00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المجادلة 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

[ سورة المجادلة ]

 [ مدنية وآياتها اثنتان وعشرون ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (قد سمع الله قول التي تجادلك) * تراجعك أيها النبي * (في زوجها) * المظاهر منها وكان قال لها: أنت علي كظهر أمي، وقد سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأجابها بأنها حرمت عليه على ما هو المعهود عندهم من أن الظهار موجبه فرقة مؤبدة وهي خولة بنت ثعلبة، وهو أوس بن الصامت * (وتشتكي إلى الله) * وحدتها وفاقتها وصبية صغارا إن ضمتهم إليه ضاعوا أو إليها جاعوا * (والله يسمع تحاوركما) * تراجعكما * (إن الله سميع بصير) * عالم. (2) * (الذين يظهرون) * أصله يتظهرون أدغمت التاء في الظاء، وفي قراءة بألف بين الظاء والهاء الخفيفة وفي أخرى كيقاتلون والموضع الثاني كذلك.

______________________________

= قتلي فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث فأقبل الحارث بأصحابه إذ استقبل البعث فقال لهم إلى أين بعثتم ؟ قالوا إليك قال ولم ؟ قالوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إليك الوليد بن عقبة فزعم أنك منعته الزكاة وأردت قتله قال لا والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته ولا أتاني فلما دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال منعت الزكاة وأردت قتل رسولي قال لا والذي بعثك بالحق فنزلت (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ) إلى قوله (والله عليم حكيم) رجال إسناده ثقات وروى الطبراني نحوه حديث جابر بن عبد الله وعلقمة بن ناجية وأم سلمة وابن جرير نحوه من طريق العوفي عن ابن عباس ومن طرق أخرى مرسلة. (*)

 

[ 725 ]

* (منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم إن أمهاتهم إلا اللائي) * بهمزة وياء وبلا ياء * (ولدنهم وإنهم) * بالظهار * (ليقولون منكرا من القول وزورا) * كذبا * (وإن الله لعفو غفور) * للمظاهر بالكفارة. (3) * (والذين يظهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا) * أي فيه بأن يخالفوه بإمساك المظاهر منها الذي هو خلاف مقصود الظهار من وصف المرأة بالتحريم * (فتحرير رقبة) * أي إعتاقها عليه * (من قبل أن يتماسا) * بالوطئ * (ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير) *. (4) * (فمن لم يجد) * رقبة * (فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا فمن لم يستطع) * أي الصيام * (فإطعام ستين مسكينا) * عليه: أي من قبل أن يتماسا حملا للمطلق على المقيد لكل مسكين مد من غالب قوت البلد * (ذلك) * أي التخفيف في الكفارة * (لتؤمنوا بالله ورسوله وتلك) * أي الاحكام المذكورة * (حدود الله وللكافرين) * بها * (عذاب أليم) * مؤلم. (5) * (إن الذين يحادون) * يخالفون * (الله ورسوله كبتوا) * أذلوا * (كما كبت الذين من قبلهم) * في مخالفتهم رسلهم * (وقد أنزلنا آيات بينات) * دالة على صدق الرسول * (وللكافرين) * بالآيات * (عذاب مهين) * ذو إهانة. (6) * (يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد) *.

______________________________

أسباب نزول الآية 9 قوله تعالى (وإن طائفتان). أخرج الشيخان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم ركب حمارا وانطلق إلى عبد الله بن أبي فقال: إليك عني فقد آذاني نتن حمارك فقال رجل من الانصار: والله لحماره أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه وغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهم ضرب بالجريد والايدي والنعال فنزلت فيهم (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن أبي مالك قال تلاحى رجلان من المسلمين فغضب قوم هذا لهذا، وهذا لهذا فاقتتلوا بالايدي والنعال وأنزل الله (وإن طائفتان) الآية وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي قال كان رجل من الانصار يقال له عمران تحبه امرأة يقال لها أم زيد وإن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في علية له وإن المرأة بعثت إلى أهلها فجاء قومها وأنزلوها لينطلقوا بها وكان الرجل قد خرج فاستعان بأهله فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة وبين أهلها فتدافعوا واجتلدوا بالنعال فنزلت فيهم = (*)

 

[ 726 ]

(7) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله يعلم ما في السماوات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) * بعلمه * (ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ عليم) *. (8) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون والاثم والعدوان ومعصية الرسول) * هم اليهود نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عما كانوا يفعلون من تناجيهم، أي تحدثهم سرا ناظرين إلى المؤمنين ليوقعوا في قلوبهم الريبة * (وإذا جاءوك حيوك) * أيها النبي * (بما لم يحيك به الله) * وهو قولهم: السام عليك، أي الموت * (ويقولون في أنفسهم لولا) * هلا * (يعذبنا الله بما نقول) * أي بما نقول من التحية وأنه ليس بنبي إن كان نبيا * (حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير) * هي. (9) * (يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون) *. (10) * (إنما النجوى) * بالاثم ونحوه * (من الشيطان) * بغروره * (ليحزن الذين آمنوا وليس) *.

______________________________

= هذه الآية (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصلح بينهم وفاؤوا إلى أمر الله وأخرج ابن جرير عن الحسن قال كانت تكون الخصومة بين الحيين فيدعون إلى الحكم فيأبون أن يجيبوا فأنزل الله (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية وأخرج عن قتادة قال ذكر لنا أن هذه الآية نزلت في رجلين من الانصار كانت بينهم مداراة في الحق بينهما فقال أحدهما للآخر لآخذن عنوة لكثرة عشيرته وان الآخر دعاه ليحاكمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأبى فلم يزل الامر حتى تدافعوا وحتى تناول بعضهم بعضا بالايدي والنعال ولم يكن قتال بالسيوف. أسباب نزول الآية 11 قوله تعالى (ولا تنابزوا بالالقاب). أخرج أصحاب السنن الاربعة عن أبي جبير بن الضحاك قال: كان الرجل منا يكون له الاسمان والثلاثة فيدعى ببعضها فعسى أن يكرهه فنزلت (ولا تنابزوا بالالقاب) قال الترمذي حسن وأخرج الحاكم وغيره من حديثه أيضا قال كانت الالقاب في الجاهلية فدعا النبي صلى الله عليه وسلم رجلا منهم بلقبه فقيل له يا رسول الله إنه يكرهه = (*)

 

[ 727 ]

هو * (بضارهم شيئا إلا بإذن الله) * أي إرادته * (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) * (11) * (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا) * توسعوا * (في المجلس) * مجلس النبي صلى الله عليه وسلم والذكر حتى يجلس من جاءكم وفي قراءة المجالس * (فافسحوا يفسح الله لكم) * في الجنة * (وإذا قيل انشزوا) * قوموا إلى الصلاة وغيرها من الخيرات * (فانشزوا) * وفي قراءة بضم الشين فيهما * (يرفع الله الذين آمنوا منكم) * بالطاعة في ذلك * (و) * يرفع * (الذين أوتوا العلم درجات) * في الجنة * (والله بما تعملون خبير) * (12) * (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) * أردتم مناجاته * (فقدموا بين يدي نجواكم) * قبلها * (صدقة ذلك خير لكم وأطهر) * لذنوبكم * (فإن لم تجدوا) * ما تتصدقون به * (فإن الله غفور) * لمناجاتكم * (رحيم) * بكم، يعني فلا عليكم في المناجاة من غير صدقة، ثم نسخ ذلك بقوله: (13) * (أأشفقتم) * بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية ألفا وتسهيلها وإدخال ألف بين المسهلة والاخرى وتركه، أي خفتم من * (أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) * لفقر * (فإذ لم تفعلوا) * الصدقة * (وتاب الله عليكم) * رجع بكم عنها * (فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله) * أي داوموا على ذلك * (والله خبير بما تعملون) * (14) * (ألم تر) * تنظر * (إلى الذين تولوا) * هم المنافقون * (قوما) * هم اليهود * (غضب الله عليهم ما هم) * أي المنافقون * (منكم) * من المؤمنين * (ولا منهم) * من اليهود بل هم مذبذبون

______________________________

= فأنزل الله (ولا تنابزوا بالالقاب) ولفظ أحمد عنه قال فينا نزلت في بني سلمة (ولا تنابزوا بالالقاب) قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إلا وله اسمان أو ثلاثة فكان إذا دعا أحدا منهم باسم من تلك الاسماء قالوا يا رسول الله إنه يغضب من هذا فنزلت. أسباب نزول الآية 12 قوله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضا) الآية أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال زعموا أنها نزلت = (*)

 

[ 728 ]

* (ويحلفون على الكذب) * أي قولهم إنهم مؤمنون * (وهم يعلمون) * أنهم كاذبون فيه. (15) * (أعد الله لهم عذابا شديدا إنهم ساء ما كانوا يعملون) * من المعاصي (16) * (اتخذوا أيمانهم جنة) * سترا على أنفسهم وأموالهم * (فصدوا) * بها المؤمنين * (عن سبيل الله) * أي الجهاد فيهم بقتلهم وأخذ أموالهم * (فلهم عذاب مهين) * ذو إهانة (17) * (لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله) * من عذابه * (شيئا) * من الاغناء * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * (18) اذكر * (يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) * أنهم مؤمنون * (كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شئ) * من نفع حلفهم في الآخرة كالدنيا * (ألا إنهم هم الكاذبون) * (19) * (استحوذ) * استولى * (عليهم الشيطان) * بطاعتهم له * (فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان) * أتباعه * (ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) * (20) * (إن الذين يحادون) * يخالفون * (الله ورسوله أولئك في الاذلين) * المغلوبين (21) * (كتب الله) * في اللوح المحفوظ أو قضى * (لاغلبن أنا ورسلي) * بالحجة أو السيف * (إن الله قوي عزيز) *

______________________________

= في سلمان الفارسي أكل ثم رقد فنفخ فذكر رجل أكله ورقاده فنزلت. أسباب نزول الآية 13 قوله تعالى (يا أيها الناس) الآية أخرج ابن أبي حاتم عن ابن أبي مليكة قال لما كان يوم الفتح رقى بلال على ظهر الكعبة فأذن فقال بعض الناس أهذا العبد الاسود يؤذن على ظهر الكعبة فقال بعضهم إن يسخط الله هذا يغيره فأنزل الله (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) الآية. وقال ابن عساكر في مبهماته وجدت بخط ابن بشكوال أن أبا بكر بن أبي داود أخرج في تفسير له أنها نزلت في أبي هند، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بني بياضة أن يزوجوه امرأة منهم فقالوا يا رسول الله نزوج بناتنا موالينا فنزلت الآية. أسباب نزول الآية 17 قوله تعالى (يمنون) الآية أخرج الطبراني بسند حسن عن عبد الله بن أبي أوفى أن ناسا من العرب = (*)

 

[ 729 ]

(22) * (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون) * يصادقون * (من حاد الله ورسوله ولو كانوا) * أي المحادون * (آباءهم) * أي المؤمنين * (أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) * بل يقصدونهم بالسوء ويقاتلونهم على الايمان كما وقع لجماعة من الصحابة رضي الله عنهم * (أولئك) * الذين لا يوادونهم * (كتب) * أثبت * (في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح) * بنور * (منه) * تعالى * (ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضي الله عنهم) * بطاعته * (ورضوا عنه) * بثوابه * (أولئك حزب الله) * يتبعون أمره ويجتنبون نهيه * (ألا إن حزب الله هم المفلحون) * الفائزون




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21400919

  • التاريخ : 19/04/2024 - 03:03

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net