[ 1446 ]
سورة الشمس [ مكية، وهي خمس عشرة آية ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم (والشمس وضحاها): امتداد ضوئها وانبساطه وإشراقه. (والقمر إذا تلاها): طلع عند غروبها، آخذا من نورها. (والنهار إذا جلاها) عند انبساطه. (والليل إذا يغشاها) فيظلم الافاق ويلبسها سواده. قال: (الشمس رسول الله صلى الله عليه وآله، به أوضح الله للناس دينهم، والقمر أمير المؤمنين عليه السلام، تلا رسول الله ونفثه بالعلم نفثا. والليل أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل الرسول، وجلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم، فغشوا دين الله بالظلم والجور، فحكى الله فعلهم فقال: (والليل إذا يغشيها). والنهار الأمام من ذرية فاطمة، يسأل عن دين رسول الله فيجليه لمن سأله فحكى الله قوله فقال: (والنهار إذا جليها) (2).
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - الكافي 8: 50، الحديث: 12، القمي 2: 424، عن أبي عبد الله عليه السلام.(*)
[ 1447 ]
(والسماء وما بناها): والقادر الذي بناها. (والأرض وما طحاها): والصانع الذي دحاها. (ونفس وما سواها): والخالق الذي سواها، أي عدل خلقها. القمي: خلقها وصورها (1). (فألهمها فجورها وتقواها) قال: (بين لها ما تأتي وما تترك) (2). (قد أفلح من زكاها): طهر نفسه. (وقد خاب من دساها): أغواها. قال: (قد أفلح من أطاع، وقد خاب من عصى) (3). وقال: (من زكاها أمير المؤمنين زكاه ربه). ومن دساها هو الأول والثاني، في بيعته إياه، حين مسح على كفه) (4). قيل: (قد أفلح) جواب القسم، وحذف اللام للطول (5). وقيل: بل استطرد بذكر أحوال النفس، والجواب محذوف، تقديره: ليدمدمن الله على كفار مكة لتكذيبهم رسوله، كما دمدم على ثمود لتكذيبهم صالحا (6). (كذبت ثمود بطغواها) قال: (يقول: الطغيان حملها على التكذيب) (7). (إذ انبعث أشقاها): أشقى ثمود، وهو قدار بن سالف. القمي: الذي عقر الناقة (8). فقال لهم رسول الله: صالح ناقة الله أي: ذروا ناقة الله، واحذروا عقرهإ
__________________________
(1) - القمي 2: 424.
(2) - الكافي 1: 163، الحديث: 3، عن أبي عبد الله عليه السلام، مجمع البيان 9 - 10: 498، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
(3) - مجمع البيان 9 - 10: 498، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4) - القمي 2: 424، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(5) - البيضاوي 5: 187.
(6) - الكشاف 4: 259، البيضاوي 5: 187.
(7) - القمي 2: 424، عن أبي جعفر عليه السلام.
(8) - القمي 2: 424.(*)
[ 1448 ]
(وسقياها) فلا تذودوها (1) عنها. (فكذبوه) فيما حذرهم من حلول العذاب إن فعلوا (فعقروها فدمدم عليهم ربهم) فأطبق عليهم العذاب (بذنبهم): بسببه (فسواها): فسوى الدمدمة، فلم يلتفت منها صغير ولا كبير. القمي: أخذهم بغتة وغفلة بالليل (2). (ولا يخاف عقباها): عاقبة الدمدمة، فيبقى بعض الأبقاء. كذا قيل (3). والقمي: من بعد هؤلاء الذين أهلكناهم لا يخافون (4).
__________________________
(1) - أي: لا تطردوها عن السقي. ذاده: دفعه وطرده. المعجم الوسيط: 317(ذود).
(2) - القمي 2: 424.
(3) - البيضاوي 5: 187.
(4) - القمي 2: 424.(*)