* (سورة الحاقة) *
[ مكية وآياتها اثنتان وخمسون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (الحاقة) * القيامة التي يحق فيها ما أنكر من البعث والحساب والجزاء، أو المظهرة لذلك (2) * (ما الحاقة) * تعظيم لشأنها وهو مبتدأ وخبر الحاقة (3) * (وما أدراك) * أعلمك * (ما الحاقة) * زيادة تعظيم لشأنها، فما الاولى مبتدأ وما بعدها خبره، وما الثانية وخبرها في محل المفعول الثاني لادرى (4) * (كذبت ثمود وعاد بالقارعة) * القيامة لانها تقرع القلوب بأهوالها (5) * (فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية) * بالصيحة المجاوزة للحد في الشدة (6) * (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر) * شديدة الصوت * (عاتية) * قوية شديدة على عاد مع قوتهم وشدتهم
______________________________
= خصاصة) الآية. أسباب نزول الآية 11 وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال أسلم ناس من أهل قريظة وكان فيهم منافقون وكانوا يقولون لاهل النضير لئن أخرجتم لنخرجن منكم فنزلت هذه الآية فيهم (ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لاخوانهم). (*)
[ 762 ]
(7) * (سخرها) * أرسلها بالقهر * (عليهم سبع ليال وثمانية أيام) * أولها من صبح يوم الاربعاء لثمان بقين من شوال، وكانت في عجز الشتاء * (حسوما) * متتابعات شبهت بتتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء كرة بعد أخرى حتى ينحسم * (فترى القوم فيها صرعى) * مطروحين هالكين * (كأنهم أعجاز) * أصول * (نخل خاوية) * ساقطة فارغة (8) * (فهل ترى لهم من باقية) * صفة نفس مقدرة أو التاء للمبالغة أي باق ؟ لا (9) * (وجاء فرعون ومن قبله) * أتباعه، وفي قراءة بفتح القاف وسكون الباء، أي من تقدمه من الامم الكافرة * (والمؤتفكات) * أي أهلها وهي قرى قوم لوط * (بالخاطئة) * بالفعلات ذات الخطأ (10) * (فعصوا رسول ربهم) * أي لوطا وغيره * (فأخذهم أخذة رابية) * زائدة في الشدة على غيرها (11) * (إنا لما طغا الماء) * علا فوق كل شئ من الجبال وغيرها زمن الطوفان * (حملناكم) * يعني آباءكم إذ أنتم في أصلابهم * (في الجارية) * السفينة التي عملها نوح ونجا هو ومن كان معه فيها وغرق الآخرون (12) * (لنجعلها) * أي هذه الفعلة وهي إنجاء المؤمنين وإهلاك الكافرين * (لكم تذكرة) * عظة * (وتعيها) * ولتحفظها * (أذن واعية) * حافظة لما تسمع (13) * (فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة) * للفصل بين الخلائق وهي الثانية (14) * (وحملت) * رفعت * (الارض والجبال فدكتا) * دقتا * (دكة واحدة) * (15) * (فيومئذ وقعت الواقعة) * قامت القيامة (16) * (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) * ضعيفة (17) * (والملك) * يعني: الملائكة * (على أرجائها) * جوانب السماء * (ويحمل عرش ربك فوقهم) * أي الملائكة المذكورين * (يومئذ ثمانية) * من الملائكة أو من صفوفهم (18) * (يومئذ تعرضون) * للحساب * (لاتخفى) * بالتاء والياء * (منكم خافية) * من السرائر (19) * (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول) * خطابا لجماعته لما سر به * (هاؤم) * خذوا * (اقرؤوا كتابيه) * تنازع فيه هاؤم واقرءوا (20) * (إني ظننت) * تيقنت * (إني ملاق حسابيه) * (21) * (فهو في عيشة راضية) * مرضية
______________________________
(سورة الممتحنة) أسباب نزول الآية 1 أخرج الشيخان عن علي قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الاسود فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها فأتوني به فخرجنا حتى أتينا الروضة فإذا نحن بالظعينة فقلنا أخرجي = (*)
[ 763 ]
(22) * (في جنة عالية) * (23) * (قطوفها) * ثمارها * (دانية) * قريبة يتناولها القائم والقاعد والمضطجع (24) فيقال لهم * (كلوا واشربوا هنيئا) * حال، أي متهنئين * (بما أسلفتم في الايام الخالية) * الماضية في الدنيا (25) * (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا) * للتنبيه * (ليتني لم أوت كتابيه) * (26) * (ولم أدر ما حسابيه) * (27) * (يا ليتها) * أي الموتة في الدنيا * (كانت القاضية) * القاطعة لحياتي بأن لا أبعث (28) * (ما أغنى عني ماليه) * (29) * (هلك عني سلطانيه) * قوتي وحجتي وهاء كتابيه وحسابيه وماليه وسلطانيه للسكت تثبت وقفا ووصلا اتباعا للمصحف الامام والنقل، ومنهم من حذفها وصلا (30) * (خذوه) * خطاب لخزنة جهنم * (فغلوه) * اجمعوا يديه إلى عنقه في الغل (31) * (ثم الجحيم) * النار المحرقة * (صلوه) * ادخلوه (32) * (ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا) *) * بذراع الملك * (فاسلكوه) * أدخلوه فيها بعد إدخاله النار ولم تمنع الفاء من تعلق الفعل بالظرف المتقدم (33) * (إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) * (34) * (ولا يحض على طعام المسكين) * (35) * (فليس له اليوم ههنا حميم) * قريب ينتفع به (36) * (ولاطعام إلا من غسلين) * صديد أهل النار أو شجر فيها (37) * (لا يأكله إلا الخاطئون) * الكافرون (38) * (فلا) * زائدة * (أقسم بما تبصرون) * من المخلوقات (39) * (وما لا تبصرون) * منها، أي بكل مخلوق (40) * (إنه) * أي القرآن * (لقول رسول كريم) * أي قاله رسالة عن الله تعالى (41) * (وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون) *
______________________________
= الكتاب فقالت ما معي من كتاب فقلنا لتخرجن الكتاب ولنلقين الثياب فأخرجته من عقاصها فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا يا حاطب ؟ قال لا تعجل علي يا رسول الله إني كنت ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون به أهليهم فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن اتخذ يدا يحمون بها قرابتي وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق وفيه أنزلت هذه السورة (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة). (*)
[ 764 ]
(42) * (ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون) * بالتاء والياء في الفعلين وما مزيدة مؤكدة والمعنى أنهم آمنوا بأشياء يسيرة وتذكروها مما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من الخير والصلة والعفاف فلم تغن عنهم شيئا (43) بل هو * (تنزيل من رب العالمين) *. (44) * (ولو تقول) * أي النبي * (علينا بعض الاقاويل) * بأن قال عنا ما لم نقله (45) * (لاخذنا) * لنلنا * (منه) * عقابا * (باليمين) * بالقوة والقدرة (46) * (ثم لقطعنا منه الوتين) * نياط القلب وهو عرق متصل به إذا انقطع مات صاحبه (47) * (فما منكم من أحد) * هو اسم ما ومن زائدة لتأكيد النفي ومنكم حال من أحد * (عنه حاجزين) * مانعين خبر ما وجمع لان أحدا في سياق النفي بمعنى الجمع وضمير عنه للنبي صلى الله عليه وسلم، أي لا مانع لنا عنه من حيث العقاب (48) * (وإنه) * أي القرآن * (لتذكرة للمتقين) * (49) * (وإنا لنعلم أن منكم) * أيها الناس * (مكذبين) * بالقرآن ومصدقين (50) * (وإنه) * أي القرآن * (لحسرة على الكافرين) * إذا رأوا ثواب المصدقين وعقاب المكذبين به (51) * (وإنه) * أي القرآن * (لحق اليقين) * أي اليقين الحق (52) * (فسبح) * نزه * (باسم) * الباء زائدة * (ربك العظيم) * سبحانه
* (سورة المعراج) *
[ مكية وآياتها أربع وأربعون آية ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (سأل سائل) * دعا داع * (بعذاب واقع) * (2) * (للكافرين ليس له دافع) * وهو النضر بن الحارث قال " اللهم إن كان هذا هو الحق " الآية.
______________________________
أسباب نزول الآية 8 وأخرج البخاري عن أسماء بنت أبي بكر قالت أتتني أمي راغبة فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أأصلها ؟ قال نعم فأنزل الله فيها (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين) وأخرج أحمد والبزار والحاكم وصححه عن عبد الله ابن الزبير قال قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكر وكان أبو بكر طلقها في الجاهلية فقدمت على بنتها بهدايها فأبيت أسماء أن تقبل منها أو تدخلها منزلها حتى أرسلت إلى عائشة أن سلي عن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأمرها أن تقبل هداياها وتدخلها منزلها فأنزل الله (لا ينهاكم الله عن الذين لن يقاتلوكم في الدين) الآية. أسباب نزول الآية 10 وأخرج الشيخان عن المسور ومروان بن الحكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاهد كفار قريش يوم الحديبية = (*)
[ 765 ]
(3) * (من الله) * متصل بواقع * (ذي المعارج) * مصاعد الملائكة وهي السماوات. (4) * (تعرج) * بالتاء والياء * (الملائكة والروح) * جبريل * (إليه) * إلى مهبط أمره من السماء * (في يوم) * متعلق بمحذوف، أي يقع العذاب بهم في يوم القيامة * (كان مقداره خمسين ألف سنة) * بالنسبة إلى الكافر لما يلقى فيه من الشدائد، وأما المؤمن فيكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا كما جاء في الحديث (5) * (فاصبر) * وهذا قبل أن يؤمر بالقتال * (صبرا جميلا) * أي لا جزع فيه. (6) * (إنهم يرونه) * أي العذاب * (بعيدا) * غير واقع. (7) * (ونراه قريبا) * واقعا لا محالة. (8) * (يوم تكون السماء) * متعلق بمحذوف تقديره يقع * (كالمهل) * كذائب الفضة. (9) * (وتكون الجبال كالعهن) * كالصوف في الخفة والطيران بالريح. (10) * (ولا يسأل حميم حميما) * قريب قريبه لاشتغال كل بحاله (11) * (يبصرونهم) * أي يبصر الاحماء بعضهم بعضا ويتعارفون ولا يتكلمون والجملة مستأنفة. * (يود المجرم) * يتمنى الكافر * (لو) * بمعنى أن * (يفتدى من عذاب يومئذ) * بكسر الميم وفتحها * (ببنيه) *. (12) * (وصاحبته) * زوجته * (وأخيه) *. (13) * (وفصيلته) * عشيرته لفصله منها * (التي تؤويه) * تضمه. (14) * (ومن في الارض جميعا ثم ينجيه) * ذلك الافتداء عطف على يفتدي. (15) * (كلا) * رد لما يوده * (إنها) * أي النار * (لظى) * اسم لجهنم لانها تتلظى، أي تتلهب على الكفار. (16) * (نزاعة للشوى) * جمع شواة وهي جلدة الرأس. (17) * (تدعو من أدبر وتولى) * عن الايمان بأن تقول: إلي إلي. (18) * (وجمع) * المال * (فأوعى) * أمسكه في وعائه ولم يؤد حق الله منه. (19) * (إن الانسان خلق هلوعا) * حال مقدرة وتفسيره. (20) * (إذا مسه الشر جزوعا) * وقت مس الشر. (21) * (وإذا مسه الخير منوعا) * وقت مس الخير أي المال لحق الله منه. (22) * (إلا المصلين) * أي المؤمنين. (23) * (الذين هم على صلاتهم دائمون) * مواظبون.
______________________________
= جاءه نساء من المؤمنات فأنزل الله (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات) إلى قوله (ولا تمسكوا بعصم الكوافر). وأخرج الطبراني بسند ضعيف عن عبد الله بن أبي أحمد قال هاجرت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط في الهدنة فخرج أخواها عمارة والوليد ابنا عقبة حتى قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلماه في أم كلثوم أن يردها إليهم فنقض الله العهد بينه وبين المشركين خاصة في النساء = (*)
[ 766 ]
(24) * (والذين في أموالهم حق معلوم) * هو الزكاة. (25) * (للسائل والمحروم) * المتعفف عن السؤال فيحرم. (26) * (والذين يصدقون بيوم الدين) * الجزاء (27) * (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون) * خائفون. (28) * (إن عذاب ربهم غير مأمون) * نزوله. (29) * (والذين هم لفروجهم حافظون) *. (30) * (إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) * من الاماء * (فإنهم غير ملومين) *. (31) * (فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون) * المتجاوزون الحلال إلى الحرام (32) * (والذين هم لاماناتهم) * وفي قراءة بالافراد: ما ائتمنوا عليه من أمر الدين والدنيا * (وعهدهم) * المأخوذ عليهم في ذلك * (راعون) * حافظون. (33) * (والذين هم بشهادتهم) * وفي قراءة بالجمع * (قائمون) * يقيمونها ولا يكتمونها. (34) * (والذين هم على صلاتهم يحافظون) * بأدائها في أوقاتها. (35) * (أولئك في جنات مكرمون) *. (36) * (فمال الذين كفروا قبلك) * نحوك * (مهطعين) * حال أي مديمي النظر. (37) * (عن اليمين وعن الشمال) * منك * (عزين) * حال أيضا أي جماعات حلقا حلقا، يقولون استهزاء بالمؤمنين: لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنها قبلهم قال تعالى: (38) * (أيطمع كل امرئ منهم أن يدخل جنة نعيم) *. (39) * (كلا) * ردع لهم عن طمعهم في الجنة * (إنا خلقناهم) * كغيرهم * (مما يعلمون) * من نطف فلا يطمع بذلك في الجنة وإنما يطمع فيها بالتقوى.
______________________________
= ومنع أن يرددن إلى المشركين فأنزل الله آية الامتحان وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي حبيب أنه بلغه أنها نزلت في أميمة بنت بشر امرأة أبي حسان الدحداحة وأخرج عن مقاتل أن امرأة تسمى سعيدة كانت تحت صيفي بن الراهب وهو مشرك من أهل مكة جاءت زمن الهدنة فقالوا ردها علينا فنزلت وأخرج ابن جرير عن الزهري أنها نزلت عليه وهو بأسفل الحديبية وكان صالحهم أنه من أتاه رد إليهم فلما جاءه النساء نزلت هذه الآية وأخرج ابن منيع من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أسلم عمر بن الخطاب فتأخرت امرأته في المشركين فأنزل الله (ولا تمسكوا بعصم الكوافر). (*)
[ 767 ]
(40) * (فلا) * لا زائدة * (أقسم برب المشارق والمغارب) * للشمس والقمر وسائر الكواكب * (إنا لقادرون) *. (41) * (على أن نبدل) * نأتي بدلهم * (خيرا منهم وما نحن بمسبوقين) * بعاجزين عن ذلك. (42) * (فذرهم) * اتركهم * (يخوضوا) * في باطلهم * (ويلعبوا) * في دنياهم * (حتى يلاقوا) * يلقوا * (يومهم الذي يوعدون) * فيه العذاب. (43) * (يوم يخرجون من الاجداث) * القبور * (سراعا) * إلى المحشر * (كأنهم إلى نصب) * وفي قراءة بضم الحرفين شئ منصوب كعلم أو راية * (يوفضون) * يسرعون. (44) * (خاشعة) * ذليلة * (أبصارهم ترهقهم) * تغشاهم * (ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون) * ذلك مبتدأ وما بعده خبر ومعناه يوم القيامة.
|