00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة الرحمن 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 2   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

" 55 "

" سورة الرحمن " " وما فيها من الآيات في الائمة الهداة "

 منها: قوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن (1) علم القرآن (2) خلق الانسان (3) علمه البيان (4) 1 - قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا الحسن بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سورة الرحمن نزلت فينا من أولها إلى آخرها (2) 2 - وأما تأويله: رواه أيضا عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي

___________________________

(1) عنه البرهان: 4 / 262 وفي البحار: 36 / 64 ح 3 عنه وعن كشف الغمة: 1 / 321 عن الحافظ ابن مردويه، عن جابر ن عبد الله، وأخرجه في البحار: 39 / 218 ح 11 عن تفسير فرات: 175 وفي ج 27 / 129 ح 120 عن المحتضر: 97.

 (2) عنه البحار: 36 / 164 ح 135 والبرهان: 4 / 264 ح 1.

 

[ 631 ]

الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل (الرحمن علم القرآن) ؟ قال: الله علم القرآن. قلت: فقوله (خلق الانسان علمه البيان) ؟ قال: ذاك أمير المؤمنين علمه الله سبحانه بيان كل شئ يحتاج إليه الناس (1). 3 - ويؤيد هذا التأويل: ما رواه صاحب كتاب الاحتجاج بإسناده إلى عبد الله بن جعفر الحميري ذكر حديثا مسندا يرفعه إلى حماد اللحام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن والله نعلم ما في السماوات والارض، وما في الجنة وما في النار، وما بين ذلك. قال حماد: فنهنهت (2) إليه النظر. فقال: يا حماد إن ذلك في كتاب الله يقولها ثلاثا، ثم تلا هذه الآية (ويوم نبعث في كل امة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) (3). إنه من كتاب الله الذي فيه تبيان كل شئ (4). فمعنى قوله: إنه من كتاب الله (أي أن الذي نعلمه من كتاب الله) (5) الذي فيه تبيان كل شئ يحتاج الناس إليه. 4 - ويعضده: ما رواه بحذف الاسناد مرفوعا إلى أبي حمزة الثمالي قال: قلت لمولاي علي بن الحسين عليه السلام: اسالك عن شئ تنفي (6) به عني ما خامر نفسي. قال: ذاك إليك، قلت: أسالك عن الأول والثاني فقال: عليهما لعائن الله كلها (7)

___________________________

(1) عنه البحار: 36 / 164 ذح 145 والبرهان: 4 / 264 ح 2.

 (2) في تفسير العياشي والبحار: فبهت، وفي نسخة " م " فنهضت، وفي نسخة " ج " فنهضت (فنهنهت - خ ل -).

 (3) سورة النحل: 89.

 (4) لم نجده في الاحتجاج، نعم رواه العياشي في تفسيره: 2 / 266 ح 57 " عن منصور، عن حماد اللحام " وعنه البحار: 92 / 101 ح 77 والبرهان: 2 / 380 ح 15.

 (5) ليس في نسختي " ج، م ".

 (6) في نسختي " ج، م " أنفى.

 (7) في نسخة " ب " كلاهما.

 

[ 632 ]

مضيا والله مشركين كافرين بالله العظيم. قال: قلت: يا مولاي والائمة منكم يحيون الموتى ويبرؤون الاكمه والابرص ويمشون على الماء ؟ فقال عليه السلام: ما أعطى الله نبيا شيئا إلا أعطى محمدا صلى الله عليه وآله مثله، وأعطاه ما لم يعطهم وما لم يكن عندهم، وكلما كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله فقد أعطاه أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين، ثم إماما بعد إمام إلى يوم القيامة، مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر وفي كل يوم (1). وقوله تعالى: الشمس والقمر بحسبان (5) والنجم والشجر يسجدان (6) والسماء رفعها ووضع الميزان (7) ألا تطغوا في الميزان (8) وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان 5 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا جعفر بن محمد بن مالك، عن الحسن بن علي بن مهران (2) عن سعيد بن عثمان، عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (الشمس والقمر بحسبان) ؟ قال: يا داود سالت عن أمر فاكتف بما يرد عليك، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره، ثم إن الله ضرب ذلك مثلا لمن وثب علينا وهتك حرمتنا وظلمنا حقنا، فقال: هما بحسبان، قال: هما في عذابي. قال: قلت (والنجم والشجر يسجدان) قال: النجم رسول الله، والشجر أمير المؤمنين والائمة عليهم السلام، لم يعصوا الله طرفة عين. قال: قلت: (والسماء رفعها ووضع الميزان). قال: " السماء " رسول الله صلى الله عليه وآله قبضه الله ثم رفعه إليه.

___________________________

(1) عنه البحار: 8 / 224 (طبع الحجر)، وأخرجه في البحار: 27 / 29 ح 1 عن بصائر الدرجات: 269 ح 2 مع اختلاف.

 (2) في نسخ " أ، ج، م " مروان وما أثبتناه هو الصحيح، راجع معجم رجال السيد الخوئى: 5 / 58.

 

[ 633 ]

" ووضع الميزان " والميزان أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه (1) لهم من بعده. قلت (ألا تطغوا في الميزان) قال: لا تطغوا في الامام بالعصيان والخلاف. قلت (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان). قال: أطيعوا الامام بالعدل ولا تبخسوه من حقه (2). معنى قوله: هما " بحسبان " أي هما في عذابي. فالحسبان بالضم لغة العذاب ومنه قوله تعالى (ويرسل عليها حسبانا من السماء) (3) الآية. والضمير في قوله هما، راجع إلى من وثب عليهم وهما الاول والثاني (4). وقوله تعالى: فبأي ألاء ربكما تكذبان (13) 6 - تأويله: بالاسناد المتقدم قال: قوله تعالى (فبأي ألاء ربكما تكذبان) أي بأي نعمتي تكذبان ؟ بمحمد أم بعلي ؟ فبهما (5) أنعمت على العباد (6). 7 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثل ذلك وبمعناه، وفيه قلت " الشمس والقمر بحسبان " قال: هما يعذبان. قلت: الشمس والقمر يعذبان ؟ ! قال: إن سألت عن شئ فاتقنه، إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يجريان بأمره، مطيعان له، ضوءهما من نور عرشه، وحرهما من جهنم، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار حرهما، فلا يكون شمس ولا قمر، وانما عناهما لعنهما الله. أو ليس قد روى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الشمس والقمر نوران

___________________________

(1) في نسخة " ب " نصبه.

 (2) عنه البحار: 24 / 309 ح 12 والبرهان: 4 / 264 ح 3 وقطعة منه في البحار: 8 / 225 (طبع الحجر).

 (3) سورة الكهف: 40.

 (4) في نسخة " ج " الذين خالفاكم بدل " الاول والثانى ".

 (5) في نسختي " ب، م " فيهما.

 (6) عنه البحار: 24 / 59 ح 34 وص 309 ذح 12 والبرهان: 4 / 264 ح 4.

 

[ 634 ]

في النار ؟ قلت: بلى. قال: أو ما سمعت قول الناس فلان وفلان شمسا هذه الامة، وقمرا هذه الامة ؟ قلت: بلى. قال: وهما في النار، والله ما عنى غيرهما. قلت (والنجم والشجر يسجدان) ؟ قال: النجم رسول الله صلى الله عليه وآله وقد سماه في غير هذا الموضع بذلك فقال (وعلامات وبالنجم هم يهتدون) (1) العلامات هم الاوصياء، والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله.. إلى آخر الحديث (2). 8 - الصدوق (قدس سره) في العلل: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن ابراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة أتي بالشمس والقمر بصورة ثورين عقيرين، فيقذفان بهما وبمن يعبدهما في النار، وذلك لانهما عبدا، فرضيا (3). 9 - علي بن إبراهيم (رحمه الله)، عن محمد بن يحيى، محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم (4) عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى (فبأي ألاء ربكما تكذبان " قال: قال الله تعالى: فبأي النعمتين تكفران ؟ برسول الله صلى الله عليه وآله أم بعلي عليه السلام ؟ (5) 10 - ويؤيده: ما رواه محمد بن يعقوب (رحمه الله)، عن الحسين بن محمد

___________________________

(1) سورة النحل: 16.

 (2) تفسير القمى: 658 وعنه البحار: 8 / 225 (طبع الحجر) والبرهان: 4 / 263 ح 3.

 (3) علل الشرائع: 2 / 605 ح 78 وعنه البحار: 7 / 177 ح 12 وج 58 / 159 ح 12 (وفيه: أخرجه من العيون وهو اشتباه)، ونور الثقلين: 3 / 459 ح 171.

 (4) في الاصل محمد بن مسلم.

 (5) تفسير القمى: 659 وعنه البحار: 36 / 173 ح 161 والبرهان: 4 / 264 ح 5 ونور الثقلين: 5 / 189 ح 12، وأثبتنا الاحاديث " 7 - 9 " من نسخة " أ ".

 

[ 635 ]

عن معلى بن محمد (يرفعه إلى جعفر بن محمد عليه السلام) (1) في قوله عزوجل (فبأي ألاء ربكما تكذبان) (قال: (2) فبالنبي أم بالوصي تكذبان ؟ نزلت في سورة الرحمن (3). وقوله تعالى: مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان (20) فبأي ألاء ربكما تكذبان (21) يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان (22) 11 - تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا محمد بن أحمد، عن محفوظ بن بشر، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي عبد الله عليه السلام (4) في قوله عزوجل (مرج البحرين يلتقيان - قال: علي وفاطمة - بينهما بزرخ لا يبغيان) قال: لا يبغي علي على فاطمة، ولا تبغي فاطمة على علي. (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) قال: الحسن والحسين عليهما السلام. [ من رأى مثل هؤلاء الاربعة: علي وفاطمة والحسن والحسين ؟ صلوات الله عليهم لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا كافر، فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت، ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت، فتلقوا في النار ] (5). [ علي بن إبراهيم (رحمه الله)، عن محمد بن عبد الله، عن سعد بن عبد الله عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن يحيى بن سعيد، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله ] (6).

___________________________

(1) في الكافي: رفعه.

 (2) ليس في الكافي وفيه: أبا لنبي.

 (3) الكافي: 1 / 217 ح 2 وعنه البحار: 24 / 9 ذح 36 والبرهان: 4 / 264 ح 6 ونور الثقلين: 5 / 190 ح 13.

 (4) في نسخة " ب " أبي جعفر عليه السلام.

 (5) عنه البحار: 24 / 97 ح 1 والبرهان: 4 / 265 ح 3 وفي ج 37 / 96 ح 63 عنه وعن تفسير فرات: 177، وما بين المعقوفين من البحار: 37 وظاهر نسخة " ب " راجع ح 14.

 (6) تفسير القمى: 659 إلى قوله " والحسين عليه السلام " مع اختلاف وعنه البحار: 37 / 95 ح 61 والبرهان: 4 / 265 ح 1 وفي البحار: 24 / 98 ح 5 عنه وعن الخصال: 65 ح 96 و ما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 

[ 636 ]

12 - وقال أيضا: حدثنا جعفر بن سهل، عن أحمد بن محمد، عن (1) عبد الكريم عن يحيى بن عبد الحميد، عن قيس بن 2) الربيع، عن (أبي) (3) هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري في قوله عزوجل (مرج البحرين يلتقيان) قال: علي وفاطمة قال: لا يبغي هذا على هذه، ولا هذه على هذا. (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) قال: الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين (4). 13 - وقال أيضا: حدثنا علي بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمد، عن محمد ابن الصلت (5) عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله عزوجل (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) قال " مرج البحرين " علي وفاطمة عليهما السلام " بينهما برزخ لا يبغيان " قال: النبي صلى الله عليه وآله. " يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " قال: الحسن والحسين عليهما السلام (6). 14 - وقال أيضا: حدثنا على بن مخلد (7) الدهان، عن أحمد بن سليمان، عن إسحاق بن إبراهيم الاعمش، عن كثير بن هشام، عن كهمش بن الحسن، عن أبي السليل (8) عن أبي ذر (رضي الله عنه) في قوله عزوجل (مرج البحرين يلتقيان - قال: علي وفاطمة عليهما السلام - يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) قال: الحسن والحسين عليهما السلام فمن رأى مثل هؤلاء الاربعة: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ؟ لا يحبهم

___________________________

(1) في نسختي " ج، م " بن.

 (2) في نسختي " أ، م " عن.

 (3) ليس في نسختي " أ، م "، وفي نسخة " أ " مروان بدل " هارون ".

 (4) عنه البحار: 24 / 97. ح 2 والبرهان: 4 / 265 ح 4.

 (5) في نسخ " ب، ج، م "، الصلة وفي البحار: محمد بن سنان، وذكر في هامش البحار أن في المصدر " محمد بن صلة " ثم قال: ولعله مصحف، والظاهر بقرينة أبي الجارود أن الرجل هو محمد بن سنان الباهلى أبو بكر البصري المعروف بالعوقى. والعوقة حى من الازد، نزل فيهم.

 (6) عنه البحار: 24 / 97 ح 3 والبرهان: 4 / 165 ح 5.

 (7) هو على بن محمد بن مخلد.

 (8) أبو السليل هو ضريب بن نقير القبسى الجريرى.

 

[ 637 ]

إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر، فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت، ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار (1). 15 - وروى أيضا عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير عن (2) أبي عبد الله عليه السلام أن " المشرقين " رسول الله وأمير المؤمنين، صلوات الله عليهما و " المغربين " الحسن والحسين عليهما السلام (3). 16 - وقال أبو علي الطبرسي (قدس الله روحه): روي عن سلمان الفارسي (رضي الله عنه)، وسعيد بن جبير، وسفيان الثوري: أن " البحرين - علي وفاطمة عليهما السلام - بينهما برزخ - محمد صلى الله عليه وآله - يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان " الحسن والحسين عليهما السلام. ولا غرو أن يكونا عليهما السلام بحرين لسعة فضلهما (وعلمهما) (4) وكثرة خيرهما فان البحر إنما سمي بحرا لسعته (5). وقوله تعالى: سنفرغ لكم آيه الثقلان (31) فمعنى قوله (سنفرغ لكم) والفراغ من صفة الاجسام التي تحلها الاعراض والله سبحانه منزه عن ذلك، وإنما جاء هنا مجازا، ومعناه: سنقصد قضاء أشغالكم والسؤال عن أحوالكم، ونرد المظالم وننتصف للمظلوم من الظالم، وذلك يوم القيامة عند حلول الطامة. 17 - وأما تأويله: قال محمد بن العباس (رحمه الله): حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن هارون بن (6) خارجة، عن يعقوب بن

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 98 ح 4 والبرهان: 4 / 265 راجع ح 11.

 (2) في المصدر: سألت بدل " عن ".

 (3) تفسير القمى: 659 وعنه البحار: 24 / 69 ح 2 والبرهان: 4 / 265 ح 2، والحديث من نسخة " أ ".

 (4) ليس في المصدر.

 (5) مجمع البيان: 9 / 201 وعنه البحار: 24 / 98 وج 37 / 97 والبرهان: 4 / 266 ح 8.

 (6) في نسخة " م " عن.

 

[ 638 ]

شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (سنفرغ لكم أيه الثقلان) قال " الثقلان " نحن والقرآن (1). 18 - ويؤيده: ما رواه أيضا، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن السندي بن محمد، عن أبان بن عثمان، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل (سنفرغ لكم أيه الثقلان) قال: كتاب الله ونحن (2). 19 - ويؤيده: ما رواه أيضا، عن عبد الله بن محمد بن ناجية، عن مجاهد ابن موسى (3) عن ابن مالك، عن حجام (4) عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (5). وإنما سماهما الثقلين لعظم خطرهما وجلالة قدرهما. [ وهذه الرواية لا يبعد أنها متواترة وفيها نوع تأييد للتأويل المذكور قبلها في الروايتين، ولذلك أوردناها في هذا المقام وإن لم يتعرض فيها للآية كما في السابقتين ] (6). وقوله تعالى: فيومئذ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان (39) 20 - تأويله: رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (رحمه الله) قال: حدثنا

___________________________

(1) عنه البحار: 24 / 324 ح 37 والبرهان: 4 / 267 ح 1.

 (2) عنه البحار: 24 / 3254 ح 38 والبرهان: 4 / 267 ح 2.

 (3) هو مجاهد بن موسى بن فروخ الحافظ الامام الزاهد أبو على الخوارزمي نزيل بغداد: سير أعلام النبلاء: 11 / 495.

 (4) في نسخة " ج " عن مالك بن حجام.

 (5) عنه البرهان: 4 / 267 ح 3 وفي ج 1 / 26 ح 5 عن تفسير الثعلبي يرفعه إلى أبي سعيد الخدرى، ورواه ابن بطريق في العمدة: 34، وتقدم الحديث في سورة " آل عمران " ح 1 عن الطبرسي بإسناده إلى أبي سعيد الخدري.

 (6) ما بين المعقوفين من نسخة " أ ".

 

[ 639 ]

محمد بن علي ماجيلويه باسناده، عن رجاله، عن حنظلة، عن ميسرة قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: والله لا يرى منكم في النار إثنان، لا والله ولا واحد. قال: قلت: فأين ذلك من كتاب الله ؟ قال: أمسك عني سنة. قال: فاني معه ذات يوم في الطواف إذ قال لي: يا ميسرة اليوم أذن لي في جوابك عن مسألة كذا. قال: فقلت: فأين هو من القرآن ؟ قال: في سورة الرحمن، وهو قول الله عزوجل (فيؤمئذ لا يسئل عن ذنبه - منكم - إنس ولا جان). فقلت له: ليس فيها " منكم " قال: إن أول من غيرها " ابن اروى " وذلك أنها حجة عليه وعلى أصحابه، ولو لم يكن فيها منكم لسقط عقاب الله عن خلقه، إذ لم يسئل عن ذنبه إنس ولا جان، فلمن يعاقب إذا يوم القيامة ؟ (1). فمعنى " منكم " أي من الشيعة. وقوله: " ابن أروى (يعني: أحد ائمة الضلال عليهم النكال والوبال. وقوله تعالى: يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والاقدام (41) 21 - تأويله: ما رواه الشيخ المفيد (رحمه الله) بإسناده عن رجاله، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والاقدام) قال: الله سبحانه يعرفهم، ولكن هذه نزلت في القائم عليه السلام هو يعرفهم بسيماهم فيخبطهم بالسيف هو وأصحابه خبطا (2). ما يعرف به سيماهم أي علاماتهم بأنهم مجرمون.

___________________________

(1) فضائل الشيعة: 40 ح 43 وعنه البحار: 7 / 273 ح 45 وج 8 / 360 ح 28 وفي البحار: 24 / 275 ح 61 وج 68 / 144 ح 91 عن التأويل، وأخرجه في البحار: 8 / 353 ح 3 وج 92 / 56 ح 31 عن تفسير فرات: 177.

 (2) أخرجه في البحار: 51 / 58 ح 54 واثبات الهداة: 7 / 82 ح 515 عن غيبة النعماني: 242 ح 39، وفي البرهان: 4 / 269 ح 5 عن الشيخ المفيد محمد بن ابراهيم النعماني لا محمد بن محمد بن النعمان.

 

[ 640 ]

وقوله تعالى: فيهن خيرات حسان (70) 22 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (رحمه الله) مسندا عن رجاله عن الحسين بن أعين قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الرجل للرجل: جزاك الله خيرا. ما يعني به ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: إن خيرا نهر في الجنة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، عليه منازل الاوصياء وشيعتهم، وعلى حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت أخرى (سمين تلك الجواري باسم ذلك) (1) النهر، وذلك قوله عزوجل في كتابه (فيهن خيرات حسان) فإذا قال الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا فانما يعني تلك المنازل التي أعدها الله عزوجل لصفوته وخيرته من خلقه (2). 23 - وروى أيضا باسناده عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل (فيهن خيرات حسان) قال: هن صوالح المؤمنات العارفات. قال: قلت (مقصورات في الخيام) قال: هن البيض المضمومات (3) المخدرات في الخيام: الدر والياقوت والمرجان، لكل خيمة أربعة أبواب، على (4) كل باب سبعون [ كاعبا ] (5) حجابا لهن، ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عزوجل ليسر الله (6) بهن المؤمنين (7).

___________________________

(1) في المصدر بدل ما بين القوسين " سمى بذلك " قال في مرآة العقول: كذا في أكثر النسخ والظاهر سمين ويمكن أن يقرأ على البناء للمعلوم أي سماهن الله بها في قوله " خيرات " ويحتمل أن يكون المشار إليه النابت أي سمى النهر باسم ذلك النابت أي الجوارى لان الله سماهن خيرات.

 (2) الكافي: 8 / 330 ح 298 وعنه البحار: 8 / 162 ح 101 والبرهان: 4 / 272 ح 2 وأخرجه في البحار: 75 / 139 ح 3 ونور الثقلين: 5 / 681 ح 9 عن معاني الاخبار: 182 ح 1.

 (3) في نسخ الاصل: المصونات.

 (4) في نسخ الاصل: في.

 (5) من الكافي.

 (6) في الكافي: [ ل‍ ] يبشر الله.

 (7) الكافي: 8 / 156 ح 147 وعنه البحار: 8 / 161 ح 100 والبرهان: 4 / 271 ح 1 ونور الثقلين: 5 / 201 قطعة.

 

[ 641 ]




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21403551

  • التاريخ : 19/04/2024 - 23:34

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net