• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : الثقافة .
              • القسم الفرعي : الاجتماع وعلم النفس .
                    • الموضوع : نعمة النوم آية إلهية .

نعمة النوم آية إلهية

 الشيخ أحمد عبد الله التماوي

قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ [سورة الروم، 23].

تعريف النوم

عرَّف القدماء النوم بأنه حالة تعرض للحيوان تقف فيها النفس عن الحس والحركة الإرادية [شرح المنظومة للسبزواري، ج2، ص838]؛ بمعنى أن هذه الحالة ليست من لوازم وجود الحيوان، ولذا عبّروا عنها بالحالة العارضة. وبمعنى أوضح: أن النوم إنما يكون للحيوان بما هو حيوان كوجود مادي؛ أي: أن الإنسان بما هو إنسان ليست من لوازمه أن يكون له حالة تسمى النوم، فالنوم كعارض للحيوان يشترك فيه جنس الحيوان. وقولهم: تقف فيها النفس عن الحس والحركة الإرادية؛ لأن البدن الحيواني له نفس تدبّره وترعى شؤونه وتقوم على أموره، فإنّ النفس لا تسمى نفساً إلا في حالة تدبيرها لبدنها المادي.

حقيقته 

ولمّا كانت النفس من سنخ الملكوت وعالم الأمر ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [سورة الإسراء، 85]، فعن  عن أبي بصير عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن قوله ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال: التي في الدواب والناس. قلت: وما هي؟ قال: هي من الملكوت، من القدرة. [بحار الأنوار، ج58، ص42، ح14]، فالنفس موجود مجرّد ذاتاً، مادية فعلاً؛ بمعنى أن النفس في مقام الذات مجرّدة عن المادة ولوثانها، بينما في مقام فعلها فإنها مادية، والقول بأنها مادية فعلاً لإخراج العقول المجرّدة ذاتاً وفعلاً.

والنفس لا يمكن سلخ البدن عنها؛ إذ نفسية النفس بوجود بدن لها في كل نشآتها، ففي العالم السفلي وهو المادي لها بدن كثيف وهو هذا البدن المتحيّز والداخل في حكومة الزمان والمكان، بينما في نشأة المثال، فلابد لها من بدن مثالي يناسب ذلك العالم، وكذا في القيامة؛ إذ النفس بواسطة البدن في هذا العالم المادي تستطيع التقرّب إلى الله بالطاعات والعبادات وكذا بهذا البدن تبتعد عن رحمة الله بالعصيان والطغيان، كما في قولهم (عليهم السلام): «والعارف من عرف نفسه فأعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها» [محاسبة النفس، للكفعمي، ص54].

رُوي أن أبا بصير سأل الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن أرواح المؤمنين فقال: «في الجنة على صور أبدانهم لو رأيته لقلت فلان» [تهذيب الأحكام، للشيخ الطوسي، ج1، ح172، باب تلقين المحتضرين].

وعن أبي ولاد الحناط عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك يروون أن أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش؟ فقال: «لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ولكن في أبدان كأبدانهم» [الكافي، ج3، ص244، ح1، باب آخر في أرواح المؤمنين].

وعنه (عليه السلام) أنّه قال: «إن الأرواح في صفة الأجساد في شجر في الجنّة تتعارف وتتساءل» [الكافي، ج3، ص244، ح3، باب آخر في أرواح المؤمنين].

وعنه (عليه السلام) أنه قال ليونس بن ظبيان: «يا يونس: المؤمن إذا قبضه الله تعالى سيّر روحه في قالب كقالبه في الدنيا فيأكلون ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصّورة التي كانت في الدّنيا» [تهذيب الأحكام، للشيخ الطوسي، ج1، ح171، باب تلقين المحتضرين].

فالبدن مطية للنفس، أو قل: سفينة للنفس في كل نشآتها، وهي هنا تركبه وتبحر به في عالم المادة والشواغل والحجب، ومن جملة النعم التي أنعم الله بها علينا هو النوم، وهو أمر يُصلِح البدن ويجعل الرابطة بين النفس المجرّد وبين هذا البدن المادي رابطة قوية بحيث يكون تدبير النفس للبدن بشكل طبيعي بسبب تجدّد الطاقة والحيوية فيه.

والنوم إنما يكون لخصوص هذا البدن المادي وحسب، والنفس ليست كذلك، بل إن للنفس أحكامها وللبدن المادي أحكامه، وهذا ما أجمله أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال: «إن للجسم ستة أحوال: الصحة والمرض، والموت والحياة، والنوم واليقظة. كذلك الروح، فحياتها علمها، وموتها جهلها ومرضها شكها، وصحتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتها حفظها» [بحار الأنوار، ج58، ص40، ح10].

فالنوم إذن حكم من أحكام البدن العارضة عليه كبدن حيواني لا بخصوص أنه بدن إنساني. ولما كانت النفس من سنخ عالم الملكوت فهي مجردة، والبدن من سنخ عالم المُلك؛ أي: مادي، فلا مسانخة بينهما حتى يتم التدبير، وإنما تدبير البدن من قبل النفس إنما يكون بواسطة ما أسماه علماء الطبيعة القدماء بـ (الروح البخاري) والذي هو جسم لطيف سار في البدن سريان الماء في الورد والنار في الفحم. [شرح المنظومة، ج2، 790].

وهذا الجسم اللطيف هو الرابط بين البدن والنفس فيجب المحافظة عليه ومن الأمور التي تجدّده وتحافظ عليه هو النوم.

أسباب النوم

وحالة النوم هذه لها أسبابها الكثيرة ومنها أحدهما: إن الروح ـ البخاري ـ جسم لطيف أسهل تحللاً من البدن. وثانيهما: تجويد هضم الغذاء. [شرح المنظومة، ج2، ص838].

وبيان ذلك: أن النفس لما كانت متعلقة بالبدن علقة تدبيرية بواسطة الروح البخاري، فإن هذا البخاري جسم لطيف سار في البدن، بمعنى أن هذا الجسم للطافته فإنه أقرب إلى التحلل من الجسم الكثيف، كما نجد ذلك التفاوت التحللي في المواد الكثيفة فيما بينهما، فلما كان أسهل تحللاً وأسرع، فلابد من محافظ عليه حتى يستمر في الحركة الإرادية والحس، وهذا المحافظ له هو النوم، إذ به يجدّد ما تحلل منه، فيستعيد نشاطه وطاقته لحال اليقظة.

أو قل: إن النوم للبدن بمثابة الاستراحة التي تطلب فيها التجدّد والحيوية بعد التعب، فيعود ثانياً ليمارس دوره كما يجب.

وبيان الثاني: إنه لما كان البدن في حالة انشغال حال اليقظة، فإنه يصعب الهضم جيّداً، فينام البدن لأجل ذلك؛ إذ إن انشغال البدن حالة يقظته فإنه يبطئ تدبير النفس بالقوة الهاضمة للغذاء، فكان لابد من وقت يكون فيه توجه النفس أكثر من غيره لأجل ذلك.

وما ذكر من اشتغال النفس بتجويد الغذاء وهضمه ورعاية شؤون البدن الطبيعية المحتاج إليها من الغذاء، فإنه يكون في أكثر الأحوال لا مطلقاً، كما نص عليه المحقق الطوسي (رحمه الله) حيث قال: «وسكون الشاغل الثاني أيضاً يكون أكثرياً وذلك لأن الطبيعة في حال النوم مشتغلة في أكثر الأحوال بالتصرف في الغذاء وهضمه ويطلب الاستراحة عن سائر الحركات المقتضية للإعياء فتنجذب النفس إليها بشيئين: أحدهما أن النفس لو لم تنجذب إليها بل أخذت في شأنها لشايعتها الطبيعة على ما مر فاشتغلت عن تدبير الغذاء فاختل أمر البدن لكنها مجبولة على تدبير البدن فهي تنجذب بالطبع نحوها لا محالة. والثاني أن النوم بالمرض أشبه منه بالصحة لأنه حال تعرض للحيوان بسبب احتياجه إلى تدبير البدن بإعداد الغذاء وإصلاح أمور الأعضاء والنفس في المرض تكون مشتغلة بمعاونة الطبيعة في تدبير البدن ولا تفرغ لفعلها الخاص إلا بعد عود الصحة فإذن الشاغلان في النوم يسكنان» [الإشارات والتنبيهات، ج2، النمط العاشر، الفصل الخامس عشر تحقيق آية الله حسن زاده آملي، ص1126].

فقوله: الشاغل الثاني، يعني به تصرّف النفس في الغذاء وهضمه. والشاغل الأول هو سكون الحواس الظاهرية. وهذا الأمر ظاهر من أن سكون الأعضاء والحواس الظاهرة أمر ملازم للنوم، إلا أنك قد ترى بعض الأفعال تصدر من النائم كأخذ اللحاف عند الإحساس بالبرد أو إبعاده عند الحرارة، فهذا فعل طبيعي للبدن. ولذا تجد أن هذه الأفعال الطبيعية قد تسبب للبعض الدهشة والعجب كما في قصة أهل الكهف: ﴿وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ [سورة الكهف 18]، ولله الأسرار في خلقه. 

فوائد النوم

ومما مرَّ في أسباب النوم نستخلص منه فائدتين:

1- أن النفس تتخلص من شواغل العالم المادي بعدما انشغلت بتدبير البدن، فتجد النفس تبصر وتسمع وتشم، وكل ذلك عن طريق الحواس الظاهرة.

وكل ذلك إنما تأخذه النفس كصور علمية تنتقش في لوح النفس أو ما يسمى بالحس المشترك والذي هو بمثابة البحر الذي يصب فيه خمسة أنهر، فالبحر هو الحس المشترك لأنه مَجمع الصور العلمية المبصَرَة والمشمومة والمذوقة وغير ذلك. وأما الأنهار الخمسة فهي عبارة عن الحواس الظاهرة الخمسة التي تملأ هذا الحس بالصور العلمية الكثيرة والمتجددة في كل لحظة.

وهذا شاغل كبير للنفس؛ إذ الصور عندما تنتقش في لوح النفس فإن ذلك يعني أنك تغذي المختيلة بها، وهذا يعني أن تشغل حيزاً كبيراً من شغل النفس والتدبير بها، فتقوم المتخيلة بعملها وهي تأليف الحق والباطل من مجموع الصور العلمية الموجودة عندها.

ولما كان لوح النفس فيه من الصور الحقة والباطلة فإنها تؤثّر على حياة الإنسان عمليا وفكرياً،  ولذا حذَّر الشارع المقدس كثيراً وألزم الحجة البالغة على المكلفين من أن لا ينظروا إلى المنكرات ولا يسمعوا لها ولا يتكلّموا بها ولا غير ذلك من المحرمات الشرعية، والتي بدورها إن انشغلت النفس بهذه المحرمات كان عملها كمتخيلة في مجال التراذل.

فإن وصلت هذه الصور وهذا الانشغال إلى مستوى المَلَكَة فإن الأمر يكون من الصعوبة بمكان، بل نجد الشرع المقدس حذَّر من وجود طفل ـ حتى غير المميز ـ في مكان يكون فيه أبواه على حالة خاصة، ومن ذلك  عن أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) أنه قال: «قال (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده لو أن رجلاً غشي امرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ويسمع كلامهما ونفسهما ما أفلح أبداً إذا كان غلاماً كان زانياً أو جارية كانت زانية. وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا أراد أن يغشى أهله أغلق الباب وأرخى الستور وأخرج الخدم» [الكافي، ج5، ص500، ح2].

وكذا ما رُوي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: «لا يجامع الرجل امرأته ولا جاريته وفي البيت صبي، فان ذلك مما يورث الزنا». [بحار الأنوار، ج100، ص290، ح30].

لأن نفس الصورة تنتقش في الخيال، فإن تكرّر هذا النقش فهو بمثابة دق المسمار أكثر في الحائط، وإن كان الطفل لا يقدر على التعبير فلصغره وهو أمر طبيعي، ولكن تظهر عليه عند الكبر، وهو خطر جداً، فلاحظ ولا تغفل.

وبالجملة نقول: إنه بعد هذا الجهد والعناء الكبير من انشغال النفس بالحسّيات، فإنها تجد في النوم راحة لها فتقطع علاقتها بالمادة انقطاعاً جزئياً وتبحر في عالم المثال.

2- أن النفس في حال النوم في حين أنها تتعالى عن المادة وشواغلها، فإنها تسرح وتسبح في أفق المثال الذي هو مجرّد بحسب الذات ولكن له أحكام المادة، فتجد النفس تذهب للهند والسند وتجدها تبصر وتسمع في حال أن البدن مصاب بالعمى والصمم مثلاً، وليس ذلك إلا لأن النفس في ذلك العالم تكون كمالاتها أشد من هذا العالم المادي.

ولذا فإن المادة كما أن غذاءها الطعام والشراب، تجد أن النفس ترتقي في سلّم غير الطعام، فلا تحس بجوع ولا عطش، لأن ذلك ليس من أحكام النفس. وعليه، فإن النفس كمجرى طبيعي لها فإنها ترتقي في سلّم الكمالات إن كانت النفس مختزنة للصور الفاضلة والعكس بالعكس في التراذل. 

تذييل

وإني لعارف بفطنتك أنك لن تتوهّم أن هذا يعني الاستغراق في النوم، ولا النوم على أيّ هيئة، ولا بأيّ كيفية كانت أو في أيّ مكان كان وأيّ وقت وزمان، فإن ما تلوته عليك فما هو إلا من الأحكام العامة للبدن، وإلا فالشرع المقدّس قد ذكر مستحبات النوم، وما يقرأ عنده، والهيئة المستحبة، والوقت المستحب، وغير ذلك.

واعلم كذلك: أن النائم قد يرى شخيصته الحقيقية في النوم، فإن كانت شخصيته مليئة بالكمالات، فمنامه يعكس ذلك، وكذا إن كانت شخصيته تراذلية.

وأما الإنسان المشوش الذهن والمشتّت الفكر، والذي ليس له قرار يستقرّ إليه، فهو كالشاة التائهة طريقها يوشك أن تقع في شرك الذئب، إلا أنّ ﴿رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [سورة الأعراف، 56].

فمن كانت في نفسه صور ليست بالجيّدة والتي أخذها عن طريق قصص الجريمة وتتبع الناس، فإن هذا ينعكس على شخصيته وسلوكه العملي، فتجده كثيراً ما يسوء الظن بالآخرين، والعكس بالعكس؛ بل ويؤثّر حتى في معتقده، فمن كانت في مخيلته صور باطلة فإنه يؤلّف صوراً حتى للإله الواجب الوجود، ويدّعي ما ليس له، كما نرى في بعض المدعين للمهدوية، كل ذلك بحجة منام رآه، وما درى أن المنامات فيها الحق والباطل، ولا يمكن الفصل بينهما إلا من قبل العالم الخبير، وليس بالاستخارة والمنام، وقد تكون الرؤى والمنامات من حديث النفس وأخلاط البدن وغلبة الطباع بعضها على بعض فليست ممّا يعوّل عليه في إثبات الأحكام الشرعية، فافهم واغتنم يغنك عن الظنون والشكوك.

واعلم أن أمر المنامات والرؤى أمر جليل وخطير في نفس الوقت، وكذا كيف نميّز الرؤيا الصادقة من الكاذبة، وكيف نعرف أن هذا حق أو باطل، وهذا أمر له أصول موضوعية مذكورة في محلّها.

مضافاً إلى أن المنامات ليست أمراً يعوّل عليه، فأكثر منامات البشر إما أحلام شيطان، أو أضغاث أحلام. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «سألت رسول الله صلى الله عليه وآله عن الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقاً وربما كانت باطلاً. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا علي انه ما من عبد ينام إلا عرج بروحه إلى رب العالمين فما رأى عند رب العالمين فهو حق ثم إذا أمر العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح إلى جسده فصارت الروح من السماء والأرض فما رأت فهو أضغاث أحلام» [روضة الواعظين، للفتال النسيابوري، ص492، باب مجلس في ذكر الموت والروح].

وقال الإمام الصادق (عليه السلام): «إن لإبليس شيطاناً يقال له: مزع يملأ ما بين المشرق والمغرب كل ليلة يأتي الناس في المنام». [روضة الواعظين، للفتال النسيابوري، ص492، باب مجلس في ذكر الموت والروح].

وعن النوفلي قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها، وربما رأى الرؤيا فلا تكون شيئاً؟ فقال: «إن المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء، فكل ما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحق، وكل ما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام. فقلت له: أو تصعد روح إلى السماء؟ قال: نعم. قلت: حتى لا يبقى منها شيء في بدنه؟ فقال: لا، لو خرجت كلها حتى لا يبقى منها شيء إذن لمات. قلت: فكيف تخرج؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها وضوؤها وشعاعها في الأرض، فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة إلى السماء» [أمالي الصدوق، المجلس التاسع والعشرون، ص208، ح15].

خاتمة

وبعد أن عرفت شيئاً يسيراً جداً عن آية من آيات الله تعالى والتي جعلها لنا نعمة كبيرة، فيجدر بالمؤمن الحريص على طاعة الله تعالى أن لا ينام إلا وهو على طهر ووضوء ليكون فراشه كمسجده كما روي عنهم (عليهم السلام): «من نام على وضوء يؤذن لروحه أن تسجد عند العرش». [بحار الأنوار، ج100، ص102].

واعلم أيدك الله أن هذا البحث أحد فروع البحث عن معرفة النفس فيصدق عليه قولهم (عليهم السلام): «من عرف نفسه فقد عرف ربه» [مصباح الشريعة المنسوب للإمام الصادق عليه السلام، ص13].

وعنهم (عليهم السلام): «والعارف من عرف نفسه فأعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها» [محاسبة النفس، للكفعمي، ص54] .

وصدق أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قال: «الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا». [خصائص الأئمة، للشريف الرضي، ص112، باب وصية لكميل بن زياد].

والحمد لله أوّلاً وآخراً

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2072
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 12 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24