[ 1449 ]
سورة الليل [ مكية، وهي إحدى وعشرون آية ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم (والليل إذا يغشى): يغشى الشمس أو النهار. (والنهار إذا تجلى): ظهر بزوال ظلمة الليل. قال: (الليل في هذا الموضع الثاني، غشى أمير المؤمنين عليه السلام في دولته التي جرت له عليه، وأمير المؤمنين عليه السلام يصبر في دولتهم، حتى تنقضي. والنهار هو القائم منا أهل البيت، إذا قام غلب دولة الباطل. قال: والقرآن ضرب فيه الأمثال للناس، وخاطب نبيه به ونحن، فليس يعلمه غيرنا) (2). (وما خلق): والذي خلق (الذكر والأنثى). (إن سعيكم لشتى): إن مساعيكم لمختلفة، منكم من يسعى في الخير ومنكم من يسعى في الشر. (فأما من أعطى) الطاعة (واتقى) المعصية.
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - القمي 2: 425، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)
[ 1450 ]
(وصدق بالحسنى): بالكلمة الحسنى، والمثوبة من الله. وفي رواية: (بالولاية) (1). (فسنيسره لليسرى): فسنوفقه حتى تكون الطاعة أيسر الأمور عليه. (وأما من بخل) بما أمر به (واستغنى) بشهوات الدنيا عن نعيم العقبى. (وكذب بالحسنى). (فسنيسره للعسرى): فسنخذله حتى تكون الطاعة له أعسر شئ. (وما يغني عنه ماله إذا تردى): إذا هلك. (نزلت الايات في أبي الدحداح، حين اشترى نخلة كانت في دار رجل، لاخر يؤذيه بالدخول عليه بغير إذن، فشكاه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لصاحب النخلة: بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة. فلم يقبل. فقال: بحديقة في الجنة. فلم يقبل فاشتراها أبو الدحداح منه بحائط له - وفي رواية: (بأربعين نخلة وأعطاها صاحب الدار) (2) - فقال رسول الله صلى الله عليه وآله رضى الله عنه رضى الله عنه عليها السلام (3) لأبي الدحداح: لك في الجنة حدائق وحدائق. فأنزل الله في ذلك: (فأما من أعطى (الايات). كذا ورد (4). وفي رواية. قال: (فأما من أعطى) مما آتاه الله (واتقى وصدق بالحسنى)، أي: بأن الله يعطي بالواحد عشرا إلى مائة ألف فما زاد، (فسنيسره لليسرى): لا يريد شيئا من الخير إلا يسر الله له. و (أما من بخل) بما آتاه الله و (كذب بالحسنى)، بأن الله يعطي بالواحد عشرا إلى مائة ألف، (فسنيسره للعسرى): لا يريد شيئا من الشر إلا يسر له، (وما يغني عنه ما له إذا تردى). قال: والله ما تردى من جبل ولا من حائط ولا في بئر، ولكن تردى في نار جهنم) (4). (إن علينا للهدى) القمي: علينا أن نبين لهم (5).
__________________________
(1) - القمي 2: 426، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(2) - قرب الأسناد: 355، الحديث: 1273، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، القمي 2: 426.
(3) - الكافي 4: 46، الحديث: 5، عن أبي جعفر عليه السلام.
(4) - الكافي 4: 46، الحديث: 5، عن أبي جعفر عليه السلام.
(5) - القمي 2: 426.(*)
[ 1451 ]
(وإن لنا للاخرة والأولى) فنعطي في الدارين ما نشاء لمن تشاء. (فأنذرتكم نارا تلظى): تتلهب. (لا يصلاها إلا الأشقى). (الذي كذب وتولى) القمي: يعني هذا الذي بخل على رسول الله صلى الله عليه وآله، أراد صاحب النخلة (1). وورد: (في جهنم واد فيه نار لا يصلاها إلا الأشقى: فلان الذي كذب رسول الله في علي، وتولى عن ولايته. ثم قال: النيران بعضها دون بعض، فما كان من نار بهذا الوادي فللنصاب) (2). (وسيجنبها الأتقى). (الذي يؤتي ماله يتزكى) القمي: أبو الدحداح (3). (وما لأحد عنده من نعمة تجزى) فيقصد بإيتائه مكافأتها. (إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى) ولكن يؤتيه لله عزوجل خالصا مخلصا. (ولسوف يرضى) إذا أدخله الله الجنة.
__________________________
(1) - القمي 2: 426.
(2) - القمي 2: 426، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(3) - المصدر.(*)