[ 334 ]
سورة المؤمن
مكية وقال ابن عباس وقتادة إلا آيتين منها نزلتا بالمدينة إن الذين يجادلون إلى قوله لا يعلمون عدد آيها خمس وثمانون آية بسم الله الرحمن الرحيم (1) حم قد سبق تأويله وفي المعاني عن الصادق عليه السلام واما حم فمعناه الحميد المجيد (2) تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم (3) غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول ذي الفضل بترك العقاب المستحق لا إله إلا هو فيجب الأقبال الكلي على عبادته إليه المصير فيجازي المطيع والعاصي (4) ما يجادل في آيات الله بالطعن فيها وإدحاض الحق إلا الذين كفروا في الأكمال عن النبي صلى الله عليه وآله قال لعن المجادلون في دين الله على لسان سبعين نبيا ومن جادل في آيات الله فقد كفر ثم تلا هذه الاية وروي عنه صلى الله عليه وآله إن جدالا في القرآن كفر وإنما نكر لجواز الجدال لحل عقده واستنباط حقائقه وقطع تشبث أهل الزيغ به ورد مطاعنهم فيه فلا يغررك تقلبهم في البلاد بالتجارات المربحة فإنهم مأخوذون عن قريب بكفرهم أخذ من قبلهم (5) كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم والذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح كعاد وثمود وهمت كل أمة من هؤلاء برسولهم ليأخذوه
[ 335 ]
ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيبه وجادلوا بالباطل بما لا حقيقة له ليدحضوا به الحق ليزيلوه به فأخذتهم بالأهلاك جزاء لهم فكيف كان عقاب فإنكم تمرون على ديارهم وترون أثره أو تتلون قصصهم في القرآن وهو تقرير فيه تعجيب (6) وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار القمي عن الباقر عليه السلام يعني بني امية (7) الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم يذكرون الله بمجامع الثناء من صفات الجلال والأكرام ويؤمنون به أخبر عنهم بالأيمان إظهارا لفضله وتعظيما لأهله ويستغفرون للذين آمنوا في العيون عن الرضا عليه السلام للذين آمنوا بولايتنا في الكافي عن الصادق عليه السلام إن لله ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه وذلك قوله تعالى الذين يحملون العرش الاية قال استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق ربنا يقولون ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم (8) ربنا وأدخلهم جنات عدن التى وعدتهم ومن صلح من آبآئهم وأزواجهم وذرياتهم ليتم سرورهم إنك أنت العزيز الذي لا يمتنع عليه مقدور الحكيم الذي لا يفعل إلا ما تقتضيه حكمته ومن ذلك الوفاء بالوعد (9) وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم القمي الذين يحملون العرش يعني رسول الله صلى الله عليه وآله والأوصياء عليهم السلام من بعده يحملون علم الله ومن حوله يعني الملائكة الذين آمنوا يعني شيعة آل محمد صلوات الله عليهم للذين تابوا من ولاية فلان وفلان وبني امية واتبعوا سبيلك أي ولاية ولي الله ومن صلح يعني من تولى عليا عليه السلام وذلك صلاحهم فقد رحمته يعني يوم القيامة وذلك هو الفوز العظيم لمن نجاه الله من هؤلاء يعني ولاية فلان وفلان
[ 336 ]
وفي عباده الكافي مرفوعا إن الله عز وجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو اعطي خصلة منها جميع أهل السماوات والأرض لنجوا بها ثم تلا هذه الاية (10) إن الذين كفروا ينادون يوم القيامة فيقال لهم لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم أي لمقت الله إياكم أكبر من مقتكم أنفسكم الأمارة بالسوء إذ تدعون إلى الايمان فتكفرون القمي إن الذين كفروا يعني بني امية إلى الايمان يعني إلى ولاية علي عليه السلام (11) قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين القمي عن الصادق عليه السلام ذلك في الرجعة أقول: لعل المراد أن التثنية إنما تتحقق بالرجعة أو يقولون ذلك في الرجعة بسبب الأحياء والأماتة اللتين في القبر للسؤال فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل فهل إلى نوع خروج من العذاب من طريق فنسلكه وذلك إنما يقولونه من فرط قنوطهم تعللا وتحيرا ولذلك اجيبوا بما اجيبوا (12) ذلكم الذي أنتم فيه بأنه بسبب أنه إذا دعى الله وحده كفرتم بالتوحيد وإن يشرك به تؤمنوا بالأشراك القمي عن الصادق عليه السلام يقول إذا ذكر الله وحده بولاية من أمر الله بولايته كفرتم وإن يشرك به من ليست له ولاية تؤمنوا بأن له ولاية وفي الكافي عنه عليه السلام إذا دعي الله وحده وأهل الولاية كفرتم فالحكم لله العلى الكبير من أن يشكر به ويسوى بغيره حيث حكم عليكم بالعذاب السرمد (13) هو الذى يريكم آياته الدالة على التوحيد وسائر ما يجب أن يعلم وينزل لكم من السماء رزقا أسباب رزق وما يتذكر إلا من ينيب يرجع عن الأنكار بالأقبال عليها والتفكر فيها (14) فادعوا الله مخلصين له الدين من الشرك ولو كره الكافرون إخلاصكم وشق عليهم
[ 337 ]
(15) رفيع الدرجات ذو العرش يلقى الروح من أمره على من يشآء من القمي قال روح القدس وهو خاص برسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام لينذر يوم التلاق يوم القيامة في المعاني عن الصادق عليه السلام والقمي قال يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض (16) يوم هم بارزون خارجون من قبورهم لا يسترهم شئ لا يخفى على الله منهم شئ من أعيانهم وأعمالهم وأحوالهم لمن الملك اليوم لله الواحد القهار حكاية لما يسئل عنه ولما يجاب به بما دل عليه ظاهر الحال فيه من زوال الأسباب وارتفاع الوسايط وأما حقيقة الحال فناطقة بذلك دائما (17) اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب إذ لا يشغله شأن عن شأن في التوحيد عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث تفسير الحروف قال والميم ملك الله يوم لا مالك غيره ويقول الله لمن الملك اليوم ثم تنطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون لله الواحد القهار فيقول الله جل جلاله اليوم تجزى الاية وفي نهج البلاغة وأنه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شئ معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقت ولا مكان ولا حين ولا زمان عدمت عند ذلك الاجال والأوقات وزالت السنون والساعات فلا شئ إلا الواحد القهار الذي إليه مصير جميع الامور بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها وبغير امتناع منها كان فناؤها ولو قدرت على الأمتناع لدام بقاؤها وقد مضى حديث آخر في هذا المعنى في أواخر سورة الزمر والقمي عن الصادق عليه السلام في حديث إماتة الله أهل الأرض وأهل السماء والملائكة قال ثم لبث مثل ما خلق الله الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك ثم يقول
[ 338 ]
الله عز وجل لمن الملك اليوم فيرد على نفسه لله الواحد القهار أين الجبارون أين الذين ادعوا معي إلها آخر أين المتكبرون ونخوتهم ثم يبعث الخلق (18) وأنذرهم يوم الازفة أي القيامة سميت بها لأزوفها أي قربها إذ القلوب لدى الحناجر فإنها ترتفع عن أماكنها فتلتصق بحلوقهم فلا تعود فيتروحوا ولا تخرج فيستريحوا كاظمين على الغم القمي قال مغمومين مكروبين ما للظالمين من حميم قريب مشفق ولا شفيع يطاع يشفع في التوحيد عن الباقر عليه السلام ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه وقد قال النبي صلى الله عليه وآله كفى بالندم توبة وقال من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن فإن من لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما والله تعالى يقول ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع (19) يعلم خائنة الاعين إستراق النظر في المعاني عن الصادق عليه السلام إنه سئل عن معناها فقال ألم تر إلى الرجل ينظر إلى الشئ وكأنه لا ينظر إليه فذلك خائنة الأعين وفي المجمع في حديث ابن أبي سرح فقال له عباد بن بشير يا رسول الله إن عيني ما زالت في عينك انتظار أن تؤمى إلي فأقتله فقال إن الأنبياء لا يكون لهم خائنة الأعين وما تخفى الصدور من الضمائر (20) والله يقضى بالحق والذين يدعون من دونه وقرئ بالتاء لا يقضون بشئ تهكم بهم إن الله هو السميع البصير تقرير لعلمه بخائنة الأعين وقضائه بالحق ووعيد لهم على ما يقولون ويفعلون وتعريض بحال ما يدعون من دونه (21) أو لم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم ما لحال الذين كذبوا الرسل قبلهم كعاد وثمود كانوا هم أشد منهم قوة قدرة وتمكنا وقرئ منكم وآثارا في الارض مثل القلاع والمدائن الحصينة فأخذهم بذنوبهم وما كان لهم
[ 339 ]
من الله من واق يمنع العذاب عنهم (22) ذلك الأخذ بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا فأخذهم الله إنه قوى متمكن مما يريده غاية التمكن شديد العقاب لا يؤبه بعقاب دون عقابه (23) ولقد أرسلنا موسى باياتنا بالمعجزات وسلطان مبين وحجة قاهرة ظاهرة (24) إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب يعنون موسى عليه السلام (25) فلما جائهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه واستحيوا نساءهم أي أعيدوا عليهم ما كنتم تفعلون بهم أو لا كي يصدوا عن مظاهرة موسى وما كيد الكافرين إلا في ضلال في ضياع (26) وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه قاله تجلدا وعدم مبالاة بدعائه قيل كانوا يكفونه عن قتله ويقولون إنه ليس الذي تخافه بل هو ساحر ولو قتلته ظن أنك عجزت عن معارضته بالحجة وتعلله بذلك مع كونه سفاكا في أهون شئ دليل على أنه تيقن أنه نبي فخاف من قتله أو ظن أنه لو حاوله لم يتيسر له في العلل عن الصادق عليه السلام انه سئل عن هذه الاية ما كان يمنعه قال منعته رشدته ولا يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد الزنا إنى أخاف إن لم أقتله أن يبدل دينكم أن يغير ما أنتم عليه من عبادته وعبادة الأصنام كقوله ويذرك وآلهتك أو أن يظهر في الارض الفساد ما يفسد دنياكم من التحارب والتهارج وقرئ بالواو على معنى الجمع وبفتح الياء والهاء ورفع الفساد (27) وقال موسى أي لقومه لما سمع كلامه إنى عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب (28) وقال رجل مؤمن من آل فرعون من أقربائه في العيون عن الرضا عليه السلام كان ابن خاله وفي خبر آخر كان ابن عمه كما
[ 340 ]
يأتي يكتم إيمانه القمي قال كتم إيمانه ست ماة سنة وفي المجمع عن الصادق عليه السلام التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له والتقية ترس الله في الأرض لأن مؤمن آل فرعون لو أظهر الأسلام لقتل وفي المجالس عن النبي صلى الله عليه وآله الصديقون ثلاثة وعد منهم حزقيل مؤمن آل فرعون وقد مر تمامه أتقتلون رجلا اتقصدون قتله أن يقول لأن يقول ربى الله وحده وقد جائكم بالبينات من ربكم أضافه إليهم بعد ذكر البينات إحتجاجا عليهم وإستدراجا لهم إلى الأعتراف به ثم أخذهم بالأحتجاج من باب الأحتياط وإن يك كاذبا فعليه كذبه لا يتخطاه وبال كذبه فيحتاج في دفعه إلى قتله وإن يك صادقا يصبكم بعض الذى يعدكم فلا أقل من أن يصيبكم بعضه وفيه مبالغة في التحذير وإظهار للأنصاف وعدم التعصب ولذلك قدم كونه كاذبا إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب قيل احتجاج ثالث ذو وجهين أحدهما أنه لو كان مسرفا كذابا لما هداه الله الى البينات ولما عضده بتلك المعجزات وثانيهما أن من خذله الله وأهلكه فلا حاجة لكم إلى قتله ولعله أراد به المعنى الأول وخيل إليهم الثاني لتلين شكيمتهم وعرض به فرعون بأنه مسرف كذاب لا يهديه الله سبيل الصواب (29) يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين غالبين عالين في الارض أرض مصر فمن ينصرنا من بأس الله إن جائنا أي فلا تفسدوا أمركم ولا تتعرضوا لبأس الله بقتله فإنه إن جاءنا لم يمنعنا منه أحد وإنما أدرج نفسه فيه ليريهم أنه معهم ومساهمهم فيما ينصح لهم قال فرعون مآ أريكم ما اشير عليكم إلا مآ أرى واستصوبه من قتله وما أهديكم إلا سبيل الرشاد طريق الصواب (30) وقال الذى آمن يا قوم إنى أخاف عليكم في تكذيبه والتعرض له مثل يوم الاحزاب مثل أيام الامم الماضية المتحزبة على الرسل يعني وقايعهم وجمع الأحزاب مع التفسير أغنى عن جميع اليوم (31) مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود مثل سنة الله فيهم حين استأصلهم وأهلكهم جزاء بما كانوا عليه من الكفر وإيذاء الرسول والذين من بعدهم كقوم لوط وما
[ 341 ]
الله يريد ظلما للعباد فلا يعاقبهم بغير ذنب ولا يخلي الظالم منهم بغير انتقام (32) ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد يوم ينادي فيه بعضهم بعضا في المعاني عن الصادق عليه السلام يوم التناد يوم ينادي فيه بعضهم بعضا في المعاني عن الصادق عليه السلام يوم التناد يوم ينادي اهل النار اهل الجنة أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله (33) يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم يعصمكم من عذابه ومن يضلل الله فما له من هاد (34) ولقد جائكم يوسف من قبل موسى بالبينات بالمعجزات فما زلتم في شك مما جائكم به من الدين في المجمع عن الباقر عليه السلام في حديث أنه سئل كان يوسف رسولا نبيا فقال نعم أما تسمع قول الله تعالى لقد جائكم يوسف من قبل بالبينات وقد مر تمامه في سورة يوسف (ع) حتى إذا هلك مات قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله في العصيان من هو مسرف مرتاب شاك فيما يشهد به البينات لغلبة الوهم والأنهماك في التقليد (35) الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان بغير حجة أتيهم بل إما بتقليد أو شبهة داحضة كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار وقرئ قلب بالتنوين (36) وقال فرعون يا هامان ابن لى صرحا بناء مكشوفا عاليا من صرح الشئ إذا ظهر لعلى أبلغ الاسباب الطريق (37) أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وقرئ بالنصب على جواب الترجي وإنى لاظنه كاذبا في دعوى الرسالة وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل سبيل الرشاد وقرئ وصد على أن فرعون صد الناس عن الهدى بأمثال هذه التمويهات والشبهات وما كيد فرعون إلا في تباب أي خسار
[ 342 ]
(38) وقال الذى آمن يا قوم اتبعون أهدكم بالدلالة سبيل الرشاد (39) يا قوم إنما هذه الحيوة الدنيا متاع تمتع يسير لسرعة زوالها وإن الاخرة هي دار القرار لخلودها (40) من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها عدلا من الله سبحانه ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب بغير تقدير وموازنة بالعمل أضعافا مضاعفة فضلا من الله ورحمة (41) ويا قوم مالى أدعوكم إلى النجوة وتدعونني إلى النار (42) تدعونني لاكفر بالله وأشرك به ما ليس لى به بربوبيته علم والمراد نفي المعلوم والأشعار بأن الالوهية لا بد لها من برهان وإعتقادها لا يصح إلا عن إيقان وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار المستجمع لصفات الالوهية من كمال القدرة والغلبة والتمكن من المجازاة والقدرة على التعذيب والغفران (43) لا جرم لا رد لما دعوه إليه وجرم بمعنى حق أن ما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة قيل أي حق عدم دعوة آلهتكم إلى عبادتها أو عدم دعوة مستجابة لها وأن مردنآ إلى الله بالموت وأن المسرفين في الضلالة والطغيان هم أصحاب النار (44) فستذكرون عند معاينة العذاب مآ أقول لكم من النصيحة وأفوض أمرى إلى الله ليعصمني من كل سوء إن الله بصير بالعباد فيحرسهم (45) فوقيه الله سيئات ما مكروا شدائد مكرهم القمي يعني مؤمن آل فرعون وحاق بال فرعون سوء العذاب في الكافي والمحاسن عن الصادق عليه السلام في هذه الاية أما لقد سطوا عليه وقتلوه ولكن أتدرون ما وقاه وقاه أن يفتنوه في دينه والقمي عنه عليه السلام والله لقد قطعوه إربا إربا ولكن وقاه الله أن يفتنوه في دينه
[ 343 ]
وفي الأحتجاج عنه عليه السلام في حديث له قال كان حزقيل يدعوهم إلى توحيد الله ونبوة موسى (ع) وتفضيل محمد على جميع رسل الله وخلقه وتفضيل علي ابن أبي طالب والخيار من الأئمة عليهم السلام على ساير أوصياء النبيين وإلى البراءة من ربوبية فرعون فوشى به الواشون إلى فرعون وقالوا إن حزقيل يدعو إلى مخالفتك ويعين اعداءك على مضادتك فقال لهم فرعون ابن عمي وخليفتي على ملكي وولي عهدي إن فعل ما قلتم فقد استحق العذاب على كفره بنعمتي وإن كنتم عليه كاذبين فقد استحققتم أشد العذاب لأيثاركم الدخول في مساءة فجاء بحزقيل وجاء بهم فكاشفوه وقالوا ءأنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر بنعماه فقال حزقيل أيها الملك هل جربت علي كذبا قط قال لا قال فسلهم من ربهم قالوا فرعون هذا قال ومن خالقكم قالوا فرعون هذا قال ومن رازقكم الكافل لمعايشكم والدافع عنكم مكارهكم قالوا فرعون هذا قال حزقيل أيها الملك فاشهدك وكل من حضرك أن ربهم هو ربي وخالقهم هو خالقي ورازقهم هو رازقي ومصلح معايشهم هو مصلح معايشي لا رب لي ولا رازق غير ربهم وخالقهم ورازقهم واشهدك ومن حضرك أن كل رب ورازق وخالق سوى ربهم وخالقهم ورازقهم فأنا برئ منه ومن ربوبيته وكافر بإلهيته يقول حزقيل هذا وهو يعني أن ربهم هو الله ربي ولم يقل إن الذي قالوا أنه ربهم هو ربي وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره وتوهم وتوهموا أنه يقول فرعون ربي وخالقي ورازقي فقال لهم فرعون يا رجال السوء يا طلاب الفساد في ملكي ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وهو عضدي أنتم المستحقون لعذابي لأرادتكم فساد أمري وإهلاك ابن عمي والفت في عضدي ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كل واحد منهم وتد وفي صدره وتد ومر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم فذلك ما قال الله تعالى فوقيه الله سيئات ما مكروا به لما وشوا به إلى فرعون ليهلكوه وحاق بال فرعون سوء العذاب وهم الذين وشوا بحزقيل إليه لما أوتد فيهم الأوتاد ومشط عن أبدانهم لحومها بالأمشاط (46) النار يعرضون عليها غدوا وعشيا في المجمع عن الصادق عليه السلام ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة لأن في نار
[ 344 ]
القيامة لا يكون غدو وعشي ثم قال إن كانوا إنما يعذبون في النار غدوا وعشيا فيما بين ذلك هم من السعداء لا ولكن في نار البرزخ قبل يوم القيامة ألم تسمع قوله عز وجل ويوم تقوم الساعة الاية والقمي قال عنى ذلك في الدنيا قبل يوم القيامة وذلك أن في القيامة لا يكون غدو ولا عشاء لأن الغدو والعشاء إنما يكون في الشمس والقمر وليس في جنان الخلد ونيرانها شمس ولا قمر قال وسئل الصادق عليه السلام عن هذه الاية فقال ما يقول الناس فيها فقيل يقولون إنها في نار الخلد وهم لا يعذبون فيما بين ذلك فقال فهم من السعداء ثم قال إنما هذا في الدنيا وأما في نار الخلد فهو قوله ويوم تقوم الساعة الاية وفي الكافي عنه عليه السلام أن أرواح الكفار في نار جهنم يعرضون عليها يقولون ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأولنا وعن الباقر عليه السلام إن لله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم فإذا طلع الفجر هاجت إلى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نار الدنيا كانوا فيه يتلاقون ويتعارفون فإذا كان المساء عادوا إلى النار فهم كذلك إلى يوم القيامة وفي المجمع عن النبي صلى الله عليه وآله قال إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي وإن كان من أهل الجنة فمن الجنة وإن كان من أهل النار فمن النار يقال هذا مقعدك حتى يبعثك الله يوم القيامة ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب وقرئ ادخلوا بضمتين (47) وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفواء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار بالدفع أو الحمل في مصباح المتهجد في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام خطب بها يوم الغدير وقرأ فيها هذه الاية ثم أفتدرون الأستكبار ما هو هو ترك الطاعة لمن امروا
[ 345 ]
بطاعته والترفع على من ندبوا إلى متابعته والقرآن ينطق من هذا عن كثير (48) قال الذين استكبروا إنا كل فيها نحن وأنتم فكيف نغني عنكم ولو قدرنا لاغنينا عن أنفسنا إن الله قد حكم بين العباد ولا معقب لحكمه (49) وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب (50) قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات أرادوا به إلزامهم الحجة وتوبيخهم على إضاعتهم أوقات الدعاء وتعطيلهم أسباب الأجابة قالوا بلى قالوا فادعوا فإنا لا نجتري فيه إذ لم يؤذن لنا في الدعاء لأمثالكم وفيه إقناط لهم عن الأجابة وما دعاء الكافرين إلا في ضلال في ضياع لا يجاب (51) إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحيوة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد القمي يعني الأئمة عليهم السلام وعن الصادق عليه السلام ذلك والله في الرجعة أما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا والأئمة عليهم السلام من بعدهم قتلوا ولم ينصروا وذلك في الرجعة (52) يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم لبطلانها وقرئ بالتاء ولهم اللعنة البعد من الرحمة ولهم سوء الدار جهنم (53) ولقد آتينا موسى الهدى ما يهتدى به في الدين من المعجزات والصحف والشرايع وأورثنا بنى إسرائيل الكتاب وتركنا عليهم بعده من ذلك التوراة هدى وذكرى هداية وتذكرة لاولى الالباب لذوي العقول السليمة (55) فاصبر على أذى المشركين إن وعد الله حق بالنصر واستغفر لذنبك لترك الأولى والأهتمام بأمر العدى وسبح بحمد ربك بالعشى والابكار (56) إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتيهم عام في كل مجادل
[ 346 ]
مبطل وإن نزلت في مشركي مكة أو اليهود على ما قيل إن في صدورهم إلا كبر إلا عظمة وتكبر عن الحق ما هم ببالغيه ببالغي مقتضى تلك العظمة لأن الله مذلهم فاستعذ بالله فالتجئ إليه إنه هو السميع البصير لأقوالكم وأفعالكم (57) لخلق السموات والارض أكبر من خلق الناس فمن قدر على خلقها أولا من غير أصل قدر على خلق الناس ثانيا من أصل كذا قيل ولكن أكثر الناس لا يعلمون لأنهم لا ينظرون ولا يتأملون لفرط غفلتهم وإتباعهم أهوائهم (58) وما يستوى الاعمى والبصير الجاهل والمستبصر والذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسئ والمحسن والمسئ فينبغي أن يكون لهم حال يظهر فيها التفاوت وهي ما بعد البعث قليلا ما تتذكرون وقرئ بالتاء (59) إن الساعة لاتية لا ريب فيها في مجيئها ولكن أكثر الناس لا يؤمنون لا يصدقون بها لقصور نظرهم على ظاهر ما يحسون به (60) وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي دعائي سيدخلون جهنم داخرين صاغرين وقرئ سيدخلون بضم الياء وفتح الخاء في الكافي عن الباقر عليه السلام في هذه الاية قال هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء وعنه عليه السلام أنه سئل أي العبادة أفضل فقال له ما من شئ أفضل عند الله عز وجل من أن يسئل ويطلب ما عنده وما من أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسئل ما عنده وعن الصادق عليه السلام ادع ولا تقل قد فرغ من الأمر فإن الدعاء هو العبادة إن الله يقول وتلا هذه الاية وفي الصحيفة السجادية بعد ذكر هذه الاية فسميت دعاءك عبادة وتركه إستكبارا وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين وفي الأحتجاج عن الصادق عليه السلام أنه سئل أليس يقول الله ادعوني
[ 347 ]
أستجب لكم وقد نرى المضطر يدعوه ولا يجاب له والمظلوم يستنصره على عدوه فلا ينصره قال ويحك ما يدعوه أحد إلا استجاب له أما الظالم فدعاؤه مردود إلى أن يتوب وأما المحق فإذا دعاه استجاب له وصرف عنه البلاء من حيث لا يعلمه أو ادخر له ثوابا جزيلا ليوم حاجته إليه وإن لم يكن الأمر الذي سئل العبد خيرا له إن أعطاه أمسك عنه والمؤمن العارف بالله ربما غر عليه أن يدعوه فيما لا يدري أصواب ذلك أم خطأ وقد مضت أخبار اخر في هذا المعنى في سورة البقرة عند قوله تعالى أجيب دعوة الداع إذا دعان (61) الله الذى جعل لكم الليل لتسكنوا فيه لتستريحوا فيه بأن خلقه باردا مظلما ليؤدي إلى ضعف المحركات أو هدوء الحواس والنهار مبصرا يبصر فيه أو به وإسناد الأبصار إليه مجاز فيه مبالغة إن الله لذو فضل على الناس فضل لا يوازيه فضل ولكن أكثر الناس لا يشكرون لجهلهم بالمنعم وإغفالهم عن مواقع النعم (62) ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون تصرفون عن عبادته إلى عبادة غيره (63) كذلك يؤفك الذين كانوا بايات الله يجحدون (64) الله الذى جعل لكم الارض قرارا والسماء بناءا وصوركم فأحسن صوركم بأن خلقكم منتصب القامة بادي البشرة متناسب الأعضاء والتخطيطات متهيا لمزاولة الصنايع واكتساب الكمالات ورزقكم من الطيبات اللذائذ ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين فإن كل ما سواه مربوب مفتقر بالذات معرض للزوال (65) هو الحى المتفرد بالحيوة الذاتية لا إله إلا هو لا أحد يساويه أو يدانيه في ذاته وصفاته فادعوه فاعبدوه مخلصين له الدين من الشرك والرياء الحمد لله رب العالمين قائلين له القمي عن السجاد عليه السلام إذا قال أحدكم لا إله إلا الله فليقل الحمد لله رب العالمين فإن الله يقول هو الحى الاية
[ 348 ]
(66) قل إنى نهيت ان أعبد الذين تدعون من دون الله لما جائني البينات من ربى وأمرت أن أسلم لرب العالمين أن أنقاد واخلص له ديني (67) هو الذى خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا ثم يبقيكم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل من قبل الشيخوخة أو بلوغ الأشد ولتبلغوا ويفعل ذلك لتبلغوا أجلا مسمى وقت الموت ولعلكم تعقلون ما في ذلك من الحجج والعبر (68) هو الذى يحى ويميت فإذا قضى أمرا فإذا أراده فإنما يقول له كن فيكون من غير عدة وتجشم كلفه بلا صوت ولا حرف والفاء الاولى للدلالة على أن ذلك نتيجة ما سبق (69) ألم تر إلى الذين يجادلون في آيات الله أنى يصرفون عن التصديق بها (70) الذين كذبوا بالكتاب وبما أرسلنا رسلنا فسوف يعلمون جزاء تكذيبهم (71) إذ الاغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون بها (72) في الحميم ثم في النار يسجرون يحرقون (73) ثم قيل لهم أينما كنتم تشركون (74) من دون الله قالوا ضلوا عنا ضاعوا عنا فلم نجد ما كنا نتوقع منهم بل لم نكن ندعو من قبل شيئا بل تبين لنا إنا لم نكن نعبد شيئا بعبادتهم في الكافي والقمي عن الباقر عليه السلام فأما النصاب من أهل القبلة فإنهم يخد لهم خدا الى النار التي خلقها الله في المشرق فيدخل عليهم منها اللهب والشرر والدخان وفورة الحميم إلى يوم القيامة ثم مصيرهم إلى الحميم ثم في النار يسجرون ثم قيل لهم أينما كنتم تشركون من دون الله أي أين إمامكم الذي اتخذتموه دون الأمام الذى جعل الله للناس إماما
[ 349 ]
وفي البصاير عنه عليه السلام قال كنت خلف أبي وهو على بغلته فنفرت بغلته فإذا هو شيخ في عنقه سلسلة ورجل يتبعه فقال يا علي بن الحسين اسقني فقال الرجل لا تسقه لا سقاه الله وكان الشيخ معاوية وفي هذا المعنى أخبار اخر كذلك يضل الله الكافرين حتى لأيهتدوا إلى شئ ينفعهم في الاخرة القمي عن الباقر عليه السلام في هذه الاية قال فقد سماهم الله كافرين مشركين بأن كذبوا بالكتاب وقد أرسل الله رسله بالكتاب وبتأويله فمن كذب بالكتاب أو كذب بما أرسل الله به رسله من تأويل الكتاب فهو مشرك كافر (75) ذلكم بما كنتم تفرحون في الارض تبطرون وتتكبرون بغير الحق وهو الشرك والطغيان وبما كنتم تمرحون تتوسعون في الفرح (76) ادخلوا أبواب جهنم الأبواب السبعة المقسومة لكم خالدين فيها مقدرين الخلود فبئس مثوى المتكبرين عن الحق جهنم (77) فاصبر إن وعد الله باهلاك الكفار وتعذيبهم حق كائن لا محالة فإما نرينك فإن نرك وما مزيدة لتأكيد الشرطية ولذلك لحقت النون الفعل بعض الذى نعدهم وهو القتل والأسر أو نتوفينك قبل أن تراه فإلينا يرجعون يوم القيامة فنجازيهم بأعمالهم (78) ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك في الخصال عنهم عليهم السلام إن عددهم ماة ألف وأربعة وعشرون ألفا وفي المجمع عن علي بعث الله نبيا أسود لم يقص علينا قصته وما كان لرسول أن يأتي باية إلا بإذن الله فإن المعجزات عطايا قسمها بينهم على ما اقتضت حكمته ليس لهم إختيار في إيثار بعضها والأستبداد بإتيان المقترح بها فإذا جاء أمر الله بالعذاب في الدنيا والاخرة قضى بالحق بانجاء المحق وتعذيب المبطل وخسر هنالك المبطلون المعاندون بإقتراح الايات بعد ظهور ما يغنيهم عنها
[ 350 ]
(79) الله الذى جعل لكم الانعام لتركبوا منها ومنها تأكلون فإن منها ما يؤكل كالغنم ومنها ما يؤكل ويركب كالأبل والبقر (80) ولكم فيها منافع كالألبان والجلود والأوبار ولتبلغوا عليها حاجة في صدوركم بالمسافرة عليها وعليها في البر وعلى الفلك في البحر تحملون (81) ويريكم آياته الدالة على كمال قدرته وفرط رحمته فأى آيات الله تنكرون فإنها لظهورها لا تقبل الأنكار (82) أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أكثر منهم وأشد منهم قوة وآثارا في الارض ما بقي منهم من القصور والمصانع وغير ذلك فما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون ما الاولى تحتمل النافية والأستفهامية والثانية الموصولة والمصدرية (83) فلما جآئتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم واستحقروا علم الرسل وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن (84) فلما رأوا بأسنا شدة عذابنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين يعنون الأصنام (85) فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا لأنه غير مقبول حينئذ سنة الله التى قد خلت في عباده سن الله ذلك سنة ماضية في العباد وخسر هنالك الكافرون أي وقت رؤيتهم البأس استعير اسم المكان للزمان في العيون عن الرضا عليه السلام أنه سئل لأي ذعلة غرق الله تعالى فرعون وقد آمن به وأقر بتوحيده قال لأنه آمن عند رؤية البأس والأيمان عند رؤية البأس غير مقبول وذلك حكم الله تعالى ذكره في السلف والخلف قال الله عز وجل فلما رأوا بأسنا الايتين وفي الكافي قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بإمرأة مسلمة فأراد أن يقيم عليه الحد فأسلم فقيل قد هدم إيمانه شركه وفعله وقيل يضرب ثلاثة حدود وقيل غير
[ 351 ]
ذلك فأرسل المتوكل إلى الهادي عليه السلام وسأله عن ذلك فكتب عليه السلام يضرب حتى يموت فأنكروا ذلك وقالوا هذا شئ لم ينطق به كتاب ولم تجئ به سنة فسلوه ثانيا البيان فكتب هاتين الايتين بعد البسملة فأمر به المتوكل فضرب حتى مات في ثواب الأعمال والمجمع عن الباقر عليه السلام قال من قرأ حم المؤمن في كل ليلة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وألزمه كلمة التقوى وجعل الاخرة خيرا له من الدنيا وعن الصادق عليه السلام الحواميم رياحين القرآن