• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : المقالات القرآنية التخصصية .
              • القسم الفرعي : العقائد في القرآن .
                    • الموضوع : الدعاء في القرآن والسنة .

الدعاء في القرآن والسنة

اسلام الكاظمي

‌‌‌في شهر الله تبارك وتعالى يعطى الانسان مزايا عظيمة في دعائه وقيامه، في مناجاته وتوسلاته، فكيف نتعرف على ماهية الدعاء وادابه ومميزاته.

في هذه المقالة نتعرف بعونه تعالى على كل ماتريد، مبحرين بالدعاء في رحاب القرآن والسنة.

  الدعـاء‌ لغة: السؤال والطلب والاستغاثة والفزع الى المدعو.

والدعاء عبادة بل افضل العبادات ومخّها‌، وليس‌ شيء‌ افـضل عنده سبحانه وتعالى من دعائه والطلب ممّا عنده (عزّ وجلّ)

و ما احد ابغض اليه‌ مـمن يستكبر عن عبادته فلا يسأل ما عنده. عن الامام الباقر عليه السلام‌ قـال: (انّ اللّه عزّ‌ وجلّ‌ يـقول: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ قال: الدعاء، وافضل العبادة الدعاء). (1) وعن سدير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السّلام) اي العبادة افضل؟ فقال: (ما من شيء افضل عند اللّه عزّ وجلّ‌ من ان يسأل ويطلب مـما عنده، وما احد ابغض الى اللّه عزّ وجلّ ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده). (2)

و الدعاء أحب الاعمال الى اللّه (عزّ وجلّ)، وسلاح الانبياء صلّى‌ اللّه‌ عليه وآله وسلّم وترس المؤمنين، وهو أنفذ من السنان، ومـفاتيح النـجاح، ومقاليد الفلاح، به تدر الارزاق، ويرد القضاء والبلاء الّذي أبرم ابراما، وفيه الشفاء من كلّ داء.

الداعي وادب الدعاء‌

من‌ ادب الدعاء ان يكون الداعي خاشعا خاضعا، كما ورد في قوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾. (3) وان يكون متذللا خائفا من عاقبه طامعا في رحمته‌: ﴿وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾. (4)

﴿تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا﴾ (5)

و مـن ادب الدعـاء ان لا يرفع الداعي‌‌ صوته‌ بالدعاء‌، بل يدعوه سرا وخفية، ولا‌ يعجل‌ فيدعو‌ بالشر يحسبه دعاء بالخير ﴿وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا﴾ (6) فيتمنى الموت مثلا لأقل حادثة كما يـتمنى طـول القـاء‌ ساعة‌ اليسر‌ والهناء... ومن الآداب عـدم اليـأس مـن الاجابة وان‌ يواظب‌ ويلح فيه على اللّه تعالى.

عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: قال: (ان اللّه يحب الملحين في الدعاء‌). وان‌ يكون‌ مستحضر المـشاعر، مـخلصا أشـد الاخلاص فيه، متوجها اليه تعالى بجميع‌ احاسيسه، روحـه وعـقله وقلبه وجميع جوارحه. مستعجلا الكلم الطيب: ﴿فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ (7) ﴿... إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ (8).

هذه بـاقة من الآيات وردت في القرآن الكريم تحدد مسار المسلم حينما يتوجه‌ الى اللّه‌ تعالى في دعائه. وهناك نماذج مـن ادعـية النـبي صلّى اللّه عليه وآله‌ وسلّم‌: والائمة‌ عليهما السّلام منها هذا الدعاء عـن الامـام زين العابدين عليه السّلام: «..وسألتك مسألة الحقير‌ الذليل‌ البائس‌ الفقير الخائف المستجير، مع ذلك خيفة وتضرعا وتـعوذا وتـلوذا، لا مـستطيلا بتكبر المتكبرين ولا‌ متعاليا‌ بدالّة المطيعين..». (9)

الاخلاص في الدعاء

لاستجابة الدعاء شروط مـنها:

 (1) ان يـكون خـالصا لا‌ يشوبه‌ شرك‌ ولا رياء، قال تعالى : ﴿ فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ (10) ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. (11)

 (2) ان‌ يستجيب‌ الداعي‌ للّه تعالى، يعمل بأوامره ويؤمن به وبإجابته: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾.(12)

(3) ان لا يكون‌ آيـسا‌ عـند‌ عـدم الاستجابة للدعاء، فلعلّ مصلحة الداعي في ذلك. عن الامام علي بن الحسين(عليهما السّلام‌) يقول‌ فـي‌ دعائه: (..و لعلّ الذي ابطأ عني هو خير لي، لعلمك بعاقبة الأمور).

و هناك امكنة وازمنة‌ هي‌ مـظان الاجـابة؛ كالمساجد: ﴿ قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ك.... (13‌) وعند الكعبة المـشرفة، وقـبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وقبول أهل‌ بيته‌ عليهما السّلام، وبالخصوص عند راس الحـسين عـليه‌ السـّلام‌ وتحت‌ قبته، وعند قبر الوالدين، وقبور الصالحين، وبعد‌ كلّ‌ صلاة واذان، وعند زوال وغروب شمس يوم الجـمعة، وسـاعات هـبوب الرياح، ونزول المطر‌.

له‌ دعوة الحق

كما ان الاستعانة‌ والتوكل‌ والنذر من‌ مـختصات‌ الربـوبية‌، كذلك الدعاء. فليس احد غير اللّه تعالى ‌- مهما‌ كان عظيما أو حقيرا، كبيرا او صغيرا، ملكا مقربا أو نبيا مـرسلا‌- اهـلا‌ لأن يدعي من دون اللّه جلّ‌ ثناؤه، وليس باستطاعته كشف‌ الضر‌. عنا ولا تحويلا.

فهذا رسـول‌ اللّه سيد الأنبياء والمرسلين وخير الخلق أجمعين، يـأمره ربـّه ان يـقول النّاس: ﴿قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا﴾ (14‌) وهـا‌ هو (صلّى اللّه‌ عليه‌ وآله وسلّم) يخاطب اعز‌ الخلق‌ ابنته الطاهرة البتول عليها السّلام قـائلا:(يـا فاطمة بنت محمّد اعملي فـاني لا امـلك لك‌ مـن‌ اللّه شـيئا)

لقـد أمر سبحانه ان‌ ندعوه‌ وحده ووضـع‌ لذلك صيغا‌ لا يجوز تخطيها ولا‌ الانحراف عنها. واذا نظرنا الى القرآن الكريم نجد آيات كثيرة المـسلم ان يـسلك السبيل المستقيم‌ في‌ دعائه، وان لا ينصرف فـيه الى غيره‌ جلّت‌ قـدرته‌، فـان‌ في ذلك شططا‌ وسرابا‌ يحسبه الظـمآن مـاء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا...وهذه الآيات تشير الى هذا المعنى:

﴿هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾ (15) ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾ (16) ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ﴾ (17‌) ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ...﴾. (18)

﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴾ (19)

﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ (20) ﴿ذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ﴾ (21) ﴿إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ (22)

﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ﴾ (23)

فبهداهم اقـتده

ان جـميع الخـلق؛ مـلائكة وأنـبياء وأوليـاء وصالحين. يتوجهون في دعائهم الى اللّه سبحانه، يريدون بذلك وجهه ويرجون رحمته‌ ويخافون‌ عقابه. لأنّهم يعلمون ان‌ دعاء‌ غير اللّه هو الخيبة والخسران، وهو الشقاء والهلاك، وهو الفرط والشطط، وهـو الغفلة واتباع الهوى، وبالتالي فهو الشرك والعياذ باللّه.

وهنا نورد بعض ما ورد من ادعية الانبياء صلوات اللّه عليهم أجمعين‌ في‌ القرآن الكريم لنتأسى بهم، وليكونوا لنا قدوة ونكون لهم اولياء:

﴿فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ﴾ (24)

﴿قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا﴾ (25)

﴿وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا﴾ (26)

﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا﴾ (27) «

وسيأتي مزيد مـن ادعـيتهم صلوات اللّه عليهم.

لا ‌‌تدعوا‌ غير اللّه

آيـات كـريمات كثيرات تلك التي تنهي عن دعاء غير اللّه، وتجعل الدعاء من‌ دونه‌ دعاء‌ بالباطل وهو على حد الكفر باللّه، وتهدد وتنذر بالعذاب الاليم والدخول فـي النـار داخرين صاغرين‌ اذلاء.. ذلك لانّ الدعـاء-كـما مرّ- عبادة، وكما ورد عن زين العابدين عليه‌ السّلام في دعائه-وداع‌ شهر‌ رمضان- قال: (..فسميت دعاءك عبادة، وتركه استكبارا، وتوعدت على تركه دخول جهنم داخرين..) ولما كان الدعاء عبادة، فـالعبادة لا تـكون إلاّ للّه وحده، فمن دعا غير اللّه فقد عبده، اذا كان الداعي‌ قاصدا بدعائه المخلوقين معتقدا بأنّ لهم تأثيرا بهذا الكون ونسبة الحوادث الى غير اللّه تعالى بالاستقلال؛ من خلق أو رزق أو مرض أو شفاء أو موت أو حياة أو غير ذلك. وأمـّا‌ انـ‌ كان عـقد قلبه علي خلاف ظاهرها وكان مراده طلب الرزق والشفاء من اللّه ببركة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لاعتقاده انّه ارسـل رحمة للعالمين، وأذن اللّه له بالشفاعة، وهكذا‌ عند‌ ذكر الائمة عليهما السّلام فليس ذلك بـكفر، وان كـان ظـاهر الالفاظ كفرا لأنه لم يرد ظاهرها ولم يعتقد به فكأنها نقلت عن معانيها عرفا الى معان توافق الاعتقادات الصحيحة‌. ويـجب‌ ‌ ‌تـرك هذه الالفاظ وان لم يرد بها ظاهرها. (28)

من تلك الآيات قوله تعالى:

﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ (29)

﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾(30). ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ﴾ (31)

عن‌ الامـام الصـادق عليه السّلام قال:

(ان اللّه تعالى يقول‌:و عزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي علي عرشي لا قطعن أمل كلّ مؤمل من النّاس في غيري باليأس، ولا كسونه ثوب‌ المذلة‌ عند‌ النّاس، ولأنحّينّه من قربي ولا بعدنّه من وصـلي.

ايأمل غيري‌ في الشدائد والشدائد بيدي؟! ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلّقة، وبابي مفتوح لمن دعاني؟! فمن‌ ذا الذي‌ امّلني‌ لنوائبه فقطعته دونها. ومن ذا الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني؟. جـعلت آمـال‌ عبادي‌ عندي محفوظة فلم يرضموا بحفظي، وملأت سماواتي ممن لا يملّ من تسبيحي وامرتهم ان لا يغلقوا‌ الأبواب‌ بيني‌ وبين عبادي فلم يثقوا بقولي! الم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي‌ انّه‌ لا‌ يملك كـشفها احـد غيري الاّ من بعد اذني؟ فما لي اراه لاهيا عني؟! اعطيته بجودي ما لم‌ يسألني‌ ثم‌ انتزعته عنه فلم يسألني رده وسأل غيري! افتراني ابدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل‌ فلا‌ اجيب سائلي؟! أبخيل انا فيبخلني عبدي؟ او ليـس الجـود والكرم لي؟ أوليس العفو والرحمة بيدي؟ او لست انا محل‌ الآمال‌ فمن‌ يقطعها دوني؟ افلا يخشي المؤمّلون ان يؤمّلوا غيري؟ فلو ان أهل سماواتي وأهل ارضي املّوا جميعا، ثمّ اعطيت‌ كلّ‌ واحد منهم ما امّل الجميع ما انتقص مـن مـلكي عـضو ذرة، وكيف ينقص‌ ملك‌ انا‌ قيمة؟! فـيابؤسا للقـانطين مـن رحمتي ويابؤسا لمن عصاني ولم يراقبني!!).(32)

لا تكونوا من هؤلاء

ومن‌ الناس‌ من اذا اصابتهم مصيبة او لحقهم ضرّ دعوا اللّه ليكشف عنهم ما‌ بهم‌ ويـنجيهم‌ مـما هـم فيه من ضرّ وشدة، فاذا ما كشف عـنهم ذلك الضـرّ وانجاهم من تلك‌ الشدائد‌ وخوّلهم‌ نعمته اذا هم يبغون في الأرض بغير الحق، ويمرون وكأنّهم لم يدعوه‌ الى ضرّ مسهم، وبعضهم قـد تـصل بـه الصلافة والوقاحة الى الشرك فيعزو الرحمة التي اصابته الى الأنداد‌ دون‌ اللّه بـالاستقلال. ولا فرق ان تكون هذه الانداد اصناما، أو غيرها تعالى مخبرا‌ عن هؤلاء:

﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ (33) ؛ ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾ (34) ﴿وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ﴾ (35)

الدعـاء في القرآن الكريم:

في القرآن الكريم‌ ادعية‌ مختلفة المطالب نذكر نماذج منها‌ لتكون‌ للمـؤمنين‌ المـثل الأعلى فيدعونه‌ بها‌، فإنها الكلم الطيب الذي‌ يصعد‌ اليه، والمختارة من بين الادعـية، ولانـها ادعـية المخلصين من عباد اللّه، فهي عالية المعاني‌، موجزة‌ الالفاظ، سهلة الحفظ، فصيحة العبارة، بليغة‌ الدلالة‌، هـي كـلمات‌ اللّه‌ وآياته‌، وفيها اسماؤه الحسني، والدعوات‌ الفضلي، فادعوه بها:

1. في طلب الهداية والثـبات عـلى الّديـن:

﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ (36) ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ﴾ (37) ﴿ رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ * وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآَخِرِينَ * وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ ﴾ (38)

2. في‌ طلب الرحمة والمغفرة:

﴿رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا﴾ (39) ﴿ وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ﴾ (40) ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (41)

3. في الدعاء للأبوين والابناء والإخوان والمؤمنين والمؤمنات:

﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ (42) ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ (43) ﴿ رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ﴾ (44) ﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (45) ﴿قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ (46) ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ (47)

4. في الاستعاذة من الشياطين والاشرار‌ وسيئات‌ الاعمال:

﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ ﴾(48)  ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ (49)

5. في طـلب النـصر على الاعداء والنجاة من الظـالمين والكـافرين:

﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ (50) ﴿ قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ ﴾ (51) ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (52)

6. في الاستعاذة من نار اللّه وعـذابه:

﴿ رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ (53) ﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ (54) ﴿ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ (55) ﴿رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ﴾ (56)

نـماذج من‌ دعاء‌ المـعصومين‌ عـليهم السّلام:

بعد عرض نماذج من ادعية القرآن الكريم، نورد بعض الادعية عن أهل البيت عليهم الصـّلاة ‌‌والسـّلام‌ التـي لا تحيد عن التوجه اليه سبحانه وينهي بـعضها عـن التـّوجه الى غـيره‌، والتـي‌ تـؤكد‌ بأن من يدعو غيره تكون الخيبة والخسران والحرمان حظه، والذل والفقر نصيبه، فلا مفرج لهم‌ سواه، ولا مفزع في الملمات غيره، ولا يستغاث الا به، اليه الملجأ، ومنه‌ العون، بيده الخـير، وهو‌ المؤمل‌ والمرتجى، ولا حول ولا قوة الاّ به.

ان النواهي تلك وان وردت علي شكل دعاء فانّها دروس وتعليم وتوجيه. فانّهم عليهم الصّلاة والسّلام لم يدعوا طريقا من طرق الهداية للنّاس الا طرقوها‌، ولا سبيلا الا سلكوها، ولا بابا الا فتحوها. فـاستعملوا كـلّ اسلوب ناجع في ايصال تعاليم الّدين الحنيف الينا، وفي مقدمتها وعي رأسها (التوحيد الخالص). فمرة يبينون تعاليم الاسلام واحكامه في حديث‌ ورواية‌، وتارة في دعاء، واخرى في الخطب، ورابـعة بـالجهاد، وبالصلح حينا.

و لما كانت طاعتهم عليهم السّلام واجبة بنص القرآن الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ. (57‌) والتمسك بهم حـتم لقـول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: «انـي تـارك فيكم الثقلين؛ كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا». (58) فحديثهم‌ مقبول‌، وسلوكهم متبع، وقولهم مسموع، ودعاؤهم حجة:

عن الامام علي عـليه السـّلام في دعاء كميل قـال: (الهـي من لي غيرك اسأله كشف ضري والنظر في امري)

عن الامام سيد الشهداء‌ الحسين‌ بن‌ علي عليهما السّلام من دعائه‌ يوم‌ عرفة ... (اللّهم انّك تجيب دعوة المضطر اذا دعاك، وتكشف السوء، وتـغيث المـكروب، وتشفي السقيم، وتغني الفقير، وتجبر الكسير، وترحم الصغير، وتعين الكبير‌، وليس‌ دونك‌ ظهير، ولا فوقك قدير...اللّهم أنت أقرب من‌ دعي‌، واسرع من اجاب، واكرم من عفا، واوسع من اعطي، واسـمع مـن سئل، يـا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، ليس كمثلك‌ مسؤول‌ ولا‌ سواك مأمول...)

عن الامام زين العابدين عليه السّلام م دعاء له في جوف اللّيل: (ولا تختزل حوائجهم دونك ولا يقضيها احد غيرك).

و عنه عـليه السـّلام فـي الصحيفة السجادية: (وخاب‌ الوافدون‌ على‌ غيرك، وخسر المتعرضون الا لك، وضاع الملمون الا بك، واجدب المنتجعون‌ الا‌ من انتجع فضلك).

و فـيها ‌ ‌مـن دعاء الصباح: (.. ليس لنا من الأمر الا ما قضيت، ولا من‌ الخير‌ الا‌ ما اعطيت). وفـيها مـن دعـائه عليه السّلام في المهمات:(يا من تحل‌ به‌ عقد‌ المكاره، يا من يفثأ به حـد الشدائد، ويا من يلتمس منه المخرج الى روح‌ الفرج‌، ذلت‌ لقدرتك الصعاب، وتسببت بـلطفك الاسباب، وجرى بقدرتك القـضاء، ومـضت على ارادتك الاشياء، فهي بمشيئتك‌ دون‌ قولك مؤتمره، وبإرادتك دون نهيك منزجرة، انت المدعو للمهمات، وانت المفزع في الملمات‌، لا‌ يندفع‌ منها الا ما دفعت، ولا ينكشف منها الا ما كشفت.. فلا مصدر لما اوردت‌، ولا‌ صـارف لما وجهت، ولا فاتح لما اغلقت، ولا مغلق لما فتحت، ولا ميسر‌ لما‌ عسرت‌، ولا ناصر لمن خذلت...).

و فيها من دعاء في طلب الحوائج: (..فمن حاول سدّ خلّته من‌ عندك‌، ورام صرف الفقر عن نفسه بـك، فـقد طلب حاجته في مظانّها، وأتي‌ طلبته‌ من‌ وجهها. ومن توجه بحاجته الى أحد من خلقك، أو جعله سبب نجحها دونك فقد تعرض‌ للحرمان‌، واستحق‌ من عندك فوت الاحسان.. وسولت لي نفسي رفعها الى مـن يـرفع حوائجه‌ اليك‌، ولا يستغني في طلباته عنك وهي زلة من زلل الخاطئين، وعثرة من عثرات المذنبين. ثم انتبهت‌ بتذكيرك‌ لي غفلتي، ونهضت بتوفيقك‌ من زلتي، ورجعت ونكصت بتسديدك عن عثرتي، وقلت‌:سبحان‌ ربـي! كـيف يسأل محتاج محتاجا؟!و أني يرغب معدوم‌ الى معدوم؟! فقصدتك‌ يا الهي بالرغبة، واوفدت عليك رجائي بالثقة‌ بك...).

وفيها من دعاء الالحاح:(..فاليك افر، ومنك اخاف، وبك استغيث، واياك ارجو، ولك‌ ادعـو‌، واليـك الجـأ، وبك اثق، واياك‌ استعين‌، وبـك أو مـن‌، وعـليك‌ اتوكل).

و فيها من دعائه في مكارم‌ الاخلاق‌: (..اللّهم اجعلني اصول بك عند الضرورة، واسألك عند الحاجة، وأتضرّع اليك عند‌ المسكنة‌، ولا تـفتنّي بـالاستعانة بـغيرك اذا اضطررت‌، ولا بالخضوع لسؤال غيرك‌ اذا‌ افتقرت، ولا بالتضرّع الى من‌ دونـك‌ اذا رهـبت، فاستحق بذلك خذلانك ومنعك واعراضك، يا ارحم الراحمين).

و عن الامام محمّد‌ الباقر‌ عليه السّلام من دعاء له‌:(بسم‌ اللّه‌، اللّهـم انـي أسلمت‌ نفسي‌ اليك، ووجهت وجهي اليك‌، وفوضت‌ امري اليك، والجـأت ظهري اليك، وتوكلّت عليك، رهبة منك ورغبة اليك، لا ملجأ ولا‌ منجي‌ منك الا اليك).

كما ورد عن‌ الامام‌ جعفر الصادق‌ عـليه‌ السـّلام‌ مـن دعاء له في‌ القنوت: (..وانت اللّه صريخ المستصرخين، وانت اللّه غياث المستغيثين، وانت اللّه المـفرج عـن المكروبين، وانت‌ اللّه‌ المروح عن المغمومين، وانت اللّه مجيب‌ دعوة‌ المضطرين‌...و انت‌ اللّه‌ كاشف السوء، وانت‌ اللّه بـك تـنزل كلّ حاجة يا اللّه) (59).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1  الكافي.

 2 م.س.

 3الاعراف:55.

 4 الاعراف:56.

 5 السجدة:16.

 6 الاسراء‌:11‌.

 7 الانبياء‌:90.

 8 فاطر:10.

 9 الصـحيفة السـجادية.

 10 المـؤمن‌:14‌.

 11 المؤمن‌:14‌.

 12 البقرة:186.

 13 الاعراف:29.

 14 الجن:21.

 15 آل عمران:38.

 16 الاعراف:194.

 17 الاعراف:197.

18 الرعد:14.

 19 الاسراء:56.

 20 النمل:62‌.

 21 فاطر:13.

 22 فاطر:14.

 23 الاحقاف:5.

 24 القـمر:10.

 26 مـريم:48.

 27 الكـهف:28.

 28 احياء الشريعة في مذهب الشيعة 1:91.

 29 المؤمنون:117.

 30 الشعراء:213‌.

 31 الحج:62.

 32 وسائل الشيعة.

 33 يونس:12.

 34 الروم:33.

 35 الزمر:8.

 36 الفاتحة:5.

 37 آل عـمران:8.

 38 الشـعراء:82-85.

 39 الكهف:10.

 40 المؤمنون:118.

 41 البقرة‌:286.

 42 ابراهيم:41.

 43 الاسراء:24.

 44 ابراهيم:40.

 45 الفرقان:74.

 46 الاعراف:151.

 47 نوح:28.

 48 المؤمنون:97-98‌.

 49 الفلق:1-5.

 50 البقرة:250.

 51 العـنكبوت‌:30.

 52 يـونس:85-86.

 53 البـقرة:201.

 54 آل عمران:16.

 55 الفرقان:65.

 56 الدخان:12.

 57 النساء:59.

 58 عن حديث‌ الثقلين‌ تراجع كتب الحديث.

 59 البحار‌.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2253
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24