• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : بيانات قرآنية .
                    • الموضوع : ضرورة بعثة الأنبياء (عليهم السلام) وأهميتها .

ضرورة بعثة الأنبياء (عليهم السلام) وأهميتها

إعداد اللجنة العلمية

في دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

تضمّنت هذه الدراسة مجموعة من البيانات المهمّة في الجانب التفسيري والعقدي والتربوي، بالإضافة إلى بيانات أهمّ المصادر الشيعيّة ـ (نهج البلاغة والصحيفة السجّاديّة) ـ تحت عنوان: البيانات العلويّة من النهج والصحيفة السجّاديّة.

كما لا تخلو هذه الدراسة من التحقيق في بعض الأهداف الرئيسة للدار، وهي الإشارة إلى أهمّ الدروس المرتبطة بعلم وفنّ التجويد القرآني.

ولم يكن العمل في هذه الدراسة مقتصـراً على عقل واحد أو فكر شخص لوحده، بل كان مخاضاً لعمل جماعي اتفقت كلمة القائمين عليه، وبعد أن اكتملت الفكرة ونضجت شُرع بالعمل للقيام بإعداد هذه الدراسة القرآنيّة المعاصرة لأجل تحقيق أهدافها المنشودة، حيث وُزّعت الأدوار كلٌّ بحسب اختصاصه ومعرفته ومجاله. فتولّى القيام بهذا العمل ثُلّة من الأساتذة المختصّين في مختلف المجالات العلمية:

1ـ الدكتور الشيخ شاكر الساعدي في بيان النكات العقدية.

2ـ سماحة الشيخ سهيل السهيل في بيان النكات الفقهية.

3ـ الأستاذ السيد حكمت الموسوي في بيان النكات التربوية.

4ـ الأستاذ حيدر الكعبي في مادة التجويد.

5ـ الأستاذ الحافظ حميد الكناني في إبراز البيانات العلوية من (نهج البلاغة والصحيفة السجادية).

وقام الأستاذان أحمد فرج الله وعصام العلي بمراجعة الكتاب تصحيحاً وتقويماً للنصّ.

والشيخ أحمد الخليفة بمتابعة سير العمل خلال فترة إعداده.

البيان الثاني

ضرورة بعثة الأنبياء (عليهم السلام) وأهميتها

الآيات (119 ـ 124) من سورة البقرة

﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ * وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ * الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ * يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ * وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنْفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ * وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ

إنّ الحاجة إلى الأنبياء عليهم السلام من لوازم الحياة الضـرورية بحكم العقل والشرع؛ لأنّ تركها يعني حدوث الفوضى المستتبعة لحصول الظلم والفساد وانعدام سيادة القانون؛ لأنّه المتكفّل بإيجاد حلّ لجميع مشاكل المجتمع، وكذلك بتلبية جميع متطلباته الدنيوية والأخروية بالنحو الذي يحقق التكامل والسعادة الكبرى للإنسان في الدارين.

ثم إنّ القانون بحاجة إلى واضع يتمتّع بصفات خاصّة، كالعلم التام والإحاطة بدقائق الأمور، وكذا عدم الانتفاع من القوانين والأحكام المشرّعة، ومثل هذا لا يمكن أن يكون لغير الله تبارك وتعالى، خاصّة إذا أخذنا بنظر الاعتبار البنية التركيبية للإنسان والخلقة العجيبة له، التي اقترنت معرفتها بمعرفة ربّها، تلك المسألة التي جعلت عقول الحكماء صرعى وأذهانهم حيارى، فكأنّه علّق المحال على المحال.

وعليه فلا يعرف جوهر الإنسان وذاته إلاّ مَن خلقها، فضلاً عمّا يرتبط بمعرفة ما يؤول إليه الإنسان، وما ينتظره من مستقبل مجهول، فالذي يعلم بخصائصه المولى تبارك وتعالى. نعم، قد منَّ الله تعالى عليه بفيض علمه واطلاعه على غيبه، ولكنّ ذلك خاصّ بمَن ارتضاه لمكنون علمه وأسرار غيبه.

وبعد أن شرّع الله تعالى للإنسان ما يتوقف عليه استمرار حياته في الحاضر والمستقبل، ويؤمّن له جميع متطلباته في الدارين، اختار من بين خلقه أمناء على سرّه ووحيه، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [آل عمران/ 33ـ 34]. ولم يجعل لأحد الخيرة في ذلك ﴿وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [القصص/ 68].

فأرسل نبيّه الأكرم محمداً (صلّى الله عليه وآله) إلى أهل خلقه ﴿بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا [البقرة/ 119]، وما على الأمّة المبعوث إليها بمقتضـى العقل والشـرع إلاّ الطاعة والتسليم له، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ [النساء/ 64]، وهو إيمان لا يجوز فيه التبعيض؛ لأنّ الذي يؤمن ببعض ويكفر ببعض لا يُعدّ مؤمناً مصدّقاً ومسلّماً بالنبي المبعوث رحمة للعالمين: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا [النساء/150 ـ 151].

مضافاً إلى أنّ الإيمان والتسليم به من أكبر النعم الإلهية على العبد، بحيث تستحق منه الشكر والثناء لله تعالى، كما قال المولى تبارك وتعالى: ﴿قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [الحجرات/ 17]، وما ذلك إلاّ لأهمّية الإيمان الذي تكفّلت به بعثة الأنبياء في إيصال العباد إلى أهدافهم التي خلقوا لأجلها.

البيانات التفسيريّة

1. ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ

إنَّ العدو لا يرضى بالقليل، بل لا يرضى إلاّ بالانهيار الكامل للمذهب واستئصال الأهداف الرساليّة.

2. ﴿بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ

المسؤوليّة الملقاة على عاتق العلماء في معرفة الحقِّ واتّباعه هي ملقاة عليهم أكثر من غيرهم.

3. ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ

هناك رواية ذكرها صاحب (تفسير الميزان) تبيّن ثمان خصوصيات في آداب تلاوة القرآن:

أ. الترتيل والتأني في القراءة.

ب. التفقّه في الآيات.

ج. العمل بالآيات.

د. رجاء الوعد.

هـ. الخوف من الوعيد.

و. الاعتبار من القصص.

ز. العمل بالأوامر الإلهيّة.

ح. ترك النواهي.

4. ﴿نِعْمَتِيَ ... فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ

التحرّر من الطاغوت هو من أفضل النّعم الإلهيّة.

البيانات العقائدية

1ـ أنّ عدم الإيمان بما جاء به الأنبياء عليهم السلام إنّما هو معاندة صريحة للحقّ، وهذا مما يوجب اللعن والطرد عن ساحة رحمة الله تعالى.

2ـ من جملة أهداف بعثة الأنبياء عليهم السلام الإبلاغ والتبيين كي تضعف حجّة الناس وتنعدم أمام حجّة الله عليهم ﴿لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [سورة النساء/ 165].

3ـ بعد اصطفاء الله واختياره لا خِيرة لغيره من أصحاب الديانات والقوميّات.

4ـ التأكيد على أنّ عدم شكر النِّعم الإلهيّة موجب لزوالها في أيَّة لحظة وفي أيِّ وقت.

5ـ أنّ الإيمان باليوم الآخر هو من مقتضى الإيمان بالله تعالى وعدلِه.

6ـ أنّ الابتلاء سُنّةٌ إلهيّة تاريخيّة ذات أهداف ربّانيّة خاصّة.

7ـ أنّ مقامَ الإمامة لا يمكن أن يُنال دون النجاح في الابتلاء والامتحان الإلهيين.

8 ـ لا ينال مقام الإمامة مَن كان ظالماً لنفسه أو لغيره قبل أو بعد الإيمان.

البيانات الفقهية

1ـ الشهادة للنبي (صلّى الله عليه وآله) بالرسالة والصلاة عليه وآله واجبتان في التشهّد الأوسط والأخير من كلّ صلاة.

2ـ ينبغي تعاهد القرآن الكريم كلَّ يوم بالقراءة، حيث ورد أنّ المسلمَ عليه أن يقرأ في كلِّ يوم خمسين آيةً على أقل التقادير.[ صراط النجاة ـ الميرزا التبريزي 3/ 452].

البيانات التربوية

1ـ الترغيب والترهيب لهما أثرهما النفسـي الكبير في دفع الإنسان للتوجّه نحو الغاية والهدف المقصودين.

2ـ التقوقع والجمود على الباطل والهوى من الأمور التي ينبغي على المؤمن اجتنابُها والنأيُ بنفسه عنها.

3ـ الاهتمام بالقيم الإسلاميّة وتعاهدها خيرُ دليلٍ على إيمان الشخص والتزامه.

4ـ ينبغي العمل بما يلائم إرسال النّعم؛ كشُكر المُنْعِم ونحو ذلك.

5ـ الاعتماد على النفس أمر في غاية الأهمّيّة، ويشترط فيه أن يكون بمستوى القدرات الذاتيّة للشخص، لا أكثر من ذلك المستوى ولا أقلَّ منه؛ لأنّ الأكثر والأقل أمران يمكنهما أن يُوقعا الإنسان في منزلق خطير ربما لا يمكنه الخلاص منه، فإذا كان الاعتماد على النفس يفوق قدرات الشخص يقوده إلى التهوّر، وإذا كان أقلَّ من قدراته فيعني ذلك الإجحاف بالمواهب التي يتميّز بها ذلك الشخص عن غيره، وبالتالي لا يكون شخصاً منتجاً.

6ـ أنَّ الامتحان والاختبار والابتلاء قضايا مهمّة يمكن للإنسان من خلالها معرفة مدى ما يتمتّع به من قدرات وإمكانات ذاتيّة، لذا ينبغي أن يتحقّق في الامتحان عنصران؛ الصراحة وعدم المجاملة، وهما أمران مهمّان في تعريف الإنسان بقدراته.

البيانات العلوية من النهج والصحيفة السجادية

1ـ قال أميـر المؤمنين (عليه السلام): «ابْتَعَثَهُ بِالنُّورِ الْمُضِـي‏ءِ، وَالْبُرْهَانِ الْجَلِيِّ، وَالْمِنْهَاجِ الْبَادِي، وَالْكِتَابِ الْهَادِي. أُسْـرَتُهُ خَيْـرُ أُسْـرَةٍ، وَشَجَرَتُهُ خَيْرُ شَجَرَةٍ؛ أَغْصَانُهَا مُعْتَدِلَةٌ، وَثِمَارُهَا مُتَهَدِّلَةٌ. مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ، وَهِجْرَتُهُ بِطَيْبَةَ، عَلا بِهَا ذِكْرُهُ، وَامْتَدَّ مِنْهَا صَوْتُهُ. أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ، وَمَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ، وَدَعْوَةٍ مُتَلافِيَةٍ. أَظْهَرَ بِهِ الشَّرَائِـعَ الْمَجْهُولَةَ، وَقَمَعَ بِهِ الْبِدَعَ الْمَدْخُولَةَ، وَبَيَّنَ بِهِ الأحْكَامَ الْمَفْصُولَةَ، فَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دَيْناً تَتَحَقَّقْ شِقْوَتُهُ، وَتَنْفَصِمْ عُرْوَتُهُ، وَتَعْظُمْ كَبْوَتُهُ، وَيَكُنْ مَآبُهُ إِلَى الْحُزْنِ الطَّوِيلِ وَالْعَذَابِ الْوَبِيلِ. وَأَتَوَكَّلُ عَلَى الله تَوَكُّلَ الإنَابَةِ إِلَيْهِ، وَأَسْتَرْشِدُهُ السَّبِيلَ الْمُؤَدِّيَةَ إِلَى جَنَّتِهِ، الْقَاصِدَةَ إِلَى مَحَلِّ رَغْبَتِهِ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 161].

2ـ ومن خطبة لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): «أَيُّهَا النَّاسُ، خُذُوهَا عَنْ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ (صلّى الله عليه وآله): إِنَّهُ يَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَلَيْسَ بِمَيِّتٍ، وَيَبْلَى مَنْ بَلِيَ مِنَّا وَلَيْسَ بِبَالٍ، فَلا تَقُولُوا بِمَا لا تَعْرِفُونَ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ الْحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُونَ، وَاعْذِرُوا مَنْ لا حُجَّةَ لَكُمْ عَلَيْهِ وَهُوَ أَنَا. أَلَمْ أَعْمَلْ فِيكُمْ بِالثَّقَلِ الأكْبَرِ وَأَتْرُكْ فِيكُمُ الثَّقَلَ الأصْغَرَ؟ قَدْ رَكَزْتُ فِيكُمْ رَايَةَ الإيمَانِ، وَوَقَفْتُكُمْ عَلَى حُدُودِ الْحَلالِ وَالْحَرَامِ، وَأَلْبَسْتُكُمُ الْعَافِيَةَ مِنْ عَدْلِي، وَفَرَشْتُكُمُ الْمَعْرُوفَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي، وَأَرَيْتُكُمْ كَرَائِمَ الأخْلاقِ مِنْ نَفْسِـي، فَلا تَسْتَعْمِلُوا الرَّأْيَ فِيمَا لا يُدْرِكُ قَعْرَهُ الْبَصَـرُ، وَلا تَتَغَلْغَلُ إِلَيْهِ الْفِكَرُ» [نهج البلاغة ـ الخطبة/ 138].

3ـ من دعاء للإمام زين العابدين (عليه السلام) في يوم عرفة: «بحقِّ مَن انتجبتَ من خلقِكَ، وبمَن اصطفيتَهُ لنفسِكَ، بحقِّ مَن اخترتَ من بريتِكَ، ومَن اجتبيتَ لشأنك، بحقِّ مَن وصلتَ طاعتَه بطاعتِك، ومَن جعلتَ معصيتَه كمعصيتِكَ، بحقِّ مَن قرنتَ موالاتِه بموالاتِكَ، ومَن نطْتَ معاداتِه بمعاداتِكَ» [الصحيفة السجّاديّة ـ الدعاء/ 147].

ملاحظات في الوقف والوصل والابتداء

1ـ الوقف في الآية (119) على كلمة ﴿وَنَذِيرًا جائز؛ لأنّ جملة: ﴿وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ قد تكون مستأنفة، علماً أنَّ وصلها أولى.

2ـ جملة ﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ﴾ في الآية (120) شرطيّة، و﴿مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ جزاء الشـرط، وعليه يجب أن تتصل بها.

3 ـ الوقف في الآية (121) يكون على عبارة ﴿يُؤْمِنُونَ بِهِ، علماً أنّ السجاوندي قد أجاز الوقف على كلمة ﴿حَقَّ تِلَاوَتِهِ. إلاّ أنَّ هذا لا يبدو صحيحاً؛ لأنّ ﴿يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ جملة حالية، ولا يمكن أن تكون خبرية.

4 ـ لا يوجد في الآية (123) محلٌّ للوقف؛ لأنّ جملة: ﴿لَا تَجْزِي ... وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ كلّها صفات لكلمة ﴿يَوْمًا. وعند إمكان الوصل يكون الوقف عند كلمة ﴿شَيْئًا ويبتدئ بـ ﴿لَا تَجْزِي لكي تكون جميع الصفات داخلة في نسق واحد، وفي غير ذلك يُضطر إلى الوقف على كلمة ﴿عَدْلٌ ويبتدئ بكلمة ﴿وَلَا يُقْبَلُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالة مرتبطة:

دور المساجد في إحياء الذكر الإلهي


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2414
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 10 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24