00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة البرائة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير العياشي ( الجزء الثاني)   ||   تأليف : المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السل

من سورة البرائة...القسم الاول

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرأ سورة برائة و الانفال في كل شهر لم يدخله نفاق أبدا. وكان من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام حقا، واكل يوم القيمة من موائد الجنة مع شيعة على عليه السلام حتى يفرغ الناس من الحساب(1).

2 - عن داود بن سرحان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان الفتح في سنة ثمان، و براء‌ة في سنة تسع، وحجة الوداع في سنة عشر(2).

3 - عن أبى العباس عن أحدهما قال: الانفال وسورة براء‌ة واحدة(3).

4 - عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر مع براء‌ة إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل فقال: لا يبلغ عنك الا على، فدعا رسول الله صلى الله عليه وآله عليا فامره أن يركب ناقة العضباء(4) وأمره أن يلحق أبا بكر

___________________________________

(1) البحار ج 19: 69. البرهان ج 2: 58.

(2) البرهان ج 2: 100. البحار ج 6: 602 و 9: 56. الصافى ج 1: 681.

(3) البرهان ج 2: 100. البحار ج 19: 69. الصافى ج 1: 680.

(4) العضباء: اسم ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله قيل هو علم لها وقيل كانت مشقوقة الاذن وفى كلام الزمخشرى وهو منقول من قولهم ناقة عضباء وهى القصيرة اليد.

[74]

فيأخذ منه براء‌ة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبوبكر: أسخطة؟ فقال: لا الا انه انزل عليه لا يبلغ الا رجل منك، فلما قدم على مكة وكان يوم النحر بعد الظهر وهو يوم الحج الاكبر، قام ثم قال: انى رسول رسول الله اليكم، فقرأها عليهم: (براء‌ة من الله و رسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعه أشهر) عشرين من ذى الحجة ومحرم وصفر وشهر ربيع الاول، وعشرا من شهر ربيع الآخر، وقال: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة، ولا مشرك الا من كان له عهد عند رسول الله، فمدته إلى هذه الاربعة الاشهر(1).

5 - وفى خبر محمد بن مسلم فقال: يا على هل نزل في شئ منذ فارقت رسول الله؟ قال: لا ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد الا رجل منه، فوافى الموسم فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة ويوم النحر عند الجمار، وفى أيام التشريق كلها ينادى: (براء‌ة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الارض أربعة أشهر) ولا يطوفن بالبيت عريان(2).

6 - عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا والله ما بعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا بكر ببراء‌ة أهو كان يبعث بها معه ثم يأخذها منه؟ ! ولكنه استعمله على الموسم وبعث بها عليا بعدما فصل أبوبكر عن الموسم، فقال لعلى: حين بعثه انه لا يؤدى عنى الا أنا وأنت(3).

7 - عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: خطب على بالناس واخترط سيفه (4) وقال: لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن بالبيت [ مشرك ولا ] مشركة، ومن كانت له مدة فهو إلى مدته، ومن لم يكن له مدة فمدته أربعة أشهر، وكان خطب يوم النحر،

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. الصافى ج 1: 681 - 682. الوسائل ج 2 - ابواب الطواف باب 53.

(3) البحار ج 9: 56. البرهان ج 2: 101. ونقله الفيض في حاشية الصافى ج 1 682 عن الكتاب.

(4) اخترط السيف: استله اخرجه من غمده.

[75]

وكان عشرون من ذى الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر، وقال: يوم النحر يوم الحج الاكبر(1).

8 - وفى خبر أبى الصباح عنه فبلغ عن الله وعن رسوله بعرفة والمزدلفة وعند الجمار في ايام الموسم كلها ينادى (براء‌ة من الله ورسوله) ولا يطوفن عريان، ولا يقربن المسجد الحرام بعد عامنا هذا مشرك(2).

9 - عن حبيش(3) عن على عليه السلام ان النبى عليه وآله السلام حين بعثه ببراء‌ة وقال: يا نبى الله انى لست بلسن(4) ولا بخطيب قال ما بد ان أذهب بها أوتذهب بها انت، قال: فان كان لابد فساذهب أنا قال: فانطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك، ثم وضع يده على فمه وقال: انطلق فاقرأها على الناس، وقال: الناس سيتقاضون اليك، فاذا أتتك الخصمان فلا تقضين لواحد حتى يسمع الآخر، فانه أجدر أن تعلم الحق(5).

10 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله: (فسيحوا في الارض أربعة أشهر) قال: عشرين من ذى الحجة، والمحرم وصفر وشهر ربيع الاول وعشر من شهر ربيع الآخر(6).

11 - جعفر بن أحمد عن على بن محمد بن شجاع قال: روى أصحابنا قيل لابى عبدالله عليه السلام: لم صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال: ان الله جل ذكره أمر المشركين فقال: (فسيحوا في الارض أربعة اشهر) ولم يكن يقصر بوفده (برفده بوعده خ) عن ذلك(7).

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 9: 56 - 57. البرهان ج 2: 101. الصافى ج 1: 682 الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 53.

(3) وفى نسخ البحار والبرهان والوسائل (الحسن) بدل (الحبيش).

(4) اللسن ككتف: الفصيح البليغ.

(5) البحار ج 9: 57. البرهان ج 2: 101. الوسائل ج 3 ابواب آداب القاضى باب 4.

(6) البحار ج 21: 106. البرهان ج 2: 102.

(7) البرهان ج 2: 102

[76]

12 - عن حكيم بن الحسين عن على بن الحسين عليه السلام قال: والله ان لعلى لاسماء في القرآن ما يعرفه الناس، قال: قلت: وأى شئ تقول جعلت فداك؟ فقال لى (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) قال: فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين وكان على هو والله المؤذن، فاذن باذان الله ورسوله يوم الحج الاكبر من المواقف كلها، فكان ما نادى به أن لا يطوف بعد هذا العام عريان ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك.(1) .

13 - عن حريز عن أبى عبدالله عليه السلام قال في الاذان: هو اسم في كتاب الله لا يعلم ذلك أحد غيرى(2) 14 - عن حكيم بن جبير عن على بن الحسين عليه السلام في قول الله: (واذان من الله و رسوله) قال: الاذان أمير المؤمنين على عليه السلام.(3) .

15 - عن جابر عن [ جعفر بن محمد و ] ابى جعفر عليه السلام في قول الله: (واذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الاكبر) قال: خروج القائم وأذان دعوته إلى نفسه(4).

16 - عن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام قال: يوم الحج الاكبر يوم النحر، والحج الاصغر العمرة(5) 17 - وفى رواية ابن سرحان عنه عليه السلام قال: الحج الاكبر يوم عرفة وجمع(6) ورمى الجمار والحج الاصغر العمرة.(7)

___________________________________

(1 - 2) البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الوسائل ج 2 ابواب الطواف باب 53.

(3) البرهان ج 2: 102. البحار ج 9: 57. الصافى ج 1: 682 - 683

(4) البرهان ج 2: 102. اثباب الهداة ج 7: 99.

(5) البرهان ج 2: 102. الوسائل ج 2 ابواب العمرة باب 1 .

(6) وجمع بالفتح فالسكون: المشعر الحرام وهو اقرب الموقفين إلى مكة المشرفة ومنه حديث آدم عليه السلام ثم انتهى إلى جمع فجمع فيها بين المغرب والعشاء، قيل سمى به لان الناس يجتمعون فيه ويزدلفون إلى الله تعالى اى يتقربون اليه بالعبادة والخير والطاعة، و قيل لان آدم اجتمع فيها مع حواء فازدلف ودنا منها وقيل لانه يجمع فيه المغرب والعشاء (م) .

(7) البرهان ج 2: 102. الصافى ج 1: 683. الوسائل ج 2 ابواب العمرة باب 1 .

[77]

18 - وفى رواية ابن اذينة عن زرارة عنه قال: الحج الاكبر الوقوف بعرفة، و بجمع، وبرمى الجمار بمنى، والحج الاصغر العمرة.(1) .

19 - وفى رواية عبدالرحمن عنه قال: يوم الحج الاكبر يوم النحر، ويوم الحج الاصغر يوم العمرة.(2) .

20 - وفى رواية فضيل بن عياض عنه عليه السلام قال: سألته عن الحج الاكبر قال: ابن عباس كان يقول: عرفة قال أمير المؤمنين عليه السلام: الحج الاكبر يوم النحر ويحتج بقول الله: (فسيحوا في الارض أربعة اشهر) عشرون من ذى الحجة، والمحرم وصفر و شهر ربيع الاول، وعشر من شهر ربيع الاخر، ولو كان الحج الاكبر يوم عرفة لكان أربعة اشهر ويوما.(3) .

21 - عن جعفر بن محمد عن أبى جعفر عليه السلام ان الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله بخمسة أسياف، فسيف على مشركى العرب قال الله جل وجهه: (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فان تابوا) يعنى فان آمنوا (فاخوانكم في الدين) لايقبل منهم الا القتل او الدخول في الاسلام ولا تسبى لهم ذرية [ ومالهم فئ ].(4) .

22 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (فاذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) قال: هى يوم النحر إلى عشر مضين من شهر ربيع الآخر.(5) .

23 - عن حنان بن سدير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سمعته يقول دخل على اناس من

___________________________________

(1) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102.

(2) البحار ج 21: 75. الوسائل ج 2 أبواب العمرة باب 1 وقد سقط من نسخة البرهان ذيل الحديث السابق وصدر هذا الحديث فراجع.

(3) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 102.

(4 - 5) البحار ج 21: 75. البرهان ج 2: 106. الصافى ج 1: 682.

[78]

اهل البصرة فسألونى عن طلحة وزبير، فقلت لهم: كانا امامين من ائمة الكفر، ان عليا صلوات الله عليه يوم البصرة لما صف الخيول قال لاصحابه: لا تعجلوا على القوم حتى اعذر فيما بينى وبين الله وبينهم فقام اليهم فقال: يا أهل البصرة هل تجدون على جورا في الحكم؟ قالوا: لا، قال: فحيفا في قسم؟(1) قالوا: لا، قال: فرغبة في دنيا أصبتها لى ولاهل بيتى دونكم فنقمتم على فنكثتم على بيعتى؟ قالوا: لا، قال: فاقمت فيكم الحدود وعطلتها عن غيركم؟ قالوا: لا، قال: فما بال بيعتى تنكث و بيعة غيرى لا تنكث؟ انى ضربت الامر أنفه وعينه فلم أجد الا الكفر أو السيف، ثم ثنى إلى أصحابه فقال: ان الله يقول في كتابه (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والذى فلق الحبة وبرء النسمة واصطفى محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة، انكم(2) لاصحاب هذه الاية وما قوتلوا منذ نزلت.(3) .

24 - عن أبى الطفيل قال: سمعت عليا صلى الله عليه يوم الجمل وهو يحرض (يحض خ) الناس على قتالهم ويقول: والله ما رمى أهل هذه الاية بكنانة قبل هذا اليوم قاتلوا ائمة الكفر انهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون، فقلت لابى الطفيل: ما الكنانة؟ قال: السهم يكون موضع الحديد فيه عظم تسميه بعض العرب الكنانة.(4) .

25 - عن الحسن البصرى قال خطبنا على بن أبيطالب صلوات الله عليه على هذا المنبر وذلك بعدما فرغ من أمر طلحة والزبير وعايشة، صعد المنبر فحمد الله واثنى عليه و صلى على رسوله صلى الله عليه وآله، ثم قال: أيها الناس والله ما قاتلت هؤلاء بالامس الا بآية تركتها في كتاب الله ان الله يقول (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا ائمة الكفر انهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون) اما والله لقد عهد إلى رسول الله عليه وآله السلام وقال لى يا على لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة، والفئة المارقة.(5)

___________________________________

(1) وفى نسخة الصافى (في قسمة) وهو الظاهر.

(2) وفى نسختى الصافى والبرهان (انهم).

(3 - 4) البحار ج 8: 422. البرهان ج 2: 107. الصافى ج 1: 685 .

(5) البحار ج 8: 443.

البرهان ج 2: 107.

[79]

26 - عن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من طعن في دينكم هذا فقد كفر، قال الله (وطعنوا في دينكم) إلى قوله: (ينتهون)(1) .

27 - عن الشعبى قال: قرأ عبدالله (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم) إلى آخر الآية ثم قال: ما قوتل أهلها بعد، فلما كان يوم الجمل قرأها على عليه السلام ثم قال: ما قوتل أهلها منذ يوم نزلت حتى [ كان ] اليوم(2).  28 - عن أبى عثمان مولى بنى قصى قال: شهدت عليا [ صلى الله عليه سنته كلها فما سمعت منه ولاية ولا برائة وقد سمعته يقول: ] عذرنى الله من طلحة والزبير بايعانى طائعين غير مكرهين، ثم نكثا بيعتى من غير حدث أحدثته، والله ما قوتل أهل هذه الاية منذ نزلت حتى قاتلتهم (وان نكثوا ايمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم) الاية.(3) .

29 - عن على بن عقبة عن أبيه قال: دخلت أنا والمعلى على أبى عبدالله عليه السلام فقال: ابشروا انكم على احدى الحسنيين شفى الله صدوركم واذهب غيظ قلوبكم و أنالكم على عدوكم وهو قول الله: (ويشف صدور قوم مؤمنين) وان مضيتم قبل ان يروا ذلك مضيتم على دين الله الذى ارتضاه (رضيه خ) لنبيه عليه وآله السلام ولعلى عليه السلام.(4) .

30 - عن أبى الاعز التميمى(5) قال: انى لواقف يوم صفين اذا نظرت إلى العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبدالمطلب شاك في السلاح(6)، على رأسه مغفر وبيده صفيحة يمانية(7) وهو على فرس له ادهم وكان عينيه عينا أفعى، فبينا

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 107. الصافى ج 1: 686.

(2 - 3) البحار ج 8: 443. البرهان ج 2: 107. الصافى ج 1: 686 .

(4) البرهان ج 2: 108.

(5) وفى نسخة الصافى (التيمى) وفى البرهان (اليمنى).

(6) رجل شاك السلاح اى ذو شوكة وحدة في سلاحه.

(7) الصفيحة: السيف العريض.

[80]

هو يروض فرسه ويلين من عريكته(1) اذ هتف به هاتف من أهل الشام: يقال له عرار بن أدهم: يا عباس هلم إلى البراز قال: فالنزول اذا فانه اياس من القفول قال: فنزل الشامى ووجد وهو يقول: ان تركبوا فركوب الخيل عادتنا * او تنزلون فانا معشر نزل قال: وثنى عباس رجله(2) وهو يقول: ويصد عنك مخيلة الرجل العريض(3) موضحة عن العظم بحسام سفك أو لسانك والكلم الاصيل كارغب الكلم(4) قال: ثم عصب(5) فضلات درعه في حجزته(6) ثم دفع فرسه (قوسه خ) إلى غلام له يقال له: أسلم كانى أنظر إلى قلائد شعره، ودلف(7) كل واحد منهما إلى صاحبه، قال: فذكرت قول ابى ذؤيب: فتنازلا وتواقفت خيلاهما * وكلاهما بطل اللقاء مخدع(8)

___________________________________

(1) كذا في الاصل وفى نسخة البرهان (فبينا هو يعبث ويلين اه) وفى المنقول عن كتاب كشف الغمة (فبينا هو يمغته ويلين اه) وفى عيون الاخبار لابن قتيبة ج 2: 74 هكذا (وهو على فرس له صعب يمنعه اه) وراض الفرس: ذلله وجعله مطيعا ومسخرا وعلمه السير والعريكة. النفس والطبيعة وفلان لين العريكة اى سلس الخلق منقاد منكسر النخوة .

(2) وفى عيون الاخبار وركه - وهو ما فوق الفخذ - وثنى الشئ: عطفه .

(3) رجل عريض: يتعرض الناس بالشر.

(4) حسام السيف بضم الحاء -: طرفه الذى يضرب به.

(5) وفى عيون الاخبار (غضن) وهو من الغضن - بالفتح: الكسر في الجلد والثوب والدرع ولكن الظاهر هو المختار .

(6) حجزة الانسان: معقد السراويل والازار.

(7) دلف اليه: اسرع.

(8) وفى نسخة (فتبارزا) وقوله بطل اللقاء اى عند اللقاء. والمخدع: المجرب للامور. الذى خدع في الحرب مرة بعد مرة حتى حذق وصار مجربا.

[81]

قال: ثم تكافحا بسيفهما مليا(1) من نهارهما لا يصل واحد منها إلى صاحبه لكمال اللامة(2) إلى أن لحظ العباس وهيا(3) في درع الشامى فاهوى اليه بيده فهتكه إلى ثندوته(4) ثم عاود لمجاولته وقد أصحر له مفتق الدرع(5) فضربه العباس بالسيف فانتظم به جوانح صدره(6) وخر الشامى صريعابخده وام في الناس(7) وكبر الناس تكبيرة ارتجت لها الارض فسمعت قائلا يقول من ورائى (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء) فالتفت فاذا هو أمير المؤمنين على عليه السلام، وقال يا أبا الاعز من المبارز لعدونا؟ قلت: هذا ابن شيخكم العباس بن ربيعة، قال: يا عباس قال: لبيك، قال: ألم أنهك وحسنا وحسينا وعبدالله بن جعفر ان تخلوا بمركز أو تباشرو احدثا؟ قال: ان ذلك لذلك(8) قال: فما عدا مما بدا؟ قال: أفادعى إلى البراز يا اميرالمؤمنين فلا أجيب جعلنى الله فداك؟ قال: نعم طاعة امامك أولى بك من اجابة عدوك، ود معوية انه ما بقى من بنى هاشم نافخ ضرمة الا طعن في نيطه(9) اطفأ لنور الله

___________________________________

(1) تكافحا اى تضاربا والملى: الساعة الطويلة من النهار. الزمان الطويل.

(2) اللامة: الدرع.

(3) الوهى: الشق في الشئ.

(4) هتك الثوب: شقه طولا. والثندوة بضم الثاء المثلثة وسكون النون وضم الدال المهملة: للرجل بمنزلة الثدى للمرأة.

(5) جاوله مجاولة: دافعه وطارده. واصحر الشئ: اظهره ومفتق الثوب مشقه.

(6) الجوانح جمع الجانحة: الاضلاع تحت الترائب مما يلى الصدر كالضلوع مما يلى الظهر.

(7) وفى نسخة البحار (وسمى العباس).

(8) وفي عيون الاخبار (ان ذلك، يعنى نعم).

(9) الضرمة: النار يقال: ما بالدار نافخ ضرمة اى احد. والنيط: نياط القلب وهو العرق الذى القلب متعلق به فاذا طعن مات صاحبه. وقال في اللسان بعد ان اورد هذا الحديث في مادة (نيط) معناه: الامات.

[82]

ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره المشركون، اما والله ليملكنهم منا رجال، ورجال يسومونهم الخسف حتى يتكففوا بأيديهم(1) ويحفروا الآبار ان عادوا لك فقل لى (2) قال: ونمى الخبر إلى معوية(3) فقال: والله دم عرار الا رجل يطلب بدم عرار؟ قال: فانتدب له رجلان من لخم، فقالا: نحن له قال: اذهبا فأيكما قتل العباس برازا فله كذا وكذا، فأتياه فدعواه إلى البراز، فقال: ان لى سيدا اؤمره، قال: فأتى أمير المؤمنين عليه السلام فأخبره فقال: ناقلنى سلاحك بسلاحى، فناقله قال: وركب أمير المؤمنين عليه السلام على فرس العباس ودفع فرسه إلى العباس وبرز إلى الشاميين، فلم يشكا أنه العباس فقالا له: اذن لك سيدك؟ فخرج(4) أن يقول نعم فقال: (اذن للذين يقاتون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير) قال: فبرز اليه أحدهما فكأنما اختطفه(5) ثم برز اليه الثانى فالحقه بالاول وانصرف وهو يقول: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) ثم قال: يا عباس خذ سلاحك وهات سلاحي، قال ونمى الخبر إلى معاوية فقال: قبح الله اللجاج انه لقعود ما ركبته قط الا خذلت، فقال عمرو بن العاص: المخذول والله اللخميان لا أنت، قال: اسكت أيها الشيخ فليس [ هذه ] من ساعاتك، قال: فان لم يكن رحم الله اللخميين وما أراه يفعل ! قال: ذلك والله أضيق لجحرك وأخسر لصفقتك، قال: أجل ولو لا مصر لقد كانت المنجاة منها، فقال: هى والله أعمتك ولولاها لالفيت بصيرا(6)

___________________________________

(1) تكفف الناس: مد كفه اليهم بالمسألة.

(2) وفى جملة من النسخ (فعد إلى).

(3) نمى الحديث إلى فلان: ارتفع اليه.

(4) وفى نسخة البرهان (فتخرج) والظاهر انه تصحيف تحرج اى جانب الحرج وهو الاسم والمعنى انه عليه السلام احترز عن الكذب فقال اه.

(5) اختطف الشئ: اجتذبه واستلبه بسرعة. وفى بعض النسخ (اخطأه) .

(6) البحار ج 8: 515. البرهان ج 2: 108. ونقله الفيض في الصافى ج 1: 686 عن الكتاب مختصر أيضا.

[83]

31 - عن ابى العباس عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أتى رجل النبى صلى الله عليه وآله فقال: بايعنى يا رسول الله، فقال: على أن تقتل أباك؟ [ قال فقبض الرجل يده، ثم قال: بايعنى يا رسول الله قال على أن تقتل اباك فقال الرجل: نعم على ان اقتل ابى فقال رسول الله عليه وآله السلام: إلى من حين من يتخذ من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة(1) انا لا نأمرك ان تقتل والديك، ولكن نأمرك أن تكرمهما(2).

32 - عن ابن ابان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: يا معشر الاحداث اتقوا الله ولا تأتوا الرؤساء دعوهم حتى يسيروا أذنابا، لا تتخذوا الرجال ولايج من دون الله انا والله خير لكم منهم، ثم ضرب بيده إلى صدره(3).

33 - عن أبى الصباح الكنانى قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا ابا الصباح اياكم والولايج فان كل وليجة دوننا فهى طاغوت [ او قال ند ](4) .

34 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان امير المؤمنين صلوات الله عليه قيل له: يا أمير المؤمنين أخبرنا بأفضل مناقبك؟ قال: نعم كنت أنا وعباس وعثمان بن أبى شيبة في المسجد الحرام، قال عثمان بن ابى شيبة: أعطانى رسول الله صلى الله عليه وآله الخزانة يعنى مفاتيح الكعبة، وقال العباس: أعطانى رسول الله صلى الله عليه وآله السقاية وهى زمزم ولم يعطك شيئا يا على، قال: فانزل الله (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله)(5).

35 - عن أبى بصير عن أحدهما في قول الله: (اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) قال: نزلت في على وحمزة وجعفر والعباس وشيبة انهم فخروا في السقاية والحجابة، فأنزل الله: (أجعلتم سقاية الحاج) إلى قوله: (واليوم الآخر) الآية، فكان على وحمزة وجعفر والعباس عليهم السلام الذين آمنوا بالله واليوم الآخر و جاهدوا في سبيل الله لا يستوون عند الله(6).

___________________________________

(1) الوليجة: البطانة وخاصتك من الرجال أو من تتخذه معتمدا عليه من غير اهلك.

(2 - 4) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 109.

(5 - 6) البحار ج 9: 317. البرهان ج 2: 110. الصافى ج 1: 688

[84]

36 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن هذه الآية في قول الله: (يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء) إلى قوله: (الفاسقين) فاما لا تتخذوا آبائكم واخوانكم اولياء ان استحبوا الكفر على الايمان، فان الكفر في الباطن في هذه الآية ولاية الاول والثانى وهو كفر، وقوله على الايمان فالايمان ولاية على بن أبيطالب عليه السلام، قال: (فمن يتولهم منكم فاولئك هم الظالمون)(1).

37 - يوسف بن السخت قال: اشتكى المتوكل شكاة شديدة فنذر لله ان شفاه الله يصدق بمال كثير، فعوفى من علته فسأل أصحابه عن ذلك فأعلموه ان أباه تصدق بثمانمأة(2) ألف الف درهم وان أراه تصدق بخمسة الف الف درهم فاستكثر ذلك، فقال أبويحيى بن أبى منصور المنجم لو كتبت إلى ابن عمك يعني أبا الحسن عليه السلام فامر أن يكتب له فيسئله فكتب اليه، فكتب أبوالحسن: تصدق بثمانين درهم، فقالوا: هذا غلط سلوه من أين؟ قال: هذا(3) من كتاب الله قال الله لرسوله: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) والمواطن التى نصر الله رسوله عليه وآله السلام فيها ثمانون موطنا، فثمانين درهما من حله مال كثير(4).

38 - عن عجلان عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله الله تعالى (ويوم حنين اذ أعجبتكم كثرتكم) إلى (ثم وليتم مدبرين) فقال: أبوفلان(5).

39 - عن الحسن بن على بن فضال قال: قال أبوالحسن على الرضا عليه السلام للحسن بن أحمد: أى شئ السكينة عندكم؟ قال: لا أدرى جعلت فداك أى شئ هو؟ فقال: ريح من الله(6) تخرج طيبة لها صورة كصورة وجه الانسان، فتكون مع الانبياء،

___________________________________

(1) البحار ج 8: 220. البرهان ج 2: 111.

(2) وفى بعض النسخ (بثمانية) .

(3) وفى نور الثقلين سلوه من اين قال هذا؟ فكتب قال الله.

(4) البحار ج 23: 147. البرهان ج 1: 112.

(5) البحار ج 8: 220. البرهان ج 1: 112. الصافى ج 1: 690.

(6) وفى رواية الكلينى رحمه الله (من الجنة) بدل (من الله).

[85]

وهى التى نزلت على ابراهيم خليل الرحمن حيث بنى الكعبة، فجعلت تأخذ كذا وكذا فبنى الاساس عليها(1) 40 - عن عبدالملك بن عتبة الهاشمى عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه قال: قال: من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفى المسلمين من هو أعلم منه فهو ضال متكلف، قاله لعمر بن عبيد حيث سأله أن يبايع عبدالله بن الحسن(2).

41 - عن زرارة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: ما حد الجزية على أهل الكتاب وهل عليهم في ذلك شئ موظف لا ينبغى ان يجاوزه إلى غيره؟ قال: فقال لا ذاك إلى الامام يأخذ منهم من كل انسان ما شاء على قدر ماله، وما يطيق انما هم قوم فدوا أنفسهم من أن يستعبدوا أو يقتلوا فالجزية تؤخذ منهم ما يطيقون له أن يأخذهم بها حتى اذا يسلموا فان الله يقول: (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) وكيف يكون صاغرا وهو لا يكترث(3) لما يؤخذ منه، لا حتى يجد ذلا لما أخذ منه فيألم لذلك فيسلم(4).

42 - عن حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: ان الله بعث محمدا صلى الله عليه واله بخمسة أسياف، فسيف على أهل الذمة، قال الله: (وقولوا للناس حسنا) نزلت في أهل الذمة ثم نسختها أخرى قوله: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر) إلى وهم (صاغرون) فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا أداء الجزية او القتل ويؤخذ مالهم، وتسبى ذراريهم، فاذا قبلوا الحزية ما حل لنا نكاحهم ولا ذبائحهم ولا يقبل منهم الا أداء الجزية أو القتل(5).

___________________________________

(1) البحار ج 7: 331 و 21: 12. البرهان ج 1: 112 .

(2) البرهان ج 1: 115.

(3) قال في المجمع: في الحديث لا يكترث لهذا الامر اى لا يعبأ به ولا يباليه ومنه حديث أهل الكتاب في الجزية كيف يكون صاغرا ولا يكترث لما يؤخذ منه ولا يستعمل الا في النفى.

(4) البحار ج 21: 109. البرهان ج 2: 116. الصافى ج 1: 694.

(5) البرهان ج 2: 116. البحار ج 21: 109.

[86]

43 - عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اشتد غضب الله على اليهود حين قالوا غزير ابن الله واشتد غضب الله على النصارى حين قالوا المسيح ابن الله، واشتد غضب الله من أراق دمى وآذانى في عترتى(1).

44 - عن يزيد بن عبدالملك عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انه لن يغضب لله شئ كغضب الطلح(2) والسدر، ان الطلح كانت كالاترج، والسدر كالبطيخ، فلما قالت اليهود: يد الله مغلولة نقصا حملهما فصغر فصار له عجم، واشتد العجم، فلما أن قالت النصارى المسيح بن الله اذعرتا فخرج لهما هذا الشوك ونقصتا حملهما، وصار الشوك إلى هذا الحمل وذهب حمل الطلح، فلا يحمل حتى يقوم قائمنا [ ان تقوم الساعة ثم ] قال: من سقى طلحة أو سدرة فكأنما سقى مؤمنا من ظمان.(3) .

45 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله تعالى: (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) قال: اما والله ما صاموا لهم ولا صلوا، ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فأتبعوهم.

46 - وقال في خبر آخر [ عنه ] ولكنهم أطاعوهم في معصية الله.(4) .

47 - عن جابر عن أبى عبدالله عليه السلام قال سألته عن قول الله: (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) قال: اما انهم لم يتخذوهم آلهة الا أنهم احلوا حراما فأخذوا به، وحرموا حلالا(5) فأخذوا به، فكانوا أربابهم من دون الله.(6)

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 120. الصافى ج 1: 695.

(2) الطلح: شجر حجازية ومنابتها بطون الاودية ولها شوك كثير ويقال لها ام غيلان ايضا تأكل الابل منها أكلا كثيرا. وقيل: كل شجر عظيم كثير الشوك.

(3) البحار ج 4: 59. البرهان ج 2: 120

(4) البحار ج 7: 141. البرهان ج 2: 120.

(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخ البحار والبرهان والصافى ولرواية الكلينى رحمه الله في الكافى لكن في نسخة الاصل هكذا (أحلوا لهم حلالا وحرموا حراما) وكذا في الحديث الآتى.

(6) البحار ج 4: 59 و 7: 141: البرهان ج 2: 120. الصافى ج 1: 695.

[87]

48 - وقال أبوبصير قال أبوعبدالله: ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم، ولكنهم أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم حلالا فكانوا يعبدونهم من حيث لا يشعرون.(1) .

49 - عن حذيفة سئل عن قول الله: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) فقال: لم يكونوا يعبدونهم ولكن كانوا اذا أحلوا لهم أشياء استحلوها، واذا حرموا عليهم حرموها(2) .

50 - عن أبى المقدام عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون يكون ان لا يبقى أحد الا أقر بمحمد صلى الله عليه واله.

51 - وقال في خبر آخر عنه قال: (ليظهره الله) في الرجعة(3) .

52 - عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام: (هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) قال: اذا خرج القائم لم يبق مشرك بالله العظيم ولا كافر الا كره خروجه(4) .

53 - عن سعدان عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (الذين يكنزون الذهب والفضة) انما عنى بذلك ما جاوز ألفى درهم(5) .

54 - عن معاذ بن كثير صاحب الاكسية قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام قال: موسع على شيعتنا ان ينفقوا مما في ايديهم بالمعروف، فاذا قام قائمنا حرم على كل ذى كنز كنزه حتى يأتيه فيستعين به على عدوه وذلك قول الله: (الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم)(6) .

55 - عن الحسين بن علوان عمن ذكره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: المؤمن

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 4: 59 و 7: 141. البرهان ج 2: 120. الصافى ج 1: 695.

(3 - 4) البحار ج 13: 190. البرهان ج 2: 121. الصافى ج 1: 697. اثبات الهداة ج 7: 99.

(5 - 6) البحار ج 15 (ج 3): 102. البحار ج 2: 122. الصافى ج 1: 699

[88]

كان(1) عنده من ذلك شئ ينفقه على عياله ما شاء ثم اذا قام القائم فيحمل اليه ما عنده، فما بقى من ذلك يستعين به على أمره فقد أدى ما يجب عليه(2) .

56 - عن أبى خالد الواسطى قال: أتيت أبا جعفر يوم شك فيه من رمضان فاذا مائدة موضوعة وهو يأكل ونحن نريد أن نسئله، فقال: ادنوا الغداء اذا كان مثل هذا اليوم لم يحكم فيه سبب ترونه فلا تصوموا، ثم قال: حدثنى أبى عن على بن الحسين عن امير المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه واله لما ثقل في مرضه قال: يا ايها الناس ان السنة اثنا عشر شهرا منها اربعة حرم، ثم قال بيده: رجب مفرد، وذو القعدة وذو الحجة، والمحرم ثلث متواليات، ألا وهذا الشهر المفروض رمضان فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فاذا خفى الشهر فأتموا العدة، شعبان ثلثين، وصوموا الواحد والثلثين، وقال بيده: الواحد والاثنين والثلثة، ثم ثنى ابهامه ثم قال ايها الناس شهر كذا وشهر كذا.

وقال على عليه السلام: صمنا مع رسول الله صلى الله عليه واله تسعا وعشرين ولم نقضه ورآه تماما(3) 57 - عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: كنت عنده قاعدا خلف المقام وهو محتب(4) مستقبل القبلة فقال: اما النظر اليها عبادة وما خلق الله بقعة من الارض احب اليه منها ثم اهوى بيده إلى الكعبة ولا أكرم عليه منها لما (ولها خ ل) حرم الله الاشهر الحرم في كتابه (يوم خلق السموات والارض) ثلثة اشهر متوالية وشهر مفرد للعمرة قال ابوعبدالله عليه السلام: شوال وذو القعدة وذو الحجة ورجب(5) .

58 - عن عبدالله بن محمد الحجال قال: كنت عند ابى الحسن الثانى عليه السلام و معى الحسن بن الجهم، قال له الحسن: انهم يحتجون علينا بقول الله تبارك وتعالى:

___________________________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق للبحار ولكن في الاصل (المأمون) بدل المؤمن.

(2) البحار ج 15 (ج 3): 102.البرهان ج 2: 122.

(3) البحار ج 20: 77. البرهان ج 2: 124.

(4) احتبى بالثوب: اشتمل به وقيل جمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ليستند .

(5) البحار ج 21: 12. البرهان ج 2: 124.

[89]

(ثانى اثنين اذ هما في الغار) قال: وما لهم في ذلك؟ فوالله لقد قال الله: (فأنزل الله سكينته على رسوله) وما ذكره فيها بخير، قال قلت له: انا جعلت فداك وهكذا تقرؤنها، قال: هكذا قرأتها قال زرارة: قال أبوجعفر عليه السلام: فأنزل الله سكينته على رسوله ألا ترى ان السكينة انما نزلت على رسوله (وجعل كلمة الذين كفروا السفلى) فقال: هو الكلام الذى تكلم به عتيق رواه الحلبى عنه(1).

59 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك) الاية انهم يستطيعون وقد كان في علم الله انه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا(2).

60 - عن المغيرة قال: سمعته يقول في قول الله: (ولو أرادوا الخروج لاعدوا له عدة) قال: يعنى بالعدة النية، يقول: لو كان لهم نية لخرجوا.(3) .

61 - عن يوسف بن ثابت عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قيل له: لما دخلنا عليه انا أحببناكم لقرابتكم من رسول الله صلى الله عليه واله، ولما أوجب الله من حقكم، ما أحببناكم لدنيا نصيبها منكم الا لوجه الله والدار الآخر، وليصلح امرء منا دينه، فقال أبوعبدالله: صدقتم صدقتم ومن أحبنا جاء معنا يوم القيمة هكذا - ثم جمع بين السبابتين - وقال: والله لو ان رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله بغير ولايتنا لقيه غير راض أو ساخط عليه، ثم قال: وذلك قول الله: (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم الا انهم كفروا بالله ورسوله) إلى قوله: (وهم كافرون) ثم قال: وكذلك الايمان لا يضر معه عمل، وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل.(4) .

62 - عن اسحق بن غالب قال: قال ابو عبدالله عليه السلام: يا اسحق كم ترى اهل هذه الآية (ان اعطوا منها رضوا وان لم يعطوا منها اذا هم يسخطون)؟ قال: هم هامس(1) البحار ج 6: 421. البرهان ج 2: 128.

الصافى ج 1: 703.

(2) البحار ج 6: 627. البرهان ج 2: 129. الصافى ج 1: 703.

(3) البحار ج 6: 627. البرهان ج 2: 132.

(4) البحار ج 7: 398. البرهان ج 2: 133.

[90]

اكثر من ثلثى الناس(1).

63 - عن سماعة قال: سألته عن الزكوة لمن يصلح أن يأخذها؟ فقال: هى للذين قال الله في كتابه: (للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم و في الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله) وقد تحل الزكوة لصاحب ثلثمأة درهم وتحرم على صاحب خمسين درهما فقلت له: وكيف يكون هذا؟ قال: اذا كان صاحب الثلثمأة درهم له مختار (عيال خ ل) كثير فلو قسمها بينهم لم يكفهم، فلم يعفف عنها نفسه، وليأخذها لعياله، واما صاحب الخمسين فانها تحرم عليه اذا كان وحده وهو محترف يعمل بها، وهو يصيب فيها ما يكفيه ان شاء الله(2).

64 - عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام عن الفقير والمسكين قال: الفقير الذى يسئل، والمسكين أجهد منه الذى لا يسئل(3).

65 - عن أبى بصير قال: قلت لابى عبدالله: (انما الصدقات للفقراء والمساكين) قال: الفقير الذى يسئل والمسكين أجهد منه والبائس أجهدهما.(4) .

66 - عن أحمد بن محمد بن ابى نصر عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل أوصى بسهم من ماله وليس يدرى أى شئ هو؟ قال: السهام ثمانية، ولذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه واله، ثم تلا (انما الصدقات للفقراء والمساكين) إلى آخر الآية ثم قال: ان السهم واحد من ثمانية(5).

67 - عن أبى مريم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (انما الصدقات) إلى آخر الآية، فقال: ان جعلتها فيهم جميعا، وان جعلتها لواحد أجزء عنك(6).

68 - عن زرارة عن أبى عبدالله قال: قلت: أرأيت قوله: (انما الصدقات)

___________________________________

(1) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 134. الصافى ج 1: 707.

(2 - 4) البرهان ج 2: 136. البحار ج 20: 16 وفى البرهان (فيكفيه) بدل (ما يكفيه .

(5) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 136.

(6) البحار ج 20: 160. البرهان ج 2: 136 - 137

[91]

إلى آخر الاية، كل هؤلاء يعطى ان كان لا يعرف؟ قال: ان الامام يعطى هؤلاء جميعا لانهم يقرون له بالطاعة، قال قلت له: فان كانوا لا يعرفون؟ فقال: يا زرارة لو كان يعطى من يعرف دون من لا يعرف لم يوجد لها موضع، وانما كان يعطى من لا يعرف ليرغب في الدين فيتثبت عليه واما اليوم فلا تعطها أنت وأصحابك الا من يعرف(1) .

69 - عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام في قوله: (والعاملين عليها) قال: هم السعاة(2).

70 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام في قوله: (والمؤلفة قلوبهم) قال: هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله تبارك وتعالى وشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله، وهم في ذلك شكاك من بعد ما جاء به محمد صلى الله عليه واله فأمر الله نبيهم أن يتألفهم بالمال والعطاء لكى يحسن اسلامهم، ويثبتوا على دينهم الذين قد دخلوا فيه، وأقروا به وان رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين تألف رؤسهم من رؤس العرب من قريش وساير مضر، منهم أبوسفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفزارى وأشباههم من الناس، فغضبت الانصار فأجمعوا إلى سعد بن عبادة(3) فانطلق بهم إلى رسول الله صلى الله عليه واله بالجعرانة(4) فقال: يا رسول الله أتأذن لى في الكلام؟ قال: نعم، فقال: ان كان هذا الامر من هذه الاموال التى قسمت بين قومك شيئا أمرك الله به رضينا، وان كان غير ذلك لم نرض، قال زرارة: فسمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 136 - 137 وقوله (السعاة) اى السعاة في اخذها وجمعها وحفظها حتى يؤدوها إلى من يقسمها.

(3) وهو رئيسهم.

(4) الجعرانة - بتسكين العين والتخفيف وقد تكسر وتشدد الراء -. موضع بين مكة والطائف على سبعة اميال من مكة وهى احد حدود الحرم وميقات للاحرام، سميت باسم ريطة بنت سعد وكانت تلقب بالجعرانة، وهى التى أشار اليها قوله تعالى (كالتى نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا اه).

[92]

رسول الله: يا معشر الانصار كلكم على مثل قول سعد [ سيدكم؟ ] قالوا: الله سيدنا و رسوله فأعادها عليه ثلث مرات كل ذلك يقولون: الله سيدنا ورسوله، ثم قالوا بعد الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه قال زرارة: سمعت أبا جعفر يقول: فحط الله نورهم وفرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن(1).

71 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليه السلام و (المؤلفة قلوبهم) قال: قوم تألفهم رسول الله وقسم فيهم الشئ قال زرارة قال أبوجعفر عليه السلام: فلما كان في قابل جاء‌وا بضعف الذين اخذوا وأسلم ناس كثير، قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وآله خطيبا فقال: هذا خير ام الذى قلتم؟ قد جاء‌وا من الابل بكذا وكذا ضعف ما أعطيتهم وقد اسلم لله عالم وناس كثير والذى نفسى (نفس محمد خ ل) بيده، لوددت ان عندى ما أعطى كل انسان ديته على أن يسلم لله رب العالمين عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام نحوه(2).

72 - قال الحسن بن موسى من غير هذا الوجه ايضا رفعه رجل منهم حين قسم النبى صلى الله عليه وآله غنايم حنين ان هذه القسمة ما يريد الله بها؟ فقال له بعضهم: يا عدو الله تقول هذا لرسول الله؟ ثم جاء إلى النبى صلى الله عليه وآله فأخبر مقالته، فقال عليه السلام: قد أوذى أخى موسى بأكثر من هذا فصبر، قال: وكان يعطى لكل رجل من المؤلفة قلوبهم مأة راحلة(3).

73 - عن سماعة عن أبى عبدالله عليه السلام أو ابى الحسن عليه السلام قال: ذكر احدهما ان رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غنيمة حنين وكان يعطى المؤلفة قلوبهم يعطى الرجل منهم مأة راحلة ونحو ذلك، وقسم رسول الله صلى الله عليه وآله حيث أمر فأتاه ذلك الرجل قد أزاغ الله قلبه وران عليه(4) فقال له: ما عدلت حين قسمت، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ويلك ما تقول ألم تر قسمت الشاة حتى لم يبق معى شاة، أولم

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 137.

(3) البرهان ج 2: 137.

(4) ران على قلبه: غلب عليه.

[93]

أقسم البقرة حتى لم يبق معى بقرة واحدة، اولم أقسم الابل حتى لم يبق معى بعير واحد؟ فقال بعض أصحابه له: اتركنا يا رسول الله حتى نضرب عنق هذا الخبيث فقال: لا هذا يخرج في قوم يقرؤن القرآن لا يجوز تراقيهم، بلى قاتلهم الله(1).

74 - عن زرارة قال: قال: دخلت أنا وحمران على أبى جعفر عليه السلام فقلنا: انا بهذا المطهر(2) فقال: وما المطهر؟ قلنا: الدين فمن وافقنا من علوى أو غيره توليناه، ومن خالفنا برئنا منه من علوى أو غيره قال: [ تارك ] اذ قول الله أصدق من قولك فأين الذى قال الله: (الا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) اين المرجون لامر الله؟ أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا أين أصحاب الاعراف؟ اين المؤلفة قلوبهم؟ فقال زرارة: ارتفع صوت ابى جعفر وصوتى حتى كان يسمعه من على باب الدار، فلما كثر الكلام بينى وبينه قال لى: يا زرارة حقا على الله أن يدخلك الجنة(3).

75 - عن العيص بن القاسم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان أناسا من بنى هاشم أتوا رسول الله صلى الله عليه واله فسألوه أن يستعملهم على صدقة المواشى والنعم، فقالوا: يكون لنا هذا السهم الذى جعله الله للعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم فنحن أولى به فقال رسول الله صلى الله عليه واله: يا بنى عبدالمطلب ان الصدقة لا تحل لى ولا لكم ولكن وعدت الشفاعة، ثم قال: أنا أشهد انه قد وعدها فما ظنكم يا بنى عبدالمطلب اذ أخذت بحلقة باب الجنة أترونى مؤثرا عليكم غيركم؟(4).

76 - عن أبى اسحق عن بعض أصحابنا عن الصادق عليه السلام قال: سأل عن مكاتب عجز عن مكاتبته وقد أدى بعضها؟ قال: يؤدى من مال الصدقة ان الله يقول في كتابه (وفى الرقاب)(5).

77 - عن زرارة قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: عبد زنى؟ قال يجلد نصف الحد

___________________________________

(1) البحار ج 6: 613. البرهان ج 2: 137 .

(2) كذا في الاصل وفى بعض النسخ (المطمر) بدل (المطهر) و (الذين من وافقنا اه) مكان (الدين فمن

وافقنا اه) .

(3) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 138.

(4 - 5) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138

[94]

قال: قلت فانه عاد فقال: يضرب مثل ذلك، قال: قلت فانه عاد؟ قال: لا يزاد على نصف الحد، قال: قلت: فهل يجب عليه الرجم في شئ من فعله؟ فقال: نعم، يقتل وفى الثامنة ان فعل ذلك ثمان مرات، فقلت: فما الفرق بينه وبين الحر وانما فعلهما واحد؟ فقال: ان الله تعالى رحمه ان يجمع عليه ربق(1) الرق وحد الحر، قال ثم قال: على امام المسلمين أن يدفع ثمنه إلى مولاه من سهم الرقاب(2) .

78 - عن الصباح بن سيابة قال: ايما مسلم مات وترك دينا لم يكن في فساد وعلى اسراف فعلى الامام أن يقضيه، فان لم يقضه فعليه اثم ذلك، ان الله يقول: (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم والغارمين ( فهو من الغارمين وله سهم عند الامام فان حبسه فاثمه عليه.(3) .

79 - عن عبدالرحمن بن الحجاج ان محمد بن الخالد سأل أبا عبدالله عليه السلام عن الصدقات قال: أقسمها فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين ينادون نداء الجاهلية، قلت: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل يقول: يا آل بنى فلان فيقع فيهم القتل والدماء فلا يؤدى ذلك من سهم الغارمين، والذين يغرمون من مهور النساء، قال: ولا أعلمه الا قال: ولا الذين لا يبالون بما صنعوا من أموال الناس.(4) .

80 - عن محمد القصرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الصدقة؟ فقال: اقسمها فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين يغرمون في مهور النساء ولا الذين ينادون بنداء الجاهلية قال: قلت: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل يقول: يا آل بنى فلان فيقع بينهم القتل، ولا يؤدى ذلك من سهم الغارمين، والذين لا يبالون ما صنعوا بأموال الناس.(5) .

81 - عن الحسن بن راشد قال: سألت العسكرى بالمدينة عن رجل أوصى

___________________________________

(1) الربق - بالكسر -: حبل فيه عدة عرى يشد به البهم كل عروة منه ربقة.

(2 - 5) البحار ج 20: 16. البرهان ج 2: 138.

[95]

من سورة البرائة...القسم الثاني

بمال في سبيل الله: فقال سبيل الله شيعتنا(1) .

82 - عن الحسن بن محمد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: ان رجلا أوصى لى في سبيل الله قال: فقال لى: اصرف في الحج، قال: قلت: انه أوصى في السبيل؟ قال اصرفه في الحج، فانى لا أعلم سبيلا من سبيله أفضل من الحج.(2) .

83 - عن حماد بن عثمان عن أبى عبدالله عليه السلام قال: انى أردت ان أستبضع فلانا بضاعة إلى اليمن، فاتيت إلى أبى جعفر عليه السلام فقلت: انى اريد ان استبضع فلانا فقال لى: أما علمت انه يشرب الخمر؟ فقلت: قد بلغنى من المؤمنين انهم يقولون ذلك، فقال: صدقهم فان الله يقول: (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين) فقال: يعنى يصدق الله ويصدق المؤمنين لانه كان رؤفا رحيما بالمؤمنين(3) .

84 - عن جابر الجعفى قال: قال أبوجعفر عليه السلام: نزلت هذه الآية: (ولئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب) إلى قوله: (نعذب طائفة) قال: قلت لابى جعفر عليه السلام تفسير هذه الآية؟ قال: تفسيرها والله ما نزلت آية قط الا ولها تفسير ثم قال: نعم نزلت في التيمى والعدوى والعشرة معهما(4) انهم اجتمعوا اثنا عشر، فكمنوا لرسول الله صلى الله عليه واله في العقبة وائتمروا بينهم ليقتلوه، فقال بعضهم لبعض: ان فطن نقول انما كنا نخوض ونلعب، وان لم يفطن لنقتلنه، فانزل الله هذه الاية (ولئن سئلتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب) فقال الله لنبيه (قل أبالله وآياته ورسوله) يعنى محمدا صلى الله عليه وآله (كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد ايمانكم ان نعف عن طائفة منكم) يعنى عليا ان يعف عنهما في أن يلعنهما على المنابر ويلعن غيرهما فذلك قوله تعالى: (ان نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة)(5) .

85 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام (نسوا الله) قال: قال تركوا طاعة الله (فنسيهم)

___________________________________

(1 - 3) البحار ج 23: 49. البرهان ج 2: 138.

(4) وفى بعض النسخ هكذا (نزلت في عدد بنى امية والعشرة معها) ولكن الظاهر هو المختار.

(5) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 140.

[96]

قال فتركهم(1) .

86 - عن أبى معمر السعدى (السعدانى خ) قال: قال على عليه السلام: في قول الله (نسوا الله فنسيهم) فانما يعنى انهم نسوا الله في دار الدنيا فلم يعملوا له بالطاعة، و لم يؤمنوا به وبرسوله، فنسيهم في الآخرة، اى لم يجعل لهم في ثوابه نصيبا فصاروا منسيين من الخير(2).

87 - عن صفوان الجمال قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: بابى أنت وامى تأتينى المرأة المسلمة قد عرفتنى بعملى وعرفتها باسلامها، وحبها واياكم وولايتها لكم وليس لها محرم، قال: فاذا جاء‌تك المرأة المسلمة فاحملها فان المؤمن محرم المؤمنة، وتلا هذه الاية (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض)(3) .

88 - عن ثوير عن على بن الحسين عليه السلام قال: اذا صار أهل الجنة في الجنة و دخل ولى الله إلى جناته ومساكنه واتكأ كل مؤمن [ منهم ] على أريكته حفته خدامه وتهدلت(4) عليه الثمار وتفجرت حوله العيون، وجرت من تحته الانهار، وبسطت له الزرابى وصففت له النمارق(5) وأتته الخدام بما شائت شهوته من قبل ان يسئلهم ذلك، قال: ويخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثون بذلك ما شاء الله، ثم ان الجبار يشرف عليهم فيقول لهم: اوليائى وأهل طاعتى وسكان جنتى في جوارى ألا هل انبئكم بخير مما أنتم فيه ! فيقولون: ربنا وأى شئ خير مما نحن فيه [ نحن ] فيما اشتهت أنفسنا ولذت أعيينا من النعم في جوار الكريم، قال: فيعود عليهم

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 2: 131. الصافى ج 1: 712. البرهان ج 2: 144.

(3) البرهان ج 2: 144.

(4) تهدلت الثمرة: تدلت اى تعلقت واسترسلت.

(5) الزرابى - بتشديد الياء - جمع الزربية: البساط ذو الخمل. وروى عن المؤرج انه قال في قوله تعالى (وزرابى مبثوثة) قال زرابى النبت: اذا اصفر واحمر وفيه خضرة، وقد ازرب، فلما رأوا الالوان في البسط والفرش شبهوها بزرابى النبت. والنمارق: الوسائد واحدتها النمرقة بكسر النون وفتحها.

[97]

القول، فيقولون: ربنا نعم، فأتنا بخير مما نحن فيه، فيقول لهم تبارك وتعالى: رضاى عنكم ومحبتى لكم خير وأعظم مما انتم فيه، قال: فيقولون: نعم يا ربنا رضاك عنا ومحبتك لنا خير لنا وأطيب لانفسنا، ثم قرأ على بن الحسين عليه السلام هذه الاية (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها ومساكن طيبه في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم)(1) .

89 - عن جابر بن أرقم قال: بينا نحن في مجلس لنا وأخو زيد بن أرقم يحدثنا اذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر فسلم علينا ثم وقف، فقال: افيكم زيد ابن ارقم؟ فقال زيد: انا زيد بن أرقم فما تريد؟ فقال الرجل: أتدرى من أين جئت قال: لا، قال: من فسطاط مصر(2) لاسئلك عن حديث بلغنى عنك تذكره عن رسول الله صلى الله عليه واله ! فقال له زيد: وما هو؟ قال: حديث غدير خم في ولاية على بن أبى طالب عليه السلام، فقال: يا بن أخ ان قبل غدير خم ما أحدثك به ان جبرئيل الروح الامين صلوات الله عليه نزل على رسول الله صلى الله عليه واله بولاية على بن أبيطالب عليه السلام فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول [ له ]، وبكا صلى الله عليه واله فقال له جبرئيل ما لك يا محمد أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربى ما لقيت من قريش اذ لم يقروا لى بالرسالة حتى أمرنى بجهادى واهبط إلى جنودا من السماء فنصرونى فكيف يقروا لى لعلى من بعدى. فانصرف عنه جبرئيل ثم نزل عليه: (فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك) فلما نزلنا الجحفة راجعين وضربنا اخبيتنا(3) نزل جبرئيل عليه السلام بهذه الاية: (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت

___________________________________

(1) البحار ج 3: 331. البرهان ج 2: 145.

(2) الفسطاط: علم لمصر القديمة.

(3) الاخبية جمع الخباء: ما يعمل من وبر او صوف وقد يكون من شعر ويكون على عمودين او ثلثة، وما فوق ذلك فهو بيت.

[98]

رسالته والله يعصمك من الناس) فبينا نحن كذلك اذ سمعنا رسول الله صلى الله عليه واله وهو ينادى: ايها الناس أجيبوا داعى الله انا رسول الله فأتيناه مسرعين في شدة الحر، فاذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدميه من الحر وأمر بقم ما تحت الدوح(1) فقم ما كان ثمة من الشوك والحجارة، فقال رجل: ما دعاه إلى قم هذا المكان وهو يريد أن يرحل من ساعته ليأتينكم اليوم بداهية، فلما فرغوا من القم أمر رسول الله صلى الله عليه واله أن يؤتى بأحلاس دوابنا وأثاث ابلنا وحقائبها(2) فوضعنا بعضها على بعض، ثم ألقينا عليها ثوبا ثم صعد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ايها الناس انه نزل على عشية عرفة أمر ضقت به ذرعا(3) مخافة تكذيب أهل الافك حتى جاء‌نى في هذا الموضع وعيد من ربى ان لم أفعل، الا وانى غير هائب لقوم ولا محاب لقرابتى(4) ايها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله و رسوله قال: اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد حتى قالها ثلثا ثم أخذ بيد على ابن أبيطالب عليه السلام فرفعه اليه، ثم قال: اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله قالها ثلثا، ثم قال: هل سمعتم؟ فقالوا اللهم بلى قال: فاقررتم؟ قالوا اللهم نعم، ثم قال: اللهم اشهد وأنت يا جبرئيل فاشهد ثم نزل فانصرفنا إلى رحالنا. وكان إلى جانب خبائى نفر من قريش وهم ثلثة، ومعى حذيفة بن اليمان فسمعنا أحد الثلثة وهو يقول: والله ان محمدا لاحمق ان كان يرى ان الامر

___________________________________

(1) قم البيت: كنسه. والدوح جمع الدوحة: الشجرة العظيمة.

(2) الاحلاس جمع الحلس - بكسر الحاء وفتحها: كل شئ ولى ظهر البعير والدابة تحت الرحل والقتب والسرج. والحقائب جمع الحقيبة: خريطة يعلقها المسافر في الرحل للزاد ونحوه.

(3) ضقت بالامر ذرعا اى لم اقدر عليه.

(4) حاباه محاباة: اختصه ومال اليه - وحابى القاضى فلانا في الحكم: مال اليه منحرفا عن الحق.

[99]

يستقيم لعلى من بعده، وقال آخرون أتجعله أحمق ألم تعلم انه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبى كبشة؟ وقال الثالث: دعوه ان شاء أن يكون احمق وان شاء أن يكون مجنونا ! والله ما يكون ما يقول أبدا، فغضب حذيفة من مقالتهم فرفع جانب الخباء فأدخل رأسه اليهم وقال: فعلتموها ورسول الله عليه وآله السلام بين أظهركم، ووحى الله ينزل عليكم، والله لاخبرنه بكرة بمقالتكم، فقالوا له: يا با عبدالله وانك لها هنا وقد سمعت ما قلنا اكتم علينا فان لكل جوار امانة، فقال لهم: ما هذا من جوار الامانة ولا من مجالسها ما نصحت الله ورسوله ان انا طويت عنه هذا الحديث، فقالوا له: يا با عبدالله فاصنع ما شئت فوالله لنحلفن انا لم نقل، وانك قد كذبت علينا أفتراه يصدقك ويكذبنا ونحن ثلثة؟ فقال لهم: اما أنا فلا ابالى اذا أديت النصيحة إلى الله والى رسوله فقولوا ما شئتم ان تقولوا، ثم مضى حتى أتى رسول الله صلى الله عليه واله وعلى عليه السلام إلى جانبه محتب بحمائل سيفه فأخبره بمقالة القوم، فبعث اليهم رسول الله صلى الله عليه واله فأتوه فقال لهم: ماذا قلتم؟ فقالوا: والله ما قلنا شيئا فان كنت بلغت عنا شيئا فمكذوب علينا، فهبط جبرئيل بهذه الاية: (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بما لم ينالوا) وقال على عليه السلام عند ذلك: ليقولوا ما شاء‌وا والله ان قلبى بين اضلاعى، وان سيفى لفى عنقى ولئن هموا لاهمن فقال جبرئيل للنبى صلى الله عليه واله: اصبر للامر الذى هو كائن فأخبر النبى صلى الله عليه واله عليا عليه السلام بما أخبره به جبرئيل، فقال: اذا أصبر للمقادير، قال أبوعبدالله عليه السلام: وقال رجل من الملاء شيخ: لئن كنا بين أقوامنا كما يقول هذا لنحن أشر من الحمير، قال: وقال آخر شاب إلى جنبه: لئن كنت صادقا لنحن أشر من الحمير(1).

90 - عن جعفر بن محمد الخزاعى عن أبيه قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: لما قال النبى صلى الله عليه واله ما قال في غدير خم، وصار بالاخبية(2) مر المقداد

___________________________________

(1) البحار ج 9: 210. البرهان ج 2: 145. ونقله المحدث الحر العاملى رحمه الله في كتاب اثبات الهداة ج 3: 546 عن هذا الكتاب مختصرا.

(2) اى دخلوا خيامهم.

[100]

بجماعة منهم وهم يقولون: والله ان كنا وقيصر لكنا في الخز والوشى والديباج والنساجات وانا معه في الاخشنين نأكل الخشن ونلبس الخشن حتى اذا دنى موته وفنيت ايامه وحضر أجله أراد ان يوليها عليا من بعده، اما والله ليعلمن ! قال: فمضى المقداد وأخبر النبى صلى الله عليه واله به، فقال: الصلوة جامعة، قال: فقالوا قد رمانا المقداد فقوموا نحلفه عليه قال: فجاؤا حتى جثوا بين يديه(1) فقالوا: بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله صلى الله عليه واله والذى بعثك بالحق، والذى أكرمك بالنبوة ما قلنا ما بلغك، لا والذى اصطفاك على البشر قال: فقال النبى صلى الله عليه واله: (بسم الله الرحمن الرحيم يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد اسلامهم وهموا بك يا محمد ليلة العقبة وما نقموا الا ان أغناهم الله من فضله) كان احدهم يبيع الرؤس وآخر يبيع الكراع ويفتل القرامل(2) فأغناهم الله برسوله، ثم جعلوا حدهم وحديدهم عليه(3) .

91 - قال ابان بن تغلب [ عنه ] لما نصب رسول الله عليا يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلى مولاه فهم رجلان من قريش رؤسهما وقالا: والله لا نسلم له ما قال أبدا فاخبر النبى عليه وآله السلام فسألهما عما قالا فكذبا وحلفا بالله ما قالا شيئا، فنزل جبرئيل على رسول الله عليه وآله السلام (يحلفون بالله ما قالوا) [ الاية ] قال أبوعبدالله عليه السلام: لقد توليا وما تابا.(4) .

92 - عن العباس بن هلال عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: ان الله تعالى قال لمحمد صلى الله عليه واله: (ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) فاستغفر لهم مائة مرة ليغفر لهم فأنزل الله: (سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم) وقال: (ولا تصل على أحد مهنم مات أبدا ولا تقم على قبره) فلم يستغفر لهم بعد ذلك

___________________________________

(1) اى جلسوا واجتمعوا.

(2) الكراع من الدابة: مستدق الساق وقيل: الكراع من الدواب ما دون الكعب ومن الانسان ما دون الركبة والقرامل: ما تشد المرأة في شعرها من الخيوط.

(3 - 4) البحار ج 9: 211. البرهان ج 2: 146. اثبات الهداة ج 3: 547. الصافى ج 1: 716.

[101]

ولم يقم على قبر أحد منهم(1) ولم يقم على قبر أحد منهم(1) .

93 - عن أبى الجارود عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله: (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) قال: ذهب على أمير المؤمنين فآجر نفسه على أن يستقى كل دلو بتمرة يختارها فجمع تمرا فأتى به النبى عليه وآله السلام وعبدالرحمن بن عوف على الباب، فلمزه اى وقع فيه، فأنزلت هذه الاية (الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات) إلى قوله (استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم)(2) .

94 - عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: ان النبى صلى الله عليه واله قال لابن عبدالله بن أبى(3) اذا فرغت من أبيك فأعلمنى، وكان قد توفى فأتاه فأعلمه فأخذ رسول الله عليه وآله السلام نعليه للقيام فقال له عمر: أليس قد قال الله: (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره)؟ فقال له: ويحك - أو ويلك - انما أقول اللهم املا قبره نارا واملا جوفه نارا واصله يوم القيمة نارا(4).

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 148. الصافى ج 1: 718.

وقال الفيض رحمه الله بعد نقل الخبر ما لفظه اقول: لا يبعد استغفار النبى صلى الله عليه وآله لمن يرجو ايمانه من الكفار (انتهى) وقيل يحتمل ان يكون النبى صلى الله عليه واله قد استغفر لهم قبل أن يعلم بأن الكافر لا يغفر هو قبل ان يمنع منه، ويجوز ان يكون استغفاره لهم واقعا بشرط التوبة من الكفر فمنعه الله منه و خبره بانهم لا يؤمنون ابدا فلا فائدة في الاستغفار لهم.

(2) البحار ج 9: 333. البرهان ج 2: 148. الصافى ج 1: 719.

(3) عبدالله بن ابى بن ابى سلول هو رئيس منافقى المدينة وهو الذى قال (ليخرجن الاعز منها الاذل) ونزلت سورة المنافقين في ذلك ورد عليه ابنه استذلالا له، وهو الذى قال لرسول الله صلى الله عليه واله حين ورد المدينة: يا هذا اذهب إلى الذين غروك وخدعوك ولا تغشنا في دارنا فسلط الله على دورهم الذر فخرب ديارهم وقصة كيده لرسول الله صلى الله عليه واله في قتله ورده عليه مشهورة.

(4) البرهان ج 2: 148. الصافى ج 1: 720 والصلاء ككساء: الشواء لانه يصلى بالنار والاصطلاء بالنار: التسخن بها.

[102]

95 - حنان بن سدير عن أبيه عن أبى جعفر عليه السلام توفى رجل من المنافقين فأرسل رسول الله إلى إبنه: اذا أردتم ان تخرجوا فأعلمونى فلما حضر أمره أرسلوا إلى النبى عليه وآله السلام فأقبل عليه السلام نحوهم حتى أخذ بيد ابنه في الجنازة فمضى، قال: فتصدى له عمر ثم قال: يا رسول الله أما نهاك ربك عن هذا أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو تقوم على قبره، فلم يجبه النبى صلى الله عليه واله قال: فلما كان قبل أن ينتهوا به إلى القبر قال عمر أيضا لرسول الله صلى الله عليه واله: أما نهاك الله عن أن تصلى على أحد منهم مات أبدا أو تقوم على قبره (ذلك بانهم كفروا بالله وبرسوله وماتوا وهم كافرون) فقال النبى صلى الله عليه وآله لعمر عند ذلك: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا له على قبر، ثم قال: ان ابنه رجل من المؤمنين وكان يحق علينا أداء حقه، وقال له عمر: أعوذ بالله من سخط الله و سخطك يا رسول الله(1) .

96 - عن محمد بن المهاجر عن امه ام سلمة قالت: دخلت على أبى عبدالله عليه السلام فقلت له: اصلحك الله صحبتنى امرأة من المرجئة فلما أتينا الربذة أحرم الناس فأحرمت معهم، وأخرت احرامى إلى العقيق، فقالت: يا معشر الشيعة تخالفون الناس في كل شئ: يحرم الناس من الربذة وتحرمون من العقيق، وكذلك تخالفون الناس في الصلوة على الميت يكبر الناس اربعا وتكبرون خمسا وهى تشهد بالله أن التكبير على الميت اربع، فقال أبوعبدالله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه واله اذا صلى على الميت كبر فتشهد ثم كبر فصلى على النبى صلى الله عليه واله ودعا ثم كبر واستغفر للمؤمنين ثم كبر فدعا للميت ثم كبر وانصرف، فلما نهاه الله عن الصلوة على المنافقين كبر وتشهد ثم كبر وصلى على النبى ثم كبر فدعا للمؤمنين، ثم كبر فانصرف ولم يدع للميت(2).

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 149. الصافى ج 1: 720 وقال الفيض رحمه الله بعد نقل الحديثين من الكتاب ما لفظه: اقول: وكان رسول الله حييا كريما كما قال الله (فيستحيى منكم والله لا يستحيى من الحق) فكان يكره ان يفتضح رجل من اصحابه ممن يظهر الايمان وكان يدعو على المنافقين وهذا معنى قوله صلى الله عليه واله لعمر: ما رأيتنا صلينا له على جنازة ولا قمنا على قبر.

(2) البرهان ج 2: 149. الصافى ج 1: 721.

[103]

97 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) قال: مع النساء(1)

98 - عن عبدالله الحلبى قال: سألته عن قوله: (رضوا بأن يكونوا مع الخوالف) فقال: النساء، انهم قالوا ان بيوتنا عورة، وكانت بيوتهم في أطراف البيوت حيث يتفرد (يتقذر خ ل) الناس، فأكذبهم الله قال: (وما هى بعورة ان يريدون الا فرارا) و هى رفيعة السمك(2) حصينة.(3) .

99 - عن عبدالرحمن بن حرب قال: لما أقبل الناس مع أميرالمومنين عليه السلام من صفين أقبلنا معه فأخذ طريقا غير طريقنا الذى أقبلنا فيه، حتى اذا جزنا النخيلة (4) ورأينا أبيات الكوفة اذا شيخ جالس في ظل بيت وعلى وجهه أثر المرض، فأقبل اليه أمير المؤمنين ونحن معه حتى سلم عليه وسلمنا معه، فرد ردا حسنا، وظننا انه قد عرفه فقال له أمير المؤمنين: ما لى أرى وجهك منكسرا مصفارا(5) فمم ذاك أمن مرض؟ فقال: نعم، فقال: لعلك كرهته؟ فقال: ما أحب انه يعترينى قال: احتساب بالخير فيما أصابك به(6) قال فابشر برحمة الله وغفران ذنبك فمن أنت يا عبدالله؟ فقال: انا صالح بن سليم، فقال: ممن؟ قال: اما الاصل فمن سلامان بن طى، واما الجوار والدعوة فمن بنى سليم بن منصور، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أحسن اسمك و اسم أبيك واسم اجدادك واسم من اعتزيت اليه، فهل شهدت معنا غزاتنا هذه؟ فقال لا ولقد أردتها ولكن ما ترى من لجب الحمى خذلنى عنها، فقال أمير المؤمنين: (ليس

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 149 الصافى 1: 721. البحار ج 6: 628.

(2) السمك: السقف او من اعلى البيت إلى اسفله.

(3) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 149.

(4) النخيلة - بضم النون تصغير نخلة -: موضع قرب الكوفة على سمت الشام ومعسكر امير المؤمنين عليه السلام.

(5) وفى بعض النسخ (متفكرا مصفرا).

(6) وفى نسخة البحار (قال احتسب الخير فيما اصابنى به اه)

[104]

على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون) إلى آخر الاية ما قول الناس فيما بيننا وبين أهل الشام؟ قال: منهم المسرور، والمحسود فيما كان بينك وبينهم و اولئك أغشى الناس لك، فقال له: صدقت، قال: ومنهم الكاسف العاسف لما كان من ذلك وأولئك نصحاء الناس لك، فقال له: صدقت جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك، فان المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع على العبد ذنبا الا حطه: وانما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل، فان الله ليدخل بصدق النية والسريرة الصالحة جما من عباده الجنة.(1)

100 - [ عن الحلبى ] عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قال: ان الله احتج على العباد بالذى أتيهم وعرفهم، ثم أرسل اليهم رسولا، ثم أنزل عليهم كتابا فأمر فيه ونهى، وأمر رسول الله صلى الله عليه واله بالصلوة فنام عنها فقال: أنا أنمتك وأنا أيقظتك، فاذا قمت فصله ليعلموا اذا أصابهم ذلك كيف يصنعون وليس كما يقولون اذا نام عنها هلك، وكذلك الصائم انا أمرضتك وانا أصحتك، فاذا شفتيك فاقضه، وكذلك اذا نظرت في جميع الامور لم تجد أحدا في ضيق، ولم تجد الا ولله عليه الحجة وله فيه المشية، قال: فلا يقولون انه ما شاؤا صنعوا وما شاء‌وا لم يصنعوا، وقال: ان الله يضل من يشاء ويهدى من يشاء وما أمر العباد الا يرون سعيهم، وكل شئ أمر الناس فأخذوا به فهم موسعون له، وما يمنعون له فهو موضوع عنهم، ولكن الناس لا خير فيهم ثم تلا هذه الاية: (ليس على الضعفاء و لا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) قال: وضع عنهم ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، (ولا على الذين اذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه وتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون) قال: وضع عنهم اذ لا يجدون ما ينفقون، وقال (انما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء) إلى قوله: (لا يعلمون) قال وضع عليهم لانهم يطيقون، (انما السبيل على الذين يستأذنوك وهم أغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف) فجعل

___________________________________

(1) البحار ج 8: 530. البرهان ج 2: 150.

[105]

السبيل عليهم لانهم يطيقون (ولا على الذين اذا ما أتوك لتحملهم) الاية قال: عبدالله بن يزيد بن ورقاء الخزاعى أحدهم(1) .

101 - عن عبدالرحمن بن كثير قال قال ابو عبدالله عليه السلام: يا عبدالرحمن شيعتنا والله لا يتختم الذنوب والخطايا، هم صفوة الله الذين اختارهم لدينه وهو قول الله (ما على المحسنين من سبيل)(2) .

102 - عن داود بن الحسين عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قوله (ومن الاعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله) أيثيبهم عليه؟ قال: نعم(3) .

103 - وفى رواية اخرى عنه: يثابون عليه؟ قال: نعم(4) .

104 - عن أبى عمرو الزبيرى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله عزوجل سبق بين المؤمنين كماسبق بين الخيل يوم الرهان، قلت: أخبرنى عما ندب الله المؤمن من الاستباق إلى الايمان قال: قول الله: (سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والارض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله) وقال: (السابقون السابقون اولئك المقربون) وقال: (السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه) فبدأ بالمهاجرين الاولين على درجة سبقهم ثم ثنى بالانصار ثم ثلث بالتابعين لهم باحسان، فوضع كل قوم على قدر درجاتهم ومنازلهم عنده(5) .

105 - عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخى عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال أبوجعفر عليه السلام في قول الله: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم) والعسى من الله واجب، وانما نزلت في شيعتنا المذنبين(6).

106 - عن أحمد بن محمد بن أبى نصر رفعه إلى الشيخ في قوله تعالى: (خلطوا عملا

___________________________________

(1) البحار ج 3: 83. البرهان ج 2: 150.

(2) البرهان ج 2: 151.

(3 - 4) البرهان ج 2: 151. البحار ج 15 (ج 1): 262.

(5 - 6) البرهان ج 2: 154 - 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. وفى نسخة البرهان (المؤمنين) بدل (المذنبين) في الحديث الثانى.

[106]

صالحا وآخر سيئا) قال: قوم اجترحوا ذنوبا مثل قتل حمزة وجعفر الطيار، ثم تابوا ثم قال: ومن قتل مؤمنا لم يوفق للتوبة الا ان الله لا يقطع طمع العباد فيه، ورجاهم منه، وقال هو أو غيره: ان عسى من الله واجب(1) 107 - عن الحلبى عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أحدهما قال: المعترف بذنبه قوم اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا(2) .

108 - عن أبى بكر الحضرمى قال: قال محمد بن سعيد: إسئل أبا عبدالله عليه السلام فأعرض عليه كلامى وقل له: انى أتولاكم وأبرأ من عدوكم وأقول بالقدر وقولى فيه قولك، قال فعرضت كلامه على أبى عبدالله عليه السلام فحرك يده ثم قال: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله ان يتوب عليهم) قال: ثم قال: ما أعرفه من موالى اميرالمؤمنين قلت: [ يزعم ابن عمر ] ان سلطان هشام ليس من الله؟ فقال: ويله، ما علم ان الله جعل لآدم دولة ولابليس دولة(3).

109 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) قال: اولئك قوم مذنبون يحدثون وايمانهم من الذنوب التى يعيبها المؤمنون ويكرهها، فاولئك عسى الله أن يتوب عليهم(4).

110 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلنا له من وافقنا من علوى أو غيره توليناه، ومن خالفنا برئنا منه من علوى أو غيره، قال: يا زرارة قول الله أصدق من قولك: أين الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا(5).

111 - عن على بن الحسان الواسطى عن بعض أصحابنا عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) جارية هى في الامام بعد رسول الله صلى الله عليه واله؟ قال: نعم(6).

___________________________________

(1 - 5) البرهان ج 2: 155. البحار ج 15 (ج 1): 263. الصافى ج 1: 725. ونقل الحديث الاول في الوسائل ج 3 ابواب القصاص باب 10 عن الكتاب ايضا.

(6) البحار ج 20: 22. البرهان ج 2: 156. الصافى ج 1: 725

[107]

112 - عن زرارة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له قوله: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) هو قوله (وآتوا الزكوة)؟ قال: قال: الصدقات في النبات والحيوان، والزكوة في الذهب والفضة وزكوة الصوم(1).

113 - عن جابر الجعفى عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: تصدقت يوما بدينار فقال لى رسول الله صلى الله عليه واله: أما علمت ان صدقة المؤمن لا تخرج من يده حتى يفك بها عن لحى سبعين شيطانا، وما تقع في يد السائل حتى تقع في يد الرب تبارك وتعالى؟ ألم يقل هذه الاية) الم تعلموا ان الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات) إلى آخر الاية(2).

114 - عن معلى بن خنيس قال: خرج أبوعبدالله عليه السلام في ليلة قد رشت(3) وهو يريد ظلة بنى ساعدة؟ فأتبعته فاذا هو قد سقط منه شئ فقال: بسم الله اللهم اردد علينا فأتيته فسلمت عليه فقال: معلى؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: التمس بيدك، فما وجدت من شئ فادفعه إلى فأذا أنا بخبز كثير منتشر فجعلت أدفع اليه الرغيف و الرغيفين، واذا معه جراب(4) أعجز عن حمله فقلت: جعلت فداك احمله على، فقال: انا أولى به منك ولكن امض معى، فأتينا ظلة بنى ساعدة فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس(5) الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم حتى اذا انصرفنا، قلت له: يعرف هؤلاء هذا الامر؟ قال: لا لو عرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة وهو الملح، ان الله لم يخلق شيئا الا وله خازن يخزنه الا الصدقة، فان الرب تبارك و تعالى يليها بنفسه، وكان أبى اذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، وذلك انها تقع في يد الله قبل ان تقع في يد السائل،

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 20: 22 - 34. البرهان ج 2: 156 الصافى ج 1: 725 - 726.

(3) اى أمطرت قليلا.

(4) الجراب بالكسر: وعاء من جلد الشاة وغيره ويقال له بالفارسية) انبان) .

(5) اى يدخل تحت ثيابهم.

[108]

فأحببت ان أقبلها اذ وليها الله ووليها ابى، ان صدقة الليل تطفى غضب الرب وتمحو الذنب العظيم، وتهون الحساب، وصدقة النهار تنمى المال وتزيد في العمر(1).

115 - عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ما من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله(2).

116 - عن أبى بكر عن السكونى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: خصلتان لا أحب أن يشاركنى فيهما أحد وضوئى فانه من صلوتى، وصدقتى من يدى إلى يد سائل فانها تقع في يد الرحمن(3).

117 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما قال: كان على بن الحسين صلوات الله عليه اذا أعطى السائل قبل يد السائل فقيل له: لم تفعل ذلك؟ قال: لانها تقع في يد الله قبل يد العبد، وقال: ليس من شئ الا وكل به ملك الا الصدقة فانها تقع في يد الله، قال الفضل: أظنه يقبل الخبز او الدرهم(4) .

118 - عن مالك بن عطية عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال على بن الحسين صلوات الله عليه: ضمنت على ربى ان الصدقة لا تقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب وهو قوله: (وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات)(5) .

119 - عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليه السلام قال: سئل عن الاعمال هل تعرض على رسول الله صلى الله عليه واله؟ فقال: ما فيه شك، قيل له أرأيت قول الله: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: لله شهداء في أرضه(6) .

120 - عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)؟ قال: تريد أن تروون على، هو الذى في نفسك.(7) .

121 - عن يحيى بن مساور [ الحلبى ] عن أبى عبدالله عليه السلام قلت: حدثنى في على حديثا فقال: اشرحه لك ام أجمعه؟ قلت بل اجمعه، فقال: علي باب هدى،

___________________________________

(1 - 5) البحار ج 20: 34. البرهان ج 2: 156 - 157. الصافى ج 1: 726 .

(6 - 7) البحار ج 7: 27. البرهان ج 2: 159. الصافى ج 1: 727.

[109]

من تقدمه كان كافرا ومن تخلف عنه كان كافرا، قلت: زدنى، قال: اذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، فيأتى على وبيده اللواء حتى [ يرتقيه و ] يركبه ويعرض الخلق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، ومن انكره دخل النار، قلت له: توجد فيه من كتاب الله(1) قال: نعم، ما يقول في هذه الآية يقول تبارك وتعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) هو والله على بن أبيطالب(2) .

122 - عن أبي بصير عن أبى عبدالله عليه السلام ان أبا الخطاب كان يقول: ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم تعرض عليه أعمال امته كل خميس فقال أبوعبدالله عليه السلام: هو هكذا و لكن رسول الله صلى الله عليه واله تعرض عليه أعمال الامة كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا، وهو قول الله: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)(3) .

123 - عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى: (فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: تعرض على رسول الله عليه وآله السلام أعمال امته كل صباح أبرارها وفجارها فاحذروا(4) .

124 - [ عن زرارة ] عن بريد العجلى قال: قلت لابى جعفر عليه السلام: في قول الله: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) فقال: ما من مؤمن يموت ولا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى عليه السلام، فهلم إلى آخر من فرض الله طاعته على العباد(5) .

125 - وقال أبوعبدالله (والمؤمنون) هم الائمة(6) .

126 - عن محمد بن مسلم عن أبى عبدالله عليه السلام (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) قال: ان لله شاهدا في أرضه، وان أعمال العباد تعرض على رسول الله عليه وآله السلام(7)

___________________________________

(1) وفى نسخة البرهان (هل فيه آية من كتاب الله).

(2 - 7) البحار ج 3: 286 و 717. البرهان ج 2: 159 - 160. الصافى ج 1: 727.

[110]

127 - عن محمد بن حسان الكوفى عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: اذا كان يوم القيمة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة، ويجئ على بن أبيطالب عليه السلام وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويركبه وتعرض الخلايق عليه، فمن عرفه دخل الجنة، ومن انكره دخل النار، وتفسير ذلك في كتاب الله (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: هو والله أمير المؤمنين على بن أبيطالب صلوات الله عليه(1) .

128 - عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام في قول الله (وآخرون مرجون لامر الله) قال: هم قوم من المشركين أصابوا دما من المسلمين ثم اسلموا، فهم المرجون لامر الله(2).

129 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام قالا: المرجون هم قوم قاتلوا يوم بدر واحد ويوم حنين، وسلموا من المشركين ثم اسلموا بعد تأخر، فاما يعذبهم واما يتوب عليهم(3).

130 - عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله (وآخرون مرجون لامر الله) قال: هم قوم مشركون، فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين، ثم انهم دخلوا في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يؤمنوا فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة، ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال مرجون لامر الله، قال حمران: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن المستضعفين، قال: هم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار وهم المرجون لامر الله.(4) .

131 - عن ابن الطيار قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: الناس على ستة فرق يؤتون إلى ثلث فرق الايمان والكفر والضلال، وهم أهل الوعد من الذين وعد الله الجنة و النار، وهم المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لامر الله اما يعذبهم واما يتوب عليهم، والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل

___________________________________

(1) البحار ج 3: 286. البرهان ج 2: 160.

(2 - 4) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

[111]

الاعراف(1).

132 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: (المرجون لامر الله) قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما، ثم دخلوا بعد في الاسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يعرفوا الايمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فيجب لهم الجنة، ولم يكونوا على جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال اما يعذبهم واما يتوب عليهم، قال أبو عبدالله عليه السلام: يرى فيهم رأيه قال: قلت: جعلت فداك من أين يرزقون؟ قال: من حيث شاء الله، وقال أبوابراهيم عليه السلام: هؤلاء قوم وقفهم حتى يرى فيهم رأيه(2) .

133 - عن الحارث عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته بين الايمان والكفر منزلة؟ فقال: نعم ومنازل لو يجحد شيئا منها أكبه الله في النار، بينهما آخرون مرجون لامر الله، وبينهما المستضعفون، وبينهما آخرون خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وبينهما قوله: (وعلى الاعراف رجال).(3) .

134 - عن داود بن فرقد قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام المرقوم ذكر لهم فضل على فقالوا: ما ندرى لعله كذلك وما ندرى لعله ليس كذلك؟ قال: أرجه قال: (وآخرون مرجون لامر الله) الاية(4) .

135 - عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن (المسجد الذى اسس على التقوى من اول يوم) فقال مسجد قبا(5).

136 - عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن أبى جعفر وأبى عبدالله عليهما السلام عن قوله: (لمسجد اسس على التقوى من أول يوم) قال: مسجد قبا، واما قوله (أحق أن تقوم فيه) قال: يعنى من مسجد النفاق، وكان على طريقه اذا أتى مسجد قبا فقام فينضح بالماء والسدر(6) ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشى على حجر في ناحية

___________________________________

(1 - 4) البحار ج 15 (ج 3): 21. البرهان ج 2: 161.

(5) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافى ج 1: 731.

(6) نضح عليه الماء: رشه. وفى نسخة البحار (فكان ينضح).

[112]

الطريق، ويسرع المشى، ويكره أن يصيب ثيابه منه شئ فسألته هل كان النبى صلى الله عليه واله يصلى في مسجد قبا؟ قال: نعم كان منزله (نزل ظ) على سعد بن خيثمة الانصارى فسألته هل كان لمسجد رسول الله صلى الله عليه واله سقف؟ فقال: لا وقد كان بعض أصحابه قال: ألا تسقف مسجدنا يا رسول الله؟ قال: عريش كعريش موسى(1) .

137 - عن الحلبى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (فيه رجال يحبون أن يتطهروا) قال: الذين يحبون أن يتطهروا نظف الوضوء وهو الاستنجاء بالماء، وقال نزلت هذه الاية في أهل قبا(2) .

138 - وفى رواية ابن سنان عنه قال: قلت له: ما ذلك الطهر؟ قال: نظف الوضوء اذا خرج أحدهم من الغائط فمدحهم الله بتطهرهم(3) .

139 - عن زرارة قال: كرهت ان اسئل أبا جعفر عليه السلام في الرجعة، فاقبلت مسألة لطيفة أبلغ فيها حاجتى، فقلت: جعلت فداك أخبرنى عمن قتل مات؟ قال: لا، الموت موت والقتل قتل، قال: فقلت له: ما أحد يقتل الا مات، قال: فقال: يا زرارة قول الله أصدق من قولك قد فرق بينهما في القرآن قال: (أفان مات أو قتل) وقال (ولان متم أو قتلتم لالى الله تحشرون) ليس كما قلت يا زرارة، الموت موت والقتل قتل، وقد قال الله: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة) الآية قال: فقلت له: ان الله يقول: (كل نفس ذائقة الموت) أفرأيت من قتل لم يذق الموت؟ قال: فقال: ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه، ان من قتل لا بد من أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت(4) .

140 - عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله: (ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) الاية قال: يعنى في الميثاق، قال: ثم قرأت عليه (التائبون العابدون) فقال أبوجعفر: لا ولكن اقرء‌ها التائبين

___________________________________

(1 - 3) البحار ج 6: 632. البرهان ج 2: 162. الصافى ج 1: 731.

(4) البحار ج 13: 216. البرهان ج 2: 166.

[113]

العابدين(1) إلى آخر الاية، وقال: اذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هؤلاء اشترى منهم أنفسهم واموالهم يعنى في الرجعة(2) .

141 - محمد بن الحسن عن الحسين بن خرزاد عن البرقى في هذا الحديث ثم قال: ما من مؤمن الا وله ميتة وقتلة، من مات بعث حتى يقتل، ومن قتل بعث حتى يموت(3) .

142 - صباح بن سيابة في قول الله: (ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم وأموالهم) قال: ثم قال: ثم وصفهم فقال: التائبون العابدون الحامدون الاية، قال: هم الائمة عليهم السلام(4) .

143 - عن عبدالله بن ميمون القداح عن أبى عبدالله عليه السلام قال: كان على اذا أراد القتال قال هذه الدعوات (اللهم انك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك وندبت اليه اولياء‌ك(5) وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها اليك مآبا، وأحبها اليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا فاجعلنى ممن اشتريت فيه منك نفسه، ثم وفى لك ببيعته التى بايعك عليها غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدل تبديلا) مختصر.(6) .

144 - عن عبدالرحيم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قرأ هذه الاية (ان الله اشترى

___________________________________

(1) قال الطبرسى رحمه الله في المجمع بعد نقل قرائة (التائبين العابدين) عن أبى جعفر وابى عبدالله عليه السلام وابن مسعود والاعمش: الحجة في هذه القرائة فيحتمل ان يكون جرا و ان يكون نصبا اما الجر فعلى ان يكون وصفا للمؤمنين اى من المؤمنين التائبين، واما النصب فعلى اضمار فعل بمعنى المدح كانه قال: أعنى وامدح التائبين.

(2 - 3) البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 166. الصافى ج 1: 734 .

(4) البرهان ج 2: 167.

(5) ندبه إلى الامر: دعاه ورشحه للقيام به وحثه عليه.

(6) البحار ج 21: 98. البرهان ج 2: 167.

[114]

من المؤمنين أنفسهم واموالهم بان لهم الجنة) فقال: هل تدرى ما يعنى؟ فقلت: يقاتل المؤمنون فيقتلون ويقتلون، قال: قال: من مات من المؤمنين رد حتى يقتل، ومن قتل رد حتى يموت، وذلك القدر فلا تنكرها.(1) .

145 - عن يونس بن عبدالرحمن عن أبى عبدالله عليه السلام انه قال: من أخذ سارقا فعفا عنه فاذا رفع إلى الامام قطعه، وانما الهبة قبل أن ترفع إلى الامام وكذلك قول الله: (والحافظون لحدود الله) فاذا انتهى بالحلال إلى الامام فليس لاحد ان يتركه.(2) .

146 - عن ابراهيم بن أبى البلاد عن بعض أصحابه قال: قال أبو عبدالله عليه السلام ما يقول الناس في قول الله (وما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه)؟ قلت: يقولون ان ابراهيم وعد أباه ليستغفر له، قال: ليس هو هكذا، ان ابراهيم وعده أن يسلم فاستغفر له، فلما تبين انه عدو لله تبرء منه.(3) .

147 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: قلت: قوله (ان ابرهيم لاواه حليم) قال: الاواه دعاء(4) 148 - عن أبى اسحق الهمدانى عن رجل(5) قال: صلى رجل إلى جنبى فاستغفر لابويه وكانا ماتا في الجاهلية، فقلت: تستغفر لابويك وقد ماتا في الجاهلية؟ فقال: قد استغفر ابراهيم لابيه فلم أدر ما أرد عليه فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه واله فأنزل الله: (و ما كان استغفار ابراهيم لابيه الا عن موعدة وعدها اياه فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه) قال: لما [ مات ] تبين انه عدو لله فلم يستغفر له.

(6)

___________________________________

(1) البحار ج 13: 218. البرهان ج 2: 167.

(2) البرهان ج 2: 167.

(3) البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 24.

(4) البرهان ج 2: 167. البحار ج 5: 114.

(5) هذا هو الظاهر الموافق لنسخة البحار لكن في الاصل كنسخة البرهان هكذا (عن ابى اسحق الهمدانى عن الخليل عن أبى عبدالله عليه السلام قال صلى الخ).

(6) البحار ج 5: 24. البرهان ج 2: 167.

[115]

149 - عن على بن أبى حمزة قال: قلت لابى الحسن عليه السلام ان اباك أخبرنا بالخلف من بعده فلو أخبرتنا به فأخذ بيدى فهزها، ثم قال: (ما كان الله ليضل قوما بعد اذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال فخفقت فقال لى: مه لا تعود عينيك كثرة النوم فانها أقل شئ في الجسد شكرا.(7) .

150 - عن عبدالاعلى قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله: (وما كان الله ليضل قوما بعد اذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال: حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه ثم قال اما انا انكرنا لمؤمن بما لا يعذر الله الناس بجهالته، والوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وترك رواية حديث لم تحفظ خير لك من رواية حديث لم تحصى، ان على كل حق حقيقة وعلى كل ثواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه و ما خالف كتاب الله فدعوه، ولن يدعه كثير من اهل هذا العالم.(2) .

151 - عن على بن أبى حمزة عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله (وعلى الثلثة الذين خلفوا) قال: كعب ومرارة بن الرببع وهلال بن امية.(3) .

152 - عن فيض بن المختار قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: كيف تقرأ هذه الاية في التوبة: (وعلى الثلثة الذين خلفوا) قال: قلت خلفوا قال: لو خلفوا لكانوا في حال طاعة، وزاد الحسين بن المختار عنه: لو كانوا خلفوا ما كان عليهم من سبيل، ولكنهم خالفوا عثمان وصاحباه، اما والله ما سمعوا صوت كافر(4) ولا قعقعة حجر(5) الا قالوا أتيناه فسلط الله عليهم الخوف حتى أصبحوا(6).

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 168.

(2) البرهان ج 2: 168. البحار ج 1: 150.

(3) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافى ج 1: 737.

(4) وفى رواية الكلينى (حافر) مكان (كافر).

(5) وفى نسخة البحار (سلاح) بدل (حجر) والقعقعة: حكاية صوت السلاح وصوت الرعد والترسة ونحوها.

(6) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافى ج 1: 737

[116]

153 - قال صفوان: قال أبوعبدالله عليه السلام: كان ابولبابة أحدهم يعنى في (وعلى الثلثة الذين خلفوا)(1).

154 عن سلام عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: (ثم تاب عليهم ليتوبوا) قال: أقالهم فوالله ما تابوا(2).

155 - عن أبى حمزة الثمالى قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا با حمزة انما يعبد الله من عرف الله فاما من لا يعرف الله كانما يعبد غيره هكذا ضالا قلت: أصلحك الله وما معرفة الله؟ قال: يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة على والايتمام به، و بائمة الهدى من بعده والبراء‌ة إلى الله من عدوهم، وكذلك عرفان الله، قال: قلت: أصلحك الله أى شئ اذا عملته انا استكملت حقيقة الايمان؟ قال: توالى أولياء الله، وتعادى أعداء الله، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله، قال: قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال: اولياء الله محمد رسول الله وعلى والحسن والحسين وعلى بن الحسين، ثم انتهى الامر الينا ثم ابنى جعفر، وأومأ إلى جعفر وهو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمره الله، قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال: الاوثان الاربعة، قال: قلت من هم؟ قال: ابوالفصيل ورمع ونعثل و معاوية(3) ومن دان بدينهم فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله(4).

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 6: 628. البرهان ج 2: 169. الصافى ج 1: 737.

(3) حكى عن الجزرى انه قال: كانوا يكنون بأبى الفصيل عن أبى بكر لقرب البكر. بالفصيل (انتهى) ويعنى بالبكر: الفتى من الابل. والفصيل: ولد الناقة اذا فصل عن امه وفى كلام بعض انه كان يرعى الفصيل في بعض الازمة فكنى بأبى الفصيل، وقال بعض اهل اللغة ابوبكر بن ابى قحافة ولد عام الفيل بثلاث سنين وكان اسمه عبدالعزى اسم صنم وكنيته في الجاهلية ابوالفصيل فاذا اسلم سمى بعبد الله وكنى بأبى بكر واما كلمة رمع فهى مقلوبة من عمر وفى الحديث اول من رد شهادة المملوك رمع واول من اعال الفرائض رمع.

واما مثل فهو اسم رجل كان طويل اللحية قال الجواهرى: وكان عثمان اذا نيل منه و عيب شبه بذلك.

ثم لا يخفى عليك ان النسخ في ضبط الكلمات مختلفة والمختار هو الموافق لنسخة البحار.

(4) البحار ج 7: 37. البرهان ج 2: 170.

[117]

156 - وروى المعلى بن خنيس عن أبى عبدالله عليه السلام في قوله: (كونوا مع الصادقين) بطاعتهم(1).

157 - عن هشام بن عجلان قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: اسئلك عن شئ لا اسئل عنه أحدا بعدك، اسئلك عن الايمان الذى لا يسع الناس جهله، فقال: شهادة أن لا اله الا الله، وان محمدا رسول الله والاقرار بما جاء من عند الله، واقام الصلوة، وايتاء الزكوة وحج البيت وصوم شهر مضان والولاية لنا والبرائة من عدونا وتكون مع الصديقين(2).

158 - عن يعقوب بن شعيب عن ابى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: اذا حدث للامام حدث كيف يصنع الناس؟ قال: يكونوا كما قال الله (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين) إلى قوله: (يحذرون) قال: قلت: فما حالهم؟ قال: هم في عذر(3) .

159 - وعنه ايضا في رواية اخرى ما تقول في قوم هلك امامهم كيف يصنعون؟ قال: فقال لى: اما تقرأ كتاب الله (فلولا نفر من كل فرقة) إلى قوله (يحذرون)؟ قلت: جعلت فداك فما حال المنتظرين حتى يرجع المتفقهون؟ قال: فقال لى: رحمك الله اما علمت انه كان بين محمد وعيسى عليه السلام خمسون ومأتا سنة، فمات قوم على دين عيسى انتظارا لدين محمد صلى الله عليه وآله فأتاهم الله أجرهم مرتين.(4) .

160 - عن أحمد بن محمد عن أبى الحسن الرضا عليه السلام قال: كتب إلى انما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا، فاذا خفنا خاف واذا امنا أمن، قال الله: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون فلولا نفرمن كل فرقة منهم طائفة) الآية فقد فرضت عليكم المسألة والرد الينا، ولم يفرض علينا الجواب(5).

___________________________________

(1) البرهان ج 2: 170.

(2) البرهان ج 2: 170. البحار ج 15 (ج 1): 214.

(3) البرهان ج 2: 172.

وفى رواية الكافى زيادة وهى هذه (ما داموا في الطلب وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع اليهم اصحابهم).

(4) البحار ج 7: 422. البرهان ج 2: 173.

(5) البرهان ج 2: 173.

[118]

161 - عن عبدالاعلى قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام: بلغنا وفاة الامام؟ قال: عليكم النفر، قلت جميعا؟ قال: ان الله يقول: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا) الاية، قلت: نفرنا فمات بعضنا في الطريق؟ قال: فقال: (ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله) إلى قوله (أجره على الله) قلت: فقدمنا المدينة، فوجدنا صاحب هذا الامر مغلقا عليه بابه مرخى عليه ستره؟(1) قال: ان هذا الامر لا يكون الا بأمربين، هو الذى اذا دخلت المدينة قلت إلى من أوصى فلان قالوا إلى فلان(2) .

162 - عن أبى بصير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: تفقهوا فان من لم يتفقه منكم فانه أعرابى ان الله يقول في كتابه: (ليتفقهوا في الدين) إلى قوله: (يحذرون)(3) .

163 - عن عمران بن عبدالله القمى(4) عن جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) قال: الديلم.(5) .

164 - عن زرارة بن أعين عن ابى جعفر عليه السلام (واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم) يقول: شكا إلى شكهم(6) .

165 - عن ثعلبة عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: (لقد جائكم رسول من انفسكم) قال: فينا (عزيز عليه ما عنتم) قال: فينا (حريص عليكم) قال: فينا (بالمؤمنين رؤف رحيم) قال: شركنا المؤمنون في هذه الرابعة وثلاثة لنا(7).

166 - عن عبدالله بن سليمان عن أبى جعفر عليه السلام قال: تلا هذه الاية (لقد جائكم رسول من أنفسكم) قال: من أنفسنا قال: (عزيز عليه ما عنتم) قال: ما عنتنا قال: (حريص عليكم) قال: علينا (بالمؤمنين رؤف رحيم) قال بشيعتنا رؤف رحيم فلنا ثلثة أرباعها، ولشيعتنا ربعها(8)

___________________________________

(1) ارخى الستر: اسدله وارسله، واللفظ كنابة.

(2) البرهان ج 2: 173. البحار ج 7: 422.

(3) البرهان ج 2: 173. البحار ج 1: 68.

(4) وفى بعض النسخ (التميمى) وفى آخر (التيمى) ولكن الظاهر وهو المختار و هما تصحيفه.

(5 - 8) البرهان ج 2: 173. الصافى ج 1: 741 - 742.

[119]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337770

  • التاريخ : 29/03/2024 - 05:59

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net