• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : الصوت والنغم .
                    • الموضوع : سلسلة حلقات في الصوت والنغم للأستاذ السيد محمدرضا محمدي (الحلقة السابعة) .

سلسلة حلقات في الصوت والنغم للأستاذ السيد محمدرضا محمدي (الحلقة السابعة)

الأستاذ سيد محمدرضا محمدي الموسوي

قال النبي صلى الله عليه وآله و سلم : ليس منا من لم يتغنٌ بالقرآن، وما أذًن الله لشيء ما أذًن لنبي حسن الترنم بالقرآن

يقول الكاتب حسن شكري " إن صوت المقريء قادر بطبقاته المتعددة على عكس الحالة التي يريد القرآن ان يوصلها الى قرائه أو مستمعيه.. ولهذا يشعر الجالسون في سرادق أو مسجد يستمعون الى القرآن الكريم أن القارئ يعيد رسم الحياة من حولهم.. حيث تختفي الماديات ويشعر هؤلاء أنهم يسافرون في رحلة حقيقية الى العالم الآخر..وهي الرحلة التي يمكن تلخيصها في أنها رحلة النعيم والجحيم."

و يقول الشيخ علي السويسي " القراءة (بالنغم) أشبه بتقديم تفسير: وأن الذي يقرأ بنغم سليم وعنده فكرة أساسية عن الفن.. يجعل المستمع أقرب إلى القرآن. "

كما ذهب الشيخ محمد الطبلاوي الى أن أساس استخدام القارئ للنغم هو المعني، وليس العرف أو الذوق. إنه يستخرج المعني للناس حسب فهمه.

أما الشيخ الحصري فقد أكد علي أن: القاريء يحتاج الى موهبة وصوت، ليأتي بألوان مختلفة للمعاني المختلفة. وليس بوسع كل إنسان أن يفعل هذا.

ووصف الشيخ إبراهيم الشعشاعي قراءة والده بقوله: الآية التي لها معنى الترهيب تأخذ نغمة خاصة، والآية التي تبشر بالخير تكون لها نغمة أخرى. ووصف الشيخ رشاد كيف تأخذ الإشارة إلى جهنم صوتا غليظا ضخما، ويكون الصوت عند الإشارة إلى الجنة مشرقا، وأكثر حدة, و أخف وقد اتفق القراء بوجه عام في تحديد حالة نفسية معينة لمقام معين. وهكذا، فإن مقام السيكا يستحضر (الفرح والوعيد)، ومقام الجهاركاه (الرهبة)، ومقام الصبا (الشجي المشوب بالعاطفة).

 ويصف كاتب آخر قراءة الشيخ رفعت:

سمعت ذات يوم لصوت الشيخ المنشاوي يستحضر الحزن والرهبة في قراءته، وسمعت نغمة صبا المعروفة بين الأساليب العربية بالحزن آتية من حنجرته كما لو كانت غارقة في دموعه.

**********

واخيراٌ هل تتمنى أن تكون من أصحاب الأنفاس الطويلة ؟ هل تود أن تقرأ القرآن بالوقوف على الأوقاف الصحيحة دون أن يخونك نفسك ؟ بإذن الله ستتمكن من ذلك إذا طبقت هذين التمرينين يوميًا :

                                                    أنواع التنفس :

النوع الأول : التنفس التفريغي :

هذه الطريقة تنقي الدم من أية شوائب من الممكن أن تسبب انسدادها ، كما أنها تفتح مسارات الهواء في الرئة لتتمكن الرئة من حفظ أكبر قدر من الهواء ، ويمكنك القيام بهذه الطريقة بالشكل التالي :

* استنشق من الأنف حتى العد إلى 4  واملأ الرئتين بالهواء .

* احتفظ بالهواء داخل الجسم حتى العد إلى 10 .

* فرغ الهواء ببطء من الفم حتى العد إلى 5 .

  كرر التمرين بحيث تزيد من مدة الاحتفاظ بالهواء داخل الجسم تدريجيًا وتقوم بتفريغه دائمًا في نصف المدة ، فمثلاً : لو احتفظت بالهواء داخل الجسم حتى العد إلى 12 فعليك القيام بتفريغ الهواء حتى العد إلى 6 ، ولو وصلت مدة الاحتفاظ إلى 16 فيجب أن يكون التفريغ حتى العد إلى 8 ، وباستمرار يجب عليك زيادة الوقت بالتدريج وببطء ، وتذكر دائمًا أنه لا يوجد حدود بخلاف تلك التي تفرضها أنت على نفسك .

 

النوع الثاني : التنفس لتوليد الطاقة:

*   استنشق من الأنف حتى العد إلى 4

 فرغ*الهواء من الفم حتى العد إلى 4 وكأنك تقوم بإطفاء شمعة .

* قم بهذا التمرين 10 مرات .

يجب عليك ممارسة التمرينات الخاصة بالتنفس التفريغي والتنفس لتوليد الطاقة ثلاث مرات يوميًا ( في الصباح ، والعصر ، والمساء ) إلى أن يصبح جزءًا من روتين حياتك اليومية ، ولاحظ ارتفاع درجة الطاقة لديك ، وبما أنك تقوم بالتنفس على أي الأحوال فقم بهذه العملية بطريقة سليمة وتمتع بكمية هائلة من الطاقة .

منقول بتصرف من كتاب "المفاتيح العشرة للنجاح" للدكتور إبراهيم الفقي .

إن تحسين الصوت في تلاوة القرآن الكريم أمر مطلوب ومحبب

وهاكم 8 قواعد لتحسين الصوت :

1ـ سجل صوتك

استمع إلى صوتك بموضوعية وحاول أن تجرب أكثر من نبرة، جرب تلاوة القرآن بأكثر من طريقة وبسرعات مختلفة وبطبقات مختلفة وتدرب على ذلك. إن قوة صوتك من الأشياء المهمة التي يجب أن تتدرب عليها. عليك أن ترفع وتخفض من صوتك حتى تتمكن من التحكم في قدرتك على تنويع قوته.

وهذا شيء نافع جدا في التدرب على الخطابة ويفيدك فائدة قيمة وهي أن تصبح مجيدا للتحكم في طبقات صوتك وتذهب عنك تلك الغصة أو الخنقة التي تحدث لبعضهم .

2 ـ حاول أن تتكلم بسرعة 90 كلمة في الدقيقة.

إن هذا هو متوسط الكلام الطبيعي. اسأل أصدقاءك عن رأيهم في سرعة إلقائك.

3 ـ اقرأ بوضوح مخارج الحروف وصفاتها .

وتدرب على الكلمات الصعبة النطق حتى تتقنها .... وخاصة الكلمات التي فيها حروف التفخيم المجموعة في قولهم ( خص ضغط قظ ) وكذلك حروف الهمس المجموعة في قولهم ( فحثه شخص سكت) .

4 ـ دع صوتك يقوم بالتأكيد على الكلمات والمدلولات المهمة والتفاعل معها .

اجعل صوتك يتناغم مع المعنى ........ فإذا تناغم الصوت مع المعنى مع الروح يصبح لديك بصمة خاصة في تلاوة القرآن الكريم وتصبح تلاوتك متميزة .

5 ـ استفد من قانون التنفس واستغل قدراتك الصوتية فكل إنسان لديه إمكانا مدهشة .

وذلك بأن تأخذ نفسا عميقا من الأنف ..... فهذا يعطيك طاقة مدهشة في القوة وفي التحكم بطبقات صوتك .

6 ـ انتبه في تلاوة القرآن لإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة وأن تكون التلاوة من الفم ما عدا حروفا خاصة تكون بغنة وهي الميم والنون ...... انتبه لذلك فالكثيرون يخرجون الحروف من الأنف ظنا منهم أن ذلك يحسن التلاوة فيقعون في خطأين خطأ في التجويد وخطأ في فنيات الأداء .

7 ـ اسأل المقربين منك إن كانوا قد لاحظوا أي حشرجات مزعجة في صوتك.

والأفضل أن تبحث عن ذلك بنفسك، أرهف سمعك لصوتك فقد تفاجأ بما تسمع.

8 ـ اهتم بصوتك وحلقك .

إن الصوت المتعب بحاجة إلى الراحة وإلى الترطيب. عليك أن تجرب شرب ماء دافئ محلى بالعسل أو مضغ بعض حبات الزبيب .... أو بعض الحبوب الطبيعية المصاصة ذات طعم النعناع

وانتبه فلا تتنفس من فمك كثيرا لان هذا يجفف الحبال الصوتية تدرب على أن يكون تنفسك دوما من أنفك .

ولکن يا أخواني....... لنقف الي هذا الحد !!؟

من المعروف ياإخواني أن تحسين الصوت أثناء قراءة كتاب الله تعالى هو من الامور التي ينبغي أن يحرص عليها القارئ ، ولنا في ذلك شواهد ودلائل كثيرة من الكتاب والسنة تحثنا على ذلك . وقد سبق وأن وضحنا وبينا ذلك في دروس سابقة ، وما ينبغي قوله هنا هو التفريق مابين تحسين الاداء والتلاوة ودراسة هذا العلم بحيث لايجرنا إلى أمور تلهينا عن المقصود من معرفة هذا العلم . فالقصد يا أخواني من تعلم حسن الأداء هو العمل بقول الرسول والآل «صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين»  بتحسين الأداء لنصل إلى درجة الخشوع والتأمل في الأيات عند سماعها بأداء يريح القلب ويطرب الأذن ويسعد السامع، كل هذه المقومات تأتي بتعلم فن الأداء وليس فن الغناء!! نعم أقول هنا فن الغناء لأن بعض الأخوة سامحهم الله يأتون بشرح يتضمن وصف السلم الموسيقي ( الدو والري والسي..) وفروعه كذلك ( النصف بي مول والربع بي مول..... الخ ) نعم أنا هنا أقف لأوضح الآتي:

إن المقامات هو من علوم الصوتيات ولا يوجد صوت بدون مقام، إذن فالمقامات لاتقتصر على الموسيقى والعياذ بالله فقط وإنما تدخل في أي لحن صوتي كيفما كان سواء كان صوت تلاوة أو صوت غناء أو صوت نشيد أو صوت صفير أو أي صوت تحدد ملامحه بمقام معين، أما التقسيمات للسلم الموسيقي فتلك تقتصر على الموسيقى فقط ولا ينبغي أن ندخلها في تلاوة كتاب الله عز وجل لأنك لا تحتاجها!! وقد تشغلك عن التدبر والتأمل في الآيات لأنك تصب تركيزك في ( الري والدو والصول .... والخ) وكيفية الانتقال فيما بينها. الأمر الذي لاتحتاجه بتاتا في التلاوة ولايستطيع الصوت البشري أن يميزها في التلاوة أو حتى في الغناء كما تميزها الالآت الموسيقية لأن هذه الآلآت صممت خصيصاً لتأتي بهذه الاصوات وعلى جميع الطبقات الصوتية ( القرار والجواب وجواب الجواب)، اما صوتنا نحن يا إخواني فهو صوت وهبنا الله تعالى إياه وفيه خصائص معينه، فكثير من القرَاء من لايستطيع أن يقرأ بجواب الجواب وقد لا يحتاجه أيضاً في القراءة . اما السلم الموسيقى فأنت لاتحتاجه في القراء ولكنك تحتاج إلى تعلم المقام بطبقة صوتك فقط، الأمر الذي يمكنك من تلاوة القرءان بأداء جميل يخشع القلب ويستميل السامع عند سماعه وهذا هو المطلوب من تعلم هذا العلم.

فإذا كان هذا هو القصد من تعلم المقامات فلماذا إذن نسأل عن مقام النكريز ومقام الأمي ومقام العشاق !!! فالمقامات السبعة الرئيسية تكفي لتحسين أدائك في التلاوة وتصل إلى غايتك من حسن الأداء . لماذا نسأل عن درجة الري والسي والصول .... الخ وانت تقرأ القرأن بصوتك الطبيعي، أتعلم أن معرفة كل هذه الفرعيات ليست مطلوبة عند أهل الأداء !!! أتعلم أن كل هذه الفرعيات الغير ضرورية تفقدك التركيز في الآيات. لماذا إذن نترك المهم ونذهب إلى الفرعيات!!

الأصل في تعلم علم المقامات يأخواني الاعزاء هي تحسين الأداء أثناء التلاوة كما أمرنا المصطفى ( صلى الله عليه وآله) تكفينا معرفة المقامات الرئيسية فقط  فهي تفي بالغرض بل وهي ضرورية لكل من يريد معرفة هذا العلم أما الفروع فهي لاتهمنا ياأخواني في التلاوة وهي غير ضرورية بتاتاً وكذلك السلم الموسيقي بأنواعه فلا ينبغي أن نأتي به في غير موضعه فهو وضع لللآلآت الموسيقة وليس لأصواتنا. وأنبه هنا بجعل حسن الاداء يقتصر على المقامات الرئيسية فقط فهي التي تساعدنا على تحسين أدائنا في التلاوة لنصل للمستوى الذي نطمح إليه، ولنترك عنا كل ماهو غير ذلك وليس ذو فائدة وإنما يلهينا ويبعدنا عن ما نصبوا إليه.

وفقكم الله إلي مايحبه ويرضاه وأسأل الله العلي القدير أن يجمعنا وأياكم في نعيم الجنة

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وصلي الله علي أشرف خلقه سيدنا ونبينا محمد وعلي آله الطيبين الطاهرين الميامين واصحابهم المنتجبين واللعن الدائم علي اعدائهم اجمعين من الآن الي قيام يوم الدين....

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=312
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 11 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24