• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : الصوت والنغم .
                    • الموضوع : سلسلة حلقات في الصوت والنغم للأستاذ السيد محمدرضا محمدي (الحلقة الثالثة) .

سلسلة حلقات في الصوت والنغم للأستاذ السيد محمدرضا محمدي (الحلقة الثالثة)

السيد محمد رضا محمدي الموسوي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ...وبعد

 لقد قمت بتصميم هذاالدرس لكي يتسنى لعشاق القرآن خاصة المبتدئين ؛ تعلم واتقان علم المقامات التي يقرء بها القرآن. وذلك عن طريق الإستماع إلى دروس الأساتذة المختصين وكذلك الإستماع المكرر إلى مقاطع من آيات الذكر الحكيم المقروءة بمقامات مختلفة, المجموعة في جملة صنع بسحر, وهي: الصبا, النهاوند, العجم, البيات, السيكا, الحجاز, الرست. و فروع هذه المقامات مثل: الجهاركا, والكرد والشوري والنکريز, وغيرها

ملاحظة: أخي الكريم :

 إن لم تكن متقنا لأحكام التجويد ومخارج الحروف الصحيحة والقراءة المعربة الصحيحة, فلا تضيع وقتك بتعلم المقامات. بل يجدر بك أن تتقن أوليات القراءة وتتعلم أحكام التجويد وضبط الكلمات ضبطا صحيحا ولفظ الحروف لفظا سليما, من ثم تستطيع أن تسعى لتحصيل هذا العلم

تمهيد لعلم المقامات :

في البداية سنشرح للذين يتوجسون ريبة من المقامات والنغمات ويعتقدون بأنها جاءت من أهل الغنا واللهو , وهذا ليس صحيحاً...

والحقيقة أن المقامات هي نغمات لحنية اشتهرت عند أهل الأمصار والأصقاع الإسلامية, فاشتهر كل مِصْرٍ وقِطْرِ بنغمته المشهورة وصارت تعرف لهم، اعطيك مثال ( مقام الحجاز ) اشتهر هذا المقام عند أهل الحجاز وهذا هو نغمتهم المعروفة فأنت اعجبتك هذه النغمة واردت تقليدهم .. ففي هذه الحالة نقول انت الآن تعلمت مقام الحجاز…

نغمة البيات مثال آخر اشتهرت في العراق وهناك عائلة من عوائل العراق المعروفة كانت أفضل من يجيد هذا المقام هناك واسمها عائلة البياتي ونسب هذا المقام اليها وهي الى الآن موجودة وتفتخر بإنتساب هذا المقام اليها ..

ومقام النهاوند مثال آخر نسب  الى بلدة نهاوند  في اي ران ونسب هذا المقام اليها وهكذا ...

يعني أن هذه النغمات اشتهرت في هذه الأمصار وكان الطابع العام لألحانهم على هذا المقام فيقرؤون القرآن بهذه النغمة وينشدون النشيد بهذه النغمة...

تنبيه :

شيء مهم قبل أن نبدأ وهو أن هذه المقامات لابد أن توضف في مكانها المناسب فلايصلح أن نلحن انشودة رثاء بمقام الرست مثلا او مقام السيكاه فالمقام المناسب لها هو مقام الصبا .. وسنشرح مع كل مقام مناسبته ومعناه

ملاحظة أخيرة ولابد أن تركز عليها                                           :

وهو الاستماع الى اساتذة هذا الفن والدروس التي تهتم بهذه المقامات.

يمكن لمن يطلب هذا العلم :

 أن يسلك طريقين لتحصيله. الطريق الأول هو الطريق النظري. وهو يعتني بتبين النوتات الموسيقية على ورق الموسيقا, وفك طلاسمها, من صعود ونزول, وقرار وجواب, وحركات وسكنات, وعوائل وأجناس, وأصول وفروع الخ... وعندما يحصل الطالب هذه المطالب, يبتدئ بالتطبيق على الآلات الموسيقية (في أغلب الأحيان) أو بواسطة الصوت من خلال الغناء. وهنا يقع الطالب في إشكال شرعي, لحرمة استخدام الآلات الموسيقية وحرمة الغناء. لذا, فالكثير من طلاب هذا العلم يسلكون الطريق الثاني.

والطريق الثاني ينمي في الطالب الأذن الموسيقية بدفعه للإستماع المكرر إلى مقرئ يمتلك طبقة صوت متقاربة لطبقة صوت الطالب. فأصوات الناس مختلفة. بعضهم يمتلك صوتا رفيعا, وبعضهم يمتلك صوتا متينا فخما. وعلى الطالب أن يعلم ما نوع صوته, وما حده. فهل صوته أقرب إلى القرار؟ أو الجواب؟ أو جواب الجواب؟ وهل يستطيع أن يقرأ بالقرار, ويصعد إلى الجواب, ومن ثم إلى جواب الجواب, أم أن صوته محدود فلا يقدر إلا على القرار والجواب. عليه أن يكتشف خاصية صوته قبل أن يشرع بالتدريب, حتى لا يحمل صوته ما لا طاقة له, فيجرحه ويشوهه.

وبعد أن يجد الطالب مقرئا يناسب صوته, يجب أن يستمع إلى ترتيله أولا, ويدمن الإستماع إليه, حتى يتمكن الطالب من تقليد ترتيله. بعدها, يبتدئ الإستماع إلى تحقيق (تجويد) مقرئه. وبعد أن تترسخ قراءات التحقيق في ذهن الطالب يتدخل المعلم ويعطي الطالب آيات لذاك المقرئ مقروءة بمقام البيات, مثلا. وعلى الطالب أن يحاول جاهدا تقليد المقرئ بطرق شتي حتى يتقن مقام البيات. بقراره وجوابه وفروعه. ومن ثم ينتقل إلى مقام آخر, كالرست. ويعيد الكرة حتى يتقنه. ومن ثم السيكا, وبعده الصبا, وبعده العجم, وبعده النهاوند, وأخيرا الحجاز. وعلى الطالب أن يسجل قراءته بين الحين والآخر ويستمع إليها, حتى يعلم إن كان هناك تقدم في أدائه, أو إن كان هناك نشاز في صوته. ولا يجب على الطالب أن يتبع هذا الترتيب بالذات. بل يجب عليه أن يتبع أذنه. فإن استساغت أذنه مقام النهاوند وأحبته وعشقته, فعليه أن يبدأ به أولا. وهكذا, حتى ينهي المقامات السبعة. عندها, إذا استمع الطالب إلى آية من مقرئه, سيعرف في الحال على أي مقام قرئت. وهذه المرحلة من التدريب تأخذ وقتا طويلا, قد يعد بالسنوات وبعد اجتياز هذه المرحلة, ستتكون لدى الطالب نظرة أكثر وضوحا 

تعريف المقام :

هو عبارة عن مجموعة من نغمات و أصوات مرتبة مبنية بعضها فوق بعض , أسا سه (أوکتاف) کامل ذو ثمانية اصوات . إن المقام هو الأساس الذي تبني عليه الألحان .

تعريف الأوکتاف :

إن الأوکتاف ( الديوان ) يؤلف من ثمانية أصوات و هذا الصوت الثامن المضاف يکون جواباً للصوت الأول الذي هو القرار.الأصوات : ( Do – Re – Mi – Fa – Sol – La – Si - Do )

تعريف الدرجة ( الإستقرار أو الرکوز )

إن المقام يمتلك مستقراً له , يعرف به و يدل به و ينتهي به و مثال ذلك مقام الراست الدرجة الأولي من سلمه و هي نغمة ( صوت ) Do التي تميزه عن المقامات الأخري).

* * * *

    المقامات بأسلوبها توصل المعلومة للمتلقي ,إذا كان بإسلوب فرح أوباسلوب حزن أوباسلوب ترهيب أوترغيب أوشيء عام , المقامات جدا ضرورية للمنشد أوالرادود أوقارىء القرآن حتى يميز النغمة المطلوبة, القصيدة الإرشادية لها نغماتها الخاصة , قصيدة الفرح لها نغماتها الخاصة , قصيدة الحزن لها نغماتها الخاصة ,لإيصال المعلومة للمتلقي بإسلوب فرح أوبإسلوب ترهيب أوترغيب,هذا كلام عام0

      قصيدة الحزن أيام المراثي في عاشور لها أنغامها الخاصة , القران كذلك له بحوث خاصة , يوجد بحث في القران الكريم بحث إرشادي ويطرح موضوع معين, وبحث آخر ترغيب وترهيب , على القارىء أن يتمكن من استخدام النغمة ليخرج من نغمة ترهيب ويدخل نغمة ترغيب0

     عموما المقامات الرئيسية سبعة :

مجموعة في هذه الجملة (صُنع بسحر) (الصاد) الصبا ..(النون) النهاوند ..(العين) العجم..(الباء) البيات.. (السين) السيكا.. (الحاء) الحجاز…(الراء)الرست , وهناك اختلاف في حرف النون , قسم من علماء الأنغام يرى أن هناك نغمة تسمى (النوى) في نفس الوقت هي نابعة من النهاوند وقسم يقول أن النهاوند نابع من النوى, ولکن عموما يأکدون أن النهاوند هو المقام الرئيسي, وهذاهوالاصح -هذه هي المقامات الرئيسية وتتفرع منها مقامات فرعية , نحن مجملا نتكلم عن المقامات الرئيسية0

مقام البيات :

هو مقام سهل ممتنع , هادئ كالبحر العميق , يمتاز بالخشوع و الرهبانية و به تبدأ القراءة و به تنهى ..و هو ذلك المقام الذي يجلب القلب و يجعله يتفكر في آيات الله البينات و معانيها. ويسمي هذا المقام بأم النغمات لأتساعه وکثرة فروعه المعروفة لدي القراء والمنشدين والمبتهلين( کبيات اللامي والحسيني والشوري ومحير وبيات النوا )

       بيات؛ نغمة نستخدمها للأمر الطبيعي ,( في الحقيقه لاهي حزن ولا هي فرح ), تستخدم في اکثرالمواضيع,كأحكام الحج والصلاة والصوم والجهاد في القرأن- البيات هو المخرج فدائما قرآء القرآن يبدأون به ,لماذ؟ لأنه يحتوي على حلقة مناسبة ودائما بإسلوب الإلقاء لأي قارئ يبدأ بالقرار ، وأحلى شيئ في القرار في البداية البيات ، حتى يتسلط على جميع البحوث ، مثلاً ماذا يواجه حزن, أو فرح …..مثلا:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم كهيعص ذكر رحمت ربك عبده زكريا إذ نادى ربه نداءاً خفيا.(سورة مريم )*   أحلى شي أن ينتهي القارىء بالقرار وليس بالجواب في مقام  البيات  لأنه جميل جدا ..

اضغط هنا لاستماع التلاوة 

اضغط هنا لاستماع الموشح

مقام الصبا :

لعل مقام الصبا يكون من اكثر المقامات على الاطلاق شرقية وهو مقام عاطفة وروحانية؛ فهو ينضح بالحزن والعاطفة و يغوص بك ايها السامع الى عالم آخر من المشاعر الجياشة يأخذك الى حيث النغم الحزين...

وحيث تقف مع ذاتك ولا يسعك احيانا الا ان تشعر بأنك ملزم ان تهمر تلك العبرات وتأخذ بنفسك الى مكان ناء لا يراك فيه احد وتجهش بالبكاء....

نعم هذا هو مقام الصبا الذي لا يكاد يكون له مثيل في المقامات الغربية فهو مقام شرقي بل عربي و هو مقام يمتاز بالروحانية الجياشة و العاطفة والحنان و هو أفضل مقام صوتي يستطيع المقرئ أن يعبر من خلاله عن تفاعله مع الآيات عن طريق استخدام الجواب و القرار لذلك يحبذ للمقرئ أن يقرأ الآيات الروحانية والآيات التي تتحدث عن أهوال يوم القيامة وآيات العذاب و...

    الصبا ايضا مقام يحمل الشكوى ويأتي به المنشدون كثيراً في اناشيد العزاء والرثاء ومئاسي المسلمين وغيرها , الصبا في زمان العباسيين يسمى (بكاء الرجال) كانوا عندما يدخلون على الحكماء يوصون المتكلمين بالمراثي أو المنشدين أن يعطوهم نغمة (بكاء الرجال) إذا كانوا يريدون البكاء يسمعون الصبا فهو يكرب القلب كما يقول العراقيون.

     طبعا الصبا کما قلنا  نغمة حزينة تستخدم للمواضيع الحزينة , نعطيك مثالا من القرآن الكريم …أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم إذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة….(سورة الواقعة)

      لاحظتم أن هذه النغمة حزينة تستخدم لقضية معينة تذكر المستمع بالذي غفل عن ذكر الله مثلا , وفي القصيدة الحسينية كذلك تأخذ مجالها في المراثي کثيرا  .

 

اضغط هنا لاستماع التلاوة

اضغط هنا لاستماع الموشح 

يتبع في الحلقة القادمة ...

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=290
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2008 / 11 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20