الجعفى: جعلت فداك حدثنا حديثا نسر به، قال: نعم اذا كان يوم القيمة حشر الله الخلايق في صعيد واحد حفاة عراة غرلا(1) قال: فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خلقوا أول مرة، فيقفون حتى يلجمهم العرق(2) فيقولون: ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار، يرون أن في النار راحة مما هم فيه، ثم يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا وأنت نبى فسل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، فيقول: لست بصاحبكم خلقنى ربى بيده، وحملنى على عرشه، وأسجد لى ملائكته، ثم أمرنى فعصيته، ولكنى أدلكم على ابنى الصديق الذى مكث في قومه ألف سنة الا خمسين عاما يدعوهم كلما كذبوا اشتد تصديقه: نوح.

قال: فيأتون نوحا فيقولون: سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار، قال: فيقول: لست بصاحبكم انى قلت: " ان ابنى من أهلى " ولكنى أدلكم إلى من اتخذه الله خليلا في دار الدنيا ايتوا ابراهيم، قال،: فيأتون ابراهيم فيقول: لست بصاحبكم انى قلت " انى سقيم " ولكنى ادلكم على من كلم الله تكليما: موسى، قال: فيأتون موسى، فيقولون له، فيقول: لست بصاحبكم " انى قتلت نفسا " ولكنى أدلكم على من كان يخلق باذن الله ويبرئ الاكمه والابرص باذن الله: عيسى، فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم ولكنى أدلكم على من بشرتكم به في دار الدنيا: أحمد.

___________________________________

(1) قال الطريحى (ره): في الحديث يجمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد.

قيل: هى أرض مستوية، والغرل - بضم الغين -: من لم يختن.

(2) قال الجزرى: فيه: يبلغ العرق منهم ما يلجمهم اى يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام يعنى في المحشر.

[209]

ثم قال أبوعبدالله عليه السلام: ما من نبى، آدم إلى محمد صلوات الله عليهم الا وهم تحت لواء محمد، قال: فيأتونه ثم قال: فيقولون: يا محمد سل ربك يحكم بيننا ولو إلى النار قال: فيقول نعم أنا صاحبكم، فيأتى دار الرحمن وهى عدن وان بابها سعته بعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرك حلقة من الحلق، فيقال: من هذا؟ وهو أعلم به.

فيقول: انا محمد، فيقال: افتحوا له، قال: فيفتح لى قال فاذا نظرت إلى ربى(1) مجدته تمجيدا لم يمجده أحد كان قبلى ولا يمجده احد كان بعدى، ثم أخر ساجدا فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل نسمع قولك(2) واشفع تشفع وسل تعط، قال: فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك، واشفع تشفع وسل توجه، فاذا رفعت رأسى ونظرت إلى ربى مجدته تمجيدا أفضل من الاول والثانى، ثم أخر ساجدا فيقول: ارفع رأسك وقل نسمع قولك و اشفع تشفع، وسل توجه، فاذا رفعت راسى ونظرت إلى ربى أقول: رب احكم بين عبادك ولو إلى النار فيقول: نعم يا محمد، قال: ثم يؤتى بناقة من ياقوت أحمر و زمامها زبرجد أخضر حتى أركبها، ثم آتى المقام المحمود حتى أقضى عليه، وهو تل من مسك أذفر محاذ بحيال العرش، ثم يدعى ابراهيم فيحمل على مثلها فيجئ حتى يقف عن يمين رسول الله صلى الله عليه واله، ثم يرفع رسول الله صلى الله عليه واله يده يضرب على كتف على بن أبى طالب، قال: ثم يؤتى والله بمثلها فيحمل عليها، فيجئ حتى يقف بينى وبين أبيك ابراهيم، ثم يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلايق أليس العدل من ربكم أن يولى كل قوم ما كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى واى شئ عدل غيره، فيقوم الشيطان الذى أضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عيسى هو الله وابن الله فيتبعونه إلى النار ويقوم الشيطان الذى اضل فرقة من الناس حتى زعموا ان عزيرا ابن الله حتى يتبعونه إلى النار ويقوم كل شيطان اضل فرقة فيتبعونه إلى النار حتى تبقى هذه الامة

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): اى إلى عرشه، او إلى كرامته، او إلى نور من انوار عظمته.

(2) وفى المصدر " يسمع " بالياء بدل " نسمع ".

[210]

ثم يخرج مناد من عند الله فيقول: يا معشر الخلايق اليس العدل من ربكم ان يولى كل فريق من كانوا يتولون في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى، فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم على فيتبعه من كان يتولاه ثم يقوم يزيد بن معوية فيتبعه من كان يتولاه، ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولاه ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم مروان بن الحكم وعبدالملك فيتبعهما من كان يتولاهما، ثم يقوم على بن الحسين فيتبعه من كان يتولاه: ثم يقوم الوليد بن عبدالملك ويقوم محمد بن على فيتبعهما من كان يتولاهما ثم أقوم أنا فيتبعنى من كان يتولانى، وكأنى بكما معى، ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش ربنا(1) ويؤتى بالكتب فتوضع فنشهد على عدونا، ونشفع لمن كان من شعيتنا مرهقا، قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق؟ قال: المذنب، فاما الذين اتقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله فمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون، قال: ثم جائته جارية له فقالت: ان فلان القرشى بالباب، فقال: ائذنوا له، ثم قال لنا: اسكتوا.

401 - عن عيص بن القاسم عن أبيعبد الله ان اناسا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشى، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذى جعله الله للعاملين علها فنحن أولى بها، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا بنى عبدالمطلب ان الصدقة لا تحل ولى ولا لكم، ولكنى وعدت بالشفاعة، ثم قال: والله أشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبدالمطلب اذا اخذت بحلقة الباب أترونى مؤثرا عليكم غيركم؟.

ثم قال: ان الجن والانس يجلسون يوم القيمة في صعيد واحد، فاذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة فيقول: ههيات قد رفعت حاجتى(2) فيقولون إلى من؟ فيقال: إلى ابراهيم فيأتون إلى ابراهيم فيسئلونه

___________________________________

(1) قال المجلسى (ره): كناية عن ظهور الحكم والامر من عند العرش وخلق الكلام هناك.

(2) وقال (ره): قد رفعت حاجتى اى إلى غيرى والحاصل انى ايضا استشفع من غيرى فلا استطيع شفاعتكم، ويمكن أن يقرأ على بناء المفعول كناية عن رفع الرجاء اى رفع عنى طلب الحاجة لما صدر منى من ترك الاولى.

[211]

الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى، فيقولون إلى من؟ فيقال: ايتوا موسى فياتونه فيسئلونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: إلى من؟ فيقال: ايتوا عيسى، فيأتونه ويسئلونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتى فيقولون: إلى من؟ فيقال ايتوا محمدا، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلا حتى يأتى باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه فيقال: من هذا؟ فيقول: احمد، فيرحبون(1) ويفتحون الباب، فاذا نظر إلى الجنة خر ساجدا يمجد ربه ويعظمه، فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط، و اشفع تشفع، فيرفع رأسه فيدخل من باب الجنة، فيخر ساجدا ويمجد ربه ويعظمه فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعط وأشفع تشفع فيقوم فما يسأل شيئا الا أعطاه اياه.

402 - عن بعض أصحابنا عن أحدهما عليهما السلام قال: في قوله: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " قال: هى الشفاعة.

403 - عن سماعة بن مهران عن أبى ابراهيم في قول الله: " عيسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا " قال: يقوم الناس يوم القيمة مقدار أربعين عاما وتؤمر الشمس فتركب على رؤس العباد، ويلجمهم العرق، وتؤمر الارض لا تقبل من عرقهم شيئا فيأتون آدم فيشفعون به فيدلهم على نوح، ويدلهم نوح على ابراهيم، ويدلهم ابراهيم على موسى، و يدلهم موسى إلى عيسى، ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمد صلى الله عليه واله خاتم النبيين فيقول محمد: أنا لها(2) فينطلق حتى يأتى باب الجنة فيدق، فيقال: من هذا - والله أعلم - فيقول: محمد، فيقال: افتحوا له، فاذا فتح الباب استقبل ربه فخر ساجدا، فلا يرفع رأسه حتى يقال له: تكلم واسئل تعط واشفع تشفع، فيرفع رأسه فيستقبل ربه فيخر ساجدا فيقال له مثلها، فيرفع رأسه حتى انه ليشفع من قد احرق بالنار، فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الامم أوجه من محمد صلى الله عليه واله، وهو قول الله: " عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ".

___________________________________

(1) وفى تفسير البرهان " فيجيئون ".

(2) وفى بعض النسخ " ايها لها ".

[212]

404 - في اصول الكافى عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن اسمعيل ابن مهران عن سيف بن عميرة عن أبيصير قال قلت لابيعبد الله عليه السلام: هل للشكر حد اذا فعله العبد كان شاكرا؟ قال: نعم، قلت: ما هو؟ قال: يحمد الله على كل نعمة عليه في أهل ومال، وان كان فيما أنعم عليه في ماله حق اداه، ومنه قوله: رب ادخلنى مدخل صدق واخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

405 - في تفسير على بن ابراهيم " وقل رب ادخلنى مدخل صدق و اخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا " فانها نزلت يوم فتح مكة، لما أراد رسول الله صلى الله عليه واله دخولها أنزل الله: " قل يا محمد ادخلنى مدخل صدق " الآية.

406 - في محاسن البرقى عنه عن ابى عبدالله عن حماد عن حريز عن ابراهيم بن نعيم عن ابى عبدالله عليه السلام قال: اذا دخلت مدخلا تخافه فاقرأ هذه الاية " رب ادخلنى مدخل صدق واخرجنى مخرج صدق واجعل لى من لدنك سلطانا نصيرا " فاذا عاينت الذى تخافه قاقرأ آية الكرسى.

407 - في روضة الكافى على بن محمد عن على بن العباس عن الحسن بن عبد - الرحمن عن عاصم بن حميد عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: وقل جاء الحق وزهق الباطل قال: اذا قام القائم ذهبت دولة الباطل.

408 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) باسناده إلى محمد بن على الباقر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه خطبة الرسول صلى الله عليه واله يوم الغدير وفيها: معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، والا تستنكفوا من ولايته، فهو الذى يهدى إلى الحق و يعمل له، ويزهق الباطل وينهى عنه.

409 - في مجمع البيان قال ابن مسعود: دخل رسول الله صلى الله عليه واله مكة و حول البيت ثلثمأة وستون صنما، فجعل يطعنها بعود في يده، ويقول: " جاء الحق و

[213]

زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ".

410 - في الخرايج والجرايح عن حكيمة خبر طويل وفيه لما ولد القائم عليه السلام كان نظيفا مفروغا منه، وعلى ذراعه الايمن مكتوب: " جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا ".

411 - في امالى شيخ الطايفة قدس سره باسناده إلى سليمان بن خالد قال: حدثنا على بن موسى عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه واله يوم فتح مكة والاصنام حول الكعبة، وكانت ثلثمأة وستين صنما، فجعل يطعنها بمخصرة(1) في يده ويقول: " جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا وما يبدئ الباطل وما يعيد " فجعلت تنكب لوجهها.

412 - في تفسير العياشى - عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: وانما الشفاء في علم القرآن لقوله وننزل من القرآن ما هو شفاء للناس ورحمة لاهله لا شك فيه ولا مرية، وأهله ائمة الهدى الذين قال الله: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ".

413 - عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انما الشفاء في علم القرآن لقوله: ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين لاهله لا شك فيه ولا مرية إلى آخر ما سبق.

414 - عن محمد بن أبى حمزة رفعه إلى أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل على محمد صلى الله عليه واله ولا يزيد الظالمين آل محمد حقهم الا خسارا.

415 - في كتاب طب الائمة قال أبوعبدالله عليه السلام: ما اشتكى أحد من المؤمنين شكاية قط وقال باخلاص نية - ومسح موضع العلة -: " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا " الا عوفى من تلك العلة أية علة كانت ومصداق ذلك في الآية حيث يقول: " شفاء ورحمة للمؤمنين ".

416 - وباسناده إلى عبدالله بن سنان عن أى عبدالله عليه السلام قال: يا ابن سنان لا باس

___________________________________

(1) المخصرة: ما يتوكأ عليه كالعصا.

 

[214]

بالرقية والعوذة والنشرة اذا كانت من القرآن ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله وهل شئ ابلغ في هذه الاشياء من القرآن أليس الله يقول: " وننزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين ".

417 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن ابيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن سفيان بن عيينة عن أبى عبدالله عليه السلام قال النية أفضل من العمل، ألا وان النية هى العمل، ثم تلا قوله عزوجل: قل كل يعمل على شاكلته يعنى على نيته، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

418 - على بن ابراهيم عن أبيه عن القاسم بن محمد عن المنقرى عن أحمد بن يونس عن أبى هاشم قال: قال أبوعبدالله عليه السلام، انما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وانما خلد أهل الجنة في الجنة لان نياتهم كانت في الدنيا ان لو بقوا فيها ان يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى: " قل كل يعمل على شاكلته ".

419 - في من لا يحضره الفقيه وقال صالح بن الحكم: سئل الصادق عليه السلام عن الصلوة في البيع والكنايس(1)؟ فقال: صل فيها قلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها؟ قال: نعم أما تقرأ القرآن: " قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا " صل على القبلة ودعهم.

420 - في تهذيب الاحكام الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد الناب عن حكم ابن الحكم قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: وسئل عن الصلوة في البيع والكنائس؟ فقال: صل فيها قد رأيتها ما انظفها، قلت: اصلى فيها وان كانوا يصلون فيها؟ فقال: نعم اما تقرء القرآن: " قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا " صل القبلة وغر بهم.

421 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " قل كل يعمل على شاكلته "

___________________________________

(1) البيع جمع البيعة: معبد النصارى.

والكنائس جمع الكنيسة: متعبد اليهود.

[215]

اى على نيته " فربكم أعلم بمن هو اهدى سبيلا " فانه حدثنى أبى عن جعفر بن ابراهيم عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: اذا كان يوم القيمة اوقف المؤمن بين يديه، فيكون هو الذى يتولى حسناته فيعرض عليه عمله، فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه، وترتعد فرائصه(1) وتفزع نفسه، ثم يرى حسناته فتقر عينه و تسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه، ثم يقول الله عزوجل للملائكة: هلموا بالحصف التى فيها الاعمال التى لم يعملوها، قال: فيقرئها فيقولون: وعزتك انا لنعلم انا لم نعمل منها شيئا، فيقول: صدقتم نويتموها فكتبناها لكم، ثم يثابون عليها.

422 - واما قوله: ويسئلونك عن الروح قل الروح من امر ربى فانه حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: هو ملك اعظم من جبرئيل وميكائيل، وكان من رسول الله صلى الله عليه واله وهو مع الائمة عليهم السلام، وفى خبر آخر هو من الملكوت.

423 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبى بصير قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله صلى الله عليه واله، وهو مع الائمة وهو من الملكوت.

424 - على عن أبيه عن ابن أبى عمير عن ابى ايوب الخزاز عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: " يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " قال: خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع احد، ممن مضى غير محمد صلى الله عليه واله، وهو مع الائمة يسددهم، وليس كلما طلب وجد.

425 - في تفسير العياشى عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: " يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " قال: خلق من خلق الله، وانه يزيد

___________________________________

(1) الفريصة: لحمة بين الثدى والكتف ترعد عند الفزع.

[216]

في الخلق ما يشاء.

426 - حمران عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله: " يسئلونك عن الروح " قالا: ان الله تبارك وتعالى أحد صمد، والصمد الشئ الذى ليس له جوف، فانما الروح خلق من خلقه بصر وقوة وتأييد يجعله في قلوب المؤمنين والرسل.

427 - وفى رواية أبى ايوب الخزاز قال: اعظم من جبرئيل وليس كما ظننت.

428 - عن ابى بصير عن أحدهما قال: سألته عن قوله: " ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " ما الروح؟ قال: التى في الدواب والناس، قلت وما هى؟ قال: هى من الملكوت من القدرة.

429 - في كتاب التوحيد باسناده إلى عبدالحميد الطائى عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا حعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " ونفخت فيه من روحى " كيف هذا النفخ؟ فقال: ان الروح متحرك كالريح، وانما سمى روحا لانه اشتق اسمه من الريح، وانما اخرجت على لفظ الروح لان الروح مجانس للريح، وانما اضافه إلى نفسه لانه اصطفاها على ساير الارواح، كما اصطفى بيتا من البيوت، فقال: " بيتى " وقال لرسول الله من الرسل " خليلى " وأشباه ذلك، وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.

وفى الكافى مثله سواء.

430 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى مسعدة بن زياد قال: حدثنى جعفر بن محمد عن أبيه ان روح آدم لما أمرت أن تدخل فكرهته، فأمرها أن تدخل كرها وتخرج كرها.

431 - في كتاب علل الشرايع - أخبرنى على بن حاتم قال: أخبرنا القاسم ابن محمد قال: حدثنا حمدان بن الحسين عن الحسن بن الوليد عن عمران الحجاج عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت: لاى علة اذا خرج الروح من الجسد وجد له مسا وحيث ركبت لم يعلم به؟ قال: لانه نما عليه البدن.

432 - في نهج البلاغة قال: وخرجت الروح من جسده فصار جيفة

[217]

بين أهله.

433 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل وفيه قال السائل: أخبرنى عن السراج اذا انطفى أين يذهب نوره؟ قال: يذهب فلا يعود، قال: فما انكرت أن يكون الانسان مثل ذلك اذا مات وفارق الروح البدن لم يرجع اليه أبدا، كما لا يرجع ضوء السراج اليه أبدا ذا انطفى، قال: لم تصب القياس لان النار في الاجسام كامنة، والاجساد قائمة باعيانها كالحجر و الحديد، فاذا ضرب أحدهما بالاخر سطعت من بينهما نار مقتبس منها له ضوء، فالنار ثابتة في أجسامها، والضوء ذاهب، والروح جسم رقيق قد البس قالبا كثيفا وليس بمنزلة السراج الذى ذكرت، ان الذى خلق في الرحم جنينا من ماء صاف، وركب فيه ضروبا مختلفة من عروق وعصب واسنان وشعر وعظام وغير ذلك، هو يحييه بعد موته ويعيده بعد فنائه، قال: فأين الروح؟ قال: في بطن الارض حيث مصرع البدن إلى وقت البعث، قال: فمن صلب أين روحه؟ قال: في كف الملك الذى قبضها حتى يودعها الارض، قال: فأخبرنى عن الروح أغير الدم؟ قال: نعم الروح على ما وصفت لك مادته من الدم، ومن الدم رطوبة الجسم وصفاء اللون وحسن الصوت وكثرة الضحك، فاذا جمد الدم فارق الروح البدن، قال: فهل توصف بخفة وثقل ووزن؟ قال: الروح بمنزلة الريح في الزق، اذا نفخت فيه امتلاء الزق منها، فلا يزيد في وزن الزق ولوجها فيه، ولا ينقصها خروجها منه كذلك الروح ليس لها ثقل ولا وزن.

434 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة ابى ومحمد بن الحسن رضى الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميرى ومحمد بن يحيى العطار وأحمد بن ادريس جميعا قالوا: حدثنا أحمد بن ابى عبدالله البرقى قال: حدثنا أبوهاشم داود بن القاسم الجعفرى عن محمد بن على الثانى عليه السلام قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم ومعه الحسن بن على وسلمان الفارسى وأمير المؤمنين عليه السلام متك على يد سلمان (ره) فدخل المسجد الحرام،

[218]

فجلس اذا أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلم على أمير المؤمنين فرد عليه السلام فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين اسئلك عن ثلاث مسائل ان أخبرتنى بهن علمت ان القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم، انهم ليسوا بمأمونين في دنياهم، ولا في آخرتهم وان تكن الاخرى علمت انك وهم شرع سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلنى عما بدا لك، قال: أخبرنى عن الرجل اذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الولد كيف يشبه الاعمام والاخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى أبى محمد الحسن بن على عليه السلام فقال: يا أبا محمد أجبه، فقال: أما ما سألت عنه من امر الانسان اذا نام أين تذهب روحه فان روحه معلقة بالريح، والريح معلقة في الهوى، إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة، فاذا اذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الروح الريح، وجذبت تلك الريح الهوى، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وان لم يأذن الله عزوجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهوى الريح وجذبت الروح فلم ترد إلى صاحبها الا إلى وقت ما يبعث، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة(1).

435 - في امالى الصدوق (ره) باسناده إلى النوفلى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان المؤمن اذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة إلى السماء فقلت له: و تصعد روح المؤمن إلى السماء؟ قال: نعم، قلت: حتى لايبقى منه شئ في بدنه؟ قال لا، لو خرجت حتى لا يبقى منه شئ اذا لمات، قلت: فكيف تخرج؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوء‌ها وشعاعها في الارض، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتهما ممدودة، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

436 - في مجمع البيان يجوز أن يكون الروح الذى سألوا عنه: جبرئيل عليه السلام

___________________________________

(1) " في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أبى عبدالله عليه السلام حديث طويل و فيه قال السائل: فأخبرنى ما جوهر الريح؟ قال: الريح هواء اذا تحرك سمى ريحا، فاذا سكن سمى هواء وبه قوام الدنيا، ولو كفت الريح ثلاثة ايام لفسد كل شئ على وجه الارض ونتن.

وذلك ان الريح بمنزلة المروحة تذب وتدفع الفساد عن كل شئ وتطيبه، فهى بمنزلة الروح اذا خرج عن البدن نتن وتغيير تبارك الله احسن الخالقين، منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ).

[219]

على قول الحسن، أم ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، لكل وجه سبعون ألف لسان يسبح الله بجميع ذلك، على ما روى عن على عليه السلام.

437 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله: " ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ان الله عزيز حكيم " وذلك ان اليهود سألوا رسول الله صلى الله عليه واله عن الروح، فقال: " الروح من امر ربى وما أوتيتم من العلم الا قليلا " قالوا: نحن خاصة؟ قال: بل الناس عامة، قالوا: فكيف يجتمع هذان يا محمد تزعم انك لم تؤت من العلم الا قليلا، ولقد أوتيت القرآن وأوتينا التورية، وقد قرأت: " ومن يؤت الحكمة " وهى التورية " فقد اوتى خيرا كثيرا " فانزل الله تبارك وتعالى: ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفذت كلمات الله يقول: علم الله اكبر من ذلك وما اوتيتم كثير فيكم قليل عند الله.

438 - في تفسير العياشى عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابى جعفر عليه السلام في قول الله: " وما اوتيتم من العلم الا قليلا " قال: تفسيرها في الباطن انه لم يؤت العلم الا اناس يسير، فقال: " وما أوتيتم من العلم الا قليلا " منكم.

439 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن ابى عبدالله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: ووصف الذين لم يؤتوا من الله فوائد العلم فوصفوا ربهم بادنى الامثال، وشبهوه بالمتشابه منهم فيما جهلوا به فلذلك قال: " وما اوتيتم من العلم الا قليلا " فليس له شبه ولا مثل ولا عدل.

440 - في عيون الاخبار في باب مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزى حديث طويل وفيه قال الرضا عليه السلام: يا جاهل فاذا علم الشئ فقد أراده، قال سليمان: أجل قال: فاذا لم يرده لم يعلمه؟ قال سليمان: أجل، قال: من أين قلت ذاك وما الدليل ان ارادته علمه و قد يعلم ما لا يريده أبدا؟ وذلك قوله: ولئن شئنا لنذهبن بالذى اوحينا اليك فهو يعلم كيف يذهب ولا يذهب به ابدا؟ قال سليمان لانه قد فرغ من الامر فليس يزيد

[220]

فيه شيئا، قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود فكيف قال: " أدعونى استجب لكم "؟ قال سليمان: انما عنى بذلك انه قادر عليه، قال: أفيعد ما لا يفى به؟ فكيف قال: " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال عزوجل: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب " وقد فرغ من الامر؟ فلم يحر جوابا.

وفى كتاب التوحيد مثله سواء.

441 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن الرضا عليه السلام حديث طويل وفى آخره قال الامر إلى أن قال سليمان: ان الارادة هى القدرة، قال الرضا عليه السلام وهو يقدر على ما لا يريد أبدا لابد من ذلك لانه قال تبارك وتعالى: " ولئن شئنا لنذهبن بالذى أوحينا اليك " فلو كانت الارادة هى القدرة كان قد أراد أن يذهب به بقدرته، فانقطع سليمان وترك الكلام عند هذا الانقطاع ثم تفرق القوم.

442 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار بالتوحيد حديث طويل عن على عليه السلام يذكر فيه تفسير حروف المعجم وفى آخره قال عليه السلام: ان الله تعالى نزل هذا القرآن بهذه الحروف التى يتداولها جميع العرب ثم قال: قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.

443 - وباسناده إلى الرضا عليه السلام انه ذكر القرآن يوما فعظم الحجة فيه، والاية المعجزة في نظمه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

444 - في الخرايج والجرايح في أعلام أبى عبدالله عليه السلام ان ابن أبى العوجاء وثلثة نفر من الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة، وعاهدوا على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل، فلما حال الحول واجتمعوا في مقام ابراهيم عليه السلام ايضا قال أحدهم: انى لما رأيت قوله: " يا ارض ابلعى ماء‌ك ويا سماء اقلعى وغيض الماء " كففت عن المعارضة وقال الآخر: وكذا أنا لما وجدت قوله: " فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا " أيست من المعارضة، وكانوا يسترون ذلك، اذ مر عليهم الصادق عليه السلام فالتفت اليهم وقرأ عليهم: " قل لئن اجتمعت الجن والانس على ان يأتوا بمثل هذا

[221]

القرآن لا يأتون بمثله " فبهتوا.

445 - في اصول الكافى أحمد عن عبدالعظيم عن محمد بن الفضيل عن أبيجعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية هكذا: " فابى أكثر الناس بولاية على عليه السلام الا كفورا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

446 - في كتاب الاحتجاج للطبرسى (ره) عن أبى محمد الحسن العسكرى عليه السلام قال: قلت لابى، على بن محمد عليهما السلام: هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يناظر اليهود والمشركين اذا عاتبوه ويحاجهم؟ قال: مرارا كثيرة، ان رسول الله صلى الله عليه واله كان قاعدا ذات يوم بمكة بفضاء الكعبة اذ اجتمع جماعة من رؤساء قريش، منهم الوليد بن المغيرة المخزومى، وابوالبخترى بن هشام وابوجهل بن هشام والعاص بن وائل السهمى، وعبدالله بن امية المخزومى، وكان معهم جمع ممن يليهم كثير، ورسول الله صلى الله عليه واله في نفر من أصحابه يقرء عليهم كتاب الله ويؤدى اليهم عن الله امره ونهيه، فقال المشركون بعضهم لبعض: لقد استفحم أمر محمد(1) وعظم خطبه، فتعالوا نبدأ بتقريعه وتبكيته(2) وتوبيخه والاحتجاج عليه، وابطال ما جاء به ليهون خطبه على أصحابه، ويصغر قدره، فلعله ينزع عما هو فيه من غيه وباطله وتمرده وطغيانه، فان انتهى والا عاملناه بالسيف الباتر(3).

قال أبوجهل: فمن الذى يلى كلامه ومجادلته؟ قال عبدالله بن امية المخزومى: انا إلى ذلك، أنما ترضانى له قرنا حسيبا ومجادلا كفيا؟ قال ابوجهل: بلى، فأتوه بأجمعهم فابتدأ عبدالله بن أمية المخزومى فقال: يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة و قلت مقالا هائلا ! زعمت انك رسول رب العالمين، وما ينبغى لرب العالمين وخالق الخلق أجمعين ان يكون مثلك رسوله بشرا مثلنا يأكل كما نأكل ويمشى في الاسواق كما نمشى، فهذا ملك الروم، وهذا ملك الفرس، لا يبعثان رسولا الا كثير مال

___________________________________

(1) استفحم الامر: تفاقم اى عظم ولم يجر على استواء.

(2) التقريع والتبكيت: التعنيف.

(3) الباتر بمعنى القاطع.

[222]

عظيم حال، له قصور ودور وفساطيط وخيام وعبيد وخدام، ورب العالمين فوق هؤلاء كلهم فهم عبيده ولو كنت نبيا لكان معك ملك يصدقك ونشاهده، بل لو أراد الله أن يبعث الينا نبيا لكان انما يبعث الينا ملكا لا بشرا مثلنا، ما أنت يا محمد الا مسحور ولست بنبى.

فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هل بقى من كلامك شئ؟ قال: بلى لو أراد الله أن يبعث الينا رسولا لبعث أجل من فيما بيننا مالا واحسنه حالا، فهلا نزل هذا القرآن الذى تزعم ان الله أنزله عليك وابتعثك به رسولا على رجل من القريتين عظيم: اما الوليد ابن المغيرة بمكة، واما عروة بن مسعود الثقفى بالطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: هل بقى من كلامك شئ يا عبدالله؟ فقال: بلى لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا بمكة هذه، فانها ذات أحجار وعرة وجبال تكسح أرضها(1) وتحفرها، و تجرى منها العيون، فاننا إلى ذلك محتاجون او يكون لك جنة من نخيل وعنب، فتأكل منها وتطعمنا، " فتفجر الانهار خلال " تلك النخيل والاعناب " تفجيرا او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا " فانك قلت لنا: " وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " فلعلنا نقول ذلك(2) ثم قال: " أو تاتى بالله والملائكة قبيلا " تأتى به وبهم وهم لنا مقابلون، أو يكون لك بيت من زخرف تعطينا منه وتعيننا به فلعلنا نطغى، فانك قلت: " كلا ان الانسان ليطغى أن رآه استغنى " ثم قال: " أو ترقى في السماء " اى تصعد في السماء " ولن نؤمن لرقيك " اى لصعودك " حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " من الله العزيز الحكيم إلى عبدالله بن امية المخزومى ومن معه بأن آمنوا بمحمد بن عبدالله بن عبدالمطلب فانه رسولى فصدقوه في مقاله، فانه من عندى ثم لا ادرى يا محمد اذا فعلت هذا كله اؤمن بك او لا نؤمن بك، بل لو رفعتنا إلى السماء وفتحت أبوابها

___________________________________

(1) الوعر: المكان الصلب ضد السهل.

وتكسح أرضها اى تكنسها عن تلك الاحجار.

(2) قال المجلسى (ره) قوله: " فلعلنا نقول ذلك " لعل الاظهر: فلعلنا لا نقول ذلك، ويحتمل ان يكون المعنى: افعل ذلك لعلنا نقول ذلك فيكون مصدقا لقولك وحجة علينا، وكذلك الكلام في قوله: " فلعلنا نطفى ".

[223]

وأدخلتناها لقلنا: " انما سكرت أبصارنا " او سحرتنا.

فقال رسول الله صلى الله عليه واله أما قولك: " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض " إلى آخر ما قلته، فانك اقترحت(1) على محمد رسول الله أشياء: منها لو جاء‌ك به لم يكن برهانا لنبوته، ورسول الله يرتفع من ان يغتنم جهل الجاهلين ويحتج عليهم بما لاحجة فيه، ومنها لو جاء‌ك به لكان معه هلاكك، وانما يؤتى بالحجج والبراهين ليلزم عباد الله الايمان بها لا ليهلكوا بها، فانما اقترحت هلاكك ورب العالمين ارحم بعباده وأعلم بمصالحهم من أن يهلكهم كما يقترحون، ومنها المحال الذى لا يصح ولا يجوز كونه، ورسول رب العالمين يعرفك ذلك ويقطع معاذيرك، ويضيق عليك سبيل مخالفته، ويلجئك بحجج الله إلى تصديقه حتى لا يكون لك عنه محيد ولا محيص ومنها ما قد اعترفت على نفسك انك فيه معاند متمرد لا تقبل حجة ولا تصغى إلى برهان ومن كان كذلك فدواؤه عذاب النار النازل من سمائه أو في حميمه أو بسيوف اوليائه.

واما قولك يا عبدالله " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا " بمكة هذه فانها ذات أحجار وصخور وجبال تكسح أرضها وتحفرها وتجرى فيها العيون فاننا إلى ذلك محتاجون، فانك سألت هذا وانت جاهل بدلائل الله، يا عبدالله لو فعلت هذا كنت من أجل هذا نبيا؟ قال: لا، قال: أرأيت الطايف التى لك فيها بساتين اما كان هناك مواضع فاسدة صعبة أصلحتها وذللتها وكسحتها وأجريت فيها عيونا استنبطتها قال: بلى، قال: وهل لك فيها نظراء؟ قال: بلى، قال: فصرت بذلك أنت وهم انبياء؟ قال: لا، قال: فكذلك لا يصير هذا حجة لمحمد لو فعلت على نبوته، فما هو الا كقولك: لن نؤمن لك حتى تقوم وتمشى على الارض او حتى تاكل الطعام كما تأكل الناس.

واما قولك يا عبدالله: او تكون لك جنة من نخيل او عنب فتاكل منها وتطعمنا وتفجر الانهار خلالها تفجيرا أو ليس لاصحابك ولك جنان من نخيل وعنب بالطائف فتاكلون وتطعمون منها وتفجرون الانهار خلالها تفجيرا؟ أفصرتم انبياء

___________________________________

(1) اقترح عليه بكذا: تحكم وسأله اياه بالعنف ومن غير روية.

[224]

بهذا؟ قال: لا قال: اقتراحكم على رسول الله صلى الله عليه واله اشياء لو كانت كما تقترحون لما دلت على صدقة، بل لو تعاطاها لدل تعاطيها على كذبه لانه يحتج بما لا حجة فيه ويختدع الضعفاء عن عقولهم وأديانهم، ورسول رب العالمين يجل ويرتفع عن هذا.

ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: يا عبدالله وأما قولك او تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا فانك قلت: " وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " فان في سقوط السماء عليكم هلاككم وموتكم، فانما تريد بهذا من رسول الله أن تهلك ورسول رب العالمين أرحم من ذلك، لا يهلكك ولكنه يقيم عليك حجج الله وليس حجج الله لنبيه وحده على حسب اقتراح عباده، لان العباد جهال بما يجوز من الصلاح وما لا يجوز منه ومن الفساد، وقد يختلف اقتراحهم ويتضاد حتى يستحيل وقوعه، والله لا يجرى تدبيره على ما يلزمه بالمحال، ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله: وهل رأيت يا عبدالله طبيبا كان دوائه للمرضى على حسب اقتراحهم، وانما يفعل به ما يعلم صلاحه فيه، أحبه العليل أو كرهه، فأنتم المرضى والله طبيبكم، فان انقدتم لدوائه شفاكم، وان تمردتم أسقمكم، وبعد فمتى رأيت يا عبدالله مدعى حق من قبل رجل أوجب عليه حاكم من حكامهم فيما مضى بينه على دعواه على حسب اقتراح المدعى عليه؟ اذا ما كانت تثبت لاحد على أحد دعوى ولا حق، ولا كان بين ظالم ومظلوم، ولا بين صادق وكاذب فرق.

ثم قال: يا عبدالله واما قولك او تأتى بالله والملائكة قبيلا يقابلوننا ونعاينهم فان هذا من المحال الذى لا خفاء به، لان ربنا عزوجل ليس كالمخلوقين يجئ ويذهب ويتحرك ويقابل، حتى يؤتى به فقد سألتم بهذا المحال الذى دعوت اليه صفة أصنامكم الضعيفة المنقوصة، التى لا تسمع ولا تبصر، ولا تغنى عنكم شيئا، ولا عن أحد، يا عبدالله أو ليس لك ضياع وجنان بالطايف وعقار بمكة وقوام عليها؟ قال: بلى قال: أفتشاهد جميع أحوالها بنفسك أو بسفراء بينك وبين معامليك؟ قال: بسفراء، قال: أرأيت لو قال معاملوك وأكرتك وخدمك لسفرائك: لا نصدقكم في هذه السفارة الا أن تأتوا بعبد الله بن ابى امية نشاهده فنسمع منه ما تقولون عنه شفاها كنت توسعهم(1) هذا؟ أو كان

___________________________________

(1) وفى البحار منقولا عن المصدر " تسوغهم ".

[225]

يجوز لهم عند ذلك؟ قال: لا، قال: فما الذى يجب على سفرائك؟ أليس ان يأتوهم عنك بعلامة صحيحة تدلهم على صدقهم يجب عليهم أن يصدقهم؟ قال: بلى، قال: يا عبدالله أرأيت سفيرك لو انه لما سمع منهم عاد اليك وقال: قم معى، فانهم اقترحوا على مجيئك معى، أيكون لك أن تقول له: اما أنت رسول مبشر وآمر(1) قال: بلى، قال: فكيف صرت تقترح على رسول رب العالمين ما لا تسوغ لاكرتك ومعامليك ان يقترحوه على رسولك اليهم؟ وكيف أردت من رسول رب العالمين ان يستندم إلى ربه بان يأمر عليه وينهى، وأنت لا تسوغ مثل هذا على رسولك إلى اكرتك وقوامك، هذه حجة قاطعة لابطال ما ذكرته في كل ما اقترحته يا عبدالله.

واما قولك او يكون لك بيت من زخرف وهو الذهب أما بلغك أن لعظيم مصر بيوتا من زخرف؟ قال: بلى، قال: أفصار بذلك نبيا قال: لا قال: فكذلك لا توجب بمحمد صلى الله عليه واله لو كانت له نبوة، ومحمد لا يغتنم جهلك بحجج الله.

واما قولك يا عبدالله او ترقى في السماء ثم قلت: ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه يا عبدالله الصعود إلى السماء أصعب من النزول منها، واذا اعترفت على نفسك انك لاتؤمن اذا صعدت فكذلك حكم النزول، ثم قلت: " حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " من بعد ذلك ثم لا ادرى اؤمن بك او لا اؤمن، فانك يا عبدالله مقر انك تعاند حجة الله عليك، فلا دواء لك الا تأديبه على يد اوليائه البشر، او ملائكتة الزبانية، وقد أنزل الله على حكمة جامعة لبطلان كلما اقترحته، فقال تعالى: قل يا محمد سبحان ربى هل كنت الا بشرا رسولا ما أبعد ربى عن ان يفعل الاشياء على ما تقترحه الجهال بما يجوز وبما لا يجوز، و " هل كنت الا بشرا رسولا " لا يلزمنى الا اقامة حجة الله التى أعطانى، فليس لى ان آمر على ربى ولا أنهى ولا اشير، فأكون كالرسول الذى بعثه ملك إلى قوم مخالفيه فرجع اليه يامره أن يفعل بهم ما اقترحوه عليه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

___________________________________

(1) كذا في النسخ لكن في البحار هكذا: " أليس يكون لك مخالفا؟ وتقول له: انماانت رسول لا مشير ولا آمر؟ قال ه.

اه " وهو الظاهر.

[226]

447 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا " فانها نزلت في عبدالله ابن أبى امية اخى أم سلمة رحمة الله عليها، وذلك انه قال هذا لرسول الله بمكة قبل الهجرة، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه واله إلى فتح مكة استقبله عبدالله بن أبى امية فسلم على رسول الله صلى الله عليه واله فلم يرد عليه السلام فاعرض عنه ولم يجبه بشئ وكانت أخته ام سلمة مع رسول الله صلى الله عليه واله فدخل اليها فقال: يا أختى ان رسول الله صلى الله عليه واله قد قبل اسلام الناس كلهم ورد على اسلامى، فليس يقبلنى كما قبل غيره؟ فلما دخل رسول الله صلى الله عليه واله قالت: بأبى أنت وامى يا رسول الله سعد بك جميع الناس الا أخى من بين قريش والعرب، رددت اسلامه وقبلت اسلام الناس كلهم الا أخى؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا ام سلمة ان أخاك كذبنى تكذيبا لم يكذبنى أحد من الناس، هو الذى قال: " لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا أو يكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتى بالله والملائكة قبيلا او يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " قالت ام سلمة: بأبى انت وامى يا رسول الله ألم تقل ان الاسلام يجب ما قلبه؟ قال: نعم، فقبل رسول الله صلى الله عليه واله اسلامه.

448 - وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله عزوجل: " حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا " اى عينا " او يكون لك جنة " اى بستان " من نخيل وعنب فتفجر الانهار خلالها تفجيرا " من تلك العيون " أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا " وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: انه سيسقط من السماء لقوله " وان يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا سحاب مركوم " قوله: " أو تأتى بالله والملائكة قبيلا " والقبيل الكثير " أو يكون لك بيت من زخرف او ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه " يقول: من الله إلى عبدالله بن امية ان محمدا صادق، و ان أنا بعثته ويجئ معه أربعة من الملائكة يشهدون ان الله هو كتبه، فأنزل الله: " قل سبحان ربى هل كنت الا بشرا رسولا ".

[227]

449 - في تفسير العياشى عن عبد الحميد بن أبى الديلم عن أبيعبد الله عليه السلام " قالوا أبعث الله بشرا رسولا " قالوا: ان الجن كانوا في الارض قبلنا، فبعث الله اليهم ملكا، فلو أراد الله أن يبعث الينا لبعث ملكا من الملائكة، وهو قول الله: وما منع الناس أن يؤمنوا اذ جاء‌هم الهدى الا ان قالوا ابعث الله بشرا رسولا.

450 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: " وما منع الناس ان يؤمنوا اذ جاء‌هم الهدى الا ان قالوا أبعث الله بشرا رسولا " قال: قال الكفار: لم لم يبعث الله الينا الملائكة؟ فقال الله: لو بعثنا ملكا ولم يؤمنوا لهلكوا، ولو كانت الملائكة " في الارض يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا " فانه حدثنى أبى عن أحمد بن النضر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبيجعفر عليه السلام قال: بينا رسول الله صلى الله عليه واله جالس وعنده جبرئيل اذ حانت من جبرئيل نظرة قبل السماء، فامتقع لونه حتى صار كأنه كركمة(1) ثم لاذ برسول الله صلى الله عليه واله فنظر رسول الله صلى الله عليه واله إلى حيث نظر جبرئيل، فاذا شئ قد ملاء ما بين الخافقين مقبلا حتى كان كقاب من الارض(2) ثم قال: يا محمد ان رسول الله اليك أخيرك أن تكون ملكا رسولا أحب اليك أو تكون عبدا رسولا؟ فالتفت رسول الله صلى الله عليه واله: إلى جبرئيل وقد رجع اليه لونه، فقال جبرئيل: بل كن عبدا رسولا، فقال رسول الله صلى الله عليه واله: أكون عبدا رسولا فرفع الملك رجله اليمنى فوضعها في كبد السماء الدنيا ثم رفع الاخرى فوضعها في الثانية ثم رفع اليمنى فوضعها في الثالثة، ثم هكذا حتى انتهى إلى السابعة يعد كل سماء خطوة، وكلما ارتفع صغر حتى صار آخر ذلك مثل الصر(3) فالتفت رسول الله الله صلى الله عليه واله إلى جبرئيل فقال: قد رأيتك ذعرا ما رايت مثله، وما رايت شيئا كان أذعر لى من تغير لونك؟ فقال: يا نبى الله لا تلمنى، أتدرى من هذا؟ قال: لا، قال: هذا

___________________________________

(1) امتقع لونه: تغير من حزن أو فزع.

والكركمة: الزعفران.

(2) كذا في النسخ وفى المصدر: " حتى كان كقاب قوسين أو أدنى من الارض ".

(3) الصر - بالكسر -: طائر كالعصفور اصغر.

[228]

اسرافيل حاجب الرب ولم ينزل من مكانه منذ خلق الله السموات والارض، فلما رأيته منحطا ظننت انه جاء بقيام الساعة، فكان الذى رأيت من تغيير لونى لذلك فلما رأيت ما اصطفاك الله به رجع إلى لونى ونفسى، أما رأيته كلما ارتفع صغر، انه ليس شئ يدنو من الرب الاصغر لعظمته، ان هذا حاجب الرب وأقرب خلق الله منه، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء، فاذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحى ضرب اللوح جبينه فنظر فيه، ثم ألقاه الينا، فنسعى به في السموات والارض، انه لادنى خلق الرحمن منه، بينه وبينه تسعون حجابا من نور ينقطع دونها الابصار مالا يعدون يوصف وانى لاقرب الخلق منه وبينى وبينه مسيرة ألف عام.

451 - وقوله عزوجل: ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم عميا وبكما وصما قال: على جباههم ماويهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا اى كلما انطفت فانه حدثنى أبى عن ابن ابى عمير عن سيف بن عميرة يرفعه إلى على بن الحسين صلوات الله عليهما، قال: ان في جهنم واديا يقال له سعير اذا خبت جهنم فتح سعيرها وهو قوله: " كلما خبت زدناهم سعيرا ".

452 - في تفسير العياشى عن ابراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما في قول الله: " ونحشرهم يوم القيمة على وجوههم " قال: على جباههم.

452 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى على بن سليمان بن راشد باسناده رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: تحشر المرجئة عميانا امامهم اعمى، فيقول بعض من يراهم من غير امتنا: ما يكون امة محمد الا عميانا، فأقول لهم: ليسوا من امة محمد صلى الله عليه واله لانهم بدلوا فبدل بهم وغيروا فغير ما بهم.

454 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبوذر في خبر عن النبى صلى الله عليه واله يا باذر يؤتى بجاحد على يوم القيمة أعمى أبكم يتكبكب في ظلمات يوم القيمة، ينادى: يا حسرتنا على ما فرطت في جنب الله، وفى عنقه طوق من النار.

455 - في مجمع البيان وروى أنس بن مالك عن رجلا قال: يا نبى الله كيف

[229]

يحشر الكافر على وجهه يوم القيمة؟ قال: ان الذى أمشاه على رجليه قادر أن يمشيه على وجهه يوم القيمة، اورده البخارى ومسلم في الصحيح.

456 - في تفسير على بن ابراهيم قوله: قل لو انتم تملكون خزائن رحمة ربى اذا لامسكتم خشية الانفاق وكان الانسان قتورا قال: لو كانت الامور بيد الناس لما اعطوا الناس شيئا مخافة الفناء وكان الانسان قتورا اى بخيلا واما قوله عزوجل: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات قال: الطوفان والجراد والقمل و الضفادع والدم والحجر والعصا ويده والبحر.

457 - في تفسير العياشى عن سلام عن ابيجعفر في قوله: " ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات " قال: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والحجر والبحر والعصا ويده.

458 - في قرب الاسناد للحميرى باسناده إلى موسى بن جعفر عليه السلام قال: سألنى نفر من اليهود عن الايات التسع التى اوتيها موسى بن عمران عليه السلام؟ فقلت: العصا واخراجه يده من جيبه بيضاء، والجراد والقمل والضفادع والدم، ورفع الطور، والمن والسلوى آية واحدة، وفلق البحر قالوا: صدقت والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

459 - في كتاب الخصال عن هارون بن حمزة الغنوى الصيرفى عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن التسع آيات التى اوتى موسى، فقال: الجراد والقمل والضفادع والدم والطوفان والبحر والحجر والعصا ويده.

460 - في الكافى على بن محمد عن عبدالله بن اسحق عن الحسن بن على بن سليمان عن محمد بن عمران عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قدم على امير المؤمنين عليه السلام يهودى من اهل يثرب قد اقر له من في يثرب من اليهود انه اعلمهم وكذلك كانت آباؤه من قبل قال: وقدم على امير المؤمنين عليه السلام في عدة من أهل بيته، فلما انتهى إلى المسجد - الاعظم بالكوفة اناخوا رواحلهم، ثم وفقوا على باب المسجد وأرسلوا إلى أمير المؤمنين

[230]

صلوات الله عليه انا قوم من اليهود وقدمنا من الحجاز، ولنا اليك حاجة، فهل تخرج الينا أم ندخل اليك؟ قال: فخرج اليهم وهو يقول: سيدخلون ويستانفون باليمن فما حاجتكم؟ فقال عظيمهم: يا بن أبى طالب ما هذه البدعة التى أحدثت في دين محمد صلى الله عليه واله، فقال: وأيه بدعة؟ فقال له اليهودى: زعم قوم من أهل الحجاز انك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا اله الا الله، ولم يقروا ان محمدا رسول الله فقتلتهم بالدخان، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه: فنشدتك بالتسع آيات التى أنزلت على موسى عليه السلام بطور سيناء، و بحق الكنايس الخمس القدس، وبحق السبت الديان(1) هل تعلم ان يوشع بن نون أتى بقوم بعد وفاة موسى شهدوا ان لا اله الا الله ولم يقروا ان موسى رسول الله فقتلهم بمثل هذه القتلة؟ فقال له اليهودى: نعم اشهد أنك ناموسى موسى، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

461 - في مجمع البيان " ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات " اختلف في هذه الآيات التسع إلى قوله: وقيل: انها تسع آيات من الاحكام، روى عبدالله بن سلمة عن عنوان(2) بن عسال ان يهوديا قال لصاحبه: تعال حتى نسأل هذا النبى، فأتى رسول الله صلى الله عليه واله فسأله عن هذه الآية فقال: هو ان لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرفوا ولا تزنوا ولا تقتلوا النفس التى حرم الله الا بالحق، ولا تمشوا بالبرئ إلى سلطان ليقتله ولا تسحروا ولا تأكلوا الربا: ولا تقذفوا المحصنات، ولا تولوا للفرار يوم الزحف، وعليكم خاصة يا يهود ان لا تعتدوا في السبت، فقبل يده وقال: اشهد انك نبى.

462 - لقد علمت ما انزل هؤلاء وروى ان عليا عليه السلام قال في " علمت " والله ما علم عدو الله، ولكن موسى هو الذى علم فقال: لقد علمت.

463 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: فاراد ان يستفزهم من الارض أراد أن يخرجهم من الارض، وقد علم

___________________________________

(1) الديان: الحاكم.القاضى.

(2) وفى المصدر " صفوان " بدل " عنوان ".

[231]

فرعون وقومه ما أنزل تلك الآيات الا الله عزوجل.

قال عز من قائل: وانى لاظنك يا فرعون مثبورا.

464 - في تفسير العياشى عن العباس عن ابى الحسن الرضا عليه السلام ذكر قول الله: يا فرعون ياعاصى.

465 - في تفسير على بن ابراهيم وفى رواية أبى الجارود عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: " فاراد أن يستفزهم من الارض " أراد ان يخرجهم من الارض، وقد علم فرعون وقومه ما انزل تلك الايات الا الله عزوجل.

466 - وفى رواية على بن ابراهيم " فأراد " يعنى فرعون " ان يستفزهم من الارض " ان يخرجهم من مصر فاغرقناه ومن معه جميعا وقلنا من بعده لبنى اسرائيل اسكنوا الارض فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا اى من كل ناحية.

467 - وفيه قبل قوله وفى رواية على بن ابراهيم متصل بقوله عزوجل: و قول: " فاذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا " يقول جميعا.

468 - في مجمع البيان وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس الاية وروى عن على عليه السلام " فرقناه " بالتشديد.

469 - في الكافى على بن محمد بسناده قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام عمن بجبهته علة لا يقدر على السجود عليها؟ قال: يضع ذقنه على الارض ان الله عزوجل يقول: ويخرون للاذقان سجدا.

470 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الصباح عن اسحق بن عمار عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قلت له: رجل بين عينيه قرحة لا يستطيع أن يسجد عليها؟ قال: يسجد ما بين طرف شعره، فان لم يقدر سجد على حاجبه الايمن، فان لم يقدر فعلى حاجبه الايسر، فان لم يقدر فعلى ذقنه، قلت: على ذقنه؟ قال: نعم اما تقرء كتاب الله عزوجل " ويخرون للاذقان سجدا ".

[232]

471 - في اصول الكافى على بن محمد عن صالح بن أبى حماد عن الحسين بن يزيد عن الحسن بن على بن ابى حمزة عن ابراهيم عن عمر عن أبيعبد الله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير مصوت، وباللفظ غير منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفى عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، مجحوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور، فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا، ليس منها واحد قبل الآخر، فاظهر منها ثلثة اسماء لفاقة الخلق اليها وحجب منها واحدا وهو الاسم المكنون المخزون، فهذه الاسماء التى ظهرت، فالظاهر وهو الله تبارك وتعالى، وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الاسماء أربعة أركان، فذلك اثنى عشر ركنا، ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما، فعلا منسوبا اليها فهو الرحمن الرحيم، الملك، القدوس، البارئ، الخالق، المصور، الحى، القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم، العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر العلى، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز (البادى خ)، المنشى البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرزاق المحيى، المميت، الباعث، الوارث، فهذه الاسماء، وما كان من الاسماء الحسنى حتى تتم ثلثمأة وستين اسما فهى نسبة لهذه الاسماء الثلثة وهذه الاسماء الثلثة أركان، وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الاسماء الثلثة، وذلك قوله تعالى: قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن يا ما تدعوا فله الاسماء الحسنى.

472 - احمد بن ادريس عن الحسين بن عبدالله عن محمد بن عبدالله وموسى بن عمر والحسن بن على بن عثمان عن ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل كان الله عزوجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم، قلت يراها ويسمعها؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك، لانه لم يكن يسألها ولا يطلب منها هو نفسه ونفسه هو، قدرته نافذة، فليس يحتاج أن يسمى نفسه، ولكنه اختار لنفسه اسماء لغيره يدعوه بها، لانه اذا لم يدع باسمه لم يعرف، فأول ما اختار لنفسه العلى العظيم، لانه

[233]

أعلى الاشياء كلها، فمعناه الله واسمه العلى العظيم هو اول أسمائه، علا على كل شئ.

473 - محمد بن يحيى عن عبدالله بن جعفر عن السيارى عن محمد بن بكر عن أبى الجارود عن الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال: والذى بعث محمد صلى الله عليه واله بالحق، وأكرم أهل بيته، ما من شئ يطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو سرق او افلات دابة من صاحبها او ضالة أو آبق الا وهو القرآن، فمن أراد ذلك فليسئلنى عنه، قال: فقام اليه رجل فقال: يا امير المؤمنين أخبرنى عن السرق فانه لا يزل قد يسرق لى الشئ بعد الشئ ليلا، فقال: اقرأ اذا أويت إلى فراشك: " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن " إلى قوله: " وكبره تكبيرا " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

474 - في كتاب التوحيد باسناده إلى الحسين بن سعيد الخزاز عن رجاله عن أبى عبدالله عليه السلام قال: الله غاية من غياه والمغيى غير الغاية، توحد بالربوبية، ووصف نفسه بغير محدودية، فالذاكر الله غير الله، والله غير أسمائه، وكل شى ء وقع عليه اسم شئ سواه فهو مخلوق، الا ترى إلى قوله: " العزة لله " " العظمة لله " وقال: " ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها " وقال " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الاسماء الحسنى " فالاسماء مضافة اليه، وهو التوحيد الخالص.

475 - في من لا يحضره الفقيه في وصية النبى صلى الله عليه واله لعلى عليه السلام يا على امان لامتى من السرق " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن اياما تدعوا " إلى آخر السورة.

476 - في الكافى محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال: سألته عن قول الله عزوجل: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " قال: المخافة ما دون سمعك، والجهر أن ترفع صوتك شديدا.

477 - على بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبدالرحمن عن عبدالله بن سنان قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أعلى الامام أن يسمع من خلفه وان كثروا قال: ليقرء قراء‌ة وسطا يقول الله تبارك وتعالى: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها "

[234]

478 - في تفسير على بن ابراهيم حدثنى أبى عن الصباح عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " قال: الجهر بها رفع الصوت والتخافت ما لم تسمع نفسك، واقرأ ما بين ذلك.

479 - وروى ايضا عن أبى جعفر الباقر عليه السلام، في قوله: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " قال: الاجهار أن ترفع صوتك تسمعه من بعد عنك ولا تسمع من معك الا سرا.

480 - في الاستبصار روى حريز عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام، في رجل جهر فيما لا ينبغى الاجهار فيه أو أخفى فيما لا ينبغى الاخفاء فيه؟ فقال: اى ذلك فعل متعمدا فقد نقض صلوته، وعليه الاعادة، وان فعل ذلك ناسيا او ساهيا أو لا يدرى فلا شئ عليه وقدمت صلوته.

481 - في تفسير العياشى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبيجعفر وأبيعبد الله عليهما السلام يقولان: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا " قال: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا كان بمكة جهر بصوته، فيعلم يمكانه المشركون، فكانوا يؤذونه فأنزلت هذه الآية عند ذلك.

482 - عن سليمان عن أبيعبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " قال: الجهر بها رفع الصوت، والمخافة ما لم تسمع اذناك، " وما بين ذلك " ما تسمع اذنيك.

483 - عن الحلبى عن بعض أصحابنا عنه قال: قال أبوجعفر لابيعبد الله عليه السلام: يا بنى عليك بالحسنة بين السيئتين تمحوهما، قال: وكيف ذلك يا أبة؟ قال: مثل قول الله: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " سيئة " ولا تخافت بها " سيئة " وابتغ بين ذلك سبيلا ".

484 - عن أبى بصير عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " قال: نسختها " فاصدع بما تؤمر ".

[235]

485 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبيجعفر عليه السلام في قوله: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها " قال: نسختها " فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين ".

486 - في من لا يحضره الفقيه وسأل محمد بن عمران أبا عبدالله عليه السلام فقال: لاى علة يجهر في صلوة الجمعة وصلوة المغرب وصلوة العشاء الاخرة وصلوة الغداة و ساير الصلوات الظهر والعصر لا يجهر فيهما؟ قال: لان النبى صلى الله عليه واله لما اسرى به إلى السماء كان اول صلوة فرضها الله عليه الظهر يوم الجمعة، فأضاف الله عزوجل اليه الملائكة تصلى خلفه، وأمر نبيه عليه السلام أن يجهر بالقراء‌ة ليبين لهم فضله، ثم فرض عليه العصر ولم يضف اليه أحدا من الملائكة وامره ان يخفى القرائة لانه لم يكن وراء‌ه احد ثم فرض عليه المغرب وأضاف اليه الملائكة وأمره بالاجهار، وكذلك العشاء الآخرة فلما كان قرب الفجر نزل ففرض الله عزوجل عليه الفجر، فأمره بالاجهار ليبين للناس فضله، كما بين للملائكة، فلهذه العلة يجهر فيها، الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

487 - في قرب الاسناد للحميرى وباسناده إلى على بن جعفر عن أخيه موسى ابن جعفر عليه السلام قال: سألته عن رجل يصلى الفريضة ما يجهر فيه بالقراء‌ة هل عليه أن يجهر؟ قال: ان شاء جهر وان شاء لم يجهر.

488 - في تفسير العياشى عن أبى حمزة الثمالى عن ابيجعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا " قال: تفسيرها ولا تجهر بولاية على ولا بما أكرمته به حتى آمرك بذلك " ولا تخافت بها " يعنى لا تكتمها عليا واعلمه بما اكرمته.

489 - عن جابر عن أبيجعفر عليه السلام قال: سألته عن تفسير هذه الآية في قول الله: " ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا " قال: لا تجهر بولاية على فهو في الصلوة، ولا بما أكرمته به حتى آمرك به، وذلك قوله: " ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها " فانه يقول: ولا تكتم ذلك عليا، يقول: أعلمه بما أكرمته فأما قوله:

[236]

" وابتغ بين ذلك سبيلا " يقول: تسألنى ان آذن لك أن تجهر بأمر على بولايته، فأذن له باظهار ذلك يوم غدير خم، فهو قوله يومئذ: اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من ولاه وعاد من عاداه(1).

490 - في اصول الكافى الحسين بن محمد الاشعرى عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن حماد بن عثمان عن أبيعبد الله عليه السلام قال: اتى النبى صلى الله عليه واله رجل فقال: يا نبى الله الغالب على الدين ووسوسة الصدر، فقال النبى له صلى الله عليه واله قل: توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، قال: فصبر الرجل ما شاء الله ثم مر على النبى صلى الله عليه واله فهتف به فقال: ما صنعت؟ فقال: ادمنت ما قلت لى يا رسول الله فقضى الله دينى وأذهب وسوسة صدرى.

491 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابن مسكان عن الثمالى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله لقد لقيت من وسوسة الصدر وانا رجل مدين معيل محوج(2) فقال له: كرر هذه الكلمات: توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، فلم يلبث ان جاء فقال: اذهب الله عنى بوسوسة صدرى، وقضى عنى دينى ووسع على رزقى.

492 - في روضة الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن النوفلى عن السكونى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: فقد رسول الله صلى الله عليه واله رجلا من الانصار، فقال: ما غيبك عنا؟

___________________________________

(1) " في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن النضر بن سويد عن خالد بن حماد و محمد بن الفضيل عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليه السلام قال: سئلته عن قول الله عزوجل: ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها، قال: يعنى لا تكتمها عليا وأعلمه ما اكرمته به، وابتغ بين ذلك سبيلا فانه يعنى اطلب إلى وسلنى ان آذن لك ان تجهر بولاية على وادع الناس اليها فاذن له يوم غدير خم.

منه عفى عنه " (هامش بعض النسخ).

(2) المدين - بفتح الميم -: المديون.

والمعيل: ذو عيال.

والمحوج: المحتاج.

[237]

فقال: الفقر يا رسول الله وطول السقم، فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: الااعلمك كلاما اذا قلته ذهب عنك الفقر؟ فقال: بلى يا رسول الله، فقال: اذا أصبحت وأمسيت فقل: لا حول ولا قوة الا بالله توكلت على الحى الذى لا يموت والحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، فقال الرجل: والله ما قلته الا ثلثة ايام حتى ذهب عنى الفقر والسقم.

493 - في تفسير العياشى عن عبدالله بن سنان قال: شكوت إلى أبيعبد الله عليه السلام فقال: الا اعلمك شيئا اذا قلته قضى الله دينك وانعشك حالك(1) فقلت: ما احوجنى إلى ذلك؟ فعلم هذا الدعاء قل في دبر صلوة الفجر: توكلت على الحى الذى لا يموت و الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، اللهم انى اعوذ بك من البؤس والفقر ومن غلبة الدين والسقم، واسئلك ان تعيننى على اداء حقك وإلى الناس.

494 - في تهذيب الاحكام في الموثق عن أبيعبد الله عليه السلام قال: والرجل اذا قرأ الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا، أن يقول: الله اكبر الله اكبر الله اكبر، قلت: فان لم يقل الرجل شيئا من هذا اذا قرأ؟ قال: ليس عليه شئ والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

495 - في كتاب التوحيد خطبة لامير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: الحمد لله الذى لم يولد فيكون في العز مشاركا، ولم يلد فيكون موروثا هالكا.

496 - وباسناده إلى المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الحمد لله الذى لم يلد فيورث ولم يولد فيشارك.

497 - وباسناده إلى يعقوب السراج عن أبيعبد الله عليه السلام انه قال في حديث له: لم يلد لان الولد يشبه أباه ولم يولد فيشبه من كان قبله.

498 - وباسناده إلى حماد بن عمرو النصيبى قال: سألت جعفر بن محمد عليه السلام

___________________________________

(1) نعشه الله نعشأ: رفعه وأقامه.

تداركه من هلكة.

جبره بعد فقر وسد فقره.

[238]

عن التوحيد فقال: واحد صمد أزلى صمدى لا ظل له يمسكه، وهو يمسك الاشياء بأظلتها لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك، ولم يكن له كفوا أحد.

499 - وباسناده إلى ابن ابى عمير عن موسى بن جعفر عليه السلام انه قال: واعلم ان الله تعالى واحد أحد صمد لم يلد فيورث، ولم يولد فيشارك.

500 - في نهج البلاغة لم يلد فيكون مولودا، ولم يولد فيصير محدودا جل عن اتخاذ الابناء.

501 - في اصول الكافى على بن ابراهيم عن أبيه عن العباس بن عمرو الفقيمى عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذى أتى أبا عبدالله عليه السلام وكان من قول أبى عبدالله عليه السلام: لا يخلو قولك انهما اثنان من ان يكونا قديمين قويين، أو يكونا ضعيفين او يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا، فان كانا قويين فلم لا يدفع كل منهما صاحبه و ينفرد بالتدبير.

وان زعمت ان أحدهما قوى والآخر ضعيف، ثبت انه واحد كما تقول للعجز الظاهر في الثانى، فان قلت: انهما اثنان لم يخل من ان يكونا متفقين من كل جهة او متفرقين من كل جهة فلما رأينا الخلق منتظما والفلك جاريا، والتدبير واحدا، والليل و النهار والشمس والقمر، دل صحة الامر والتدبير وائتلاف الامر على ان المدبر واحد، ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين، فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما فليزمك ثلاثة فان ادعيت ثلاثة لزمك ما قلت في الاثنين، حتى يكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية له في الكثرة، والحديث طويل أخذنامنه موضع الحاجة.

502 - في كتاب الاهليلجة قال الصادق عليه السلام في كلام طويل فعرف القلب بعقله انه لو كان معه شريك كان ضعيفا ناقصا ولو كان ناقصا ما خلق الانسان، و لاختلفت التدابير، وانتقصت الامور مع التقصير الذى به يوصف الارباب المتفردون و الشركاء المتعاينون.

503 - في مصباح الزائر لابن طاوس (ره) في دعاء الحسين عليه السلام يوم عرفة:

[239]

الحمد لله الذى يم يتخذ ولدا فيكون موروثا، ولم يكن له شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع، ولا ولى من الذل فيرفده فيما صنع.

504 - في كتاب طب الائمة باسناده إلى جابر عن أبيجعفر عليه السلام قال: جاء رجل من خراسان إلى على بن الحسين عليه السلام قال: يا بن رسول الله حججت ونويت عند خروجى ان أقصدك فان بى وجع الطحال وان تدعو لى بالفرج، فقال له على بن الحسين عليه السلام: قد كفاك الله ذلك وله الحمد، فاذا أحسست به فاكتب هذه الاية بزعفران وماء زمزم واشربه، فان الله تعالى يدفع عنك ذلك الوجع: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الاسماء الحسنى ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا، وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا.

505 - في تفسير على بن ابراهيم " وقل الحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا " قال: لم يذل فيحتاج إلى ولى ينصره.

506 - في كتاب الخصال عن جابر بن عبدالله عن النبى صلى الله عليه واله حديث طويل يقول فيه عليه السلام حاكيا عن الله تبارك وتعالى: واعطيت لك ولامتك التكبير.

507 - في اصول الكافى على بن محمد عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عمن ذكره عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال رجل عنده: الله أكبر فقال: الله اكبر من أى شئ؟ فقال: من كل شئ، فقال أبوعبدالله عليه السلام: حددته، فقال الرجل: كيف أقول؟ قال: قل: الله اكبر من أن يوصف:

508 - ورواه عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن مروك بن عبيد عن جميع بن عيمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: أى شئ الله أكبر؟ فقلت: الله اكبر من كل شئ، فقال: وكان ثم شئ فيكون أكبر منه؟ فقلت: فما هو؟ قال: أكبر من أن يوصف.

[240]

509 - في من لا يحضره الفقيه باسناده إلى سليمان بن مهران قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: فكيف صار التكبير يذهب بالضغاط هناك(1) قال: لان قول العبد: الله اكبر معناه الله أكبر من أن يكون مثل الاصنام المنحوتة والآلهة المعبودة دونه.

510 - في كتاب مقتل الحسين (ع) لابى مخنف أن يزيد لعنه الله قال للمؤذن: قم يا مؤذن فأذن، فقال الله اكبر الله اكبر فقال زين العابدين عليه السلام: صدقت الله أكبر من كل شئ.

511 - في مجمع البيان وروى ان النبى صلى الله عليه واله كان يعلم أهله هذه الآية وما قبلها عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير.

___________________________________

(1) الضغاط: المزاحمة.

وقوله: " هناك " اى عند باب بنى شيبة في الحرم، و الحديث بتمامه مذكور في الفقيه في باب نكت في حجج الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين.

[241]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400391

  • التاريخ : 18/04/2024 - 22:23

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net