00989338131045
 
 
 
 
 
 

  سورة غافر أو المؤمن  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 [ سورة غافر أو المؤمن ]

[ مكية إلا آيتي 56 و 57 فمدنيتان وآياتها 85 ] " نزلت بعد الزمر " بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (حم) * الله أعلم بمراده به. (2) * (تنزيل الكتاب) * القرآن مبتدأ * (من الله) * خبره * (العزيز) * في ملكه * (العليم) * بخلقه. (3) * (غافر الذنب) * للمؤمنين * (وقابل التوب) * لهم مصدر * (شديد العقاب) * للكافرين أي مشدده * (ذي الطول) * الانعام الواسع، وهو موصوف على الدوام بكل هذه الصفات، فإضافة المشتق منها للتعريف كالاخيرة * (لا إله إلا هو إليه المصير) * المرجع.

______________________________

أسباب نزول الآية 60 قوله تعالى (وكأين من دابة) الآية. أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم والبيهقي وابن عساكر بسند ضعيف عن ابن عمر قال خرجت مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان المدينة فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي يا ابن عم مالك لا تأكل ؟ قلت لا أشتهيه قال لكني أشتهيه وهذا صبح رابعة منذ لم أذق طعاما ولم أجده ولو شئت لدعوت ربي فأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر فكيف بك يا بن عمر إذا لقيت قوما يخبئون رزق سنتهم ويضعف اليقين ؟ قال فوالله ما برحنا ولا رمنا حتى نزلت (وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم وهو السميع العليم) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لم يأمرني بكنز الدنيا ولا باتباع الشهوات = (*)

 

[ 618 ]

(4) * (ما يجادل في آيات الله) * القرآن * (إلا الذين كفروا) * من أهل مكة * (فلا يغررك تقلبهم في البلاد) * للمعاش سالمين فإن عاقبتهم النار. (5) * (كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب) * كعاد وثمود وغيرهما * (من بعدهم وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه) * يقتلوه * (وجادلوا بالباطل ليدحضوا) * يزيلوا * (به الحق فأخذتهم) * بالعقاب * (فكيف كان عقاب) * لهم، أي هو واقع موقعه. (6) * (وكذلك حقت كلمة ربك) * أي (لاملان جهنم) الآية * (على الذين كفروا أنهم أصحاب النار) * بدل من كلمة. (7) * (الذين يحملون العرش) * مبتدأ * (ومن حوله) * عطف عليه * (يسبحون) * خبره * (بحمد ربهم) * ملابسين للحمد، أي يقولون: سبحان الله وبحمده * (ويؤمنون به) * تعالى ببصائرهم، أي يصدقون بوحدانيته * (ويستغفرون للذين آمنوا) * يقولون * (ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما) * أي وسعت رحمتك كل شئ وعلمك كل شئ * (فاغفر للذين تابوا) * من الشرك * (واتبعوا سبيلك) * دين الاسلام * (وقهم عذاب الجحيم) * النار. (8) * (ربنا وأدخلهم جنات عدن) * إقامة * (التي وعدتهم ومن صلح) * عطف على هم في وأدخلهم أو في وعدتهم * (من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم) * في صنعه. (9) * (وقهم السيئات) * أي عذابها * (ومن يتق السيئات يومئذ) * يوم القيامة * (فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم) *. (10) * (إن الذين كفروا ينادون) * من قبل الملائكة وهم يمقتون أنفسهم عند دخولهم النار * (لمقت الله) * إياكم * (أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون) * في الدنيا * (إلى الايمان فتكفرون) *.

______________________________

= ألا وإني لا أكثر دينارا ولا درهما ولا أخبأ رزقا لغد. أسباب نزول الآية 67 قوله تعالى (أولم يروا) الآية. أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنهم قالوا يا محمد ما يمنعنا أن ندخل في دينك إلا مخافة أن يتخطفنا الناس لتقتلنا والاعراب أكثر منا فمتى ما يبلغهم أنا قد دخلنا في دينك اختطفنا فكنا أكلة = (*)

 

[ 619 ]

(11) * (قالوا ربنا أمتنا اثنتين) * إماتتين * (وأحييتنا اثنتين) * إحياءتين لانهم نطف أموات فأحيوا ثم أميتوا ثم أحيوا للبعث * (فاعترفنا بذنوبنا) * بكفرنا بالبعث * (فهل إلى خروج) * من النار والرجوع إلى الدنيا لنطيع ربنا * (من سبيل) * طريق وجوابهم: لا. (12) * (ذلكم) * أي العذاب الذي أنتم فيه * (بأنه) * أي بسبب أنه في الدنيا * (إذا دعي الله وحده كفرتم) * بتوحيده * (وإن يشرك به) * يجعل له شريك * (تؤمنوا) * تصدقوا بالاشراك * (فالحكم) * في تعذيبكم * (لله العلي) * على خلقه * (الكبير) * العظيم. (13) * (هو الذي يريكم آياته) * دلائل توحيده * (وينزل لكم من السماء رزقا) * بالمطر * (وما يتذكر) * يتعظ * (إلا من ينيب) * يرجع عن الشرك. (14) * (فادعوا الله) * اعبدوه * (مخلصين له الدين) * من الشرك * (ولو كره الكافرون) * إخلاصكم منه. (15) * (رفيع الدرجات) * أي الله عظيم الصفات، أو رافع درجات المؤمنين في الجنة * (ذو العرش) * خالقه * (يلقي الروح) * الوحي * (من أمره) * أي قوله * (على من يشاء من عباده لينذر) * يخوف الملقى عليه الناس * (يوم التلاق) * بحذف الياء وإثباتها يوم القيامة لتلاقي أهل السماء والارض، والعابد والمعبود، والظالم والمظلوم فيه. (16) * (يوم هم بارزون) * خارجون من قبورهم * (لا يخفى على الله منهم شئ لمن الملك اليوم) * يقوله تعالى، ويجيب نفسه * (لله الواحد القهار) * أي لخلقه.

______________________________

رأس فأنزل الله (أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا). أسباب نزول الآية 1 أخرج الترمذي عن أبي سعيد قال لما كان يوم بدر ظهرت الروم على فارس فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت (الم غلبت الروم) إلى قوله تعالى (بنصر الله) يعني بفتح الغين. وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود نحوه وأخرج ابن أبي حاتم عن = (*)

 

[ 620 ]

(17) * (اليوم تجزي كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب) * يحاسب جميع الخلق في قدر نصف نهار من أيام الدنيا لحديث بذلك. (18) * (وأنذرهم يوم الآزفة) * يوم القيامة من أزف الرحيل: قرب * (إذ القلوب) * ترتفع خوفا * (لدى) * عند * (الحناجر كاظمين) * ممتلئين غما حال من القلوب عوملت بالجمع بالياء والنون معاملة أصحابها * (ما للظالمين من حميم) * محب * (ولا شفيع يطاع) * لا مفهوم للوصف إذ لا شفيع لهم أصلا " فما لنا من شافعين " أوله مفهوم بناء على زعمهم أن لهم شفعاء، أي لو شفعوا فرضا لم يقبلوا. (19) * (يعلم) * أي الله * (خائنة الاعين) * بمسارقتها النظر إلى محرم * (وما تخفي الصدور) * القلوب. (20) * (والله يقضي بالحق والذين يدعون) * يعبدون، أي كفار مكة بالياء والتاء * (من دونه) * وهم الاصنام * (لا يقضون بشئ) * فكيف يكونون شركاء لله * (إن الله هو السميع) * لاقوالهم * (البصير) * بأفعالهم. (21) * (أو لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم) * وفي قراءة: منكم * (قوة وآثارا في الارض) * من مصانع وقصور * (فأخذهم الله) * أهلكهم * (بذنوبهم وما كان لهم من الله من واق) * عذابه. (22) * (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (فكفروا فأخذهم الله إنه قوي شديد العقاب) *.

______________________________

= ابن شهاب قال بلغنا أن المشركين كانوا يجادلون المسلمين وهم بمكة قبل أن يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون الروم يشهدون أنهم أهل كتاب وقد غلبتهم المجوس وأنتم تزعمون أنكم ستغلبوننا بالكتاب الذي أنزل على نبيكم فكيف غلب المجوس الروم وهم أهل كتاب ؟ فسنغلبكم كما غلب فارس الروم فأنزل الله (الم غلبت الروم) وأخرج ابن جرير نحوه عن عكرمة ويحيى بن يعمر وقتادة فالرواية = (*)

 

[ 621 ]

(23) * (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين) * برهان بين ظاهر. (24) * (إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا) * هو * (ساحر كذاب) *. (25) * (فلما جاءهم بالحق) * بالصدق * (من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا) * استبقوا * (نساءهم وما كيد الكافرين إلا في ضلال) * هلاك. (26) * (وقال فرعون ذروني أقتل موسى) * لانهم كانوا يكفونه عن قتله * (وليدع ربه) * ليمنعه مني * (إني أخاف أن يبدل دينكم) * من عبادتكم إياي فتتبعوه * (وأن يظهر في الارض الفساد) * من قتل وغيره، وفي قراءة: أو، وفي أخرى بفتح الياء والهاء وضم الدال. (27) * (وقال موسى) * لقومه وقد سمع ذلك * (إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب) *. (28) * (وقال رجل مؤمن من آل فرعون) * قيل: هو ابن عمه * (يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن) * أي لان * (يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (من ربكم وإن يك كاذبا فعليه كذبه) * أي ضرر كذبه * (وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم) * به من العذاب عاجلا * (إن الله لا يهدي من هو مسرف) * مشرك * (كذاب) * مفتر. (29) * (يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين) * غالبين حال * (في الارض) * أرض مصر * (فمن ينصرنا من بأس الله) * عذابه إن قتلتم أولياءه * (إن جاءنا) * أي لا ناصر لنا * (قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى) * أي ما أشير عليكم إلا بما أشير به على نفسي وهو قتل موسى * (وما أهديكم إلا سبيل الرشاد) * طريق الصواب.

______________________________

= الاولى على قراءة غلبت بالفتح لانها نزلت يوم غلبهم يوم بدر والثانية على قراءة الضم فيكون معناه وهم من بعد غلبهم فارس سيغلبهم المسلمون حتى يصح معنى الكلام وإلا لم يكن له كبير معنى. أسباب نزول الآية 27 وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال تعجب الكفار من إحياء الله الموتى فنزلت (وهو الذي يبدأ = (*)

 

[ 622 ]

(30) * (وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الاحزاب) * أي يوم حزب بعد حزب. (31) * (مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم) * مثل بدل من مثل قبله، أي مثل جزاء عادة من كفر قبلكم من تعذيبهم في الدنيا * (وما الله يريد ظلما للعباد) *. (32) * (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) * بحذف الياء وإثباتها، أي يوم القيامة يكثر فيه نداء أصحاب الجنة أصحاب النار وبالعكس، والنداء بالسعادة لاهلها وبالشقاوة لاهلها وغير ذلك. (33) * (يوم تولون مدبرين) * عن موقف الحساب إلى النار * (ما لكم من الله) * أي من عذابه * (من عاصم) * مانع * (ومن يضلل الله فما له من هاد) *. (34) * (ولقد جاءكم يوسف من قبل) * أي قبل موسى وهو يوسف بن يعقوب في قول، عمر إلى زمن موسى، أو يوسف بن إبراهيم بن يوسف ابن يعقوب في قول * (بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم) * من غير برهان (لن يبعث الله من بعده رسولا) * أي فلن تزالوا كافرين بيوسف وغيره * (كذلك) * أي مثل إضلالكم * (يضل الله من هو مسرف) * مشرك * (مرتاب) * شاك فيما شهدت به البينات. (35) * (الذين يجادلون في آيات الله) * معجزاته مبتدأ * (بغير سلطان) * برهان * (أتاهم كبر) * جدالهم خبر المبتدأ * (مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك) * مثل إضلالهم * (يطبع) * يختم * (الله) * بالضلال * (على كل قلب متكبر جبار) * بتنوين قلب ودونه، ومتى تكبر القلب، تكبر صاحبه وبالعكس، وكل على القراءتين لعموم الضلال جميع القلب لا لعموم القلب.

______________________________

= الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه). أسباب نزول الآية 28 وأخرج الطبراني عن ابن عباس قال كان يلبي أهل الشرك: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك فأنزل الله (هل لكم مما ملكت أيمانكم من شركاء فيما رزقناكم) الآية وأخرج جويبر مثله عن داود = (*)

 

[ 623 ]

(36) * (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا) * بناء عاليا * (لعلي أبلغ الاسباب) *. (37) * (أسباب السماوات) * طرقها الموصلة إليها * (فأطلع) * بالرفع عطفا على أبلغ وبالنصب جوابا لابن * (إلى إله موسى وإني لاظنه) * أي موسى * (كاذبا) * في أن له إلها غيري قال فرعون ذلك تمويها * (وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل) * طريق الهدى بفتح الصاد وضمها * (وما كيد فرعون إلا في تباب) * خسار. (38) * (وقال الذي آمن يا قوم اتبعوني) * بإثبات الياء وحذفها * (أهدكم سبيل الرشاد) * تقدم. (39) * (يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع) * تمتع يزول * (وإن الآخرة هي دار القرار) *. (40) * (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة) * بضم الياء وفتح الخاء وبالعكس * (يرزقون فيها بغير حساب) * رزقا واسعا بلا تبعة. (41) * (ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار) *. (42) * (تدعونني لاكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز) * الغالب على أمره * (الغفار) * لمن تاب. (43) * (لا جرم) * حقا * (أنما تدعونني إليه) * لاعبده * (ليس له دعوة) * أي استجابة دعوة * (في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا) * مرجعنا * (إلى الله وأن المسرفين) * الكافرين * (هم أصحاب النار) * (44) * (فستذكرون) * إذا عاينتم العذاب

______________________________

ابن هند عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه. (سورة لقمان) أسباب نزول الآية 6 أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في قوله (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) قال نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية. وأخرج جويبر عن ابن عباس قال نزلت في النضر بن الحارث اشترى قنية وكان لا يسمع بأحد يريد الاسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول أطعميه واسقيه وغنيه هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة والصيام وأن تقاتل بين يديه فنزلت. (*)

 

[ 624 ]

* (ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) * قال ذلك لما توعدوه بمخالفة دينهم. (45) * (فوقاه الله سيئات ما مكروا) * به من القتل * (وحاق) * نزل * (بآل فرعون) * قومه معه * (سوء العذاب) * الغرق. (46) ثم * (النار يعرضون عليها) * يحرقون بها * (غدوا وعشيا) * صباحا ومساء * (ويوم تقوم الساعة) * يقال * (أدخلوا) * يا * (آل فرعون) * وفي قراءة: بفتح الهمزة وكسر الخاء أمر للملائكة * (أشد العذاب) * عذاب جهنم. (47) * (و) * اذكر * (إذ يتحاجون) * يتخاصم الكفار * (في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا) * جمع تابع * (فهل أنتم مغنون) * دافعون * (عنا نصيبا) * جزاء * (من النار) *. (48) * (قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد) * فأدخل المؤمنين الجنة والكافرين النار. (49) * (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما) * أي قدر يوم * (من العذاب) *. (50) * (قالوا) * أي الخزنة تهكما * (أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات) * بالمعجزات الظاهرات * (قالوا بلى) * أي فكفروا بهم * (قالوا فادعوا) * أنتم فإنا لا نشفع للكافرين، قال تعالى: * (وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) * إنعدام. (51) * (إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) * جمع شاهد، وهم الملائكة يشهدون للرسل بالبلاغ وعلى الكفار بالتكذيب

______________________________

أسباب نزول الآية 27 وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال سأل أهل الكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الروح فأنزل الله: (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) فقالوا: تزعم أنا لم نؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتينا التوراة وهي الحكمة ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا، فنزلت (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام) الآية. وأخرج ابن إسحاق عن عطاء بن يسار قال نزلت بمكة (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا فلما هاجر إلى المدينة أتاه أحبار اليهود فقالوا ألم يبلغنا عنك أنك تقول (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) إيانا تريد أم قومك ؟ فقال كلا عنيت قالوا فإنك تتلو أنا أوتينا التوراة وفيها تبيان كل شئ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي في علم الله قليل = (*)

 

[ 625 ]

(52) * (يوم لا ينفع) * بالياء والتاء * (الظالمين معذرتهم) * عذرهم لو اعتذروا * (ولهم اللعنة) * أي البعد من الرحمة * (ولهم سوء الدار) * الآخرة، أي شدة عذابها. (53) * (ولقد آتينا موسى الهدى) * التوراة والمعجزات * (وأورثنا بني إسرائيل) * من بعد موسى * (الكتاب) * التوراة. (54) * (هدى) * هاديا * (وذكرى لاولي الالباب) * تذكرة لاصحاب العقول. (55) * (فاصبر) * يا محمد * (إن وعد الله) * بنصر أوليائه * (حق) * وأنت ومن تبعك منهم * (واستغفر لذنبك) * ليستن بك * (وسبح) * صل متلبسا * (بحمد ربك بالعشي) * وهو من بعد الزوال * (والابكار) * الصلوات الخمس. (56) * (إن الذين يجادلون في آيات الله) * القرآن * (بغير سلطان) * برهان * (أتاهم إن) * ما * (في صدورهم إلا كبر) * تكبر وطمع أن يعلوا عليك * (ما هم ببالغيه فاستعذ) * من شرهم * (بالله إنه هو السميع) * لاقوالهم * (البصير) * بأحوالهم، ونزل في منكري البعث: (57) * (لخلق السماوات والارض) * ابتداء * (أكبر من خلق الناس) * مرة ثانية، وهي الاعادة * (ولكن أكثر الناس) * أي كفار مكة * (لا يعلمون) * ذلك فهم كالاعمى، ومن يعلمه كالبصير. (58) * (وما يستوي الاعمى والبصير و) * لا * (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) * وهو المحسن * (ولا المسئ) * فيه زيادة لا * (قليلا ما يتذكرون) * يتعظون بالياء والتاء، أي تذكرهم قليل جدا

______________________________

فأنزل الله (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام) وأخرجه بهذا اللفظ ابن أبي حاتم من طريق سعيد أو عكرمة عن ابن عباس وأخرج أبو الشيخ في كتاب العظمة وابن جرير عن قتادة قال: قال المشركون إنما هذا كلام يوشك أن ينفد فنزل (ولو أن ما في الارض) الآية. أسباب نزول الآية 34 وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد قال جاء رجل من أهل البادية فقال: إن امرأتي حبلى فأخبرني بما تلد ؟ وبلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث، وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت ؟ فأنزل الله (إن الله عنده علم الساعة) (سورة السجدة) أسباب نزول الآية 16 أخرج البزار عن بلال قال كنا نجلس في المسجد وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون بعد = (*)

 

[ 626 ]

(59) * (إن الساعة لآتية لا ريب) * شك * (فيها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون) * بها. (60) * (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم) * أي اعبدوني أثبكم بقرينة ما بعده * (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون) * بفتح الياء وضم الخاء وبالعكس * (جهنم داخرين) * صاغرين. (61) * (الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا) * إسناد الابصار إليه مجازي لانه يبصر فيه * (إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون) * الله فلا يؤمنون. (62) * (ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون) * فكيف تصرفون عن الايمان مع قيام البرهان. (63) * (كذلك يؤفك) * أي مثل إفك هؤلاء إفك * (الذين كانوا بآيات الله) * معجزاته * (يجحدون) *. (64) * (الله الذي جعل لكم الارض قرارا والسماء بناء) * سقفا * (وصوركم فأحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين) *. (65) * (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه) * اعبدوه * (مخلصين له الدين) * من الشرك * (الحمد لله رب العالمين) *. (66) * (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون) * تعبدون * (من دون الله لما جاءني البينات) * دلائل التوحيد * (من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين) *

______________________________

= المغرب إلى فنزلت هذه الآية (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) في إسناده عبد الله بن شبيب ضعيف. أسباب نزول الآية 18 وأخرج الترمذي وصححه عن أنس أن هذه الآية (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) نزلت في انتظار الصلاة التي تدعى العتمة. وأخرج الواحدي وابن عساكر من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط لعلي بن أبي طالب أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا وأملا للكتيبة منك، فقال له علي اسكت فإنما أنت فاسق، فنزلت (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون). = (*)

 

[ 627 ]

(67) * (هو الذي خلقكم من تراب) * بخلق أبيكم آدم منه * (ثم من نطفة) * مني * (ثم من علقة) * دم غليظ * (ثم يخرجكم طفلا) * بمعنى أطفالا * (ثم) * يبقيكم * (لتبتغوا أشدكم) * تكامل قوتكم من الثلاثين سنة إلى الاربعين * (ثم لتكونوا شيوخا) * بضم الشين وكسرها * (ومنكم من يتوفى من قبل) * أي قبل الاشد والشيخوخة، فعل ذلك بكم لتعيشوا * (ولتبلغوا أجلا مسمى) * وقتا محدودا * (ولعلكم تعقلون) * دلائل التوحيد فتؤمنون. (68) * (هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا) * أراد إيجاد شئ * (فإنما يقول له كن فيكون) * بضم النون وفتحها بتقدير أن، أي يوجد عقب الارادة التي هي معنى القول المذكور. (69) * (ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله) * القرآن * (أنى) * كيف * (يصرفون) * عن الايمان. (70) * (الذين كذبوا بالكتاب) * القرآن * (وبما أرسلنا به رسلنا) * من التوحيد والبعث وهم كفار مكة * (فسوف يعلمون) * عقوبة تكذيبهم. (71) * (إذ الاغلال في أعناقهم) * إذ بمعنى إذا * (والسلاسل) * عطف على الاغلال فتكون في الاعناق، أو مبتدأ خبره محذوف، أي في أرجلهم أو خبره * (يسحبون) * أي يجرون بها. (72) * (في الحميم) * أي جهنم * (ثم في النار يسجرون) * يوقدون. (73) * (ثم قيل لهم) * تبكيتا * (أين ما كنتم تشكرون) *. (74) * (من دون الله) * معه وهي الاصنام * (قالوا ضلوا) * غابوا * (عنا) * فلا نراهم

______________________________

= وأخرج ابن جرير عن عطاء بن يسار مثله وأخرج ابن عدي والخطيب في تاريخه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس مثله وأخرج الخطيب وابن عساكر من طريق ابن لهيعة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب وعقبة بن أبي معيط وذلك في سباب كان بينهما كذا في هذه الرواية أنها نزلت في عقبة بن الوليد لا الوليد. أسباب نزول الآية 28 وأخرج ابن جرير عن قتادة قال الصحابة إن لنا يوما يوشك أن نستريح فيه وننعم فقال المشركون: = (*)

 

[ 628 ]

* (بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا) * أنكروا عبادتهم إياها ثم أحضرت قال تعالى: (إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم) أي وقودها * (كذلك) * أي مثل إضلال هؤلاء المكذبين * (يضل الله الكافرين) *. (75) ويقال لهم أيضا * (ذلكم) * العذاب * (بما كنتم تفرحون في الارض بغير الحق) * من الاشراك وإنكار البعث * (وبما كنتم تمرحون) * تتوسعون في الفرح. (76) * (ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى) * مأوى * (المتكبرين) *. (77) * (فاصبر إن وعد الله) * بعذابهم * (حق فإما نرينك) * فيه إن الشرطية مدغمة وما زائدة تؤكد معنى الشرط أول الفعل والنون تؤكد آخره * (بعض الذي نعدهم) * به من العذاب في حياتك وجواب الشرط محذوف، أي فذاك * (أو نتوفينك) * أي قبل تعذيبهم * (فإلينا يرجعون) * فنعذبهم أشد العذاب، فالجواب المذكور للمعطوف فقط. (78) * (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك) * روي أنه تعالى بعث ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف نبي من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من سائر الناس * (وما كان لرسول) * منهم * (أن يأتي بآية إلا بإذن الله) * لانهم عبيد مربوبون * (فإذا جاء أمر الله) * بنزول العذاب على الكفار * (قضي) * بين الرسل ومكذبيها * (بالحق وخسر هنالك المبطلون) * أي ظهر القضاء والخسران للناس وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك. (79) * (الله الذي جعل لكم الانعام) * قيل: الابل خاصة هنا والظاهر والبقر والغنم * (لتركبوا منها ومنها تأكلون) *

______________________________

= (متى هذا الفتح إن كنتم صادقين) فنزلت. (سورة الاحزاب) أسباب نزول الآية 1 أخرج جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال إن أهل مكة منهم الوليد بن المغيرة وشيبة بن ربيعة = (*)

 

[ 629 ]

(80) * (ولكم فيها منافع) * من الدر والنسل والوبر والصوف * (ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم) * هي حمل الاثقال إلى البلاد * (وعليها) * في البر * (وعلى الفلك) * السفن في البحر * (تحملون) *. (81) * (ويريكم آياته فأي آيات الله) * أي الدالة على وحدانيته * (تنكرون) * استفهام توبيخ، وتذكير أي أشهر من تأنيثه. (82) * (أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد قوة وآثارا في الارض) * من مصانع وقصور * (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) *. (83) * (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات) * المعجزات الظاهرات * (فرحوا) * أي الكفار، * (بما عندهم) * أي الرسل * (من العلم) * فرح استهزاء وضحك منكرين له * (وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. (84) * (فلما رأوا بأسنا) * أي شدة عذابنا * (قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين) *. (85) * (فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنت الله) * نصبه على المصدر بفعل مقدر من لفظه * (التي قد خلت في عباده) * في الامم أن لا ينفعهم الايمان وقت نزول العذاب * (وخسر هنالك الكافرون) * تبين خسرانهم لكل أحد وهم خاسرون في كل وقت قبل ذلك.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21335556

  • التاريخ : 28/03/2024 - 16:03

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net