• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : الأخلاق في القرآن .
                    • الموضوع : شفاء النفوس من خلال الهدى القرآني .

شفاء النفوس من خلال الهدى القرآني

د. عبد الرحمن محمد العيسوي

الإيمان الروحي الإسلامي يؤدي بصاحبه إلى التمتع بالصحة النفسية الجيدة ويحميه من الإصابة بالأمراض والأعراض والأزمات والمشاكل والتوترات والصراعات والقلاقل النفسية والإجتماعية فيصبح راضيا عن نفسه وعن المجتمع الذي يعيش في كنفه من جراء التزامه بالقيم الإسلامية العظيمة التي تحفظ على الإنسان دينه ودنياه وآخرته وتعمل على تحسين علاقته مع الناس مع المجتمع. وتمتاز النفس، في الإطار الإسلامي، بالصفاء النقاء والطهارة والعفة والسمو الشفافية والتحرر من الغل والحقد والحسد والغيرة.. فالإسلام دني الدنيا والآخرة والفرد والجماعة ويدعونا إلى الإحساس إلى الناس وإلى اتقان الأعمال النافعة وتجويدها وتحسينها إلى المثالية في كل شيء فهو الخالد حتى قيام الساعة.

-وفي الدعوة إلى الإحساس إلى الناس وإلى النفس قال تعالى: (وحسن أولئك رفيقا)(1).

وقوله تعالى: (متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفعا)(2).

- وفي بيان فضل الإحساس والإتقان والأخلاص والتفاني في العمل والتدريب الجيد على أدائه. يقول تعالى: (إنا نضيع أجر من أحسن عملا)(3).

وهذا ما يسعى إليه فرع تطبيقي من فروع علم النفس هو علم النفس المهني الذي يدعو إلى حسن التدريب والإتقان والإخلاص في العمل والميل إليه وعدم كراهيته.

كما يقول تعالى: (ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك) (4).

تعبيرا عن الوسطية والإعتدالية والحكمة والروية في الإسلام فلا ينسى الإنسان نصيبه من الدنيا ولا يهمل أمور آخرته.

يقول تعالى: (أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها)(5).

فالإحسان في المحل الأول يرتد على صاحبه ثم على من حوله من أبناء المجتمع والإحساس يشعر صاحبه بالسعادة والغبطة والرضا.

كما في قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)(6).

وقوله تعالى: (وأحسن كما أحسن الله إليك)(7).

وللإحسان أجر عظيم في الآخرة وله أثره النفسي والخلقي والإجتماعي والأسري في هذه الحياة كما جاء في الهدى القرآني الخالد..

(والله عنده حسن الثواب)(8).

وقوله (وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة)(9).

وللصلاة آثار نفسية عظيمة فهي تدفع الشعور بالراحة وبالقرب من الله والإتصال به فهي مناجاة روحية بين العبد وربه وفيها مرضاة الله تعالى..

وقوله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه)(10).

فالإسلام يحرص على سلامة الأسرة وحماية القيم ومن أعظمها قيمة احترام الوالدين والعطف عليهما والإحساس إليهما.

وقوله: (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا)(11).

وللإحساس أجر عظيم عند الله تعالى كقوله تعالى: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له)(12).

وفي الدعوة للإحساس والإنفاق في وجوه الخير يقول تعالى: (ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا)(13).

وفي بيان القيمة النفسية والروحية والإيمانية والأخلاقية للإحسان يقول تعالى:

(والذين جاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقهم الله رزقا حسنا) (14).

وقوله تعالى: (ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)(15).

فالقرآن الكريم يضع أمام الإنسان صورة للحياة المتكاملة والمتوازنة بين الدنيا والآخرة.

كما في قوله: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها)(16).

(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)(17).

بين لتحمل الإنسان مسؤولية سيئاته وبيان فضل الله على عباده.

والإحساس منهج عام كما في قوله: (من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها)(18).

وقوله في مضاعفة أجر الإحساس (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها)(19).

وقال عز وجل: (واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة إنا هدنا إليك)(20).

قال: (عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة هم باياتنا يؤمنون)(21).

والحسنات يذهبن السيئات حتى يتحرر المسلم، بلغة علم النفس، من مشاعر الذنب والإثم والخطيئة وإنما يتحرر من هذه المشاعر السالبة لتحل محلها مشاعر الأمل والرجاء.

يقول تعالى: (ويدرؤن بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار)(22).

ويقول في الإحساس في منهج الدعوة وليس العنف أو التهديد أو القوة وإنما بالحسنى قال تعالى: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة)(23).

وخير من يهتدي به المسلم ويتأسى بأعماله ومبادئه وهديه الرسول الكريم بقوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)(24).

مما يوضح الرؤية أمام المسلم ويبين معالم الطريق حتى لا يحتويه الشك والحيرة والضياع لعدم معرفة الحق من الباطل: فلنا في رسول الله أسوة حسنة وقدوة رائعة.

يقول تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة)(25).

وكذلك قوله: (إن الحسنات يذهبن السيئات)(26).

والطهر فضيلة عظيمة وقيمة رائعة يحض الإسلام أبناءه على التمسك بها: طهارة اليد والقلب والنفس والفؤاد وكل الجوارح..

يقول تعالى: (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)(27).

وفي الدعوة للطهر يقول الهدي القرآني الخالد (وثيابك فطهر والرجز فاهجر)(28).

وينبذ الإسلام كل مظاهر الشذوذ الجنسي وغير الجنسي ويدعو إلى سواء والفطرة السوية، وسلامة الشخصية وصحتها واعتدالها يقول تعالى:

(اخرجوا ال لوط من قريتكم انهم أناس يتطهرون)(29).

والمسلم مأمور ومطالب بالتحلي بالطهر والنظافة لأنها شعبة من شعب لإيمان وعن طريقها يشعر المسلم بالنقاء والصفاء ويفتح الطريق بينه وبين ربه ويصبح ودعاؤه مقبولا يقول تعالى: (إن كنتم جنبا فاطهروا)(30).

وفي بيان فضل الطهر والتوبة يقول الهدي القرآني العظيم:

(إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)(31).

ويسعى الإسلام لشفاء من في قلبه مرض، والمقصود مرض نفسي وإيماني وحالات من الشك والريبة أو الرفض للدعوة الإسلامية وللقرآن الكريم يقول تعالى:

(في قلوبهم رض فزادهم الله مرضا)(32).

ويحذر الإسلام من أن يمتلىء قلب الإنسان بالمرض والشك والريبة وهي من علامات المرض النفسي والعقلي يقول تعالى:

(وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم)(33).

وقوله عز وعلا: (رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك نظر المغشي عليه من الموت)(34).

يقول القرآن الكريم: (فنرى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم)(35).

كما يقول: (إذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرضا غر هؤلاء دينهم)(36).

ويحث الإسلام المسلمين للبعد عن الهوى والضلال والطياش حيث يقول القرآن الكريم:

(ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى)(37).

وكما في قوله تعالى:

(كلما جاءهم رسول الله بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون)(38).

وقوله تعالى: (فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم ارزقهم من الثمرات)(39).

ويدعو لتحاشي هوى النفس كما في قوله تعالى:

(فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا)(40).

وقوله: (فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله)(41).

وتأكيدا لصدق الرسول (ص) يقول القرآن الكريم:

(وما ينطق عن الهوى إن هو الا وحي يوحى)(42).

وفي فضل البعد عن هوى النفس يقول القرآن الكريم حتى لا يشعر الإنسان بالتشتت والضياع وتفترصه الهواجس والوساوس والشكوك يقول القرآن الكريم.

(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)(43).

وقوله تعالى: (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)(44).

وقوله تعالى: (أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا)(45).

وفي الدعوى للتمسك بهدى الله وسنة نبيه يقول القرآن الكريم:

(ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله)(46).

وفي النهي عن اتباع الهوى يقول القرآن الكريم:

(ولا تتبع أهواء الذين كذبوا باياتنا)(47).

وقوله أيضا: (ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا)(48).

المصادر :

ــــــــــــــــــــــــــــــ

1 ـ النساء (69)

2 ـ الكهف (31)

3 ـ الكهف (30)

4 ـ القصص (77)

5 ـ الإسراء (7)

6 ـ يونس (26)

7 ـ القصص (77)

8 ـ آل عمران (195)

9 ـ البقرة (83)

10 ـ العنكبوت (8)

11 ـ الشورى (23)

12 ـ البقرة (245)

13 ـ النحل (75)

14 ـ الحج (58)

15 ـ البقرة (201)

16 ـ النساء (40)

17 ـ النساء (79)

18 ـ النساء (85)

19 ـ الأنعام (160)

20 ـ الأعراف (156)

21 ـ الأعراف (156)

22 ـ الرعد (22)

23 ـ النحل (125)

24 ـ الأحزاب (21)

25 ـ فصلت (34)

26 ـ هود (114)

27 ـ التوبة (103)

28 ـ المدثر (4)

29 ـ النمل (56)

30 ـ المائدة (6)

31 ـ البقرة (222)

32 ـ البقرة (10)

33 ـ التوبة (125)

34 ـ محمد (20)

35 ـ المائدة (52)

36 ـ الأنفال (49)

37 ـ طه (81)

38 ـ البقرة (87)

39 ـ إبراهيم (37)

40 ـ النساء (135)

41 ـ ص (26)

42 ـ النجم (3)

43 ـ النازعات (40)

44 ـ الكهف (28)

45 ـ الفرقان (43)

46 ـ القصص (50)

47 ـ الأنعام (150)

48 ـ المائدة (77)

منقول من موقع البلاغ


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=594
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2009 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24