• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الدعاء .
                    • الموضوع : خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (4) .

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (4)

اعداد: القسم الثقافي / عباس الجعفري

تحدثنا في القسم السابق من هذه المجموعة من المقالات عن نبذة من الأمور التي تستوجب الدعاء للإمام الحجة (عليه السلام) في هذه الحلقة نذكر بعض الامور التي ينبغي التنبيه عليها:

الأول: في سبب غيبته وهو قسمان:

القسم الأول: ما لم يبين لنا ويتبين بعد ظهوره:

عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: إن لصاحب الأمر غيبة لا بد منها، يرتاب فيها كل مبطل، فقلت: ولم جعلت فداك؟ قال (عليه السلام): لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم.

قلت: فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره، كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر (عليه السلام) من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسى (عليه السلام)، إلا وقت افتراقهما.

يابن الفضل، إن هذا الأمر أمر من أمر الله تعالى، وسر من سر الله، وغيب من غيب الله، ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف لنا. [كمال الدين وتمام النعمة، ص 482]

- وفي التوقيع المروي عن الامام الحجة (عليه السلام): ... وأما علة ما وقع من الغيبة فإن الله عز وجل يقول: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ [المائدة: 101] إنه لم يكن أحد من آبائي إلا قد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي... [الاحتجاج، ج 2، ص 284]

القسم الثاني: ما بينه الأئمة المعصومون عليهم السلام لنا وهو وجوه:

الأول: خوفه (عليه السلام) من القتل، كما مر في خوفه (عليه السلام)، وهذا أيضا أحد الأسباب الموجبة لخروجه بالسيف إذا ظهر، كما مر في حديث أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنه قال: لو لم يخرج لضربت عنقه، الخ...، يعني يجب عليه الخروج بالسيف بعد ظهوره، حفظا لنفسه الشريفة فإن الظهور أعم من الخروج فربما يكون الإمام ظاهرا ولا يخرج بالسيف، مثل سائر الأئمة عليهم السلام، سوى مولانا الامام الحسين (عليه السلام) فإنه لو لم يخرج لقتله الأعداء كما قتلوا آباءه الطاهرين بغيا وعدوانا، وكفرا وطغيانا.

الثاني: أن لا يكون من الطواغيت في عنقه بيعة وقد تقدم هذا الوجه في التوقيع وفي حديث الحسن المجتبى وأبيه صلوات الله وسلامه عليهما.

الثالث: الامتحان للخلق ﴿وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ [آل عمران: 141]، كما ذكر في حديث الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وحديث الصادق (عليه السلام) الذي مر في خوفه.

- وعن الامام الرضا (عليه السلام) قال: والله ما يكون ما تمدون أعينكم إليه حتى تمحصوا وتميزوا وحتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر.[الغيبة للشيخ النعماني، ص 216]

الرابع: أن يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) - كما ورد في حديث سدير عن الصادق (عليه السلام) قال: إن للقائم منا غيبة يطول أمدها فقلت له: ولم ذلك يا بن رسول الله؟ قال: لأن الله عز وجل أبى إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم، وإنه لا بد له يا سدير من انتهاء مدة غيباتهم قال الله تعالى: ﴿لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ[الانشقاق: 19] أي سنن من كان قبلكم. [بحار الأنوار، ج 51، ص 142]

الخامس: أن لا تضيع ودائع الله عز وجل أعني المؤمنين الذين يظهرون من أصلاب الكافرين.

- كما عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث ابن أبي عمير عمن ذكره قال: قلت له - يعني أبا عبد الله (عليه السلام) -: ما بال أمير المؤمنين لم يقاتل مخالفيه في الأول؟ قال: لآية في كتاب الله عز وجل: ﴿لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الفتح: 25] قال: قلت: وما يعني بتزايلهم؟ قال: ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين، فكذلك القائم (عليه السلام) لن يظهر أبدا، حتى تخرج ودائع الله عز وجل، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عز وجل جلاله، فقتلهم. [علل الشرائع، ص 147]

السادس: قبائح أعمالنا، وفضائح أفعالنا، فإنها المانعة عن ظهوره (عليه السلام) عقوبة علينا.

- كما عن أمير المؤمنين (عليه السلام ): واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة لله، ولكن الله سيعمي خلقه منها، بظلمهم وجورهم، وإسرافهم على أنفسهم. [بحار الأنوار، ج 51، ص 112]

- وفي توقيع الامام الحجة (عليه السلام) إلى الشيخ المفيد: ولو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليمن بلقائنا، ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا، على حق المعرفة، وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتصل بنا مما نكرهه، ولا نؤثره منهم، والله المستعان. [الاحتجاج، ج 2، ص 225]

الأمر الثاني: اعلم أن له (عليه السلام) غيبتين إحداهما الصغرى والثانية الكبرى،

أما الصغرى فكانت مدتها من حين وفاة أبيه إلى وفاة السمري، في منتصف شعبان، سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة فتكون الغيبة الصغرى ثمان وستين سنة وإن جعلت الغيبة من زمان ولادته، فهي ثلاث وسبعون سنة، فإن ولادته كانت في منتصف شعبان، سنة خمس وخمسين ومأتيين.

الأمر الثالث:

أنه ليس لغيبته الكبرى التي مبدؤها وفاة السمري رضي الله عنه أمد محدود ولا أجل موعود، بل لله الحكم في وقت ظهوره، وإشراق نوره، ويدل على ذلك أخبار مستفيضة.

عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): هل لهذا الأمر وقت؟ فقال: كذب الوقاتون، كذب الوقاتون، كذب الوقاتون. [الغيبة للنعماني، ص 262]

الأمر الرابع:

 أن الأئمة عليهم السلام قد أخبروا بكلتي غيبته.

عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال بعد عد الأئمة عليهم السلام: ثم يغيب عنهم إمامهم ما شاء الله، ويكون له غيبتان، إحداهما أطول من الأخرى، ثم التفت إلينا رسول الله فقال رافعا صوته: الحذر الحذر إذا فقد الخامس من ولد السابع من ولدي.

قال علي (عليه السلام): فقلت: يا رسول الله فما يكون حاله عند غيبته؟ قال: يصبر حتى يأذن الله له بالخروج فيخرج من قرية يقال لها كرعة، على رأسه عمامتي متدرع بدرعي متقلد بسيفي ذي الفقار ومناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه، الخ... [بحار الأنوار، ج 52، ص 380]

الأمر الخامس: أنه في زمن غيبته يشهد الناس ويراهم ولا يرونه.

عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: إن في صاحب هذا الأمر لشبه من يوسف، فقلت: فكأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة! فقال: ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير من ذلك! إن إخوة يوسف كانوا عقلاء ألباء أسباطا أولاد الأنبياء، دخلوا عليه فكلموه، وخاطبوه وتاجروه، وراودوه وكانوا إخوته، وهو أخوهم لم يعرفوه حتى عرفهم نفسه، وقال لهم: أنا يوسف، فعرفوه حينئذ فما تنكر هذه الأمة المتحيرة أن يكون الله جل وعز يريد في وقت أن يستر حجته عنهم! لقد كان يوسف إليه ملك مصر، وكان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه مكانه لقدر على ذلك، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف؟ أن يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه، صاحب هذا الأمر يتردد بينهم، ويمشي في أسواقهم، ويطأ فرشهم، ولا يعرفونه، حتى يأذن الله له أن يعرفهم نفسه، كما أذن ليوسف حتى قال له إخوته: ﴿أَئِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ [يوسف: 90]، [بحار الأنوار، ج52، ص 154].

الأمر السادس:

 إن غيبته لا تنافي اللطف الموجب لإظهار الإمام (عليه السلام)، أما بالنسبة إلى المجرمين، فلأنهم السبب في خفائه، كما عرفت في الوجه السادس، وأما بالنسبة إلى الصالحين، فلوجهين:

الأول: أن الله تعالى قد أعطاهم من العقول والأفهام ما صارت الغيبة لهم بمنزلة المشاهدة

عن الامام الصادق (عليه السلام): وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما أفقدهم حجته طرفة عين. [كمال الدين وتمام النعمة، ص 339]

الوجه الثاني: أن مشاهدته (عليه السلام) غير ممنوعة عن بعض الصالحين، كما يشعر بذلك قوله (عليه السلام) في التوقيع الذي قدمناه في الوجه السادس من أسباب غيبته

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالات مرتبطة:

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (1)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (2)

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (3)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2255
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24