• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الدعاء .
                    • الموضوع : خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (2) .

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (2)

اعداد: القسم الثقافي / عباس الجعفري

تحدثنا في القسم الاول من هذه المجموعة من المقالات عن نبذة من الأمور التي تستوجب الدعاء للإمام الحجة (عليه السلام) وإليك مجموعة أخرى من حقوقه عليه السلام على جميع الأنام:

في الجهات المجتمعة فيه (عليه السلام) الموجبة للدعاء له على الأنام

 وهي أمور، لو وجد واحد منها في أحد لاستحق الدعاء بحكم العقل، أو الشرع أو الجبلة الإنسانية، وقد اجتمعت كلها في وجوده، وهي كثيرة أيضا، لكني أذكر جملة منها، وأستعين من خالق الأرض والسماء، وأسأله أن يجعلني من موالي خاتم الأوصياء وآبائه البررة الأتقياء، إن ربي لسميع الدعاء.

إيمانه بالله (عليه السلام)

ينبغي الدعاء للمؤمن بمقتضى الاشتراك في الإيمان بحكم العقل والشرع.

- عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) «ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات، إلا رد الله عز وجل عليه مثل الذي دعا لهم به، من كل مؤمن ومؤمنة مضى من أول الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة، إن العبد المؤمن ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات يا رب هذا الذي كان يدعو لنا، فشفعنا فيه، فيشفعهم الله عز وجل فيه فينجو» [الكافي، ج 2، ص 507]

استجابة دعائنا ببركة وجوده

اعلم أن من جملة نعم الله تعالى العظيمة علينا إذنه لنا في الدعاء ومسألة حاجاتنا منه تبارك وتعالى واستجابة دعائنا بمنه وكرمه ولما ثبت أن وصول جميع نعمه إلينا إنما يكون ببركة وجود إمام زماننا (عليه السلام)، وثبت أن إجابة الدعاء من أجل النعم بل أعظمها إذ به يتوصل إلى سائر نعمه، تحقق عظمة حق مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) علينا بسبب كون وجوده وسيلة لحصول هذه النعمة الجسيمة، والموهبة العظيمة فيجب علينا تلافي ذلك بالدعاء له (عليه السلام) وبسائر ما يحصل به شكر ذلك الإنعام.

ومما يدل بالخصوص على كون وجود الإمام سببا واسطة لحصول هذا الإنعام بالنسبة إلى كافة الأنام، ما رواه الصفار في بصائر الدرجات بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله لأمير المؤمنين (عليه السلام): أكتب ما أملي عليك، قال علي: يا نبي الله وتخاف النسيان؟ قال (صلى الله عليه وآله): لست أخاف عليك النسيان وقد دعوت الله لك أن يحفظك فلا ينساك، لكن اكتب لشركائك، قال: قلت: ومن شركائي يا نبي الله؟ قال (صلى الله عليه وآله): الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث، وبهم يستجاب دعاؤهم، وبهم يصرف البلاء عنهم، وبهم تنزل الرحمة من السماء وهذا أولهم، وأومأ بيده إلى الحسن (عليه السلام) - ثم أومأ بيده إلى الحسين - ثم قال (صلى الله عليه وآله): الأئمة من ولدك. [بصائر الدرجات، ص 187]

أقول: وهذا الحديث بملاحظة سائر عباراته صريح في ما ذكرناه كما لا يخفى إحسانه إلينا بالدعاء ودفع الأعداء، وكشف البأساء، وسائر ما نشير إلى جملة منها إن شاء الله.

وقد قال الله تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60] والإحسان باعث للدعاء بحكم العقل والشرع، ومقتضى الجبلة الإنسانية، أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم، فطالما استعبد الإنسان إحسان، إباحة ما في أيدينا من حقوقه لنا.

- ففي الكافي عن مسمع، عن الامام الصادق (عليه السلام) في حديث طويل: «يا أبا سيار، إن الأرض كلها لنا، فما أخرج الله منها من شيء فهو لنا. فقلت له: وأن أحمل إليك المال كله؟ فقال (عليه السلام): يا أبا سيار فقد طيبناه لك، وأحللناك منه، فضم إليك مالك وكل ما في أيدي شيعتنا من الأرض، فهم فيه محللون حتى يقوم قائمنا (عليه السلام)، فيجبيهم طسق [الطسق: الوظيفة من الخراج] ما كان في أيديهم، ويترك الأرض في أيديهم، وأما ما كان في أيدي غيرهم، فإن كسبهم من الأرض حرام عليهم، حتى يقوم قائمنا، فيأخذ الأرض من أيديهم، ويخرجهم صغرة» [الكافي، ج 1، ص 407]

إغاثة الملهوفين منا

- ففي توقيعه إلى الشيخ المفيد يقول: «إنا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، لولا ذلك لنزل بكم اللأواء، واصطلمكم الأعداء» [الاحتجاج، ج 2، ص 222]

أمن السبل والبلاد بظهوره (عليه السلام)

جاء في البحار من إرشاد الديلمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام القائم حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها ورد كل حق إلى أهله، الخ... وفي حديث آخر عنه: تخرج العجوز الضعيفة من المشرق تريد المغرب، ولا يهيجها أحد، وفي آخر عنه في قوله تعالى: ﴿سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آَمِنِينَ﴾ [سبأ: 18] قال (عليه السلام): مع قائمنا أهل البيت. [راجع: بحار الانوار، ج 52، ص 338]

إحياء دين الله وإعلاء كلمة الله

جاء في دعاء الندبة: «أين محيي معالم الدين وأهله».

في حديث طويل عن النبي (صلى الله عليه وآله): التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي، أشبه الناس بي، في شمائله وأقواله وأفعاله، ليظهر بعد غيبة طويلة، وحيرة مضلة، فيعلي أمر الله، ويظهر دين الله، ويؤيد بنصر الله، وينصر بملائكة الله، فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما. [بحار الأنوار، ج 52، ص 379].

انتقامه من أعداء الله

من ألقابه المنتقم.

قال النبي (صلى الله عليه وآله) في خطبة الغدير: ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي صلوات الله عليه، ألا إنه الظاهر على الدين كله ألا إنه المنتقم من الظالمين ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه مدرك بكل ثأر لأولياء الله عز وجل، ألا إنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله، وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه [في نسخة ثانية: المشيد] بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد، ألا إنه المفوض إليه، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده، ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنه لا غالب له، ولا منصور عليه، ألا وإنه ولي الله في أرضه، وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته. [الاحتجاج، ج 1، ص 80]

***

بذل المعروف

قال الامام الصادق (عليه السلام) في وصف القائم (عليه السلام): وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء، وركبتم فيه محارم الله، فيعطي شيئا لم يعط أحد كان قبله... [بحار الانوار، ج 52، ص351].

بعث الحجج: وهم العلماء لدلالة الناس وإصلاح أمورهم

ففي التوقيع المروي عنه (عليه السلام ): وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله. [الاحتجاج، ج 2، ص 284]

بلاؤه (عليه السلام)

روى الصدوق بإسناده عن سيد العابدين (عليه السلام) أنه قال: في القائم سنة من سبعة أنبياء... إلى أن قال (عليه السلام): وأما من أيوب فالفرج بعد البلوى، الخبر. [كمال الدين وتمام النعمة، ج 1، ص 332]

بركاته (عليه السلام)

قد تقدم بأن جميع ما يصل إلى الخلائق من النعم الظاهرة والباطنة في زمانه إنما هو من بركات وجوده صلوات الله عليه، والأخبار في ذلك فوق حد التواتر، ولذلك قال (عليه السلام) في التوقيع المروي: وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار سحاب. [الاحتجاج، ج 2، ص 284]

تأليف القلوب

نقرء في دعاء الندبة: «أين مؤلف شمل الصلاح والرضا»

وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قلت: يا رسول الله أمنا آل محمد المهدي أم من غيرنا؟ فقال رسول الله: لا بل منا، يختم الله به الدين، كما فتح بنا وبنا ينقذون من الفتن كما أنقذوا من الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الفتنة إخوانا، كما ألف بينهم بعد عداوة الشرك إخوانا في دينهم. [بحار الانوار، ج 51، ص 84]. وهذا الحديث مروي من طريق أهل السنة وقد أذعنوا بصحته والحمد لله.

تلطفه (عليه السلام) بنا

يشهد بذلك قوله (عليه السلام) في التوقيع المروي: في الاحتجاج: إنه أنهي إلي ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة، في ولاة أمرهم فغمنا ذلك لكم لا لنا وساءنا فيكم لا فينا لأن الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا. [الاحتجاج، ج 2، ص 278]

ويدل على المقصود أيضا، عن زيد الشحام، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: يا زيد، جدد عبادة، وأحدث توبة، قال نعيت إلي نفسي جعلت فداك؟ قال: فقال لي: يا زيد ما عندنا خير لك وأنت من شيعتنا، قال: وقلت: وكيف لي أن أكون من شيعتكم؟ قال: فقال (عليه السلام) لي: أنت من شيعتنا، إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا والله لأنا أرحم بكم منكم بأنفسكم، الخبر. [الاحتجاج، ج 2،‌ ص 265]

تحمله (عليه السلام) الأذى منا

- ففي توقيع آخر مروي فيه أيضا: قد آذانا جهلاء الشيعة وحمقاؤهم ومن دينه جناح البعوضة... الخ. [الاحتجاج، ج 2، ص 286]

ترك حقه (عليه السلام) لنا في الدنيا والآخرة

أما في الدنيا، فقد سبق في إباحة ما في أيدينا، وأما في الآخرة: فقد روي في البحار، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا علينا فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد (صلى الله عليه وآله) وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أداه محمد (صلى الله عليه وآله) عنهم، وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم، حتى يدخلوا الجنة بغير حساب. [بحار الأنوار، ج 48، ص72]

تجديده الإسلام بعد اندراسه وانمحائه.

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قام القائم دعا الناس إلى الإسلام جديدا، وهداهم إلى أمر قد دثر، وضل عنه الجمهور وإنما سمي القائم مهديا لأنه يهدي إلى أمر مضلول عنه، وسمي القائم لقيامه بالحق. [بحار الأنوار، ج 51، ص 20]

وعنه (عليه السلام) في جواب من سأل عن سيرة المهدي (عليه السلام) قال: يصنع ما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، يهدم ما كان قبله، كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر الجاهلية، ويستأنف الإسلام جديدا. [غيبة النعماني، ص 121]

وأيضا عنه (عليه السلام): إن قائمنا إذا قام دعى الناس إلى أمر جديد، كما دعى إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. [غيبة النعماني، ص 172]

تمام الأمر به (عليه السلام)

قال الامام الرضا (عليه السلام) في تفسير حروف المعجم قال (عليه السلام): والتاء تمام الأمر بقائم آل محمد. [التوحيد للشيخ الصدوق،‌ ص 222]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقالة مرتبطة:

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (1)


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2245
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 06 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24