• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : الحفظ .
                    • الموضوع : الحافظ بين الاستعداد وأسلوب الحفظ .

الحافظ بين الاستعداد وأسلوب الحفظ

بقلم: الشيخ جواد أمين

لقد ركّزت أساليب الفكر الحديثة لحفظ القرآن الكريم على ضرورة الملائمة بين أساليب الحفظ المتعدّدة، والتي يتمتّع من خلالها كل أسلوب بخصائصه مع ما يتوافق من الخصائص النفسية والمعنوية عند الحافظ، فكما أنّ لدينا مجموعة من الأساليب، هناك أيضاً مجموعة من الأنماط الحاكمة في الأشخاص الذين يريدون الدخول في ميادين الحفظ، فكل شخص لديه إمكانات مختلفة عن الآخر من حيث استعداده وذوقه وسليقته الشخصية وخبرته العملية، وفي التالي علينا الأخذ بعين الاعتبار أنّ لكل شخص أسلوبه الخاص في حفظ القرآن الكريم.

ومن هنا تأتي أهمية ابتكار الأساليب الحركية المتوافقة والمسانخة لنفسية الحافظ وذهنيته وإمكانيته، وذلك بغية الوصول إلى بناء جيل حافظ معتمد على الطرق الفكرية الحديثة في هذا المجال.

فعلى سبيل المثال: لو أردنا تقديم صورة من صور هذه الأساليب ولتكن على أساس الحفظ التجزيئي بمستوى صفحات أو سور أو أجزاء من القرآن، ثمّ ننتقل إلى مستوى آخر يجمع لنا هذه المحفوظات، ولنطلق عليه الحفظ التركيبي، ليكون شكل الأسلوب هذا عبارة عن تسلسل لنقاط هي كالتالي:

أوّلاً ـ التوضيح العملي الهندسي:

1. تقسيم كل صفحة من المصحف الشريف إلى: ثلاث آيات، ثلاث آيات.

2. تقسيم كل سورة إلى: ثلاث صفحات، ثلاث صفحات.

3. تقسيم كل جزء إلى: ثلاث سور ثلاث سور (الجزء 30 نموذجاً).

مثال تطبيقي لكيفية تقسيم الصفحة

ولبيان كيفية تقسيم الصفحة وبيان هذا الأسلوب أكثر، نعتمد على اختيار نموذج تطبيقي وليكن الصفحة 573 من القرآن الكريم؛ حيث تتضمّن هذه الصفحة 15 آية من الآية 14 إلى 28 من المصاحف المكتوبة بخط (عثمان طه).

نقوم بعملية تقسيمها إلى خمسة أقسام؛ كل قسم ثلاث آيات، ويبدأ الحافظ بحفظ هذه الآيات، كل قسم على حدة، وفق ما يضمن التركيز في الحفظ وتثبيته.

وإذا كان لدينا سورة من القرآن وعلى سبيل الفرض: سورة (يس) المباركة، حيث إنّ هذه السورة يهتمّ بحفظها كل المؤمنين لما لها من خاصيات وردت ضمن الروايات المباركة، لهذا اخترتها كي تكون نموذجاً تطبيقياً يستفيد منه أكبر شريحة ممكنة. تحتوي هذه السورة المباركة حدود ست صفحات نقسّمها إلى قسمين؛ كل قسم ثلاث صفحات، وحينما يكون لدينا جزء من القرآن مثل الجزء 28 فيه 9 سور يمكن  تقسيمه إلى ثلاثة أقسام؛ كل قسم ثلاث سور، وبعد ذلك يجب حفظ آيات كل قسم وبشكل منفصل وتجزيئي للآيات التي بعدها وقبلها. وهنا لابدّ من الإشارة إلى أنّ حفظ الآيات ينبغي أن يكون حفظاً متّسقاً؛ بمعنى أنّ الحافظ عليه حفظ آية آية، ثمّ بعد ذلك يقوم بترسيخ الآيات وتثبيتها واحدة واحدة، وسورة سورة، وجزءاً جزءاً في الذاكرة الدائمة، ثمّ نقوم بعملية الربط التركيبي مرّة أخرى بحيث نستوعب حفظ الآيات مع الآيات التي قبلها والتي بعدها وبشكل تركيبي محكم، لتُحفظ وتترسّخ الآيات السابقة مع اللاحقة وبشكل كلّي ونهائي.

ثانياً ــ التوضيح العملي الصوتي (التنفيذي):

قبل البدء بتوضيح الحالة العملية لابدّ من الالتفات إلى أنّ هذا الحافظ قد أتقن فنّ التجويد، وقد أدرك عملية التوزيع الحكمي في آيات الكتاب العزيز، لأنّنا في ميادين الحفظ نواجه كثيراً من الصعوبات والتحدّيات. إنّنا نريد أن نخرِّج حفّاظاً بغضّ النظر عن المقدّمات الأساسية الهامّة السابقة، سواء أكانت دائمة ومستمرّة كالتجويد أم مؤقّتة أثناء الحفظ كالتفسير، وغيرها من العلوم النافعة والهامّة للحافظ.

وأمّا فيما يخص هذا الأسلوب والذي يتمحور حول الجنبة التطبيقية التنفيذية، لابدّ من إعداد الصوت بحيث يكون الحافظ قد أحكم مخارج الحروف وصفاتها منعاً وتلافياً لأيّ حالة تشويه للصوت، وفي التالي عدم القدرة على إخراج الكلمات الإلهية وفق ما أراده الله تبارك وتعالى.

فيبدأ الحافظ بقراءة الآية الأولى من السورة التي يريد حفظها بشكل منفصل وتجزيئي وبدون ارتباط مع الآية الثانية، وبعدها يقوم بتكرار الآية إلى أن يتقنها ويحفظها بشكل كامل.

ومن بعد ذلك يبدأ بقراءة الآية الثانية بنفس الطريقة التي ذكرت أعلاه وبدون أيّ ارتباط بين الآية الأولى والثالثة، إلى أن يتقن الآية ويحفظها بشكل كامل. ثمّ يبدأ بالآية الثالثة، وبنفس الطريقة السابقة يقوم بحفظها ومراعاة كافّة الجوانب التجويدية والفنّية ذات الصلة.

وفي نهاية القسم الأوّل نقوم مرّة أخرى بقراءة القسم الأوّل من الآية الأولى إلى الثالثة بعضها مع بعض وبشكل تركيبي مع التكرار إلى أن نتقن ونحفظ القسم الأوّل بشكل كامل.

والسبب والعلّة في هذا الأمر هو أنّنا إذا قمنا بحفظ آيات القرآن بشكل منفصل واحدة واحدة وبشكل تجزيئي، فمن الضروري أن نحفظها بعضها مع بعض لكي تتحقّق حالة الربط بينها في ذهن الحافظ. فعندما يريد أن يتمرّن ويراجع أو يشارك في أمسية وما شابه، لابدّ أن يكون قد وصل لدرجة عالية من الحفظ الترابطي لكل المقطوعات سواء على مستوى السور أو الأجزاء.

لذلك نقوم مرّة أخرى بقراءة الآيات بعد حفظها بشكل متّصل ومرتبط بعضها مع بعض مع الآيات التي بعدها وقبلها، ثمّ ترديدها بالشكل الذي يضمن أن نقوم بقراءة الآيات أمام الآخرين. وهذه النقطة مهمّة جدّاً ويجب مراعاتها بشكل كامل.

والآن نستطيع أن نبدأ بالقسم الثاني (الآيات الثلاث الثانية) من الآية الرابعة إلى الآية السادسة، ونقوم بحفظها بنفس الطريقة السابقة التي ذكرت أعلاه، وبعدها نقوم بتكرارها إلى أن نحفظها ونتقنها بشكل منفصل عن الآيات التي قبلها وبعدها.

وبعد ذلك نقوم بقراءة وتكرار الآيات من الآية الرابعة إلى السادسة بعضها مع بعض وبشكل تركيبي، إلى أن نتقنها ونحفظها بشكل كامل.

وفي نهاية القسم الثاني نقوم مرّة أخرى بقراءة وتكرار الآيات من الأولى إلى السادسة بعضها مع بعض وبشكل تركيبي، إلى أن نحفظها بشكل كلّي بعضها مع بعض.

والآن نبدأ بالقسم الثالث (الآيات من السابعة إلى التاسعة) ونحفظها بنفس الطريقة السابقة.

وفي نهاية القسم الثالث، نقوم مرّة أخرى بقراءة وتكرار الآيات من الآية الرابعة إلى التاسعة ـ وليس من الآية الأولى إلى التاسعة ـ وبعضها مع بعض وبشكل تركيبي، إلى أن يتمّ حفظ هذه الآيات وإتقانها بشكل تركيبي وبعضها مع بعض.

فسيكون حفظ الآيات بهذا الأسلوب: ثلاث آيات، ثلاث آيات وينبغي الاستمرار بحفظ الآيات بهذه الكيفية إلى إتمام صفحة واحدة من القرآن الكريم.

وفي النهاية: تُعاد قراءة جميع الآيات وتكرّر من أوّل الصفحة حتى نهايتها بشكل كلّي وتركيبي، إلى أن يتمّ حفظ الآيات وإتقانها بشكل كامل.

وبعد أن ننهي حفظ صفحة واحدة من القرآن الكريم بشكل صحيح وتامّ، نبدأ بالصفحة الأخرى من القرآن ونحفظ آياتها بنفس الطريقة التي ذُكرت سابقاً بشكل تجزيئي تركيبي.

وبعد حفظ الصفحة الثانية بشكل صحيح وتام، نشرع بحفظ آيات الصفحة الثالثة بنفس طريقة الصفحة الأولى والثانية، وبعد إتمام حفظ الصفحة الثالثة بشكل صحيح وتام، نقوم مرّة أخرى بقراءة وتكرار آيات الصفحات الثلاث بعضها مع بعض بشكل كلّي وتركيبي إلى أن نحفظها بشكل كامل.

ثمّ نبدأ بآيات القسم الثاني (الصفحات الرابعة والخامسة والسادسة)، ونحفظها أيضاً بنفس الطريقة السابقة، وفي نهاية القسم الثاني من الصفحات نقوم بقراءة وتكرار آيات الصفحات الست من الصفحة الأولى إلى السادسة بعضها مع بعض، وبشكل كلّي وتركيبي إلى أن تحفظ الصفحات الست بشكل كامل.

ومن بعدها نبدأ بالقسم الثالث من الصفحات (آيات الصفحة السابعة إلى التاسعة)، ونقوم بحفظها بنفس الطريقة السابقة.

وفي نهاية القسم الثالث نقوم مرّة أخرى بقراءة وتكرار آيات الصفحات من الرابعة إلى التاسعة، وليس من الأولى إلى التاسعة بعضها مع بعض وبشكل كلي وتركيبي، إلى أن تتقن وتحفظ بعضها مع بعض وبشكل كامل.

ويكون حفظ آيات الصفحات هكذا: ثلاث صفحات، ثلاث صفحات. وينبغي الاستمرار بحفظ آيات الصفحات بهذا الأسلوب إلى إتمام حفظ جميع صفحات سورة واحدة من القرآن الكريم.

وفي النهاية نقوم مرّة أخرى بقراءة وتكرار وحفظ كل آيات السورة بعضها مع بعض وبشكل كلي وتركيبي.

بعد حفظ كامل وصحيح ومتقن وسهل لسورة من القرآن الكريم، نبدأ بحفظ السور التي بعدها، ويكون حفظ آيات السور التالية بنفس طريقة حفظ آيات السورة الأولى؛ أي: الطريقة التجزيئية والتركيبية التي ذكرت سابقاً، وبنفس الأسلوب نستمرّ بحفظ الآيات إلى أن نتمّ حفظ جزء كامل من القرآن الكريم. وفي النهاية نقوم مرّة أخرى بقراءة وتكرار وحفظ كل آيات الجزء لتحفظ هذه الآيات جميعها بشكل كلي وتركيبي.

وبعد حفظ كامل وصحيح ومتقن وسهل لجزء من القرآن، نبدأ بحفظ الأجزاء التالية وتحفظ آيات الأجزاء التالية بنفس الطريقة المذكورة سابقاً وعلى أساس: ثلاثة أجزاء، ثلاثة أجزاء، والاستمرار بحفظ الأجزاء بنفس الطريقة إلى أن نحفظ القرآن الكريم كاملاً بشكل صحيح ومتقن وسهل، وبعناية الله تعالى تكونون حافظين لكل القرآن الكريم بالالتفات إلى ما سبق ذكره.

مثال تطبيقي لحفظ صفحة كاملة

وفي حال أردتم حفظ صفحة (مثل 373) طبق المصاحف المكتوبة بخط (عثمان طه)، فيجب العمل بالترتيب التالي:

1- حفظ الآية الأولى

2- حفظ الآية الثانية

3- حفظ الآية الثالثة

4- حفظ الآيات من الأولى إلى الثالثة

5- حفظ الآية الرابعة

6- حفظ الآية الخامسة

7- حفظ الآية السادسة

8- حفظ الآيات من الرابعة إلى السادسة

9- حفظ الآيات من الأولى إلى السادسة

10- حفظ الآية السابعة

11- حفظ الآية الثامنة

12- حفظ الآية التاسعة

13- حفظ الآيات من السابعة إلى التاسعة

14- حفظ الآيات من الرابعة إلى التاسعة (وليس من الأولى إلى التاسعة)

15- حفظ الآية العاشرة

16- حفظ الآية الحادية عشر

17- حفظ الآية الثانية عشر

18- حفظ الآيات من العاشرة إلى الثانية عشر

19- حفظ الآيات من السابعة إلى الثانية عشر (وليس من الأولى إلى الثانية عشر)

20- حفظ الآية الثالثة عشر

21- حفظ الآية الرابعة عشر

22- حفظ الآية الخامسة عشر

23- حفظ الآيات من الثالثة عشر إلى الخامسة عشر

24- حفظ الآيات من العاشرة إلى الخامسة عشر (وليس من الأولى إلى الخامسة عشر)

كيف نحفظ سورة كاملة؟ سورة (يس) نموذجاً

وإن أردتم حفظ سورة (يس) مثلاً طبق المصاحف المكتوبة بخط (عثمان طه)، ذات الست صفحات، فليكن حفظها بهذا الأسلوب أدناه وينبغي العمل به:

1- حفظ الصفحة الأولى

2- حفظ الصفحة الثانية

3- حفظ الصفحة الثالثة

4- حفظ الصفحات من الأولى إلى الثالثة

5- حفظ الصفحة الرابعة

6- حفظ الصفحة الخامسة

7- حفظ الصفحة السادسة

8- حفظ الصفحات من إلى الرابعة

9- حفظ الصفحات من الأولى إلى السادسة

كيفية

كيف نحفظ جزءاً كاملاً؟ الجزء (28) نموذجاً

أمّا إن اردتم حفظ جزءاً واحداً من القرآن الكريم (كالجزء 28)؛ الذي يحوي 9 سور، فلنتبّع هذا الأسلوب وينبغي العمل به:

1- حفظ السورة الأولى

2- حفظ السورة الثانية

3- حفظ السورة الثالثة

4- حفظ السور من الأولى إلى الثالثة

5- حفظ السورة الرابعة

6- حفظ السورة الخامسة

7- حفظ السورة السادسة

8- حفظ السور من الرابعة إلى السادسة

9- حفظ السور من الأولى إلى السادسة

10- حفظ السورة السابعة

11- حفظ السورة الثامنة

12- حفظ السورة التاسعة

13- حفظ السور من السابعة إلى التاسعة

14- حفظ السور من الرابعة إلى التاسعة (وليس من الأولى إلى التاسعة)

إرشادات عامة لعملية الحفظ

ولنتجنّب التكرار الزائد وغير الضروري للآيات، وينبغي الالتفات إلى أنّه ليس من الضروري قراءة أو تكرار مجموع الآيتين: الأولى والثانية مثلاً، أو الثانية والثالثة، أو الثالثة والرابعة، أو الرابعة والخامسة، أو الخامسة والسادسة. أو مجموع الآيات الثلاث من الآية الثانية إلى الرابعة، أو من الثالثة إلى الخامسة، أو مجموع الآيات الأربع من الأولى إلى الرابعة، أو من الثانية إلى الخامسة، أو من الثالثة إلى السادسة، أو مجموع الآيات الخمس من الأولى إلى الخامسة، أو من الثانية إلى السادسة.

أو ليس من الضروري تكرار وقراءة مجموع ست صفحات ـ مثلاً ـ من الثانية إلى السابعة، أو من الثالثة إلى الثامنة، أو مجموع سبع صفحات من الصفحة الثالثة إلى التاسعة، أو من الرابعة إلى العاشرة، أو من الخامسة إلى الحادية عشر، أو من السادسة إلى الثانية عشر.

لذلك، القيام بهذا الأمر وبشكل تصاعدي سيكون له نتائج وثمرات.

وفي النتيجة إنّ هذا العمل سوف يأخذ الكثير من وقتكم، ومن الممكن التكرار الزائد والذي يكون بدون ضرورة يصبح موجباً للتعب والملل، لذلك ليكن الأساس في مجموعات القراءة للآيات القرآنية ـ كحدٍّ أكثر ـ ثلاث آيات في الوقت نفسه؛ أي: بعضها مع بعض، ومجموعة الصفحات ثلاث صفحات، وفي مجموعة السور ثلاث سور، وفي مجموعة الأجزاء ثلاثة أجزاء، وهكذا يجب أن يكون الحد الأكثر.

وأن يكون الأساس في حفظ آيات القرآن الكريم آية آية، ثمّ صفحة صفحة، وبعد ذلك سورة سورة، ثمّ جزء جزء، ويجب أن يكون بشكل كامل وصحيح ومتقن وسهل؛ أي: إن لم تحفظوا آية أو صفحة أو سورة أو جزءاً بشكل كامل وصحيح ومتقن وسهل، يجب أن لا تبدأوا بحفظ الآية أو الصفحة أو السورة أو الجزء الذي بعدها.

حفظ القرآن بالاستماع وإرشادات خاصة لحفظ السور القصار

ويمكن أن يستفيد الحفّاظ من هذا الأسلوب بقراءة القرآن وبالاستماع إلى أشرطة الکاسيت أو الـ (سي دي)،وفق ما يلي :

1. وإذا كان حفظ القرآن عن طريق الاستماع للبعض كالأطفال الصغار أو الأشخاص الذين لا يستطيعون قراءة القرآن، فمن الممكن أن يكون هذا هو الحل الوحيد والأفضل لهؤلاء.

2. أمّا إذا كان لدينا آية أطول من سطر، فليكن الأساس في حفظ هذه الآيات سطراً سطراً، وفي مجموعة القراءة: الأسطر بعضها مع بعض، ويجب أن يكون الحدّ الأعلى لعدد السطور ثلاثة أسطر.

يعني: إذا كان لدينا آية طويلة (مثل الآية 160 سورة الأعراف) ذات الستة أسطر في المصحف الشريف، فنقوم بتقسيمها إلى قسمين سطريَّين.

ثمّ نقوم بقراءة وتكرار وحفظ كلّ من السطر الأوّل والثاني والثالث بشكل تجزيئي إلى أن تُحفظ تلك السطور بشكل منفصل، وبعد ذلك نقوم بقراءة وتكرار السطور من الأوّل إلى الثالث بشكل تركيبي إلى أن تُحفظ السطور بشكل صحيح وكامل.

ومن بعد ذلك، نبدأ بحفظ الأسطر الثلاثة التالية بنفس الطريقة السابقة.

في النهاية، نقوم مرّة أخرى بقراءة وتكرار الأسطر الستة بعضها مع بعض وبشكل تركيبي إلى أن تُحفظ وتتقن الأسطر الستة بشكل صحيح وسهل بحيث نكون قد حفظنا الآية بشكل كامل.

وبعدها ننتقل إلى الآية التي بعدها.

3. إذا كانت الآية أطول من سطر بكلمة أو كلمتين أو ثلاث كلمات، فاحفظوا هذه الآية بشكل كامل، وفي هذا النوع من الآيات لا تتبعوا أسلوب الأسطر.

4. إذا كان طول سورة من السور أقل من صفحة (مثل السور القصيرة في أواخر المصحف الشريف)، يجب أن يكون الأساس في حفظ هذه السور هو سورة سورة، يعني: إذا لم تتقنوا وتحفظوا السورة الأولى بشكل كامل وصحيح ومتقن وسهل، يجب أن لا تبدأوا بالسورة التي بعدها.

5. يجب حفظ صفحة أو سورة أو جزء من القرآن بشكل كامل وبصورة جيّدة ومحقّقة بحيث تستطيعون تذكّر وقراءة كل الآيات التي حفظتموها مع أرقامها، مثلاً: إذا سُئلتم عن الآية 18 من سورة البلد ما هي؟ يجب أن تجيبوا وبلا تردّد: ﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ.

وإذا سئلتم  عن الآية 4 من سورة البلد ما هي؟ يجب أن تجيبوا وبلا تردّد: ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ. وإذا سئلتم عن الآية 10 من سورة البلد ما هي؟ يجب أن تجيبوا وبلا ترددّ: ﴿وَهَدَيْناهُ النَّجدَينِ.

6. يتعلّق مقدار تكرار كل آية وسورة من القرآن لأجل حفظها، بطبيعة الإنسان ذاته وأسلوبه وصعوبة وسهولة وطول وقصر كل آية.

مثلاً: من الممكن أن تحفظوا آية من القرآن بتكرارها ثلاث مرّات، ولكن يمكن أن يحتاج شخص آخر إلى خمس مرّات ليحفظها.

أو يمكنكم حفظ سورة من القرآن بأسلوب خاص بكم من خلال تكرار السورة ثمان مرّات، ومن الممكن أيضاً أن تحفظوا آية قصيرة وسهلة حتى من خلال قراءتها مرّة واحدة فقط.

ولكن قد يحتاج شخص آخر وبأسلوب آخر لحفظ القرآن، إلى عشر مرّات من التكرار إلى أن يحفظ السورة، لكن باستطاعته حفظ آية صعبة وطويلة من خلال تكرارها سبع مرّات فقط، على سبيل المثال.

لذلك، إنّ مقدار تكرار كل آية وسورة من القرآن، يتعلّق بطبيعة الحافظ وأسلوبه وبطبيعة الآية.

7. يُرجى الدقّة والانتباه منذ البدء بقراءة كلمات وآيات القرآن وحفظها، إلى صحّة التلفّظ والحركات والإعراب، بحيث يكون حفظكم إيّاها منذ البداية بشكل صحيح.

لأنّكم إذا حفظتم كلمة بتلفّظ أو حركات أو إعراب خاطئ، سوف يتضاعف جهدكم لحفظها بشكل صحيح، يعني: يجب في المرّة الأولى أن تخرجوا الشكل الخاطئ للكلمة من ذاكرتكم، ومرّة أخرى يجب أن ترسّخوها بشكل صحيح، ليحلّ بدلاً عن الشكل الخاطئ في الذاكرة.

واحدة من أفضل الطرق لمنع إيجاد هذه المشاكل هو أن تضعوا آلة بجانبكم تحوي شريطاً من القرآن الكريم ثمّ تفتحوا المصحف الشريف، وحينما تريدون حفظ آية ما لأوّل مرّة، قوموا بتشغيل تلك الآلة. وفي حال قراءتكم آية من القرآن استمعوا إلى طريقة قراءة الآية وتلفّظها من الشريط، للابتعاد عن أخطاء قراءة وتلفّظ كلمات الآيات القرآنية.

8. عديد من المرّات، لم يستطع بعض حفّاظ القرآن أن يردّد ويستذكر ما حفظه سابقاً، ولكن في لحظة قراءتهم للكلمة الأولى والثانية من الآية يتذكرون كل الآية ويقرؤونها من أوّلها إلى آخرها عن حفظ. لذلك دائماً ما تكون الكلمة الأولى أو الكلمة الأولى والثانية من الآية هي نقطة الارتكاز لحفظ تلك الآية، ويجب تكرار هاتين الكلمتين أكثر من بقية كلمات الآية.

مثلاً: في سورة البيَنة ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ. يجب تكرار الكلمتين ﴿إِنَّ الَّذِينَ أكثر من الكلمات التي بعدها، وحفظها وتخزينها في ذاكرة القارئ.

9. إنّ الإنسان عادةً ما يحب أن يرى ثمرة أعماله بسرعة، وأحياناً ليس لديه الصبر الكافي. لذلك لا تجعلوا هدفكم حفظ كل القرآن الكريم، وإنما اجلعوا هدفكم هو حفظ جزء من القرآن مثلاً، وابدأوا من السور القصيرة ومن الجزء الأخير في القرآن لتشاهدوا ثمرة ونتيجة عملكم مبكّراً وتحصل عندكم حالة الاطمئنان.

وإذا بدأتم بحفظ السور الطويلة في القرآن مثل سورة البقرة أو سورة آل عمران أو المائدة، فمن الممكن أن تفقدوا لذّة عملكم وشوقكم لحفظ القرآن، الذي كان لديكم في البداية.

10. ذكرنا سابقاً أنكم تستطيعون حفظ السور القصيرة من القرآن الكريم، ولأنّ الأجزاء 30،  29،  28 ـ بالترتيب والتناسب ـ تحتوي على السور القصيرة، فيمكنكم البدء بحفظ هذه الأجزاء قبل غيرها.

وبعد حفظ آيات هذه الأجزاء واتّباع هذا الأسلوب الذي يعتبر من أفضل الأساليب ناهيك عن ضرورته لما يحمل من فوائد تسهل في عملية الحفظ والتثبيت ، وتمكن الحافظ من البدء التدريجي في سبيل بناء ذاكرته، نبدأ بحفظ الأجزاء الأخيرة الثلاثة - تابعوا حفظ أجزاء القرآن بالترتيب من الأول أي من الجزء الأول إلى الثاني حتى الجزء 26.

ورعاية هذا الترتيب يساعد ذاكرتكم وذهنكم على الاستفادة منه.

واتبعوا نظاماً أو أسلوباً خاصاً لكي لا تتعرّضوا إلى صعوبات ومشاكل تشويش في قراءة وترديد الآيات المحفوظة.

وبالتأكيد، ينصح الأطفال والشباب المراهقين وأمثالهم بحفظ القرآن من الجزء 30، وطبقاً للمراحل المذكورة أدناه وبنفس الترتيب المذكور للسور:

المرحلة الأولى: السور ذات السطرين؛ مثل: العصر والكوثر والإخلاص.

المرحلة الثانية: السور ذات الثلاثة أسطر؛ مثل: الشرح, القدر, الفيل, قريش, الكافرون, النصر, المسد، والفلق.

المرحلة الثالثة: السور ذات الأربعة أسطر؛ مثل: التين, التكاثر, الهمزة, الماعون، والناس.

المرحلة الرابعة: السور ذات الخمسة أسطر؛ مثل: الضحى, الزلزلة، والعاديات.

المرحلة الخامسة: السور ذات الستة أسطر؛ مثل: طارق، والقارعة.

المرحلة السادسة: السور ذات السبعة أسطر؛ مثل: الشمس، والعلق.

المرحلة السابعة: السور ذات الثمانية أسطر؛ مثل: الأعلى، والليل.

المرحلة الثامنة: السور ذات التسعة أسطر؛ مثل: الانفطار، والبلد.

المرحلة التاسعة: السور ذات العشرة أسطر؛ مثل: البيّنة.

المرحلة العاشرة: السور ذات الصفحة الواحدة أو أقل منها؛ مثل: عبس, التكوير, الانشقاق, البروج، والغاشية.

المرحلة الحادية عشر: السور التي تكون أكثر من صفحة؛ مثل: النبأ, النازعات, المطفّفين، والفجر.

المرحلة الثانية عشر: هذه المرحلة الأخيرة للأطفال والشبان وأمثالهم, وهي حفظ سور الجزء الأخير، فكذلك يجب أن يكون بنفس الترتيب الذي جاء في المصحف الشريف، يعني: أن يبدأ حفظ الجزء الأخير من سورة النبأ ويختم بسورة الناس.

11. في حال وجود الوسائل السمعية والبصرية مثل الأشرطة الفيديوية خلال حفظ القرآن، يجب النظر إلى فم القارئ وكيف يقوم بالتلفّظ وكيف يقرأ الكلمات ومشاهدة قراءته بشكل جيّد.

12. المقدار الذي حفظتموه من الآيات والسور والأجزاء من القرآن، اكتبوه في مكان ما، واستفيدوا من الخيوط الموجودة في بعض المصاحف لتضعوها في الصفحة التي وصلتم إليها لتحديد المقدار الذي قمتم بحفظه من القرآن، ولتجتنبوا الحفظ والتكرار غير الضروري.

13. في كل جلسة من جلسات حفظ القرآن، حاولوا أن تحفظوا الصفحة أو السورة القرآنية إلى نهايتها قدر ما استطعتم، فمثلاً: لا تتركوا النصف الباقي من آيات صفحة أو سورة ما، إلى وقت آخر.

14. حاولوا أن تحفظوا وترسّخوا في ذاكرتكم ـ وبشكل كامل ـ مكان كل آية في صفحات القرآن، لتستطيعوا تذكّر الآية المحفوظة وتكرار قراءتها بسهولة، فمثلاً: الآية 20 من سورة المرسلات في أوّل الصفحة، والآية 35 من نفس السورة في وسط الصفحة، والآية 50 في آخر الصفحة.

15. إذا لم تتذكّروا أحد الأقسام المحفوظة خلال حفظ الآيات وتكرارها، فلا تقوموا بالرجوع إلى المصحف الشريف مباشرة؛ بل فكّروا جيّداً وحاولوا استخدام ذاكرتكم لتذكّر ما قمتم بحفظه. وأمّا في حال نسيان ذلك القسم بشكل كامل ولم تستطيعوا تذكّره، ففي هذه الحالة يمكنكم الرجوع إلى المصحف الشريف.

إذا راعيتم هذه النقطة المهمّة بشكل جيّد، ستقلّ نسبة نسيان الأقسام المحفوظة، وتبقى في ذاكرتكم أكثر؛ لأن الإنسان كلّما عمل وسعى أكثر، كلّما ترسّخت المحفوظة في ذهنه ونظام ذاكرته أكثر، ويصبح نسيانه أبطأ.

16. قلّلوا المدّة الزمنية بين تكرار الآيات المحفوظة؛ لأنّ هذا يرسّخ الآيات المحفوظة في ذاكرتكم بشكل أكثر.

مثلاً: إذا حفظتم سورة الصف وكرّرتموها كل 3 أيام مرّة، ستبقى وترسّخ أكثر من تكرارها كل 5 أيام مرّة.

17. إنّ حفظ الآيات المتشابهة يحتاج إلى دقّة وتمرين أكثر.

مثال: إذا كنتم تكرّرون الآيات الأخرى من 4 إلى 5 مرّات، فإنّ الآيات المتشابهة تحتاج إلى تكرارٍ من 8 إلى 10 مرّات.

واحدة من طرق حفظ الآيات المتشابهة هي الاستفادة من علامة (ما) أو إشارة (ما).

مثلاً: سورة الصف تبدأ بالآية ﴿سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ...، والسورة التي بعدها (سورة الجمعة) تبدأ بالآية ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ...

ولكي لا يكون هناك خلط بين ﴿سَبَّحَ و ﴿يُسَبِّحُ، تستطيعون أن تتخذوا الحرف الأوّل من سورة الصف وهو حرف الصاد ـ مثلاً ـ كعلامة لكم بأنه شبيه للحرف الأول من كلمة ﴿سَبَّحَ الذي هو حرف السين، حتى ولو لم يتشابه هذان الحرفان بشكل كامل.

18. بنفس الطريقة التي ذكرت خلال حفظ القرآن بأن تقرؤوا الآيات بصوت واضح لتطن أصوات الآيات في آذانكم، ولتأخذ الحركات والكلمات شكلاً جيّداً في نظام المخ والذاكرة، وذلك لأنّ واحدة من آثار وخواص الصوت هي إيجاد شكل وتأثير في الأطراف المحيطة.

بالتأكيد، إنّ القراءة الواضحة للآيات ليس بمعنى أن تقرأ بصوت عالٍ وإيذاء الآخرين، وإنما هي تبيان لجوهر الصوت والابتعاد عن القراءة الشفوية، بينما في بعض أماكن حفظ القرآن الأفضل هي القراءة الشفوية، أو حتى يجب ذلك.

19. واحد من أفضل الطرق للتركيز في حفظ آيات القرآن هي قراءة الآية المراد حفظها لأوّل مرّة من القرآن بدقّة كاملة، لتأخذ الصورة الأولى من الآية مكاناً وشكلاً جيّداً في ذاكرتكم وذهنكم.

ومن بعد ذلك، عند قراءتها للمرّة الثانية أيضاً تقرأ من المصحف، وأثناء القراءة نقوم بإغلاق العيون ونحاول تذكر القسم الباقي وقراءته عن حفظ، وعندما لا تستطيعون تذكّر قسم من الآية، نقوم مرّة أخرى بفتح العيون والقراءة من القرآن.

وبعدها نقوم بإغلاق العيون مرّة أخرى، ونتابع قراءة وتذكّر ما تبقّى من الآية، وبهذا الأسلوب نكمل حفظ الآية إلى أن تحفظ كل الآية.

20. لحفظ الآيات الطويلة، تستطيعون الاستفادة من أماكن الوقف في الآيات، وتقسيمها عدّة أقسام، وتحفظونها على أساس هذا التقسيم.

ولمعرفة علامات أماكن الوقف في الآيات، تستطيعون مراجعة الصفحات الأخيرة من بعض المصاحف أو الكتب الرسمية والمعروفة في تجويد القرآن الكريم، أو يمكنكم العودة والاستماع إلى الأشرطة المشهورة بتلاوات القرّاء المعروفين، أو الرجوع إلى بعض الأساتذة المعروفين  وسؤالهم عن تلك العلامات أو حتى التعلّم تحت إشرافهم.

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=2007
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 09 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24