• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : الخطط والبرامج التعليمية .
                    • الموضوع : منهج تدريبي يومي لقرّاء ومجوّدي القرآن الكريم .

منهج تدريبي يومي لقرّاء ومجوّدي القرآن الكريم

بقلم: الاُستاذ حيدر الكعبي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: (لكلّ شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن) [الكافي2/ 615]، وعنه’ أيضاً: (حسّنوا القرآن بأصواتكم؛ فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسناً) [عيون أخبار الرضا(علیه السلام) 1/ 74].

من هذا المنطلق يرى كثير من علماء الصوت والنغم والمهتمّين بهذا العلم أنّ للصوت البشري دوراً كبيراً في جذب الإنسان إلى مضمون النصوص المقروءة، سواء كانت نصوصاً دينيّة أو أناشيدَ حماسيّة ونحوها. ومن دون أن نخوض في تفاصيل الصوت وكفاءاته وكيفيّة إنتاجه نحاول أن نشير إلى كيفية المحافظة عليه وتنمية قابلياته وتقوية اللّياقة الصوتيّة للمؤدِّي.

من المعلوم أنّ أكثر النصوص قراءةً هو القرآن الكريم، والروايتان اللّتان افتتحنا بهما حديثنا تدعوان إلى تلاوته بصوت حسن؛ لأنَّ جمال صوت القارئ أو المؤدِّي يلعب دوراً أساسياً في إيصال المطلب إلى المستمعين وجذبهم إلى المضمون. ويتجلَّى هذا المطلب في حكمة انتخاب الرسول الأعظم’ للصحابي الجليل مصعب بن عمير بعنوان أوّل مبلِّغ وداعية للدين الحنيف في يثرب؛ وذلك لحسن صوته وجمال أدائه، حيث كان يتلو الآيات القرآنيّة على الناس بصوت شجيٍّ وجميل، ويدعوهم إلى الإيمان بالله وبكتابه المجيد.

إنَّ الصوت ينتج عن ارتعاش وترين داخل جهاز ظريف يسمّى (الحنجرة), وهذا الجهاز كسائر أعضاء البدن يحتوي على مجموعة عضلات تُساعد الأوتار على الارتعاش والتقلّص والانبساط والتضييق والانفتاح. وللحصول على صوت جميل وشجيٍّ ومرن وقويٍّ وغيرها من حالات وكفاءات الصوت يجب أن نمرّن عضلات الحنجرة باستخدامها بشكل صحيح على أساس تمارين اُصوليّة ومنظَّمة ناتجة عن خبرة طويلة لأساتذة كبار في هذا الفن العريق, والبرنامج التالي هو أحد التجارب التي يُوصي بها كثير من هؤلاء العمالقة في هذا الفن.

إنَّ الهدف من هذا البرنامج هو أن يكون القارئ دائماً في حال الاستعداد للتلاوة، مع تنشيط الصوت وتنمية قابلياته وإيجاد مجال للإبداع في الأداء، سواء كان في التجويد أو في الصوت والنغم وطول النَّفَس أيضاً. ويعتمد البرنامج على اهتمام القارئ والتزامه بتطبيقه بشكل كامل وصحيح، وحرصه على حصول التطوّر والنموّ في هذا الفنّ المبارك.

وهذا البرنامج عبارة عن جدول خاص لتقييم التدريب اليومي, حيث يعتمد هذا التقييم على ثلاثة عناصر حسب قناعة القارئ بمستوى أدائه, وهي:

       الأوّل: أداء فوق المتوقَّع

وهو أداء التلاوة الممتازة بالمستوى الذي لم يتوقَّع القارئ أنّه كان يتمكّن منه. وفي هذا الحال يفترض بالقارئ البحث والتعرّف على الأسباب التي أتاحت له فرصة التمكّن من هذا الأداء, كاختياره الطبقة الصحيحة للابتداء. وعلامته في جدول التقييم (م) .

       الثاني: كما كان يتوقَّع

وهو أداء التلاوة الجيّدة التي قد تهيَّأ لها القارئ واستعدَّ لها وحصل على النتائج المتوقَّعة كما كان يريد. وعلامته في جدول التقييم (ج) .

       الثالث: أضعف ممّا كان يتوقَّع

وهو أداء التلاوة الضعيفة التي لم يرتضِها القارئ لنفسه, وربما يكون هذا الضعف ناتجاً عن تعب في الصوت قد نشأ من كثرة الكلام أو أيّ عارض آخر كالزكام مثلاً. وأحياناً لم يكن هذا الضعف ناشئاً عن تعب في الصوت، ولكنّه عارض فنّي؛ كاختياره لطبقة صوتيّة خاطئة في الابتداء.

وكيف كان فعليه البحث وتحديد أسباب الضعف, واستشارة اُستاذ متخصّص للحصول على الإرشادات اللازمة لرفع هذا الضعف. والإشارة إلى هذا العنصر في جدول التقييم بحرف (ض).

والبرنامج يقترح للقارئ ثلاثة أوقات للتدريب في اليوم (الصباح، الظهر، المساء) قبل الوجبات الغذائيّة, وهي أفضل أوقات للتدريب حسب آراء وتوصيات كبار القرّاء والمتخصّصين في فنّ الأداء, وربما أنّ تناول حبَّة من الفاكهة كالتفّاح مثلاً يكون جيّداً؛ لوجود الخواص المرطِّبة للأوتار الصوتيّة في الفواكه.

والتدريب في هذه الأوقات الثلاثة يكون حسب النسبة التالية:

إنَّ أيَّ مقدار من الوقت يقضي للتدريب الصباحي فعليه أن يضاعفه في الظهر، وفي المساء بمقدار ضعفين. مثلاً: إذا كان يقضي للتدريب في وقت الصباح 10 دقائق ففي الظهر يجب أن يكون 20 دقيقة، وفي المساء نصف ساعة. ويتمكَّن القارئ من استخدام اُسلوب التدوير (الترتيل) في الحصّة الصباحيّة.

لذا نرى من المناسب أن نشير إلى بعض الملاحظات المهمّة في هذا المجال:

1.      إنَّ الملاك في التدريب هو المدّة الزمنيّة المحدَّدة وليس عدد الآيات أو مقدار المقطوعة المعيَّنة.

2.      إنَّ أيَّ مقطع من مقاطع التلاوة لم يكن بالمستوى الجيّد، ويتوقَّع القارئ تحسّنه عند الإعادة, فعليه إعادته حتى ولو كان لمرّات عديدة؛ بغية الوصول إلى المستوى الجيّد.

3.      على القارئ الانتباه عند التدريب، فإن تعرَّضت حنجرته إلى أيّ عارض أو أحسَّ بألمٍ فيها فعليه ترك التدريب وقضاء بقية الوقت بالاستماع لتلاوة أحد المشاهير من القرّاء.

4.      للحصول على تقييم حقيقي وجيِّد يقترح البرنامج للقارئ تسجيل الحصّة التدريبيّة بشكل كامل ثمّ الاستماع إليها بدقّة، وفي هذه الحالة سيحصل على تقييم جيّد, وسيتعرّف على نقاط الضعف في صوته وأدائه، ونقاط القوّة أيضاً.

ملاحظة: إنَّ الخطباء والرواديد والمنشدين يمكنهم أيضاً الاستفادة من هذا البرنامج وتطبيقه، ويمكنهم الحصول على نسخة من الجدول الخاص بالتدريب من القسم التعليمي في دار السيدة رقية (ع).

والحمد لله ربّ العالمين

وفي أدناه نموذج من الجدول الخاص بالتدريب:

 

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1706
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24