[ 1302 ]
سورة الجمعة [ مدنية، وهي إحدى عشرة آية ] 1
بسم الله الرحمن الرحيم * (يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس العزيز الحكيم) *. * (هو الذي بعث في الأميين) * قال: (كانوا يكتبون، ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله، ولا بعث إليهم رسول، فنسبهم الله إلى الأميين) 2. * (رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم) * من خبائث العقائد والأخلاق * (ويعلمهم الكتاب والحكمة) *: القرآن والشريعة * (وإن: وإنه * (كانوا من قبل لفي ضلال مبين) * من الشرك وخبث الجاهلية. * (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم) *: لم يلحقوا بهم بعد وسيلحقون. قيل: وهم الذين جاؤوا بعد الصحابة إلى يوم الدين، فإن دعوته وتعليمه يعم الجميع 3. و ورد: (هم الأعاجم، ومن لا يتكلم بلغة العرب) 4.
__________________________
1 - ما بين المعقوفتين من(ب). 2 - القمي 2: 366، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - البيضاوي 5: 132. 4 - مجمع البيان 9 - 10: 284، عن أبي جعفر عليه السلام.(*)
[ 1303 ]
وروي: إن النبي صلى الله عليه وآله قرأ هذه الآية فقيل له: من هؤلاء ؟ فوضع يده على كتف سلمان وقال: (لو كان الأيمان في الثريا لنالته رجال من هؤلاء) 1. * (وهو العزيز الحكيم) *. * (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) *. * (مثل الذين حملوا التوراة) *: علموها، وكلفوا العمل بها. * (ثم لم يحملوها) *: لم يعملوا بها، ولم ينتفعوا بما فيها * (كمثل الحمار يحمل أسفارا) *: كتبا من العلم، يتعب في حملها ولا ينتفع بها. القمي: الحمار يحمل الكتب ولا يعلم ما فيها ولا يعمل بها، كذلك بنو إسرائيل قد حملوا مثل الحمار، لا يعلمون ما فيه ولا يعملون به 2. * (بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين) *. * (قل يا أيها الذين هادوا) *: تهودوا * (إن زعمتم أنكم أولياء لله) * إذ كانوا يقولون نحن أولياء الله وأحباؤه * (من دون الناس فتمنوا الموت) *: فتمنوا من الله أن يميتكم، وينقلكم من دار البلية إلى دار الكرامة. القمي: في التوراة مكتوب: أولياء الله يتمنون الموت 3. * (إن كنتم صادقين) *. * (ولا يتمنونه أبدا بما قدمت أيديهم) *: بسبب ما قدموا من الكفر والمعاصي * (والله عليم بالظالمين) *. سبق تمام تفسيره في سورة البقرة 4. * (قل إن الموت الذي تفرون منه) * وتخافون أن تتمنوه بلسانكم مخافة أن يصيبكم فتؤخذوا بأعمالكم * (فإنه ملاقيكم) * لا تفوتونه، لا حق بكم. ورد: (كل امرئ لاق في فراره ما منه يفر، والأجل مساق النفس إليه، والهرب منه
__________________________
1 - الكشاف 4: 102، مجمع البيان 9 - 10: 284. 2 - القمي 2: 366. 3 - القمي 2: 366. 4 - الأصفى 1: 55، ذيل الآية: 94.(*)
[ 1304 ]
موافاته) 1. * (ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون) *. * (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة) * أي: أذن لها من يوم الجمعة. ورد: (إن الله جمع فيها خلقه لولاية محمد ووصيه في الميثاق، فسماه يوم الجمعة، لجمعه فيه خلقه) 2. * (فاسعوا) * قال: (أي: امضوا) 3. و ورد قراءتهم به أيضا 4. وفي رواية: (معنى) فاسعوا (هو الانكفاء) 5. والقمي: الإسراع في المشي 6. أقول: وذلك أن السعي دون العدو، وهو القصد في المشي. * (إلى ذكر الله) * يعني إلى الصلاة، كما يدل عليه ما قبله وما بعده. وذروا البيع) *: واتركوا المعاملة. وروي: (إنه كان بالمدينة، إذا أذن المؤذن يوم الجمعة، نادى مناد: حرم البيع حرم البيع) 7. * (ذلكم خير لكم) * أي: السعي إلى ذكر الله خير لكم من المعاملة، فإن نفع الآخرة خير وأبقى * (إن كنتم تعلمون) * الخير والشر. قال: (فرض الله على الناس من الجمعة إلى الجمعة خمسا وثلاثين صلاة، منها صلاة واحدة فرضها الله في جماعة، وهي الجمعة، ووضعها عن تسعة: عن الصغير والكبير
__________________________
1 - القمي 2: 367، عن أمير المؤمنين عليه السلام. 2 - الكافي 3: 415، الحديث: 7، عن أبي جعفر عليه السلام. 3 - القمي 2: 367، عن أبي جعفر عليه السلام. 4 - مجمع البيان 9 - 10: 288، عن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام. 5 - علل الشرائع 2: 357، الباب: 73، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. 6 - القمي 2: 367. 7 - من لا يحضره الفقيه 1: 195، الحديث: 914.(*)
[ 1305 ]
والمجنون والمسافر والعبد والمرأة والمريض والأعمى ومن كان على رأس فرسخين) 1. * (فإذا قضيت الصلاة) *: أديت وفرغ منها * (فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) *. ورد: (الصلاة يوم الجمعة، والانتشار يوم السبت) 2. * (واذكروا الله كثيرا) * أي: في مجامع أحوالكم، ولا تخصوا ذكره بالصلاة * (لعلكم تفلحون) * بخير الدارين. * (وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها) * قال: (انصرفوا إليها) 3. * (وتركوك قائما) * قال: (تخطب على المنبر) 4. * (قل ما عند الله) * من الثواب * (خير من اللهو ومن التجارة) * فإن ذلك محقق مخلد، بخلاف ما تتوهمون من نفعهما. قال: (نزلت) خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا) 5. وورد قراءتهم به أيضا 6. * (والله خير الرازقين) * القمي: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يصلي بالناس يوم الجمعة، ودخلت ميرة 7 وبين يديها قوم يضربون بالدفوف والملاهي، فترك الناس الصلاة ومروا ينظرون إليهم، فأنزل الله 8.
__________________________
1 - الكافي 3: 419، الحديث: 6، عن أبي جعفر عليه السلام. 2 - المحاسن: 346، الباب: 2، الحديث: 8، مجمع البيان 9 - 10: 289، عن أبي عبد الله عليه السلام. 3 - القمي 2: 367، مجمع البيان 9 - 10: 289، عن أبي عبد الله عليه السلام. 4 - مجمع البيان 9 - 10: 289، عن أبي عبد الله عليه السلام، عوالي اللالي 2: 57، الحديث: 153. 6 - عيون أخبار الرضا عليه السلام 2: 183، الباب: 44، قطعة من حديث: 5. 7 - الميرة: طعام يمتاره الإنسان، أي: يجلبه من بلد إلى بلد. مجمع البحرين 3: 486(مير). 8 - القمي 2: 367.(*)