00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة العاديات 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : تفسير الصافي ( الجزء الخامس )   ||   تأليف : المولى محسن الملقب بـ « الفيض الكاشاني »

[ 360 ]

سورة العاديات

مدنية عن ابن عباس وقتادة وقيل مكية عدد آيها إحدى عشرة آية بالاجماع بسم الله الرحيم (1) والعاديات ضبحا قيل اقسم الله بخيل الغزاة تعدو فتضبح ضبحا وهو اصوات أنفاسها عند العدو. وفي المجمع عن علي (عليه السلام) هي الابل حين ذهب إلى غزوة بدر تمد أعناقها في السير فهي تضبح أي تضبع. وفي رواية اخرى عنه (عليه السلام) هي الابل من عرفة إلى مزدلفة ومن مزدلفة إلى منى. (2) فالموريات قدحا فالتي توري النار أي تخرجها بحوافرها من حجارة الارض القمي قال كانت بلادهم فيها حجارة فإذا وطأتها سنابك الخيل كان تنقدح عنها النهار. (3) فالمغيرات تغير أهلها على العدو صبحا في وقت الصبح القمي أي صبحهم بالغارة. (4) فأثرن به نقعا فهيجن بذلك غبارا القمي أي ثارت الغبرة من ركض الخيل. (5) فوسطن به جمعا من جموع الاعداء القمي قال توسط المشركون بجمعهم كأنه أراد به إحاطتهم بالمشركين أو هو من غلط الكتاب والصحيح المشركين.

[ 361 ]

وفي المجمع عن علي (عليه السلام) إنه قرأ فوسطن بالتشديد. (6) إن الانسان لربه لكنود هو جواب القسم والكنود الكفور. وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال أتدرون من الكنود قالوا الله ورسوله اعلم قال الكنود الذي يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده. (7) وإنه على ذلك لشهيد قيل يشهد على نفسه بالكنود لظهور أثره عليه أو ان الله على كنوده لشهيد. (8) وإنه لحب الخير قيل المال وقيل الحياة لشديد لبخيل أو لقوي مبالغ فيه. (9) أفلا يعلم إذا بعثر بعث ما في القبور من الموتى. (10) وحصل جمع وظهر ما في الصدور. (11) إن ربهم بهم يومئذ لخبير عليم بما اعلنوا وما أسروا فيجازيهم. في الامالي عن الصادق (عليه السلام) إنه سئل عن هذه السورة قال وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمر بن الخطاب في سرية فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه فلما انتهى إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام) أنت صاحب القوم فهيئ أنت ومن تريد من فرسان المهاجرين والانصار فوجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال له اسكن النهار وسر الليل ولا تفارقك العين قال فانتهى علي (عليه السلام) إلى ما أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسار إليهم فلما كان عند وجه الصبح اغار عليهم فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله) والعاديات إلى آخرها. والقمي عنه (عليه السلام) إنها نزلت في أهل واد اليابس اجتمعوا ثني عشر ألف فارس وتعاقدوا وتعاهدوا وتواثقوا على أن لا يتخلف رجل عن رجل ولا يخذل أحد أحدا ولا يفر رجل عن صاحبه حتى يموتوا كلهم على حلف واحد

[ 362 ]

ويقتلوا محمدا (صلى الله عليه وآله) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فنزل جبرئيل فأخبره بقصتهم وما تعاقدوا عليه وما تواثقوا وأمره أن يبعث أبا بكر إليهم في أربعة آلاف فارس من المهاجرين والانصار فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد الله فأثنى عليه ثم قال يا معشر المهاجرين والانصار إن جبرئيل قد أخبرني أن أهل وادي اليابس اثنى عشر ألفا قد استعدوا وتعاهدوا وتعاقدوا على أن لا يغدر رجل منهم بصاحبه ولا يفر عنه ولا يخذله حتى يقتلوني وأخي علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأمرني أن اسير إليهم أبا بكر في أربعة آلاف فارس فخذوا في أمركم واستعدوا لعدوكم وانهضوا إليهم على إسم الله وبركته يوم الاثنين انشاء الله فأخذ المسلمون عدتهم وتهيؤوا وأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر بأمره وكان فيما أمره به أنه إذا رآهم أن يعرض عليهم الاسلام فان تابعوا وإلا واقعهم فقتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ضياعهم وديارهم فمضى أبو بكر ومن معه من المهاجرين والانصار في أحسن عدة وأحسن هيأة يسير بهم سيرا رفيقا حتى انتهوا إلى أهل وادي اليابس فلما بلغ القوم نزولا عليهم ونزل أبو بكر وأصحابه قريبا منهم خرج عليهم من أهل وادي اليابس مأتا رجل مدججين بالسلاح فلما صادفوهم قالوا لهم من أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون ليخرج إلينا صاحبكم حتى نكلمه فخرج عليهم أبو بكر في نفر من أصحابه المسلمين فقال لهم أنا أبو بكر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قالوا ما أقدمك علينا قال أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) ان اعرض عليكم الاسلام وأن تدخلوا فيما دخل فيه المسلمون ولكم ما لهم وعليكم ما عليهم وإلا فالحرب بيننا وبينكم قالوا له أما واللات والعزي لو لا رحم ماسة وقرابة قريبة لقتلناك وجميع أصحابك قتلة تكون حديثا لمن يكون بعدكم فارجع أنت ومن معك وارتجوا العافية فانا إنما نريد صاحبكم بعينه وأخاه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال أبو بكر لاصحابه يا قوم القوم أكثرمنكم أضعافا وأعد منكم وقد نأت داركم عن إخوانكم من المسلمين فارجعوا نعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحال القوم فقالوا له جميعا خالفت يا أبا بكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله)

[ 363 ]

وما أمرك به فاتق الله وواقع القوم ولا تخالف قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال إني اعلم ما لا تعلمون والشاهد يرى ما لا يرى الغائب فانصرف وانصرف الناس أجمعون فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله) بمقالة القوم له وما رد عليهم أبو بكر فقال يا أبا بكر خالفت أمري ولم تفعل ما أمرتك وكنت لي والله عاصيا فيما أمرتك فقام النبي (صلى الله عليه وآله) وصعد المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال يا معاشر المسلمين إني أمرت أبا بكر أن يسير إلى أهل وادي اليابس وأن يعرض عليهم الاسلام ويدعوهم إلى الله فان أجابوه وإلا واقفهم وانه سار إليهم وخرج منهم إليه مائتا رجل فلما سمع كلامهم وما استقبلوه به انتفخ صدره ودخله الرعب منهم وترك قولي ولم يطع أمري وإن جبرئيل أمرني عن الله ان ابعث إليهم عمر مكانه في أصحابه في أربعة آلاف فارس فسر يا عمر على اسم الله ولا تعمل كما عمل أبو بكر أخوك فإنه قد عصى الله وعصاني وأمره بما أمر به أبا بكر فخرج عمر والمهاجرون والانصار الذين كانوا مع أبي بكر يقتصد بهم في سيرهم حتى شارف القوم وكان قريبا منهم بحيث يراهم ويرونه وخرج إليهم مائتا رجل فقالوا له ولاصحابه مثل مقالتهم لابي بكر فانصرف وانصرف الناس معه وكاد أن يطير قلبه مما رأى من عدة القوم وجمعهم ورجع يهرب منهم فنزل جبرئيل وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما صنع عمر وأنه قد انصرف وانصرف المسلمون معه فصعد النبي (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وأخبر بما صنع عمر وما كان منه وانه قد انصرف وانصرف المسلمون معه مخالفا لامري عاصيا لقولي ؟ ؟ فقدم عليه فأخبره بمثل ما أخبر به صاحبه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) يا عمر عصيت الله في عرشه وعصيتني وخالفت قولي وعملت برأيك لا قبح الله رأيك وان جبرئيل قد أمرني ان ابعث علي بن أبي طالب (عليه السلام) في هؤلاء المسلمين وأخبرني ان الله سيفتح عليه وعلى أصحابه فدعا عليا (عليه السلام) وأوصاه بما أوصا به أبو بكر وعمر وأصحابه الاربعة آلاف وأخبره أن الله سيفتح عليه وعلى أصحابه فخرج علي (عليه السلام) ومعه المهاجرون والانصار وسار بهم غير سير أبي بكر وعمر وذلك أنه اعنف (1) بهم في السير حتى خافوا أن ينقطعوا من

______________________________

(1) العنف مثلثة العين: ضد الرفق. (*)

[ 364 ]

التعب وتحفى دوابهم فقال لهم لا تخافوا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد أمرني بأمر وأخبرني ان الله سيفتح علي وعليكم فأبشروا فانكم على خير والى خير فطابت نفوسهم وقلوبهم وساروا على ذلك السير التعب حتى إذا كانوا قريبا منهم حيث يرونهم ويراهم أمر أصحابه ان ينزلوا وسمع أهل وادي اليابس بمقدم علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه فأخرجوا إليهم منهم مأتا رجل شاكين بالسلاح فلما رآهم علي (عليه السلام) خرج إليهم في نفر من أصحابه فقالوا لهم من أنتم ومن أين أنتم ومن أين أقبلتم وأين تريدون قال أنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخوه ورسوله إليكم ادعوكم إلى شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ولكم ان امنتم ما للمسلمين وعليكم ما على المسلمين من خير وشر فقالوا له إياك أردنا وأنت طلبتنا قد سمعنا مقالتك فخذ حذرك واستعد للحرب العوان واعلم انا قاتلوك وقاتلوا أصحابك والموعود فيما بيننا وبينك غدا ضحوة وقد أعذرنا فيما بيننا وبينك فقال لهم علي (عليه السلام) ويلكم تهددوني بكثرتكم وجمعكم فأنا استعين بالله وملائكته والمسلمين عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فانصرفوا إلى مراكزهم وانصرف علي الى مركزه فلما جنه الليل أمر أصحابه ان يحسنوا إلى دوابهم ويقضموا ويسرجوا فلما انشق عمود الصبح صلى بالناس بغلس ثم غار عليهم بأصحابه فلم يعلموا حتى وطأهم الخيل فما أدرك آخر أصحابه حتى قتل مقاتليهم وسبى ذراريهم واستباح أموالهم وخرب ديارهم وأقبل بالاسارى والاموال معه فنزل جبرئيل وأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما فتح الله على علي (عليه السلام) وجماعة المسلمين فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد الله واثنى عليه واخبر الناس بما فتح الله على المسلمين واعلمهم أنه لم يصب منهم إلا رجلين ونزل فخرج يستقبل عليا (عليه السلام) في جميع أهل المدينة من المسلمين حتى لقيه على ثلاثة أميال من المدينة فلما رآه علي (عليه السلام) مقبلا نزل عن دابته ونزل النبي (صلى الله عليه وآله) حتى التزمه وقبل ما بين عينيه فنزل جماعة المسلمين إلى علي (عليه السلام) حيث نزل

[ 365 ]

رسول الله (صلى الله عليه وآله) واقبل بالغنيمة والاسارى وما رزقهم الله من أهل وادي اليابس ثم قال جعفر بن محمد (عليهما السلام) ما غنم المسلمون مثلها قط إلا ان يكون من خيبر فانها مثل خيبر وانزل الله تعالى في ذلك اليوم هذه السورة والعاديات ضبحا يعني بالعاديات الخيل تعدو بالرجال والضبح ضبحها في أعنتها ولجمها فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فقد اخبرك انها غارت عليهم صبحا فاثرن به نقعا قال يعني الخيل يأثرن بالوادي نقعا فوسطن به جمعا إن الانسان لربه لكنود قال لكفور وإنه على ذلك لشهيد وانه لحب الخير لشديد قال يعنيهما قد شهدا جميعا وادي اليابس وكانا لحب الحياة حريصين افلا يعلم إلى آخر السورة قال نزلت الايتان فيهما خاصة يضمران ضمير السوء ويعملان به فأخبر الله خبرهما وفعالهما. في ثواب الاعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) من قرأ سورة العاديات وادمن قراءتها بعثه الله عز وجل مع امير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه يوم القيامة خاصة وكان في حجره ورفقائه ان شاء الله تعالى.




 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402342

  • التاريخ : 19/04/2024 - 14:50

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net