• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الدعاء .
                    • الموضوع : خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (1) .

خلاصة مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (1)

اعداد: القسم الثقافي / عباس الجعفري

اللّهمَّ صلِّ على صاحبِ الدَّعوَةِ النَّبويَّة، وَالصَّولَةِ الحَيدريَّة، والعِصمَةِ الفاطِميَّة، والحِلمِ الحَسَنِيَّة، والشّجاعَةِ الحُسَينِيَّة، والعِبادَةِ السَّجّادِيَّة، والمآثِرِ الباقِريَّة، والآثار الجَعفَرِيَّة، والعُلومِ الکاظِميَّة، والحُجَجِ الرَّضَوِيَّة، والجُودِ التَّقَوِيَّة، والنَّقاوَةِ النَقَوِيَّة، والهَيبَةِ العَسکَريَّة، والغَيبَةِ الالهية، القائمِ بِالحَقِّ، و الدّاعي إلى الصِّدقِ المُطلَقِ الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف

منذ زمن قديم كنت قد قرأت كتاب «مكيال المكارم في الدعاء للقائم عليه السلام» وأعجبني الكتاب كثيرا وفي نظري يعتبر هذا الكتاب من أحسن وأهم الكتب التي ألفت في موضوع الامام الحجة عليه السلام لما فيه من براهين علمية ووجدانية لا يطيق المنصف إنكارها.

وقد أحببت أن أقوم بإعداد مجموعة مقالات مقتبسة من هذا الكتاب (مع تصرف قليل جدا) والفضل كل الفضل يعود لمؤلف هذا الكتاب سماحة العالم العامل والزاهد المجاهد الحاج ميرزا محمد تقي الموسوي الأصفهاني (رضوان الله تعالى عليه).

ونشرع بالاستعانة بالله وبتوفيق منه سلام الله عليه بـ

وجوب معرفته صلوات الله عليه؛ وأنه لا يتحقق الإيمان بدون معرفة إمام الزمان (ع)

ويدل على ذلك العقل والنقل.

أما العقل: فلأن العلل المحوجة إلى وجود النبي (ص) هي المحوجة إلى وجود الوصي (ع).

بعد وفاة النبي (ص)، والجهة الموجبة للرجوع إلى النبي هي الموجبة للرجوع إلى الوصي بعينها، فيجب على الله تعالى نصبه وعلى الناس معرفته لتوقف اتباعه على معرفته.

وأما النقل؛ فالروايات كثيرة ومتواترة لكنا نذكر بعض منها روما للاختصار:

1. عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ [الاعراف: 180] قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا. [الكافي، ج 1، ص 144]

2. عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه، ولا إمام له من الله، فسعيه غير مقبول، وهو ضال متحير، والله شانئ لأعماله. [الكافي، ج 1، ص 183]

3. عن الحارث بن المغيرة قال: قلت لأبي عبد الله (ع): قال رسول الله (ص): من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، قلت: جاهلية جهلاء، أو جاهلية لا يعرف إمامه؟ قال (ع): جاهلية كفر ونفاق وضلال. [الكافي، ج 1، ص 377]

في إثبات أن إمام زماننا هو المهدي ابن الزكي الحسن العسكري (عليهما السلام)

اعلم ثبتك الله وإيانا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة، وجمع بيننا وبين الخلف المنتظر من العترة الطاهرة أنه لا طريق إلى إثبات الإمامة إلا النص وظهور المعجزة وذلك لأن من شرط الإمام أن يكون معصوما، وإلا لانتقض الغرض من نصبه، وهو محال، والدليل على وجوب العصمة فيه كثير مذكور في محله، وهي كيفية نفسانية، ومرتبة خفية باطنية، لا يعلمها إلا الله تعالى شأنه ومن ألهمه الله تعالى علم ذلك فالواجب على الله تعالى أن يعينه لعباده إما بالنص عليه على لسان النبي (ص) أو الإمام السابق عليه، وإما بإجراء المعجزة على يديه، وإذا تعين الإمام من الله فالواجب على الناس أن يرجعوا إليه ويعتمدوا عليه ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا﴾ [الاحزاب: 36] ويشهد لما ذكرنا الأحاديث المتواترة ايضا.

عن عثمان بن سعيد العمري قال: سئل أبو محمد الحسن بن علي (ع) وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه عليهم السلام: إن الأرض لا تخلو من حجة لله على خلقه إلى يوم القيامة، وإن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية، وقال (ع): إن هذا حق كما أن النهار حق، فقيل له: يا بن رسول الله (ص) فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال (ع): ابني محمد وهو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية... [كمال الدين وتمام النعمة، ج 2، ص 409]

في ذكر رواية من معجزاته المتواترة وكراماته الباهرة

عن محمد بن عثمان العمري (ره) يقول: لما ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه وآله سطع نور من فوق رأسه إلى عنان السماء. ثم سقط لوجهه ساجدا لربه تعالى ذكره ثم رفع رأسه وهو يقول: ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران: 18؛ راجع: كمال الدين وتمام النعمة، ج 2، ص 433]

في نبذة من حقوقه علينا ومراحمه إلينا

وهي كثيرة، جليلة، لا أكاد أحصيها، ولا أستطيع الغوص فيها. فمثلها البحر الزاخر واليم المائر، غير أني أغترف منه غرفة، وأبتغي بذلك القربة، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.

فمنها حق الوجود؛ فإنه السبب في وجودك وكل موجود، ولولاه ما خلقت أنت ولا غيرك، بل لولاه ما خلقت أرض ولا فلك، لولاه لم يقترن بالأول الثاني.

- ويدل على ذلك قوله في التوقيع الشريف المروي في الاحتجاج: «ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا». والأحاديث الدالة عليه متظافرة

وحاصل هذا الوجه أنه وآبائه عليهم السلام هم الوسائط في إيصال الفيوضات الإلهية إلى سائر المخلوقات وإليه أشير في دعاء الندبة: «أين السبب المتصل بين أهل الأرض والسماء» ونسبة الفعل إلى السبب والواسطة كثيرة جدا في العرف واللغة.

والوجه الثاني: أنه المقصود الأصلي والغرض الحقيقي من خلق جميع ما أنشأه الباري تعالى شأنه، وكذا آباؤه الطاهرون عليهم السلام فهم العلة الغائية وخلق ما سواهم لأجلهم.

- ومنها: حق البقاء في الدنيا؛: فلولاه ما حييت في الدنيا ساعة، ولا وجدت على الأرض ساحة. ويدل عليه ما رواه ثقة الإسلام (ره) في الكافي قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) هل تبقى الأرض بغير إمام؟ قال: لا، قلت: إنا نروي أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله عز وجل على العباد. قال: لا تبقى، إذا لساخت. [الكافي، ج 1، ص 179]

ومنها حق القرابة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؛ ففي سورة حمعسق ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ [الشورى: 23].

وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال هم الأئمة عليهم السلام. وفي حديث نداء القائم (عليه السلام) حين ظهوره في مكة: وأسألكم بحق الله وحق رسوله وبحقي فإن لي عليكم حق القربى برسول الله (صلى الله عليه وآله).

- ومنها حق المنعم على المتنعم وحق واسطة النعمة؛ فقد جاء في الحديث النبوي الشريف انه قال (صلى الله عليه وآله): من آتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا له حتى تعلموا من أنفسكم أنكم قد كافأتموه [راجع: المستدرك للحاكم النيسابوري، ج 2، ص 64].

وقد اجتمع الحقان لمولانا صاحب الزمان (عليه السلام) فإن ما ينتفع به أهل كل زمان إنما هو ببركة إمام زمانهم (عليه السلام)، ويدل على ما ذكرنا ما في زيارة الجامعة: «وأولياء النعم».

ـ ومنها حق الوالد على الولد؛ فإن الشيعة مخلوقون من فاضل طينتهم، كما أن الولد مخلوق من والده (ان شيعتنا منا خلقوا من فاضل طينتنا... [بحار الانوار، ج 53، ص 303]).

ـ ومنها حق العالم على المتعلم؛ فهو وآباؤه الطاهرون هم الراسخون في العلم كما جاء هذا في عدة روايات، منها ما جاء عن الامام الصادق (عليه السلام) في قول الله عز وجل: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل: 43] قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «الذكر أنا والأئمة أهل الذكر» [الكافي، ج 1، ص 210]

ـ ومنها حق الإمام على الرعية؛ ففي الكافي بإسناده عن أبي حمزة، قال سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما حق الإمام على الناس؟ قال (عليه السلام): حقه عليهم أن يسمعوا له ويطيعوا. [الكافي، ج 1، ص 405]

فهذه نبذة من حقوقه عليه السلام على الأنام، ويتبين لك جملة منها في المقالات الآتية إن شاء الله تعالى، والحمد لله رب العالمين.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2241
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 05 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24