" 95 " "
سورة التين "
قال الله تبارك وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم والتين والزيتون (1) وطور سينين (2) وهذا البلد الامين (3) لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم (4) ثم رددناه أسفل سافلين (5) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون (6) فما يكذبك بعد بالدين (7) أليس الله بأحكم الحاكمين (8) 1 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا محمد بن همام، عن عبد الله بن العلاء، عن محمد بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمان الاصم، عن البطل عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قوله عزوجل (والتين والزيتون) " التين " الحسن، " والزيتون " الحسين، صلوات الله عليهما (1). 2 - وقال أيضا: حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس عن (2) يحيى الحلبي، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (والتين والزيتون وطور سينين). قال " التين والزيتون " الحسن والحسين، " وطور سينين " علي بن أبي طالب عليهم السلام. قلت: (3) قوله (فما يكذبك بعد بالدين) ؟ قال " الدين " ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (4). 3 - ويؤيده: ما رواه علي بن إبراهيم (رحمه الله) في تفسيره، عن يحيى الحلبي
___________________________
(1) عنه البحار: 24 / 105 ح 13 والبرهان: 4 / 477 ح 2.
(2) في نسختي " أ، م " بن، وهو تصحيف، ويدل عليه ما في ح 3.
(3) من البحار، وفي الاصل: قال.
(4) عنه البحار: 24 / 105 ح 14 والبرهان: 4 / 477 ح 3.
[ 814 ]
عن عبد الله بن مسكان (1) عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (والتين والزيتون وطور سينين). قال " التين والزيتون " الحسن والحسين، " وطور سينين " علي عليه السلام. وقوله (فما يكذبك بعد بالدين) قال: الدين أمير المؤمنين عليه السلام (2). وأحسن ما قيل في هذا التأويل: 4 - ما رواه محمد بن العباس (رحمه الله) (، عن محمد بن القاسم،) (3) عن محمد ابن زيد، عن إبراهيم بن محمد بن سعيد (4) عن محمد بن الفضيل قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: أخبرني عن قول الله عزوجل (والتين والزيتون) إلى آخر السورة. فقال " التين والزيتون " الحسن والحسين. قلت (وطور سينين) قال: ليس هو طور سينين، ولكنه طور سيناء. قال: فقلت: وطور سيناء. فقال: نعم، هو أمير المؤمنين. قلت (وهذا البلد الامين) قال: هو رسول الله صلى الله عليه وآله أمن الناس به من النار إذا أطاعوه. قلت (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم). قال: ذاك أبو فصيل حين أخذ الله الميثاق له بالربوبية، ولمحمد بالنبوة ولاوصيائه بالولاية فأقر، وقال: نعم، ألا ترى أنه قال " ثم رددناه أسفل سافلين " يعني الدرك الاسفل حين نكص وفعل بآل محمد ما فعل. قال: قلت (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات - قال: والله هو أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته - فلهم أجر غير ممنون).
___________________________
(1) في نسخة " ب " سنان، وفي الاصل والبرهان " باسناده عن أبي الربيع الشامي " ولكن بما أن ابن مسكان وابن سنان هما من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام فيمكن أن يرويا عن أبي الربيع لاتحاد طبقتهما.
(2) عنه البرهان: 4 / 477 ح 5، ولم نعثر على هذا النص في تفسير القمى المطبوع.
(3) ليس في نسخة " ج ".
(4) في نسخ " أ، ب، م " والبحار: سعد، ولم نعثر عليه في الرجال.
[ 815 ]
قال: قلت (فما يكذبك بعد بالدين) قال: مهلا مهلا، لا تقل هكذا، هذا هو الكفر بالله، لا والله ما كذب رسول الله بالله طرفة عين. قال: قلت: فكيف هي ؟ قال " فمن (1) يكذبك بعد بالدين " والدين أمير المؤمنين عليه السلام " أليس الله بأحكم الحاكمين " ؟ ! (2). توجيه معنى هذا التأويل: أما قوله " والتين والزيتون " الحسن والحسين عليهما السلام إنما كنى بهما عنهما لان التين فاكهة خالصة من شوائب التنغيص، ولانه سبحانه جعل الواحدة على مقدار اللقمة، وفي ذلك نعم جم على عباده. 5 - وروي عن أبي ذر (رضي الله عنه) أنه قال في التين: لو قلت أن فاكهة نزلت من الجنة لقلت: هذه (هي) (3) لان فاكهة الجنة بلا عجم، فكلوها فانها تنفع البواسير (4). وأما الزيتون: وهو الذي يخرج منه الزيت قال الله تعالى (يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور) (5) وفيه منافع كثيرة في الدنيا. وأما الحسن والحسين عليهما السلام فمنافعهما لا تحصى كثرة في الدين والدنيا، والامر في ذلك واضح لا يحتاج إلى بيان. وأما قوله " وطور سينين " وهو الجبل الذي أقسم الله سبحانه به، وكلم عليه
___________________________
(1) في نسخة " ب، ج، م " أفمن.
(2) عنه البحار: 24 / 105 ح 15 والبرهان: 4 / 477 ح 4.
(3) ليس في نسخة " ج ".
(4) مجمع البيان: 10 / 510، وفيه " تقطع البواسير وتنفع من النقرس " وعنه نور الثقلين: 5 / 607 ح 8، وأخرجه في البحار: 66 / 186 ح 5 عن الفردوس.
(5) سورة النور: 35.
[ 816 ]
موسى عليه السلام، وسينين وسيناء معناهما واحد: وهو المبارك، أي الجبل المبارك، وكني به عن أمير المؤمنين مجازا، أي صاحب طور سينين، وإنما كان صاحبه لان الله سبحانه عرف موسى عليه السلام فضل أمير المؤمنين عليه السلام وفضل شيعته كما تقدم بيانه في قوله تعالى (وما كنت بجانب الغربي) (1). وأما قوله " والبلد الامين " وهو مكة شرفها الله لقوله تعالى (أولم يروا أنا جعلنا حرماءامنا) (2) أي وصاحب البلد الامين وهو رسول الله. صلى الله عليه وآله صلاة بازاء فضله وإفضاله وغامر إحسانه ووافر نواله.
|