00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة ابراهيم 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير العياشي ( الجزء الثاني)   ||   تأليف : المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السل

 

من سورة ابراهيم

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - عن عنبسة بن مصعب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ سورة ابراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة لم يصبه فقر أبدا، ولا جنون ولا بلوى(1).

2 - عن ابراهيم بن عمر عمن ذكره عن ابى عبدالله عليه السلام في قول الله (وذكرهم بأيام الله) قال: بآلائه يعنى نعمه(2).

3 - عن أبى عمر المداينى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ايما عبد أنعم الله عليه فعرفها بقلبه - وفى رواية اخرى فاقر بها بقلبه - وحمد الله عليها بلسانه لم ينفد كلامه حتى يأمر الله له بالزيادة(3).

4 - وفى رواية أبى اسحق المداينى حتى يأذن الله له بالزيادة، وهو قوله: (لئن شكرتم لازيدنكم)(4).

5 - وعن أبى ولاد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: أرايت هذه النعمة الظاهرة علينا من الله أليس ان شكرناه عليها وحمدناه زادنا كما قال الله في كتابه: (لئن شكرتم لازيدنكم)؟ فقال: نعم من حمد الله على نعمه وشكره وعلم ان ذلك منه لا من غيره [ زاد الله نعمه ](5).

6 - عن الحسن بن ظريف(6) عن محمد عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (وعلى الله فليتوكل المتوكلون) قال الزارعون(7).

___________________________________

(1 - 2) البرهان ج 2: 305. البحار ج 19: 70. الصافى ج 1: 896 و 881 .

(3 - 5) البرهان ج 2: 306 - 308. البحار ج 15 (ج 2): 136.

(6) وفى نسخة البحار (الحسين بن ظريف) ولعل الظاهر ما اخترناه .

(7) البحار ج 23: 19. البرهان ج 2: 308.

[223]

7 - عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن ابيه عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ان أهل النار لما غلى الزقوم والضريع(1) في بطونهم كغلى الحميم سألوا الشراب، فأتوا بشراب غساق وصديد(2) يتجرعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت، ومن ورائه عذاب غليظ، وحميم يغلى به جهنم منذ خلقت كالمهل يشوى الوجوه، بئس الشراب وساء‌ت مرتفقا(3) .

8 - عن حريز عمن ذكره عن أبى جعفر في قول الله: (وقال الشيطان لما قضى الامر) قال: هو الثانى وليس في القرآن [ شئ ] (وقال الشيطان) الا وهو الثاني(4) .

9 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام انه اذا كان يوم القيمة يؤتى بابليس في سبعين غلا وسبعين كبلا(5) فينظر الاول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل فينظر ابليس فيقول: من هذا الذى أضعفه الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال: هذا زفر، فيقول: بما حدد له هذا العذاب؟ فيقال: ببغيه على علي عليه السلام فيقول له ابليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت ان الله أمرنى بالسجود لآدم فعصيته، وسألته أن يجعل لى سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبنى على ذلك، وقال: (ان عبادى ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين)، وما عرفتهم حين استثناهم اذ قلت: (ولا تجد أكثرهم شاكرين) فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدى الخلائق فقال له: ما الذى كان منك إلى على والى الخلق الذى اتبعوك على الخلاف؟ فيقول الشيطان - وهو زفر - لابليس: أنت أمرتنى بذلك، فيقول له ابليس: فلم عصيت

___________________________________

(1) روى عن النبى صلى الله عليه وآله انه قال: الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك امر من الصبر وأنتن من الجيفة وأشد حرا من النار.

(2) الغساق - بالتشديد والتخفيف -: ما يغسق من صديد اهل النار اى يسيل، يقال غسقت العين اذا سالت دموعها. والصديد: قيح ودم وقيل هو القيح كانه الماء في رقته والدم في شكله، وقيل: هو ما يسيل من جلود اهل النار (مجمع).

(3) البرهان ج 2: 309. البحار ج 3: 378. الصافى ج 1: 884.

(4) البرهان ج 2: 310 البحار ج 8: 220. الصافى ج 1: 885.

(5) الكبل القيد.

[224]

ربك وأطعتنى؟ فيرد زفر عليه ما قال الله: (ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان) إلى آخر الاية(1).

10 - عن محمد بن على الحلبى عن زرارة وحمران عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام في قول الله (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء) قال يعنى النبى صلى الله عليه وآله والائمة من بعده هم الاصل الثابت والفرع الولاية لمن دخل فيها(2) .

11 - عن محمد بن يزيد قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله (وفرعها في السماء) فقال: رسول الله صلى الله عليه وآله اصلها وأمير المؤمنين عليه السلام فرعها، والائمة من ذريتهما أغصانها، وعلم الائمة ثمرها، وشيعتهم ورقها، فهل ترى فيها فضلا؟ قلت: لا والله قال: والله ان المؤمن ليموت فتسقط ورقة من تلك الشجرة، وانه ليولد فتورق ورقة فيها، قال: قلت: (تؤتى اكلها كل حين باذن ربها)؟ قال: يعنى ما يخرج إلى الناس من علم الامام في كل حين يسئل عنه(3).

12 - عن اسمعيل بن ابى زياد السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عليه السلام ان عليا عليه السلام قال: في رجل نذر أن يصوم زمانا؟ قال: الزمان خمسة أشهر، والحين ستة أشهر لان الله يقول: (تؤتى اكلها كل حين)(4).

13 عن الحلبى قال: سئل ابوعبدالله عليه السلام عن رجل جعل الله عليه صوما حينا في شكر، قال: فقال قد سئل على بن أبيطالب عليه السلام عن هذا فقال: فليصم ستة أشهر، ان الله يقول (تؤتى اكلها كل حين باذن ربها) وا لحين ستة أشهر(5).

14 - عن خالد بن جرير قال: سئل أبوعبدالله عليه السلام عن رجل قال: لله على ان أصوم حينا وذلك في شكر، فقال أبوعبدالله: قد أتى على عليه السلام مثل هذا، فقال: صم ستة أشهر، فان الله يقول: (تؤتى أكلها كل حين) يعنى ستة اشهر(6).

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 310. البحار ج 8: 220 .

(2) البرهان ج 2: 311.

(3) البرهان ج 2: 311. البحار ج 7: 120.

(4 - 6) البرهان ج 2: 312 البحار ج 23: 147.

[225]

15 - عن عبدالرحمن بن سالم الاشل عن أبيه عن ابى عبدالله عليه السلام (ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة) الآيتين قال: هذا مثل ضربه الله لاهل بيت نبيه ولمن عاداهم، هو مثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار(1) .

16 - عن صفوان بن مهران عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الشيطان ليأتى الرجل من اوليائنا [ فيأتيه ] عند موته، يأتيه عن يمينه وعن يساره ليصده عما هو عليه، فيأبى الله له ذلك، وكذلك قال الله (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الآخرة)(2).

17 - عن زرارة وحمر ان ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قالا: اذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره وأقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذى خرج من بين ظهرانيكم يزعم انه رسول الله صلى الله عليه واله فيفزع لذلك فزعة، ويقول ان كان مؤمنا: محمد رسول الله فيقال له عند ذلك نم نومة لا حلم(3) فيها ويفسح له في قبره(4) تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنة وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا) وان كان كافرا قالوا: من هذا الرجل الذى كان بين ظهرانيكم؟ يقول: انه رسول الله؟ فيقول: ما ادرى فيخلى بينه وبين الشيطان(5).

18 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام ان الميت اذا أخرج من بيته شيعته الملئكة إلى قبره يترحمون عليه، حتى اذا انتهى إلى قبره قالت الارض له: مرحبا بك وأهلا وسهلا والله لقد كنت أحب ان يمشى على مثلك لا جرم لترى ما أصنع بك فيوسع له مد بصره ويدخل عليه في قبره قعيدا القبر (ملكا القبر وهما قعيدا القبر خ) منكرو

___________________________________

(1 - 2) البرهان ج 2: 312. الصافى ج 1: 887.

(3) الحلم - بالضم -: ما يراه النائم في نومه لكنه قد غلب على ما يراه من الشر والقبيح. كما غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والحسن.

(4) فسح له في المجلس: وسع وفرج له عن مكان يسعه.

(5) البحار ج 8: 158. البرهان ج 2: 314.

[226]

نكير، فيلقى فيه الروح إلى حقويه(1) فيقعدانه فيسئلانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول الله، فيقولان: وما دينك؟ فيقول: الاسلام فيقولان: ومن نبيك؟ فيقول: محمد، فيقولان: ومن امامك؟ فيقول: على فينادى مناد من السماء: صدق عبدى افرشو اله في القبر من الجنة، وألبسوه من ثياب الجنة، وافتحوا له في قبره بابا إلى الجنة حتى يأتينا 1 - وما عندنا خير له ثم يقولان له: نم نومة العروس، نم نومة لا حلم فيها.

وان كان كافرا أخرجت له ملئكة يشيعونه إلى قبره يلعنونه حتى اذا انتهى إلى الارض قالت الارض: لا مرحبا بك ولا أهلا، اما والله لقد كنت أبغض ان يمشى على مثلك لا جرم لترين ما أصنع بك اليوم، فتضايق عليه حتى تلتقى جوانحه، ويدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير، قال: قلت له جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة؟ فقال: لا، فيقعدانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: سمعت الناس يقولون، فيقولان: لا دريت فما دينك؟ فيقول: سمعت الناس يقولون ويتلجلج لسانه، فيقولان: لا دريت فمن نبيك؟ فيقول: سمعت الناس يقولون ويتلجلج لسانه فيقولان: لا دريت، فينادى مناد من السماء: كذب عبدى افرشوا له في قبره من النار والبسوه من ثياب النار، وافتحوا له بابا إلى النار حتى يأتينا وماله عندنا شر له، قال: ثم يضربانه بمرزبة(2) معهما ثلث ضربات ليس منها ضربة الا تطاير قبره نارا ولو ضربت تلك الضربة على جبال تهامة لكانت رميما.

قال أبوعبدالله عليه السلام ويسلط الله عليه في قبره الحيات والعقارب تنهشه نهشا(3) والشياطين تغمه غما يسمع عذابه من خلق الله الا الجن والانس، وانه ليسمع خفق نعالهم ونفض ايديهم وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا) قال: عند موته (وفى الآخرة) قال: في قبره، (ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء)(4)

___________________________________

(1) الحقو: بفتح المهملة وسكون القاف -: موضع شد الازار وهو الخاصرة.

(2) المرزبة: عصاة كبيرة من حديد تتخذ لتكسير المدر.

(3) نهشه الحية او العقرب: لسعته. عضه او اخذه باضراسه.

(4) البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 166.

[227]

19 - عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال: اذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن شماله، واقيم الشيطان بين يديه، عيناه من نحاس فيقال له: كيف تقول في هذا الرجل الذى خرج بين ظهر انيكم؟ قال: فيفزع لذلك فيقول ان كان مؤمنا: عن محمد تسئلانى فيقولان له عند ذلك: نم، نومة لا حلم فيها، ويفسح له في قبره خمسة (سبعة خ ل) أذرع، ويرى مقعده من الجنة، وان كان كافرا قيل له: ما تقول في هذا الرجل الذى خرج بين ظهر انيكم؟ فيقول: ما أدرى ويخلى بينه وبين الشياطين، ويضرب بمرزبة من حديد يسمع صوته كل شئ وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الاخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله مايشاء)(1).

20 - عن سويد بن غفلة عن على بن أبى طالب عليه السلام قال: ابن آدم اذا كان في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله انى كنت عليك لحريصا شحيحا فما عندك؟ فيقول: خذ منى كفنك، فيلتفت إلى ولده فيقول: والله انى كنت لكم محبا وانى كنت عليكم لمحاميا فماذا عندكم؟ فيقولون: نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها، فيلتفت إلى عمله فيقول: والله انى كنت فيك لزاهد وان كنت على ثقيلا فما عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حين أعرض أنا وأنت على ربك، فان كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم رياشا(2) فيقول: ابشر بروح وريحان وجنة نعيم، قدمت خير مقدم فيقول: من أنت؟ فيقول: انا عملك الصالح، ارتحل من الدنيا إلى الجنة وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله.

فاذا أدخل قبره أتاه اثنان هما فتانا القبر يجزان اشعارهما، ويبحثان الارض بأنيابهما، أصواتهما كالرعد العاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف ثم يقولان: من ربك وما دينك ومن نبيك؟ فيقول: ربى الله ودينى الاسلام ونبيى محمد، فيقولان:

___________________________________

(1) البحار ج 3: 158. البرهان ج 2: 315.

(2) الرياش: اللباس الفاخر.

[228]

ثبتك الله فيما تحب وترضى، وهو قول الله: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفى الآخرة) ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين نوم الشاب الناعم(1) فانه يقول الله: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا) واما ان كان لربه عدوا فانه يأتيه أقبح من خلق الله رياشا وأنتنهم ريحا فيقول: ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وانه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يحبسه فاذا أدخل في قبره أتاه ممتحنا القبر فالقيا اكفانه ثم قالا له: من ربك وما دينك و من نبيك؟ فيقول: لا أدرى، فيقولان: لا دريت ولا هديت فيضربان يافوخه(2) بمرزبة [ ضربة ] ما خلق الله من دابة الا تذعر لها ما خلا الثقلين، ثم يفتح له باب إلى النار ثم يقولان له: نم بشر حال فانه من الضيق مثل ما فيه القناة من الزج(3) حتى ان دماغه ليخرج ما بين ظفره ولحمه، ويسلط الله عليه حيات الارض وعقاربها وهوامها، فتنهشه حتى يبعثه من قبره، وانه ليتمنى قيام الساعة مما هو فيه من الشر(4).

21 - قال جابر: قال أبوجعفر عليه السلام: قال النبى صلى الله عليه وآله: انى كنت لانظر إلى الغنم والابل وأنا أرعاها، - وليس من نبى الا قد رعى - فكنت انظر اليها قبل النبوة وهى متمكنة في المكينة ماحولها شئ ينشرها حى فانظر(5) فأقول: ما هذا وأعجب، حتى حدثنى جبرئيل عليه السلام ان الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا الا سمعها ويذعر الا الثقلان، فعلمت ان ذلك انما كان بضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر(6).

___________________________________

(1) الناعم من العيش: الرغد الطيب.

(2) اليافوخ: الموضع الذى يتحرك من رأس الصبى وهو فراغ بين عظام جمجمته في مقدمته واعلاها لا يلبث ان تلتقى فيه العظام.

(3) الزج - بالضم: الحديدة التى في اسفل الرمح.

(4) البرهان ج 2: 314. البحار ج 3: 155.

(5) كذا في النسخ لكن في رواية الكلينى هكذا (ما حولها شئ يهيجها حتى تذعر فتطيراه) وهو الظاهر.

(6) البرهان ج 2: 315

[229]

22 - عن عمرو بن سعيد قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: فقال: ما تقولون في ذلك؟ فقال: نقول: هما الافجران من قريش بنو امية وبنو المغيرة، فقال: بلى هى قريش قاطبة، ان الله خاطب نبيه فقال: انى قد فضلت قريشا على العرب، وأتممت عليهم نعمتى، وبعثت اليهم رسولا فبدلوا نعمتى، وكذبوا رسولى(1).

23 - وفى رواية زيد الشحام عنه قال: قلت له: بلغنى ان أمير المؤمنين عليه السلام سئل عنها(2) فقال: عنى بذلك الافجران من قريش امية ومخزوم، فاما مخزوم فقتلها الله يوم بدر، واما امية فمتعوا إلى حين، فقال أبوعبدالله عليه السلام: عنى الله والله بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له الحرب(3).

24 - عن الاصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليه: في قول الله (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) قال: قال: نحن نعمة الله التى انعم الله بها على العباد(4).

25 - عن ذريح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: جاء ابن الكوا إلى امير المؤمنين على عليه السلام فسأله عن قول الله: (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيهم يوم بدر(5).

26 - عن محمد بن سابق بن طلحة الانصارى قال: كان مما قال هارون لابى الحسن موسى عليه السلام حين ادخل عليه: ما هذه الدار ودار من هى؟ قال: لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة، قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ قال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها الا معمورة، فقال: اين شيعتك؟ فقرأ ابوالحسن: (لم يكن الذين كفروا من أهل

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 315. البحار ج 4: 61.

(2) اى عن الاية.

(3) البرهان ج 2: 316.

(4 - 5) البرهان ج 2: 316. البحار ج 7: 102.

[230]

الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة) قال له: فنحن كفار؟ قال: لا ولكن كما قال الله: (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) فغضب عند ذلك وغلظ عليه(1).

27 - على بن حاتم قال: وجدت في كتاب أبى عن حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال: قال ابن عباس لعمر: يا أمير المؤمنين هذه الاية (الم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) قال: هما الافجران من قريش أخوالى واعمامك فأما أخوالى فاستأصلهم الله يوم بدر: واما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين(2) .

28 - عن مسلم المشوب(3) عن على بن أبيطالب عليه السلام في قوله: (واحلوا قومهم دار البوار) قال: هما الافجران من قريش بنو امية وبنو المغيرة(4) .

29 - عن زرعة عن سماعة قال: ان الله فرض للفقراء في اموال الاغنياء فريضة لا يحمدون بأدائها وهى الزكوة، بها حقنوا دمائهم، وبها سموا مسلمين، ولكن الله فرض في الاموال حقوقا غير الزكوة وقد قال الله تبارك وتعالى (وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية)(5).

30 - عن حسين بن هارون شيخ من أصحاب أبى جعفر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقرأ هذه الاية (وآتاكم من كل ما سألتموه) قال: ثم قال أبوجعفر: الثو ب والشئ الذى لم تسئله اياه أعطاك(6).

31 - عن الزهرى قال: اتى رجل أبا عبدالله عليه السلام فسأله عن شئ فلم يجبه فقال له الرجل: فان كنت ابن أبيك فانك من أبناء عبدة الاصنام، فقال له: كذبت

___________________________________

(1 - 2) البرهان ج 2: 316 317.

(3) وفى نسخة البرهان (معصم المسرف) ولم اظفر على ترجمة الرجل (على كلتا النسختين) في كتب الرجال.

(4) البحار ج 8: 381. البرهان ج 2: 318.

(5) البرهان ج 2: 318.

(6) البرهان ج 2: 318. الصافى ج 1: 889.

[231]

ان الله أمر ابراهيم أن ينزل اسمعيل بمكة ففعل، فقال ابراهيم (رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبنى وبنى ان نعبد الاصنام) فلم يعبد احد من ولد اسمعيل صنما قط ولكن العرب عبدة الاصنام وقالت بنوا سمعيل: هؤلاء شفعاء‌نا عند الله فكفرت ولم تعبد الاصنام(1) .

32 - عن أبى عبيدة عن أبى جعفر عليه السلام(2) قال: من أحبنا فهو منا أهل البيت قلت: جعلت فداك منكم؟ قال: منا والله، اما سمعت قول ابراهيم عليه السلام: (فمن تبعنى فانه منى)(3).

33 - عن محمد الحلبى عن أبيعبد الله عليه السلام قال: من اتقى الله منكم وأصلح فهو منا أهل البيت، قال: منكم أهل البيت؟ قال منا اهل البيت قال فيها ابراهيم: (فمن تبعنى فانه منى) قال عمر بن يزيد: قلت له من آل محمد؟ قال: اى والله من آل محمد، اى والله من أنفسهم اما تسمع الله يقول: (ان أولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه) وقول ابراهيم: (فمن تبعنى فانه منى).(4) .

34 - عن ابى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من تولى آل محمد وقدمهم على جميع الناس بما قدمهم من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله فهو من آل محمد لتوليه آل محمد لا انه من القوم بأعيانهم وانما هو منهم بتوليه اليهم واتباعه اياهم، وكذلك حكم الله في كتابه: (ومن يتولهم منكم فانه منهم) وقول ابراهيم: (فمن تبعنى فانه منى و من عصانى فانك غفور رحيم).(5).

35 عن رجل ذكره عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (انى اسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع) إلى قوله: (لعلهم يشكرون) قال: فقال أبوجعفر: نحن هم ونحن بقية تلك الذرية(6).

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 318. الصافى ج 1: 889.

(2) وفى البرهان (عن أبيعبيدة عن ابيعبد الله).

(3 - 4) البرهان ج 2: 318.

(5) البرهان ج 2: 318. البحار ج 15 (ج 1): 111.

(6) البرهان ج 2: 319. الصافى ج 1: 890.

[232]

36 - وفى رواية اخرى عن حنان بن سدير عنه: نحن بقية تلك العترة(1).

37 - عن الفضل بن موسى الكاتب عن أبى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: ان ابراهيم صلوات الله عليه لما اسكن اسمعيل صلوات الله عليه وهاجر مكة ودعهما لينصرف عنهما بكيا، فقال لهما ابراهيم: ما يبكيكما فقد خلفتكما في أحب الارض إلى الله وفى حرم الله؟ فقالت له هاجر: يا ابراهيم ما كنت أرى ان نبيا مثلك يفعل ما فعلت؟ قال: وما فعلت؟ فقالت: انك خلفت امرأة ضعيفة وغلاما ضعيفا لا حيلة لهما بلا أنيس من بشر ولا ماء يظهر، ولا زرع قد بلغ، ولا ضرع يحلب؟ قال: فرق ابراهيم ودمعت عيناه عندما سمع منها فأقبل حتى انتهى إلى باب بيت الله الحرام فأخذ بعضادتى الكعبة ثم قال: (اللهم انى اسكنت من ذريتى بواد غير ذى زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلوة فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون).

قال أبوالحسن: فأوحى الله إلى ابراهيم ان اصعد أبا قبيس فناد في الناس: يا معشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذى بمكة محرما من استطاع اليه سبيلا، فريضة من الله، قال: فصعد ابراهيم أبا قبيس فنادى في الناس بأعلى صوته يامعشر الخلايق ان الله يأمركم بحج هذا البيت الذى بمكة محرما من استطاع اليه سبيلا فريضة من الله، قال: فمد الله لابراهيم في صوته حتى أسمع به أهل المشرق و المغرب وما بينهما من جميع ما قدر الله وقضى في أصلاب الرجال من النطف وجميع ما قدر الله وقضى في أرحام النساء إلى يوم القيمة، فهناك يا فضل وجب الحج على جميع الخلايق، فالتلبية من الحاج في أيام الحج هى اجابة لنداء ابراهيم عليه السلام يومئذ بالحج عن الله(2).

38 - عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: ان ابراهيم خليل الرحمن صلوات الله عليه سأل ربه حين أسكن ذريته الحرم قال:

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 319. الصافى ج 1: 890.

(2) البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320.

[233]

رب ارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون، فأمر الله تبارك وتعالى قطعة من الاردن حتى جاء‌ت فطافت بالبيت سبعا، ثم أمر الله ان تقول الطائف فسميت الطائف لطوافها بالبيت(1).

39 - عن أبى جعفر في قوله تعالى: (فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم) اما انه لم يعن الناس كلهم أنتم اولئك ونظراؤكم انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسود او مثل الشعرة السوداء في الثور الابيض، ينبغى للناس ان يحجوا هذا البيت ويعظموه لتعظيم الله اياه، وان يلقونا(2) حيث كنا، نحن الادلاء على الله(3).

40 - عن ثعلبة بن ميمون عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال: ان أبانا ابراهيم كان مما اشترط على ربه فقال: (رب اجعل افئدة من الناس تهوى اليهم)(4) .

41 - وفي رواية اخرى عنه قال: كنا في الفسطاط عند أبى جعفر عليه السلام نحو من خمسين رجلا، قال: فجلس بعد سكوت كان منا طويلا فقال: ما لكم لا تنطقون لعلكم ترون انى نبى؟ لا والله ما أنا كذلك، ولكن في قرابة من رسول الله صلى الله عليه وآله قريبة وولادة، من وصلها وصله الله، ومن أحبها أحبه الله، من أكرمها أكرمه الله أتدرون أى البقاع أفضل عند الله منزلة؟ فلم يتكلم أحد فكان هو الراد على نفسه، فقال: تلك مكة الحرام التى رضيها لنفسه حرما وجعل بيته فيها. ثم قال: أتدرون أى بقعة أفضل من مكة؟ فلم يتكلم احد فكان هو الراد على نفسه، فقال: ما بين الحجر الاسود إلى باب الكعبة ذلك حطيم ابراهيم نفسه الذى كان يذود فيه غنمه ويصلى فيه، فوالله لو أن عبدا صف قدميه في ذلك المكان قام النهار مصليا حتى يجنه الليل(5) وقام الليل مصليا حتى يجنه النهار ثم لم يعرف

___________________________________

(1) البحار ج 5: 142. البرهان ج 2: 320.

(2) وفى نسخة البرهان (أن يأتونا) مكان (يلقونا).

(3) البحار ج 15 (ج 1): 125. البرهان ج 2: 320. الصافى ج 1: 890 .

(4) البرهان ج 2: 320.

(5) جنه الليل: ستره. وفى نسخة (يجيئه) في الموضعين.

[234]

لنا حقا أهل البيت، وحرمنا حقنا لم يقبل الله منه شيئا أبدا، ان ابانا ابراهيم صلوات الله عليه كان فيما اشترط على ربه أن قال: (اجعل افئدة من الناس تهوى اليهم) اما انه لم يقل الناس كلهم أنتم اولئك رحمكم الله ونظراؤكم، انما مثلكم في الناس مثل الشعرة البيضاء في الثور الاسوة، أو الشعرة السوداء في الثور الابيض وينبغى للناس ان يحجوا هذا البيت، وان يعظموه لتعظيم الله اياه، وان يلقونا اينما كنا، نحن الادلاء على الله(1).

42 - وفى خبر اخر: أتدرون اى بقعة اعظم حرمة عند الله؟ فلم يتكلم احد وكان هو الراد على نفسه فقال: ذلك ما بين الركن الاسود والمقام إلى باب الكعبة ذلك حطيم اسمعيل الذى كان يذود فيه غنمه ثم ذكر الحديث(2) .

43 - عن الفضيل بن يسار عن أبى جعفر عليه السلام قال: انظر إلى الناس يطوفون حول الكعبة، فقال: هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية، انما أمروا ان يطوفوا ثم ينفروا الينا فيعلمونا ولايتهم، ويعرضون علينا نصرتهم ثم قرأ هذه الاية (فاجعل أفئدة من الناس تهوى اليهم) فقال: آل محمد آل محمد، ثم قال: الينا الينا(3).

44 - عن السدى قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقرأ (ربنا انك تعلم ما نخفى وما نعلن وما يخفى على الله من شئ) شأن اسمعيل وما اخفى اهل البيت(4).

45 - عن حريز بن عبدالله عمن ذكره عن أحدهما انه كان يقرأ هذه الاية (رب اغفر لى ولولدى) يعنى اسمعيل واسحق.(5).

46 - وفى رواية اخرى عمن ذكره عن احدهما انه قرأ (رب اغفر لى ولوالدى)

___________________________________

(1 - 2) البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125.

(3) البرهان ج 2: 320. البحار ج 15 (ج 1): 125. الصافى ج 1: 892.

(4) البرهان ج 2: 321.

(5) البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132. الصافى ج 1: 893.

[235]

قال: آدم وحوا(1).

47 - عن جابر قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (رب اغفر لى ولوالدى) قال: هذه كلمة صحفها الكتاب، انما كان استغفاره لابيه عن موعدة وعدها اياه وانما قال: (رب اغفر لى ولولدى) يعنى اسمعيل واسحق، والحسن والحسين والله ابنا رسول الله صلى الله عليه وآله(2) .

48 - عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (الم تر إلى الذى قيل لهم كفوا أيديكم واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة) انما هى طاعة الامام وطلبوا القتال فلما كتب عليهم القتال مع الحسين (قالوا ربنا لولا اخرتنا إلى اجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل) ارادوا تأخير ذلك إلى القائم عليه السلام(3) .

49 - عن سعد بن عمر(4) عن غير واحد ممن حضر ابا عبدالله عليه السلام ورجل يقول قد ثبت دار صالح ودار عيسى بن على ذكر دور العباسيين فقال رجل: اراناها الله خرابا أو خربها بأيدنا، فقال له ابوعبدالله عليه السلام: لا تقل هكذا، بل يكون مساكن القائم واصحابه، لما سمعت الله يقول: (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا انفسهم)(5).

50 - عن جميل بن دارج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: (ان كان مكرهم لتزول منه الجبال) وان كان مكروا العباس(6) بالقائم لتزول منه قلوب الرجال(7) .

51 - عن الحارث عن على بن أبيطالب عليه السلام قال: ان نمرود أراد أن ينشر

___________________________________

(1-2) البرهان ج 2: 321. البحار ج 5: 132 .

(3) البرهان ج 2: 321. البحار ج 13: 137.

(4) وفى نسخة (مسعدة) بدل (سعد) وفى اخرى (عثمان) مكان (عمر).

(6) كذا في المخطوطتين لكن في نسخة البرهان هكذا (وان مكر بنى العباس 51) وهو الظاهر.

(7) البرهان ج 2: 321.

[236]

إلى ملك السماء فأخذ نسورا أربعة(1) فرباهن [ حتى كن نشاطا ](2) وجعل تابوتا من خشب وأدخل فيه رجلا، ثم شد قوائم النسور بقوائم التابوت، ثم أطارهن ثم جعل في وسط التابوت عمودا وجعل في رأس العمود لحما فلما راى النسور اللحم طرن وطرن بالتابوت والرجل، فارتفعن إلى السماء فمكث ما شاء الله ثم ان الرجل أخرج من التابوت رأسه فنظر إلى السماء فاذا هى على حالها ونظر إلى الارض فاذا هو لا يرى الجبال الا كالذر، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فاذا هى على حالها، ونظر إلى الارض فاذا هو لا يرى الا الماء، ثم مكث ساعة فنظر إلى السماء فاذا هى على حالها ونظر إلى الارض فاذا هو لا يرى شيئا، فلما ترى سفل العمود(3) وطلبت النسور اللحم وسمعت الجبال هدة النسور فخافت من امر السماء (4) وهو قول الله: (وان كان مكرهم لتزول منه الجبال)(5).

52 - عن ثوير بن أبى فاختة عن على بن الحسين عليه السلام قال: (تبدل الارض غير الارض) يعنى بأرض لم تكتسب عليها الذنوب بارزة، ليست عليها جبال ولا

___________________________________

(1) النسور جمع النسر: طائر حاد البصر واشد الطيور ارفعها طيرانا، واقواها جناحا وليس في سباع الطير اكبر جثة منه ويقال له (ابوالطير) وبالفارسية (كركس).

(2) ما بين المعقفتين ليس في نسخة البحار وكان في نسخة الاصل (نشاكم) بدل (نشاطا).

(3) وفى البرهان (فلما نزل اللحم إلى سفل العمود اه).

(4) كذا في المخطوطين ونسخة البرهان باختلاف يسير ذكرناه لكن في نسخة البحار اختلاف وزيادة بعد قوله: فاذا هو لا يرى شيئا اه وها هى: (ثم وقع في ظلمة لم ير ما فوقه وما تحته ففزع فالقى اللحم فأتبعه النسور منقضات فلما نظرت الجبال اليهن وقد أقبلن منقضات وسمعت حفيفهن فزعت وكادت ان تزول مخافة امر (وفى نسخة من امر (السماء اه) .

(5) البرهان ج 2: 321، البحار ج 5: 123.

[237]

نبات(1) كما دحاها أول مرة(2).

53 - عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام(3) عن قول الله: (يوم تبدل الارض غير الارض) قال: تبدل خبزة نقية يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الله: (وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام)(4) 45 - عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال له الابرش الكلبى(5) بلغنى انك قلت في قول الله: (يوم تبدل الارض غير الارض) انها تبدل خبزة؟ فقال أبوجعفر عليه السلام: صدقوا تبدل الارض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها، فضحك الابرش وقال: أما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز فقال ويحك في أى المنزلتين هم اشد شغلا وأسوء حالا، اذا هم في الموقف او في النار يعذبون؟ فقال: لا في النار فقال: ويحك وان الله يقول: (لآكلون من شجر من زقوم فمالئون منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم) قال: فسكت(6).

55 - وفى خبر آخر عنه فقال: وهم في النار لا يشغلون عن اكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب، فكيف يشتغلون عنه في الحساب؟(7).

___________________________________

(1) وفى نسخة البحار (النبك) ونقل المجلسى في بيانه عن الفيروز آبادى النبكة محركة وتسكن: اكمة محددة الرأس وربما كانت حمراء، وارض فيها صعود وهبوط، او التل الصغير، والجمع نبك ونبك (محركة) ونبوك انتهى. ثم قال: لا ينافى هذا الخبر ما مر وما سيأتى اذ كونها مستوية لا ينافى كون كلها او بعضها من خبز فتكون المغايرة مرادة على الوجهين معا.

(2) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221. الصافى ج 1: 894.

(3) وفى البرهان (أبا عبدالله عليه السلام) مكان (ابا جعفر عليه السلام) .

(4) البحار ج 3: 221. البرهان ج 2: 323.

(5) هو أبومجاشع بن الوليد من علماء العامة كان من خواص هشام بن عبدالملك وبقى إلى زمن المنصور وله مع منصور حكاية لطيفة ذكرها القمى رحمه الله في الكنى والالقاب فراجع ان شئت.

(6 - 7) البرهان ج 2: 323. البحار ج 3: 221.

[238]

56 - عن عبدالله بن سنان عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (يوم تبدل الارض غير الارض) قال: تبدل خبزة نقية يأكل منها حتى يفرغ فمن الحساب، فقال له قائل: انهم يومئذ في شغل عن الاكل والشرب؟ فقال له: ابن آدم خلق أجوف لا بد له من الطعام والشراب، أهم أشد شغلا أم هم في النار فقد استغاثوا؟ فقال: (وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل)(1).

57 - عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله في الارض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الارض فاسكنوها واحدا بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله آدم أبا هذا البشر وخلق ذريته منه، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها الله، ولا خلت النار من أراواح الكافرين منذ خلقها الله لعلكم ترون انه اذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان اهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير أبدان اهل النار مع أرواحهم في النار، ان الله تبارك وتعالى لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه [ بلى والله ليخلقن خلقا من غير فحولة ولا أناث يعبدونه ويوحدونه ] ويعظمونه ويخلق لهم ارضا تحملهم وسماء تظلهم أليس الله يقول: (يوم تبدل الارض غير الارض والسموات) وقال الله: (أفعيينا بالخلق الاول بل هم في لبس من خلق جديد)(2)

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 323. البجار ج 3: 221 .

(2) البحار ج 3: 398. البرهان ج 2: 324. الصافى ج 1: 895.

[239]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21404092

  • التاريخ : 20/04/2024 - 04:48

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net