• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : علوم القرآن الكريم .
                    • الموضوع : القرآن الكريم .. وعلم الكتاب .

القرآن الكريم .. وعلم الكتاب

القرآن واسطة لعلم الكتاب

الكتاب في الحقيقة هو العلم أو المعلومات التي يريد أن يوصلها الكاتب من وراء الكتاب المكتوب. وكذلك بالنسبة للقرآن فإن القرآن واسطة بالنسبة للإنسان لكي يقرأ من الكتاب ويتعلم من علم الكتاب، وعلم الكتاب هو العلم الذي يريد أن يعلمه الله عز وجل للإنسان المؤمن.

إن الذي بين أيدينا ونقرأه هو القرآن وهو الواسطة بيننا وبين الكتاب، والقرآن في معناه اللغوي هو الوسيلة لقراءة الكتاب وقراءة آيات الله ومعرفتها بنور القلب, لأن هذه الآيات والكتابات هي واسطة لكي يقرأ عقلك وقلبك من الكتاب ويدرك معانيه وهي الرسائل والآيات الموجودة فيه، ولذلك سمي بالقرآن وهو يعني الواسطة لقراءة الكتاب، فالقرآن هو وسيلة لقراءة الكتاب، والقرآن الحقيقي هو نور أنزل إلى عالم الدنيا في صورة كلمات لا يستطيع قراءتها إلا من كان قلبه سليم ولم تتراكم عليه حجب الذنوب.

فالكلمات المكتوبة بشكل عام هي واسطة لكي يحصل الإنسان على معلومة ما، ولكن بقدر علم الإنسان بقدر ما يستطيع أن يدرك من الكلمة، وبقدر طهارة الإنسان بقدر ما يستطيع أن يتعلم منها، وكذلك العلم الإلهي فإنه لا يستطيع أن يتعلم منه من تعلق بالدنيا وارتبط بالأرض ونسي ما خلق له، وغطت على قلبه أقفال السهو والإبتعاد والقسوة والذنوب ، والإنكار لله أو الإنكار لحق محمد وآل محمد.

قد يقرأ الإنسان كتاب في الفيزياء أو في الرياضيات أو في علوم الطبيعة والتي هي من تأليف بني البشر ولكنه قد لا يفهم الكتاب - ولكن هذا لا يعني أنه لا يستطيع أن يفهمه إذا ما أخذ بأسباب العلم، فإذا قرأ الإنسان كتاباً ما ولم يفهم أو يدرك معانيه، نقول أن الإنسان قد قرأ الصفحات أو المتن أو قرأ الجزء المادي من الكتاب ولكن لم يقرأ المعلومات التي هي تشكل حقيقة الكتاب أو التي يريد أن يوصلها الكاتب للقارئ، فبذلك يكون الإنسان لم يقرأ الكتاب المعلوماتي وإنما قرأ الكلمات أو الحروف أو الرسومات، والإنسان يقرأ من الكتاب بقدر إستيعابه وإدراكه للمعلومات التي يريد إيصالها الكاتب.

تعلقات الدنيا أقفال القلوب

إن الإنسان غير المؤمن أو المتعلق بأوساخ الدنيا وكدوراتها لا يستطيع أن يتعلم من الكتاب (لّا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرون)، ذلك لأن قواعد التفكير في ذهنه مرتبطه بالدنيا.

إن تعلقات الإنسان بالدنيا تشكل أقفال على قلبه تمنعه من تدبر الكتاب وقراءته، فالإنسان الذي يحب الحصول على الجاه إلى درجة العبودية فإنه سوف يكفر بأي فكر ينهاه عن ذلك، أو الإنسان الذي يحب المال حباً جماً أو حب أشد من إيمانه بالله عز وجل فإنه يتملص أو يكفر بكل فكر يزهده في هذا المال ويدعوه لتقديم الصدقات. وكذلك النسبة لبقية الشهوات كالبطن والجنس، وهناك أيضاً ظلمات قد يعيشها الإنسان وليس بخارجٍ منها بسبب ظلمه للناس وتعديه على حقوقهم مع الإصرار، وهذه الظلمات تحجبه عن نور القرآن العزيز.

حجب القلب وحجب العقل

قال تعالى: (نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَى إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا)

فإن الكفار الذين هم لا يريدون الإيمان بالرسول الأعظم لحبهم للدنيا وعدم تنازلهم عنها وظناً منهم أن الرسول الأعظم سوف يأخذ الجاه أو الرئاسة عنهم ، ولا يريدون أن يستمعوا لما يقوله الرسول الأعظم قالوا عنه أنه مسحور ، هم ضربوا هذه الأمثال على الرسول الأعظم واتهموه بهذا الإتهام لأنهم لا يريدون الإيمان به، ولأنهم ضربوا هذه الأمثال واتهموه بالسحر فهم لا يستطيعون أن يفهموا أو يستفيدوا مما يقوله الرسول الأعظم، فحجبوا عقولهم عن أن يدركوا ما يقول.

قال تعالى: (انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً).

وفي آية أخرى عندما كان نوح عليه السلام يدعوا قومه كيف كان حبهم للدنيا يمنعهم عن الإستماع له (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا)، وبدلاً من الإستغفار والإستجابة لدعوة الله عز وجل, اتبع قوم نوح أصحاب المال والقوة، وكان حبهم وتعلقهم بالمال والنفوذ من الأسباب التي صدتهم عن إتباع الحق والإستماع إليه (قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَارًا).

أسلوب التفكير وحجب العقل

إن الشهوات تعتبر مؤثرات تحكم أسلوب تفكير الإنسان، إذا لم يتحرر من عبوديتها. وأسلوب تفكير الإنسان يحدد فهمه وأدراكه للمعلومات وبالتالي إتخاذه للقرارات. وكلما إزدادت معاصي الإنسان وتعلقه بالشهوات، وابتعاده عن التقوى ومطهرات القلوب، إزداد رفضه للحقيقة حتى يصبح على قلبه "أكنّة" وعلى عقله غشاوة فلا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل, بل يرى الحق باطلا والباطل حقا قال تعالى: (وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَاؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ).

فأصبح أسلوبهم في التفكير هو كيف ننتصر على الرسول الأعظم (ص) من أجل الدنيا،من دون أن يعرفوا وهم لا يريدون أن يعرفوا إن كان ما يقوله حق أم باطل بسبب حب الدنيا، فأناس عليهم غشاوة حب المال وأناس عليهم غشاوة حب الجاه وأناس عليهم غشاوة حب الملذات وهكذا، وكلها تمنعهم عن رؤية الحق.

قال تعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ)

إن الإنسان الذي ينغمس ذهنه وتفكيره في الدنيا و شهواتها وهمومها وملذاتها حتى لو لم يكن ذلك عن طريق المعصية أو الحرام بل كان من الإنغماس في المحللات، فضلاً عمن يرتكب المعاصي والمحرمات، فإن إدراك ذلك الإنسان وأسلوب تفكيره يصبح محدود بالدنيا ومحكوم بها (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا) فيصبح هواه هو إلهه وملذات الدنيا وشهواتها هي أهدافه في الحياة وعقيدته التي لا يتنازل عنها والعياذ بالله، ولا يستطيع أن يصل ذلك الإنسان إلى المعاني العليا لخلق الكون، أو يدرك الأفكار النورانية ولا يمكن لذهن مرتبط ومحكوم بملذات الدنيا أن يمس القرآن أو أن يقرأ من الكتاب.

وكذلك الأمر بالنسبة للرسل والأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام، فلا يستطيع مثل ذلك الإنسان أن يؤمن أو يتعلم من الإمام.

نور القلب وقراءة الآيات

إن قراءة الآيات ليست القراءة الظاهرية فقط، بل هي أن يدرك قلبك نور التجلي الإلهي على المخلوقات والتفضل بهذه الأحكام والأوامر والعلوم الربانية. وإذا لم تطّهر قلبك وعقلك لله عز وجل فإنك لن تستطيع أن تسمع كلمات الله عز وجل ولن تستطيع أن تسمع آيات القرآن و لن تستطيع أن تمس القرآن  فكيف أن تقرأه. وإن الذين (على أبصارهم غشاوة) لن يستطيعوا أن يقرأوا من الكتاب، أو أن يُشرق نورَهُ في صدورهم، فلا يغتر الذين يسمعون القرآن وقلوبهم لاهية ولا تخشع قلوبهم وأجسادهم لذكر الله، ولا تخرّ عقولهم وقلوبهم وأبدانهم سُجّداً لله. فهم في غفلةٍ عن ذكر الله و(قلوبهم لاهية) وعلى سمعهم وأبصارهم غشاوة تحجبهم عن نور الله.

(بسم الله الرحمن الرحيم, اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مَّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُون* لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ)

زكاة النعم وطهارة القلب

ولذلك كانت الصدقات لتطهير روح المؤمن من عبادة المال وتنوير عقله عن سيطرة حب المال (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)، وكذلك كان من أفضل العبادات القيام بخدمة الناس ومساعدتهم، وما ذلك إلا زكاةً لنعم الله عز وجل عند الإنسان من جاه وصحة ووقت ومال وغيرها، بل إن خدمة المؤمنين من أفضل الزكوات. وكانت الزكاة أيظاً لتطهير روح الإنسان, ونقصد بالزكاة هنا عموم الزكاة من زكاة للمال، وزكاة للبدن، وزكاة النظر، والبطش والقوة وجميع الأمانات الإلهية عند الإنسان.

ذكر الله عز وجل يرفع الحجب

إن ذكر الله عز وجل من أعظم العبادات (ولذكر الله أعظم) ولذلك كان ( تفكر ساعة خير من عبادة سنة - أو سبعين سنة) لأنّ ذكر الله والتفكر في آيات الله ومخلوقاته تحرر الذهن من عبودية غير الله وتحرره من عبودية المادة في تفكيره وبالتالي في إتخاذه للقرارات، ذلك لأنّ كثرة ذكر الله تنير القلب والعقل وتجعله قادر على قراءة الكتاب والتعلم منه ، ولذلك عندما سئل أمير المؤمنين (ع) عن أعظم جند الله قال (أعظم جند الله ذكر الله).

فذكر الله يحرر الذهن من كثرة التفكير في الدنيا، ويحرر الإنسان من عبودية الدنيا أو عبودية غير الله (واذكروني أذكركم واعبدوني ولا تكفرون)، فذكر الله يؤدي إلى معرفة الله وعبادة الله، وبالتالي يحرر القلب من هموم الدنيا وتعلقاتها (الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) فينتقل الإنسان من التفكير بالكثرة إلى التفكير في الواحد الأحد. فكثرة ذكر الله تؤدي إلى كثرة طمئنينة القلب، وكثرة طمئنينة القلب تؤدي إلى طمئنينة النفس (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي* وَادْخُلِي جَنَّتِي). وبالمقابل فإن كثرة ذكر الدنيا وذكر الشهوات والتفكير فيها يؤدي إلى عبادتها من دون الله.

الإحاطة بعلم القرآن (علم الكتاب)

غير أن الإنسان العادي لا يستطيع أن يحيط بفكره بالقرآن، بل إن الإنسان لا يستطيع أن يحيط بمعنى آية واحدة من آيات القرآن بل لو اجتمع الجن والإنس على إتمام تفسير آية واحدة من آيات القرآن لم يستطيعوا على ذلك (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا), ذلك لأن القرآن ينطق من علم الله والعلم المطلق وعلم الإنسان هو العلم القليل (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)، لذلك اعتبرت كل آية معجزة بحد ذاتها ولا يستطيع البشر أن يأتي بمثلها.

فعلم الله هو العلم المطلق لأنه خالق كل شيء ومبتدعه وعلم الإنسان هو العلم المحدود لأنّ الإنسان محدود بالدنيا وما علمه الله وليس عنده علم مطلق إلا لمن آتاه الله من لدنه علما (فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا)، وإن الله عز وجل هو الذي يَعلّم البشر من الحكمة والإيمان، ويبعث الرسل لتعليمهم (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).

القراءة بقدر النورانية

الإنسان لا يستطيع أن يفسر آية واحدة من آيات القرآن تفسيراً بمعنى الإحاطة. أي بمعنى أن أي إنسان لا يستطيع أن يفسر تفسيرا كاملا لمعنى آية واحدة من آيات القرآن بل يعطي قدر ونوع من النور بحسب ما يتكشف له من علم الكتاب وبحسب ما يروى عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله أو الأئمة الأطهار. فكل كتب التفسير التي كتبت أو تكتب من قبل بني الشر هي بمثابة قطرة في بحر في تفسير آية واحدة من آيات القرآن الكريم.

فمثلاً في قوله تعالى (قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ) الإنسان لا يعرف كل خلق الله فكيف له أن يحيط بمعنى الآية، بل الإنسان لا يعلم كل شيء عن مخلوق واحد وتركيب هذا المخلوق، وكذلك الإنسان لا يعلم صفة خلق وكيفية خلق مخلوق واحد فكيف له أن يحيط بمعنى (خالق كل شيء) فهو لا يعلم كيفية الخلق ولا يحيط بمعنى كلمة الخلق، وهو لا يعرف كل شيء فهو لايستطيع أن يحيط بالآية.

ولكن الإنسان يدرك ويقرأ من الكتاب بقدر نورانيته، وكلما زادت نورانية الإنسان إزداد إدراكه لعلم الكتاب واستطاع أن يقرأ أكثر من الكتاب إلى أن يصبح هو يمثل آية من آيات الله بمعنى أنها تذكر بالله كما يمثل بعض العلماء والأولياء آيات تذكر بالله, بل حتى يصبح الإنسان هو القرآن كله وهو الإمام علي عليه السلام. فالإمام علي يمثل القرآن وهو القرآن الناطق وهو ينطق بالحق والصواب وهو يهدي بأمر الله (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ).

القرآن المهجور

فالإمام علي عليه الصلاة والسلام هو الذي يمثل القرآن بعد رسول الله (ص) ، ولا يوجد أي إنسان آخر ينطق عن الكتاب كأمير المؤمنين(ع) فحري بالإنسان السالك الذي لا يستطيع أن يقرأ من الكتاب أن يتعلم ممن يترجم عن القرآن وهو باب مدينة علم رسول الله (ص) وهو الباب الوحيد، ولقد هجرة الأمة أمير المؤمنين ولم تنهل من علومه بالدرجة المطلوبة فقوم أزاحوه عن منصبه، وقوم والوه بأقوالهم لا بأفعالهم, وبين ذاك وذين أناس تعلموا علومه فاهتدوا، جعلنا الله وإياكم وجميع المؤمنين والمؤمنات من المهتدين. ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يشتكي عليهم الرسول الأعظم (ص) يوم القيامة بهجرهم للإمام علي عليه السلام (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا).

فاشحذ أيها المؤمن همتك وأدرك وقتك لمعرفة العلوم الربانية لتقترب أكثر من الرحمات الربانية والألطاف الإلهية وتنعم أكثر بالقرب الإلهي, ولا تصغي لهواك وشيطانك الذي يدعوك إلى الإنغماس في الدنيا وملذاتها (كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) .

"اللهم كما رفعت إدريس مكانا عليا فارفعنا مع محمد وآل محمد"


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=703
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 09 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24