• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : شهر رمضان وعيد الفطر .
                    • الموضوع : شهر شعبان ومنازل السالكين إلى الله .

شهر شعبان ومنازل السالكين إلى الله

بقلم الأستاذة نداء الأحمد (أم رضا)

مقتطفات روحيّة:

1- نسائم شعبان:

شهر شعبان منزل السالكين إلى الله، شهر أشبه بركوب سفينة أهل البيت (عليهم السلام) الفلك الجارية في اللّجج الغامرة، يأمن من ركبها ويغرق من تركها.

كان أهل البيت (عليهم السلام) يشتاقون إلى قدوم شهر شعبان، فهو شهر المناجاة الشعبانية التي تقرأ على ألسنة المعصومين (عليهم السلام)، والتي تمثّل مقامات ودرجات أولياء الله المقرّبين.

ينال الإنسان الموالي درجات المعارف السامية في علاقته مع الله ومن ثمّ مع ولاة الأمر (عليهم السلام).

يطلب ويدعو الله:

الإخلاص في العمل.

وتطهير القلب من الذنوب ومن الأغيار.

والعشق للواحد الأحد سبحانه وتعالى ونيل رضاه.

لو تذوّقنا المحبّة الحقيقة لله في شهر شعبان من خلال السنن المذكورة في كتب الأدعية من الصلوات والصيام والمناجاة والأدعية والزيارة للهداة الأطهار لأدركتنا الفيوضات المعنوية الكثيرة، وأخصّها الحكمة العليا.

كما في المناجاة الشعبانية: "وتسير أرواحنا معلّقة بعزّ قدسك".

من دون المعرفة بالله لا يمكن الاشتغال بذكر الله الحقيقي، ودفع العدو من حرم الله.

أهل البصيرة أشعروا قلبهم عداوة الشيطان ووسوسته، وألزموا النفس الحذر منه بنور ذكره تعالى.

يقول العارف الشيخ جوادي ملكي التبريزي في مراقبات (شهر شعبان المعظّم): "وهذا المنزل من منازل العمر للسالك إلى الله تعالى، له شأن عظيم، وفضل كثير، فيه ليلة القدر، وقد ولد مولود فيه وعد الله به النصر لكل مظلوم من أوليائه، وأنبيائه، وأصفيائه، مذ هبط أبونا آدم (على نبيّنا وآله وعليه السلام) على الأرض، وأن يملأ به الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت ظلمًا وجورًا...

وكفى في شأنه أنّه شهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وقال فيه: "شعبان شهري، رحم الله من أعانني على شهري"، ومن عرف منزلة هذه الدعوة العظمى، فلا بد أن يكون اهتمامه في اشتماله عليه ودخوله فيها، وذلك خليفته وأخوه أمير المؤمنين (عليه السلام)..". [المراقبات]

2- مناسبات شهر شعبان

نعم، هذا شهر نبيّ الأمّة وخازن المغفرة الذي أشرقت بنوره أرجاء الكون، يدعونا في هذا الشهر، شهر شعبان، إلى التزوّد بكثرة العبادة لِما لها من الفضل الكبير عند الله في زيادة المعرفة ومحبّة لقاء الله.

إحياء المناسبات الدينية كما هو في ذكرى ميلاد أبي الأحرار وسيّد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام)، فله فضل عظيم في الجذبة الإلهية والتخلّق بأخلاق الروحانيّين.

إظهار الفرح من مستلزمات مناسبات مواليد الأطهار، كما هو في مولد بقيّة الله أرواحنا فداه

الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).

كما فيه ميلاد قمر شمس الإمام الحسين أخيه العباس (عليه السلام)، وزين العابدين وسيّد الساجدين (عليه السلام)، وكلّها مناسبات فرح وإقبال على الله تعالى.

ليلة من أجمل وأعظم اللّيالي، ليلة مولد الإمام الموعود المهدي (عجّل الله فرجه)، ليلة النصف من شعبان، وهي من مختصّات أهل البيت (عليهم السلام)؛ ففيها من الفضل ما لا يُحصى، فلنجتهد في إحياء هذه اللّيلة ونتشبّه بأحوال الصالحين فيها.

في ليلة النصف من شعبان يفتح فيها أبواب السماء من أبواب الجنان والرضوان وأبواب الرحمة وأبواب الجود والإحسان، يقسّم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة، ويعتق العباد من النار.

فالركوع والسجود والاستغفار والدعاء والصيام والعلم والعمل الصالح طريق للسالك إلى الله بالارتباط القلبي بين عالم الملك والملكوت.

قلوبهم تصعد براحةٍ إلى رياض السماء، هم أوتاد الأرض، تميّزوا بصدق الطاعة وسلامة النيّة والورع عن محارم الله.

يشتاقون إلى الله بقدم السبق إلى الخيرات بالتسبيح والتقديس لخالقهم ولين الجانب والتواضع والسخاء وبشاشة الروح في التعامل الطيّب مع المؤمنين.

المداومون في خشية الله، وفي رياض الجنّة يرتعون، وثوابهم في الآخرة الجنة منزلًا ومقيمًا.

شهر رجب وشهر شعبان يتهيّأ العبد فيهما للفوز بليلة القدر؛ ليلة الجوائز والرضوان.

3-لسان وأحوال السالكين في شهر شعبان

غلبة شهود الحقّ تعالى عليهم؛ حيث لا يرون  ولا يشعرون إلا بجمال وجلال الله وهيبته وعظمته وجبروته وسلطانه وملكه تعالى.

جلب القلوب إلى خالقها ومالكها والمنعم عليها، وما يسمّى صقعة القلب وجذبته للجمال الإلهي.

يقول السيّد العارف الكامل عليّ القاضي: "كل همّ الدنيا وغمّها ينتهي في التكبيرة الاُولى للصلاة".

وأضاف قائلًا: "كنت أفكّر منذ يومين أو ثلاثة أيّام، ماذا سنفعل لو لم يأذن لنا بالصلاة في الجنّة". [سيماء صالحين]

استغراق في العلم الإلهي والتفكّر والتدبّر في النفس والكون.

حفظ الظاهر والباطن من المعاصي والآثام بحيث تكون هناك علاقة وطيدة بين الجوارح والقلب الإلهي.

كثرة السجود في هذه الأشهر الروحانية "سجد لك سوادي وخيالي وبياضي".

الإكثار من تلاوة القرآن وتدبّره  والدعاء بالتوبة "اللهمّ إن لم تكن غفرت لنا في ما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه".

صيام الأيّام الثلاثة الأخيرة من شعبان لمَن لم يصُم كلّه، لينال فضل صيام شهرين متتابعين.

ومن أهمّ أحوال السالكين في شهر شعبان العلاقة الحميمة بين الموالي وإمام العصر والزمان (عجّل الله فرجه).

يبثّ الموالي الحنين والمناجاة والزيارة وإهداء كلّ الأعمال إلى مظهر العدل الإلهي وجامع الكلمة على التقوى.

يتحسّر على ضياع ساعات العمر والزمن وفوات ظهوره وزيادة غيبته، ويتأمّل بهذا الولاء نصرته والفداء بين يديه (عليه السلام).

يقول العلامة الطباطبائي (رضوان الله عليه): "الطريق الوحيد للحصول على معرفة الإمام الحجّة (عجّل الله فرجه) وإدراك مقام الولاية المطلقة للمعصومين (عليهم السلام)، هو العرفان ولا غير".

وهناك المسائل الكثيرة في أحوال السالكين بقدم العشق يبدّل الله غفلتهم يقظة وظلمتهم نورًا ببركات الطاعة والعبادة.

 

جعلنا الله وإيّاكم من خيرة مواليهم.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2345
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24