00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة يونس 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة ـ ج 1   ||   تأليف : السيد شرف الدين علي الحسيني الاسترابادي النجفي

(10)

(سورة يونس) (وما فيها من الآيات في الائمة الهداة)

 منها: قوله تعالى: وبشر الذين ءامنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم معناه: أن القدم هنا بمعنى السابقة كما يقال: إن لفلان قدم أي: شرف وفضل وإثرة حسنة، وقوله * (صدق) * أي صدق لاكذب فيه، وقيل: إن القدم إسم للحسنى من العبد يقدمها لنفسه، واليد إسم للحسنى من السيد إلى عبده. 1 - وذكر الشيخ محمد بن يعقوب (ره) تأويل * (قدم صدق) * عن الحسين ابن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن يونس، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل * (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم) * قال ولاية أمير المؤمنين عليه السلام (1) * (وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق) * أي سابقة (فضل) (2) وإثرة حسنة وهي الولاية عند ربهم، فيجازيهم عليها جزاء حسنا (يؤتيه من لدنه أجرا حسنا) (3) ويؤتيهم من لدنه أجرا عظيما ويرزقهم في الجنان رزقا كريما لانه سبحانه قال * (وكان بالمؤمنين رحيما) * (4). قوله تعالى: قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرءان غير هذا أو بدله 2 - تأويله: ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن الحسين بن (5) عمر بن يزيد، عن محمد بن جمهور، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله

_____________________________

1) الكافي: 1 / 422 ح 50 وعنه البحار: 24 / 40 ح 2 وج 36 / 58 ح 5 والبرهان: 2 / 177 ح 6.

 2) ليس في نسختي (ج، م).

 3) ليس في نسختي (ج، م).

 4) سورة الاحزاب: 43.

 5) في نسخة (أ، ب، م) عن، وقال: في هامش الكافي: أن في بعض النسخ عن عمر بن يزيد. (*)

[ 214 ]

عزوجل * (ائت بقرآن غير هذا أو بدله) * قال: قالوا: أو بدل عليا عليه السلام (1) معناه: بدله أو اجعل لنا خليفة غيره، فقال سبحانه لنبيه صلى الله عليه وآله: جوابا لقولهم * (قل ما يكون لي أن ابدله من تلقاء نفسي إن أتبع - في ولايته عليكم - إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربي - في تبيانه - (2) عذاب يوم عظيم) *. قوله تعالى: والله يدعوا إلى دار السلم ويهدى من يشآء إلى صرط مستقيم [ 25 ] 3 - تأويله: ذكره أبو عبد الله الحسين بن جبير في كتابه المسمى (نخب المناقب) روى باسناده حديثا يرفعه إلى عبد الله بن عباس (3) وزيد بن علي عليهما السلام. في قوله تعالى * (والله يدعوا إلى دار السلام) * يعني به الجنة * (ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) * قال: يعني ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام (4). إن الله سبحانه يهدي من يشاء إليها لانها الصراط المستقيم، والطريق السوي القويم. فعلى صاحب الولاية من ربه الصلاة الوافرة والتسليم. قوله تعالى: ويستنبئونك أحق هو قل إى وربى إنه لحق وما أنتم بمعجزين [ 53 ] 4 - تأويله: ذكره أيضا أبو عبد الله الحسين بن جبير في كتاب (نخب المناقب) روى حديثا مسندا عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى * (ويستنبؤنك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين) *. قال: يسألونك يا محمد: أعلي وصيك ؟ قل: إي وربي إنه لوصيي (5).

_____________________________

1) الكافي: 1 / 419 ح 37 وعنه البحار: 23 / 210 ح 15 والبرهان: 2 / 180 ح 3.

 2) في نسختي (ب، م): شأنه.

 3) في البحار والمناقب: (على بن عبد الله بن عباس، عن أبيه)، بدل (عبد الله بن عباس).

 4) عنه البحار: 35 / 365 وعن مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 271 وأخرجه في البرهان: 2 / 183 ح 3 عن المناقب.

 5) عنه البحار: 24 / 351 ح 67 وج 36 / 124 وأخرجه في البحار: 27 / 38 ح 1 والبرهان: 2 / 187 ح 3 عن مناقب ابن شهر اشوب: 2 / 259. (*)

[ 215 ]

5 - ويؤيده: ما رواه محمد بن يعقوب (ره) عن علي بن ابراهيم، عن أبيه عن القاسم بن محمد الجوهري، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل * (ويستنبؤنك أحق هو) * أي ما تقول في علي أحق هو ؟ (قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين) (1). قوله تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا 6 - تأويله: ما ذكره أبو علي الطبرسي قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: فضل الله: رسول الله صلى الله عليه وآله، ورحمته: علي بن أبي طالب عليه السلام (2). 7 - وروى الشيخ محمد بن يعقوب (ره)، عن أحمد بن محمد، عن (عمر بن) (3) عبد العزيز، عن محمد بن الفضيل، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: قوله تعالى * (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) * قال: بولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم [ هو خير مما اعطوا: من الذهب والفضة. يعني فليفرحوا شيعتنا ] هو خير مما يجمع هؤلاء من دنياهم (4). وذكر علي بن ابراهيم (ره) في تفسيره أن قوله * (فليفرحوا) * المعني به الشيعة (5). 8 وروى محمد بن (مسعود) (6)، عن الاصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام

_____________________________

1) الكافي: 1 / 430 ح 87 وعنه البحار: 24 / 351 ح 68 والبرهان: 2 / 187 ح 1.

 2) مجمع البيان: 5 / 117 وعنه البرهان: 2 / 188 ح 7 والبحار: 35 / 427 وفى ص 425 ح 6 عن تفسير فرات: 61.

 3) ليس في نسخة (ب)، وفى نسخة (م) معيد، وفى نسخة (ج) سعيد، وفى نسخة (أ) معبد، وما أثبتناه من الكافي.

 4) الكافي: 1 / 423 ح 55 وعنه البحار: 24 / 61 ح 40 والبرهان: 2 / 188 ح 5 وما بين المعقوفين ليس في نسخة (أ).

 5) تفسير القمى: 289.

 6) في الاصل هكذا: قال: وروى محمد بن مسلم، والظاهر انه اشتباه إذ لم نجد الرواية عن تفسير القمى، بل وجدناه عن العياشي بعينه سندا ومتنا، نعم روى القمى في تفسيره: 289 مرسلا. (*)

[ 216 ]

في قوله تعالى * (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) * قال: بذلك فليفرحوا شيعتنا، هو خير مما اعطوا أعداؤنا من الذهب والفضة (1). يعني: فليفرحوا شيعتنا بولايتهم وحبهم لنا * (هو خير مما يجمعون) * أعداؤهم من متاع الدنيا 9 - وفي هذا المعنى: ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن بابويه (ره) عن علي بن أحمد بن عبد الله البرقي [ عن أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي ] (2) عن أبيه محمد بن خالد باسناد متصل إلى محمد بن الفيض بن المختار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وهو راكب، وخرج علي عليه السلام وهو يمشي، فقال له: يا أبا الحسن إما أن تركب وإما أن تنصرف، فان الله عزوجل أمرني أن تركب إذا ركبت، وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست، إلا أن يكون في حد من حدود الله لابد لك من القيام والقعود فيه وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها، وخصني الله بالنبوة والرسالة وجعلك وليي في ذلك، تقوم في حدوده وصعب اموره. والذي بعثني بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك، ولا أقربي من جحدك، ولا آمن بالله من كفربك، وإن فضلك لمن فضلي وإن فضلي بفضل الله (3) وهو قول ربي عزوجل * (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) * ففضل الله: نبوة نبيكم ورحمته: ولاية علي بن أبي طالب * (فبذلك) * قال: بالنبوة والولاية * (فليفرحوا) * يعني الشيعة * (هو خير مما يجمعون) * يعني مخالفيهم من الاهل والمال والولد في دار الدنيا. والله يا علي ما خلقت إلا ليعبد (4) ربك، ولتعرف بك معالم الدين، ويصلح

_____________________________

1) تفسير العياشي: 2 / 124 ح 28 وعنه البحار: 24 / 61 ح 41 والبرهان: 2 / 188 ح 3.

 2) مابين المعقوفين اثبتناه بحسب الطبقة.

 3) في نسختي (ب، م) لفضل الله، وفى المصدر: وان فضلى لك لفضل الله.

 4) في نسختي (ج، م) لتعبد. (*)

[ 217 ]

بك دارس السبيل، ولقد ضل من ضل عنك، ولن يهتدي إلى الله عزوجل من لم يهتد إليك وإلى ولايتك، وهو قول ربي عزوجل * (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) * (1) يعني إلى ولايتك، ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن أفترض من حقك ما أفترض من حقي، وإن حقك، لمفروض على من آمن بي، ولولاك لم يعرف حزب الله، وبك يعرف عدوالله، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشئ ولقد أنزل الله عزوجل إلي * (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك - يعني في ولايتك يا علي - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) * (2) ولو لم ابلغ ما امرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقي الله عزوجل بغير ولايتك فقد حبط عمله، (وعدا ينجز لي) (3)، وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى وإن الذي اقول لمن الله عزوجل أنزله فيك (4). 10 - ومن هذا ما ذكره في تفسير العسكري عليه السلام قال الامام عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فضل الله العلم بتأويله ورحمته وتوفيقه لموالاة محمد وآله الطيبين ومعاداة أعدائهم وكيف لا يكون ذلك خيرا مما يجمعون وهو ثمن الجنة، ويستحق بها الكون بحضرة محمد وآله الطيبين الذي هو أفضل من الجنة، لان محمدا وآله أشرف زينة الجنة (5). قوله تعالى: ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون [ 62 ] الذين آمنوا وكانوا يتقون [ 63 ] لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفى الاخرة لا تبديل لكلمت الله ذلك هو الفوز العظيم [ 64 ]

_____________________________

1) سورة طه: 82.

 2) سورة المائدة: 67.

 3) في نسخة (ج) وعد استحقا له سحقا، وفى (م) وغدا سحقا له.

 4) أمالى الصدوق: 399 ح 13 وعنه البحار: 38 / 105 ح 33 والبرهان: 1 / 488 ح 2 وج 2 / 188 ح 6 وفى البحار: 24 / 64 ح 49 عن التأويل وقطعة منه في البحار: 35 / 426 ح 19 والبرهان: 3 / 40 ح 3 وأورده في بشارة المصطفى: 22.

 5) عنه في البحار: 24 / 65 ح 50 عن الامام العسكري عليه السلام. (*)

[ 218 ]

معناه: أن * (أولياء الله) * وهم الذين والوا أولياءه وعادوا أعداءه فهؤلاء (1) * (لاخوف عليهم - في الآخرة - ولاهم يحزنون) *. ثم وصفهم فقال * (الذين آمنوا وكانوا يتقون) * آمنوا بالله ورسوله وأوليائه وكانوا يتقون، ويخافون مخالفتهم في الاوامر والنواهي فهؤلاء لهم البشرى أي البشارة في الحياة الدنيا، وهي ما بشرهم به على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله مثل قوله: * (يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان) * (2) * (وبشر المؤمنين) * (3). وأما البشرى في الآخرة فهي الجنة، وهو ما تبشرهم به الملائكة عند الموت وعند خروجهم من القبور، ويوم النشور. 11 - أما تأويله: فهو ما ذكره أبو علي الطبرسي رحمه الله قال: روى عقبة بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الدين الذي أنتم عليه، وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه، - وأومأ بيده إلى الوريد -. ثم قال: إن في كتاب الله شاهدا، وقرأ * (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) * (4) 12 - ويؤيده: ما نقله الشيخ أبو جعفر بن بابويه (ره)، عن رجاله باسناده يرفعه إلى الامام أبي جعفر عليه السلام أنه قال لقوم من شيعته: إنما يغتبط أحدكم إذا صارت نفسه إلى هاهنا - وأومأ بيده إلى حلقه - فينزل عليه ملك الموت فيقول له: أما ما كنت ترجوه فقد أعطيته، وأما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى

_____________________________

1) في نسخة (ج) فهم، وفى نسخة (م) هم.

 2) سورة التوبة: 21.

 3) سورة التوبة: 112.

 4) مجمع البيان: 5 / 120 وأخرجه في البحار: 6 / 185 ح 20 عن العياشي: 2 / 125 ح 33 والمحاسن: 1 / 175 ح 158 وفى البرهان: 2 / 190 ح 9 عن العياشي وفى ص 189 ح 1 عن الكافي: 3 / 128 ح 1 مفصلا. (*)

[ 219 ]

منزله في الجنة فيقول له: انظر إلى مسكنك من الجنة، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وهذا علي والحسن والحسين هم رفقاؤك، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: وهو قول الله عزوجل * (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) * (1). 13 - وفي هذا المعنى ما رواه الشيخ أبو جعفر محمد بن يعقوب (ره) عن أبان بن عثمان، عن عقبة قال: إنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الرجل منكم إذا وقعت نفسه في صدره رأى. قلت: جعلت فداك وما الذي يرى ؟ قال: يرى رسول الله صلى الله عليه وآله يقول [ له ] (2) أنا رسول الله [ أبشر ] (3) ثم يرى عليا عليه السلام فيقول له: أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه، يجب علي (4) أن أنفعك اليوم. قال: قلت له: أيكون أحد من الناس يرى هذا ويرجع (إلى الدنيا ؟) قال: لا، بل إذا رأى هذا مات. قال: فأعظمت ذلك وقلت له: ذلك (6) في القرآن ؟ قال: نعم، قوله تعالى * (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحيوة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) * (7). قوله تعالى: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة 14 - تأويله: ما جاء في مسائل المأمون للرضا عليه السلام حين سأله بحضرة العلماء

_____________________________

1) أخرج نحوه في البحار: 6 / 177 ح 5 والبرهان: 2 / 190 ح 8 عن العياشي: 2 / 124 ح 32 وفى البحار: 27 / 164 ح 17 عن اعلام الدين: 280.

 2) من نسخة (ب).

 3) من الكافي.

 4) في الكافي (تحب) بدل (يجب على)، وفى نسخة (ب) يجب على أن أفعل.

 5) ليس في نسختي (ب، م).

 6) في نسخة (ب) أو ذاك.

 7) الكافي: 3 / 133 ح 8 باختلاف يسير وعنه البرهان: 2 / 189 ح 2 ونور الثقلين: 2 / 311 ح 98 والبحار: 39 / 238 ح 26. (*)

[ 220 ]

من أهل خراسان وغيرهم من البلدان فقال: وقد عدد المسائل وأما الرابعة فاخراج (1) النبي صلى الله عليه وآله (الناس) (2) من مسجده ماخلا العترة حتى عظم (3) الناس في ذلك وتكلم العباس فقال: يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أنا تركته وأخرجتكم، ولكن الله عزوجل تركه وأخرجكم. وفي هذا تبيان قوله لعلي عليه السلام * (أنت مني بمنزلة هارون من موسى) *. فقال العلماء: وأين هذا من القرآن ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم ؟ قالوا: هات. قال: قول الله تعالى * (وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة) *. ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى ومنزلة علي من رسول الله صلى الله عليه وآله ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله صلى الله عليه وآله حين قال: ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد وآله فعند ذلك قالت العلماء: يا أبا الحسن هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل البيت. فقال: ومن ينكر لنا [ ذلك ] ؟ ورسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (أنا مدينة العلم (4) وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها). وفيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء لنا مالا ينكره إلا معاند لله تعالى (5)، ولله الحمد على ذلك. قوله تعالى: فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فسئل الذين يقرؤن الكتب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين [ 94 ]

_____________________________

1) في نسخة (ب) فأخرج.

 2) ليس في نسختي (م، ج).

 3) في البحار: تكلم، وفى نسختي (ج، م) نظم.

 4) في الامالى والبحار: الحكمة.

 5) أخرجه في البحار: 25 / 220 ح 20 والبرهان: 2 / 193 ح 2 عن أمالى الصدوق: 421 ح 1 وعيون اخبار الرضا: 1 / 228 ب 23 ح 1. (*)

[ 221 ]

15 - تأويله: ذكره علي بن إبراهيم (ره) في تفسيره قال: حدثني أبي، عن عمرو بن سعيد الراشدي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما اسري برسول الله صلى الله عليه وآله وأوحى الله تعالى إليه في علي ما أوحى من شرفه وعظمته ورد إلى البيت المعمور وجمع الله النبيين وصلوا خلفه، عرض في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله عظم ما أوحى الله إليه في علي عليه السلام، فأنزل الله عليه * (فان كنت في شك مما أنزلنا إليك - في علي - فسئل الذين يقرؤن الكتاب من قبلك) * يعني الانبياء (الذين صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وآله أي في كتب الانبياء قبلك وما أنزلنا في كتابك من فضله) (1) * (لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) * يعني من الشاكين. فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما شك رسول الله صلى الله عليه وآله ولاسأل (2). وهذا مثل قوله تعالى * (وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) * (3). ومعنى عرض في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله أي خطر على باله عظم ما أوحى الله إليه في علي عليه السلام وفضله ولم يكن عنده في ذلك شك لان فضل علي عليه السلام من فضله الذي فضل على الخلق أجمعين، ولاجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولاعرفني إلا الله وأنت، ولاعرفك إلا الله وأنا) (4) يعني حقيقة المعرفة، وفضل كل منهما على قدر معرفته بالله الذي لا يعلم فضلهما إلا هو سبحانه وتعالى، ومن يكن هذا قوله كيف يكون عنده في فضله شك. وإنما قال هذا القول للشاك من امته في فضل علي عليه السلام لتنبيه (5) الغافل.

_____________________________

1) في تفسير القمى: فقد أنزلنا عليهم في كتبهم من فضله ما أنزلنا في كتابك.

 2) تفسير القمى: 292 وفيه وما سأل وعنه البحار: 17 / 82 ح 6 وج 36 / 94 ح 25 والبرهان: 2 / 197 ح 1.

 3) سورة الزخرف: 45.

 4) رواه البرسى في مشارق أنوار اليقين: 112، وأورده في المختصر: 125 و المحتضر: 38.

 5) في نسخة (م) ليتنبه. (*)

[ 222 ]

ويقول: إذا كان هذا قول الله عزوجل لنبيه وهو غير شاك في فضل وصيه فكيف حال الشاك (نعوذ بالله منه ومن الشيطان الرجيم) ومن أجل ذلك قال أبو عبد الله عليه السلام: ما شك رسول الله صلى الله عليه وآله ولا سأل (1)، أي الانبياء عليهم السلام. قوله تعالى: وما تغنى الايت والنذر عن قوم لا يؤمنون [ 101 ] 16 - تأويله: رواه الشيخ محمد بن يعقوب (ره) عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي القيسي، عن داود الرقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: * (وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون) * قال: الآيات: [ هم ] (2) الائمة، والنذر: [ هم ] (3) الانبياء صلوات الله عليهم (4) صلاة تملا الارض والسماء، ما نسخ الظلام الضياء، وسرت على الماء الضياء (5).

_____________________________

1) أخرجه في البحار: 17 / 51 عن مجمع البيان: 5 / 133.

 2، 3) من المصدر.

 4) الكافي: 1 / 207 ح 1 وعنه البرهان: 2 / 204 ح 1، وأخرجه في البحار: 23 / 206 ح 3 والبرهان: 2 / 205 ح 3 عن تفسير القمى: 296.

 5) في نسخة (م) الصبا. (*)




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21336261

  • التاريخ : 28/03/2024 - 21:14

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net