• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : مؤلفات الدار ونتاجاتها .
              • القسم الفرعي : الترجمة .
                    • الموضوع : الحب الإلهي في الكتاب والسنة (*) ـ القسم الرابع ـ .

الحب الإلهي في الكتاب والسنة (*) ـ القسم الرابع ـ

بقلم: الدكتور محمد حسين خليلي

ترجمة بتصرّف: عباس الجعفري / القسم الثقافي للدار

 علاقة المحبّة مع المنطق الديني(*)

 ـ القسم الرابع ـ


کنّا قد أشرنا في القسم الثالث من البحث إلى السبل الموصلة إلى الحب الإلهي في الآيات والروايات، وفي هذا القسم نتناول هذه العلاقة مع المنطق الديني.

تمهيد

 الخصال والمميّزات التي يتّصف بها الأشخاص والأشياء تكون على نمطين:

أ. الصفات العرضية القابلة للزوال؛ أي: التي تحدث وتزول، كخضرة ورق الأشجار واحمرار وجه الإنسان عند الخجل.

ب. الصفات الذاتية والتي لا زول لها؛ كصفرة الذهب وبياض الوجه.

النوع الثاني من الصفات بما أنها ملازمة مع طبع وذات الشيء، لذا تعرف بأنها «طبعية أو ذاتية»، وإذا وجدت هذه الصفات في الموجودات الحية يُصطلح عليها حينئذٍ بـ «الغريزة» لكونها ترسّخت وثبتت فيها. وإن كانت هذه الصفات عند الانسان فلأنّها عجنت بطينته يصطلح عليها بـ «الطينة»، ويصطلح عليها في التعاليم الدينية بالفطرة؛ باعتبار أنّ يد القدرة الخالقة قد أودعت هذه الصفات في ذات الإنسان. والصفات الفطرية موجودة في جميع الأفراد وفي كل زمان ومكان ولا تبديل لها: ﴿فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ﴾.[ سورة الروم: 30]

المحبة الإلهية، وغريزة العواطف

تجدر الإشارة هنا إلى نقطة مهمّة هي أنّ الإنسان أودعت فيه فطرتان يمكن أن يجتمعان معاً؛ هما: فطرة الإدراك، فطرة الإحساس.

أمّا فطرة الإدراك فهي أن يفهم العقل الأشياء ويدركها بالفطرة، ولا يحتاج إلى التعلم. إنّ القضايا البديهية والأوّلية وكذلك القضايا النظرية التي تكون أدلّتها معها كلّها تدخل في دائرة فطرة الإدراك.

وأمّا فطرة الإحساس؛ فهي الميول والاندفاع القلبي للإنسان نحو الشيء بشكل فطري، وهذا الاندفاع المتأصّل الذي يأتي من أعماق ذات الشخص لبعض الأمور، هو مِن خلق الخالق والإنسان مجبول ومضطرّ بحكم طبيعته وفطرته لهذا الميل.

من جملة الأمور التي لا يوجد أدنى شك بدخولها ضمن دائرة «فطرة العواطف والأحاسيس البشرية» حب «الكمال» و «الجمال» و «الخير»، حيث إنّ فطرة الإنسان مولعة بالكمال وتعشق الجمال وتحب الخير، فحيثما رأت أحداً، أو أينما وجدت هذه الخصال الثلاث فإنّها سوف تميل وتنصاع إليه. وبما أنّ الذات المقدّسة، هي أساس ومصدر الكمال، وعين الجمال، والخير المطلق والمحض؛ أي: إنّ أتمّ وأكمل هذه الصفات الثلاث التي تعشقها الفطرة الانسانية موجودة في الذات المقدَّسة الإلهية، لذلك نرى الإنسان يميل كل الميل بفطرته صوب الخالق الذي هو الحسن المطلق والكمال الصرف والخير المحض، إذاً الفطرة التي فطر الإنسان عليها هي فطرة المحبّة.

أ ـ المحبة الفطرية في الآيات

من جملة البحوث الدينية التي ذكرتها الآيات القرآنية بشكل صريح وواضح هي مسألة الفطرة، ولا يوجد خلاف في أصل وجود حقيقة الفطرة عند العلماء سوى اختلاف بسيط في الألفاظ.

يمكننا الاستناد على المحبّة الفطرية من خلال ثلاث آيات:

1. الآية 30 من سورة الروم والتي تعرف باسم آية «الفطرة»: ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ، تقول إنّ الله سبحانه وتعالى قد خلق جميع الناس على هذه الفطرة، أي: إنّ طبيعة نفس الإنسان مفطورة على الحنيفية، لا أنّ صحيفة قلبه مجرّدة وخالية من أيّ دور تجاه الدين الإلهي.

هذا من جانب، ومن جانب آخر هناك رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) تؤكّد على أنّ الدين هو الحب: «الدين هو الحب والحب هو الدين» [ميزان الحكمة، ج 1، ح 3097].

وعنه (عليه السلام) أيضاً أنّه يقول: «هل الدين إلا الحب؟ إن الله عز وجل يقول: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ﴾».

2. الآية 60 و 61 من سورة يس والتي تعرف باسم «العهد»:

﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾، الآية الكريمة هي تذكير للإنسان بعهده مع الله، بأن لا يعبد الشيطان وأن يعبد الله الواحد الأحد، وهذا الإقرار والعهد هو جارٍ وسارٍ بالفطرة.

3. الآية 172 من سورة الأعراف والتي تعرف باسم «آية الذر» أو «الميثاق»:

﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾.

والمقصود من عالم الذرّ هو العهد والميثاق والفطرة والتكوين؛ أي: إنّ الله فطر أبناء آدم منذ أن كانوا في أصلاب آبائهم وأرحام أمّهاتهم على التوحيد، وأودع فيهم هذا السرّ الإلهي.

كذلك، قد خطت في عقولهم وفكرهم حقيقة التوحيد والمعرفة، لذلك ترى المعرفة والفطرة البشرية تشهد بربوبيّته سبحانه وتعالى.

وقد جعل الله سبحانه وتعالى هذه الفطرة الربّانية في الإنسان لتتمّ الحجّة عليه، وليكون من السهل عليه سلوك طريق التوحيد، والابتعاد عن ما كان يعبد آباؤه المشركون: ﴿أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ. [الاعراف: 172ـ173]

ب ـ المحبة الفطرية في الروايات

من جملة الروايات التي تصرّح بفطرة الإنسان التوحيدية، الرواية النبوية المشهورة والمستفيضة والتي تقول: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه وينصّرانه ويمجّسانه».

ويُستفاد من هذا الحديث أمران:

1. إنّ الفطرة الإلهية التوحيدية، هي من ضروريات طبع وجبلة الإنسان.

2. إنّ الأسباب الخارجية لها دور محوري في الحيلولة دون ظهور آثار هذه الطبيعة على الفطرة البشرية.

اليهود بعبادتهم للعجل والاعتقاد بعزير كونه ابن الله، وعبادة النصارى لعيسى (عليه السلام)، والعبادة الازدواجية للمجوس، كلّها عوائق تحجب الفطرة الإلهية عن الازدهار.

الكفر والإلحاد وعبادة الأوثان، اليهودية والمسيحية، كلّها نتائج تأثّر الفطرة وتغييرها بواسطة العوامل المضلّة.

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الأولى من كتاب نهج البلاغة الشريف: «فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته».

ويقول الإمام السجاد (عليه السلام): «ابتدع بقدرته الخلق ابتداعاً واخترعهم على مشيّته اختراعاً، ثم سلك بهم طريق إرادته، وبعثهم في سبيل محبته».

وقد أشير إلى هذه المسألة في الأدب العرفاني بكثرة:

شربنا على ذكر الحبيب مدامة *** سكرنا بها من قبل أن يخلق الكرم

وعندي منها نشوة قبل نشأتي *** معي أبداً تبقى وإن بلي العظم

المحبة والهداية

إنّ المحبة حقيقة جارية وسارية في جميع هذا الوجود، وأنّها أصل وأساس في بقاء هذا العالم، وكل ما دبّ في هذا العالم فإنّه متأثّر بصورة كاملة بالحب الإلهي والشوق الأزلي، وهذا الحب هو السبب في بقاء وثبات نظام الكون. والنتيجة الحاصلة من هذا الحب هو الوصول إلى الغاية والهدف، وهو الهداية.

وبعبارة أخرى: يمكننا أن نبرّر الهداية العامة والتكوينية الموجودة في جميع هذا الكون بهذا الحب الطبيعي والفطري الذي أشارت إليه هذه الآية: ﴿قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾. [طه: 50]

إذاً، اتضح جلياً أنّ المحبة هي من أفضل الوسائل الهادية التي تهدي الموجودات إلى الكمال الذي تستحقّه.

المحبة والعبادة

العبادة، كما يُستفاد من الآيات القرآنية الكريمة، هي الخضوع والتذلّل في مقابل موجود نعتقد بألوهيته. وبعبارة ثانية: هناك عاملان لهما دور في العبادة:

أ. الخضوع والتذلّل اللفظي والعملي.

ب. الاعتقاد بألوهية المخضوع له.

إذاً، الخضوع لموجود، إذا لم يكن هذا الخضوع ناشئاً من هذا الاعتقاد، لا يُعدّ عبادة.

يقول القرآن في هذا الصدد: ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [ الأعراف: 59].

أي: لو فرض أنّ صفة الألوهية قد تحقّقت لموجود، فيمكننا حينئذٍ أن نعبد هذا الموجود، وهو أمر لا يتحقّق إلا في ربّ العالمين.

ومن جهة أخرى، إنّ المقصود من الألوهية التي تُعدّ من شؤون الإله؛ الموجود المستقل في ذاته وصفاته، وطبقاً للأدلّة، أنّ التوحيد الذاتي والصفاتي والأفعالي للألوهية المطلقة خاص بالذات المقدَّسة؛ لأنّه سبحانه وتعالى صاحب أعلى مرتبة من مراتب الوجود والكمال والجمال المطلق والخير المحض.

وبما أنّ الإنسان مجبول على حب الكمال والجمال والخير، وحب هذه الأمور الثلاثة موجود في الفطرة الإنسانية، لذلك نراه يتّجه لا إرادياً نحو عبادة الإله الذي يتّصف بهذه الأمور المحبوبة بشكل غير متناهي.

يقول ابن مسكويه في كتابه تهذيب الأخلاق: «هذه المحبة (محبة العبد لخالقه عز وجل) لا محالة تتصل بها الطاعة والتعظيم ويتلوها» [تهذيب الأخلاق، ص 133].

المعبود الأوحد.. والأوحد المعبود

الأمر الآخر من لوازم الحب الفطري هو وحدة المعبود. فكما أنّ المحبوب الحقيقي لجميع البشر في الواقع هي تلك الحقيقة المطلقة غير المتناهية؛ فإنّ المعبود الواقعي لهم في الحقيقة هي تلك الحقيقة التي أودعت في ضمائرهم حيث تجرّهم وتدعوهم إلى العبادة. والكل ـ بشكل إرادي أو غير إرادي ـ يطلب العون والاستعانة منه، مع أنّهم في التطبيق قد يضلّون الطريق وينحرفون عن عبادة الإله الحقيقي ويتجهون نحو عبادة مخلوقاته (القمر، الشمس، النجوم، الجمادات و...) ويخطؤون في تعيين المصداق.

يقول العلامة السيّد الطباطبائي عند تفسيره لهذه الآية: ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ﴾ [الاسراء: 67]: «المراد بالضلال ـ على ما ذكروا ـ الذهاب عن الخواطر دون الخروج عن الطريق وقيل: هو بمعنى الضياع من قولهم ضل عن فلان كذا أي ضاع عنه ويعود على أي حال إلى معنى النسيان. والمراد بالدعاء دعاء المسألة دون دعاء العبادة فيعم قوله: ﴿من تدعون﴾ الإله الحق والآلهة الباطلة التي يدعوها المشركون، والاستثناء متصل، والمعنى وإذا اشتد عليكم الأمر في البحر بالإشراف على الغرق نسيتم كل إله تدعونه وتسألونه حوائجكم إلا الله. وقيل: المراد دعاء العبادة دون المسألة فيختص بمن يعبدونه من دون الله والاستثناء منقطع، والمعنى إذا مسّكم الضر في البحر ذهب عن خواطركم الآلهة الذين تعبدونهم لكن الله سبحانه لا يغيب عنكم ولا ينسى. والظاهر أن المراد بالضلال معناه المعروف وهو خلاف الهدى والكلام مبني على تمثيل لطيف كأن الانسان إذا مسّه الضر في البحر ووقع في قلبه أن يدعو لكشف ضره قصده آلهته الذين كان يدعوهم ويستمر في دعائهم قبل ذلك وأخذوا يسعون نحوه ويتسابقون في قطع الطريق إلى ذكره ليذكرهم ويدعوهم ويستغيث بهم لكنهم جميعاً يضلون الطريق ولا ينتهون إلى ذكره فينساهم والله سبحانه مشهود لقلبه حاضر في ذكره يذكره الإنسان عند ذلك فيدعوه وقد كان معرضاً عنه» [تفسير الميزان، ج 13، ص153].

 عبادة المحبين والمخلصين

يقول أهل المعرفة إنّ العبادات بكافّة أنواعها بصورة عامة هي ثناء المعبود، إلا أنّ كل عبادة من هذه العبادات تثني على الله وتنعته بنعت أو باسم واحد من أسمائه الشريفة، سوى الصلاة التي تثني على الله وتنعته بجميع أسمائه وصفاته.

إنّ شرط صحة العبادات هو الإخلاص في العبادة، وهذا الشيء أكّدت عليه أحكام الشريعة الإسلامية، واتفق الجميع على أنّ شرط صحة العبادة هو الإخلاص ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾. [البينة: 5] والشرك في العبادة له طرق ودرجات ومراتب مختلفة ودقيقة، واجتياز كل هذه الدرجات والمراتب عمل شاقّ جداً بحيث ينقل عن المعصوم (عليه السلام) أنّه يقول: «ان دبيب الشرك في أمتي أخفى من دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء».[ راجع شرح اصول الكافي للشيخ المازندراني، ج 8، ص 49]

لا يوجد أدنى شك أنّ محبّة المعبود أفضل عنصر وأكثر تأثيراً في النجاة من الشرك في العبادة؛ لأنّ العابد إذا أحب معبوده من صميم قلبه فسوف يبذل كل جهده في سبيل إرضائه.

لذلك نرى الإمام الصادق (عليه السلام) ينقل عن الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: «أفضل الناس من عشق العبادة، فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا، على عسر أم على يسر». [اصول الكافي، ج 2، ص 83]

المحبة والدين

تُعدّ المحبّة أصلاً أصيلاً وركناً ركيناً في الدين الإسلامي الحنيف، وكذلك في سيرة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام).

القرآن الكريم الذي يُعدّ من أوثق الكتب وأقدمها في الإسلام، يرى أنّ الإنسان المتديّن يحبّه الله ويحبّ الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾.[ المائدة:  54]

وفي آية أخرى: ﴿يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾. [البقرة: 165]

إذاً، اتضح كيف أنّ المعارف الإسلامية عدّت الحبّ فضيلة للمؤمن المتديّن وسمة له، وأنّ قادة الدين أفادوا بأنّ الحب يساوي الدين بل هو الدين نفسه:

1. قال الإمام الباقر (عليه السلام): «الدين هو الحب والحب هو الدين». [بحار الأنوار، ج 66، ص 238]

2. قال الإمام الباقر (عليه السلام): «الإيمان حب وبغض» [تحف العقول، ص 295].

3. قال الإمام الصادق (عليه السلام): «هل الدين إلا الحب؟!» [الخصال للشيخ الصدوق، ص 21].

4. قال الإمام الصادق (عليه السلام): «هل الإيمان إلا الحب والبغض؟» [المحاسن، ج 1، ص 262].

المعرفة والمحبة

لا يوجد أدنى شك أنّ أيّ ميول إلى اتجاه ما؛ فإنّها تكون نتيجة المعرفة، ومحبة الخالق لم تستثنى من هذه القاعدة العقلية والفطرية. فأينما كانت المعرفة حلّ الحب هناك. ينقل الفيض الكاشاني في تفسيره الأصفى في ذيل هذه الآية: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ﴾ رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن الإمام الحسين  (عليه السلام) أنّه قال: «أيها الناس! إن الله جل ذكره ما خلق العباد إلا ليعرفوه، فإذا عرفوه عبدوه، فإذا عبدوه استغنوا بعبادته عن عبادة ما سواه...». [تفسير الأصفى، ج 2، ص 1212]

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقتبس من كتاب: مقام محبت الهى از منظر حكمت و عرفان نظرى و عملى "مقام الحب الالهي في الحكمة والعرفان النظري والعملي" (بالفارسية)، الدكتور محمد حسين خليلي

 

 

------------------------------

مقالات مرتبطة:

 الحب الإلهي في الكتاب والسنة (*) ـ القسم الثالث ـ

 الحب الإلهي في الكتاب والسنة (*) ـ القسم الثاني ـ

 الحب الإلهي في الكتاب والسنة (*) ـ القسم الأول ـ

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2029
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24