• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : دروس الدار التخصصية .
              • القسم الفرعي : الحفظ .
                    • الموضوع : دور القرائن في تثبيت المحفوظات (القسم الثالث) .

دور القرائن في تثبيت المحفوظات (القسم الثالث)

الأستاذ الحافظ حميد كناني

الرباعيات:

إنّ ما كتبناه في الحلقتين السابقتين حول الثلاثيات وما انتخبناه من الأمثلة المتعددة، هو إشارة إلى جانب من هذا الموضوع (الثلاثيات), والمطلوب من القارئ أو الحافظ الكريم القياس على ذلك والبحث عمّا شابه الأمثلة أو ما يماثلها. والآن إذ نفتح باباً آخر من أبواب القرائن ودورها في تثبت المحفوظات فإننا نهدف من خلال الأمثلة التي نقدّمها إلى إرشاد وهداية القارئ والحافظ الكريم إلى سبل استخراج هذه القرائن والتعامل معها من خلال التحليل وبالتفصيل؛ وذلك لتسهل علمية حفظ آي الذكر الحكيم.

أمّا الباب الذي نفتحه في هذا العمود الوجيز (باب الرباعيات) فهو كما ذكرنا في موضوع الثنائيات والثلاثيات, أي يتم استخراج أربع آيات والاطّلاع على الوجوه المشتركة فيها من ألفاظ ومعانٍ وأرقام، وإليك عزيزي المطلع الأمثلة وعلى النحو التالي:

المثال الأوّل:

1-    (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ...)[النساء/78].

2-    (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ)[الحجر/16].

3-    (تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً)[الفرقان/61].

4-    (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ)[البروج/1].

لقد وردت كلمة البروج أربع مرات في القرآن الكريم. وكما جاء في الآيات المذكورة أعلاه فالآيات الأربع مشتركة من ناحية اللفظ والمعنى معاً, وأمّا من ناحية الأرقام فالقاسم المشترك موجود في أكثر من جهة:

1-    الرقم (78) في آية سورة النساء معكوس.

2-    الرقمان (16) في الحجر و(61) في الفرقان معكوسان.

3-    الرقم (1) في البروج و(61) في الفرقان مشتركان في الآحاد, ووجه الاشتراك هو الرقم (1).

المثال الثاني:

 1 ـ (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)[الأنعام/12].

2 ـ (أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ)[الإسراء/93].

3 ـ (حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا)[يونس/24].

4 ـ (وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ)[الزخرف/35].

المثال الثاني هو شبيه بالمثال الأول إلى حدٍّ ما, فإنّ كلمة الزخرف وردت في القرآن الكريم أربع مرات كما وردت كلمة البروج, إلاّ أنّ هذه الآيات تختلف مع آيات البروج من ناحية المعنى؛ ففي آيات الزخرف إنّ اللفظ المشترك موجود ولكن المعنى المشترك مفقود.

وأمّا من ناحية الأرقام فإنَّ القاسم المشترك بين الآيات الأربع هو الترتيب والتسلسل الموجود في آحاد الأرقام الأربعة, وهو على الشكل التالي: 2 ـ 3 ـ 4 ـ 5.

1-    الأنعام (112) 2 ـ الإسراء (93) 3 ـ يونس (24) 4 ـ الزخرف (35).

المثال الثالث :

1-    (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ)[هود/3].

2-     (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)[هود/52].

3-  (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ)[هود/61].

4-    (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)[هود/90].

نلاحظ أنّ المثال الثالث شبيه جداً بالمثال الثاني من ناحية الأرقام, وأمّا الاختلاف بينهما فهو أنّ الآيات المختارة في المثال الثالث هي من سورة واحدة وهي سورة هود, بينما نجد الآيات المختارة في المثال الثاني هي من أربع سور متفرقة. أمّا القاسم المشترك في آيات سورة هود: فمن ناحية المعنى فهو قصص الأنبياء, ومن ناحية اللفظ فهو الدعوة إلى الاستغفار؛ حيث تكرر فعل الأمر (استغفروا) في الآيات الأربع, وهو مسبوق بشكل يختلف بين آية واُخرى: 1 ـ وإن استغفروا 2 ـ ويا قوم استغفروا 3 ـ فاستغفروه 4 ـ واستغفروا.

وأمّا الأرقام الأربعة فالاشتراك ووجه الشبه فيها فهو ترتيبي ومتسلسل مشترك في الآحاد (90 ـ 61 ـ 52 ـ 3 ), لاحظ تسلسل الأرقام من آخر السورة إلى أولها (0 ـ 1 ـ 2 ـ 3).

المثال الرابع: هذا المثال وهو الأخير يجمع لنا آيات التحدي الأربع على النحو التالي:

1-    (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[البقرة/23].

2-     (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[هود/13].

3-    (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[يونس/38].

4-     (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً)[الإسراء/88].

الآيات المذكورة أعلاه هي آيات التحدي, فالتحدي إذاً هو القاسم المشترك من ناحية المعنى, وأمّا من ناحية اللفظ فكما هو واضح فالآيات الثلاث الاُولى من سورة البقرة وهود ويونس تنتهي بـ (مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ), هذا بالإضافة إلى أنَّ آيتَي سورة البقرة وهود متشابهتان تماماً. وقد اختلفت آية الإسراء من الناحية اللفظيّة عن بقية الآيات, إلاّ أنّها أصل موضوع التحدي, وربما هي أهمّ آية فيه.

أمّا من ناحية الأرقام فإنّ رقم آيتَي سورة البقرة وهود يتشابهان في الآحاد, والقاسم المشترك بينهما هو الرقم (3), وكذلك آيتَي سورة يونس والإسراء يتشابهان في الآحاد, والقاسم المشترك بينهما هو الرقم (8).

 

 

أضيف إلى بحث الرباعيات المذكورة سلفاً بحث آخر، وهو رباعيات من نوع آخر والواقع أنّ صياغة واستخراج هكذا مجموعات من الثنائيات والثلاثيات والرباعيات، هو طريقة جديدة وبصيغة أخرى ليس لتثبيت المحفوظات فقط، وإنّما لحفظ أرقام الآيات والتعمق في مفاهيم القرآن والتدبر في آياته؛ لأنّ كلّ مجموعة مرتبط مع بعضها من خلال القواسم المشتركة التي تجمعها، ويمكن للحافظ الكريم بعد قراءة هذه المباحث بدقة والتأمل في أمثلها استخراج مجموعات أخرى متشابهة، وفيما يلي بعض الأمثلة الرباعية.

المثال الأول:

لقد ورد خطاب {يا أيها الناس} 21 مرّة في القرآن الكريم حسب الترتيب التالي سورة البقرة مرتان، سورة النساء أربع مرات، سورة الأعراف مرّة واحدة، سورة يونس أربع مرات، سورة الحج أربع مرات، سورة فاطر ثلاث مرات، سورة لقمان مرة واحدة، سورة الحجرات مرة واحدة، سورة النمل مرة واحدة، وهكذا كما نلاحظ أنّ خطاب {يا أيها الناس} في ثلاثة من السور التسعة (النساء، يونس، الحج) ورد أربع مرات، وعلى النحو التالي:

1ـ سورة النساء

1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} النساء: 1.

2. قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا} النساء: 133.

3. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآَمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء: 170.

4. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} النساء: 174.

2ـ سورة يونس (عليه السلام)

1. قوله تعالى: {فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} يونس: 23.

2. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} يونس: 57.

3. قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} يونس: 104.

4. قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} يونس: 108.

3ـ سورة الحج

1. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} الحج: 1.

2. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} الحج: 5.

3. قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ} الحج: 49.

4. قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} الحج: 73.

 كما نلاحظ أعلاه أنّ هناك اثنا عشر آية مقسّمة على ثلاثة سور بشكل متساوي، في كلّ سورة أربع آيات، وهي نسبة عالية من المجموع 21 آية ورد فيها خطاب {يا أيها الناس} أضف إلى ذلك رباعية أخرى، وهي أنّ صيغة {قل يا أيها الناس} وردت أربع مرات في ثلاثة سور هي يونس والحج المذكورتان أعلاه،  وفي سورة الأعراف: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} الأعراف: 158.

المثال الثاني. أسماء الأنبياء (عليهم السلام)

في هذا المثال أقدم رباعية عددية من نوع آخر، وهي أنّ ثلاثة من الأنبياء وردت أسماء كلّ واحد منهم أربع مرات في القرآن الكريم، وعلى النحو التالي:

1. محمد (صلى الله عليه وآله)

1. قوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} آل عمران: 144.

2. قوله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} الأحزاب: 40.

3. قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ} محمد: 2.

4. قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} الفتح: 29.

2. يونس (عليه السلام)

1. قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} النساء: 163.

2. قوله تعالى: {وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ} الأنعام: 86.

3. قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} الصافات: 139.

4. قوله تعالى: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} يونس: 98.

 

 

3. أيوب (عليه السلام)

1. قوله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} النساء: 63.

2. قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ} الأنعام 84.

3. قوله تعالى: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} الانبياء: 83.

4. قوله تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ} ص: 41.

المثال الذكور أعلاه واضح جداً ولا يحتاج إلى تعليق.

المثال الثالث :

هذا المثال المختار بصيغة أخرى، وهي منتشرة في أغلب سور القرآن الكريم، وخاصّة السور الطويلة، وهي أسماء الله الحسنى، وغالباً ما تأتي في نهاية الآية مسبوقة بضمائر مثل: وهو... إنّه هو... إنّ الله... والله...الخ

لقد وردت صيغة إنّك أنت ثمانية مرات في القرآن الكريم، وحسب الترتيب التالي:

1. قوله تعالى: { قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} البقرة: 32.

2. قوله تعالى: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} البقرة: 127.

3. قوله تعالى: { رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة: 128.

4. قوله تعالى: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} البقرة: 129.

5. قوله تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} آل عمران: 35

6. قوله تعالى: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} المائدة: 118.

7. قوله تعالى: { رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} غافر: 8.

8. قوله تعالى: { رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} الممتحنة: 5.

نستخرج من الآيات الثمانية المذكورة أعلاه الرباعيات التالية، وهي أيضاً تشكل أربعة رباعيات:

1. هناك أربعة آيات من الآيات الثمانية جاءت في سورة واحدة وجزء واحد (سورة البقرة الجزء الأول)

2. هناك أربعة آيات لها بداية مشتركة {رَبَّنَا}.

3. هناك أربعة آيات لها نهاية مشتركة {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

4. هناك أربعة صيغ مذكورة من أسماء الله الحسنى في الآيات الثمانية.

1. العليم الحكيم 2. السميع العليم 3. التواب الرحيم 4. العزيز الحكيم

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1604
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 11 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 07 / 24