بقلم/ السيد محمد الصالح الياسين

 نبي الله موسى (عليه السلام) من أولي العزم الذين اجتباهم الله واصطفاهم لنفسه؛ ولد في زمان فرعون مصر، وكان خائفاً من ولادته فكان يطلب كل أمرأة حامل ويقتل كل طفل خوفاً منه على ملكه، ولكن الله أخفى أمره عن فرعون وجنوده الذين يبحثون عنه في كل مكان ، فلما ولدته أمه أوحى الله إليها أن ألقيه في اليم - البحر- فألقته في مهدٍ صغير في البحر، فجيء به إلى فرعون وأراد قتله ولكن امرأته أصرت على عدم قتله وقالت عساه ينفعنا أو نتخذه ولداً فتركه لها، ولكنّه لم يقبل الرضاع من أية أمرأة - وكانت أمه أرسلت أخته تطلب أخباره - فوجدته هناك، فقالت لهم: هلا أدلكم على أمرأة ترضعه ؟! وأخذته إلى أمه - وهكذا أردّه الله إلى أمه كي لا تحزن . وترعرع موسى وكبر وأختاره الله رسولاً إلى فرعون وبعث معه أخاه هارون يسانده - فدعياه إلى عبادة الله الواحد رب العالمين، ولكنه أبى واستكبر وادعى أنه إله . ولما كان السحر شائعاً في أرض مصر جعل الله معجزة موسى إبطال سحرهم فجمع فرعون السحرة لكي يتغلب على موسى ولينتصر عليه – فاجتمعوا يوم الزينة واجتمع الناس فألقى السحرة عصيهم وحبالهم فإذا هي كحيات تسعى فأرهبوا الناس وسحروا أعينهم – وجاؤوا بسحرٍ عظيم . فأوجس منهم خيفة موسى – فقال له الله – لا تخف إنك أنت الأعلى وألقِ ما بيمينك – وحينها ألقى عصاه فأخذت تبلع عصيهم وحبالهم، وهكذا غُلب السحرة ووقعوا ساجدين وقالوا : آمنا برب موسى وهارون لكن فرعون غضب عليهم وهددهم بالصلب.

واستمر موسى في دعوته . وكانت له آية أخرى وهي أنه يخرج يده من جيبه فتبدوا بيضاء من غير سوء – وتبعه بنوا إسرائيل فكان فرعون يقتل رجالهم ويستحيي نسائهم – حتى لقوا من فرعون هوناً فخرجوا من مصر وتبعهم فرعون بجنوده –

ونجى الله موسى بأن يضرب بعصاه البحر فبانت ارضه مشى موسى وصحبه فتبعهم فرعون وجنوده ودخلوا البحر فأغرقهم الله فيه – ونجى الله فرعون بجسده فقط ليكون عبرة وآية ، وهكذا انتهى الطاغية فرعون وقد جاءت قصة موسى (ع) في آيات كثيرة من القرآن الكريم منها .

قوله تعالى في قصة بعثة موسى إلى فرعون  ((ثم بعثنا من بعدهم موسى بأياتنا إلى فرعون وملائه)) وقال تعالى ((وقال موسى يافرعون أني رسول من رب العالمين)) " - وقصة السحرة – قال تعالى ((وأوحينا إلى موسى أن ألقي عصاك)) قال تعالى ((هل أتاك حديث موسى )) ..