00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة هود 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

(11)

(سورة هود) (وما فيها من الايات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: ويؤت كل ذى فضل فضله معناه: أن الله سبحانه يعطي كل ذي فضل - أي عمل صالح - فضله أي جزاؤه وثوابه في الدنيا والآخرة: أما في الدنيا فيجعل له فيها من الخلق المودة والمحبة والفضل عليهم والسنة، وأما في الآخرة فيعطيه أن يدخل أعداءه النار، وأولياءه الجنة

[ 223 ]

(وذلك أمير المؤمنين عليه السلام): 1 - لما نقله ابن مردويه، عن العامة باسناده، عن رجاله، عن ابن عباس قال: قوله تعالى * (ويؤت كل ذي فضل فضله) * إن المعني به علي بن أبي طالب (1). قوله تعالى: ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون [ 8 ] 2 - تأويله: ذكره أبو علي الطبرسي (ره) قال: وقيل: إن الامة المعدودة هم أصحاب المهدي عليه السلام في آخر الزمان ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف وهو المروي عن أبي جعفر، وأبي عبد الله عليهما السلام (2). 3 - ويؤيده: ما رواه محمد بن جمهور، عن حماد بن عيسى، عن حريز قال: روى بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى * (ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة) * قال: العذاب هو القائم عليه السلام وهو عذاب على أعدائه. و (الامة المعدودة) هم الذين يقومون معه بعدد أهل بدر (3). قوله تعالى: فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا لولا أنزل عليه كنز أو جاء معه ملك إنما أنت نذير والله على كل شئ وكيل [ 12 ] 4 - تأويله: ذكره علي بن ابراهيم في تفسيره عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن عمارة بن سويد، عن أبي عبد الله عليه السلام،

_____________________________

1) أخرجه في البرهان: 2 / 206 ح 5 عن طريق المخالفين عن ابن مردويه، وفى ح 4 والبحار: 35 / 424 ح 5 عن مناقب ابن شهراشوب: 2 / 294 وفى البحار: 35 / 424 ح 4 و ج 9 / 213 قطعة من ح 92 عن تفسير القمى: 297.

 2) مجمع البيان: 5 / 144 وعنه البرهان: 2 / 209 ح 7 واثبات الهداة: 7 / 50 ح 418.

 3) عنه البرهان: 2 / 209 ح 8 وأخرجه في البحار: 51 / 58 ح 51 واثبات الهداة 7 / 81 ح 513 عن غيبة النعماني: 241 ح 36. (*)

[ 224 ]

أنه قال: كان سبب نزول هذه الآية أن رسول الله صلى الله عليه وآله خرج ذات يوم فقال لعلي عليه السلام: يا علي إني سألت الله أن يجعلك وزيري ففعل، وسألته أن يجعلك وصيي ففعل، وسألته أن يجعلك خليفتي على امتي ففعل. فقال رجل من قريش: والله (1) لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده، أو مالا يستعين به على فاقته ؟ ! فوالله مادعا عليا قط إلى حق أو إلى باطل إلا أجابه ! فأنزل تعالى على نبيه صلى الله عليه وآله هذه الآية (2). 5 - ويؤيده: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان، عن (عمار) (3) بن سويد. قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الآية * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك أن يقولوا: لولا انزل عليه كنز أو جاء معه ملك) *. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزل (قديد) (4) قال لعلي عليه السلام: يا علي إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل. فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه ؟ أو كنزا يستغني به عن فاقته ؟ والله ما دعاه إلى حق ولا باطل إلا أجابه إليه ! فأنزل الله تبارك وتعالى: * (فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك) * إلى آخر الآية (5).

_____________________________

1) في نسخة (ب)، فقال رجل من قريش الصحابة والله.

 2) تفسير القمى: 299 وعنه البحار: 36 / 80 ح 3 والبرهان: 2 / 210 ح 2.

 3) كذا في الكافي، وفى نسخ (أ، ج، م) عمارة.

 4) في نسخة (ب) غديرا، وفى (م) قديرا، و (قديد) اسم موضع قرب مكة.

 5) الكافي: 8 / 378 ح 572 وعنه البحار: 36 / 147 ح 119 والبرهان: 2 / 209 ح 1. (*)

[ 225 ]

إعلم أن لسان هذا القائل مفهوم وشرح حاله معلوم، وأن الله قد أعد له النار ذات السموم والظل من اليحموم (1) وجعل شرابه الحميم وطعامه الزقوم، وهذا الجزاء (له) (2) من الحي القيوم، قدر مقدور، وقضاء محتوم. قوله تعالى: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه 6 - تأويله: قال أبو علي الطبرسي * (أفمن كان على بينة من ربه) * النبي صلى الله عليه وآله * (ويتلوه شاهد منه) * علي بن أبي طالب عليه السلام لانه يتلوا النبي صلى الله عليه وآله ويتبعه ويشهد له، وهو منه، لقوله صلى الله عليه وآله: أنا من علي وعلي مني. وهو المروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام وعلي بن موسى الرضا عليهما السلام. ورواه أيضا الطبري (3) باسناده عن جابر بن عبد الله، عن علي عليه السلام (4). [ ونقل ابن طاووس عن محمد بن العباس رحمه الله، أنه روى ذلك في كتابه من ستة وستين طريقا بأسانيدها ] (5). 7 - وذكر علي بن ابراهيم في تفسيره قال: وأما قوله * (أفمن كان على بينة من ربه) * يعني محمد رسول الله صلى الله عليه وآله * (ويتلوه شاهد منه) * يعني أمير المؤمنين عليه السلام، وأما قوله تعالى * (ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة) *: 8 - روى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس عن أبي بصير والفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إنما نزلت * (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه - إماما ورحمة - ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون به) * فقد قدموا، وأخروا في التأليف (6).

_____________________________

1) في نسخة (ج) يحموم.

 2) ليس في نسخة (ج).

 3) في نسختي (ب، ج) الطبرسي. / / 4) مجمع البيان: 5 / 150 وعنه البحار: 35 / 393 ذح 18 ونور الثقلين: 2 / 347 ح 46.

 5) سعد السعود: 73 وعنه البحار: 35 / 393 وما بين المعقوفين أثبتناه من نسخة (أ).

 6) تفسير القمى: 300 وعنه البحار: 9 / 214 وج 35 / 387 ح 3 والبرهان: 2 / 212 ح 1. (*)

[ 226 ]

وتوجيه ذلك أنه لما قال سبحانه * (ويتلوه شاهد منه) * إن المعني به أمير المؤمنين عليه السلام قال بعده: إن هذا الذي يتلو النبي صلى الله عيله وآله وسلم والشاهد الذي يشهد له بالبلاغ ويشهد على امته يوم المعاد فانا قد جعلناه لكم إماما تأتمون به، ورحمة منا عليكم، فاقبلوها في الدنيا فان من قبلها في الدنيا يقربها في الآخرة، فمن قبلها كانت يده الظافرة ومن لم يقبلها كانت يده الخاسرة في الدنيا والآخرة. قوله تعالى: ولا يزالون مختلفين [ 118 ] إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم تأويله: أنهم لا يزالون مختلفين في المذاهب والملل والاديان، وما اختلفوا إلا [ من ] (1) بعد إرسال الرسل إليهم. لقوله تعالى * (فما اختلفوا إلا من بعد ما جائهم العلم بغيا بينهم) * (2). 9 - ولقول النبي صلى الله عليه وآله: افترقت امة أخي موسى إحدى (3) وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية والباقي في النار، وافترقت امة أخي عيسى إثنين وسبعين فرقة، فرقة منها ناجية والباقي في النار، وستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة فرقة منها ناجية والباقي في النار (4). وهم المعنيون بقوله تعالى * (إلا من رحم ربك) *. 10 - لما ذكره الشيخ محمد بن يعقوب (ره) قال: روى عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الاستطاعة وقول الناس فيها ؟ فتلا هذه الآية * (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم) * يا أبا عبيدة ! الناس مختلفون في إصابة القول وكلهم هالك قال: قلت: فقوله * (إلا من رحم ربك) * ؟ قال: هم شيعتنا، ولرحمته خلقهم

_____________________________

1) من نسخة (ب).

 2) سورة الجاثية: 17.

 3) في نسخه (ب) اثنتين.

 4) الخصال: 2 / 585 ح 11 وعنه البحار: 28 / 4 ح 13. (*)

[ 227 ]

وهو قوله * (ولذلك خلقهم) * (1). فدل بقوله: كلهم هالك * (إلا من رحم ربك) * وهم الشيعة، لانها الفرقة الناجية. وقد تقدم البحث فيها وأنها عبرة لمعتبرها وتذكرة لمن يعيها (2).

 

_____________________________

1) الكافي: 1 / 429 ح 83 وعنه الوسائل: 18 / 45 ح 16 والبحار: 5 / 195 ح 1 وج 24 / 353 ح 73 والبرهان: 2 / 39 ح 2 وص 240 ح 1 ونور الثقلين: 2 / 83 ح 299.

 2) راجع الحديثين: 37 و 38 من سورة الاعراف.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21394683

  • التاريخ : 16/04/2024 - 15:13

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net