" 81 "
" سورة التكوير " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "
منها: قوله تعالى: وإذا الموؤدة سئلت (8) بأي ذنب قتلت (9) 1 - قال أبو علي الطبرسي (رحمه الله): روي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام " وإذا المودة سئلت بأي ذنب قتلت " بفتح الميم والواو (4) والدال. وكذلك عن ابن عباس وهي المودة في القربى، وإن قاطعها يسأل بأي
___________________________
(1) عنه البرهان: 4 / 428 ح 2 وذيله في البحار: 53 / 99 ذح 119 عنه وعن تفسير القمى: 712.
(2) تفسير القمى: 712، وعنه البحار: 53 / 99 ح 119 والبرهان: 4 / 428.
(3) سورة الاعراف: 50.
(4) في البرهان وتفسير روح المعاني: بفتح الميم والواو. وفي مجمع البيان: وأما من قرأ المودة بفتح الميم والواو فالمراد بذلك الرحم والقرابة وعن أبي جعفر " ع " قال: يعني قرابة رسول الله " ص ". ولا يخفى أن الوأد إذا كان مقلوبا من الاود فهو آئد وذاك مؤود مثل مقول، ومعنى الاود: الاثقال أو الامر العظيم، والمقلوبات في كلام العرب كثيرة، فعلى هذا " المأودة " مصدر ميمى تطابق نسخة " ج " حيث رسمت فيها بفتح الميم والواو والدال، راجع " لسان العرب ".
[ 766 ]
ذنب قطعها (1). 2 - وروي عن ابن عباس أنه قال: من قتل في مودتنا وولايتنا (2). ومعنى سؤالها توبيخ قاتلها، فيكون القاتل هنا هو المسؤول على الحقيقة لا المقتولة. 3 - ويؤيده: ما ذكره علي بن إبراهيم (رحمه الله) في تفسيره قال: سألته عن قوله عزوجل (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت) ؟ قال: هي مودتنا، وفينا نزلت (3). 4 - وروي عن سليمان (4) بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي الحسن الازدي، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن ابن عباس أنه قال: هو من قتل مودتنا أهل البيت (5). 5 - وعن منصور بن حازم، عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل (وإذا الموؤدة سئلت باي ذنب قتلت) ؟ قال: هي مودتنا، وفينا نزلت (6). 6 - وقال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن منصور بن حازم عن زيد بن علي عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك قوله عزوجل (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت) قال: هي والله مودتنا، وهي والله فينا خاصة (7). 7 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن إسماعيل
___________________________
(1) مجمع البيان: 10 / 442 وعنه البرهان: 4 / 431 ح 1، وأورده في روح المعاني: 30 / 53 عن مجمع البيان.
(2) مجمع البيان: 10 / 442 وعنه البرهان: 4 / 431 ح 2.
(3) تفسير القمى: 713 وعنه البحار: 23 / 254 ح 1 والبرهان: 4 / 432 ح 8 وفيه: قال " من قتل في مودتنا ".
(4) كذا في البحار والبرهان وهو الصحيح راجع كتب الرجال، وفي الاصل: سلمان.
(5) عنه البحار: 23 / 255 ح 7 والبرهان: 4 / 432 ح 15.
(6) عنه البحار: 23 / 255 ح 8 والبرهان: 4 / 432 ح 16.
(7) عنه البحار: 23 / 254 ح 2 والبرهان: 4 / 432 ح 9.
[ 767 ]
ابن يسار، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن جابر الجعفي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت) ؟ قال: من قتل في مودتنا سئل قاتله عن قتله (1). 8 - وقال أيضا: حدثنا محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد ابن عبد الحميد، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: " وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت " قال: من قتل في مودتنا (2). 9 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن الحسن بن الحسين الانصاري، عن عمرو بن ثابت، عن علي بن القاسم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قوله تعالى (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت) ؟ قال: شيعة آل محمد تسأل " بأي ذنب قتلت " (3). 10 - وعن علي بن جمهور، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: قوله عزوجل (وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت) قال: يعني الحسين عليه السلام (4). معناه أن قاتله يسأل عن مودة الحسين عليه السلام فلا يقبل منه الاعتذار ويؤمر به إلى النار وبئس القرار: 11 - كما روي عن علي بن محمد بن مهرويه، عن داود بن سليمان قال: حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن موسى سأل ربه: إن هارون مات، فاغفر له، فأوحى الله إليه:
___________________________
(1) عنه البحار: 23 / 254 ح 3 والبرهان: 4 / 432 ح 10.
(2) عنه البحار: 23 / 254 ح 4 والبرهان: 4 / 432 ح 11.
(3) عنه البحار: 23 / 255 ح 5 والبرهان: 4 / 432 ح 12.
(4) عنه البحار: 23 / 255 ح 6 والبرهان: 4 / 432 ح 13.
[ 768 ]
يا موسى لو سألتني في الاولين والآخرين لاجبتك، ما خلا قاتل الحسين، فاني أنتقم [ له ] (1) من قاتله (2). 12 - وبه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حرم الله الجنة على من ظلم أهل بيتي و [ على ] (3) قاتلهم و [ على ] (4) المعين عليهم، و [ على ] (5) من سبهم " أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " (6). 13 - وبه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الويل لظالمي أهل بيتي (عذابهم غدا) (7) مع المنافقين في الدرك الاسفل من النار (8). 14 - وروى صاحب عيون الاخبار باسناد يرفعه إلى الصادق عليه السلام قال: إنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن قاتل الحسين عليه السلام في تابوت من نار، عليه نصف عذاب أهل الدنيا [ و ] (9) قد شدت يداه ورجلاه بسلاسل من نار، منكس (10) في النار، حتى (لا) (11) يقع في قعر جهنم [ و ] (12) له ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم من شدة نتنه وهو فيها خالد ذائق العذاب الاليم، مع جميع من شايع على قتله " كلما نضجت جلودهم - بدل الله عزوجل (عليهم) (13) - جلودا غيرها " (14) ليذوقوا العذاب
___________________________
(1) من العيون والبحار.
(2) عيون أخبار الرضا (ع): 2 / 47 وعنه البحار: 13 / 345 ح 30، وفي البحار: 44 / 300 ح 4 عن العيون وصحيفة الرضا (ع): 44، وأورده في فرائد السمطين: 2 / 263 ح 531. 3، 4، 5) من العيون.
(6) عيون أخبار الرضا: 2 / 33 ح 65 وعنه البحار: 27 / 222 ح 10 ونور الثقلين: 1 / 295 ح 196، والاية الاخيرة من سورة آل عمران: 77.
(7) في العيون: كأنى بهم.
(8) أخرجه في البحار: 27 / 205 ح 10 عن العيون: 2 / 46 ح 177.
(9) من العيون.
(10) في المصدر: فيركس.
(11) ليس في نسخة " ج ".
(12) من العيون.
(13) ليس في نسخة " ج ".
(14) اقتباس من سورة النساء: 56.
[ 769 ]
(الاليم) (1) لا يفتر عنهم ساعة، ويسقون من حميم جهنم، فالويل لهم من عذاب الله في النار (2). وقوله تعالى: فلا أقسم بالخنس (15) الجوار الكنس (16) والليل إذا عسعس (17) والصبح إذا تنفس (18) 15 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا عبد الله بن العلا، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عثمان بن أبي شيبة، عن الحسين بن عبد الله الارجاني عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بن نباتة، عن علي عليه السلام قال: سأله ابن الكوا عن قوله عزوجل (فلا أقسم بالخنس) ؟ فقال: إن الله لا يقسم بشئ من خلقه، فأما قوله " الخنس " فانه ذكر قوما خنسوا علم الاوصياء، ودعوا الناس إلى غير مودتهم، ومعنى خنسوا: ستروا. فقال له و (الجوار الكنس) ؟ قال: يعني الملائكة جرت بالعلم (3) إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فكنسه عنه الاوصياء من أهل بيته، لا يعلمه أحد غيرهم، ومعنى كنسه: رفعه وتوارى به. فقال (والليل إذا عسعس) ؟ قال: يعني ظلمة الليل، وهذا ضربه الله مثلا لمن ادعى الولاية لنفسه، وعدل عن ولاة الامر. قال: فقوله (والصبح إذا تنفس) ؟ قال: يعني بذلك الاوصياء يقول: إن علمهم أنور وأبين من " الصبح إذا تنفس " (4). 16 - وقال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن إسماعيل بن السمان، عن موسى بن جعفر بن وهب، عن وهب بن شاذان عن الحسن بن الربيع، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثتني أم هاني قالت: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (فلا أقسم بالخنس الجوار الكنس) ؟
___________________________
(1) ليس في نسخة " ج ".
(2) عيون أخبار الرضا (ع): 2 / 46 ح 178 وعنه البحار: 44 / 300 ح 3 وعن صحيفة الرضا (ع): 23، وأورده في فرائد السمطين: 2 / 264 باسناده إلى على (ع).
(3) في نسخة " م " بالقلم.
(4) عنه البحار: 24 / 77 ح 17 والبرهان: 4 / 433 ح 4.
[ 770 ]
فقال: يا أم هاني إمام يخنس نفسه سنة ستين ومائتين، ثم يظهر كالشهاب الثاقب في الليلة الظلماء، فإن أدركت زمانه قرت عينك يا أم هاني (1). وقوله تعالى: إنه لقول رسول كريم (19) ذي قوة عند ذي العرش مكين (20) مطاع ثم أمين (21) 17 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا علي بن العباس، عن حسين بن محمد، عن أحمد بن الحسين، عن سعيد بن خثيم (2) عن مقاتل، عمن حدثه، عن ابن عباس في قوله عزوجل (إنه لقول رسول كريم ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع ثم أمين) قال: يعني رسول الله (3) صلى الله عليه وآله " ذي قوة عند ذي العرش مكين مطاع " عند رضوان خازن الجنة، وعند مالك خازن النار " ثم أمين " فيما استودعه الله إلى خلقه وأخوه علي أمير المؤمنين أمين (أيضا) (4) فيما استودعه محمد صلى الله عليه وآله إلى أمته (5)
|