00989338131045
 
 
 
 
 
 

 سورة المنافقون 

القسم : تفسير القرآن الكريم   ||   الكتاب : الاصفى في تفسير القران (الجزء الثاني)   ||   تأليف : المولى محمد حسين الفيض الكاشاني

سورة المنافقون [ مدنية، وهي إحدى عشرة آية ] 1

بسم الله الرحمن الرحيم * (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) * لأنهم لم يعتقدوا ذلك. لما كانت الشهادة إخبارا عن علم، لأنها من الشهود بمعنى الحضور والاطلاع، صدق المشهود به، وكذبهم في الشهادة. * (إتخذوا أيمانهم) *: حلفهم الكاذب * (جنة) *: وقاية عن القتل والسبي * (فصدوا عن سبيل الله) * صدا أو صدودا. * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) * من نفاقهم وصدهم. * (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم) * حتى تمرنوا على الكفر واستحكموا فيه * (فهم لا يفقهون) *. * (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم) * لضخامتها وصباحتها 2. * (وإن يقولوا تسمع لقولهم) * لذلاقتهم 3 وحلاوة كلامهم * (كأنهم خشب مسندة) * إلى الحائط، في كونهم

__________________________

1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 - الصباحة: الجمال. الصحاح 1: 380(صبح). 3 - لسان ذلق: بليغ فصيح. مجمع البحرين 5: 165(ذلق).(*)

[ 1307 ]

أشباحا خالية عن العلم والنظر. قال: يقول: (لا يسمعون ولا يعقلون) 1. * (يحسبون كل صيحة عليهم) * أي: واقعة عليهم، لجبنهم واتهامهم * (هم العدو) * استئناف. * (فاحذرهم قاتلهم الله) * دعاء عليهم * (أنى يؤفكون) *: كيف يصرفون عن الحق. * (وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم عطفوها إعراضا واستكبارا * (ورأيتهم يصدون) *: يعرضون عن الاستغفار * (وهم مستكبرون) * عن الاعتذار. * (سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم لرسوخهم في الكفر * (إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) *. * (هم الذين يقولون) * أي: للأنصار * (لا تنفقوا على من عند رسول الله) * يعنون فقراء المهاجرين * (حتى ينفضوا ولله خزائن السموات والأرض) *: بيده الأرزاق والقسم * (ولكن المنافقين لا يفقهون) * ذلك، لجهلهم بالله. * (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) *. القمي: ما ملخصه: إن أنصاريا من قوم عبد الله بن أبي ومهاجريا تنازعا في بعض الغزوات على ماء، وكاد أن تقع الفتنة، فأخبر ابن أبي بذلك، فأقبل على أصحابه، فقال: هذا عملكم، أنزلتموهم منازلكم وواسيتموهم بأموالكم، ووقيتموهم بأنفسكم، وأبرزتم نحوركم للقتل، فأرمل نساءكم، وإيتم صبيانكم، ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم. ثم قال:) لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل (. وكان في القوم زيد بن أرقم 2، وكان غلاما قد راهق، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره بما قال ابن أبي فقال له: لعلك وهمت يا غلام. قال: لا والله ما وهمت. فقال: لعلك غضبت عليه قال: لا والله ما

__________________________

1 - القمي 2: 370، عن أبي جعفر عليه السلام. 2 - زيد بن أرقم الخزرجي الأنصاري: صحابي، غزا مع النبي صلى الله عليه وآله سبع عشرة غزوة، وشهد صفين مع علي، ومات بالكوفة سنة: 68. راجع: أعيان الشيعة 7: 87، تنقيح المقال 1: 461، معجم رجال الحديث 7: 333، تهذيب التهذيب 3: 394.(*)

[ 1308 ]

غضبت عليه. قال: فلعله سفه عليك. قال: لا والله. فرحل رسول الله صلى الله عليه وآله في غير وقت رحيل، ورحل الناس معه، فسار يومه كله لا يكلمه أحد. فأقبلت الخزرج على عبد الله بن أبي يعذلونه. فحلف أنه لم يقل شيئا من ذلك. فقالوا: فقم بنا إلى رسول الله حتى نعتذر إليه، فلوى عنقه. فلما كان من الغد نزل رسول الله ونزل أصحابه، فجاء ابن أبي إليه وحلف أنه لم يقل شيئا من ذلك، وأنه ليشهد أن لا إله إلا الله، وأنك لرسول الله، وأن زيدا قد كذب علي. فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله منه. وأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له: كذبت على عبد الله سيدنا، وكان زيد يقول: اللهم إنك لتعلم أني لم أكذب على عبد الله بن أبي. فما سار إلا ليلا حتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ما كان يأخذه من البرحاء 1 عند نزول الوحي، فثقل حتى كادت ناقته أن تبرك، فسرى عنه وهو يسكب العرق عن جبهته، ثم أخذ بأذن زيد فرفعه من الرحل، ثم قال: يا غلام صدق فوك ووعي قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا. فلما نزل، جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين. ففضح الله ابن أبي وأصحابه، فمشى إليهم عشائرهم فقالوا لهم: قد افتضحتم ويلكم فاتوا نبي الله يستغفر لكم، فلووا رؤوسهم وزهدوا في الاستغفار 2. * (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم) * لا يشغلكم تدبيرها والاهتمام بها * (عن ذكر الله) * كالصلاة وسائر العبادات * (ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) * لأنهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني. * (وأنفقوا من ما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت) *: أن يرى دلائله * (فيقول رب لولا أخرتني) *: أمهلتني * (إلى أجل قريب فأصدق) *: فأتصدق. قال: (أصدق، من

__________________________

1 - برحاء: شدة الأذى. الصحاح 1: 355(برح). 2 - القمي 2: 368 - 370.(*)

[ 1309 ]

الصدقة) 1. * (وأكن من الصالحين) * قال: (أحج) 2. وقال: (الصلاح الحج) 3. * (ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها) *. قال: (إن عند الله كتبا موقوفة يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء، فإذا كان ليلة القدر أنزل الله فيها كل شئ يكون إلى مثلها، فذلك قوله) ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها (: إذا أنزله الله، وكتبه كتاب السماوات، وهو الذي لا يؤخره) 4. * (والله خبير بما تعملون) *.

__________________________

1 و 2 - من لا يحضره الفقيه 2: 142، الحديث: 618. 3 - مجمع البيان 9 - 10: 296، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - القمي 2: 547، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)



 
 

  أقسام المكتبة :
  • نصّ القرآن الكريم (1)
  • مؤلّفات وإصدارات الدار (21)
  • مؤلّفات المشرف العام للدار (11)
  • الرسم القرآني (14)
  • الحفظ (2)
  • التجويد (4)
  • الوقف والإبتداء (4)
  • القراءات (2)
  • الصوت والنغم (4)
  • علوم القرآن (14)
  • تفسير القرآن الكريم (108)
  • القصص القرآني (1)
  • أسئلة وأجوبة ومعلومات قرآنية (12)
  • العقائد في القرآن (5)
  • القرآن والتربية (2)
  • التدبر في القرآن (9)
  البحث في :



  إحصاءات المكتبة :
  • عدد الأقسام : 16

  • عدد الكتب : 214

  • عدد الأبواب : 96

  • عدد الفصول : 2011

  • تصفحات المكتبة : 21402997

  • التاريخ : 19/04/2024 - 18:53

  خدمات :
  • الصفحة الرئيسية للموقع
  • الصفحة الرئيسية للمكتبة
  • المشاركة في سـجل الزوار
  • أضف موقع الدار للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح
  • للإتصال بنا ، أرسل رسالة

 

تصميم وبرمجة وإستضافة: الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net

دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم : info@ruqayah.net  -  www.ruqayah.net