• الموقع : دار السيدة رقية (ع) للقرآن الكريم .
        • القسم الرئيسي : السيرة والمناسبات الخاصة .
              • القسم الفرعي : النبي (ص) وأهل البيت (ع) .
                    • الموضوع : إيمان أبي طالب (عليه السلام) .

إيمان أبي طالب (عليه السلام)

الشيخ يوسف الشقاق

ورد عن النبي(صلى الله عليه وآله) قوله: (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) [الوافي للفيض الكاشاني]. إن التاريخ لم يظلم أحدا كما ظلم أبا طالب، وما أساء المسلمون إساءة أفحش وأعظم من إساءتهم للنبي(صلى الله عليه وآله) في عمه ابي طالب(عليه السلام) بقولهم أن أبا طالب مات على غير دين ابن أخيه ويروون في ذلك الأحاديث والروايات الباطلة. إن إثبات إيمان أبي طالب من عدة طرق منها:

1ـ آثار أبي طالب العلمية والأدبية:

1.      إن ما تركه أبوطالب من قصائد شعرية وأقوال نثرية لدليل على إيمانه ونحن نذكر هنا بعضاً من تلك الآثار التي تدل على إيمانه برسول الله(صلى الله عليه وآله) وبالإسلام:

ليعلم خيار الناس أن محمدا *** نبي كموسى والمسيح ابن مريم

أتانا بهدي مثل ما أتيا به** * فكل بأمر الله يهدي ويعصم

2.      قال(عليه السلام) مخاطبا رسول الله(صلى الله عليه وآله) لما أخافته قريش:

والله لا يصلوا إليك بجمعهم *** حتى أوسد في التراب دفينا

فانفذ لأمرك ما عليك غضاضة*** فكفى بنا دينا لديك ودينا

ودعوتني وزعمت أنك ناصح *** فلقد صدقت وكنت قبل أمينا

وعرضت ديناً قد علمت أنه *** من خير أديان البرية دينا

لولا الملامة أو حذاري سبة *** لوجدتني سمحاً بذاك مبينا

3.      يقول في أبيات أرسلها إلى النجاشي ملك الحبشة:

لا ليت شعري كيف في الناس جعفر *** وعمرو وأعداء النبي الأقارب

وهل نال إحسان النجاشي جعفرا *** وأصحابه؟؟ أم عاق عن ذلك شاغب

4.      وقال: في قصيدة أخرى يأمر النجاشي أن يعبد إلها واحداً لا ثاني له:

فلا تجعلوا لله نداً وأسلموا *** فإن طريق الحق ليس بمظلم

5.      ويقول مخاطباً لقريش:

ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا *** نبيا كموسى خط في أول الكتب

وإن عليه في العباد محبة *** ولا حيف فيمن خصه الله بالحب

وإن الذي رقشتم في كتابكم *** يكون لكم يوما كراغية السغب

6.      يقول في أبيات يهجو بها قريشا حين عذبت عثمان بن مظعون

حتى تقر رجال لا حلوم لها *** بعد الصعوبة بالأسماح واللين

أو تؤمنوا بكتاب منزل عجب*** على نبي كموسى أو كذي النون

7.      قال رحمه الله يخاطب أخاه حمزة وكان يكنى بأبي يعلى:

فصبراً أبا يعلى على دين أحمد*** وكن مظهراً للدين وفقت صابرا

وحط من أتى بالحق من عند ربه*** بصدق وعزم لا تكن حمزة كافرا

فقد سرني إن قلت: أنك مؤمن*** فكن لرسول الله في الدين ناصرا

وباد قريشا بالذي قد أتيته*** جهارا، وقل ما كان أحمد ساحرا

8.      قوله يخاطب ولديه جعفرا وعليا

ان عليا وجعفرا ثقتي *** عند ملم الزمان والنوب

لا تخذلا وانصرا ابن عمكما *** أخي لأمي من بينهم وأبي

والله لا أخذل النبي ولا *** يخذله من بني ذو حسب

9.      وقال في أمر الصحيفة

الا من لهم آخر الليل منصب *** وشعب العصا من قومك المتشعب

وقد كان في أمر الصحيفة عبرة *** متى ما يخبر غائب القوم يعجب

محا الله منها كفرهم وعقوقهم*** وما نقموا من معرب الخط معرب

10.    يقول (عليه السلام) في مدح النبي(صلى الله عليه وآله)

لقد علموا أن ابننا لا مكذب *** لدينا ولا يعني بقول الأباطل

فأيده رب العباد بنصره*** وأظهر ديناً حقه غير باطل

2ـ أسلوب عمله، وتصرفاته في المجتمع:

ان الطريق الثاني للبرهنة والتدليل على إيمان أبي طالب هو مواقفه من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وكيفية دفاعه وذبه عنه وحمايته له، وما قام به من خدمات جليلة في هذا الطريق ونحن نذكر بعض من تلك المواقف على سبيل الاختصار لا الحصر:

1.      خرج النبي(صلى الله عليه وآله) من البيت ولم يعد، وجاء أبوطالب وعمومته الى منزله فلم يجدوه فجمع أبوطالب فتياناً من بني هاشم وبني عبدالمطلب فقال لهم ليأخذ كل واحد منكم حديدة صارمة ثم ليتبعني إذا دخلت المسجد فلينتظر كل فتى منكم فليجلس إلى عظيم من عظمائهم فيهم ابن الحنظلية ـ يعني ابا جهل ـ فحمل الفتيان ما أمرهم به فجاء زيد بن حارثة فوجد أبا طالب على تلك الحالة فقال: يا زيد أحسست ابن أخي محمد؟ فقال: نعم كنت معه آنفا. فقال أبوطالب: لا أدخل بيتي أبدا حتى أراه.

فخرج زيد وأتى به إلى المسجد ولما رآه أبو طالب قال: يابن أخي أين كنت؟ أكنت في خير؟ قال: نعم وجاء في غد وأخبر قريشاً ما عزم عليه.

2.      وفي يوم من الأيام رأى ابن الزبعري ـ احد شياطين الشرك ـ النبي(صلى الله عليه وآله) يصلي فجمع أقذاراً وألقى بها عليه وهو ساجد ولما فرغ من صلاته انطلق إلى عمه أبي طالب يخبره بذلك وأتى معه إلى جمع من قريش وصرخ فيهم قائلا: والله لئن قام رجل لأقصمنه بسيفي هذا، فقبعوا في أماكنهم... ووقف على رؤوسهم يقول: يا بني من الفاعل بك هذا؟ فقال: هو ذاك و أشار الى ابن الزبعري.

فهجم أبوطالب عليه ولطمه لطمة على أنفه تركته يسيل دما... ثم لطخه بتلك الأوساخ... وعطف على الباقين بها على لحاهم حتى إذا أتى عليهم جميعاً نظر الى محمد وقال له: أرضيت يابن أخي؟ وتسألني من أنت؟

أنت النبي محمد قرم أغر مسوّد... إلخ الأبيات

3ـ وصية أبي طالب لأولاده عند وفاته:

(...أوصيكم بمحمد خيراً فإنه الأمين في قريش والصديق في العرب وهو الجامع لكل ما أوصيكم به وقد جاء بأمر قبله الجنان وأنكره اللسان مخافة الشنآن وأيم الله كأني أنظر إلى صعاليك العرب. وأهل البر في الأطراف والمستضعفين من الناس قد أجابوا دعوته وصدقوا كلمته وعظموا أمره فخاض بهم غمرات الموت فصارت رؤساء قريش وصناديدها أذنابا ودورها خرابا وضعفاءها أربابا وإذا أعظمهم عليه أحوجهم إليه. وأبعدهم منه أحظاهم عنده قد محضته العرب ودادها وأعطته قيادها دونكم يا معشر قريش كونوا له ولاة ولحزبه حماة والله لا يسلك أحد منكم سبيله إلا رشد، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سعد).

إن القارئ لهذه الوصية ليشم منها رائحة الإيمان ويلمس منه فراسة المؤمن.

4ـ رأي أقربائه وأصدقائه والمؤلفين غير المغرضين فيه:

1.      إن كثيرا من العلماء المحققين وكثير من الأولياء العارفين ارباب الكشف قالوا: بنجاة أبي طالب منهم القرطبي والسبكي والشعراني وخلائق كثيرون وقالوا هذا الذي نعتقده وندين الله به (ثم قال) فقول هؤلاء الائمة بنجاته أسلم للعبد عند الله تعالى [الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب، نقلاً عن أسنى المطالب، للسيد أحمد زيني دحلان الشافعي].

2.      روي عن علي بن الحسين عليهما السلام انه سئل عن إيمان أبي طالب فقال: (واعجبا أن الله تعالى نهى رسوله ان يقر مسلماً على نكاح كافر وقد كانت فاطمة بن أسد من السابقات إلى الإسلام ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات)

3.      قال الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف اسروا الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين وأن أبا طالب أسر الإيمان وأظهر الشرك فأتاه الله أجره مرتين. [النيسابوري، محمد بن القتال، روضة الواعظين، ج 1، 139].

4.     

يا أبا طالب!! فدتك السجايا*** من مجير، سمح الجنان نصير

يؤثر الطفل بالطعام سخياً*** وبدفء من الفراش الوثير

(بولس سلامة)

 

5.      ابو طالب عم النبي وكافله ومربيه وناصره كان من أبطال بني هاشم ومن الخطباء العقلاء الأباة

خير الدين الزركلي

6.      حامي النبي(صلى الله عليه وآله) ومعينه ومحبه أشد حب وكفيله ومربيه والمقر بنبوته والمعترف برسالته والمنشد في مناقبه أبياتاً كثيرة شيخ قريش

العلامة الشيخ سليمان القندوزي ـ الحنفي

7.      يجب ان نعتقد أن اباء نبينا وأئمتنا مسلمون ابدا، بل اكثرهم كانوا اوصياء فالأخبار عند اهل البيت^ على إسلام أبي طالب مقطوعة وسيرته أدلة عليه، ومثله مثل مؤمن آل فرعون.

الشيخ الطوسي: رسالة العقائد الجعفرية مسألة 45.

8.      وأسلم أبوطالب وحسن إسلامه وصدق رسوله(صلى الله عليه وآله) في كلمته وله شأن عجيب لا يحتمله أهل بغداد فمما صدقه فيه(صلى الله عليه وآله) قوله: (اذهب بني فما عليك غضاضة) وذكر الأبيات.

المبرد: الكامل في الأدب

9.      اسلم والله أبوطالب ببيت قاله وهو قوله:

نصرنا الرسول رسول المليك*** ببيض تلألأ كلمع البرق

المأمون العباسي

10.    بسم الله الرحمن الرحيم: أما بعد فإنك إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار

جواب الامام الرضا(عليه السلام) لمن كاتبه عن ذلك

هذه هي أهم الطرق التي يستدل بها على إيمان أبي طالب

 

 

 

 

 

 


  • المصدر : http://www.ruqayah.net/subject.php?id=1529
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 06 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28