00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة أم الكتاب 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير العياشي ( الجزء الأول )   ||   تأليف : المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السل

[1]

تفسير العياشي

تاليف

المحدث الجليل ابى النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمى السمرقندى

المعروف بالعياشى رضوان الله عليه

الجزء الاول

وقف على تصحيحه وتحقيقه والتعليق عليه

الفاضل المتتبع الورع الحاج السيد هاشم الرسولى المحلاتى

[2]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين الحمد لله على افضاله والصلوة على محمد وآله قال العبد الفقير إلى رحمة الله انى نظرت في التفسير الذى صنفه أبوالنصر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السلمى باسناده، ورغبت إلى هذا وطلبت من عنده سماعا من المصنف أو غيره فلم أجد في ديارنا من كان عنده سماع أو اجازة منه، حذفت منه الاسناد. وكتبت الباقى على وجهه ليكون أسهل على الكاتب والناظر فيه، فان وجدت بعد ذلك من عنده سماع أو اجازة من المصنف اتبعت الاسانيد، وكتبتها على ما ذكره المصنف، اسئل الله تعالى التوفيق لاتمامه وما توفيقى الا بالله عليه توكلت واليه انيب.

1 - روى جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه عن أبيعبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: أيها الناس انكم في زمان هدنة وانتم على ظهر السفر، والسير بكم سريع، فقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، ويأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز، فقام المقداد فقال: يا رسول الله ما دار الهدنة؟ قال: دار بلاء و انقطاع، فاذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم، فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع، وماحل(1) مصدق، من جعله امامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو [ كتاب فيه ] تفصيل وبيان وتحصيل

___________________________________

(1) محل به إلى السلطان محلا: كاده بسعاية اليه. (*)

[3]

وهو الفصل، ليس بالهزل، له ظهر وبطن، فظاهره حكمة(1) وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم(2) لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنازل(3) الحكمة ودليل على المعروف لمن عرفه.(4)

2 - عن يوسف بن عبدالرحمن رفعه إلى الحارث الاعور قال: دخلت على امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام فقلت: يا أمير المؤمنين انا اذا كنا عندك سمعنا الذى نسد به(5) ديننا، واذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة لا ندرى ما هى؟ قال: أوقد فعلوها؟ قال: قلت: نعم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يقول: أتانى جبرئيل فقال: يا محمد سيكون في امتك فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب الله فيه بيان ما قبلكم من خبر، وخبر ما بعدكم وحكم بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من ولاه من جبار فعمل بغيره قصمه الله(6) ومن التمس الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم لا تزيغه(7) الاهوية ولا تلبسه الالسنة ولا يخلق على الرد(8) ولا ينقضى عجائبه ولا يشبع منه العلماء [ هو الذى ] لم تكنه(9) الجن اذ سمعته ان قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد، من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن اعتصم به هدى إلى صراط مستقيم، هو الكتاب العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

___________________________________

(1) وفى نسخة الصافى " حكم ".

(2) الانيق: الحسن المعجب والتخوم جمع تخم بالفتح: منتهى الشئ.

(3) وفى نسختى البرهان والصافى " منار " بدل " منازل ".

(4) البحار ج 19: 5. البرهان ج 1: 7. الصافى ج 1: 9.

(5) وفى البرهان وبعض نسخ الصافى " نشد ".

(6) اى اهلكه

(7) وفى نسخة " لا تذيقه ".

(8) وفى بعض النسخ " عن كثرة الرد ".

(9) وفى بعض النسخ " تلبث " وفى آخر " تناه ". (*)

[4]

تنزيل من حكيم حميد(1) .

3 - عن ابى جميلة المفضل بن صالح عن بعض اصحابه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله يوم الجمعة بعد صلوة الظهر انصرف على الناس فقال: يا ايها الناس اني قد نبأنى اللطيف الخبير انه لن يعمر من نبى الا نصف عمر الذى يليه ممن قبله وانى لاظننى اوشك ان ادعى فأجيب، وانى مسئول وانكم مسئولون، فهل بلغتكم فما اذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد بانك قد بلغت ونصحت وجاهدت، فجزاك الله عنا خيرا قال: اللهم اشهد ثم قال: يا ايها الناس الم تشهدوا أن لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان الجنة حق وان النار حق وان البعث حق من بعد الموت قالوا: [ اللهم ] نعم، قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا ايها الناس ان الله مولاى وانا اولى بالمؤمنين من انفسهم، الا من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، ثم قال: ايها الناس انى فرطكم وانتم واردون على الحوض وحوضى اعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة الاوانى سائلكم حين تردون على عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونى فيهما حتى تلقونى قالوا: وما الثقلان يا رسول الله؟ قال: الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيدى الله وطرف في ايديكم، فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تذلوا والثقل الاصغر عترتى اهل بيتى فانه قد نبأنى اللطيف الخبير ان لا يتفرقا حتى يلقيانى وسئلت الله لهما ذلك فأعطانيه فلا تسبقوهم فتضلوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، فلا تعلموهم فهم اعلم منكم(2)

4 - عن أبى عبدالله مولى بنى هاشم عن أبى سخيلة قال: حججت أنا وسلمان الفارسى من الكوفة فمررت بأبى ذر فقال: انظروا اذا كانت بعدى فتنة وهي كائنة فعليكم بخصلتين، بكتاب الله وبعلى بن أبيطالب، فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول لعلى: هذا اول من آمن بى، وأول من يصافحنى يوم القيمة، وهو الصديق الاكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب

___________________________________

(1) البحار 19: 7. البرهان ج 1: 7. الصافى ج 1: 10.

(2) البحار ج 7: 29. البرهان ج 1: 10 - 11. اثبات الهداة ج 3: 539. (*)

[5]

المنافقين(1).

5 - عن زرارة عن أبى جعفر عليه السلام قال: خطب رسول الله صلى الله عليه واله بالمدينة فكان فيها قال لهم " الحديث "(2).

6 - عن داود بن فرقد قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم آية نجا بها من كان قبلكم فأعملوا به، وما وجدتموه هلك من كان قبلكم فاجتنبوه(3).

7 - عن الحسن بن موسى الخشاب رفعه قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: لا يرفع(4) الامر والخلافة إلى آل أبى بكر أبدا ولا إلى آل عمر ولا إلى آل بنى امية، ولا في ولد طلحة والزبير أبدا، وذلك انهم بتروا القرآن وأبطلوا السنن وعطلوا الاحكام(5)

8 - وقال رسول الله صلى الله عليه واله: القرآن هدى من الضلالة، وتبيان من العمى، و استقالة من العثرة، ونور من الظلمة، وضياء من الاحزان، وعصمة من الهلكة، و وشد من الغواية، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم فهذه صفة رسول الله صلى الله عليه واله للقرآن، وما عدل أحد عن القرآن الا إلى النار.(6)

9 - عن مسعدة بن صدقة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن، وقطب جميع الكتب، عليها يستدير محكم القرآن، وبها نوهت الكتب ويستبين الايمان، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم أن يقتدى بالقرآن وآل محمد، و ذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها: انى تارك فيكم الثقلين: الثقل الاكبر، و الثقل الاصغر، فاما الاكبر فكتاب ربى، واما الاصغر فعترتى أهل بيتى فاحفظونى فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما(7).

___________________________________

(1) البحار ج 19: 7. البرهان ج 1: 8.

(2) البحار ج 7: 29. البرهان ج 1: 11 .

(3) البحار ج 19: 25. البرهان ج 1: 8. الصافى ج 1: 10.

(4) كذا في النسخ وفى رواية الكافى " لا يرجع " بدل لا يرفع.

(5 - 7) البحار ج 19: 7 - 8. البرهان ج 1: 8 - 10. الصافى ج 1: 12 (*)

[6]

10 - عن فضيل بن يسار قال: سألت الرضا عليه السلام عن القرآن؟ فقال لى: هو كلام الله.(1)

11 - عن الحسن بن على قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وآله: ان امتك ستفتتن فسئل ما المخرج من ذلك؟ فقال: كتاب الله العزيز الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى العلم في غيره أضله الله ومن ولى هذا الامر من جبار فعمل بغيره قصمه الله وهو الذكر الحكيم والنور المبين والصراط المستقيم، فيه خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل، وهو الذى سمعته الجن فلم تناها ان قالوا " انا سمعنا قرآنا عجبا يهدى إلى الرشد فآمنا به " ولا يخلق على طول الرد، ولا ينقضى عبره ولا تفنى عجائبه(2).

12 - عن محمد بن حمران عن أبى عبدالله عليه السلام قال: ان الله لما خلق الخلق فجعله فرقتين، فجعل خيرته في أحدى الفرقتين، ثم جعلهم أثلاثا فجعل خيرته في احدى الاثلاث ثم لم يزل يختار حتى اختار عبد مناف، ثم اختار من عبد مناف هاشم، ثم اختار من هاشم عبدالمطلب، ثم اختار من عبدالمطلب عبدالله، واختار من عبدالله محمدا رسول الله صلى الله عليه واله، فكان أطيب الناس ولادة وأطهرها، فبعثه الله بالحق بشيرا ونذيرا، وأنزل عليه الكتاب فليس من شئ الا في الكتاب تبيانه(3).

13 - عن عمرو بن قيس عن أبى جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول ان الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا يحتاج اليه الامة إلى يوم القيامة الا أنزله في كتابه وبينه لرسوله، وجعل لكل شئ حدا وجعل دليلا يدل عليه، وجعل على من تعدى ذلك الحد حدا(4)

14 - عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن القرآن؟ فقال لى: لا خالق ولا مخلوق

___________________________________

(1) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8.

(2) البحار ج 19: 8.

(3) البحار 7: 25.(2 - 4) البرهان ج 1: 8. (*)

[7]

ولكنه كلام الخالق(1).

15 - عن زرارة قال سئلته عن القرآن أخالق هو؟ قال: لا قلت: أمخلوق؟ قال: لا ولكنه كلام الخالق [ يعنى انه كلام الخالق بالفعل ](2).

16 - عن مسعدة بن صدقة عن أبى عبدالله عليه السلام عن أبيه عن جده (ع) قال: خطبنا أمير المؤمنين (ع) خطبة فقال فيها: نشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، أرسله بكتاب فصله وأحكمه وأعزه وحفظه بعلمه وأحكمه بنوره، وأيده بسلطانه، وكلاه من لم يتنزه هوى أو يميل به شهوة او يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، ولا يخلقه طول الرد ولا يفنى عجائبه من قال به صدق، ومن عمل به أجر ومن خاصم به فلح ومن قاتل به نصر، ومن قام به هدى إلى صراط مستقيم، فيه نبأ من كان قبلكم والحكم فيما بينكم، وخيرة(3).

معادكم انزله بعلمه وأشهد الملائكة بتصديقه قال الله جل وجهه " لكن الله يشهد بما انزل اليك انزله بعلمه والملئكة يشهدون وكفى بالله شهيدا " فجعله الله نورا يهدى للتى هى أقوم وقال: " فاذا قرأناه فاتبع قرآنه " وقال: " اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه اولياء قليلا ما تذكرون " وقال: " فاستقم كم أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا انه بما تعملون بصير " ففى اتباع ما جائكم من الله الفوز العظيم، وفى تركه الخطاء المبين، قال: " اما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا يضل ولا يشقى " فجعل في اتباعه كل خير يرجى في الدنيا والاخرة فالقرآن آمر وزاجر حد فيه الحدود، وسن فيه السنن، وضرب فيه الامثال، وشرع فيه الدين اعذارا من نفسه(4) وحجة على خلقه، أخذ على ذلك ميثاقهم، وارتهن عليه أنفسهم ليبين لهم ما يأتون وما يتقون،

___________________________________

(1) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8 وهذا الخبر واشباهه مما يتمسك به في البحث عن مخلوقية القرآن وقد عنونه كثير من العلماء والمحدثين من الخاصة وغيرهم في كتبهم فراجع البحار ج 2: 147. وج 19: 31.

وكتاب البيان في تفسير القرآن ج 1: 283 وكتاب الملل والنحل (ط مصر) ج 1: 117. وتاريخ الخلفاء: 207 وغير ذلك.

(2) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 8

(3) وفى البحار " وخير " بدل " وخيرة ".

(4) وفى بعض النسخ " اعذارا امر نفسه " (*)

[8]

ليهلك من هلك عن بينه، ويحيى من حى عن بينه وان الله سميع عليم.(1)

17 - عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلام انه سئل عن القرآن؟ فقال: لعن الله المرجئة(2) ولعن الله ابا حنيفة(3) انه كلام الله غير مخلوق حيث ما تكلمت به، وحيث ما قرأت ونطقت فهو كلام وخبر وقصص(4).

18 - عن سماعة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان الله أنزل عليكم كتابه وهو الصادق البر، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم، وخبر السماء والارض، ولو أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم [ من ذلك ](5).

 

ـــــــــــــــــــــــ

(1 - 5) البحار ج 19: 31. البرهان ج 1: 9.

 

باب ترك الرواية التى بخلاف القرآن

1 - عن هشام بن الحكم عن أبيعبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله في خطبة بمنى او بمكة: يا أيها الناس ما جائكم عنى يوافق القرآن فأنا قلته وما جائكم عنى لا يوافق القرآن فلم أقله(1) .

2 - عن اسمعيل بن أبى زياد السكونى عن أبى جعفر عن أبيه عن على صلوات الله عليه قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه، ان على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالف كتاب الله فدعوه(2) .

3 - عن محمد بن مسلم قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: يا محمد ما جائك في رواية من بر أو فاجر يوافق القرآن فخذ به، وما جائك في رواية من بر او فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به(3)

___________________________________

 (1) وهم الذين يعتقدون انه لا يضر مع الايمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة، و قيل غير ذلك.

(2) وفى نسخة " ابا عيينة " والظاهر هو المختار.

 (3) البحار ج 1: 145. البرهان ج 1: 29.

 [9]

4 - عن أيوب بن حر قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: كل شئ، مردود إلى الكتاب والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف(1) .

5 - عن كليب الاسدى قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ما اتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل(2) .

6 - عن سدير قال: كان ابوجعفر عليه السلام وابوعبدالله عليه السلام لا يصدق علينا الا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله(3) .

7 - عن الحسن بن الجهم عن العبد الصالح عليه السلام قال: اذا كان جائك الحديثان المختلفان فقسهما على كتاب الله وعلى أحاديثنا، فان اشبههما فهو حق وان لم يشبههما فهو باطل(4).

ــــــــــــــــ

(1 - 2) البحار ج 1: 144 - 145. البرهان ج 1: 29 .

(3 - 4) الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 9.

 

في ما انزل القرآن

1 - عن أبى الجارود قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام: يقول نزل القرآن على اربعة أرباع ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرايض واحكام، وربع سنن وامثال ولنا كرائم القرآن(1) .

2 - عن عبدالله بن سنان: قال(2) سئلت ابا عبدالله عليه السلام عن القرآن والفرقان، قال: القرآن جملة الكتاب وأخبار ما يكون، والفرقان المحكم الذى يعمل به، وكل محكم فهو فرقان(3) .

3 - وعن الاصبغ بن نباتة قال: سمعت امير المؤمنين عليه السلام يقول: نزل القرآن اثلاثا ثلث فينا وفى عدونا وثلث سنن وامثال وثلث فرايض واحكام(4)

___________________________________

 (1) البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 21. الصافى ج 1: 14.

(2) وفى نسخة البحار هكذا " عن عبدالله بن سنان عمن ذكره قال سئلت ابا عبدالله (ع) اه " .

(3) البحار ج 19: 8. الصافى ج 1: 18. البرهان ج 1: 21.

(4) البحار ج 19: 30. الصافى ج 1: 14. البرهان ج 1: 21 (*)

[10]

عن عبدالله بن بكير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: نزل القرآن باياك اعنى و اسمعى يا جارة(1)

5 - عن ابن ابى عمير عمن حدثه عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ما عاتب الله نبيه فهو يعنى به من قد مضى في القرآن مثل قوله: " ولو لا ان ثبتناك لقد كدت تركن اليهم شيئا قليلا " عنى بذلك غيره(2) .

6 - عن ابى بصير قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: ان القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار(3) .

7 - عن محمد بن خالد بن الحجاج الكرخى عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال ابوجعفر يا خيثمه القرآن نزل اثلاثا ثلث فينا وفى احبائنا، وثلث في اعدائنا وعدو من كان قبلنا وثلث سنة ومثل، ولو ان الآية اذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقى من القرآن شئ، ولكن القرآن يجرى أوله على آخره ما دامت السماوات والارض، ولكل قوم آية يتلونها [ و ] هم منها من خير أو شر(4).

تفسير الناسخ والمنسوخ والظاهر والباطن والمحكم والمتشابه

1 - عن أبى محمد الهمدانى عن رجل عن ابى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه؟ قال: الناسخ الثابت، والمنسوخ ما مضى، والمحكم

 

___________________________________

(1) البحار ج 19: 93. الصافى ج 1: 18. وهذا مثل يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئا غيره وقيل ان اول من قال ذلك سهل بن مالك الفزارى ذكر قصته في مجمع الامثال (ج 1 - 50 - 51 ط مصر) وقال الطريحى: هو مثل يراد به التعريض للشئ يعنى ان القرآن خوطب به النبى صلى الله عليه وآله لكن المراد به الامة اه.

(1 - 4) البرهان ج 1: 21.

(2) البحار ج 19: 93. الصافى ج 1: 18

(3) البحار ج 19: 30.

(4) البحار ج 19: 30. الصافى ج 1: 14 (*)

[11]

ما يعمل به، والمتشابه الذى يشبه بعضه بعضا(1).

2 - عن جابر قال: قال ابوعبدالله عليه السلام: يا جابر ان للقرآن بطنا وللبطن ظهرا ثم قال: يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال منه، ان الآية لتنزل اولها في شئ واوسطها في شئ، وآخرها في شئ، وهو كلام متصل يتصرف على وجوه(2).

3 - عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن ناسخا ومنسوخا(3).

4 - عن حمران بن اعين عن أبى جعفر عليه السلام قال: ظهر القرآن الذين نزل فيهم وبطنه الذين عملوا بمثل اعمالهم(4).

5 - عن الفضيل بن يسار قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية " ما في القرآن آية الا ولها ظهر وبطن، وما فيه حرف الا وله حد ولكل حد مطلع "(5) ما يعنى بقوله لها ظهر وبطن؟ قال: ظهره وبطنه تأويله، منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد، يجرى كما يجرى الشمس والقمر، كلما جاء منه شئ وقع قال الله تعالى " وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم " [ نحن نعلمه ](6) .

6 - عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان القرآن فيه محكم و متشابه، فاما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، واما المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به(7).

7 - عن مسعدة بن صدقة قال سئلت أبا عبدالله عليه السلام عن الناسخ والمنسوخ و المحكم والمتشابه؟ قال: الناسخ الثابت المعمول به، والمنسوخ ما قد كان يعمل

___________________________________

(1 - 4) البحار ج 19: 30 و 93 - 94 و 25. البرهان ج 1: 20 - 21. الصافى ج 1: 14 و 17.

(1 - 3) الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13.

(5) قال الفيض (ره) المطلع بتشديد الطاء وفتح اللام مكان الاطلاع من موضع عال ويجوز ان يكون بوزن مصعد بفتح الميم ومعناه: اى مصعد يصعد اليه من معرفة علمه و محصل معناه قريب من معنى التأويل والبطن كما ان معنى الحد قريب من معنى التنزيل و الظهر " انتهى "(6 - 7) البحار ج 19: 94.

البرهان ج 1: 20. الصافى ج 1: 17 - 18. (*)

[12]

به ثم جاء ما نسخه والمتشابه ما اشتبه على جاهله(1).

8 - عن جابر قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن شئ في تفسير القرآن فاجابنى، ثم سألته ثانية فأجابنى بجواب آخر فقلت: جعلت فداك كنت أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم فقال عليه السلام لي: يا جابر ان للقرآن بطنا، وللبطن ظهرا، يا جابر وليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الآية لتكون اولها في شئ وآخرها(2) في شئ وهو كلام متصل يتصرف على وجوه(3) .

9 - عن أبى عبدالرحمن السلمى(4) ان عليا عليه السلام مر على قاض فقال: تعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال: لا فقال: هلكت وأهلكت، تأويل كل حرف من القرآن على وجوه.(5)

10 - عن ابراهيم بن عمر قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ان في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فالقيت، وانما الاسم الواحد منه في وجوه لا يحصى يعرف ذلك الوصاة(6).

11 - عن حماد بن عثمان قال: قلت لابى عبدالله عليه السلام ان الاحاديث تختلف عنكم قال: فقال: ان القرآن نزل على سبعة أحرف وأدنى ما للامام أن يفتى على

___________________________________

(1 - 5) البحار ج 19: 94 و 25. البرهان ج 1: 20. الصافى ج 1: 17 - 18.

(2) وفى نسخة البرهان " واوسطها وآخرها ".

(4) وفى نسخة الوسائل " عبدالرحمن السلمى بدل ابى عبدالرحمن " والظاهر هو المختار.

(5) الوسائل: ج 3 كتاب القضاء با ب 13.

(6) البحار ج 19: 25. البرهان 1: 20. الصافى ج 1: 25 وقال الفيض (ره) لعل المراد باسماء الرجال الملقية اعلامهم وبالاسم الواحد ما كنى به تارة عنهم وتارة عن غيرهم من الالفاظ التى لها معان متعددة وذلك كالذكر فانه قد يراد به رسول الله صلى الله عليه وآله وقد يراد به امير المؤمنين (ع) وقد يراد به القرآن، وكالشيطان فانه قد يراد به الثانى وقد يراد به ابليس وقد يراد به غيرهما اراد (ع) ان الرجال كانوا مذكورين في القرآن تارة باعلامهم فالقيت واخرى بكنايات فالقيت فهم اليوم مذكورون بالكنايات بالفاظ لها معان آخر يعرف ذلك الاوصياء. (*)

[13]

سبعة وجوه، ثم قال: " هذا عطاؤنا فامنن او أمسك بغير حساب "(1)

ما عنى به الائمة من القرآن

1 - عن ابن مسكان قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن(2) .

2 - عن حنان بن سدير عن أبيه قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا أبا الفضل لنا حق في كتاب الله المحكم من الله لو محوه فقالوا ليس من عند الله او لم يعلموا لكان سواه(3) .

3 - عن محمد بن مسلم قال: قال أبوجعفر عليه السلام: يا محمد اذا سمعت الله ذكر احدا من هذه الامة بخير فنحن هم. واذا سمعت الله ذكر قوما بسوء ممن مضى فهم عدونا(4) .

4 - عن داود بن فرقد عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لو قد قرء القرآن كما انزل لالفيتنا فيه مسمين(5) .

5 - وقال سعيد بن الحسين الكندى عن أبى جعفر عليه السلام بعد مسمين كما سمى من قبلنا(6).

6 - عن ميسر عن أبى جعفر عليه السلام قال: لو لا انه زيد في كتاب الله ونقص منه ما خفى حقنا على ذى حجى، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن(7) .

7 - عن مسعدة بن صدقه عن أبى جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام سموهم بأحسن امثال القرآن يعنى عترة النبى صلى الله عليه وآله، هذا عذب فرات فاشربوا، وهذا ملح اجاج فاجتنبوا. (8) .

8 - عن عمر بن حنظلة عن أبى عبدالله عليه السلام عن قول الله " قل كفى بالله شهيدا بينى وبينكم ومن عنده علم الكتاب " فلما رآنى أتتبع هذا وأشباهه من الكتاب قال: حسبك كل شى في الكتاب من فاتحته إلى خاتمته مثل هذا فهو في الائمة عنى به(9)

___________________________________

(1) البحار ج 19: 22 و 30. البرهان ج 1: 21 - 22 وتنكب الشئ: تجنبه .

(2) البحار ج 19: 22 و 30. البرهان ج 1: 21 - 22 وتنكب الشئ: تجنبه .

(3 - 6) البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22 .

(4 - 6) الصافى ج 1: 14 و 25. اثبات الهداة ج 3: 43. والفاه: وجده.

(7 - 9) البحار ج 19: 30. البرهان ج 1: 22. اثبات الهداة ج 3: 43 - 44. و للمحدث الحر العاملى (ره) في هذه الاخبار بيان فراجع وسيأتى في ذيل ص 24 ايضا بيان لهذه الاحاديث.

(9) الصافى ج 1: 14 ولمؤلفه (ره) في بيان الخبر تحقيق رشيق فراجع. (*)

[14]

علم الائمة بالتأويل

1 - عن الاصبغ بن نباتة قال: لما قدم امير المؤمنين عليه السلام الكوفة صلى بهم أربعين صباحا يقرء بهم " سبح اسم ربك الاعلى " قال: فقال المنافقون: لا والله ما يحسن ابن أبى طالب أن يقرء القرآن ولو أحسن أن يقرء القرآن لقرء بنا غير هذه السورة قال: فبلغه ذلك فقال: ويل لهم انى لاعرف ناسخه من منسوخه ومحكمه من متشابهه وفصله من فصاله وحروفه من معانيه، والله ما من حرف نزل على محمد صلى الله عليه وآله الا انى أعرف فيمن انزل وفى اى يوم وفى اى موضع، ويل لهم أما يقرء‌ون " ان هذا لفى الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى " والله عندى ورثتهما من رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد أنهى رسول الله صلى الله عليه وآله من ابراهيم وموسى (ع)، ويل لهم والله أنا الذى انزل الله في " وتعيها اذن واعية " فانما كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله فيخبرنا بالوحى فأعيه أنا ومن يعيه، فاذا خرجنا قالوا: ماذا قال آنفا؟(1) .

2 - عن سليم بن قيس الهلالى قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ما نزلت آية على رسول الله صلى الله عليه وآله الا أقر أنيها واملاها على، فاكتبها بخطى، وعلمنى تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها، ودعا الله لى أن يعلمنى فهمها وحفظها، فما نسيت آية من كتاب الله ولا علم املائه على فكتبته منذ دعا لي بما دعا وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا حرام ولا امر ولا نهى كان أو لا يكون من طاعة أو معصية الا علمنيه وحفظته، فلم أنس منه حرفا واحدا، ثم وضع يده على صدرى ودعا الله أن يملاء قلبى علما وفهما وحكمة ونورا لم أنس شيئا، ولم يفتنى شئ لم اكتبه، فقلت: يا رسول الله أو تخوفت على النسيان فيما بعد؟ فقال: لست أتخوف عليك نسيانا ولا جهلا، وقد أخبرنى ربى انه قد استجاب لى فيك وفى شركائك الذين يكونون من بعدك، فقلت يا رسول الله ومن شركائى من بعدى؟ قال: الذين قرنهم الله بنفسه وبى فقال: الاوصياء مني إلى أن يردوا على الحوض كلهم هاد مهتد لا يضرهم من خذلهم، هم مع القرآن والقرآن معهم، لا يفارقهم ولا يفارقونه بهم تنصر امتى وبهم يمطرون، وبهم يدفع عنهم وبهم استجاب دعائهم، فقلت:

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 16. (*)
[
15]

يا رسول الله سمهم لى فقال: ابنى هذا - ووضع يده على رأس الحسن عليه السلام -، ثم ابنى هذا - ووضع يده على رأس الحسين عليه السلام -، ثم أبن له يقال له على وسيولد في حيوتك فأقرأه منى السلام، تكمله اثنى عشر من ولد محمد، فقلت له: بابى انت [ وامى ] فسمهم لى، فسماهم رجلا رجلا فيهم(1) والله يا اخى بنى هلال مهدى امة محمد صلى الله عليه وآله الذى يملاء الارض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والله انى لاعرف من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء آبائهم وقبائلهم(2).

3 - عن سلمة بن كهيل عمن حدثه عن على عليه السلام قال: لو استقامت لى الامرة وكسرت أو ثنيت لى الوسادة، لحكمت لاهل التوراة بما أنزل الله في التورية حتى تذهب إلى الله، انى قد حكمت بما أنزل الله فيها، ولحكمت لاهل الانجيل بما أنزل الله في الانجيل حتى يذهب إلى الله انى قد حكمت بما أنزل الله فيه، ولحكمت في أهل القرآن بما أنزل الله في القرآن حتى يذهب إلى الله انى قد حكمت بما انزل الله فيه(3).

4 - عن أيوب بن حر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت له: الائمة بعضهم أعلم من بعض؟ قال: نعم وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد(4).

5 - عن حفص بن قرط الجهنى عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: كان على عليه السلام صاحب حلال وحرام وعلم بالقرآن، ونحن على منهاجه(5).

6 - عن السكونى عن جعفر عن أبيه عن جده عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، وهو على بن

___________________________________

(1) وفى نسخة البرهان " منهم ".

(2) البحار ج 19: 26. البرهان ج 1: 17. الصافى ج 1: 11.

(3 - 5) البحار ج 19: 25. البرهان ج 1: 17. (*)
[
16]

أبيطالب.(1)

7 - عن بشير الدهان قال. سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ان الله فرض طاعتنا في كتابه فلا يسمع الناس جهلا، لنا صفو المال ولنا الانفال ولنا كرائم القرآن، ولا أقول لكم إنا أصحاب الغيب، ونعلم كتاب الله وكتاب الله يحتمل كل شئ، ان الله أعلمنا علما لا يعلمه أحد غيره، وعلما قد أعلمه ملئكته ورسله، فما علمته ملئكته ورسله فنحن نعلمه(2).

8 - عن مرازم قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقول: إنا أهل بيت لم يزل الله يبعث فينا من يعلم كتابه من أوله إلى آخره، وان عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا [ من ] كتمانه ما نستطيع أن نحدث به أحدا(3).

9 - عن الحكم بن عيينة قال: قال أبوعبدالله عليه السلام لرجل من أهل الكوفة: و سأله عن شئ لو لقيتك بالمدينة لاريتك أثر جبرئيل في دورنا، ونزوله على جدى بالوحى والقرآن والعلم، فيستسقى الناس العلم من عندنا فيهدونهم وضللنا نحن؟ هذا محال(4) .

10 - عن يوسف بن السخت البصرى قال: رأيت التوقيع بخط محمد بن محمد بن على(5) فكان فيه الذى يجب عليكم ولكم ان تقولوا انا قدوة الله وائمة، وخلفاء الله في أرضه وامنائه على خلقه، وحججه في بلاده، نعرف الحلال والحرام ونعرف تأويل الكتاب وفصل الخطاب(6).

___________________________________

(1) الوسائل (ج 3) كتاب القضاء باب 13.

(1 - 4) البحار ج 19: 25 - 26. البرهان ج 1: 17 .

(3) الصافى ج 1: 12.

(5) كذا في نسختى الاصل والبحار وفى نسخة البرهان " محمد بن محمد بن الحسن بن على " والظاهر " محمد بن الحسن بن على " وهو الحجة المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين.

(6) البحار ج 19: 26 - 29. البرهان ج 1: 17. (*)
[
17]

11 - عن ثوير بن أبى فاخته عن أبيه قال: قال على عليه السلام: ما بين اللوحين شئ الا و أنا أعلمه(1).

12 - عن سليمان الاعمش عن أبيه قال: قال على عليه السلام ما نزلت آية الا وانا علمت فيمن أنزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، ان ربى وهب لى قلبا عقولا و لسانا طلقا(2).

13 - عن أبى الصباح قال: قال أبوعبدالله عليه السلام ان الله علم نبيه صلى الله عليه وآله التنزيل والتأويل فعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام(3).

فيمن فسر القرآن برأيه

1 - عن زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال: ليس شئ أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن، ان الآية ينزل اولها في شئ وأوسطها في شئ، وآخرها في شئ، ثم قال: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا) من ميلاد الجاهلية(4).

2 - عن هشام بن سالم عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من فسر القرآن برأيه فاصاب لم يوجر، وان اخطأ كان اثمه عليه(5).

3 - عن ابي الجارود قال: قال أبوجعفر عليه السلام: ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا الله أعلم، فان الرجل ينزل بالاية فيخر بها أبعد ما بين السماء والارض(6).

4 - عن ابى بصير عن أبيعبدالله عليه السلام قال: من فسر القرآن برأيه ان أصاب لم يوجر و أن أخطأ فهو أبعد من السماء(7).

5 - عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: ليس ابعد من

___________________________________

(1 - 3) البحار ج 19: 26 - 29 البرهان ج 1: 17 .

(4) البحار ج 19: 26 - 29 البرهان ج 1: 17 .

(4) الوسائل (ج 3) كتاب القضاء باب 13 .

(5) البحار ج 19: 29. البرهان ج 1: 19. وفى نسخة البرهان " هشام بن سالم عن أبى جعفر (ع) " ولكن الظاهر هو المختار فانه لا يروى عن أبى جعفر الباقر (ع).

(6 - 7) البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1: 19 .

(7) الصافى ج 1: 17. (*)
[
18]

عقول الرجال من القرآن(1).

6 - عن عمار بن موسى عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سئل عن الحكومة قال: من حكم برأيه بين اثنين فقد كفر، ومن فسر [ برأيه ] آية من كتاب الله فقد كفر(2).

كراهية الجدال في القرآن

1 - عن زرارة عن أبيجعفر عليه السلام قال: اياكم والخصومة فانها تحبط العمل و تمحق الدين وان احدكم لينزع بالاية يقع فيها أبعد من السماء(3).

2 - عن المعمر بن سليمان عن أبيعبدالله عليه السلام قال: قال أبى عليهما السلام ما ضرب رجل القرآن بعضه ببعض الا كفر(4) .

3 - عن يعقوب بن يزيد عن ياسر عن أبى الحسن الرضا عليه السلام يقول: المراء في كتاب الله كفر(5).

4 - عن داود بن فرقد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لا تقولوا لكل آية هذه رجل وهذه رجل ان من القرآن حلالا ومنه حراما وفيه نبأ من قبلكم، وخبر من بعدكم وحكم ما بينكم، فهكذا هو كان رسول الله صلى الله عليه وآله مفوض فيه ان شاء فعل الشئ وان شاء تذكر حتى اذا فرضت فرايضه، وخمست اخماسه، حق على الناس أن يأخذوا به، لان الله قال: " ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا "(6).

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13. البرهان ج 1: 19.

(3) البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13. البرهان ج 1: 19.

(4) الصافى ج 1: 21 وقال الفيض (ره) لعل المراد بضرب بعضه ببعض تاويل بعض متشابهاته إلى بعض بمقتضى الهوى من دون سماع من اهله او نور وهدى من الله.

(5) البحار ج 19: 29. الوسائل ج 3 كتاب القضاء باب 13 البرهان ج 1: 19 .

(6) البحار ج 19: 29. البرهان ج 1: 41 (*)


[
19]

من سورة ام الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - بأسانيد عن الحسن بن على بن أبى حمزة البطاينى عن أبيه قال: قال ابوعبد الله عليه السلام اسم الله الاعظم مقطع في ام الكتاب(1).

2 - عن محمد بن سنان عن أبى الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: قال لابى حنيفة ماسورة أولها تحميد وأوسطها اخلاص وآخرها دعاء؟ فبقى متحيرا ثم قال: لا أدرى فقال أبوعبدالله عليه السلام: السورة التى أولها تحميد، وأوسطها اخلاص، و آخرها دعاء: سورة الحمد(2).

3 - عن يونس بن عبدالرحمن عمن رفعه قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام " ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " قال: هى سورة الحمد وهى سبع آيات، منها بسم الله الرحمن الرحيم وانما سميت المثانى لانها يثنى في الركعتين(3).

4 - وعن أبى حمزة عن أبى جعفر عليه السلام قال: سرقوا اكرم آية في كتاب الله بسم الله الرحمن الرحيم(4).

5 - عن صفوان الجمال قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: ما أنزل الله من السماء كتابا الا وفاتحته بسم الله الرحمن الرحيم، وانما كان يعرف انقضاء السورة بنزول بسم الله الرحمن الرحيم ابتداء للاخرى.(5)

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 41 .

(2) البحار ج 19: 58. البرهان ج 1: 41 .

(3 - 4) البحار ج 18: 335 - 336. وج 19: 58 - 59. البرهان ج 1: 42 .

(5) البحار ج 18: 336 وج 19: 59. البرهان ج 1: 42. الصافى ج 1: 51 (*)
[
20]

6 - عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع صوته بها، فاذا سمعها المشركون ولوا مدبرين فانزل الله " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا "(1).

7 - قال الحسن بن خرزاد وروى عن أبيعبدالله عليه السلام قال: اذا ام الرجل القوم جاء شيطان إلى الشيطان الذى هو قريب الامام، فيقول: هل ذكر الله يعنى هل قرء بسم الله الرحمن الرحيم؟ فان قال: نعم هرب منه، وان قال: لا ركب عنق الامام و دلى رجليه في صدره، فلم يزل الشيطان امام القوم حتى يفرغوا من صلواتهم(2) .

8 - عن عبدالملك بن عمر عن أبى عبدالله عليه السلام قال: أن ابليس رن أربع رنات(3) أولهن يوم لعن، وحين هبط إلى الارض، وحين بعث محمد صلى الله عليه وآله على فترة من الرسل، وحين انزلت ام الكتاب الحمد لله رب العالمين، ونخر نخرتين.(4) حين اكل آدم عليه السلام من الشجرة، وحين اهبط آدم إلى الارض قال: ولعن من فعل ذلك(5) .

9 - عن اسمعيل بن أبان يرفعه إلى النبى صلى الله عليه وآله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجابر بن عبدالله: يا جابر ألا أعلمك أفضل سورة انزلها الله في كتابه؟ قال: فقال جابر: بلى بأبى انت وامى يا رسول الله علمنيها، قال: فعلمه الحمد لله ام الكتاب، قال: ثم قال له: يا جابر الا اخبرك عنها؟ قال: بلى بابى انت وامى فاخبرنى، قال: هى شفاء من كل داء الا السام يعنى الموت(6).

10 - عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: من لم تبرأه الحمد لم يبرئه شئ(7).

___________________________________

(1) البحار ج 18: 351 وج 19: 59. البرهان ج 1: 42 .

(2) البحار ج 18: 336 وج 19: 59. البرهان ج 1: 42 .

(3) الرنة، صوت المكروب او المريض .

(4) نخر الانسان او الدابة: مد الصوت والنفس في خياشيمه.

(5) البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42.

(6 - 7) البحار ج 19: 59. الصافى ج 1: 56. الوسائل ج 1 ابواب قرائة القرآن باب 37 البرهانج 1. 42. واخرجهما الطبرسى (ره) في كتاب مجمع البيان (ط صيدا ج 1: 17 - 18) عن هذا الكتاب ايضا. (*)
[
21]

11 - عن أبى بكر الحضرمى قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: اذا كانت لك حاجة فاقرأ المثانى وسورة اخرى وصل ركعتين وادع الله، قلت: أصلحك الله وما المثانى؟ قال: فاتحة الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين(1).

12 - عن عيسى بن عبدالله عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: بلغه ان اناسا ينزعون بسم الله الرحمن الرحيم فقال: هى آية من كتاب الله أنساهم اياها الشيطان(2).

13 - عن اسمعيل بن مهران قال: قال ابوالحسن الرضا عليه السلام: ان بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الاعظم من سواد العين إلى بياضها(3) .

14 - عن سليمان الجعفرى قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: اذا اتى أحدكم اهله فليكن قبل ذلك ملاطفة فانه أبر لقلبها واسل لسخيمتها(4) فاذا أفضى إلى حاجته قال: بسم الله ثلثا فان قدر ان يقرأ أى آية حضرته من القرآن فعل، والا قد كفته التسمية، فقال له رجل في المجلس: فان قرأ بسم الله الرحمن الرحيم اوجر به(5) فقال: واى آية أعظم في كتاب الله؟ فقال: بسم الله الرحمن الرحيم(6).

15 - عن الحسن بن خرزاد قال: كتبت إلى الصادق أسئل عن معنى الله فقال: استولى على مادق وجل(7).

16 - عن خالد بن مختار قال: سمعت جعفر بن محمد (ع) يقول: ما لهم قاتلهم الله

___________________________________

(1 - 2) البحار ج 18: 336 و 19: 59. البرهان ج 1: 42

(3) الصافى ج 1: 52 البرهان ج 1: 42. ونقله المجلسى (ره) عن الصفار و رواه الصدوق " ره " في العيون باسناده عن الرضا (ع) .

(4) سل السخيمة من قلبه: انتزعها واخرجها منه والسخيمة الحقد.

(5) وفى نسخة البرهان " أو يجزيه؟ ".

(6 - 7) البحار ج 19: 59. البرهان ج 1: 42 (*)
[
22]

عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله، فزعموا انها بدعة اذا اظهروها، وهى بسم الله الرحمن الرحيم(1).

17 - عن محمد بن مسلم قال: سألت ابا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزوجل " ولقد آتيناك سبعا من المثانى والقرآن العظيم " فقال فاتحة الكتاب [ يثنى فيها القول قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ان الله من على بفاتحة الكتاب ] من كنز الجنة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم الآية التى يقول فيها: " واذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على ادبارهم نفورا " " والحمد لله رب العالمين " دعوى اهل الجنة حين شكروا لله حسن الثواب، و " مالك يوم الدين " قال جبرئيل ما قالها مسلم قط الا صدقه الله وأهل سمواته " اياك نعبد " اخلاص العبادة و " اياك نستعين " افضل ما طلب به العباد حوائجهم " اهدنا الصراط المستقيم " صراط الانبياء وهم الذين انعم الله عليهم " غير المغضوب عليهم " اليهود " وغير الضالين " النصارى(2).

18 - عن عبدالله بن سنان عن ابيعبدالله عليه السلام في تفسير " بسم الله الرحمن الرحيم " فقال: الباء بهاء الله والسين سناء الله والميم مجد الله(3) .

19 - ورووا غيره عنه ملك الله، الله اله الخلق الرحمن بجميع العالم الرحيم بالمؤمنين خاصة(4).

20 - ورووا غيره عنه والله اله كل شئ(5) .

21 - عن محمد بن على الحلبى عن ابى عبدالله عليه السلام انه كان يقرء مالك يوم الدين(6).

22 - عن داود بن فرقد قال: سمعت ابا عبدالله عليه السلام يقرأ ما لا احصى ملك

___________________________________

(1 - 2) البرهان ج 1: 42 و 51. البحار ج 19: 59 و 18: 336 وفيه بيان فراجع ونقل الطبرسى (ره) الحديث الاخير في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب ايضا. وسيأتى في ذيل حديث 28 بيان لقوله " غير الضالين ".

(3 - 6) البرهان ج 1: 45.

(6) البحار ج 19: 59 ورواه الطبرسى " ره " في مجمع البيان ج 1: 31 عن هذا الكتاب ايضا. (*)
[
23]

يوم الدين(1).

23 - عن الزهرى قال: قال على بن الحسين عليه السلام لو مات ما بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معى، كان اذا قرأ مالك يوم الدين يكررها ويكاد أن يموت(2).

24 - عن الحسن بن محمد الجمال عن بعض أصحابنا قال: بعث عبدالملك بن مروان إلى عامل المدينة ان وجه إلى محمد بن على بن الحسين ولا تهيجه ولا تروعه، واقض له حوائجه، وقد كان ورد على عبدالملك رجل من القدرية(3) فحضر جميع من كان بالشام فأعياهم جميعا، فقال ما لهذا الا محمد بن على، فكتب إلى صاحب المدينة ان يحمل محمد بن على اليه، فأتاه صاحب المدينة بكتابه فقال له أبوجعفر عليه السلام انى شيخ كبير لا اقوى على الخروج وهذا جعفر ابنى يقوم مقامى، فوجهه اليه فلما قدم على الاموى ازدراه(4) لصغره وكره ان يجمع بينه وبين القدرى مخافة ان يغلبه، و تسامع الناس بالشام بقدوم جعفر لمخاصمة القدرى، فلما كان من الغد جتمع الناس بخصومتها فقال الاموى لابى عبدالله عليه السلام: انه قد اعيانا امر هذا القدرى وانما كتبت اليك لاجمع بينك وبينه فانه لم يدع عندنا احدا الا خصمه، فقال: ان الله يكفيناه قال: فلما اجتمعوا قال القدرى لابى عبدالله عليه السلام: سل عما شئت، فقال له: اقرأ سورة الحمد قال: فقرئها وقال الاموى - وانا معه -: ما في سورة الحمد علينا ! انا لله وانا اليه راجعون ! قال: فجعل القدرى يقرء سورة الحمد حتى بلغ قول الله تبارك و تعالى " اياك نعبد واياك نستعين " فقال له جعفر عليه السلام: قف من تستعين وما حاجتك

___________________________________

(1) البحار ج 18: 336. الصافى ج 1: 53 البرهان ج 1: 51 .

(2) البحار ج 18: 336 وج 19: 59 البرهان ج 1: 52 وفى رواية الكلينى (قده) " حتى يكاد ان يموت ".

(3) القدرى في الاخبار يطلق على الجبرى وعلى التفويضى والمراد في هذا الخبر هو الثانى وقد احال كل من الفريقين ما ورد في ذلك على الاخر وقد ورد في ذمهم احاديث كثيره في كتب الفريقين مثل قوله لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيا وقوله صلى الله عليه وآله: القدرية مجوس امتى وقوله صلى الله عليه وآله اذا قامت القيامة نادى مناد اهل الجمع اين خصماء الله فتقوم القدرية إلى غير ذلك.

(4) ازدراه: احتقره واستخف به واصله من زرى. (*)
[
24]

الي المعونة؟ ان الامر اليك فبهت الذى كفر والله لا يهدى القوم الظالمين(1).

25 - عن داود بن فرقد عن أبى عبدالله عليه السلام قال: " اهدنا الصراط المستقيم " يعنى أمير المؤمنين صلوات الله عليه(2).

26 - قال محمد بن على الحلبى: سمعته ما لا احصى وانا اصلى خلفه يقرأ اهدنا الصراط المستقيم(3).

27 - عن معوية بن وهب قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله " غير المغضوب عليهم ولا الضالين "؟ قال: هم اليهود والنصارى(4).

28 - عن رجل عن أبى عمير رفعه في قوله " غير المغضوب عليهم وغير الظالين " وهكذا نزلت(5) قال: المغضوب عليهم فلان وفلان وفلان والنصاب، والظالين الشكاك الذين لا يعرفون الامام(6).

___________________________________

(5) مسألة اختلاف النزول والقراء‌ات في الايات الكريمة القرآنية من العويصات التى عنونها المفسرون في كتبهم وذهب كل إلى قول، ونقل اقوالهم وما هو الحق فيها، خارج عن وضع هذه التعليقة، ومن اراد الوقوف على شتى الاقول ومعتقد الامامية في ذلك فليراجع كتاب البيان في تفسير القرآن للمرجع المعظم العلامة الخوئى مد ظله العالى، وغيره من الموسوعات والتفاسير، ورأيت أخيرا في مجلة " الهادى " (العدد الاول من السنة الثانية) مقالة في كيفية نزول القرآن من الزميل الفاضل الدكتور السيد محمد باقر الحجتى وقد جمع فيها الاقوال والاراء ولا تخلو مطالعتها عن الفائدة، وكيف كان فهذا الحديث ونظائره مما مر في صفحة 22 قد ورد عن ائمة اهل البيت بقرائة " غير الضالين " بدل " ولا الضالين " وقد نقل هذه القرائة عن عمر بن الخطاب وغيره ايضا.

قال الطبرسى (ره): وقرء " غير الضالين " عمر بن الخطاب، وروى ذلك عن على عليه السلام، وقد مر نظير هذا الحديث في اختلاف النزول أحاديث أخرى في ص 13 ويأتى في مطاوى الكتاب ايضا ولا يخفى عن معنى النزول في تلك الروايات ليس هو التحريف المدعى في بعض الكلمات بل المراد من النزول هو التفسير والتأويل من حيث المعنى كما صرح به معظم العلماء بل المنتمين إلى ذلك القول كالمحدث الحر العاملى (ره) في كتاب اثبات الهداة والمولى محسن الفيض في الوافى وغيرهم، والا فهى أخبار آحاد لا تعارض ما ثبت بالتواتر بين المسلمين.

(1 - 6) البرهان ج 1: 52. البحار ج 18: 336 وج 19: 59. (*)
[
25]

من سورة البقرة...القسم الاول

بسم الله الرحمن الرحيم

1 - عن سعد الاسكاف قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اعطيت الطوال مكان التورية، واعطيت المئين(1) مكان الانجيل، واعطيت المثانى مكان الزبور، وفضلت بالمفصل سبع وستين سورة(2).

2 - عن أبى بصير عن أبى عبدالله عليه السلام قال: من قرأ البقرة وآل عمران جائتا(3) يوم القيمة تظلانه على رأسه مثل الغمامتين أو غيابتين(4).

3 - عن عمر بن جميع رفعه إلى على قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ أربع آيات من اول البقرة وآية الكرسى وآيتين بعدها، وثلاث آيات من آخرها لم ير في نفسه وأهله وماله شيئا يكرهه، ولا يقربه الشيطان ولم ينس القرآن(5) قوله آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه الاية

1 - عن سعدان بن مسلم عن بعض اصحابه عن ابى عبدالله عليه السلام في قوله " الم ذلك

___________________________________

(1) قال الفيض " ره " اختلف الاقوال في تفسير هذه الالفاظ اقربها إلى الصواب واحوطها لسور الكتاب ان الطول كصرد هى السبع الاول بعد الفاتحة على ان بعد الانفال و البرائة واحدة لنزولهما جميعا في المغازى وتسميتهما بالقرينتين، والمئين من بنى اسرائيل إلى سبع سور سميت بها لان كلا منها على نحو مأة آية والمفصل من سورة محمد صلى الله عليه وآله إلى آخر القرآن سميت به لكثرة الفواصل بينهما والمثانى بقية السور وهى التى تقصر عن المئين وتزيد على المفصل كأن الطول جعلت مبادى تارة والتى تلتها مثانى لها لانها ثنت الطول اى تلتها والمئين جعلت مبادى اخرى والتى تلتها مثانى لها.

(2) البحار ج 19: 8 البرهان ج 1: 52 ورواه الفيض (ره) في هامش الصافى ج 1: 10 .

(3) هذا هو الظاهر الموافق لنسختى البحار والبرهان ولرواية الصدوق في ثواب الاعمال لكن في نسخة الاصل " جاء ".

(4 - 5) البحار ج 19: 67 البرهان ج 1: 53 والغيابة: كل ما اظل الانسان كالسحابة (*)
[
26]

الكتاب لا ريب فيه " قال: كتاب على لا ريب فيه " هدى للمتقين " قال: المتقون شيعتنا " الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون " ومما علمناهم ينبؤن(1).

2 - عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث قال: ان حيا وأبا ياسر ابنى أخطب ونفرا من اليهود وأهل خيبر أتوا رسول الله صلى الله عليه وآله فقالوا له: اليس فيما تذكر فيما انزل عليك آلم؟ قال: بلى، قالوا: أتاك بها جبرئيل من عند الله؟ قال: نعم قالوا: لقد بعثت انبياء قبلك وما نعلم نبيا منهم أخبر ما مدة ملكه وما أجل امته غيرك؟ فاقبل حى على أصحابه فقال لهم: الالف واحد، واللام ثلثون، والميم أربعون، فهى احد وسبعون، فعجب ممن يدخل في دين مدة ملكه وأجل امته احدى وسبعون سنة [ قال ] ثم أقبل على رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: له يا محمد هل مع هذا غيره؟ فقال: نعم قال: فهاته، قال: آلمص قال: هذه أثقل وأطول الالف واحد واللام ثلثون(2)

___________________________________

(1) البحار ج 21: 21. البرهان ج 1: 53. الصافى ج 1: 58 - 59.

(2) كذا في نسختى الاصل والبرهان ونقله المجلسى (ره) عن تفسير على بن ابراهيم وقال المحدث البحرانى في البرهان بعده: " قلت: تمام الحديث ساقط وبعده حديث لا يناسبه في نسختين من العياشى " وكتب في هامش نسخة الاصل " اعلم ان النسخة التى كتبت منها الساقط من نسختى هذه كانت هكذا بعد قوله: واللام ثلثون من الماء الخ وكتب في حاشيتها واعلم ان في النسخة التى كانت نسختى كتبت منها بعد قوله واللام ثلثون.

ابن يعقوب قال قلت لابى عبدالله (ع) ان اهل مكة يذبحون البقرة في البيت. وكان بعد ذلك سطور محيت وبالجملة فالظاهر انه سقط من النسخ اوراق والحديث المذكور موجود في معانى الاخبار للصدوق.

انتهى " اقول تمام الحديث على ما في البحار وكتاب معانى الاخبار هكذا: " والميم أربعون والراء مأتان ثم قال له: هل مع هذا غيره؟ قال نعم، قالوا قد التبس علينا امرك فما ندرى ما اعطيت ثم قاموا عنه ثم قال ابوياسر للحى اخيه: ما يدريك لعل محمدا قد جمع له هذا كله واكثر منه. قال فذكر ابوجعفر (ع) ان هذه الايات انزلت فيهم " منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات " قال وهى تجرى في وجه آخر على غير تأويل حى وابا ياسر و اصحابهما انتهى ". (*)
[
27]

(1) من الماء المالح الاجاج فصلصلها في كفه فجمدت، ثم قال لها: منك أخلق

___________________________________

(1) قد وقع هنا من النسخ كما عرفت سقط والله اعلم به وقد سقط فيما سقط صدر هذا الحديث وتمامه مذكور في تفسير القمى ره عند تفسير قوله تعالى " واذ قلنا للملئكة اسجدوا اه " (ص 32) ورواه الصدوق في العلل في باب " 96 " علة الطبايع والشهوات و المحبات " ج 1 ص 98 - 100. ط قم " ورواه المجلسى " ره " منهما في البحار ج 3 " في باب " الطينة والميثاق " ص 66 وج 14: 475 - 476. ونحن نورده بلفظ التفسير و هذا نصه:

(حدثنى ابى عن الحسن بن محبوب عن عمرو بن أبى المقدام عن ثابت الحذاء عن جابر بن يزيد الجعفى عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال: ان الله تبارك وتعالى اراد ان يخلق خلقا بيده وذلك بعدما مضى من الجن والنسناس في الارض سبعة آلاف سنة وكان من شأنه خلق آدم كشط عن اطباق السماوات، وقال للملائكة انظروا إلى اهل الارض من خلقى من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون من المعاصى والسفك و الفساد في الارض بغير الحق عظم ذلك عليهم وغضبو الله وتأسفوا على اهل الارض ولم يملكوا غضبهم، فقالوا: ربنا انت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن وهذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويستمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام لا تأسف عليهم ولا تغضب، ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى و قد عظم ذلك علينا واكبرناه فيك، قال فلما سمع ذلك من الملائكة " قال انى جاعل في الارض خليفة " يكون حجة في ارضى على خلقى، فقال الملئكة: سبحانك " اتجعل فيها من يفسد فيها " كما أفسد بنو الجان ويسفكون الدماء كما سكفت بنو الجان، ويتحاسدون و يتباغضون، فاجعل ذلك الخليفة منا فانا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء " ونسبح بحمدك ونقدس لك " فقال عزوجل (انى اعلم مالا تعلمون " انى اريد ان اخلق خلقا بيدى و اجعل من ذريته انبياء ومرسلين وعبادا صالحين وائمة مهتدين اجعلهم خلفاء على خلقى في أرضى، ينهونهم عن معصيتى وينذرونهم من عذابى، ويهدونهم إلى طاعتى، ويسلكون بهم سبيلى، واجعلهم لى حجة عليهم وعذرا ونذرا، وابين النسناس عن ارضى واطهرها منهم وانقل مردة الجن العصاة عن بريتى وخلقى وخيرتى، واسكنهم في الهواء وفى اقطار الارض فلا يجاورون نسل خلقى واجعل بين الجن وبين خلقى حجابا فلا يرى نسل خلقى الجن و لا يجالسونهم ولا يخالطونهم، فمن عصانى من نسل خلقى الذين اصطفيتهم اسكنهم مساكن العصاة واوردتهم مواردهم ولا ابالى.

قال فقالت الملئكة: يا ربنا افعل ما شئت " لا علم لنا الا ما علمتنا انك العليم الحكيم " - * (*)
[
28]

الجبارين والفراعنة والعتاة اخوان الشياطين وائمة الكفر والدعاة إلى النار، وأتباعهم إلى يوم القيمة ولا ابالى، ولا اسئل عما أفعل وهم يسئلون، وأشترط في ذلك البداء فيهم ولم يشترط في اصحاب اليمين البداء فيهم، ثم خلط المائين في كفه جميعا فصلصلها(1)، ثم اكفاهما قدام عرشه وهم ثلة من طين، ثم أمر الملئكة الاربعة الشمال و الدبور والصبا والجنوب ان جولوها على هذه الثلة الطين(2) فابروها(3) وانشؤها ثم جزوها وفصلوا وأجروا فيها الطبايع الاربعة: الريح، والبلغم، والمرة والدم، قال: فجالت عليه الملئكة الشمال والجنوب والدبور والصبا وأجروا فيها الطبايع فالريح في الطبايع الاربعة من قبل الشمال والبلغم في الطبايع الاربعة في البدن

___________________________________

(1) الصلصال: الطين اليابس الذى لم يطبخ اذا تقربه صوت كما يصوت الفخار والفخار ما طبخ من الطين.

(2) وفى نسختى البحار والتفسير " سلالة من طين - السلالة الطين " في الموضعين وهو الظاهر.

(3) قال المجلسى (ره) قوله فابروها يمكن ان يكون مهموزا من برأه الله اى خلقه وجاء غير المهموز ايضا بهذا المعنى فيكون مجازا اى اجعلوها مستعدة للخلق كما في قوله انشؤها ويحتمل ان يكون من البرى بمعنى النحت كناية عن التفريق او من التأبير من قولهم ابر النخل اى اصلحه. (*)
[
29]

من ناحية الصبا، قال: والمرة في الطبايع الاربعة من ناحية الدبور قال والدم في الطبايع الاربعة من ناحية الجنوب قال: فاستعلت النسمة وكمل البدن، قال فلزمها من ناحية الريح حب الحياة، وطول الامل والحرص، ولزمها من ناحية البلغم حب الطعام والشراب واللباس واللين والحلم والرفق، ولزمها من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمها من ناحية الدم الشهوة للنساء، واللذات وركوب المحارم في الشهوات.

قال أبوعلى الحسن بن محبوب وأخبرنى عمر عن جابر ان أبا جعفر عليه السلام أخبره انه قال: وجدنا هذا الكلام مكتوبا في كتاب من كتب على بن ابى طالب عليه السلام.(1)

4 - قال: قال هشام بن سالم قال ابوعبدالله عليه السلام: وما علم الملئكة بقولهم " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " لو لا انهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء(2).

5 - عن محمد بن مروان عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: انى لا طوف بالبيت مع أبى عليه السلام اذ أقبل رجل طوال جعشم(3) متعمم بعمامة فقال: السلام عليك يا بن رسول الله، قال: فرد عليه أبى، فقال: اشياء اردت أن اسئلك عنها ما بقى احد يعلمها الا رجل او رجلان، قال: فلما قضى ابى الطواف دخل الحجر فصلى ركعتين، ثم قال: ههنا يا جعفر ثم أقبل على الرجل فقال له ابى: كانك غريب؟ فقال: أجل فأخبرنى عن هذا الطواف كيف كان ولم كان؟. قال: ان الله لما قال للملئكة " انى جاعل في الارض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها " إلى آخر الاية كان ذلك من يعصى منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين فلاذوا بالعرش يلوذون يقولون: لبيك ذو المعارج لبيك، حتى تاب عليهم فلما أصاب آدم الذنب طاف

___________________________________

(1) قال المجلسى " ره " في المجلد الثالث ص 66 بعد نقل قطعة من صدر الخبر عن تفسير على بن ابراهيم ما لفظه " العياشى عن جابر عن أبى جعفر (ع) مثله ". فلعل الخبر بتمامه كان موجودا في نسخة المجلسى " ره " والله اعلم.

(2) البحار ج 5: 31. البرهان ج 1: 74.

(3) الجعشم: الرجل الغليظ مع شدة. (*)
[
30]

بالبيت حتى قبل الله منه، قال: فقال: صدقت فتعجب ابى من قوله: صدقت، قال، فأخبرنى عن " نون والقلم وما يسطرون " قال: نون نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، قال: فامر الله القلم فجرى بما هو كائن وما يكون فهو بين يديه موضوع ما شاء منه زاد فيه وما شاء نقص منه، وما شاء كان ومالا يشأ لا يكون، قال: صدقت، فتعجب أبى من قوله صدقت قال: فأخبرنى عن قوله: " وفى أموالهم حق معلوم " ما هذا الحق المعلوم؟ قال: هو الشئ يخرجه الرجل من ماله ليس من الزكوة فيكون للنائبة والصلة، قال: صدقت قال: فتعجب أبى من قوله صدقت قال: ثم قام الرجل فقال ابى: على بالرجل قال: فطلبته فلم أجده.(1) .

6 - عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: كنت مع أبى في الحجر فبينا هو قائم يصلي اذ أتاه رجل فجلس اليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال، انى اسئلك عن ثلاث أشياء لا يعلمها ألا انت ورجل آخر، قال: ما هى؟ قال: اخبرنى اى شئ كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لما أمر الملئكة ان يسجدوا لادم ردت الملئكة فقالت: " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني اعلم ما لا تعلمون " فغضب عليهم ثم سألوه التوبة فأمروهم ان يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور، فمكثوا يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا، ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضى عنهم، فكان هذا اصل الطواف، ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بنى آدم وطهورا لهم، فقال: صدقت ثم ذكر المسئلتين نحو الحديث الاول ثم قام الرجل(2) فقلت: من هذا الرجل يا أبه؟ فقال: يا بنى هذا الخضر عليه السلام(3) .

7 - على بن الحسين في قوله: " واذ قال ربك للملئكة انى جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " ردوا على الله فقالوا: أتجعل

___________________________________

(1) البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 74.

(2) وفى نسخة البرهان " ثم قال الرجل: صدقت ".

(3) البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 47 الصافى ج 1: 73. (*)
[
31]

فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ وانما قالوا ذلك بخلق مضى يعنى الجان بن الجن " ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك " فمنوا على الله بعبادتهم اياه، فأعرض عنهم ثم علم آدم الاسماء كلها ثم قال للملئكة: " انبئونى باسماء هؤلاء " قالوا: لا علم لنا، قال: يا آدم انبئهم باسمائهم فأنبأهم ثم قال لهم: اسجدوا لآدم فسجدوا، وقالوا في سجودهم في انفسهم: ما كنا نظن ان يخلق الله خلقا اكرم عليه منا نحن خزان الله وجيرانه، و أقرب الخلق اليه فلما رفعوا رؤسهم قال الله يعلم ما تبدون من ردكم على وما كنتم تكتمون، ظنا ان لا يخلق الله خلقا أكرم عليه منا، فلما عرفت الملئكة انها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش وانها كانت عصابة من الملئكة، وهم الذين كانوا حول العرش، لم يكن جميع الملئكة الذين قالوا ما ظننا أن يخلق خلقا أكرم عليه منا وهم الذين امروا بالسجود: فلاذوا بالعرش وقالوا بايديهم وأشار باصبعه يديرها فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيمة، فلما أصاب آدم الخطيئة جعل الله هذا البيت لمن اصاب من ولده خطيئة أتاه فلاذ به من ولد آدم كما لاذوا اولئك بالعرش، فلما هبط آدم إلى الارض طاف بالبيت، فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء فقال: يا رب اغفر لى فنودى انى قد غفرت لك، قال: يا رب ولولدى قال: فنودى يا آدم من جاء‌نى من ولدك فباء بذنبه(1) بهذا المكان غفرت له(2) .

8 - عن عيسى بن حمزة قال: قال رجل لابى عبدالله عليه السلام: جعلت فداك ان الناس يزعمون ان الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة فقال: ليس كما يقولون ان الله خلق لها خمسين ألف عام فتركها قاعا قفراء خاوية(3) عشرة ألف عام، ثم بد الله بدأ الخلق فيها، خلقا ليس من الجن ولا من الملئكة ولا من الانس، وقدر لهم عشرة ألف عام، فلما قربت آجالهم افسدوا فيها فدمر الله عليهم تدميرا ثم تركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام، ثم خلق فيها الجن وقدر لهم عشره ألف عام، فلما قربت آجالهم افسدوا

___________________________________

(1) اى اقر واعترف به.

(2) البحار ج 21: 46. البرهان ج 1: 74.

(3) القاع: المستوى من الارض، وخاوية: اى خالية من الاهل. (*)
[
32]

فيها وسفكوا الدماء وهو قول الملئكة " اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " كما سفكت بنو الجان، فأهلكهم الله ثم بدأ الله فخلق آدم وقدر له عشرة ألف عام، وقد مضى من ذلك سبعة ألف عام ومائتان وأنتم في آخر الزمان(1) .

9 - قال: زرارة دخلت على أبى جعفر عليه السلام فقال: أى شئ عندك من أحاديث الشيعة؟ فقلت: ان عندى منها شيئا كثيرا قد هممت ان أوقد لها نارا ثم أحرقها فقال وارها ننسا انكرت منها فخطر على بال الادميون(2) فقال لى: ما كان علم الملئكة حيث قالوا " اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء "(3).

10 - قال: وكان يقول أبوعبدالله عليه السلام: اذا حدث بهذا الحديث هو كسر على القدرية ثم قال أبوعبدالله عليه السلام ان آدم كان له في السماء خليل من الملئكة فلما هبط آدم من السماء إلى الارض استوحش الملك وشكى إلى الله وسأله أن ياذن له فيهبط عليه فأذن له فهبط عليه، فوجده قاعدا في قفرة من الارض، فلما رآه آدم وضع يده على رأسه وصاح صيحة قال أبوعبدالله عليه السلام: يروون انه اسمع عامة الخلق، فقال له الملك: يا آدم ما أراك الا قد عصيت ربك وحملت على نفسك مالا تطيق، أتدرى ما قال الله لنا فيك فرددنا عليه؟ قال: لا قال: " قال انى جاعل في الارض خليفة " قلنا " أتجعل فيها من يفسد فيها ويفسك الدماء " فهو خلقك أن تكون في الارض يستقيم ان تكون في السماء؟ فقال ابوعبدالله عليه السلام: والله عزى بها آدم ثلاثا(4) .

11 - عن أبى العباس عن ابى عبدالله عليه السلام سألته عن قول الله " وعلم آدم الاسماء كلها " ماذا علمه؟ قال: الارضين والجبال والشعاب والاودية، ثم نظر إلى بساط تحته فقال: وهذا البساط مما علمه.(5) .

12 - عن الفضل بن عباس عن أبى عبدالله عليه السلام قال: سألته عن قول الله: " و علم آدم الاسماء كلها " ما هى؟ قال: أسماء الاودية والنبات والشجر والجبال من

___________________________________

(1 - 3) البرهان ج 1، 75.

(2) كذا في نسخة الاصل وفى نسخة البرهان هكذا " فقال وارها تنسى ما انكرت منها فخطر على بالى الادميون اه " وكتب في هامشها اى الاجل المنسوبة بآدم (ع) .

(4 - 5) البحار ج 5: 57 - 58 و 39. البرهان ج 1، 75.

(5) الصافى ج 1: 74 (*)
[
33]

الارض:(1) .

13 - عن داود بن سرحان العطار العطار قال: كنت عند أبى عبدالله عليه السلام، فدعا بالخوان فتغدينا(2) ثم جاؤا بالطشت والدست سنانه(3) فقلت: جعلت فداك قوله: " وعلم آدم الاسماء كلها " الطشت والدست سنانه منه؟ فقال: والفجاج(4) والاودية وأهوى بيده كذا وكذا.(5) .

14 - عن حريز عمن أخبره عن أبى عبدالله عليه السلام قال: لما أن خلق الله آدم أمر الملئكة أن يسجدوا له، فقالت الملئكة في انفسها: ما كنا نظن ان الله خلق خلقا أكرم عليه منا، فنحن جيرانه ونحن أقرب خلقه اليه، فقال الله: " الم أقل لكم انى أعلم ما تبدون وما تكتمون " فيما أبدوا من أمر بنى الجان، وكتموا ما في أنفسهم فلاذت الملائكة الذين قالوا ما قالوا بالعرش(6) .

15 - عن جميل بن ذراج قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن ابليس أكان من الملائكة أو كان يلى شيئا من أمر السماء؟ فقال: لم يكن من الملئكة وكانت الملئكة ترى انه منها، وكان الله يعلم انه ليس منها، ولم يكن يلى شيئا من امر من السماء و لا كرامة، فأتيت الطيار(7) فأخبرته بما سمعت فانكر وقال: كيف لا يكون من الملئكة والله يقول للملئكة " اسجدوا لادم فسجدوا الا ابليس " فدخل عليه الطيار فسأله وأنا عنده، فقال له: جعلت فداك قول الله عزوجل " يا ايها الذين آمنوا " في غير مكان في مخاطبة المؤمنين أيدخل في هذه المنافقون؟ فقال: نعم يدخلون

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 75.

(2) تغدى: اكل اول النهار.

(3) كذا في النسخ واستظهر في هامش نسخة البحار ان الصحيح " ثم جاؤا بالطشت و الدست سويه " في الموضعين وعليه فالكلمه فارسية. وهو الاناء المعد لغسل اليد.

(4) الفجاج جمع الفج: الطريق الواضح بين الجبلين. وفى بعض النسخ " العجاج " وهو بمعنى الغبار.

(5 - 6) البحار ج 5: 39 - 40. البرهان ج 1: 75.

(7) المشهور بهذا اللقب محمد بن عبدالله وقد يطلق على ابنه حمزة بن الطيار. (*)
[
34]

في هذه المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة(1)

16 - عن جميل بن دراج عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سئلته عن ابليس أكان من الملئكة أو هل كان يلى شيئا من أمر السماء قال: لم يكن من الملئكة ولم يكن يلى شيئا من أمر السماء وكان من الجن، وكان مع الملئكة وكانت الملئكة ترى انه منها، وكان الله يعلم انه ليس منها، فلما أمر بالسجود كان منه الذى كان(2) .

17 - عن أبى بصير قال: أبوعبدالله عليه السلام: ان أول كفر كفر بالله حيث خلق الله آدم كفر ابليس حيث رد على الله أمره، وأول الحسد حيث حسد ابن آدم أخاه، و أول الحرص حرص آدم، نهى عن الشجرة فأكل منها فأخرجه حرصه من الجنة(3) .

18 - عن بدر بن خليل الاسدى عن رجل من اهل الشام قال: قال امير المؤمنين صلوات الله عليه، أول بقعة عبدالله عليها ظهر الكوفة لما أمر الله الملئكة ان تسجدوا لآدم سجدوا على ظهر الكوفة(4) .

19 - عن بكر بن موسى الواسطى قال: سألت أبا الحسن موسى عليه السلام عن الكفر والشرك ايهما أقدم؟ فقال: ما عهدى بك تخاصم الناس، قلت: أمرنى هشام بن الحكم ان اسئلك عن ذلك فقال لى: الكفر أقدم وهو الجحود قال لابليس ابى

___________________________________

(1) البحار ج 5: 40 وج 14: 619. البرهان ج 1: 79 وقال المجلسى " ره " بعده: حاصله ان الله تعالى انما أدخله في لفظ الملئكة لانه كان مخلوطا بهم وكونه ظاهرا منهم، وانما وجه الخطاب في الامر بالسجود إلى هؤلاء الحاضرين وكان من بينهم فشمله الامر، او المراد انه خاطبهم بيا ايها الملئكة مثلا وكان ابليس ايضا مأمورا لكونه ظاهرا منهم ومظهرا لصفاتهم كما ان خطاب يا ايها الذين آمنوا يشمل المنافقين لكونهم ظاهرا من المؤمنين واما ظن الملئكة فيحتمل ان يكون المراد انهم ظنوا انه منهم في الطاعة وعدم العصيان لانه يبعد ان لا يعلم الملئكة انه ليس منهم مع انهم رفعوه إلى السماء واهلكوا قومه فيكون من قبيل قولهم (ع) سلمان منا اهل البيت على انه يحتمل ان يكون الملئكة ظنوا انه كان ملكا جعله الله حاكما على الجان ويحتمل ان يكون هذا الظن من بعض الملئكة الذين لم يكونوا بين جماعة منهم قتلوا الجان ورفعوا ابليس.

(2) البحار ج 14: 619. البرهان ج 1: 79. الصافى ج 1: 71.

(3 - 4) البحار ج 5: 40. واخرج الاخير منهما الفيض (ره) في الصافى (ج 1: 78) ايضا. (*)
[
35]

واستكبر وكان من الكافرين(1) 20 - عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " ولا تقربا هذه الشجرة " يعنى لا تأكلا منها(2).

21 - عن عطاء عن أبيجعفر عن أبيه عن آبائه عن على عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: انما كان لبث آدم وحوا في الجنة حتى خرجا منها سبع ساعات من أيام الدنيا حتى اكلا من الشجرة فاهبطهما الله إلى الارض من يومهما ذلك، قال: فحاج آدم ربه فقال يا رب أرأيتك قبل أن تخلقنى كنت قدرت على هذا الذنب وكل ما صرت وانا صائر اليه، أو هذا شئ فعلته أنا من قبل ان تقدره(3) على، غلبت على شقوتى، فكان ذلك منى وفعلى لا منك ولامن فعلك؟ قال له: يا آدم انا خلقتك و علمتك انى أسكنك وزوجتك الجنة، وبنعمتى وما جعلت فيك من قوتى قويت بجوارحك على معصيتى، ولم تغب عن عينى، ولم يخل علمى من فعلك ولا مما انت فاعله، قال آدم: يا رب الحجة لك على يا رب قال: فحين خلقتنى وصورتنى ونفخت في من روحى واسجدت لك ملئكتى(4) ونوهت باسمك في سمواتى، وابتدأتك بكرامتى واسكنتك جنتى، ولم أفعل ذلك الا برضى منى عليك ابتليتك بذلك من غير أن يكون عملت لى عملا تستوجب به عندى ما فعلت بك، قال آدم، يا رب الخير منك والشر منى، قال الله: يا آدم انا الله الكريم خلقت الخير قبل الشر، وخلقت رحمتي قبل غضبى، وقدمت بكرامتى قبل هوانى، وقدمت باحتجاجى قبل عذابى، يا آدم الم أنهك عن الشجرة وأخبرك ان الشيطان عدو لك ولزوجتك؟ واحذر كما قبل ان تصيرا إلى الجنة، وأعلمكما انكما ان اكلتما من الشجرة لكنتما ظالمين لانفسكما عاصيين لى، يا آدم لا يجاورنى في جنتى ظالم عاص بى قال: فقال: بلى يا رب الحجة لك علينا، ظلمنا أنفسنا وعصينا والا تغفر لنا وترحمنا نكن من الخاسرين، قال:

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 79. ولم نظفر على مظانه في البحار .

(2) البحار ج 5: 51. البرهان ج 1: 84. الصافى ج 1: 79.

(3) وفى نسخة " لم تقدره ".

(4) الظاهر كما في نسخة البرهان " ونفخت في من روحك قال الله تعالى يا آدم اسجدت لك ملائكتى اه " (*)
[
36]

فلما أقرا لربهما بذنبهما، وان الحجة من الله لهما، تداركتهما رحمة الرحمن الرحيم، فتاب عليهما ربهما انه هو التواب الرحيم. قال الله: يا آدم اهبط أنت وزوجك إلى الارض، فاذا اصلحتما اصلحتكما، و ان عملتمالى قويتكما، وان تعرضتما لرضاى تسارعت إلى رضاكما، وان خفتما منى آمنتكما من سخطى، قال فبكيا عند ذلك وقالا: ربنا فأعنا على صلاح أنفسنا وعلى العمل بما يرضيك عنا. قال الله لهما: اذا عملتما سوء‌ا فتوبا إلى منه أتب عليكما وانا الله التواب الرحيم، قال: فاهبطنا برحمتك إلى أحب البقاع اليك، قال: فاوحى الله إلى جبرئيل ان اهبطهما إلى البلدة المباركة مكة، فهبط بهما جبرئيل فالقى آدم على الصفا والقى حوا على المروة، قال: فلما القيا قاما على أرجلهما ورفعا رؤسهما إلى السماء وضجا بأصواتهما بالبكاء إلى الله وخضعا بأعناقهما، قال: فهتف الله بهما ما يبكيكما بعد رضاى عنكما؟ قال: فقالا: ربنا أبكتنا خطيئتنا وهى أخرجتنا من جوار ربنا، وقد خفى عنا تقديس ملئكتك لك، ربنا وبدت لنا عوراتنا واضطرنا ذنبنا إلى حرث الدنيا ومطعمها ومشربها، ودخلتنا وحشة شديدة لتفريقك بيننا، قال: فرحمهما الرحمن الرحيم عند ذلك، وأوحى إلى جبرئيل انا الله الرحمن الرحيم وانى قد رحمت آدم وحوا لما شكيا إلى فاهبط عليهما بخيمة من خيام الجنة، وعزهما(1) عنى بفراق الجنة، واجمع بينهما في الخيمة فانى قد رحمتهما لبكائهما ووحشتهما ووحدتهما، وانصب لهما الخيمة على الترعة(2) التى بين جبال مكة، قال والترعة مكان البيت وقواعدها التى رفعتها الملئكة قبل ذلك فهبط جبرئيل على آدم بالخيمة على مقدار اركان البيت(3) وقواعده، فنصبها. قال: وانزل جبرئيل آدم من الصفا وانزل حوا من المروة وجمع بينهما في الخيمة، قال: وكان عمود الخيمة قضيب ياقوت احمر فأضاء نوره وضوئه جبال مكة وما حولها، قال: وكلما امتد ضوء العمود فجعله الله حرما فهو مواضع الحرم اليوم

___________________________________

(1) من التعزية بمعنى التسلية.

(2) سيأتى بيانه في آخر الحديث .

(3) وفى نسخة البرهان " على مكان اركان البيت ". (*)
[
37]

كل ناحية من حيث بلغ ضوء العمود، فجعله الله حرما لحرمة الخيمة والعمود، لانهن من الجنة قال: ولذلك جعل الله الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات فيه مضاعفة: قال: ومدت أطناب الخيمة حولها فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام، قال: و كانت أوتادها من غصون الجنة وأطنابها من ظفائر الارجوان(1) قال: فاوحى الله إلى جبريل اهبط على الخيمة سبعين الف ملك يحرسونها من مردة الجن ويؤنسون آدم و حوا ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة، قال: فهبطت الملئكة فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين والعتاة، ويطوفون حول اركان البيت والخيمة كل يوم وليلة كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، قال: واركان البيت الحرام في الارض حيال البيت المعمور الذى في السماء. قال: ثم ان الله اوحى إلى جبرئيل بعد ذلك ان اهبط إلى آدم وحوا فنحهما عن مواضع قواعد بيتى لانى اريد ان اهبط في ظلال من ملائكتى إلى أرضى(2) فارفع اركان بيتى لملائكتى ولخلقى من ولد آدم قال فهبط جبرئيل على آدم وحوا فاخرجهما من الخيمة ونهاهما عن ترعة البيت الحرام ونحى الخيمة عن موضع الترعة قال ووضع آدم على الصفا ووضع حوا على المروة ورفع الخيمة إلى السماء فقال آدم وحوا يا جبرئيل أبسخط من الله حولتنا وفرقت بيننا أم برضى تقديرا من الله علينا فقال لهما: لم يكن ذلك سخطا من الله عليكما ولكن الله لا يسئل عما يفعل، يا آدم ان السبعين ألف ملك الذين انزلهم الله إلى الارض ليؤنسوك ويطوفون حول أركان البيت والخيمة سألوا الله ان يبنى لهم مكان الخيمة بيتا على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور، فاوحى الله إلى ان أنحيك وحوا وأرفع الخيمة إلى السماء، فقال آدم: رضينا بتقدير الله ونافذ أمره فينا، فكان آدم على الصفا و حوا على المروة قال: فداخل آدم لفراق حوا وحشة شديدة وحزن قال: فهبط من الصفا يريد المروة شوقا إلى حوا وليسلم عليها وكان فيما بين الصفا والمروة واديا

___________________________________

(1) لعله تصحيف " ضفائر " بالضاد وسيأتى.

(2) سيأتى معناه في آخر الحديث وانه نظير قوله تعالى " الا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملئكة ". (*)
[
38]

وكان آدم يرى المروة من فوق الصفا، فلما انتهى إلى موضع الوادى غابت عنه المروة فسعى في الوادى حذرا لما لم ير المروة مخافة ان يكون قد ضل عن طريقه فلما ان جاز الوادى وارتفع عنه نظر الي المروة فمشى حتى انتهى إلى المروة فصعد عليها فسلم على حوا ثم اقبلا بوجههما نحو موضع الترعة ينظران هل رفع قواعد البيت ويسئلان الله ان يردهما إلى مكانهما حتى هبط من المروة، فرجع إلى الصفا فقام عليه واقبل بوجهه نحو موضع الترعة فدعى الله، ثم انه اشتاق إلى حوا فهبط من الصفا يريد المروة ففعل مثل ما فعله في المرة الاولى، ثم رجع إلى الصفا ففعل عليه مثل ما فعل في المرة الاولى ثم انه هبط من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في المرتين الاولتين ثم رجع إلى الصفا فقام عليه ودعى الله ان يجمع بينه وبين زوجته حوا قال: فكان ذهاب آدم من الصفا إلى المروة ثلث مرات ورجوعه ثلث مرات، فذلك ستة اشواط، فلما ان دعيا الله وبكيا اليه وسألاه ان يجمع بينهما استجاب الله لهما من ساعتهما من يومهما ذلك مع زوال الشمس، فاتاه جبرئيل وهو على الصفا واقف يدعو الله مقبلا بوجهه نحو الترعة، فقال له جبرئيل: انزل يا آدم من الصفا فالحق بحوا، فنزل آدم من الصفا إلى المروة ففعل مثل ما فعل في الثلث المرات حتى انتهى إلى المروة، فصعد عليها واخبر حوا بما اخبره جبريل ففرحا بذلك فرحا شديدا وحمد الله وشكراه فلذلك جرت السنة بالسعى بين الصفا والمروة، ولذلك قال الله: " ان الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت او اعتمر فلا جناح عليهما أن يطوف بهما " قال ثم ان جبريل أتاهما فأنزلهما من المروة وأخبرهما ان الجبار تبارك وتعالى قد هبط إلى الارض فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا وحجر من المروة وحجر من طور سينا وحجر من جبل السلام، وهو ظهر الكوفة فأوحى الله إلى جبرئيل ان ابنه واتمه، قال فاقتلع جبرئيل الاحجار الاربعة بأمر الله من مواضعهن بجناحيه فوضعها حيث أمره الله في اركان البيت على قواعده التى قدرها الجبار ونصب اعلامها ثم أوحى الله إلى جبرئيل ان ابنه واتممه بحجارة من أبى قبيس، واجعل له بابين باب شرقى و باب غربى قال: فأتمه جبرئيل فلما أن فرغ منه طافت الملئكة حوله فلما
[39]

نظر آدم وحوا إلى الملئكة يطوفون حول البيت انطلقا فطافا بالبيت سبعة اشواط ثم خرجا يطلبان ما يأكلان وذلك من يومهما الذى هبط بهما فيه(1) .

22 - عن جابر الجعفى عن جعفر بن محمد عن آبائه (ع) قال: ان الله اختار من الارض جميعا مكة واختار من مكة بكة، فأنزل في بكة سرادقا من نور محفوفا بالدر والياقوت، ثم أنزل في وسط السرادق عمدا أربعة، وجعل بين العمد الاربعة لؤلؤة بيضاء وكان طولها سبعة أذرع في ترابيع البيت، وجعل فيها نورا من نور السرادق بمنزلة القناديل وكانت العمد أصلها في الثرى والرؤس تحت العرش، و كان الربع الاول من زمرد أخضر، والربع الثانى من ياقوت أحمر، والربع الثالث من لؤلؤ أبيض، والربع الرابع من نور ساطع، وكان البيت ينزل فيما بينهم مرتفعا من الارض، وكان نور القناديل يبلغ إلى موضع الحرم وكان أكبر القناديل مقام ابراهيم، فكان القناديل ثلثمائة وستين قنديلا فالركن الاسود باب الرحمة إلى الركن الشامى، فهو باب الانابة وباب الركن الشامى باب التوسل، وباب الركن اليمانى باب التوبة وهو باب آل محمد (ع) وشيعتهم إلى الحجر فهذا البيت حجة الله في أرضه على خلقه، فلما هبط آدم إلى الارض هبط على الصفا، و لذلك اشتق الله له اسما من اسم آدم لقول الله " ان الله اصطفى آدم " ونزلت حوا على

___________________________________

(1) البحار ج 5: 49 - 50. البرهان ج 1: 84 - 85.

وقال المجلسى " ره " في بيانه: الترعة بالتاء المثناة من فوق والراء المهملة: الدرجة والروضة في مكان مرتفع ولعل المراد هنا الدرجة لكون قواعد البيت مرتفعة وفى بعض النسخ بالنون والزاى المعجمة اى المكان الخالى عن الاشجار والجبال تشبيها بنزعة الرأس، وظفائر الارجوان في اكثر نسخ الحديث بالظاء، ولعله تصحيف الضاد قال الجزرى: الضفر: النسج، والضفائر الذوائب المضفورة. والضفير: حبل مفتول انتهى.

والارجوان صبغ احمر شديد الحمرة وكانه معرب ارغوان. وهبوطه تعالى كناية عن توجه امره واهتمامه بصدور ذلك الامر كما قال تعالى " هل ينظرون الا ان ياتيهم الله في ظلل من الغمام والملئكة " والظلال: ما اظلك من شئ وههنا كناية عن كثرة الملئكة واجتماعهم اى اهبط امرى مع جم غفير من الملئكة واليوم المذكور في آخر الخبر لعل المراد به اليوم من ايام الاخرة كما مر وقد سقط فيما عندنا من نسخ العياشى من اول الخبر شئ تركناه كما وجدنا. ( * )
[
40]

المروة فاشتق الله له اسما من اسم المرأة، وكان آدم نزل بمرأة من الجنة فلما لم يخلق آدم المرأة إلى جنب المقام(1) وكان يركن اليه سئل ربه ان يهبط البيت إلى الارض فاهبط فصار على وجه الارض، فكان آدم يركن اليه وكان ارتفاعها من الارض سبعة أذرع، وكانت له أربعة أبواب، وكان عرضها خمسة وعشرين ذراعا في خمسة وعشرين ذراعا ترابيعة وكان السرادق مأتى ذراع في مأتى ذراع(2).

23 - عن جابر بن عبدالله عن النبى صلى الله عليه وآله قال: كان ابليس أول من تغنى وأول من ناح واول من حدا لما اكل من الشجرة تغنى، فلما هبط حدا فلما استتر على الارض ناح يذكره(3) ما في الجنة(4).

24 - عن جابر عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ان الله حين اهبط آدم إلى الارض أمره أن يحرث بيده فيأكل من كده بعد الجنة ونعيمها، فلبث يجأر(5) ويبكى على الجنة مائتى سنة، ثم انه سجد لله سجدة فلم يرفع رأسه ثلثة أيام ولياليها، ثم قال: اى رب ألم تخلقنى؟ فقال الله: قد فعلت، فقال: ألم تنفخ

___________________________________

(1) كذا في النسخ وفى نسخة " حب المقام " ولا تخلو العبارة من التصحيف.

(2) البحار ج 21: 15. البرهان ج 1: 85 - 86.

(3) وفى نسخة البحار " ما ذكره ".

(4) البحار ج 5: 58 وج 14: 615 و 619.

البرهان ج 1: 86 وزاد بعده في نسخة البحار " فقال آدم: رب هذا الذى جعلت بينى وبينه العداوة لم اقو عليه وأنا في الجنة وان لم تعنى عليه لم اقو عليه، فقال الله: السيئة بالسئية والحسنة بعشر امثالها إلى سبعمأة، قال رب زدنى، قال: لا يولد لك ولد الا جعلت معه ملكا او ملكين يحفظانه، قال: رب زدنى، قال: التوبة مفروضة في الجسد مادام فيها الروح، قال: رب زدنى، قال: اغفر الذنوب ولا ابالى، قال: حسبى، قال: فقال ابليس: رب هذا الذى كرمت على وفضلته و ان لم تفضل على لم اقو عليه، قال: لا يولد له ولد الا ولد لك ولدان، قال: رب زدنى قال: تجرى منه مجرى الدم في العروق، قال: رب زدنى، قال: تتخذ انت وذريتك في صدورهم مساكن، قال: رب زدنى، قال: تعدهم وتمنيهم " وما يعدهم الشيطان الا غرورا ". " انتهى "

(5) جأر: رفع صوته بالدعاء. (*)
[
41]

في من روحك؟ قال: قد فعلت قال: ألم تسكنى جنتك؟ قال: قد فعلت، قال: ألم تسبق لى رحمتك غضبك؟ قال الله: قد فعلت فهل صبرت أو شكرت؟ قال آدم: لا اله الا انت سبحانك انى ظلمت نفسى فاغفر لى انك انت الغفور الرحيم، فرحمه الله بذلك وتاب عليه انه هو التواب الرحيم.(1)

25 - عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام قال: قال الكلمات التى تلقيهن آدم من ربه فتاب عليه وهدى وقال: " سبحانك اللهم وبحمدك انى عملت سوء‌ا وظلمت نفسى فاغفر لى انك خير الغافرين اللهم انه لا اله الا انت سبحانك وبحمدك انى عملت سوء‌ا وظلمت نفسى فاغفر لى انك انت الغفور الرحيم "(2) .

26 - وقال الحسن بن راشد: اذا استيقظت من منامك فقل الكلمات التى تلقى بها آدم من ربه " سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك لا اله الا انت انى ظلمت نفسى فاغفر لى وارحمنى انك أنت التواب الرحيم ال‍؟؟ ور "(3) .

27 - عن عبدالرحمن بن كثير عن ابى عبدالله عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عرض على آدم في الميثاق ذريته. فمر به النبى صلى الله عليه وآله وهو متكى، على على عليه السلام وفاطمة صلوات الله عليهما تتلوهما والحسن والحسين (ع) يتلوان فاطمة، فقال الله: يا آدم اياك ان تنظر اليهم بحسد اهبطك من جوارى، فلما اسكنه الله الجنة مثل له النبى وعلى وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فنظر اليهم بحسد ثم عرضت عليه الولاية فانكرها فرمته الجنة بأوراقها، فلما تاب إلى الله من حسده وأقر بالولاية و دعا بحق الخمسة محمد وعلى وفاطمة والحسن والحسين (ع) غفر الله له، وذلك قوله " فتلقى آدم من ربه كلمات " الآية(4).

28 - عن محمد بن عيسى بن عبدالله العلوى عن أبيه عن جده عن على عليه السلام قال: الكلمات التى تلقيها آدم من ربه قال: يا رب اسئلك بحق محمد لما تبت على، قال: وما علمك بمحمد؟ قال: رأيته في سرادقك الاعظم مكتوبا وأنا في الجنة(5) .

29 - عن جابر قال: سئلت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن

___________________________________

(1 - 4) البحار ج 5: 58 و 50 - 51. البرهان ج 1: 87.

(5) البحار ج 5: 51. البرهان ج 1: 87 (*)
[
42]

القرآن " فاما يأتينكم منى هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون " قال: تفسير الهدى علي عليه السلام قال الله فيه " فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون "(1) .

30 - عن سماعه بن مهران قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله " اوفوا بعهدى اوف بعهدكم " قال: اوفوا بولاية على فرضا من الله أوف لكم الجنة(2) .

31 - عن جابر الجعفى قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن " وآمنوا بما انزلت مصدقا لما معكم ولا تكونوا اول كافر به " يعنى فلانا وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم، قال الله يعنيهم " ولا تكونوا أول كافر به " يعنى عليا عليه السلام(3) .

32 - عن اسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: " واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة " قال: هى الفطرة التى افترض الله على المؤمنين(4) .

33 - عن ابراهيم بن عبدالحميد عن أبى الحسن عليه السلام قال: سألته عن صدقة الفطر أواجبة هى بمنزلة الزكوة؟ فقال: هى مما قال الله: " اقيموا الصلوة وآتوا الزكوة " هى واجبة(5) .

34 - عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام وليس عنده غير ابنه جعفر بن محمد عن زكوة الفطرة فقال: يؤدى الرجل عن نفسه وعياله وعن رقيقه الذكر منهم و الانثى والصغير منهم والكبير، صاعا من تمر عن كل انسان أو نصف صاع من حنطة، وهى الزكوة التى فرضها الله على المؤمنين مع الصلوة على الغنى والفقير منهم، وهم جل الناس وأصحاب الاموال أجل الناس، قال: قلت: وعلى الفقير

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 89.

(2 - 3) البهار ج 9: 101. البرهان ج 1: 91.

واخرجهما المحدث الحر العاملى (ره) في كتاب اثبات الهداة (ج 3: 540) عن هذا الكتاب ايضا

(4 - 5) البحار ج 20: 28. البرهان ج 1: 92. الصافى ج 1: 86. الوسائل (ج 2) ابواب الفطرة باب 1 (*)
[
43]

الذى يتصدق عليهم؟ قال: نعم يعطى ما يتصدق به عليه(1) .

35 - عن هشام بن الحكم عن أبيعبدالله عليه السلام قال: نزلت الزكوة وليس للناس الاموال وانما كانت الفطرة(2) .

36 - عن سالم بن مكرم الجمال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: اعط الفطرة قبل الصلوة وهو قول الله " واقيموا الصلوة وآتوا الزكوة " والذى يأخذ الفطرة عليه ان يؤدى عن نفسه وعن عياله وان لم يعطها حتى ينصرف من صلوته فلا يعدله فطرة(3) .

37 - عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قلت قوله: " أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم " قال: فوضع يده على حلقه قال: كالذابح نفسه(4) .

38 - وقال الحجال عن ابن اسحق عمن ذكره " وتنسون انفسكم " اى تتركون(5) .

39 - عن مسمع قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: يا مسمع ما يمنع أحدكم اذا دخل عليه غم من غموم الدنيا أن يتوضأ ثم يدخل مسجده ويركع ركعتين فيدعو الله فيهما اما سمعت قول الله يقول: " واستعينوا بالصبر والصلاة "(6) .

40 - عن عبدالله بن طلحه عن ابى عبدالله عليه السلام [ في قوله تعالى ] " واستعينوا بالصبر والصلوة " قال: الصبر هو الصوم(7) .

41 - عن سليمان الفرا عن أبى الحسن عليه السلام في قول الله " واستعينوا بالصبر والصلوة " قال: الصبر الصوم اذا نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم قال: الله يقول:

___________________________________

(1 - 3) البحار ج 20: 28 - 29. البرهان ج 1: 92. الوسائل (ج 2) ابواب الفطرة باب 1 و 6 و 12.

(4 - 5) البرهان ج 1: 93 - 94 .

(6) البرهان ج 1: 93 - 94 البحار ج 18: 959. الصافى ج 1: 87

(7) البرهان ج 1: 94. البحار ج 20: 66 الوسائل (ج 2) ابواب الصوم المندوب باب 1 (*)
[
44]

استعينوا بالصبر والصلوة " الصبر الصوم.(1) .

42 - وعن ابى معمر عن على عليه السلام في قوله: " الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم " يقول: يوقنون انهم مبعوثون والظن منهم يقين.(2) .

43 - عن هرون بن محمد الحلبى قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله: " يا بنى اسرائيل " قال: هم نحن خاصة.(3) .

44 - عن محمد بن على عن أبيعبدالله عليه السلام قال: سألته عن قوله: " يا بنى اسرائيل " قال: هى خاصة بآل محمد (ع)(4) .

45 - عن أبى داود عمن سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: انا عبدالله اسمى أحمد وأنا عبدالله(5) اسمى اسرائيل فما أمره فقد أمرنى وما عناه فقد عنانى.(6)

46 - عن محمد بن مسلم عن أبى جعفر عليه السلام في قوله: " واذ واعدنا موسى أربعين ليلة " قال: كان في العلم والتقدير ثلثين ليلة، ثم بدا لله فزاد عشرا فتم ميقات ربه للاول والاخر أربعين ليلة(7)

___________________________________

(1) البحار ج 20: 66. البرهان ج 1: 94. وزاد في نسخة البرهان بعده " اذا نزلت بالرجل الشدة او النازلة فليصم فان الله عزوجل يقول " واستعينوا بالصبر والصلوة و انها لكبيرة الا على الخاشعين " والخاشع الذليل في صلاته المقبل عليها يعنى رسول الله و امير المؤمنين (ع) "

(2) البرهان ج 1: 95. الصافى ج 1: 87.

(3 - 4) البرهان ج 1: 95. البحار ج 7: 178.

(5) كتب في هامش نسخة البحار ان الظاهر اسقاط لفظ الابن من الحديث كما يظهر من بيانه (قده).

(6) البرهان ج 1: 95. البحار 7: 178 ونقله الفيض في هامش الصافى عن هذا الكتاب وقال المجلسى (ره): لعل المعنى ان المراد بقوله تعالى: " يا بنى اسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وانى فضلتكم على العالمين " في الباطن آل محمد (ع) لان اسرائيل معناه عبدالله وانا ابن عبدالله وانا عبدالله، لقوله سبحانه " سبحان الذى اسرى بعبده " فكل خطاب حسن يتوجه إلى بنى اسرائيل في الظاهر يتوجه إلى والى اهل بيتى في الباطن .

(7) البرهان ج 1: 98. البحار ج 5: 277. (*)
[
45]

47 - عن سليمان الجعفرى قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام في قول الله " وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم " قال: فقال أبوجعفر عليه السلام نحن باب حطتكم(1) .

48 - عن أبى اسحق عمن ذكره " وقولوا حطة " مغفرة حط عنا اى اغفر لنا.(2)

49 - عن زيد الشحام عن أبى جعفر عليه السلام قال: نزل جبرئيل بهذه الاية " فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم غير الذى قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ".(3)

50 - عن صفوان الجمال عن أبى عبدالله عليه السلام قال: قال الله لقوم موسى " ادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم " الاية.(4) .

51 - عن اسحق بن عمار عن أبى عبدالله عليه السلام انه تلا هذه الاية " ذلك بانهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون " فقال: والله ما ضربوهم بأيديهم ولا قتلوهم باسيافهم ولكن سمعوا أحاديثهم فاذا عوها فاخذوا عليها فقتلوا فصار قتلا واعتداء‌ا ومعصية.(5) .

52 - عن اسحق بن عمار قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله " خذوا ما آتيناكم بقوة " أقوة في الابدان ام قوة في القلوب؟ قال فيهما جميعا(6) .

53 - عن عبيدالله الحلبى قال: قال: " اذكروا ما فيه " واذكرا وما في تركه من العقوبة.(7) .

54 - عن محمد بن أبى حمزة عن بعض أصحابنا عن ابى عبدالله عليه السلام عن قول الله " خذوا ما آتيناكم بقوة " قال: السجود ووضع اليدين على الركبتين في الصلوة و أنت راكع.(8)

___________________________________

(1) البرهان ج 1: 104. البحار ج 7: 26.

(2) البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277.

(3) البرهان ج 1: 104. البحار ج 7: 136. الصافى ج 1: 96 .

(4) البرهان ج 1: 104.

(5) البرهان ج 1: 104. البحار ج 1: 86.

(6 - 7) البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277. الصافى ج 1: 98. ونقل الخبر الاول الطبرسى " ره " في مجمع البيان ج 1: 128

(8) البرهان ج 1: 104. البحار ج 5: 277. (*)

 




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21337705

  • التاريخ : 29/03/2024 - 05:27

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net