00989338131045
 
 
 
 
 
 

  سورة الزمر 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

 [ سورة الزمر ]

 [ مكية إلا الآيات 52 و 53 و 54 فمدنية وآياتها 75 نزلت بعد سبأ ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (تنزيل الكتاب) * القرآن مبتدأ * (من الله) * خبره * (العزيز) * في ملكه * (الحكيم) * في صنعه. (2) * (إنا أنزلنا إليك) * يا محمد * (الكتاب بالحق) * متعلق بأنزل * (فا عبد الله مخلصا له الدين) * من الشرك: أي موحدا له.

______________________________

= وهو خلقك قلت: ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك قلت ثم أي ؟ قال أن تزاني حليلة جارك فأنزل الله تصديقها (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون) وأخرج الشيخان عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك قتلوا فأكثروا وزنوا فأكثروا ثم أتوا محمدا صلى الله عليه وسلم فقالوا إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر) إلى قوله (غفورا رحيما) ونزل (قل يا عبادي الذين أسرفوا) الآية = (*)

 

[ 606 ]

(3) * (ألا لله الدين الخالص) * لا يستحقه غيره * (والذين اتخذوا من دونه) * الاصنام * (أولياء) * وهم كفار مكة قالوا: * (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) * قربى مصدر بمعنى تقريبا * (إن الله يحكم بينهم) * وبين المسلمين * (في ما هم فيه يختلفون) * من أمر الدين فيدخل المؤمنين الجنة، والكافرين النار * (إن الله لا يهدي من هو كاذب) * في نسبة الولد إليه * (كفار) * بعبادته غير الله. (4) * (لو أراد الله أن يتخذ ولدا) * كما قالوا: (اتخذ الرحمن ولدا) * (لاصطفى مما يخلق ما يشاء) * واتخذه ولدا غير من قالوا من الملائكة بنات الله وعزير ابن الله والمسيح ابن الله * (سبحانه) * تنزيها له عن اتخاذ الولد * (هو الله الواحد القهار) * لخلقه. (5) * (خلق السماوات والارض بالحق) * متعلق بخلق * (يكور) * يدخل * (الليل على النهار) * فيزيد * (ويكور النهار) * يدخله * (على الليل) * فيزيد * (وسخر الشمس والقمر كل يجري) * في فلكه * (لاجل مسمى) * ليوم القيامة * (ألا هو العزيز) * الغالب على أمره المنتقم من أعدائه * (الغفار) * لاوليائه. (6) * (خلقكم من نفس واحدة) * أي آدم * (ثم جعل منها زوجها) * حواء * (وأنزل لكم من الانعام) * الابل والبقر والغنم الضأن والمعز * (ثمانية أزواج) * من كل زوجان ذكر وأنثى كما بين في سورة الانعام * (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق) * أي نطفا ثم علقا ثم مضغا * (في ظلمات ثلاث) * هي ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة * (ذلكم الله ربكم له الملك لا إله إلا هو فأنى تصرفون) * عن عبادته إلى عبادة غيره. (7) * (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر) * وإن أراده من بعضهم * (وإن تشكروا) * الله فتؤمنوا * (يرضه) *

______________________________

= وأخرج البخاري وغيره عن ابن عباس قال لما أنزلت في الفرقان (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي) الآية. قال مشركو أهل مكة قد قتلنا النفس بغير حق ودعونا مع الله إلها آخر وأتينا الفواحش فنزلت (إلا من تاب) الآية. (سورة الشعراء) أسباب نزول الآية 205 أخرج ابن أبي حاتم عن أبي جهضم قال رؤي النبي صلى الله عليه وسلم كأنه متحير فسألوه عن ذلك فقال ولم ؟ ورأيت عدوي = (*)

 

[ 607 ]

بسكون الهاء وضمها مع إشباع ودونه: أي الشكر * (لكم ولا تزر) * نفس * (وازرة وزر) * نفس * (أخرى) * أي لا تحمله * (ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون إنه عليم بذات الصدور) * بما في القلوب. (8) * (وإذا مس الانسان) * أي الكافر * (ضر دعا ربه) * تضرع * (منيبا) * راجعا * (إليه ثم إذا خوله نعمة) * أعطاه إنعاما * (منه نسي) * ترك * (ما كان يدعو) * يتضرع * (إليه من قبل) * وهو الله فما في موضع من * (وجعل لله أندادا) * شركاء * (ليضل) * بفتح الياء وضمها * (عن سبيله) * دين الاسلام * (قل تمتع بكفرك قليلا) * بقية أجلك * (إنك من أصحاب النار) *. (9) * (أمن) * بتخفيف الميم * (هو قانت) * قائم بوظائف الطاعات * (آناء الليل) * ساعاته * (ساجدا وقائما) * في الصلاة يحذر الآخرة) * أي يخاف عذابها * (ويرجوا رحمة) * جنة * (ربه) * كمن هو عاص بالكفر أو غيره وفي قراءة أم من فأم بمعنى بل والهمزة * (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) * أي لا يستويان كما لا يستوي العالم والجاهل * (إنما يتذكر) * يتعظ * (أولوا الالباب) * أصحاب العقول. (10) * (قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم) * أي عذابه بأن تطيعوه * (للذين أحسنوا في هذه الدنيا) * بالطاعة * (حسنة) * هي الجنة * (وأرض الله واسعة) * فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات * (إنما يوفى الصابرون) * على الطاعة وما يبتلون به * (أجرهم بغير حساب) * بغير مكيال ولا ميزان.

______________________________

= يكون من أمتي بعدي فنزلت (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) فطابت نفسه. أسباب نزول الآية 214 وأخرج ابن جرير عن ابن جريج قال لما نزلت (وأنذر عشيرتك الاقربين) بدأ بأهل بيته وفصيلته فشق ذلك على المسلمين فأنزل الله (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين). أسباب نزول الآية 224 وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق العوفي عن ابن عباس قال تهاجى رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما من الانصار والآخر من قوم آخرين، وكان مع كل واحد منهما غواة من قومه وهم السفهاء فأنزل الله (والشعراء يتبعهم = (*)

 

[ 608 ]

(11) * (قل إني أمرت أن أ عبد الله مخلصا له الدين) * من الشرك. (12) * (وأمرت لان) * أي بأن * (أكون أول المسلمين) * من هذه الامة. (13) * (قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) *. (14) * (قل الله أعبد مخلصا له ديني) * من الشرك. (15) * (فاعبدوا ما شئتم من دونه) * غيره، فيه تهديد لهم وإيذان بأنهم لا يعبدون الله تعالى * (قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة) * بتخليد الانفس في النار وبعدم وصولهم إلى الحور المعدة لهم في الجنة لو آمنوا * (ألا ذلك هو الخسران المبين) * البين. (16) * (لهم من فوقهم ظلل) * طباق * (من نار ومن تحتهم ظلل) * من النار * (ذلك يخوف الله به عباده) * أي المؤمنين ليتقوه يدل عليه * (يا عباد فاتقون) *. (17) * (والذين اجتنبوا الطاغوت) * الاوثان * (أن يعبدوها وأنابوا) * أقبلوا * (إلى الله لهم البشرى) * بالجنة * (فبشر عباد) *. (18) * (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه) * وهو ما فيه صلاحهم * (أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الالباب) * أصحاب العقول. (19) * (أفمن حق عليه كلمة العذاب) * أي: (لاملان جهنم) الآية * (أفأنت تنقذ) * تخرج * (من في النار) * جواب الشرط وأقيم فيه الظاهر مقام المضمر والهمزة للانكار، والمعنى لا تقدر على هدايته فتنقذه من النار.

______________________________

= الغاوون) الآيات وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة نحوه وأخرج عن عروة قال ما نزلت (والشعراء) إلى قوله تعالى (ما لا يفعلون) قال عبد الله بن رواحة قد علم الله أني منهم فأنزل الله (إلا الذين آمنوا) إلى آخر السورة. وأخرج ابن جرير والحاكم عن أبي حسن البراد قال لما نزلت (والشعراء) الآية جاء عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وحسان بن ثابت فقالوا: يا رسول الله، والله لقد أنزل = (*)

 

[ 609 ]

(20) * (لكن الذين اتقوا ربهم) * بأن أطاعوه * (لهم غرف من فوقها غرف مبنية تجري من تحتها الانهار) * أي من تحت الغرف الفوقانية والتحتانية * (وعد الله) * منصوب بفعله المقدر * (لا يخلف الله الميعاد) * وعده. (21) * (ألم تر) * تعلم * (أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع) * أدخله أمكنة نبع * (في الارض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألوانه ثم يهيج) * ييبس * (فتراه) * بعد الخضرة مثلا * (مصفرا ثم يجعله حطاما) * فتاتا * (إن في ذلك لذكرى) * تذكيرا * (لاولي الالباب) * يتذكرون به لدلالته على وحدانية الله تعالى وقدرته. (22) * (أفمن شرح الله صدره للاسلام) * فاهتدى * (فهو على نور من ربه) * كمن طبع على قلبه، دل على هذا * (فويل) * كلمة عذاب * (للقاسية قلوبهم من ذكر الله) * أي عن قبول القرآن * (أولئك في ضلال مبين) * بين. (23) * (الله نزل أحسن الحديث كتابا) * بدل من أحسن، أي قرآنا * (متشابها) * أي يشبه بعضه بعضا في النظم وغيره * (مثاني) * ثني فيه الوعد والوعيد وغيرهما * (تقشعر منه) * ترتعد عند ذكره وعيده * (جلود الذين يخشون) * يخافون * (ربهم ثم تلين) * تطمئن * (جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) * أي عند ذكر وعده * (ذلك) * أي الكتاب * (هدى الله يهدي به من يشاء ومن يظلل الله فما لهم من هاد) *. (24) * (أفمن يتقي) * يلقى * (بوجهه سوء العذاب يوم القيامة) * أي أشده بأن يلقى في النار مغلولة يداه إلى عنقه كمن أمن منه بدخول الجنة * (وقيل للظالمين) * أي كفار مكة * (ذوقوا ما كنتم تكسبون) * أي جزاءه.

______________________________

= الله هذه الآية وهو يعلم أنا شعراء هلكنا فأنزل الله (إلا الذين آمنوا) الآية، فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتالاها عليهم. (سورة القصص) أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى أخرج ابن جرير والطبراني عن رفاعة القرظي قال نزلت (ولقد وصلنا لهم القول) في عشرة أنا أحدهم وأخرج ابن جرير عن علي بن رفاعة قال خرج عشرة رهط من أهل الكتاب منهم رفاعة، يعني أباه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فآمنوا = (*)

 

[ 610 ]

(25) * (كذب الذين من قبلهم) * رسلهم في إتيان العذاب * (فأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) * من جهة لا تخطر ببالهم. (26) * (فأذاقهم الله الخزي) * الذل والهوان من المسخ والقتل وغيره * (في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا) * أي المكذبون * (يعلمون) * عذابها ما كذبوا. (27) * (ولقد ضربنا) * جعلنا * (للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يتذكرون) * يتعظون. (28) * (قرآنا عربيا) * حال مؤكدة * (غير ذي عوج) * أي لبس واختلاف * (لعلهم يتقون) * الكفر. (29) * (ضرب الله) * للمشرك والموحد * (مثلا رجلا) * بدل من مثلا * (فيه شركاء متشاكسون) * متنازعون سيئة أخلاقهم * (ورجلا سالما) * خالصا * (لرجل هل يستويان مثلا) * تمييز: أي لا يستوي العبد لجماعة والعبد لواحد، فإن الاول إذا طلب منه كل من مالكيه خدمته في وقت واحد تحير فيمن يخدمه منهم وهذا مثل للمشرك والثاني مثل للموحد * (الحمد لله) * وحده * (بل أكثرهم) * أي أهل مكة * (لا يعلمون) * ما يصيرون إليه من العذاب فيشركون. (30) * (إنك) * خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم * (ميت وإنهم ميتون) * ستموت ويموتون فلا شماتة بالموت، نزلت لما استبطؤوا موته صلى الله عليه وسلم. (31) * (ثم إنكم) * أيها الناس فيما بينكم من المظالم * (يوم القيامة عند ربكم تختصمون) *.

______________________________

= فأوذوا فنزلت (الذين آتيناهم الكتاب) الآية. وأخرج عن قتادة قال كنا نحدث أنها نزلت في أناس من أهل الكتاب كانوا على الحق حتى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فآمنوا، منهم عثمان وعبد الله بن سلام. أسباب نزول الآية 52 قوله تعالى (الذين آتيناهم الكتاب) الآية. سيأتي سبب نزولها في سورة الحديد. (*)

 

[ 611 ]

(32) * (فمن) * أي لا أحد * (أظلم ممن كذب على الله) * بنسبة الشريك والولد إليه * (وكذب بالصدق) * بالقرآن * (إذ جاءه أليس في جهنم مثوى) * مأوى * (للكافرين) * بلى. (33) * (والذي جاء بالصدق) * هو النبي صلى الله عليه وسلم * (وصدق به) * هم المؤمنون فالذي بمعنى الذين * (أولئك هم المتقون) * الشرك. (34) * (لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين) * لانفسهم بايمانهم. (35) * (ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون) * أسوأ وأحسن بمعنى السيئ والحسن. (36) * (أليس الله بكاف عبده) * أي النبي، بلى * (ويخوفونك) * الخطاب له * (بالذين من دونه) * أي الاصنام، أن تقتله أو تخبله * (ومن يظلل الله فما له من هاد) *. (37) * (ومن يهد الله فما له من مظل أليس الله بعزيز) * غالب على أمره * (ذي انتقام) * من أعدائه ؟ بلى. (38) * (ولئن) * لام قسم * (سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون) * تعبدون * (من دون الله) * أي الاصنام * (إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره) * لا * (أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته) * لا، وفي قراءة بالاضافة فيهما * (قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون) * يثق الواثقون. (39) * (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم) * حالتكم * (إني عامل) * على حالتي * (فسوف تعلمون) *. (40) * (من) * موصولة مفعول العلم * (يأتيه عذاب يخزيه ويحل) * ينزل * (عليه عذاب مقيم) * دائم هو عذاب النار، وقد أخزاهم الله ببدر.

______________________________

أسباب نزول الآية 56 قوله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت) الآية. أخرج مسلم وغيره عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمه قل لا إله إلا الله أشهد لك يوم القيامة قال لولا أن تعيرني نساء قريش يقلن إنه حمله على ذلك الجزع لاقررت بها عينك فأنزل الله (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) وأخرج النسائي وابن عساكر في تاريخ دمشق بسند جيد = (*)

 

[ 612 ]

(41) * (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق) * متعلق بأنزل * (فمن اهتدى فلنفسه) * اهتداؤه * (ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل) * فتجبرهم على الهدى. (42) * (الله يتوفى الانفس حين موتها و) * يتوفى * (التي لم تمت في منامها) * أي يتوفاها وقت النوم * (فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى إلى أجل مسمى) * أي وقت موتها والمرسلة نفس التمييز تبقى بدونها نفس الحياة بخلاف العكس * (إن في ذلك) * المذكور * (لآيات) * دلالات. * (لقوم يتفكرون) * فيعلمون أن القادر على ذلك، قادر على البعث، وقريش لم يتفكروا في ذلك. (43) * (أم) * بل * (اتخذوا من دون الله) * أي الاصنام آلهة * (شفعاء) * عند الله بزعمهم * (قل) * لهم * (أ) * يشفعون * (ولو كانوا لا يملكون شيئا) * من الشفاعة وغيرها * (ولا يعقلون) * أنكم تعبدونهم ولا غير ذلك ؟ لا. (44) * (قل لله الشفاعة جميعا) * أي هو مختص بها فلا يشفع أحد إلا بإذنه * (له ملك السماوات والارض ثم إليه ترجعون) *. (45) * (وإذا ذكر الله وحده) * أي دون آلهتهم * (اشمأزت) * نفرت وانقبضت * (قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه) * أي الاصنام * (إذا هم يستبشرون) *. (46) * (قل اللهم) * بمعنى يا ألله * (فاطر السماوات والارض) * مبدعهما * (عالم الغيب والشهادة) * ما غاب وما شوهد * (أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون) *

______________________________

= عن أبي سعيد بن رافع قال سألت ابن عمر عن هذه الآية (إنك لا تهدي من أحببت) أفي أبي جهل وأبي طالب ؟ قال: نعم. أسباب نزول الآية 57 قوله تعالى: (وقالوا إن نتبع الهدى معك) الآية. أخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس أن أناسا من قريش قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إن نتبعك تخطفنا الناس فنزلت وأخرج النسائي عن ابن عباس أن الحارث بن عامر بن نوفل هو الذي قال ذلك. أسباب نزول الآية 61 قوله تعالى (أفمن وعدناه) الآية. أخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله (أفمن وعدناه) الآية قال: = (*)

 

[ 613 ]

من أمر الدين اهدني لما اختلفوا فيه من الحق. (47) * (ولو أن للذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة وبدا) * ظهر * (لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) * يظنون. (48) * (وبدا لهم سيئات ما كسبوا وحاق) * نزل * (بهم ما كانوا به يستهزءون) * أي العذاب. (49) * (فإذا مس الانسان) * الجنس * (ضر دعانا ثم إذا خولناه) * أعطيناه * (نعمة) * إنعاما * (منا قال إنما أوتيته على علم) * من الله بأني له أهل * (بل هي) * أي القولة * (فتنة) * بلية يبتلى بها العبد * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن التخويل استدراج وامتحان. (50) * (قد قالها الذين من قبلهم) * من الامم كقارون وقومه الراضين بها * (فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون) *. (51) * (فأصابهم سيئات ما كسبوا) * أي جزاؤها * (والذين ظلموا من هؤلاء) * أي قريش * (سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين) * بفائتين عذابنا فقحطوا سبع سنين ثم وسع عليهم. (52) * (أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق) * يوسعه * (لمن يشاء) * امتحانا * (ويقدر) * يضيقه لمن يشاء ابتلاء * (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) * به.

______________________________

= نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وفي أبي جهل ابن هشام وأخرج من وجه آخر عنه أنها نزلت في حمزة وأبي جهل. أسباب نزول الآية 85 قوله تعالى (إن الذي فرض عليك القرآن) الآية. أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة فأنزل الله (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد). (سورة العنكبوت) أسباب نزول الآية 1 أخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي في قوله تعالى (الم أحسب الناس أن يتركوا) الآية، قال أنزلت في أناس = (*)

 

[ 614 ]

(53) * (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا) * بكسر النون وفتحها، وقرئ بضمها تيأسوا * (من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا) * لمن تاب من الشرك * (إنه هو الغفور الرحيم) *. (54) * (وأنيبوا) * ارجعوا * (إلى ربكم وأسلموا) * أخلصوا العمل * (له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) * بمنعه إن لم تتوبوا. (55) * (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) * هو القرآن * (من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون) * قبل إتيانه بوقته. (56) فبادروا قبل * (أن تقول نفس يا حسرتى) * أصله يا حسرتي، أي ندامتي * (على ما فرطت في جنب الله) * أي طاعته * (وإن) * مخففة من الثقيلة، أي وإني * (كنت لمن الساخرين) * بدينه وكتابه. (57) * (أو تقول لو أن الله هداني) * بالطاعة فاهتديت * (لكنت من المتقين) * عذابه. (58) * (أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة) * رجعة إلى الدنيا * (فأكون من المحسنين) * المؤمنين، فيقال له من قبل الله: (59) * (بلى قد جاءتك آياتي) * القرآن وهو سبب الهداية * (فكذبت بها واستكبرت) * تكبرت عن الايمان بها * (وكنت من الكافرين) *. (60) * (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله) * بنسبة الشريك والولد إليه * (وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى) * مأوى * (للمتكبرين) * عن الايمان ؟ بلى.

______________________________

= كانوا بمكة قد أقروا بالاسلام فكتب إليهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة أنه لا يقبل منكم حتى تهاجروا فخرجوا عامدين إلى المدينة فتبعهم المشركون فردوهم فنزلت هذه الآية فكتبوا إليهم أنه قد نزل فيكم كذا وكذا، فقالوا نخرج فإن اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتبعهم المشركون فقاتلوهم فمنهم من قتل ومنهم من نجا فأنزل الله فيهم (ثم إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا) الآية. وأخرج عن قتادة قال أنزلت (الم أحسب الناس) في أناس من أهل مكة خرجوا يريدون النبي صلى الله عليه وسلم فعرض لهم المشركون فرجعوا فكتب = (*)

 

[ 615 ]

(61) * (وينجي الله) * من جهنم * (الذين اتقوا) * الشرك * (بمفازتهم) * أي بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه * (لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون) *. (62) * (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * متصرف فيه كيف يشاء. (63) * (له مقاليد السماوات والارض) * أي مفاتيح خزائنهما من المطر والنبات وغيرهما * (والذين كفروا بآيات الله) * القرآن * (أولئك هم الخاسرين) * متصل بقوله: (وينجي الله الذين اتقوا).. الخ وما بينهما اعتراض. (64) * (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) * غير منصوب بأعبد المعمول لتأمروني بتقدير أن بنون واحدة وبنونين بإدغام وفك. (65) * (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك) * والله * (لئن أشركت) * يا محمد فرضا * (ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) *. (66) * (بل الله) * وحده * (فاعبد وكن من الشاكرين) * إنعامه عليك. (67) * (وما قدروا الله حق قدره) * ما عرفوه حق معرفته، أو ما عظموه حق عظمته حين أشركوا به غيره * (والارض جميعا) * حال: أي السبع * (قبضته) * أي مقبوضة له: أي في ملكه وتصرفه * (يوم القيامة والسماوات مطويات) * مجموعات * (بيمينه) * بقدرته * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * معه. (68) * (ونفخ في الصور) * النفخة الاولى * (فصعق) * مات * (من في السماوات ومن في الارض إلا من شاء الله) * من الحور والولدان وغيرهما * (ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم) * أي جميع الخلائق الموتى * (قيام ينظرون) * ينتظرون ما يفعل بهم.

______________________________

= إليهم أخوانهم بما نزل فيهم فخرجوا فقتل من قتل وخلص من خلص فنزل القرآن (والذين هاجروا فينا لنهدينهم سبلنا) الآية. وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال نزلت في عمار بن ياسر إذ كان يعذب في الله (أحسب الناس) الآية. أسباب نزول الآية 8 قوله تعالى (وإن جاهداك) الآية أخرج مسلم والترمذي وغيرهما عن سعد بن أبي وقاص قال قالت = (*)

 

[ 616 ]

(69) * (وأشرقت الارض) * أضاءت * (بنور ربها) * حين يتجلى الله لفصل القضاء * (ووضع الكتاب) * كتاب الاعمال للحساب * (وجئ بالنبيين والشهداء) * أي بمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته يشهدون للرسل بالبلاغ * (وقضي بينهم بالحق) * أي العدل * (وهم لا يظلمون) * شيئا. (70) * (ووفيت كل نفس ما عملت) * أي جزاءه * (وهو أعلم) * عالم * (بما يفعلون) * فلا يحتاج إلى شاهد. (71) * (وسيق الذين كفروا) * بعنف * (إلى جهنم زمرا) * جماعات متفرقة * (حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها) * جواب إذا * (وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم) * القرآن وغيره * (وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب) * أي: (لاملان جهنم) الآية * (على الكافرين) *. (72) * (قيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها) * مقدرين الخلود * (فبئس مثوى) * مأوى * (المتكبرين) * جهنم. (73) * (وسيق الذين اتقوا ربهم) * بلطف * (إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها) * الواو فيه للحال بتقدير قد * (وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم) * حال * (فادخلوها خالدين) * مقدرين الخلود فيها، وجواب إذا مقدر، أي دخولها وسوقهم وفتح الابواب قبل مجيئهم تكرمة لهم، وسوق الكفار وفتح أبواب جهنم عند مجيئهم ليبقى حرها إليهم إهانة لهم.

______________________________

= أم سعد أليس قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر، فنزلت (ووصينا الانسان بوالديه حسنا وإن جاهداك لتشرك بي) الآية. أسباب نزول الآية 10 قوله تعالى (ومن الناس من يقول آمنا بالله) الآية. تقدم سبب نزولها في سورة النساء. أسباب نزول الآية 51 قوله تعالى (أولم يكفهم) الآية. أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارمي في مسنده من طرق عمرو بن دينار عن يحيى بن جعدة قال جاء أناس من المسلمين بكتب قد كتبوا فيها بعض ما سمعوه من اليهود فقال النبي صلى الله عليه وسلم كفى بقوم ضلالة أن يرغبوا عما جاء به نبيهم إليهم إلى ما جاء به غيره إلى غيرهم، فنزلت (أولم يكفههم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم). (*)

 

[ 617 ]

(74) * (وقالوا) * عطف على دخولها المقدر * (الحمد لله الذي صدقنا وعده) * بالجنة * (وأورثنا الارض) * أي أرض الجنة * (نتبوأ) * ننزل * (من الجنة حيث نشاء) * لانها كلها لا يختار فيها مكان على مكان * (فنعم أجر العاملين) * الجنة. (75) * (وترى الملائكة حافين) * حال * (من حول العرش) * من كل جانب منه * (يسبحون) * حال من ضمير حافين * (بحمد ربهم) * ملابسين للحمد: أي يقولون: سبحان الله وبحمده * (وقضي بينهم) * بين جميع الخلائق * (بالحق) * أي العدل فيدخل المؤمنون الجنة، والكافرون النار * (وقيل الحمد لله رب العالمين) * ختم استقرار الفريقين بالحمد من الملائكة.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402103

  • التاريخ : 19/04/2024 - 12:41

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net