• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : تفسير القرآن الكريم .
              • القسم الفرعي : علم التفسير .
                    • الموضوع : ما معنى التفسير .

ما معنى التفسير

علي الخفاجي (أبو زيد)

القرآن هدى ونور، وليس علينا أمام النور إلا أن نفتح أبصارنا لنراه، ونفتح أسماع قلوبنا لهداه.

قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ}هذه الآية وغيرها تؤكد على تدبر القرآن، وتحث على تفسيره ولكن ليس تفسير وفق الميول والأهواء، بل على أساس الحق والصدق والانصاف.

والقرآن من هذه الجهة يشبه الطبيعة، فترى الباحث فيها لا يمكنه الخروج عن قوانينها وحقائقها، وتحكيم ميوله وأغراضه الشخصية فيها، وكم من أسرار في الطبيعة اكتشفت ومنها ما لم تكتشف بعد، كذلك القرآن لم ينزل لزمان واحد، ولو كان كذلك لفقد جاذبيته وتأثيره وطراوته وحلاوته.

وهذا ما عبر عنه الرسول الكريم (ص) إن القرآن يتحرك كالشمس والقمر، وإن ظاهره أنيق وباطنه عميق، فكما أن الطبيعة لها امتداد وعمق في الفضاء والزمن، كذلك القرآن له امتداد وعمق في الكون والحياة، بل في كل الوجود.

إن النظر في القرآن الكريم من حيث كونه كلاماً له دلالة ومعنى، ومن أجل بيان هذه الدلالة، وشرح المعنى، نشأ (علم التفسير) التفسير (لغة): هو البيان والكشف.

قال الله تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} أما (اصطلاحاً) فهو بيان معنى الآية وشأنها وظروفها بلفظ يدل عليه دلالةً ظاهرة ثم إن علم التفسير من أقدم العلوم صلةً بالتشريع الاسلامي، وهو أول علوم الشريعة وأصلها، وأهم العلوم وأجلـِّها، لأنه يتصل بالقرآن العظيم.

عن ابن عباس عن النبي (ص) إنه قال (إعربوا القرآن والتمسوا غرائبه).

ولأجل الغوص في معاني القرآن وتفسير آياته، ينبغي معرفة اللغة العربية، والإلمام بتاريخ الاسلام، فالكتاب نزل بفترة امتداد من بعثة النبي حتى وفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن معرفة سبب النزول يوضح مضمون الآيات، كما ينبغي الالمام بكلمات وأقوال الرسول (ص) فهو أول مفسر لكتاب الله تعالى {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}.

وعلى المفسر أن يجري مع الآية حيث تجري، ويكشف معانيها حيث تشير، ويوضح دلالاتها حيث تدل عليه وأن يكون حكيماً حتى تشتمل الآية على الحكمة، وخلقياً حين ترشد الآية إلى الأخلاق، وفقهياً حين تتعرض للفقه، واجتماعياً حين تبحث في الاجتماع، وشيئاً آخر حين تنظر في أشياء أخرى.

وبالتالي فهي مهمة عظيمة، وأعظم من كل ما ذكر أن معاني القرآن الكريم لا يدركها على حقيقتها ويعرف عظمتها إلا من يحسها من أعماقه ويحيى معها بقلبه وعقله، وهنا يكمن السر قي قول أمير المؤمنين (ع): {ذاك القرآن الصامت وأنا القرآن الناطق}.

والنبي وآله صلوات الله وسلامه عليهم في مستوى القرآن، وهم الوسط الذي اجتباه الله تعالى لإنزال القرآن عليه، فعندهم علم التنزيل والتأويل، كما في الحديث الشريف {إنما يعرف القرآن مَن خوطِبَ به}.

منقول من ( موقع العتبة العباسية المقدسة)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=871
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 12 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24