[ 1435 ]
سورة الغاشية [ مكية، وهي ست وعشرون آية ] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم (هل أتاك حديث الغاشية): الداهية التي تغشى الناس بشدائدها، يعني يوم القيامة. (وجوه يومئذ خاشعة): ذليلة. (عاملة ناصبة): عملت ونصبت في أعمال لا تعنيها. قال: (كل ناصب وإن تعبد واجتهد فمنسوب إلى هذه الاية) (2). (تصلى نارا حامية): متناهية في الحر. (تسقى من عين انية) قيل: بلغت إناها في الحر (3). (ليس لهم طعام إلا من ضريع). (لا يسمن ولا يغني من جوع) القمي: عرق أهل النار وما يخرج من فروج
__________________________
(1) - ما بين المعقوفتين من(ب).
(2) - الكافي 8: 213، قطعة من حديث: 259، الأمالي(للصدوق): 501، ذيل الحديث: 4، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام.
(3) - البيضاوي 5: 183.(*)
[ 1436 ]
الزواني (1). روي: (الضريع شئ يكون في النار يشبه الشوك، أمر من الصبر وأنتن من الجيفة، وأشد حرا من النار، سماه الله (الضريع) (2). وورد: عن جبرئيل: (لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا، لمات أهلها من نتنها) (3). (وجوه يومئذ ناعمة): ذات بهجة. (لسعيها راضية). (في جنة عالية). (لا تسمع فيها لاغية) القمي: الهزل والكذب (4). (فيها عين جارية). (فيها سرر مرفوعة). (وأكواب موضوعة). (ونمارق مصفوفة) بعضها إلى بعض. (وزرابي مبثوثة) قيل: النمارق: المساند، والزرابي: البسط الفاخرة. مبثوثة أي مبسوطة (5). والقمي: كل شئ خلقه الله في الجنة له مثال في الدنيا إلا الزرابي فإنه لا يدري ما هي (6). وورد: (لولا أن الله قدرها لهم لالتمعت أبصارهم بما يرون) (7). (أفلا ينظرون) نظر اعتبار (إلى الأبل كيف خلقت) خلقا دالا على كمال قدرته وحسن تدبيره، حيث خلقها لجر الأثقال إلى البلاد النائية، فجعلها عظيمة، باركة للحمل، ناهضة بالحمل، منقادة لمن اقتادها، طوال الأعناق لتنوء بالأوقار، ترعى كل نابت،
__________________________
(1) - القمي 2: 418.
(2) - الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 20: 30، مجمع البيان 9 - 10:، عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
(3) - القمي 2: 81، ذيل الاية: 22، من سورة الحج، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(4) - المصدر: 418.
(5) - البيضاوي 5: 183، الجامع لأحكام القرآن(للقرطبي) 20: 34.
(6) - القمي 2: 418.
(7) - مجمع البيان 9 - 10: 480، عن أمير المؤمنين عليه السلام.(*)
[ 1437 ]
وتحتمل العطش، ليتأتى لها قطع البراري والمفاوز. قال الله تعالى) وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس) (1) مع مالها من منافع أخر. (وإلى السماء كيف رفعت) بلا عمد. (وإلى الجبال كيف نصبت) راسخة لا تميل. (وإلى الأرض كيف سطحت): بسطت حتى صارت مهادا. وقرأ علي عليه السلام بفتح الأوائل وضم التاء (2). (فذكر إنما أنت مذكر) فلا عليك إن لم ينظروا ولم يذكروا. (لست عليهم بمسيطر): بمتسلط. والقمي: لست بحافظ ولا كاتب عليهم (3). (إلا من تولى وكفر): ولكن من تولى وكفر. (فيعذبه الله العذاب الأكبر): الغليظ الشديد الدائم. (إن إلينا إيابهم): رجوعهم ومصيرهم بعد الموت. (ثم إن علينا حسابهم): جزاءهم على أعمالهم. قال: (إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا، فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم) (4). وفي رواية: (وما كان بينهم وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عزوجل) (5).
__________________________
(1) - النحل(16): 7.
(2) - مجمع البيان 9 - 10: 477، عن أمير المؤمنين عليه السلام.
(3) - القمي 2: 419.
(4) - الأمالي(للشيخ الطوسي) 2: 21، عن أبي عبد الله عليه السلام.
(5) - الكافي 8: 162، الحديث: 167، عن الكاظم عليه السلام.(*)