00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة مريم  

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الجلالين   ||   تأليف : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

[ سورة مريم ]

 [ مكية إلا سجدتها فمدنية أو إلا فخلف من بعدهم خلف الآيتين فمدنيتان وهي ثمان أو تسع وتسعون آية نزلت بعد فاطر ] بسم الله الرحمن الرحيم (1) * (كهيعص) * الله أعلم بمراده بذلك. (2) * هذا (ذكر رحمت ربك عبده) * مفعول رحمة * (زكريا) * بيان له. (3) * (إذ) * متعلق برحمة * (نادى ربه نداء) * مشتملا على دعاء * (خفيا) * سرا جوف الليل لانه أسرع للاجابة. (4) * (قال رب إني وهن) * ضعف * (العظم) * جميعه * (مني واشتعل الرأس) * مني * (شيبا) * تمييز محول عن الفاعل أي: انتشر الشيب في شعره كما ينتشر شعاع النار في الحطب وإني أريد أن أدعوك * (ولم أكن بدعائك) * أي: بدعائي إياك * (رب شقيا) * أي: خائبا فيما مضى فلا تخيبني فيما يأتي. (5) * (وإني خفت الموالي) * أي الذين يلوني في النسب كبني العم * (من ورائي) * أي بعد موتي على الدين أن يضيعوه كما شاهدته في بني إسرائيل من تبديل الدين * (وكانت امرأتي عاقرا) * لا تلد * (فهب لي من لدنك) * من عندك * (وليا) * إبنا. (6) * (يرثني) * بالجزم جواب الامر وبالرفع صفة وليا * (ويرث) * بالوجهين * (من آل يعقوب) * جدي العلم والنبوة * (واجعله رب رضيا) * أي: مرضيا عندك. قال تعالى في إجابة طلبه الابن الحاصل به رحمته: (7) * (يا زكريا إنا نبشرك بغلام) * يرث كما سألت * (اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا) * أي: مسمى بيحيى.

______________________________

= إذهب فاطرحه في القبض فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سلبي فما جاوزت إلا يسيرا حتى نزلت سورة الانفال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذهب فخذ سيفك وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن سعد قال: لما كان يوم بدر جئت بسيف فقلت يا رسول الله: إن الله قد شفى صدري من المشركين هب لي هذا السيف فقال: هذا ليس لي ولا لك فقلت: عسى أن يعطي هذا من = (*)

 

[ 397 ]

(8) * (قال رب أنى) * كيف * (يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا) * من عتا: يبس، أي نهاية السن مائة وعشرين سنة وبلغت امرأته ثمانية وتسعين سنة وأصل عتي: عتو وكسرت التاء تخفيفا وقلبت الواو الاولى ياء لمناسبة الكسرة والثانية ياء لتدغم فيها الياء (9) * (قال) * الامر * (كذلك) * من خلق غلام منكما * (قال ربك هو علي هين) * أي: بأن أرد عليك قوة الجماع وأفتق رحم امرأتك للعلوق * (وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا) * قبل خلقك ولاظهار الله هذه القدرة العظيمة ألهمه السؤال ليجاب بما يدل عليها ولما تاقت نفسه إلى سرعة المبشر به: (10) * (قال رب اجعل لي آية) * أي علامة على حمل امرأتي * (قال آيتك) * عليه * (ألا تكلم الناس) * أي تمتنع من كلامهم بخلاف ذكر الله * (ثلاث ليال) * أي بأيامها كما في آل عمران ثلاثة أيام * (سويا) * حال من فاعل تكلم أي بلا علة. (11) * (فخرج على قومه من المحراب) * أي المسجد وكانوا ينتظرون فتحه ليصلوا فيه بأمره على العادة * (فأوحى) * أشار * (إليهم أن سبحوا) * صلوا * (بكرة وعشيا) * أوائل النهار وأواخره على العادة فعلم بمنعه من كلامهم حملها بيحيى، وبعد ولادته بسنتين قال الله تعالى له: (12) * (يا يحيى خذ الكتاب) * أي: التوراة * (بقوة) * بجد * (وآتيناه الحكم) * النبوة * (صبيا) * ابن ثلاث سنين. (13) * (وحنانا) * رحمة للناس * (من لدنا) * من عندنا * (وزكاة) * صدقة عليهم * (وكان تقيا) * روي أنه لم يعمل خطيئة ولم يهم بها. (14) * (وبرا بوالديه) * أي: محسنا إليهما * (ولم يكن جبارا) * متكبرا * (عصيا) * عاصيا لربه. (15) * (وسلام) * منا * (عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا) * أي: في هذه الايام المخوفة التي يرى ما لم يره قبلها فهو آمن فيها. (16) * (واذكر في الكتاب) * القرآن * (مريم) * أي: خبرها * (إذ) * حين * (انتبذت من أهلها مكانا شرقيا) * أي: اعتزلت في مكان نحو الشرق من الدار.

______________________________

= لا يبلي بلائي فجاءني الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: إنك سألتني وليس لي وإنه قد صار لي وهو لك قال: فنزلت (يسألونك عن الانفال) الآية. وأخرج ابن جرير عن مجاهد: أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمس بعد الاربعة الاخماس فنزلت (يسألونك عن الانفال) الآية. أسباب نزول الآية 5 قوله تعالى: (كما أخرجك) الآية وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي أيوب الانصاري قال: قال = (*)

 

[ 398 ]

(17) * (فاتخذت من دونهم حجابا) * أرسلت سترا تستتر به لتفلي رأسها أو ثيابها أو تغتسل من حيضها * (فأرسلنا إليها روحنا) * جبريل * (فتمثل لها) * بعد لبسها ثيابها * (بشرا سويا) * تام الخلق. (18) * (قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا) * فتنتهي عني بتعوذي. (19) * (قال إنما أنا رسول ربك ليهب لك غلاما زكيا) * بالنبوة. (20) * (قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشرا) * بتزوج * (ولم أك بغيا) * زانية. (21) * (قال) * الامر * (كذلك) * من خلق غلام منك من غير أب * (قال ربك هو علي هين) * أي: بأن ينفخ بأمري جبريل فيك فتحملي به ولكون ما ذكر في معنى العلة عطف عليه * (ولنجعله آية للناس) * على قدرتنا * (ورحمة منا) * لمن آمن به * (وكان) * خلقه * (أمرا مقضيا) * به في علمي فنفخ جبريل في جيب درعها فأحست بالحمل في بطنها مصورا. (22) * (فحملته فانتبذت) * تنحت * (به مكانا قصيا) * بعيدا من أهلها. (23) * (فأجاءها) * جاء بها * (المخاض) * وجع الولادة * (إلى جذع النخلة) * لتعتمد عليه فولدت والحمل والتصوير والولادة في ساعة * (قالت يا) * للتنبيه * (ليتني مت قبل هذا) * الامر * (وكنت نسيا منسيا) * شيئا متروكا لا يعرف ولا يذكر. (24) * (فناداها من تحتها) * أي: جبريل وكان أسفل منها * (ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا) * نهر ماء كان قد انقطع. (25) * (وهزي إليك بجذع النخلة) * كانت يابسة والباء زائدة * (تساقط) * أصله بتاءين قلبت الثانية سينا وأدغمت في السين، وفي قراءة تركها * (عليك رطبا) * تمييز * (جنيا) * صفته. (26) * (فكلي) * من الرطب * (واشربي) * من السري * (وقري) * بالولد تمييز محول من الفاعل أي: لتقر عينك به أي: تسكن فلا تطمح إلى غيره * (فإما) * فيه إدغام نون إن الشرطية في ما الزائدة * (ترين) * حذفت منه لام الفعل وعينه وألقيت حركتها على الراء وكسرت ياء الضمير لالتقاء الساكنين * (من البشر أحدا) *

______________________________

= لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بالمدينة وبلغه أن عير أبي سفيان قد أقبلت: ما ترون فيها لعل الله يغنمناها ويسلمنا فخرجنا فسرنا يوما أو يومين فقال: ما ترون فيهم ؟ فقلنا: يا رسول الله ما لنا طاقة بقتال القوم إنما أخرجنا للعير فقال المقداد: لا تقولوا كما قال قوم موسى " اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " فأنزل الله (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون) =.

 

[ 399 ]

فيسألك عن ولدك * (فقولي إني نذرت للرحمن صوما) * أي إمساكا عن الكلام في شأنه وغيره من الاناسي بدليل * (فلن أكلم اليوم إنسيا) * أي: بعد ذلك. (27) * (فأتت به قومها تحمله) * حال فرأوه * (قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا) * عظيما حيث أتيت بولد من غير أب. (28) * (يا أخت هارون) * هو رجل صالح أي: يا شبيهته في العفة * (ما كان أبوك أمرأ سوء) * أي: زانيا * (وما كانت أمك بغيا) * أي: زانية فمن أين لك هذا الولد. (29) * (فأشارت) * لهم * (إليه) * أن كلموه * (قالوا كيف نكلم من كان) * أي وجد * (في المهد صبيا) *. (30) * (قال إني عبد الله آتاني الكتاب) * أي: الانجيل * (وجعلني نبيا) *. (31) * (وجعلني مباركا أينما كنت) * أي: نفاعا للناس إخبار بما كتب له * (وأوصاني بالصلاة والزكاة) * أمرني بهما * (ما دمت حيا) *. (32) * (وبرا بوالدتي) * منصوب بجعلني مقدار * (ولم يجعلني جبارا) * متعاظما * (شقيا) * عاصيا لربه. (33) * (والسلام) * من الله * (علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا) * يقال فيه ما تقدم في السيد يحيى. قال تعالى (34) * (ذلك عيسى ابن مريم قول الحق) * بالرفع خبر مبتدأ مقدار أي: قول ابن مريم وبالنصب بتقدير قلت، والمعنى القول الحق * (الذي فيه يمترون) * من المرية أي: يشكون وهم النصارى: قالوا إن عيسى ابن الله، كذبوا: (35) * (ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه) * تنزيها له عن ذلك * (إذا قضى أمرا) * أي: أراد أن يحدثه * (فإنما يقول له كن فيكون) * بالرفع بتقدير هو، وبالنصب بتقدير أن ومن ذلك خلق عيسى من غير أب. (36) * (وأن الله ربي وربكم فاعبدوه) * بفتح أن بتقدير اذكر، وبكسرها بتقدير قل بدليل " ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم " * (هذا) * المذكور * (صراط) * طريق * (مستقيم) * مؤد إلى الجنة. (37) * (فاختلف الاحزاب من بينهم) * أي النصارى في عيسى أهو ابن الله أو إله معه أو ثالث ثلاثة * (فويل) * فشدة عذاب

______________________________

= وأخرج ابن جرير عن ابن عباس نحوه. أسباب نزول الآية 9 قوله تعالى (إذ تستغيثون) الآية روى الترمذي عن عمر بن الخطاب قال: نظر نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهو الف وأصحابه ثلثمائة وبضعة عشر رجلا فاستقبل القبلة ثم مد يديه وجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم إن =

 

[ 400 ]

* (للذين كفروا) * بما ذكر وغيره * (من مشهد يوم عظيم) * أي: حضور يوم القيامة وأهواله. (28) * (أسمع بهم وأبصر) * بهم صيغتا تعجب بمعنى ما أسمعهم وما أبصرهم * (يوم يأتوننا) * في الآخرة * (لكن الظالمون) * من إقامة الظاهر مقام المضمر * (اليوم) * أي: في الدنيا * (في ضلال مبين) * أي بين به صموا عن سماع الحق وعموا عن إبصاره أي: إعجب منهم يا مخاطب في سمعهم وإبصارهم في الآخرة بعد أن كانوا في الدنيا صما عميا. (39) * (وأنذرهم) * خوف يا محمد كفار مكة * (يوم الحسرة) * هو يوم القيامة يتحسر فيه المسئ على ترك الاحسان في الدنيا * (إذ قضي الامر) * لهم فيه بالعذاب * (وهم) * في الدنيا * (في غفلة) * عنه * (وهم لا يؤمنون) * به. (40) * (إنا نحن) * تأكيد * (نرث الارض ومن عليها) * من العقلاء وغيرهم بإهلاكهم * (وإلينا يرجعون) * فيه للجزاء. (41) * (واذكر) * لهم * (في الكتاب إبراهيم) * أي: خبره * (إنه كان صديقا) * مبالغا في الصدق * (نبيا) * ويبدل من خبره. (42) * (إذ قال لابيه) * آزر * (يا أبت) * التاء عوض عن ياء الاضافة ولا يجمع بينهما وكان يعبد الاصنام * (لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك) * لا يكفيك * (شيئا) * من نفع أو ضر. (43) * (يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا) * طريقا * (سويا) * مستقيما. (44) * (يا أبت لا تعبد الشيطان) * بطاعتك إياه في عبادة الاصنام * (إن الشيطان كان للرحمن عصيا) * كثير العصيان. (45) * (يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن) * إن لم تتب * (فتكون للشيطان وليا) * ناصرا وقرينا في النار. (46) * (قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم) * فتعيبها * (لئن لم تنته) * عن التعرض لها * (لارجمنك) * بالحجارة أو بالكلام القبيح فاحذرني * (واهجرني مليا) * دهرا طويلا. (47) * (قال سلام عليك) * مني أي لا أصيبك بمكروه * (سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا) *

______________________________

= تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام لا تعبد في الارض فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر فأخذ رداؤه والقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك فأنزل الله (وما رميت) الآية روى الحاكم عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: أقبل أبي بن خلف يوم أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخلوا سبيله فاستقبله =

 

[ 401 ]

من حفي أي بارا فيجيب دعائي وقد أوفى بوعده المذكور في الشعراء " واغفر لابي " وهذا قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما ذكره في براءة. (48) * (وأعتزلكم وما تدعون) * تعبدون * (من دون الله وأدعو) * أعبد * (ربي عسى أ) * ن * (لا أكون بدعاء ربي) * بعبادته * (شقيا) * كما شقيتم بعبادة الاصنام. (49) * (فلما اعتزلم وما يعبدون من دون الله) * بأن ذهب إلى الارض المقدسة * (وهبنا له) * ابنين يأنس بهما * (إسحاق ويعقوب وكلا) * منهما * (جعلنا نبيا) *. (50) * (ووهبنا لهم) * للثلاثة * (من رحمتنا) * المال والولد * (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) * رفيعا هو الثناء الحسن في جميع أهل الاديان. (51) * (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا) * بكسر اللام وفتحها من أخلص في عبادته وخلصه الله من الدنس * (وكان رسولا نبيا) *. (52) * (وناديناه) * بقول " يا موسى إني أنا الله " * (من جانب الطور) * اسم جبل * (الايمن) * أي الذي يلي يمين موسى حين أقبل من مدين * (وقربناه نجيا) * مناجيا بأن أسمعه الله تعالى كلامه. (53) * (ووهبنا له من رحمتنا) * نعمتنا * (أخاه هارون) * بدل أو عطف بيان * (نبيا) * حال هي المقصودة بالهبة إجابة لسؤاله أن يرسل أخاه معه وكان أسن منه (54) * (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد) * لم يعد شيئا إلا وفى به وانتظر من وعده ثلاثة أيام أو حولا حتى رجع إليه في مكانه * (وكان رسولا) * إلى جرهم * (نبيا) *. (55) * (وكان يأمر أهله) * أي قومه * (بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا) * أصله مرضوو قلبت الواوان ياءين والضمة كسرة. (56) * (واذكر في الكتاب إدريس) * هو جد أبي نوح * (إنه كان صديقا نبيا) *. (57) * (ورفعناه مكانا عليا) * هو حي في السماء الرابعة أو السادسة أو السابعة أو في الجنة أدخلها بعد أن أذيق الموت وأحيي ولم يخرج منها.

______________________________

= مصعب بن عمير ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترقوة أبي من فرجة بين سابغة الدرع والبيضة فطعنه بحربته فسقط عن فرسه ولم يخرج من طعنته دم، فكسر ضلعا من أضلاعه فأتاه أصحابه وهو يخور خوار الثور فقالوا له ما أعجزك إنما هو خدش فذكر لهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتل أبيا ثم قال والذي نفسي بيده لو كان هذا بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون فمات أبي قبل أن يقدم = (*)

 

[ 402 ]

(58) * (أولئك) * مبتدأ * (الذين أنعم الله عليهم) * صفة له * (من النبيين) * بيان له وهو في معنى الصفة وما بعده إلى جملة الشرط صفة للنبيين فقوله * (من ذرية آدم) * أي إدريس * (وممن حملنا مع نوح) * في السفينة أي إبراهيم ابن ابنه سام * (ومن ذرية إبراهيم) * أي إسماعيل وإسحاق ويعقوب * (و) * من ذرية * (إسرائيل) * هو يعقوب أي موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى * (وممن هدينا واجتبينا) * أي من جملتهم وخبر أولئك * (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) * جمع ساجد وباك أي فكونوا مثلهم وأصل بكي بكوي قلبت الواو ياء والضمة كسرة. (59) * (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة) * بتركها كاليهود والنصارى * (واتبعوا الشهوات) * من المعاصي * (فسوف يلقون غيا) * هو واد في جهنم، أي يقعون فيه. (60) * (إلا) * لكن * (من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون) * ينقصون * (شيئا) * من ثوابهم. (61) * (جنات عدن) * إقامة، بدل من الجنة * (التي وعد الرحمن عباده بالغيب) * أي غائبين عنها * (إنه كان وعده) * أي موعوده * (مأتيا) * بمعنى آتيا وأصله مأتوي أو موعوده هنا الجنة يأتيه أهله. (62) * (لا يسمعون فيها لغوا) * من الكلام * (إلا) * لكن يسمعون * (سلاما) * من الملائكة عليهم أو من بعضهم على بعض * (ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا) * أي على قدرهما في الدنيا، وليس في الجنة نهار ولا ليل بل ضوء ونور أبدا. (63) * (تلك الجنة التي نورث) * نعطي وننزل * (من عبادنا من كان تقيا) * بطاعته، ونزل لما تأخر الوحي أياما وقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ (64) * (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا) * أي أمامنا من أمور الآخرة * (وما خلفنا) * من أمور الدنيا * (وما بين ذلك) * أي: ما يكون في هذا الوقت إلى قيام الساعة أي له علم ذلك جميعه * (وما كان ربك نسيا) * بمعنى ناسيا أي: تاركا لك بتأخير الوحي عنك.

______________________________

= مكة فأنزل الله (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) الآية، صحيح الاسناد لكنه غريب وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر دعا بقوس فرمى الحصن فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق وهو في فراشه فأنزل الله (وما رميت إذ رميت) الآية مرسل جيد الاسناد لكنه غريب والمشهور أنها نزلت في رميه يوم بدر بالقبضة من الحصباء روى ابن = (*)

 

[ 403 ]

(65) هو * (رب) * مالك * (السماوات والارض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته) * أي: اصبر عليها * (هل تعلم له سميا) * مسمى بذلك ؟ لا. (66) * (ويقول الانسان) * المنكر للبعث أبي بن خلف أو الوليد بن المغيرة النازل فيه الآية * (أئذا) * بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها وإدخال ألف بينها بوجهيها وبين الاخرى * (ما مت لسوف أخرج حيا) * من القبر كما يقول محمد، فالاستفهام بمعنى النفي أي: لا أحيا بعد الموت وما زائدة للتأكيد وكذا اللام ورد عليه بقوله تعالى: (67) * (أولا يذكر الانسان) * أصله يتذكر أبدلت التاء ذالا وأدغمت في الذال وفي قراءة تركها وسكون الذال وضم الكاف * (أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) * فيستدل بالابتداء على الاعادة. (68) * (فوربك لنحشرنهم) * أي المنكرين للبعث * (والشياطين) * أي نجمع كلا منهم وشيطانه في سلسلة * (ثم لنحضرنهم حول جهنم) * من خارجها * (جثيا) * على الركب جمع جاث وأصله جثوو أو جثوي من جثا يجثو أو يجثي لغتان. (69) * (ثم لننزعن من كل شيعة) * فرقة منهم * (أيهم أشد على الرحمن عتيا) * جراءة. (70) * (ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها) * أحق بجهنم الاشد وغيره منهم * (صليا) * دخولا واحتراقا فنبدأ بهم وأصله صلوي من صلي بكسر اللام وفتحها. (71) * (وإن) * أي ما * (منكم) * أحد * (إلا واردها) * أي داخل جهنم * (كان على ربك حتما مقضيا) * حتمه وقضى به لا يتركه. (72) * (ثم ننجي) * مشددا ومخففا * (الذين اتقوا) * الشرك والكفر منها * (ونذر الظالمين) * بالشرك والكفر * (فيها جثيا) * على الركب. (73) * (وإذا تتلى عليهم) * أي المؤمنين والكافرين * (آياتنا) * من القرآن * (بينات) * واضحات حال * (قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين) * نحن وأنتم * (خير مقاما) * منزلا ومسكنا بالفتح من قام وبالضم من أقام * (وأحسن نديا) * بمعنى النادي وهو مجتمع القوم يتحدثون فيه، يعنون نحن فنكون خيرا منكم قال تعالى

______________________________

= جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن حكيم بن حزام قال لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى الارض كأنه صوت حصباء وقعت في طست ورمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك الحصباء فانهزمنا فذلك قوله (وما رميت إذ رميت) الآية وأخرج أبو الشيخ نحوه عن جابر وابن عباس ولابن جرير من وجه آخر مرسلا نحوه. (*)

 

[ 404 ]

(74) * (وكم) * أي كثيرا * (أهلكنا قبلهم من قرن) * أي أمة من الامم الماضية * (هم أحسن أثاثا) * مالا ومتاعا * (ورءيا) * منظرا من الرؤية فكما أهلكناهم لكفرهم نهلك هؤلاء. (75) * (قل من كان في الضلالة) * شرط جوابه * (فيمدد) * بمعنى الخبر أي يمد * (له الرحمن مدا) * في الدنيا يستدرجه * (حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب) * كالقتل والاسر * (وإما الساعة) * المشتملة على جهنم فيدخلونها * (فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا) * أعوانا أهم أم المؤمنون وجندهم الشياطين وجند المؤمنين عليهم الملائكة. (76) * (ويزيد الله الذين اهتدوا) * بالايمان * (هدى) * بما ينزل عليهم من الآيات * (والباقيات الصالحات) * هي الطاعة تبقى لصاحبها * (خير عند ربك ثوابا وخير مردا) * أي ما يرد إليه ويرجع بخلاف أعمال الكفار والخيرية هنا في مقابلة قولهم أي الفريقين خير مقاما. (77) * (أفرأيت الذي كفر بآياتنا) * العاصي بن وائل * (وقال) * لخباب بن الارث القائل له تبعث بعد الموت والمطالب له بمال * (لاوتين) * على تقدير البعث * (مالا وولدا) * فأقضيك. قال تعالى: (78) * (أطلع الغيب) * أي أعلمه وأن يؤتى ما قاله واستغنى بهمزة الاستفهام عن همزة الوصل فحذفت * (أم اتخذ عند الرحمن عهدا) * بأن يؤتى ما قاله. (79) * (كلا) * أي لا يؤتى ذلك * (سنكتب) * نأمر بكتب * (ما يقول ونمد له من العذاب مدا) * نزيده بذلك عذابا فوق عذاب كفره. (80) * (ونرثه ما يقول) * من المال والولد * (ويأتينا) * يوم القيامة * (فردا) * لا مال له ولا ولد. (81) * (واتخذوا) * أي الكفار مكة * (من دون الله) * الاوثان * (آلهة) * يعبدونهم * (ليكونوا لهم عزا) * شفعاء عند الله بأن لا يعذبوا. (82) * (كلا) * أي لا مانع من عذابهم * (سيكفرون) * أي الآلهة * (بعبادتهم) * أي ينفونها كما في آية أخرى " ما كانوا إيانا يعبدون " * (ويكونون عليهم ضدا) * أعوانا وأعداء. (83) * (ألم تر أنا أرسلنا الشياطين) * سلطانهم * (على الكافرين تؤزهم) * تهيجهم إلى المعاصي * (أزا) *. (84) * (فلا تعجل عليهم) * بطلب العذاب

______________________________

أسباب نزول الآية 19 قوله تعالى (إن تستفتحوا) الآية روى الحاكم عن عبد الله بن ثعلبة بن صغير قال كان المستفتح أبا جهل فإنه قال حين التقى القوم اللهم أينا كان أقطع للرحم وأتى بما لا يعرف فأحنه الغداة وكان ذلك استفتاحا فأنزل الله (إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح) إلى قوله (وإن الله مع المؤمنين) أخرج ابن أبي حاتم عن عطية قال: قال أبو جهل اللهم انصر أعز = (*)

 

[ 405 ]

* (إنما نعد لهم) * الايام والليالي أو الانفاس * (عدا) * إلى وقت عذابهم. (85) اذكر * (يوم نحشر المتقين) * بإيمانهم * (إلى الرحمن وفدا) * جمع وافد بمعنى: راكب. (86) * (ونسوق المجرمين) * بكفرهم * (إلى جهنم وردا) * جمع وارد بمعنى ماش عطشان. (87) * (لا يملكون) * أي الناس * (الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) * أي شهادة أن لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. (88) * (وقالوا) * أي اليهود والنصارى ومن زعم أن الملائكة بنات الله * (اتخذ الرحمن ولدا) * قال تعالى لهم: (89) * (لقد جئتم شيئا إدا) * أي منكرا عظيما. (90) * (تكاد) * بالتاء والياء * (السماوات يتفطرن) * بالتاء وتشديد الطاء بالانشقاق وفي قراءة بالنون * (منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا) * أي تنطبق عليهم من أجل: (91) * (أن دعوا للرحمن ولدا) * قال تعالى: (92) * (وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولدا) * أي ما يليق به ذلك. (93) * (إن) * أي ما * (كل من في السماوات والارض إلا آتي الرحمن عبدا) * ذليلا خاضعا يوم القيامة منهم عزير وعيسى. (94) * (لقد أحصاهم وعدهم عدا) * فلا يخفى عليه مبلغ جميعهم ولا واحد منهم. (95) * (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا) * بلا مال ولا نصير يمنعه. (96) * (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * فيما بينهم يتوادون ويتحابون ويحبهم الله تعالى. (97) * (فإنما يسرناه) * أي القرآن * (بلسانك) * العربي * (لتبشر به المتقين) * الفائزين بالايمان * (وتنذر) * تخوف * (به قوما لدا) * جمع ألد أي جدل بالباطل وهم كفار مكة. (98) * (وكم) * أي كثيرا * (أهلكنا قبلهم من قرن) * أي أمة من الامم الماضية بتكذيبهم الرسل * (هل تحس) * تجد * (منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا) * صوتا حفيا ؟ لا، فكما أهلكنا أولئك نهلك هؤلاء.

______________________________

= الفئتين وأكرم الفرقتين فنزلت. أسباب نزول الآية 27 قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله) الآية، روى سعيد بن منصور وغيره عن عبد الله بن أبي قتادة قال نزلت هذه الآية (لا تخونوا الله والرسول) في أبي لبابة بن عبد المنذر سأله بنو قريظة يوم قريظة ما هذا الامر ؟ فأشار = (*)

 

[ 406 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 22215781

  • التاريخ : 3/02/2025 - 22:04

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net