• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : نبذة عن حياة القارئ الشيخ مصطفى عبد الزهراء آل ابراهيم الطائي .

نبذة عن حياة القارئ الشيخ مصطفى عبد الزهراء آل ابراهيم الطائي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز أهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

س/ما هي السيرة الذاتية لسماحتكم؟

-       ولدت في سنة 1977م في ناحية الشوملي إحدى نواحي محافظة بابل في العراق، حيث كان والدي الشيخ عبد الزهراء الطائي وكيلاً لآيات الله العظام السيد الحكيم والسيد الصدر و السيد الخوئي والسيد السبزواري هناك، ولكن بعد إعدام والدي في سنة 1982م وبعد أن تم سجننا في مديرية الأمن العامة في بغداد لمدة 45يوماً، حيث كان عمري آنذاك خمس سنوات تقريباً، بعد هذه الأحداث انتقلنا إلى مدينة القاسم (عليه السلام) ، من نواحي الحلة أيضاً، حيث بيت جدي(والد والدتي).

في سنة 1991م، وبعد أحداث الانتفاضة الشعبانية، هاجرنا من العراق وذلك بعد أن تم إحراق بيتنا من قبل البعثيين، واستقر بنا المقام في الجمهورية الإسلامية في ايران ، حيث كان عمري 13سنة.

س/ما هي بدايتكم الأولى في قراءة وحفظ القرآن الكريم؟

كانت البدايات الأولى في البيت وكما هو معهود في بيوت طلبة الحوزة في ذلك الوقت بأن يتعلم الطفل  بعض السور القرآنية القصيرة في البيت، حيث كان أخي الكبير محمد والذي قام بدور والدي بعد استشهاده، فكان يقوم في العطلة الصيفية بتدريسي أنا وأخويَّ - اللذين يكبرانني - العقائد المبسَّطة ويحفِّظنا السور القصار، وكان يحضر معنا بعض الأحيان أحد أصدقائنا، ولكن هذه الدروس كانت تتم بسرية تامة، لما فيها من المخاطر لو علم البعثيين بها.

س/ما هو مستوى تأثير تلاوة القرآن الكريم في المساجد والحسينيات على حياتكم القرآنية المباركة؟

-       كان لصوت القرآن الكريم من مآذن المساجد والحسينيات الدور الكبير في تطوير مستوى القراءة لديَّ، حيث كانت الحسينيات لا تخلو من المآتم التي تقام على أرواح قتلى الحرب العراقية الإيرانية، فكنت أسمع تلاوة القرآن الكريم بشكل مستمر وخصوصاً تلاوة الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وبالتحديد سورة يوسف (عليه السلام) وقصار السور، فكنت دائماً ما أردد بعض الآيات القرآنية التي أسمعها، حتى أن زملائي في المرحلة الابتدائية كانوا يطلبون من معلم التربية الإسلامية أن يخصص الدقائق الأخيرة من الدرس لكي أقوم بتجويد القرآن الكريم(يمكن القول ومن خلال هذه التجربة بأن الطفل يتعلم بمجرد السماع المستمر حتى وإن لم يكن بقصد التعلم، فلا بأس بأن يُتلى القرآن الكريم على مسامع أطفالنا بصورة مستمرة، كي ينفعهم عند الكبر).

س/بعد أن هاجرتم إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، كيف كانت مسيرتكم القرآنية ؟ وهل واصلتم الحضور في جلسات القرآن الكريم؟

-   بعد أن انتقلنا إلى الجمهورية الإسلامية في سنة 1991م،شجَّعني أخي (مرتضى) الذي كان يكبرني بأربع سنوات أن أحضر معه في حلقة تعليم القرآن الكريم في حسينية النجف الأشرف، لكنني رفضت ذلك متحجِّجاً بأنني غير متقن لتلاوة القرآن الكريم، لكنه أصر عليَّ ولعدة مرات بأن أحضر، وقال لي بأنني سوف أستمع إلى تلاوات جميلة هناك وأتعلم المزيد.

-   بعد إصرار شديد من أخي وتشجيع من والدتي ذهبت مع أخي إلى الحسينية النجفية في ليلة الثلاثاء حيث كانت الجلسة الأسبوعية تقام في هذا الوقت، وكانت المصادفة أن الجلسة لم تُقَم في تلك الليلة لأن أحد القراء كان قد جاء من الحج لتوِّه، وذهب أُستاذا الجلسة الحاج عباس الكعبي والحاج أبو حيدر الخياط لزيارته، وكانت هذه آخر جلسة قبل شهري محرم وصفر، حيث إن الجلسات القرآنية كانت تعطل في هذين الشهرين.

س/هل يمكنكم أن تحدثوننا عن أول حضور لكم في الجلسات القرآنية؟وما هو انطباعكم عنها؟

-       حضرت الجلسة في شهر ربيع الأول ، فأصابتني الدهشة عندما شاهدت  بعض الأطفال الصغار وهم يتلون القرآن بشكل أفضل مني لأن الطريف في  الأمر أنني لم أكن أتوقع أن أشاهد طفلاً يتلو القرآن الكريم أفضل مني ، وكان من بين هؤلاء الأطفال الرادود الحسيني محمد الضيغمي وحيدر ابن القارئ الحاج أبو حيدر الخياط.

-       بعد أن شاهدت واستمعت إلى تلاوات القُّراء في الجلسة ، علمت أنني لا أعرف شيئاً من التلاوة، فقررت الالتحاق بجلسات القرآن الكريم في حسينية النجف الأشرف ، وكذلك الحسينية الكربلائية  في صباح كل جمعة، وغيرهما من الحسينيات.

س/عند التحاقكم لدراسة علوم أهل البيت (عليهم السلام) في الحوزة العلمية  كم كان عمركم آنذاك وفي أي حوزة درستم وما هو دورها في حفظ القرآن الكريم؟

-       كان عمري 13سنة عندما تمّ قبولي في حوزة الإمام الهادي (عليه السلام) ونظراً لصغر سني قبلت في المرحلة التمهيدية، وفي أثناء التسجيل أخبرني المدير أن هناك جائزة لكل شخص يستطيع حفظ الجزء الثلاثين إلى بداية السنة الدراسية، وشجعني أخي الكبير الذي كان حاضراً معي أثناء التسجيل ، شجعني على الحفظ كثيراً، ولكنني عندما بدأت أقلب صفحات الجزء الثلاثين بدأت أشعر باليأس؛ لأن عدد صفحاته كانت تبلغ 24صفحة : فكيف لي أن أحفظ كل هذا المقدار؟ وهل يمكنني فعل ذلك؟ بدأ الإحباط يصيبني لو لا تشجيع أخي لي. أكملت حفظ الجزء الثلاثين لوحدي و الحمد الله، واللطيف في الأمر أن المدير نسي وعده لي، ولم أستلم منه أي جائزة، وأنا شخصياً استحييت أن أذكرِّه بالأمر .

س/ماهو أول حضور لكم لحفظ القرآن الكريم بشكل عملي ودراسة المقامات؟

-       عند ما كنت منشغلاً بالحضور في جلسات قراءة القرآن الكريم، صادف أن كان أحد زملائي في الحوزة يحفظ القرآن عند أحد الأساتذة وهو السيد محمد الهاشمي، فنصحني زميلي  بالحضور عند السيد، فحضرت عند السيد الهاشمي الذي شجعني كثيراً وبدأت أحفظ عنده الجزء التاسع والعشرين.

كنت أتلو ما أحفظه يومياً على السيد الهاشمي في مسجد الشهيد الصدر في مدينة قم المقدسة، وصادف أن رأيت هناك شاباً يكبرني بحدود3سنوات، كان هذا الشاب بصيراً ولكنه كان حافظاً لكل القرآن، فعرَّفني عليه السيد الهاشمي، وقال لي أن اسمه هو أحمد الدباغ. تعرفت على أحمد الدباغ، وبدأنا سوية تعلم المقامات، و في ذلك الوقت لم تكن هناك معاهد أو مؤسسات تهتم بتعليم المقامات  ولا التحفيظ ولا حتى تعليم أحكا م التلاوة (باللغة العربية طبعاً)، فكنا نصطاد المعلومة من هنا وهناك، ومن خلال الحضور في الجلسات. كنا نحضر في الجلسات القرآنية بشكل مستمر، حتى أننا كنا نحضر في الصيف أربع جلسات يومياً.

س/كيف كان تعرفكم على القارئ محمد رضا المحمدي؟

-       تعرفنا (أنا وأحمد الدباغ) في ذلك الوقت على السيد محمد رضا المحمدي والذي كان قارئا ممتازاً منذ ذلك الوقت ، وشكلنا معه فرقة تواشيح نور أهل البيت (عليهم السلام)، وكانت ثاني فرقة في قم بعد فرقة الغدير، وقد شاركنا في الكثير من البرامج والمهرجانات القرآنية . تركت الفرقة بعد حدود سنة من التحاقي بها وذلك حرصاً مني على إتمام حفظ  كل القرآن الكريم، والذي انقطع خلال فترة التحاقي بالفرقة.

 مرة أخرى بدأت في الحفظ ولكن بشكل متقطع وذلك لعدم وجود الأستاذ المشرف.

س/متى بدأتم بتدريس القرآن الكريم وما هي تفاصيل ذلك؟

-       بدأت بتدريس القرآن الكريم في سن الرابعة عشر، وكان أغلب طلابي يكبرونني في السن، حتى أنني عندما كنت دخلت الدرس لأول مرة لم يعرفني  الطلاب يعيرونني اهتماماً، إلا عندما أجلس في مكان الأستاذ، حينها يسكتون وينظرون إليِّ نظرات استغراب.

و مرة كنت أدرس مادة التجويد في (المدرسة الحُجَّتية) للطلاب الأجانب،  وبعد انتهاء الدراسة وفي فصل الامتحانات، كانت الامتحانات تقام في مسجد المدرسة، في أثناء الامتحان رأيت خادم المدرسة ومعه كأس شاي و قطعة كيك، فعندما دخل المسجد تلفّت يميناً ويساراً فلم يشاهد أحداً تبدو عليه ملامح الأستاذ فبما لبث أن خرج من المسجد، وعندما انتهى الامتحان ذهبت إلى غرفة مسؤول القسم التعليمي في المدرسة ، فاستقبلني مبتسماً وقال لي ممازحاً :  ينبغي عليك أن تفعل شيئاً كي تنبت لحيتك بسرعة (كان عمري حينها في حدود الـ 16سنة)، أو أن تتعمم كي يعرف الخادم أنك أستاذ.

س/كيف كان تعرفكم على القارئ الشيخ أبو إحسان البصري، وما هو مدى تأثير ذلك على مسيرتكم في الحفظ؟

-       شغلتني القراءة والتدريس عن إكمال الحفظ، خصوصاً مع عدم وجود الأستاذ فأكملت حفظ عشرة أجزاء في حدود4سنين وهي فترة ليست بالقصيرة، لكنني بعد ذلك  تعرفت على الأستاذ الشيخ أبو إحسان البصري، الذي كان له الفضل الكبير في متابعة حفظي، فاستطعت معه أن أحفظ العشرين جزءاً الباقية خلال سنة واحدة.

س/ما السبب الباعث على بطء وتأخير مسيرتكم في حفظ القرآن الكريم  آنذاك؟

-       مسيرتي في الحفظ كانت طويلة في حدود5سنين ، والسبب في التأخير -كما ذكرت سابقاً - هو عدم وجود الأستاذ الموجه، کما ان  الشيطان كان له دور  فی تأخير حفظي، حيث إنه کان يوسوس لي دائماً أثناء الحفظ، فکان يأتيني بأسلوب ظاهره جميل ، فعندما کنت أبدأ بالحفظ لم يکن بإمکانه أن ينهاني عن الحفظ ، ولکنه کان يصرفني عن الحفظ بطريقة أخرى، فکانت نفسي تحدثني مثلاً: إن  هذه الآية التي سأحفظها قد قرأها الشيخ عبد الباسط أو الشحّات بشکل جميل، وأنا سأقلده الآن. فکنت انخرط في التلاوة  وأبدأ بتقليد القارئ إلی أن أشعر بالتعب، فأترک الحفظ ، وهکذا في الأيام الأخری، طبعاً لم أشعر بهذه الوساوس في ذلک الوقت، إنما شعرت بها بعد أن أکملت حفظي.

س/تفضلوا علينا بذکر مؤسسات ومعاهد تحفيظ القرآن الکريم التي عملتم فيها؟

-       قمت بتحفيظ القرآن الکريم في معاهد عدة، منها: مؤسسة القرآن الكريم، و معهد القرآن الکريم، ومؤسسة الكعبة، وجامعة القرآن الكريم، ومؤسسة القرآن ونهج البلاغة، ودار الإمام الحسين  (عليه السلام) ، ومدرسة الإمام المهدي  (عليه السلام) للطلاب الحجازيين، ودار السيدة رقية (عليه السلام) للقرآن الكريم، ومؤسسة الشهيد، والعديد من المساجد والحسينيات والدورات الصيفية.

كما درَّست مادة التجويد في عدة أماکن منها:المدرسة الحجتية، وجامعه آل البيت (عليهم السلام) ، ومدرسة الشهيد الصدر (قدس سره)،  بدأت بتدريس الصوت واللحن والمقامات قبل 6سنوات ، وذلک فی الدورات القرآنية للحرس الثوري.

وکان لأساتذتي الدور الکبير في تعليمي وخصوصاً السيد محمد الهاشمي علی الحفظ، والشيخ أبو إحسان  البصري الذي اهتم بي في نفس الجانب، والأستاذ فلاح کسمائي في مادة التجويد، کما لا أنسى دور الحاج عباس الکعبي والحاج أبو حيدر الخياط والحاج مصطفی المؤذن وملاحظاتهم القيمة أثناء حضوري في الجلسة الأسبوعية.

س/هل يمکنکم أن تذکروا لنا عدداً من المسابقات التي ساهمتم فيها  مشکورين؟

-       من المسابقات التي شارکت فيها هي:

1- مسابقات رابطة القراء في قم المقدسة – المرکز الأول في الحفظ والثاني فی التلاوة.

    2-  مسابقات قوات التعبئة-  المرکز الثالث فی الحفظ.

    3- المسابقات الخاصة بالرياضيين- المرکز الأول في الحفظ.

      4- المسابقات الخاصة بطلاب الحوزة والجامعات- المرکز الثاني فی الحفظ.

      5- المسابقات الخاصة بطلاب الحوزة – المرکز الأول في الترتيل.

تقرير صوري

 

 

 

 

أجرت دار السيدة رقية عليها السلام للقرآن الكريم اللقاء

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=995
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 04 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28