• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : اللقاءات والأخبار .
              • القسم الفرعي : لقاء مع حملة القرآن الكريم .
                    • الموضوع : لقاء مع الاُستاذ علي الكعبي .

لقاء مع الاُستاذ علي الكعبي

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾

دار السيدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم

يواصل الموقع الالكتروني التابع لدار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم إجراء سلسلة من الحوارات القرآنية مع أساتذة الدار وطلبتها ومع نخبة من قرّاء و حفاظ العالم الإسلامي.

وتبرز أهميّة هذه الحوارات القرآنية في أنّها تقدم إضاءات وافية على تجارب الحفّاظ وتقرّب مسيرتهم القرآنية للقارئ الكريم، والذي سيجد فيها نماذج جديرة بالاقتداء، خاصّة وأنّ الجيل القرآني المنشود قد يرى في تجارب هؤلاء الحفّاظ والقرّاء ما يشجّعه على الانضمام إلى هذه المسيرة القرآنية المباركة.

كما أنّ الحوارات المخصّصة لأساتذة الدار من شأنها أن تسهم ـ بلا أدنى شك ـ في الكشف عمّا تراكم من خبرة في أساليب التحفيظ والمناهج الدراسية المعتمدة في دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم والتي بدأت تسجّل حضوراً ملفتاً على الساحة القرآنية، سواءً من خلال الدور التأطيري الذي تضطلع به ، أم بالنظر للإنجاز المشرّف الذي يحرزه طلابها في مختلف المسابقات القرآنية.

 

أحد أعضاء فرقة الغدير للتواشيح الإسلامية واُستاذ فرقة دار السيدة رقية (عليها السلام)

أجرى قسم الثقافة والإعلام في دار السيّدة رقية (عليها السلام) للقرآن الكريم لقاءً مع الاُستاذ علي الكعبي أحد أعضاء فرقة الغدير للتواشيح الإسلامية واُستاذ فرقة دار السيّدة رقية (عليها السلام)، فكان هذا اللّقاء:

ـ هل لكم أن تعرّفونا بشخصكم الكريم؟

اسمي علي عبد الوهاب الكعبي، وعمري 41 سنة، وأنا من مواليد سنة 1971م، ولدت في مدينة بغداد ودرست الابتدائية هناك.

ـ متى بدأ الاُستاذ في تلاوة القرآن الكريم؟

مع الأسف الشديد، لقد بدأت متأخّراً في تعلّم القرآن الكريم، فقد كنت في سنّ الثامنة عشرة من عمري حينما حضرت أوّل جلسة قرآنيّة وهي جلسة العم المرحوم الاُستاذ الحاج عباس الكعبي، وقد تعلّمت منه الأوّليّات من التجويد والوقف والابتداء، وبعد ذلك حضرت جلسة الأخ العزيز الاُستاذ أبي حيدر الخيّاط الدهدشتي وبقيّة الجلسات القرآنيّة.

وعندما عرفت أنّ صوتي يشبه صوت الاُستاذ الكبير الشيخ مصطفى إسماعيل صرت أستمع إلى كاسيتات هذا الاُستاذ بدقّة، ثمّ تعلّمت ـ بالتدريج ـ النغمات القرآنية وتطبيقها على الآيات.

وينبغي على قارئ القرآن الكريم أن يكون له تمرين يومي حتى يُصقل صوته والألحان ترسخ في ذهنه، ويتعوّد لسانه على نطق الحروف العربيّة بشكل فصيح، وأيضاً يتعوّد على أداء أحكام التجويد.

ـ هل شاركتم في المسابقات القرآنيّة؟ وكيف استفدتم منها؟

نعم، لقد شاركت في معظم المسابقات القرآنية والمحافل الدينية، وكنت أفتتح بعض المحافل بالتلاوة.

من حسن المسابقات القرآنية والمحافل الدينية أنّ القارئ يمتحن نفسه باستمرار في المسابقة، ويعرف مقامه بين القرّاء المعتبرين، من ثمّ يتعلّم الكثير منهم؛ كالتجويد والأداء الممتاز واللّحن والصوت والدقّة في الوقف والابتداء.

ـ متى بدأت فرقة الغدير للتواشيح الإسلامية؟

في سنة 1368 ش، وعندما كنّا نحضر جلسة الاُستاذ أبي حيدر الخيّاط في فواصل التلاوات للإخوة الحضور؛ كان الاُستاذ يقرأ بعض المدائح والابتهالات، ومن هنا بدأت فكرة الفرقة، تحاورنا في الموضوع مع الاُستاذ أبي حيدر، وشكّلنا فرقة من ثمان أشخاص، فبدأت الفرقة بالعمل والتمارين الجادّة وكنّا نقلّد الفرق السورية القديمة، وأجرينا بعض الأعمال في ذلك الوقت، ثمّ اخرتنا لها هذا الاسم المبارك: (فرقة الغدير)؛ لأنّ أوّل عمل رسمي قدّمته الفرقة كان في عيد الغدير المبارك.

ـ هل كانت هناك صعوبات واجهت الفرقة؟

نعم، لقد واجهتنا بعض الصعوبات في التلحين والأداء؛ لأنّ الأصوات لم تكن منسجمة مع بعضها، وكانت التجربة قليلة، والمشكلة الأساسية هي الالتزام بأوقات التمرين، فكما تعلمون إنّ فرق التواشيح يجب أن تتمرّن كثيراً حتى تقرأ بصوت واحد، والإخوة قد واجهوا مشكلة هنا وهي أنّ أعضاء الفرقة كانوا مشغولين بالأعمال اليومية، فقامت الفرقة بوضع قوانين ليلتزم أعضاؤها بالوقت، وواجهنا أيضاً مشاكل اُخرى كثيرة، ففكّرنا بتقليص العدد، فقام ثلاثة من الأعضاء بالإعلان عن انصرافهم، وبقينا خمسة أشخاص، وإلى الآن.

ـ كيف كان برنامج التمرين؟

كان برنامج التمرين لفرقة الغدير منظّماً جدّاً؛ فلدينا جلستان كلّ الاُسبوع طوال السنة، ما عدا المناسبات، والإخوة الأعزّاء كانوا ملتزمين بالتمرين، وأنا أعتقد أنّ موفّقية الفرقة كانت في هذا الأمر؛ لأنّ التمرين المتواصل حاصله دعوات متواصلة وطلبات أكثر على الفرقة.

ـ ما هي أهمّ المحفّزات التي ساعدت الفرقة على الاستمرار؟

الحافز الأوّل والأخير هو: خدمة القرآن الكريم وأهل بيت النبوّة (عليهم السلام)؛ لأنّ جميع توفيقاتنا كانت من القرآن وأهل البيت (عليهم السلام)، والإخوة الأعزّاء في فرقة الغدير قد نذروا أنفسهم لهذه الخدمة، وشاهدنا دعوات المؤمنين لهذه الفرقة، وعندما قرأنا في خدمة قائد الثورة الإسلامية آية الله الخامنئي (حفظه الله تعالى) أكّد لنا بالاستمرار في هذا العمل وإحياء هذا التراث، وأودّ أن اُعلم المتابعين لهذه الفرقة أنّ أعضاءها مشغولون بأعمال اُخرى؛ فمنهم المدرّس، ومنهم الكاسب، ومنهم المدير، وليست قراءة التواشيح هي العمل الوحيد للأعضاء.

ـ ما هي المواقف التي لا تُنسى خلال مسيرتك القرآنية ومسيرتك في الفرقة؟

من أهمّ المواقف للفرقة هي تشرّفها بحجّ بيت الله الحرام وزيارة النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله) وزيارة البقيع، وأيضاً اللّقاء الذي كان مع سماحة آية الله العظمى السيّد الخامنئي (دام عزّه) وإرشاداته لنا والدعاء للفرقة بالتوفيق.

وكلّ السفرات الخارجية كانت مواقف لا تُنسى؛ لأنّها كانت خدمةً للمذهب والتشيّع أيضاً، وعندما كنّا نقرأ المدائح فإنّنا نرى البهجة والسرور على وجوه المؤمنين، وكان هذا شيء يسعدنا لأنّه يشعرنا بأنّنا قد أدّينا المطلب.

ولي أيضاً موقف لا أنساه أبداً وهو: عندما كنّا في أحد المدن الباكستانية حضرنا في أحد المساجد هناك، واختارتني الفرقة لتلاوة القرآن الكريم، أتاني أحد المسلمين الخدّام في المسجد ليشجّعني ويعطيني الروحية؛ فقال لي: قبل شهرين في هذا الوقت انفجرت قنبلة هنا فنرجو منك الدعاء لهم، وقال لي أيضاً: إنّ الارهابيين واعدونا أن يفجّروا قنبلة اُخرى في وقت آخر، فهذا الموقف أتذكّره دائماً لأنّي كنت أقرأ القرآن وأنا أرتعد من الخوف.

ـ ما هو سبب إشرافكم على تدريب فرقة دار السيّدة رقية (عليها السلام)؟ وما هي اقتراحاتكم للفرقة؟

بالنسبة إلى فرقة دار السيدة رقية (عليها السلام)، فإنّها فرقة ممتازة وطوّرت نفسها بسرعة فائقة جدّاً؛ لأنّ الشباب في الفرقة هم من قرّاء القرآن الكريم والحفّاظ أيضاً، ويجيدون اللّغة العربية الفصحى، وهذا شيء أساسي في فرق التواشيح، وأرجو من المسؤولين في الدار أن يشجّعوا الفرقة، وأن تستمرّ الفرقة بالعمل؛ لأنّ الانقطاع سيكون بضرر الإخوة الشباب، ويجب أن يكون لهم تمرين مستمرّ، كما أنّ مسؤولي الدار قد شاهدوا أنّ الفرقة قد دُعيت إلى برامج متعدّدة وأجروا برامج ممتازة أمام الحضور ونالوا إعجاب الناس، ومن الله التوفيق.

ـ في نظركم: ما هي المحفّزات لهذا الجيل حتى يقترب من القرآن وأهل البيت (عليهم السلام)؟

من أهمّ المحفّزات لهذا الجيل: إقامة جلسات منظّمة وقصيرة، وتشجيع المسؤولين، وإعطاء هدايا مختصرة إلى الشباب، وإقامة سفرات داخلية واُمسيات قرآنية، واختيار الجيّدين منهم وإرسالهم إلى جلسات معتبرة واُمسيات رسميّة؛ كي يتعرّفوا على إخوانهم من القرّاء الممتازين.

وفي الختام أشكر الإخوة العاملين في دار السيدة رقية (عليها السلام) لإتاحتهم هذه الفرصة لي، وأشكرهم على جهودهم المتواصلة لخدمة القرآن الكريم، وجزاهم الله خير الجزاء، وشكراً.


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1702
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29